Ads by Google X

رواية أو أشد قسوة الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم سارة مجدي

الصفحة الرئيسية

    

 رواية أو أشد قسوة الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم سارة مجدي



تنظر له بأبتسامة ناعمة خجولة ترتسم على ثغرها الملون بلون وردي هادئ لا يلفت النظر لكنه فعل بقلبه الافاعيل .. هو يراها نبتة صغيرة بها زهرة وردية اللون على اوراقها الصغيرة قطرات الندى التي تزيدها جمالًا ورقة .. بنظراتها التي تضمه اليها بحنان أم ولهفه عاشقة .. وقلب محبه .. يرى في عيونها ما يزيد حبه لها خاصة وهي تمنح رجولته المخدوشة بسبب مرضة مكانة خاصة .. مد يده يمسك يدها المسترية فوق الطاولة وقال بحب كبير
-انا بحبك اوي .. معرفش أمتى وإزاي قدرتي تخطفي قلبي في وقت قليل أوي كدة تسكنية وتملي كل ركن فيه .. وتحوليه من صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء .. لجنة غناء مليانه حياة وسعادة وفرح
اسبلت أهدابها بخجل فطري تنظر الي يده التي تحتضن يدها واتسعت أبتسامتها الخجلة ليكمل كلماته وكأنه يريد أن يخرج كل ما بداخله من مشاعر الان امامها .. يعترف أعتراف المجرم الذي يود التخلص من ذنبة وأعتراف العاشق الذي أضنى قلبه ليالي العشق والسهر
-اول واحدة كنت خايف من رد فعلها على مرضي هو أنتِ .. لكن لما عرفت أن حتى شخصيتي التانية أختارت تسكن جمبك .. حسيت إنك ملاك ربنا باعته ليا علشان بس يطبطب على قلبي ويقولي أنت مش لوحدك يا أدهم نصك التاني جمبك ومعاك .. حواء اللي أتخلقت من ضلعك موجودة جمبك .. ومن أجمل ما خلق ربي
رفعت عيونها اليه وبداخلها الكثير من الحديث التي تود البوح به له .. هو يستحق ان تقول ما بداخلها يستحق أن يعرف جيدا ما باخلها وما يحمله قلبها من أجله .. فقالت بنفس الابتسامة الناعمة
-أنا كمان يا أدهم .. من أول مرة شوفتك فيها حسيت أحساس غريب أحساس إني أعرفك من زمان .. زي ما يكون متربين مع بعض أو إنك إبن الجيران اللي سكن حبه قلبي من يوم ما وعيت على الدنيا .. المرض ده شيء ميقلش منك ده أختبار من ربنا .. وفيه منحة ومحنة هنمر سوا بالمحنة .. وننجح في الأختبار علشان نستحق المنحة .. محدش له في نفسه حاجة وأي حد ممكن يتعرض للأكتر من كده بكتير .. يعني مثلًا لو بصيت على محنة أستاذ عدنان هتلاقيها صعبة أوي .. أختبار فوق الطاقة لكن لما ربنا أبتلاه بالمرض ده كان عارف كويس هو يقدر يستحمل ايه وميقدرش على أيه علشان كده أنت قد أختبارك .. وقد كل اللي جاي .. أيدي في أيدك هنعدي المحيط والمستحيل قدمنا هيبقى سهل وبسيط
