رواية لعنة ال دارو الفصل الثاني 2 - بقلم اية محمد
_ دا مش مـرض.. دي.. لعنـة “..
” بسم الله الرحمن الرحيم اللهم احفظنـا يا رب، انتي جايبني أعالج واحد ملبوس يا رسلان!؟؟ “..
تركـه رسلان ليسقط ارضا وقال بضيق:
” وأنا كنت هعرف منيـن يعني!؟ ”
جـلس ياسين أرضـا خائفا فأنحـني رسلان يجـلس بجواره لتهدئته:
“مش هتخسـر حاجه يعني لو تبص عليه..”..
صاح ياسين بضيق:
” وحياة أمي ما هتحصل يا رسلان “..
وقبـل أن يكمـل باقي جملتـه وجد سلاحـا يدفـع رأسه من الخـلف فنظر بإرتبـاك ليجد تلك اليد النسائيه الرقيقه هي من تحمـله وتنظر له بأعين حمـراء لا تدري أهي قـوة أم بكـاء..
” اسعفـه حـالا.. “..
اتجـه ياسيـن بضيق تجـاه تلك الجثه كما وصفها بعقـله، بدا الشاب بحجـم أصغر من الحجم الطبيعي فبدأ ياسين بمسح ذلك السائل اللزج عنـه و قد كانت كل تلك الدماء الغريبة اثر جرح صغـير فضمدهـا ياسين بعنـاية و تحرك عائدا لمكانه بجوار رسلان..
قالت داليا بحزم:
” اللي أنتم شوفتـوه هنا دا تنسـوه نهـائي ولا كأنه حصل “..
سأل رسلان بإهتمام:
” بس دا اي بالظبط؟! انا عمري ما شوفت مرض بيعمل كدا يعني حتي ضمور العضلات مبيعملش كدا!!؟ دي لعنـة بجد!؟ ومين اللي ممكن يعمل كدا في انسان و يوصلـه للمرحلة دي!؟ “..
كـادت داليا تبكـي حال اخيـها و التفتت تولي الجميـع ظهرها ترفض رؤيتهم لدموعهـا وضعفهـا فأقترب كريم يقول بجدية:
” صدقـوني البشر بينهم شياطين، يمكن عايشين وسطينا وبياكـلوا ويشربوا معـانا واسمهم اصحابنا واخواتنـا و فجاءة هما اللي يعمـلوا فينا كدا و دا اللي حصـل مع أدهم، كان سحر اقوي من اي سحر شوفته في حيـاتي، سحر مدفون في أرض مش ارضنا..أرض بيسموها “دارو ” و احنا معرفناش بردو نعمل اي ونوصل ازاي ليها، مستعدين ندفع مليارات بس ادهم يرجـع وبسبب وضعه دا احنا قولنا انه مـات قدام الناس “..
قالت داليا بصوت خافت:
” يا ريته مـات ولا شاف العذاب دا.. يا ريت اللي عمل السحر دا كان قتلـه وخلاه يرتاح.. اللي عمل كدا بيكـره أدهم أووي لدرجه انه يوصله للحـال دا.. “.
قال رسلان بآسي:
” لا حـول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. ربنا يجازي اللي كـان السبب، حسبي الله ونعم الوكيـل “..
قال كريم بهدوء:
” الحمد لله علي كل حال، يلا يا رسلان أنت والدكـتور ياسين هوصلكم “..
قال ياسين بصوت خافت:
” لا يا استاذ كريم انا معايا المتوسيكل بتاعي هنروح بيه انا و رسلان.. ربنا معـاكم هو دلوقتي هيكون كويس ولو احتاجتـوني في اي وقت انا هكـون في الخدمة “..
تحرك الإثنين للخـارج وهما يشعران بثقل علي قلوبهم اثر ما رأوه، أيصل الانسان لذلك الحد من الغل و الحقد و القسوة، مصاب ذلك الشاب جلل وتلك الفتاة اختبـارها صعب وشديد، وذلك الصديق هو خير مثـل لتلك الكلمة وخير الوصف لعلاقة الصداقة بل الأخوة..
