Ads by Google X

رواية أو أشد قسوة الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم سارة مجدي

الصفحة الرئيسية

    

 رواية أو أشد قسوة الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم سارة مجدي


ظل بيبرس يتابع ما يقوم به الطبيب بترقب وقلق انه منذ سمع صوت ارتطام جسدها بالأرض … ورأها ممدة أرضًا بلا حول ولا قوة سقط قلبه مهشمًا اسفل قدميه بخوف يصل الي حد الرعب
فما زال بداخل قلبه شعور الذنب .. وعظمة ما كان يقوم به .. وخوفه الكبير من العقاب الذي يعلم جيدًا انه يستحقه رغم يقينه الكامل برحمة الله ولطفه لكن يبقى ذلك الهاجس الذي يهمس له بأن مازال هناك عقاب لابد ان تناله لتنال المغفرة كاملة
انتبه من أفكاره على صوت الطبيب وهو يقول بهدوء وعملية:
-لا خير إن شاء الله
اقترب منه وهو يقول بتوتر واضح:
-طمني لو سمحت
اغلق الطبيب حقيبته وقال موضحًا:
-انا مش لاقي اي مشكلة عضوية … احتمال تكون حامل … علشان كده هتحملوا التحليل ده
ومد يده بورقه بها اسم التحليل واردف مكملًا
-ولو النتيجة إجابية يبقى تشوفوا دكتورة نسا والف مبروك
كان يبتسم ويعود ليقطب جبينه ينظر الي الورقة بين يديه .. والطبيب الذي غادر … ويعود ينظر اليها وهي نائمه والذهول يرتسم على ملامحه وسعادة تطفوا في افق حياته تجعله يريد ان يصرخ بصوت عالي حتى يسمع الكون كله بما يشعر داخل قلبه
لكنه بدلًا من ذلك سجد لرب الكون وهمس لمكان سجوده بالحمدلله فسمعها الله فوق سبع سماوات
حين اعتدل من سجوده امسك هاتفه واتصل بالمطعم يخبرهم انه وزيزي اليوم إجازة .. وأمرهم أيضًا بإخراج عدد من الوجبات توزع على المحتاجين
ثم ترك الغرفة وهو يتصل مرة أخرى ولكن بمعمل التحاليل يطلب ان يحضر احدهم الي البيت ليأخذ منها العينة دلف الي المطبخ وظل يدور حول نفسة السعادة والنشوة التي يشعر بها لا يستطيع وصفها حقًا فكم كان فضل الله عليه عظيم .. كيف كان ينتظر عقاب جديد يكفر به عن خطأه العظيم … ليجد رحمة الله تتغمده ويعطيه هديه عظيمة مثل هذه الهدية “ولد من صلبه ويخرج من رحم زيزي” اي الهداية هذه واي العطايا … واي كرم ورحمة من رب كريم رحيم
فتح البراد ليخرج منه زجاجة العصير وافرغ منه القليل في كوب واعاده ال المبرد من جديد وعاد الي غرفتها … حين دخل وجدها تفتح عيونها وترفرف بأهدابها في هدوء
أقترب منها وهو يقول بحب
-كده تخوفيني عليكي
نظرت له وسؤالها الغير منطوق ظاهر في عينيها ليكمل هو بمحبه بعد ان وضع كوب العصير على الكومود
-ساعة ما اغمى عليكي كنت حاسس ان قلبي هيقف من الخوف … لكن بقا لما جبت الدكتور
-دكتور
قاطعته مندهشة ليمسك يدها وقبلها بحب جارف وشوق لا ينتهي … وعاطفة متأججة لا تهدىء يومًا وقال