لمعت عينيه بدموع السعادة والفرح .. فتلك الجميلة الرقيقة بكلمات بسيطة أستطاعت أن تلون حياته بالوردي كما هي وردية رقيقة .. جعلت بداخله طاقة كبيرة لتحمل كل ما هو أت ومهما كان مرضه وأعراضه .. وتوابعه صعبه هو قادر على أجتياز هذا الامتحان
رفع يدها الي شفتيه يقبلها وعينيه بعيونها .. لكن بدلًا من قبلة على ظهر يدها كانت في باطنها وتحولت لعدة قوبلات متتاليه .. فوق أطراف الاصابع وبعد كل إصبح قبله في باطن يدها
كانت تشعر بالخجل وعيونها تدور في وجوه الناس ترى هل يرى أحد ما يقوم به ذلك الرجل الذي أسر قلبها وعقلها وروحها بعشقة وحبه ورجولته الطاغية
أبتسم لها وهو يقول
-ملكيش دعوة بالناس واللي يشوفنا يشوفنا وفيها ايه؟ أنا بحبك ومستعد أصرخ بيها بصوت عالي في كل مكان وقدام اي حد
أسبلت أهدابها بخجل ليقبل يدها مرة أخرى وقال بجدية حتى يخرجها من حاله الخجل تلك التي تلبستها ويشعر بها بسبب أرتعاشة يدها
-دلوقتي عندنا مشكلة
انتبهت جميع حواسها حين نطق كلماته .. ليقول هو بنفس الجدية
-دلوقتي أهلك ميعرفوش حاجة عن موضوع مرضي .. وثامر لما بيبقا موجود بيروح الشقة اللي قصادهم يعني ممكن الصدف تجمعهم .. هيبقا ايه الحال وقتها
زمت شفتيها كالاطفال دليل على التفكير وظل هو يتأملها بسعادة ف رغم قلقه الحقيقي مما قاله منذ لحظات الا أنه مستمتع بكل لحظة تمر به معها .. ظلت هي على صمتها لكن في النهاية قالت بهدوء
-وهناك اصلا مشكلة تانية .. أن ثامر مش بيحبني صحيح بقينا أصحاب شوية
ورفعت أصبعيها الابهام والسبابة وقربتهم من بعضهم الا قليلا تعبيرًا عن حجم صداقتهم الضئيل .. وأكملت
-لكن ده ميمنعش انه شايفني غفير
-ده اعمى البصر والبصيرة .. هو فيه غفير قمر كده .. وصغير كدة .. وجميل كدة
لتخبئ وجهها بيديها بخجل ليضحك بصوت عالي وهو يقول بمشاغبة
-أموت انا
أبعدت يدها تنظر له باندهاش ليقول بصدق
-أنا بحبك يا سليمة .. ومستعد علشان خاطرك أعمل اي حاجة.
مدت يدها ليده ليمسكها بقوة حانية حين قالت
-إيدي في إيدك هنعدي الصعب
بعد مرور بعض الوقت كانوا قد انتهوا من تناول الطعام وشرب أدهم قهوته .. وقف وهو يقول بحماس
-يلا بينا على الشركة .. النهاردة هندلها وإيدي في إيدك
كانت تشعر بالخجل لكن حماسة بأظهار حبه لها للجميع جعلها هي الاخرى تريد أن يعلم الجميه إن ذلك الرجل المهيب هو زوجها .. حبيبها
في طريقهم الي الشركة ورد اتصال لأدهم يخبره أن هناك من ينظره ويرفض أخبارهم بأسمه أو سبب الزيارة ويقول ان الامر شخصي وهام .. شعر أدهم بالقلق لكنه لم يعلق بشيء سوا انه في الطريق
والوقت الباقي حتى المؤسسة كان صامت تمامًا
…………….