جـلس رسلان في شـرفة مـنزله بعدما اخذ حمـاما باردا وظل شاردا لساعات طويلة حتي جـلست والدته أمامه تنظـر له بتعجب وسألته بحنان:
” مالك يا رسلان؟! اي يا حبيبي اللي حصل مخليك قاعد كدا!؟ “..
قال بصوت مختنق:
” تخـيلي حد يعمـل سحر لحد ويدمرله كـل حياته “..
” يا ساتر يا رب، اي اللي حصل؟ “..
قال بآسي:
” النهاردة شوفت شاب عمره تقريبا 33 سنه، معمولـه سحر يا ماما مخليه جسمه في حجم الطـفل و شكله وحش اوي، وجسمه من جرح صغير اوي كان مليان كـله بحاجه عامله زي الدم بس غامقه اوي وكمـان لزج زي الصبار.. أنا كل دا فهمته بس بيقولوا ان في حد قالهم ان السحر دا في ارض اسمها دارو.. ولما دورت ملقيتش ان في أرض بالإسم دا “..
” دارو؟ متأكد انه قـال دارو يا رسلان!؟ “..
” ايوا يا ماما، عمرك قرأتي عن مكـان زي دا!؟ “..
” اه.. اه تقريبا سمعت الإسم، قوم أنت نام علشان شغلك بدري وأنا هدورلك عليه كدا واشوف “..
تحـركت فيـروز لغـرفتهـا بعدما تأكدت من ذهـابه لفـراشـه، جلست أمام مكتبها وأشعلت اضاءه خافتـه وأخرجـت بعض الرسومـات القديمـة تنـظر لهـا وهمست:
” دارو.. آل دارو “..
………………………………………
باليـوم التـالي كـان رسلان جـالسا علي مكتبـه وأمامه كـوب من القهـوة و بدأ في العمل علي أوراق جـديدة حتي آتاه أحد العمال:
” استاذ رسلان، الاستاذة داليا عاوزاك في مكتبهـا و معاك كشف حسابات الاسبوع اللي فاتت “..
رفـع رسلان رأسـه ينظر له بتعجب، فهي المره الأولي التي تطـلب رؤيتـه منذ بدايـة عمـله، تحـرك سريعـا تجاه مكتبها ودق الباب فسمحـت له بالدخـول:
” اتفضل اقعد يا رسـلان محـتاجه ابص علي الكشف “..
أخذتـه من يده تتـابعه بإهتمـام و تتفحص كـل رقم بـه، قـالت بجـدية:
” شغلك مظبوط و دقيق يا رسـلان.. “..
” متشكر يا فندم “..
تقدمت بجسدها للأمام تجـاهه وقال بهدوء و حكمه:
” اللي حصـل امبـارح ياريت تنسـاه “..
ابتسم وقال بهدوء:
” مش هنسي.. هدعيـله، كمـان أحب أقول لحضرتك اني موجود للمساعدة في اي وقـت، متقلقيش من اي حاجه من جهتي انا او ياسيـن، ارتاحي “..
هي كـل ما تريده الراحه، ولكنها تكاد تقسم انها لم تراهـا أو تشعـر بها منذ سنـوات، ابتسمت بخفوت وقالت بصوت هادئ:
” شكـرا… يلا اتفضل علي مكتبـك و ياريت ملفات الاسبوع دا تتسلم بدري عن كدا، لولا ان شغلك مظبوط كنت خصمتلك “..