-ايوة دكتور … كنت هموت من الخوف .. وحسيت اني كل حواسي وقفت ومرجعتش تشتغل تاني غير لما قالي خير ان شاء الله المدام حامل
شهقت بصوت عالي ليقترب بوجهه من وجهها وأكمل شارحًا
-طلبت المعمل علشان حد يجي ياخد منك عينة دم علشان نتأكد
وانحنى يقبل يدها بتقديس اسرى قشعريرة في جسدها بأكمله خاصة وهو يقول بصدق:
-شكرًا يا زيزي … أنتِ كنت باب التوبة اللي أنفتح في وشي … طاقة النور اللي بددت عتمتي وقفلت بيبان الخوف وفتحت أبواب النعيم والصدق والجمال في روحي.. ودلوقتي ربنا بيهاديني بطفل مني ومنك … طفل من صلبي ومن رحمك فيه مني ومنك … فية جمال وسعادة وفرح أكثر من كده
الدموع تسيل فوق وجنتيها تأثرًا بحديثه الذي مس شغاف قلبها … ودموع فرح من ذلك الخبر الذي جعلها تشعر بالسعادة وان هناك ما هو يكمل حياتهم وعائلتهم الصغير
ضمها الي صدره بحنان وهو يحمدالله بصوت واضح لتردد هي أيضًا خلفه
-الحمدلله
~~~~~~~~~~
تجلس خلف مكتبها تشعر وكأنها ضمت شجرة صبار كبيرة وانتشر الشوك في جميع جسدها .. الم حاد منتشر في كل انحاء جسدها لا هي قادرة على الجلوس ولا على الوقوف ولا على الشعور بالراحة باي شكل من الأشكال … تقوم بما عليها من أعمال بنصف عقل ونصف تركيز … فقلبها وعقلها مع ذلك الذي خرج من باب مكتبها منذ أكثر من خمس ساعات وحتى الان لا تعلم عنه شيء ولم يطمئنها بكلمة …وتخاف ان يتأخر عن موعد انتهاء عملها
أمسكت هاتفها تريد الإتصال به لكنها تراجعت خشية من ان تكون بسبب اتصالها ازعاج غير محبب الان … لتنتظر اتصاله هو
وظلت تبحث في عقلها على حجة مناسبة تخبر بها والدها حين تذهب الي السيدة شُكران
وأيضًا حجة اخرى تخبرها بها عن غياب احفادها وذهابها لها
وظلت الافكار تتلاطم داخل عقلها بين القلق والخوف وبين محاوله تذكر ذلك الشخص الاعلامي المعروف الذي حضر حفلة خطبتها وكم كان منمق وصاحب ابتسامة ساحرة تخطف الانظار وكيف كان ينظر الي ظلال بحب وعشق كبير … لكن هل الحب الشديد قد يصل بالإنسان الي اذيه من نحب؟
وبعيدًا عن كل قلقها وخوفها على أدهم لكن ذلك السؤال ظل يتردد في عقلها طوال اليوم؟
~~~~~~~~~~
ظل أدهم يتقدم داخل الشالية ومراد يتراجع الي الخلف … وجه أدهم خالي تمامًا من اي تعبير يوحي لمن ينظر له بما داخله … والتوتر والقلق يرتسم بوضوح على ملامح مراد الذي بدء يهزي ببعض الكلمات
-كنت هكلمك … اصل ظلال مكتئبة … أقصد انا مكتئب شوية وهي … يعني هي قالت … نغير جو
أوقف تراجعه الحائط الذي اصبح يستند اليه الان بظهره يواجه نظرات أدهم … او هكذا كان يظن
امال أدهم رأسه جه اليمين وهو يقول ببعض التسلية
-يعني أنت اللي كنت مكتئب … ولا هي؟! علشان بس ابقى فاهم
فتح مراد فمه حتى يجيب لكن أدهم أكمل حديثه
-مش هتفرق … في جميع الأحوال انا معتبر اللي حصل ده محاوله إختطاف