في الطريق الصحراوي كان يقود السيارة وأبتسامة انتصار ترتسم على ملامحه .. لكن تلك الابتسامة اختفت حين لاحظ على بعد عدة امتار كمين للشرطة .. أن تلك الكمائن عادية ومعتادة على ذلك الطريق .. ودائما كان يقابل فيها بالترحاب من الضابط الذي يرأس ذلك الكمين .. ومؤكد هذه المرة لن تختلف كثيرًا عن سابقيها هو فقط يرسم تلك الابتسامة الواثقة ويعرف عن نفسة سينتهي الامر ببساطة
أقترب من مكان وقوف الضابط .. أنزل الزجاج ونظر اليه بأبتسامة واثقة وقال
-صباح الخير
ومد يده بالرخصة ليقول الضابط بترحيب بعد أن سأل عن شخصة وتأكد من هويته
-أستاذ مراد مذيعنا المحبوب اهلا بحضرتك
-اهلا بيك
أجابه مراد بهدوء وثقة مبالغ بها .. لينظر الضابط في أتجاه ظلال الغافية بفعل المنوم وقال بأستفهام
-عرفنا ان البرنامج في أجازته السنوية
لينظر مراد الي ظلال وقال بتأكيد
-فعلًا علشان كدة انا وانسة ظلال خطيبتي قررنا نغير جو شوية بعيد عن القاهرة وزحمتها
ظل الضابط محافظ على أبتسامته وقال
-طيب معلش ممكن بس حضرتك تصحيها علشان نشوف البطاقة بتاعتها
وأقترب من النافذة أكثر وقال بصوت منخفض
-أصل عندنا أخبارية أختطاف .. حضرتك فوق الشبهات أكيد وأكيد برده مقدر موقفي
ظهر الغضب على ملامح مراد وقال ببعض الغرور
-لولا اني مقدر كنت أفتكرت فعلًا أن حضرتك بتتهمني .. لكن على العموم أتفضل
وأمسك حقيبه ظلال فتحها واخرج منها البطاقة واعطاها للضابط الذي أتسعت أبتسامته وهو يقول
-حضرتك قد ايه رقيق مش عايز تصحيها وتزعجها
لم يجيب مراد على كلماته ليعيد الضابط له البطاقة والرخص وقال بأدب
-بعتذر لو ازعجناك لكن ده شغلنا
وأشار له أنه يستطيع أكمال طريقه .. ليدير مراد المحرك وانطلق .. لتتحول ملامح الضابط وهو يتحرك الي سيارته الخاصة المركونه خلف مبنى الكامين .. وأمر الباقي بأكمال عملهم حتى يعود
وصعد الي سيارته وسار خلف سيارة مراد وهو يخرج هاتفه يبحث عن رقم ادهم وهو يتذكر ما كان قديمًا
منذ أكثر من خمسة عشر سنة .. كان يقود سيارته عائدا الي البيت بعد ان أصبح ضابط شرطة ها هو حلمه تحقق وأصبح الضابط أوس .. حينها وجد سيارة واقفة على إحدى جوانب الطريق وهناك شاب يماثلة في السن تقريبًا يحاول تبديل اطار السيارة وجوارة تقف فتاة في مرحلة المراهقة تنظر له وعلى وجهها أبتسامة جميلة وهو ينظر لها كل دقيقة وأخرى بضيق
بإحساس المسؤلية الذي يفرضه عليه منصبه أقترب منهم اوقف السيارة وترجل منها وهو يقول
-اي مساعدة؟!
نظر له الشاب وقال برجاء
-لو معاك كوريك أكون شاكر جدًا
تحرك أوس الي مؤخرة السيارة بعد أن أومأ بنعم وفتحها وأخرج “الكوريك” وعاد الي الشاب الذي كان يعافر مع السيارة والإطار .. جثى على أحدى ركبتيه وبدء في مساعدته وكانت الفتاة تحاول كتم ضحكاتها .. حين انتهوا وقف الشاب وقال لها بغضب مصطنع
-لسه ليكي عين تضحكي .. أنا نفسي أفهم بتلعبي في عربيتي ليه وتشيلي منها الكوريك
فلتت ضحه منها وهي تقول
-مكنتش أقصد يا آبيه .. انا كنت بس بدور على الحاجات بتاعتي اللي وقعت في الشنطة وأنت قولتلي اركبي بسرعة .. نسيت أحط الكوريك تاني
كان يتابع ما يحدث بينهم وأبتسامة متسلية ترتسم على ملامحه .. ألتفت اليه الشاب بعد أن ضربها على رأسها باصبعين من يده بمزاح خشن قليلًا لكن محبب
ومد يده له بتحيه وقال
-أنا متشكر جدا .. أدهم الخشاب
ليضع أوس يده بيد أدهم وقال بترحيب
-العفوا .. ده واجبي .. بس الخشاب الخشاب ولا تشابه أسماء
ليبتسم أدهم وهو يقول بتأكيد
-لا الخشاب الخشاب
ليقول أوس معرفًا عن نفسه
-أوس سالم ظابط شرطة
وتبادلا الحديث قليلا والارقام أيضًا وتحرك أوس عائدًا الي سيارته ليسمع أدهم يقول
-يلا يا ست ظلال أركبي
لتضحك مرة اخرى بمرح وهي تقول بدلال
-حبيبي يا أبيه هتجبلي أيس كريم صح
لم يستمع لأجابه أدهم بسبب صعوده الي السيارة لكن ظل اسمها يتردد داخل أذنه ولن يكون كاذب لو قال انه يتردد داخل قلبه أيضًا … لذلك المكالمات واللقائات لم تتوقف بين أدهم وأوس لسنوات .. حتى لو كانت متباعدة .. لكنها ومنذ ثلاث سنوات فقط منقطعه بسبب سفر أوس للعمل بسيناء لفترة وانشغاله الشديد .. لكنه عاد منذ شهر واحد فقط .. وكأن القد أعاده من أجل ظلال
…………….
