رواية زواج وسيلة للفرار الفصل الثاني 2 - بقلم مآب جاسور
هو إنتَ متجوز!! ولما إنتَ متجوز، إزاي وافقت على جوازنا!! أنا هتجنن!!
– مُمكِن تهدي وهفهمِك كُل حاجة..
قعدت على أقرب كنبة وأنا بقول:
– أديني قعدت أهوه، سمعني..
– أنا كُنت متجوز، و.. ويعني إللي طلعت بيها مِن الجوازة دي هي زينة.. لَيْلَى، زينة عندها مُشكلة كبيرة! زينة مُعتقدة إن مفيش حاجة إسمها أُسرة مُكتملة ودَه سببلها مُشكلة كبيرة أوي في حياتها والمدرسة ومع صُحابها
– لا معلش، مِش فاهمة!
– يعني أنا وافقت على موضوع الجواز ده علشان خاطر زينة.. زينة طفلة ومحتاجة حد في حياتها يفهامها..
– قصدَك محتاجة أُم
قولتها بـنبرة مهزوزة من الوجع إللي حسيت بيه.. طفلة فى السِـن دَه إتحرمت مِن أُمها، أكيد مِش هشوفها محتاجة مُساعدتي وأسكُت، خصوصاً لو كُنت مجربة الإحساس دَه!
– مُمكِن أعرف فين مامتها؟
إتنهد بـوجع ملحوظ:
– مَريَم إتوفيت وزينة عندها سنة، كان عندها كانسر.. ساعتها مأدركتش كم المسؤولية إللي عاليا إتجاه طفلة فـ السِـن دَه!
رديت عليه وأنا بحاول ألطف الجو:
– أنا أسفة بجد.
– عادي!
إبتسمت:
– وعلى فكرة، أنا موافقة..
– بـالسهولة دي؟
– قصدَك إيه؟
– إعتقدت إنِـك هترفُضي!
إتنهدت:
– مِش لازم تفهم السبب على قد ما تفرح إني وافقت، أنا بـس مِش عايزاها تعيش خايفة أو مكسـ*ـورة خصوصاً إنها فى سِـن صُغير! السِـن ده بيبقى محتاج حاجات مُعينة خصوصاً البنات، مِن الأخر مش عايزاها تمُر باللي أنا مريت بيه..
إتحركت وخرجت مِن أوضة المكتب، لكِن وقفني صوتُه لما قال:
– لَيْلَى.. بجد شُكراً
– لا يا رجولة ولا يهمك، أنا لازم أمشي
– إستني هوصلِك
– لا خليك، عايزة أتمشى شوية..
مشيت في الشارع بَبكي بدون صوت! معرفتش أقولُه إيه.. أقولُه إن أبويا لحد إنهارده بيمد إيدُه عليا بسبب وبدون سبب!! ولا أقوله إني إتحرمت مِن حُضن أطيب الناس وأقربهُم ليا .. أُمي!
“الثامنة مساءً – منزلي”
دخلت البيت ولقيتُه قاعد قُصاد الباب كالعادة، نفس قعدتُه:
– إتأخرتي ليه؟
– إتأخرت إيه بس؟ الساعة ٨!!
– أنا لما أقول إنِك إتأخرتي تبقى إتأخر فكراني مِش هعرف أربيكي؟
لسه بيرفع إيدُه وهتنزل على وشي، لقيتني بمسكها بدون خوف! جرأة.. جرأة غريبة، أنا نفسي إستغربتها!!
صرخـ*ـت في وشُـه:
– بس بقى كفاااايـاا، كُل يوم ضرب!! حرام عليك أنا نسيت إني بني آدمة وبتنفس، معيشني في قلق وتوتُر وكُره نفسي بشِـ*ـع! بـذمتَك إنتَ عُمرك شوفت طفلة مِن وقت وفاة مامتها بتضـ *ـرِب!! ماصعبتش عليك؟ عملتلك إيه علشان تكـ*ـرهني كُل الكُره دَه؟ مِش ذنبي إنها ماتِـت يعني!
إتنهدت بـهم لما لمحت صدمتُه وكملت بنبرة أهدى:
– إنتَ تعرفني يا بـابـا؟ عارف أنا مين؟ بحب إيه ؟ نفسي كُنت أبقى إيه وفشلت فيه؟ إنتَ تعرف أنا بعاني مِن إيه في حياتي أو بفرح أمتى؟ أنا واحدة كئيبة مليش صُحاب، مليش غير أوضتي هي أماني الوحيد، عايشة ٢٤ ساعة في خوف مِن كُل حاجة حواليا علشان أبويا مِش مصدر أماني..
إنهَرت في العياط أكتر:
– إنت تعرف إني إنتحـ**ـرت مرتين قبل كِدَه وعمتو مقالتلكش؟
بـابـا أنا بقيت مريضة، ومحتاجة أتعالِج بسببَك!
قلم نزل رن على وشي، طبيعي! كُنت مستنية إيه يعني؟ ياخُدني في حُضنُه مثلاً ؟
“الثامنة مساءً – منزل دويدار”
– ها يا سِمسِم، مِش عايز تقولي حاجة ؟
– تاني يا زوزو؟ قولتلِك دي لعبة صغيرة، عادي.. البِنت إتدبست في مشكلة ولجأتلي، وفكرة وجودها في البيت بعد كتب الكتاب علشان باباها مايحسش بحاجة
– إنتَ تقصد إنُه مايعرفش حاجة؟
– هي قالتلي كده!
– مش عارفة ليه قلبي مخوفني عليها، سَلِيم البِنت دي فيها حاجة، هي أه كانت بتضحك معانا وبتحاول تتعود على الوضع الجديد لكِن الموضوع في إنة!