لتجحظ عيون مراد وحاول فتح فمه مره اخرى ليدافع عن نفسه لكن ثامر قال بغضب واضح
-وخطف يعني شرف وعرض … يعني انت كبيرك عندي طلقه في نص دماغك ومش هاخد فيك يوم واحد
شغر عدنان بالخارج ان الامور تكاد ان تخرج عن السيطرة وان حضور ثامر جعل الغلبه لهم دون شك لكن لو نطق مراد اسم أدهم ربما يتحول الامر ويظهر التوتر وقلق على ملامح أدهم ويتحول الامر عليهم
اقترب قليلًا من أوس وهمس ببعض الكلمات لينظر اليه أوس بصدمة وعاد بنظره يتابع ما يحدث وعقله يحلل ويفكر … ثم تذكر ان معهم طبيب نفسي عاد برأسه للخلف قليلًا وقال بهمس:
-واقف وراك دكتور نفسي اسأله .. لو كده ندخل فورًا ومنستناش الإشارة
التفت عدنان لأكرم واخبره بالامر سريعًا ليفكر أكرم لثوان ثم قال
-أعتقد ان الامر مش هيكون بالتأثير اللي انتو متخيلينه كمان هو مسيطر على الوضع وممكن دخولنا هو اللي يقلب الموازين
عادوا بتركيزهم الي ما يحدث داخل الشاليه
كان ثامر لا يفصله عن مراد اي شيء يحاوطه بكل جسده … يسند بيده على الحائط ويحاصره بينهم ينظر الي وجه مراد الذي لا يفصله عن وجه ثامر سوا سنتيمترات قليله
-عارف انا هعمل فيك إيه؟
هز مراد رأسه بلا وهو يفكر هل هذا هو أدهم الذي كان يظن نفسه قادر على خداعه ها هو اكثر من يخيفه الان وفي خضم أفكاره فاجئه ثامر بلكمة قويه في وجهه لحقها بلكمة أقوى في معدته … ليسقط مراد أرضًا مستندًا برأسه على ركبه أدهم … الذي تراجع خطوة للخلف ليتمدد مراد أرضًا غير قادر على الحركة لكن ثامر لم يتركه
ف ركله في معدته بقوة حتى إنه دار حول نفسه ومرة اخرى تمدد على وجهه وهو يتأوه بشده لم يحتمل أوس اكثر من ذلك فأشار لهم ان ينتظروا ودار حول الشالية ودخل من الباب يحاول منع أدهم من ضرب مراد مرة أخرى وهو يقول متجنبًا نطق اسمه
-خلاص مبقاش فيه نفس … خلينا نقعد ونحدد هنعمل ايه
وأشار الي جسد ظلال … نظر له ثامر بنظراته القوية الثاقبة والتي تحمل الكثير من الانفعالات والتي بالفعل تختلف كثيرًا عن نظرات أدهم الهادئة لكنه تراجع الي الخلف رغم انه يتنفس بصوت عالي ونظراته ثابته على جسد مراد ثم بعد لحظات نظر الي أوس وكأنه يستوعب وجود أوس هنا
تراجع للخلف خطوه أخرى ليشير أوس لعدنان أن يأتوا هو وأكرم وحين دخلوا الي المكان كان الدور على عدنان الذي رفع مراد عن الارض وعاد يلكمه ويضربه ليقول أوس بغضب
-خلاص بقى سيبوه متنسوش اني ظابط ومش هسمح باللي بيحصل ده خصوصًا إننا لحد دلوقتي مش عارفين موقفها ايه
انهى حديثه وهو يشير الي ظلال مرة أخرى والتي تجلس الان تنظر إليهم جميعًا بصدمه وتشوش
لم يتحرك أدهم من مكانه ف شخصية ثامر مازالت تسيطر عليه ليقترب عدنان منها وجثى على ركبتيه امامها وهو يقول بقلق
-أنتِ كويسة؟!