انتفض عن كرسيـه وقال بجدية:
” حاضر يا فندم.. بعد اذنك “…
تحـرك رسـلان عائـدا لمكتبـه والذي لم يفارقه إلا عند سـاعة الغداء، خرج ليجلس في الكافيتريـا ليأكل بعض الطـعام التي حضرته له والدتـه و احتسي معه كوب من العصير البـارد و علي مسافـة علي إحدي الطـاولات جلست هي ايضا تتنـاول بعض الطـعام بمفردهـا والجميع يلقي لها التحيه بإحتـرام و ايضا بحذر، ذلك الذي جعله يري بكـل وضوح تلك المسـافة التي وضعتها بين نفسهـا وبين جميـع من حـولها وهي بذلك العمر يبحث أمثالها عن الرفقـة و الاستمتـاع و أيضا الزواج والحب و الإستقـرار، انمـا هي رفضت كل ذلك لأجل اخيها الذي ينـازع مصيـره تجـلس معه بمفردها في منزل يمكنه تحمـل عائـلة بأكملهـا من أجداد الأجداد لأحفاد احفادهـم، حتي أنها رفضت شخصا شديد الوفاء والإخلاص لهـا ولأخيهـا…
كـان يود المساعـدة ولكن ماذا هـو بفـاعل، هو تابع عمله بكـل جدية وإلتـزام حتي مر شهـر كـامـل..
في إحدي الليـالي كـانت علي وشك الذهاب للنـوم عندما استمعـت لصوت شخص بالأسـفل، خرجت للتراث لتتعجب عندمـا تجده رسـلان، تحركت للأسفل و خرجـت تسأله بتعجب:
” في اي!! انت بتعمل اي هنا في الوقت دا!! “..
” اعملي توكيـل لحد تثقي فيه يمسك الشركه لفترة “..
” اااي؟ “..
كرر حديثـه مجددا فسألته بتعجب:
” ليه؟! “..
قال بجدية:
” علشان عندنـا رحـلة طويـلة شويـة.. ل أرض دارو “..
فتحت عينيه بصدمـه وسألته:
” أنت تعرف المكـان دا!؟ ولا أنت جاي تضحك عليـا و تستغفـلني!؟ لا ركز كدا وفوق أنا داليا النجـار “..
قـال رسلان بهدوء:
” أستاذة داليـا، أنا محتاج أشوف الاستاذ أدهم و بعدهـا قرري اذا كنتـي عاوزة مساعدتي ولا لا؟! “..
وقبل أن تجيبـه تحرك رسـلان للداخـل يبحث عن أدهم حتي وجده في زاويـة ما يجـلس صامتا مغمض العينين فأقتـرب منه و جلس أمامـه يخرج من جيبـه شيئـا لونه أخضر لزج فوضعه في فمــه و داليا تقف خلفه تشـعر بالحيرة ولكنها اقتربت من اخيـها تنقل نظرها بينه وبين رسلان الذي تابعه بإنتبـاه..
وبعد دقائق للمره الأولي من سنوات يفتح أدهم عيـنه ويرفـع رأسـه بحثا عن أخته التي أقتربت بلهفـه تجلس أمامـه و رأت طيف ابتسامة خفيفه علي جانب فمه و سقطت دمـعة من عيـنه فبكـت هي بشده ورسلان يتابعهم بشفقـه:
” أنا هقدر أسـاعده، أنا طول الفترة اللي فاتت مكنتش بنـام علشان ألاقي الحـل، و العشبه اللي أخدها دي من ارض دارو نفسها، لو روحنا هناك هيتعـالج بأمر الله “…
قالت بلهفه:
” أنا موافقـه.. “.
” الشركـة لازم تسيبيها في ايد أمينـه “..
” أنا عامله توكيـل عام لكريم في حـال حصلي اي حاجه أو اختفيت، لكن أنا حابه أقوله علشان ميقلقش عليا أنا و أدهم “..
” ابعتيـله رسـالة، لأننا لازم نمشي قبل شروق الشمس “..