وصل أدهم الي الشركة يده بيد سليمة والجميع ينظر اليهم من لم يعلم بعد بخطبتهم ينظر لهم باندهاش ومن يعلم ينظر لهم بأعجاب .. وانتشر خبر خطبتهم بين الجميع .. حين وصل الي مكتبه وجد أكرم ينتظره هناك أقترب منه بهدوء وقال
-حضرتك منتظرني
أومأ أكرم بنعم ومد يده بالكارت الخاص به وهو يقول
-انا دكتور أكرم .. دكتور نفسية وعصبية وجاي لحضرتك في موضوع مهم يخص أختك الانسة ظلال
انقبض قلب أدهم لكنه أشار له على المكتب وهو يقول
-طيب اتفضل نتكلم جوة
ثم نظر الي سليمة وقال برجاء نطقه لسانة وعينيه
-أطلبي لنا قهوة لو سمحتي وتعالي
أومأت بنعم في نفس اللحظة رفعت الهاتف لأذنها تطلب القهوة .. وحين حضر العامل طرقت الباب ثم دلفت ليضع العامل القهوة أمامهم وغادر وجلست هي على الكرسي المقابل لأكرم الذي نظر لها باندهاش ليقول أدهم موضحًا
-انسه سليمة خطيبتي .. تقدر تتكلم وتقولي ايه الحكاية
بدء أكرم حديثة ببعض التردد حتى ينتقي كلماته
-أستاذ أدهم أنا الدكتور الخاص بأستاذ مراد منير خطيب أختك
قطب ادهم بين حاجبية وهو يقول
-وبعدين
أبتلع أكرم ريقه وقال بإقرار
-أعتقد أخت حضرتك في خطر
ضرب ادهم على سطح المكتب وهو يقول
-أتكلم على طول لو سمحت في ايه
بدء أكرم يقص عليه ما رتبه بالفعل في عقله وهو ينتظر حضور ادهم
-أنا مش هقدر أقول اي حاجة تخص أستاذ مراد لكن اللي لازم حضرتك تعرفه ان مراد وبسبب حبه الشديد لآنسة ظلال هو اللي دبر حادثة استاذ عدنان .. وأنه مستعد يعمل اي حاجة علشان ظلال تكون ليه رغم انه بيعاني من مشاكل صحيه تمنعه من اتمام زواجه بيها
جحظت عيني أدهم بصدمة .. وأرتسم الخوف على وجه سليمة التي شهقت بصدمة .. لكن وقبل ان يقول أدهم اي شيء أو يوضح أكرم أكثر قطع رنين هاتف أدهم الحديث ليقطب أدهم حاجبية وهو يقرأة أسم أوس على الهاتف .. وبداخله صوت يقول له ان هذا الاتصال يخص ظلال وبالفعل اجابه بلهفة ليصله صوت أوس سائلا
-أدهم أنت تعرف أن ظلال مع خطيبها رايحين الساحل؟
والاجابة كانت كلمة واحدة
-لا
ليقول أوس شارحًا ما حدث .. وانه خلفهم الان .. ليقول له أدهم ما قاله أكرم .. ليقول أوس بإقرار
-يعني احنا بنتعامل مع واحد مريض نفسي .. تمام أنا وراهم يا أدهم هنفضل على تواصل
اغلق أدهم الهاتف واتصل مباشرة بعدنان .. وأمره بالحضور فورًا .. وبسبب صوت ادهم وأسلوبه فهم عدنان ان هناك امر جلل قد حدث وخلال ثوان كان امامه ينظر له بأستفهام ليخبره بكل شيء .. ليرتسم الشر على ملامح عدنان وهو يقول
-أبن (…) .. يخطفها من وسطنا كدة وفاكر نفسه هيفلت
ليقترب منه أدهم وقال بصوت مرتعش من القلق والخوف