نظراتها الضائعة … والمشوشة جعلتها تأخرت في الرد لعدة لحظات وكان القلق يعصف بالجميع حتى قالت
-ايه اللي حصل؟! انا فين؟
دارت بعينيها على جميع الوجوه حتى وقعت عينيها على مراد الفاقد للوعي ووجهه الملطخ بالدماء وبدأت ذاكرتها في الانتعاش وتذكر ما حدث
ليسألها عدنان بقلق وخوف واضح
-أنتِ قوليلنا ايه اللي حصل يا ظلال
دارت بعيونها من جديد على كل الوجوه … ثم همست بصوت ضعيف
-مراد اتصل بيا زي كل يوم الصبح قبل ما بننزل الاستديو لكن المرة دي طلب مني اعدي عليه علشان هو تعبان ومش قادر يسوق … فعلا عدينا عليه لكن قبل ما يركب معايا طلب مني اخلي السواق يرجع الڤيلا وهو هيسوق علشان يبقى فيه شوية خصوصية … وفعلًا خليت السواق يروح وبعد ما اتحركنا بالعربية شوية فضل يتكلم عن انه مخنوق وتعبان ومحتاج اجازة وبعدين
صمتت تحاول تجميع شتات أفكارها وأكملت بصوت مرهق
-وبعدين اداني ازازة برفان وسألني ايه رايي فيه … شميته وقولتله حلو قالي رشي شوية على ايدك وشميه كويس عملت كده وبعدها حسيت ان دماغي تقيله جدًا واخر حاجة شوفتها وهو بيرش البرفان على وشي تاني
لتغلي الدماء في عروق ثامر ليقترب خطوة واسعة من جسد مراد وركله ليقترب أكرم من ثامر وقال بتعقل
-أرجوك كفاية ولاحظ انه مريض نفسي وتصرفاته غير محسوبه ابتسم ثامر بسخرية … وتحرك ليغادر الشالية وهو يقول
-انا مهمتي خلصت هنا … إعملوا اللي يعجبكم انا في العربية
وغادر دون ان ينتظر رد من اي منهم وبدون ان ينظر ولو نظره واحدة لظلال رغم إحساسه بآلم قوي في قلبه لا يفهم سببه تجاهها
انحدرت دموع ظلال وهي تشيع اخيها بنظرات كسيرة انه غادر الان دون نظرة واحده لها ليقترب منها عدنان وقال بعطف
-ده مش أدهم يا ظلال
نظرت له باندهاش ليقول بإقرار
-ده ثامر … متزعليش
أومأت بنعم ليمد يده لها حتى تقف بعد ان وضع حذائها اسفل قدميها … وقفت وهي تشعر بدوار شديد لينظر عدنان الي أوس وقال
-انا هخرج انا وظلال وأنت أتصرف معاهم
-هتقدموا بلاغ؟!
سأله أوس بحيره … ليجيبه عدنان قبل ان يغادر من الباب
-رتب مع دكتور أكرم هو هيعمل معاه ايه … على ما يرجع أدهم ونشوف رأيه …
شعر أوس بالشفقة على أدهم وما أصابه .. لكنه لم يعلق بشيء فقلبه يؤلمه على طفلته التي سقطت في براثن ذئب ملون ومبهر بالشهرة وخداع الحب لكنه لم يظهر اي من هذا لأحد وانتبه لما يقوم به أكرم مع مراد
بعد لحظات كان ثامر ينهب طريق العودة والصمت يخيم على الجميع لتغمض ظلال عيونها في محاولة للنوم والاسترخاء رغم ذلك الالم القوي الذي ينهش قلبها دون رحمه … وظل عدنان يتابع الطريق وكل لحظة واخرى ينظر الي ظلال ليطمئن إنها بخير … وفي اللحظة الاخرى ينظر الي وجه أدهم يحاول ان يتبين منه هل عاد لطبيعته وشخصيته الاصليه ام مازال ثامر حاضر في الأجواء
… لكن الإجابة وصلت اليه واضحة دون جدال حين ارتفع رنين هاتفه … ليقطب ثامر حاجبيه وهو يجيب ببعض الغرور
-هو علشان وقفنا اتكلمنا كلمتين في البلكونات خلاص بقينا صحاب وبتتصلي بيا … جبتي رقمي منين يا غفير الدرك
شعر عدنان بالاندهاش والصدمة من كلماته واسلوبه انه يختلف شكلًا وموضوعًا عن أدهم والسؤال من هي تلك الفتاة الملقبة بغفير الدرك
وعلى الجه الأخرى فهمت سليمة ان من يتحدث لها هو ثامر ف أبتسمت وهي تقول
-أنت اللي اديتني رقمك … علشان لو إحتجت حاجة في الشغل
ليضحك بصوت عالي وهو يقول
-كلهم بيقولوا شغل وفي الاخر بيطلع اعجاب … المهم عايزة ايه ؟!