أخرجـت هاتفهـا بالفعل ترسـل رسـاله لكريم ولم تخبره بالتفاصيل، فقط اخبرتع انها ستختفي مع أدهم لبضعه أيـام، تحركـت بعدهـا تجاه رسلان تسأله بجديه:
” ها، هنـروح هناك إزاي “…
أخرج رسلان من جيبـه نفس العشبه ولكنهـا كانت جـافه هذه المره، فركها بين يديـه و بيده اليسري أمسـك بيد داليا و باليد الأخـري أمسك بيد أدهم، نظرت له بتعجب و حيـرة ولم تفقه اي شيئ مما يحـدث حتي شعـرت بالأرض تهتز تحتهـا وحولهـا شئ يدور بسرعـه كبيـرة ثم بعد ثواني تـوقف، قد كـان باب كبيـر، كتب عليه نفس تلك الكلمـة..” دارو “..
أخذ رسلان أدهم علي ظهـره و تحـرك بـه يفتح ذلك الباب ولا زال ممسكا بيد داليـا وأخذهـا معـه ثم أُغلق الباب خلفهـم..
يكـاد يشعر بأنفاسهـا ستتوقف وهي تنـظر حـولهـا لذلك المكـان، فقد بدا في غايـة الجمـال، علي يسـارهم البحـر بلونـه الصافي و أمواج هادئه حتي أنها كانت تري الأسماك وهي تسبح بهـا، وعلي يمينهـا جبال خضـراء عالية مليئـة بالأشجـار و الزرع الأخضر بألوانه المتفاوتـه و الأزهار، وبين ذلك منـازل رائعـه عديده ترتص بجـوار بعضهـا بشكـل منتظـم..
تحرك رسـلان بعض الخطـوات حتي أوقفتـه فتـاة تنظر لهـم بتعجـب وقالت بدهشه:
” أنتم!! من المكـان الأخر!! يا ويلي لم أري أحدكم أبدا؟! هذه المره الأولي.. مرحبـا أنا بهـار “..
وقف رسلان ينظر لها بتعجـب لبعض الوقت، قد كـانت تلك الفتاة غاية في الحيـوية، بشعـر بلون ذهبي مموج تزينـه الأزهـار وأعين واسعه ونمش علي خديها و انفهـا و قبل أن يتعمق في التأمل سمع صوت أجش يسأل:
” من أنتم؟! “..
قالت بهـار:
” انهم من ذلك المكان الاخر عمي ايوان “..
نظر رسلان لهـا بتعجب ثم عاد بنظره لذلك الرجل الذي آتي من خلفـه يرتدي عبـاءه واسعـه مزخرفـه ممسكـا بعكـاز بيده وشعـره طويـل ابيض:
” من أنتم؟ ”
قال رسلان بتردد:
” أنا رسلان، و دا أدهم معموله سحر و اتقـالنا ان السحر دا في ارض اسمها دارو، هي دي صح؟! وفعلا السحر دا اتدفن هنا؟ “.
قـال الرجل بآسي:
” هذه حقيقه يـا بني، دُفن ذاك السحر من سنوات و دمر مـعه أجزاء كبيرة من أرضنـا و لكن آل دارو لا يمسـون السحر إلا القليل منهـم،لن يستطيع احد مساعدتك لإخراجه “..
قال رسلان بجدية:
” بس الشاب دا هيفقد حياته لو محدش ساعده “..
قال الرجل بجدية:
” بهار.. اذهبي لآفرين أحضريها و بعض الرجـال لأخذ الفتي و استقبال ضيـوفنا “..
استجمعـت داليا قواهـا مجددا وتداركت الموقف و توقف المنطق لديها في محاولة فهم ما يحدث وقالا بجدية:
” هياخدوه فيـن؟! أنا هروح مع أخويا مكـان ما هياخدوه! أنا مش هسيبـه معاهم لوحده “..
ألتفت رسلان له يقول بجدية:
” استاذة داليا احنا هنا علشان دا المكان الوحيد اللي هيقدر يسـاعده، لازم نثق فيـهم “..