-أهدى يا عدنان .. أحنا اللي يهمنا دلوقتي سلامة ظلال .. أوس وراهم .. وانا وانت ودكتور أكرم هنتحرك دلوقتي علشان نلحقه .. وعايز التصرف يكون بهدوء لحد ما ننقذ ظلال
وتحرك الثلاث رجال خلف بعضهم لكن صوت سليمة اوقف أدهم ألتفت ينظر لها لتقول له بقلق
-انا خايفة على ظلال وعليكم .. مش يمكن يكون معاه سلاح
أمسك يديها بين يده وقبلها بحب وقال مهدئا
-معانا ظابط متقلقيش .. وأكيد مش هعمل حاجة متهوره .. لكن مينفعش أسيب أختي مع مجنون زي مراد قدر يخدعنا كلنا بمظهره المنمق وأسلوبه
أومأت بنعم والدموع تتجمع في عينيها ليقترب منها أكثر وقبل جبينها وهو يقول
-أدعيلنا .. وأنا هطمنك
وتحرك خطوة واحده ثم وقف وهو يقول
-الشركة بين أديكي أتصرفي .. ومش عايز اللي حصل دة حد يعرفة .. وهتعبك لو أتأخرنا أرجوكي تروحي لجدتي متسبيهاش لوحدها لان اكيد هتحس ان فيه حاجة غلط تويهها لحد ما أكلمك
أومأت بنعم وهي تقول
-ربنا معاكم متقلقش
ليغادر في نفس اللحظة التي أنحدرت دموعها فوق وجنتيها وهي تقول
يارب أسترها يارب
…………..
وصل مراد الي الشالية الخاص به في منطقة ” الساحل الشمالي” .. أوقف السيارة في مكانها المخصص أسفل مظلة حديدية كبيرة .. وكان أوس يقف على مسافة جيدة منه .. يراه بوضوح لكن أيضًا لا يلفت الانتباه اليه .. ظل مراد داخل السيارة ينظر الي ظلال الغارقة في نومها الاجباري .. جفناها الواسعان .. وحاجبيها الثقيلان والمرسومان بدقة يزيدان ملامحها جمال ورقة .. وطابع عربي مميز .. خاصة مع ذقنها المدبب قليلًا .. وأنفها المستقيم .. جميلة هي ومميزة في عينيه رغم ان جمالها ليس جمالًا صارخًا .. لكن به سحر يخطف دقات القلوب .. والنظرات أيضًا وكل هذا يخلفه ثقة نابعة من تميز شخصيتها التي تدركها هي جيدًا.. وأيضًا بسبب أصلها وعائلتها العريقة
أبتسم ببعض السخرية وهو يتخيل هيئة عدنان حين يعلم بما حدث .. لا يظن أن أدهم سيكون عنيف في موقفه .. أنه عقلاني وودود .. وسيكون رد فعله رغم خوفه على اخته هادئ .. وهو سيبرر له الامر إنها كانت تشعر ببعض الاختناق وتريد بعض الهواء وقرر أخذها الي هنا حتى تريح أعصابها أو يقول له مثلًا انه كان يشعر بالاختناق بسبب بعض المشاكل في العمل وهي أقترحت عليه تلك السفرة حتى يريح أعصابه .. وليوحي له أن هناك شيء خاص جدًا سار بينهم .. وبذلك يسرع من تزويجهم .. وفي تلك الاثناء يتابع مع دكتور أكرم العلاج .. حتى إذا عُرف الامر يكون هناك رد رادع للجميع .. زوجته الجميلة أبنه الحسب والنسب
أبتسم بأنتصار وخطته المحكمة تكتمل داخل رأسه