ضحكت بصوت عالي هي لن تنكر ابدا انها اشتاقت لذلك المشاغب ثامر .. أسلوبه وكلماته حركاته وانفعالاته … صراحته التي تصل حد الوقاحة … وجرئته التي كانت تسبب لها الحرج والخجل … والان تجعلها تشعر ببعض الخصوصية بينهم
وكان هو يستمتع حقًا بصوت ضحكاتها الناعمة لكنه أراد ان ينهي الامر لقد بدء يتأثر بها حقًا وهذا لا يعجبه
-ما تخلصي احنا هنقضيها ضحك
صمتت فجأة وقالت بجديه رغم إنها مازالت ترتسم على ثغرها ابتسامه ناعم
-لا يا فندم انا بس كنت عايزة اعرف حضرتك راجع أمتى
صمت لثوان ثم قال بهدوء
-انا راجع من الساحل … ومفتكرش هقدر اعدي على الشركة … تقدري تروحي
-حضرتك قربت توصل على القاهرة
سألته بلهفه … ليقول بمشاغبة
-وأنتِ مالك يا حشرية … بس تقريبًا ساعه وادخل القاهرة
تنهدت براحة ثم قالت
-تمام توصل بالسلامة هروح انا بقا
اغلقت الهاتف وهي تبتسم براحه … صوته المرح وكلماته القليله التي فهمت منها انه عائد الان الي القاهرة اي انه بخير
لكن هل ظلال أيضًا بخير ؟! … نفخت الهواء من صدرها وهي تفكر هل تتصل بعدنان؟ او تنتظر ساعة اخرى
أرتاح قلبها للأختيار الثاني … وعلى هذا الاساس غادرت الشركة بعد موعد انتهاء العمل مقرره العودة الي بيتها وتنتظره هناك في شرفتها
~~~~~~~~~~
بعد مرور اكثر من ساعه أوقف ثامر السيارة أمام بوابه قصر الخشاب … لينظر له عدنان وقال بابتسامة
-شكرًا على وقفتك معانا … مش عارف من غيرك كنا هنعمل ايه
أبتسم ثامر إبتسامه تحمل الكثير من الغرور وقال بتعالي
-عفوًا
هز عدنان راسه يمينًا ويسارًا بتعجب ثم ترجل من السيارة وفتح الباب لظلال والسؤال واضح داخل عيونها لكنه أشار لها ان تسير في صمت … عبروا البوابه لينطلق ثامر بالسيارة متوجهًا الي شقته ف غفير الدرك ينتظره
~~~~~~~
وقفت ظلال امام عدنان وهي تقول بقلق
-انا خايفة على أدهم … وخايفة منه شخصيته التانيه دي
صمتت لا تعرف بماذا تعبر عما تشعر به ليربت عدنان على كتفها وهو يقول بقلق
-انت شاغلة بالك بأدهم … ومقولتيش اي حاجة عن اللي حصل وحاسس ان كأنك مش فاهمة اللي مراد عمله
أبتسمت ببعض السخرية وقالت بحزن شديد
-مصدومة يا عدنان … اللي بنحبهم محسوش بينا وجرحونا كتير ولسنين … واللي حبونا طلعوا مستعدين يأذونا علشان بس يثبتوا ملكيتهم لينا … حالي بقى عامل زي ما شيرين بتقول “في عشق بيستنانا وعشق بنستناه وعشق بينسينا العشق اللي عشقناه القلب اللي بيجرحنا فيه حاجة اكيد جارحاه وجراحنا بتفكرنا بالقلب اللي جرحناه” بس انا بقى لا فيه عشق بيستناني ولا عشق بستناه وقلوب جرحتني رغم اني مجرحتش حد
وتركته واقف في مكانه ابتسامه حزن ترتسم على وجهه … خاصة وهو يستمع لصوت تحطم قلبه بداخل صدره … صغيرته تتألم … تلومه دون لوم … تذبحه دون سلاح حاد ودون ان ينزف قطرة دم واحدة … قتلها رغمًا عنه وابتعد عنها حتى يحميها لتقع في من يؤلمها أكثرًا
وكانت طعنتها الأخيرة … حين نادته قائلة
-عدنان تفتكر انا مستحقش ان حد يحبني بجد … مستحقش الاقي القلب اللي يستاهل قلب ظلال