عـادت بهـار بعد قـليل و معـها تلك الفتـاة، و إن ظن رسلان من دقائق أنه رأي أجمل فتاة قد يراها يوما فهو مخطـئ فقد رأي أمامه قطـعة من القمر تمثلت في فتـاة، انتبه علي حديث الرجل يقول بجدية:
” هذه آفرين، ابنتـي.. ستسـاعد الفتـي “..
تعجـب رسـلان نظرات تلك الفتاة الغاضبـه له و قد كانت قاسيه بعض الشيئ وهي تآمر الرجـال لأخذ الفتـي و وقفت تنـظر له بضيق فتعجب لها اكثر..
قالت داليا برجـاء:
” أنا عـاوزة اروح مع أخويا “..
قـال الرجـل بجديـة:
” أود الحديث معـكم في أمر هـام، حتي في أمرك سيدتي “..
انتبـه الإثنـين له فتحرك الرجـل وهم خلفـه يستمعـون له بإنتبـاه:
” سنعـالجه و بأمر الله ذلك الشاب سيتعافي وتعود له صحـته ولكـن ذلك السحر سيظل مفعوله قائما طالما انه في باطن الأرض، عليكم افساد سحره قبل ان يعود المرض لجسده من جديـد، سياخذ العلاج أكثر من شهر ولكن قد يـعود لحالته تلك في اي وقت.. ”
سأله رسلان بهدوء:
” بس احنا منعرفش نفسده، احنا فاكرينكم انتوا هتساعدونا “..
” سنساعدكم ولكننا لن نمس السحـر، لا يمس السحر سوي حكـام دارو.. أنا أو ابنتي، انا وقد اصبحت كهلا لن يتحمل جسدي ذلك السحر وقوتـه، ولن اسمح لإبنتي بأن تفعـل “..
قالت داليا بجدية:
” لكن لو أنتم حكام المكان ف دا واجبكم “..
قال الرجـل بجدية:
” نحن لا نستقبل أمثالكم في ارضنا سيدتي ولكـن استقبلناكم لأجل ذلك السحـر وقد دمر ارضنا، و أنتي لن تستطيعـي البقاء هنا لأكثر من شهـر، سيتحتم عليكِ العودة لبلادك وترك أخيكِ في النهـاية “..
قالت داليا بخوف:
” لا! أنا مستحيل اسيب اخويا وامشي “..
قـالت آفرين بهدوء:
” حسنا تعـالي معي الآن، ربما وقتها نجـد حـلا “..
تحركـت داليا لتذهب لأخيها مع الفتيـات وبقي رسلان مع ذلك الرجـل الذي قـال بجديـة:
” ستفسد ذلك السحـر بنفسك، هذا حلي الوحيـد، سأخبرك بما يجب فعـله و ستنفذ بدقه، سأجهزك لذلك حتي ولكن ستبقي المخاطر موجوده “…
سأله رسلان:
” واي هي المخاطر دي!! “..
” أن تنتقـل اللعنـة لك، عليك اتخاذ قرارك بأسرع وقت ”
……………………………………………
” تمـام يا أنسة مريم كدا الانترفيو خلصـت “..
ابتسمت مريم وشكـرته ثم تحـركت لتخـرج ولكن قبـل ذلك شعرت بدوار جعلهـا تستنـد علي المكتـب بتعب فسألها كريم:
” حضرتك كـويسـه؟! “..
قـالت مريم بتعـب:
” اه اه كويسـه، انا بعتذر بس دوخة بسيطـة “..
وقف كريم عن مكتبـه ثم تحرك تجـاهها وقال بهدوء:
” لو سمحتي اتفضلي استريحـي لحد ما الدوخـة تروح و هطلبلك عصير “..
قالت بهدوء:
” لا شكـرا، أنا صايمـة.. أنا كويسه الحمد لله شكرا لحضرتك “..