فتح باب السيارة وترجل منها .. لتتئهب كل حواس أوس التي كانت تغلي الدماء في عروقة بحميه رجولية .. رافضة لكل ما يحدث .. لكنه الان وحتى كونه ضابط شرطة كيف يتدخل في الامر .. لا يوجد بلاغ بالاختفاء أو الاختطاف .. لذلك عليه أنتظار حضور أدهم .. أخرج هاتفه واتصل بأدهم الذي أجاب فورًا وهو يقول
-أيه الاخبار يا أوس
ليقول أوس بغضب
-أنت فين يا أدهم وصلت لفين؟
أخبره أدهم بمكانه بالتحديد ليقول بضيق
-يعني لسة قدامك على الاقل ساعة
ليقول عدنان بغضب وصوت يشتعل بنار الغيرة والخوف
-هما فين يا أوس .. بيعملوا ايه؟
ليجب أوس بما جعل قلوبهم تسقط بين أقدامهم خوفًا .. ويزيد من غضبهم الذي يحاولون السيطرة عليه
-ظلال متخدرة
ليطلق عدنان لفظ نابي ليقول أدهم بقلق
-ليعمل فيها حاجة .. أو يعتدي عليها
خيم الصمت على الجميع حتى قال أكرم بإقرار
-متقلقوش .. مش هيقدر
نظر له عدنان بعيون تطلق شرارات الغضب وتاكد تفتك بكل من تنظر لهم
-إيه اللي هيمنعه وهما لوحدهم وهي متخدره .. وهو كان غرده ايه من خطفها غير كده
ليقول أكرم بأسف
-مراد مش هيقدر يعتدي عليها ولا يقربلها .. لانه عنده مشكله صحية تمنعه من ده ولأني واجهته أنه مينفعش يظلمها معاه .. قرر يخطفها علشان يجبركم على انكم تجوزهم
خيم الصمت القاتل على الجميع حتى أوس الذي كان يقترب بخطوات حسيسة فوق العشب الاخضر حتى يرى ماذا يفعل بظلال بداخل الشالية .. وقف مكانه مصدوم مما يسمع .. تبادل أدهم وعدنان النظرات وكأن كل منهم يقول .. ” ما هذا الحظ العثر الذي لكِ يا ظلال .. تتخلصين من مريض إيدز حتى ترتبطي بشبه رجل”
ظل الصمت يخيم على الجميع وكل منهم بداخله الكثير من الاصوات والصراعات .. أكرم الذي يفكر بندم الان أنه افشى سر مريضه .. لكن كان يريد أن يطمئنهم فقط .. هو أب ويعلم جيدًا ما يشعرون به الان .. وأدهم الذي كان يلوم نفسه .. ويريد لأخته الابتعاد عن عدنان ف القاها في يد شبه رجل خسيس .. رغم مرضه ومعرفته به الان انه وبكل بجاحة قرر أن يظلم ظلال بدم بارد
وعدنان الذي يلوم نفسه ويعذبها بسياط الضمير الذي يخبره وبكل صراحة ووضوح انه السبب في كل هذا .. لو كان مستقيم .. لو كان رجل حقيقي يحافظ على حرمات الناس لما فكر قذر كهذا أن يتعدى على حرمه أبنه عمه
وكان اوس يفكر انه منذ رأها أول مرة لمست قلبه بلمسة مختلفه لم تنافسها فيها اي فتاة قابلها أو تعرف عليها .. لكنه فضل الصمت حتى تكبر تلك الصغيرة .. وللغرابه ظل يراها بعين قلبه الطفلة الصغيرة رغم مرور السنين .. ولم يتخيل إنها كبرت الي تلك الدرجة .. وأن هناك من سبقه لها لكنه مريض مجنون