لكنها لم تنتظر منه اجابه عادت ابتسامه السخرية ترتسم على ملامحها وبخطوات سريعه قطعت الحديقة الكبيرة ودخلت الي القصر
وظل هو واقف في مكانه يتألم ويفكر … ويتوه … ويتحسر ويلوم نفسه … لكن قطع كل هذا رنين هاتفه ليخرجه من جيبه ليجد أسم هوا يملىء شاشته يذكره بوعد قد قطعه على نفسه … وفتاة في حاجة اليه حتى يخرجها من بيئتها الموبؤة …. ماذا يفعل الان؟ وماذا يفعل أساسًا
فأجاب على اتصالها وهو يتحرك في اتجاه باب القصر لكن بخطوات صغيرة بطيئه
لكن تسمرت قدميه في الأرض حين سمع صوت صراخها الذي يصل اليه من مكان بعيد كأنها في مكان والهاتف في مكان اخر
ليتحرك سريعًا الي جراج القصر واخذ اول سيارة قابلته وخرج تسابقه أفكاره السوداء وقلق قلبه … غافلًا عن تلك التي تقف في شرفتها كعادتها تراقبه من خلف الستائر والدموع تغرق عينيها
~~~~~~~~
وصلت سليمة الي البيت لتجد والديها في انتظارهم هي وأدهم لتناول الغداء … جلست على كرسيها على طاولة الطعام ونظرت الي والديها بأسف وقالت كاذبة ومعتذرة
-معلش أدهم مقدرش يجي اصل ظلال حصل معاها مشكلة كبيرة في شغلها ومشي بدري من الشركة … هو بيعتذر لكم ومش عايزكم تبقوا زعلانين
ليربت يونس على يد ابنته وقال بابتسامه حانية
-مفيش مشكلة يا بنتي المهم اخته بخير
أومأت بنعم وقالت توضح بعض الأمور دون الافصاح عن الحقيقة
-اتخانقت هي وخطيبها … وبسبب كده وقفوا البرنامج متحججين باجازة البرنامج السنوية .. وهي كانت تعبانه اوي ف أدهم مكنش ينفع يسيبها لوحدها
ابتسمت فاطمة وقالت بفخر حقيقي بزوج ابنتها
-أدهم راجل حقيقي وطبعًا أخته مسؤليته ولازم يقف جمبها ويدعمها ويسندها
أبتسم سليمة بسعادة انها استطاعت ان تداوي الامر دون ان يحزن والديها من أدهم
تناولت طعامها سريعًا وقالت وهي تغادر الطاولة
-انا تعبانه جدًا ومحتاجة انااااااام
ليضح يونس بصوت عالي وهو يقول
-طبعًا طبعًا عايزة تناااااااامي وتطمني على أدهم اقصد يعني أخت أدهم
ضحكت سليمة بخجل وغادرت ترافقها ضحكات والدها ودعوات والدتها بالسعادة
~~~~~~~~
دلفت الي غرفتها واغلق الباب خلفها ومباشرة الي الشرفة … إتسعت ابتسامتها وهي تراه يقف هناك … يرتدي بنطال اسود وتيشرت من نفس اللون وبين اصابعه سيجارته الغير بريئه وبيده الاخرى كوب القهوة
ظلت تتأمله بسعادة لكنه اجفلها حين قال
-مش عيب بنت زيك المفروض انها ملتزمه يعني تقف تتأمل راجل غريب كده
تجاهلت كلماته وقالت مستفهمة
-انت شلت فاصل الارابيسك ليه؟
أجابها بهدوء بعد ان اخذ رشفه من كوب قهوته
-علشان تعرفي تتأمليني
والتفت ينظر اليها جيدا ثم قال
-أنتِ إيه حكايتك معايا ها؟! عايزة ايه مني؟
اقتربت من سور الشرفة وقالت بهدوء
-مش عايزة حاجة … انا كنت فاكرة ان بعد اخر مرة اتكلمنا فيها اننا بقينا صحاب
ابتسم ابتسامته الجانبية التي يتشابه بها مع أدهم والتي خطفت نظراتها ونبضاتها منذ اول مره رأتها فيها
لم يعلق على كلماتها لكنه قال بهدوء
-مش عايزة تسأليني كنت بعمل ايه في الساحل
نظرت له وقالت ببعض الشك
_هو انا لو كنت سألتك كنت هتجاوب ؟!