إتنهد وهو بيبُص فـالفراغ:
– مِش عارف!
“العاشرة صباحاً – مقر عملي”
– لَيْلَى إنتِ كويسة؟
– أه يا يارا أنا تمام
– وشِك مابيقولش كِدَه!
لمست وشي بتوتُر ملحوظ لتكون لحظت حاجة:
– مالُه وشي؟
– إتخضيتي كِدَه ليه، مفيش حاجة.. أنا قصدي إنِك مُرهقة أوي وسرحانة بقالِك كام يوم..
بصيت حواليا وأنا بحاول أهدى توتُري:
– ماتخافيش أنا كويسة..
– عملتي إيه فـموضوع المِنحة؟
– قدمت ومستنية الرد..
إبتسمت:
– بجد، طيب هايل، يعني نقدر نقول لو إتقبلتي هتسافري إمتى؟
كُنت لسه هقولها لكِن قَطعني صوت آدَم:
– ها يا شباب جاهزين؟ الإجتماع هيبدأ
بصيت لُه هي وقالت:
– جايين وراك يا آدَم..
عدى اليوم وروحت، كان سَلِيم واخِد ميعاد مِن بـابـا وجاي..
“السابعة مساءً – منزلي”
كُنت في أوضتي وأنا سامعة صوت سَلِيم برَه بيتناقش مع بـابـا وبيطلُب مِنُه إن الموضوع لا يقل عن كتب كتاب الأسبوع الجاي زي ما أنا أكدت عليه بـالظبط..
وللغريبة بـابـا وافق! ودَه زود طاقة الوجع جوايا، مابقيتش فاهمة أنا عايزة المِنحة علشان أهرب مِنُه؟ ولا مِن نفسي!
“السابعة والنصف مساءً – الفراندا”
– أظن أنا كِدَه عملت اللي عليا وزيادة
– بجد أنا مش عارفة أشكُرَك إزاي يا أُستاذ سَلِيم
– أُستاذ أية بقى، قوليلي يا بيبي
لقيت نفسي بضحك قبل ما أقوله بـإمتنان:
– بجد شُكراً
– أنا أفتكرت أنا شوفتِك فين..
رجعت بـذاكرتي لـشهر..
“العاشرة ليلاً – إحدى شوارع المعادي”
لقيت نفسي بلبس ونازلة أتمشى في شوارع المعادي لوحدي..
– مِش تفتح يا أعـ**ـمى!!
– أفندم؟
– ماشي بتتكلم في تليفونَك ومش باصص على إللي حواليك.. على فكرة في ناس غيرك ماشية في الشارع مش ملكك هو!
كُنت بزعق وبتكلم بغضب، شوفت صورة بـابـا وهو بيضـ**ـربني للمرة إللي مابقتش عارفة عددها أول ما الكائن دَه خبطني!
– إنتِ بتتكلمي كِدَه ليه ؟
– علشان إنتَ مابتفـ*ـهمش!
تمالك أعصابه وهو بيرُد:
– أنا مِش هرُد عليكي علشان شكلِك مجنـ*ـونة أصلاً
– وإنتَ بقى العاقل إللي مفيش مِنَك إتنين، وأنا طبعاً مليش كلمة وإزاي أقول كِدَه وإزاي أرد عليك أصلاً!! أنا مين مِش كِدَه؟
بص لي بـإستغراب، عندُه حق.. أنا خلطت الأمور ونسيت أنا فين أصلاً، بس الأغرب كان ردُه وهو بيبُص لي بقلق:
– إنتِ كويسة؟
لقيت نفسي بعيط! وبقعد على أقرب مكان ولسه مُستمرة في العياط، أنا محدش سألني السؤال دَه قبل كِدَه! دايماً مجبـ*ـورة على حاجة مفكرتش أنا هبقى مبسوطة بيها ولا لأ!
إنهَرت أكتر وأنا بقول بدون وعي:
– أنا مِش عارفة أنا عملت إيه علشان يحصل كُل دَه! حاولت، واللهِ حاولت أحبُه بس هو دايماً مكـ*ـرهني فيه! ليه بخاف منُه؟ دَه المفروض يبقى الداعم الأساسي في حياتي، أماني وسندي.. بجد ليه؟
قومت وقفت وأنا على نفس الحالة.. مشيت لحد ما وصلت البيت..
– الهانم أخيراً شرفت!
مردتش عليه، كُنت لسه بعيط بس من غير صوت، فضل يتكلم كتير وأنا ساكتة.. وكالعادة الزعيق إنتهى بنفس ضـ*ـرب كُل يوم..
“حاليـاً”
فوقت على صوتُه لما قال:
– ليه ماقولتليش؟
– مش عارفة، إتحرجت أوي خصوصاً إني كُنت قليلة الذوق أوي اليوم دَه
– مش بـالظبط، إنتي كان في حاجة وجعاكي يا لَيْلَى
– ساعات مبنعرفش نعبر عن وجعنـا، فـبنخبط ونصرخ في أقرب حاجة حوالينا
لقيته إبتسم:
– وطبعاً كُنت أنا الحاجة دي!
إبتسمت:
– أنا أسفة بجد..
– بلاش إعتذرات، على العموم أنا مش عايز أعرف دَلوقتي إللي كان مضايقِك، بس إعتبرينا من دَلوقتي صُحاب لحد اليوم إللي هاتيجي في تقوليلي إللي كان مضايقِك..
“بعد إسبوع”
يوم كتب الكِتــاب..
يتبع…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية زواج وسيلة للفرار) اسم الرواية