كان او من عاد لرشده وخرج من دائره الصمت ولوم النفس هو اوس الذي أقترب اكثر من الشالية ومن خلال النافذة الزجاجية نظر بنصف عين عبرها ليراه يحملها برفق ويضعها على الاريكة التي تتوسط الصالة .. وأقترب من قدميها يخلع عنها حذائها ووضعه بشكل مرتب أرضًا بجانب الاريكة … وليزداد الاندهاش اكثر واكثر … حين انحنى وبكل حب وتقديس قبل قدمها عده قبلات وبدء يداعب اصابع قدميها كأنه يداعب قدم طفل صغير … ثم
اقترب منها يتأمل ملامحها وهو يهمس لها بشيء ما .. ظل على وقفته يتابع ما يحدث والنار تشتعل بداخل قلبه تحرقه دون رحمة وغضب قوي يعصف به يجعله يريد ان يدخل اليه الان يقتله ويتخلص من جسدة في البحر … الهاتف ظل مفتوح بينه وبين أدهم الذي ظل صامت لكن عينيه تغيرت نظراتها وتحولت لغضب ناري وكأنه يفكر في شيء ما ويقوم بالتخطيط له داخل عقله .. خلال ساعة او يزيد كان يعبر أدهم بالسيارة من بوابة القرية التي وصفها لهم أوس .. أوقف السيارة خلف سيارة أوس لكنه لم يفتح المزلاج وقال بصوت غاضب
-مش عايز تهور .. وسيبوني انا اتعامل .. ولو أحتجت مساعدة هطلبها منكم .. والفون هيكون مفتوح مع اوس
فتح مزلاج الباب وترجل من السيارة .. ليتابعه عدنان بعينيه وبداخله صوت يقول أن من تحدث منذ لحظات هو ثامر وليس أدهم ام اتحدت الشخصيتان .. ترجل من السيارة وخلفه أكرم الذي ظل هادئ وصامت .. انه لا يعرفهم ولا هم يعرفونه لكنه هنا من أجل المساعدة في السيطرة على مراد إذا لزم الامر .. ساروا خلف أدهم بخطوات متمهله وهادئة حتى وصلوا الي أوس الذي أشار الي النافذة لينظر منها أدهم بنصف عين كما فعل أوس قبلًا .. ثم عاد اليهم بعد ان تأكد أن كل شيء تحت السيطرة ولم يحدث شيء وان مراد يجلس على كرسي منفرد وظلال ممدده على الاريكة غائبة عن الوعي
نظر الي أوس وقال ..
-أنا هروح أخبط عليه عامل المفاجأة هيكون مهم وخليه يفتكر اني لوحدي والخط بينا مفتوح .. لو قولت شُكران كده هتزعل يبقى معناه تدخلوا ونتعامل سوا معاه … لكن انا متأكد اننا مش هنحتاج كل ده
ظل الثلاثة صامتون وهو لم ينتظر رد منهم .. تركهم خلفه وتوجه الي باب الشالية ليتأكد عدنان من احساسه … من كان يقف امامهم ثامر وليس أدهم طرق أدهم الباب بشكل هادئ حتى لا يثير شك مراد .. كان أوس يتابع ما يحدث من النافذة ولاحظ التردد الذي ارتسم على محيى مراد الذي شعر بالاندهاش من ان يطرق احد الباب عليه لكنه قال لنفسه ربما يكون الحارس لذلك تحرك بهدوء وفتح الباب .. لترتسم الصدمه على محياه وهو يقابل ثامر لاول مرة وجه لوجه ..في جسد أدهم الذي يبتسم بشر وعينيه تنظر للواقف امامه بغضب مختلط جعلت رعشة خوف تسري في عروق مراد وهو يتراجع الي الخلف وأدهم يتقدم الي الداخل .

يتبع….


google-playkhamsatmostaqltradent