هز رأسه بلا … وابتسم وهو يقول
-صراحة لا … وعلشان مسألتيش عايز احكيلك
-وانا مستعدة أسمعك
قص عليها كل ما حدث وكانت تستمتع له وقلبها يؤلمها على حاله وحال ظلال .. لكنها انتبهت من أفكارها حين قال بتفكير وحيرة
-انا مش عارف انا ليه روحت معاهم أصلًا … وعلاقتي بالبنت دي ايه؟ عدنان اعرفه من الشغل … لكن مين الناس التانية اللي موجودين معانا .. وليه انا اللي كنت متصدر المشهد مش فاهم حاجة … ليه كانت فيه نار قايدة في عروقي بدل الدم … مش فاعم
شعرت بالصدمة من حديثه الذي يخرج من قلبه وبضعف شديد وحيرة يعاكس هيئته المغرورة … المتكبرة وفكرت ان عليها التحدث مع الدكتور عبدالله في هذا الامر
لكنها رغم كل افكارها قالت بهدوء
-انا معرفش حاجة عنك يا ثامر علشان كده مش هقدر افيدك في اجابه سؤالك … لكن أنت ممكن تعرف كل حاجة لو عايز من جواك تعرف بجد
نظر لها وظهر على وجهه التفكير لعده لحظات ثم ابتسم وهو يقول
-دي تاني مرة أرتاح جدًا بعد الكلام معاكي … فيكي سحر غريب بيطمني وبيحسسني ان كل حاجة ممكن وسهل تتحل … أنتِ مين؟!
-سليمة
اجابته بابتسامة حلوه ورقيقة … ناعمة كنعومة ملامحها لتتسع ابتسامته التي تأثر بنبضاتها واعتدل واقفًا وهو يقول
-المرة الجاية يا سليمة هعزمك على قهوة وهعملها لك بايدي
أومأت بنعم ليتحرك حتى يعود الي شقته لتوقفه وهي تنادي عليه
-ثامر
التفت ينظر اليها فقالت بابتسامة قذفت داخل قلبه سهم الحب
-انا مبسوطة اوي بصداقتنا … أنت صديق متميز ومختلف
من جديد اهداها ابتسامته الجانبيه ورفع إصبعيه في تحيه كتحية الكشافة ودخل الي شقته
التفتت لتتدخل غرفتها لتجد والدها يقف هناك جوار الباب ينظر اليها بشك وغضب واتهام واضح ليسقط قلبها اسفل قدميها
~~~~~~~~
هل جربت مرة ووقفت لترى طائر بريىء يدبح بيد من كان يطعمه ويسقيه … هل رأيت يومًا شخص يتحول لوحش لا يشبه وحوش الغابه في شيء بل هو أكثر وحشيه وغدر
اهلا بك في الواقع المرير … اهلا بك في عالم أشد قسوة من عالم الغاب .

يتبع….


google-playkhamsatmostaqltradent