تحركـت مريم من مكتبـه سريعـا فعليها الذهاب لعملهـا المؤقت في أحد المطـاعم البسيطـة و بمقابل مادي بسيط بالكـاد يكفيهـا، آتاها اتصـالا هاتفيـا فأجـابته:
” ايوا يا خـالد! “..
” أنتي فين؟ روحتي بردو الانترفيو؟! ”
“أيوا روحت و عملت الانترفيو و خلصت، انا ما صدقت ان جـاتلي فرصـة زي دي، انت مش باقيلي يا خالد علشان تضيع مني الفرصـه دي، متنساش ان خطوبتنـا دي مزيفـه”..
” وانا قولتلك مش هتشتغلي في شركـات و قدام اهلي وأهلك، عاوزة دلوقتي تصغريني قدامهم!؟ “..
” وأنت مبتصغرنيش وانت كل يوم بتدور مع واحده شكل “..
” إنتي قليلة الأدب، أنتي مش هتتحكمي فيا ولا في تصرفاتي “..
” أنا مش قليلـة الأدب يا خالد لو سمحت احفظ لسانك معايا، و بعدين هو مين اللي بيتحكم في التاني دلـوقتي!؟ “..
” لازم أنا اللي اتحكم فيكي انتي ناسيـه نفسك ولا اي “..
” اه وتقصد اي بقي بالكلام دا!؟ “..
” قصدي ان واحده زيك لازم ليها حـاكم يا استاذة “..
” يعني اي واحده زيي يا خالد؟ وضح كلامك وقول الكلمة اللي محشورة في زورك دي ونفسك تقولها من أول ما عرفتـني “..
” بلاش تقطيم بالكـلام، مش كفاية الكلام اللي زي السم اللي بسمعـه بسببك وبسبب أصلك اللي منعرفش عنه حـاجه!! انتي اللي زيك تسمع الكـلام من سكـات “…
” تمام يا خالد، يا ريت بـليل تيجي تاخـد دهبك، وانت كنت جبتلي حاجه تانيه ابقي خدهـا “…
أنهت المكـالمة قبـل أن يجيبهـا ثم تحـركت تعبـر الطريق ولكنهـا لم تنتبـه لتلك السيـارة التي آتت من بعيـد و اصطدمت بهـا ليرتطم جسدها بقوة في الأرض لأميـال بعيده، اجتمـع حولها النـاس ليعرفوا ان كانت حيه ام فقدت حيـاتها…
من بعيد انتبه كريم للحادث من مكتبـه فتحرك للأسفـل سريعـا يسألهم فقال له أحد الحراس:
” دي بنت من اللي كانوا بيعمـلوا الإنترفيـو “..
تحرك كريـم تجـاهها و ابعد الناس يتفحصهـا وقال بجدية:
” لازم ننقلها المستشفي “..
” احنا طلبنا الاسعاف يا كريم بيه”..
“بس دي لو استنت اكتـر من كده هتمـوت”..
تحـرك كريم يحمـلها بحذر ثم أخذهـا لسيـارته و اتجـه لأقرب مستشفـي، أخذها الممرضين و وقف هو في الأستقبـال ومعه حقيبتها يبحث عن بطلقتها الشخصيـة:
” هي اسمهـا مريم، بس لحظة هشوف بطاقتها.. اهي.. اسمهـا مريم عبد الرحمن فاروق، أنا هحاول اتواصل مع حد من أهلها “..
تحـرك كريم يجـلس علي أحد المقاعد يُخرج كل محتويات حقيبتهـا وتعجب عندما وجد شهادة ميلادها، فمن يخرج حاملا لتلك الشهادة معه ولذلك السبب قام بفتحهـا وانتبه لشيئ واحد:
” اسم الأم.. شير.. شيرين عبـد المنصف الاسيوطـي!!!!! “
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لعنة ال دارو) اسم الرواية