رواية سيليا و ثلاث اوغاد الفصل الثاني 2 - بقلم ايمان شلبي
وقفت في المطبخ
عملت فنجان قهوه
حطيت كوكيز كتير في طبق
وخرجت علي اوضتي كعاده كل يوم!
روتين حياه مُمل
سخيف
مُرهق لشخصيه بتفكر في كل حاجه حواليها زي
فتحت الفيس
كان مُمل زي العاده
روحت علي الواتساب
كان فاضي من اي ماسدج شخصيه
وكأنه مهجور
لا يخلو من ماسدجات شغل
جروبات سخيفه اصحابي عملوها
جروبات لبس
ميك اب
اسكين كير
حاجات مش مهمه بالنسبالي
او بمعني اصح
مبقتش اهتم بيها من وقت ما يونس خرج من حياتي
اخدت نفس عميق ولسه هقفل اتبعتلي ماسدج من رقم مجهول
“ازيك يا سيليا”
فتحتها ورديت بفضول :
-مين
-اكرم زميلك في الشغل
رديت باستغراب :
-اهلاً يا اكرم
خير في مشكله؟
-لا متقلقيش انا بس كنت حابب اتكلم معاكي في موضوع
-معاك اتفضل
سندت بظهري علي السرير وانا باكل كوكيز ومنتظره اعرف الموضوع
“سيليا انا مُعجب بيكي”
اتنفضت من مكاني ونطرت الطبق لدرجه الكوكيز بقت كل قطعه في حته زي قلبى تماماً!
لاقيته typing مره تانيه
حطيت ايدي فوق قلبي وانا ببص علي الشاشه وبتنفس بسرعه
-ممكن رقم والدك علشان اجيب اهلي ونيجي نتقدم
بلعت ريقي ورديت وانا ايدي بتترعش :
-ايوه يا أكرم بس انا معرفش عنك حاجه
-بمعني!
-بمعني اني محتاجه وقت اتعرف عليك وانت كذلك ولو في قبول ناخد خطوه الخطوبه
-انا معنديش اي مشكله شوفي اللي يريحك وانا معاكي
هسيبك تفكري في الموضوع براحتك وكلميني عرفيني قرارك
-تمام
قفلت الشات
بصيت قدامي بشرود وحيره
ليه لا
اكرم شخص لطيف ،مثقف ،ناجح
والأهم من كل ده محترم وعمري ما شوفته واقف مع بنت
المطلوب مني دلوقتي اخد قرار
كنت ما بين نارين
في صراع رهيب بين قلبي وعقلي
قلبي الغب*ي اللي مش قادره يكره يونس
أو حتي يبطل يستناه!
وعقلي اللي بيشجعني بكل قوته
ادخل التجربه يمكن تفلح
وكالعادة لما بحتار أو بتضايق هربت في النوم
وبطلت تفكير
نوم هادي
بدون ازعاج
بدون احلام
بدون أشخاص مؤذيين في حياتي
************************************
صحيت تاني يوم علي صوت المنبه
قفلته بضيق
قومت
دخلت الحمام
اخدت شاور دافي
خرجت علي المطبخ
وقفت عملت قهوه ساده
تساعدني افوق
وقبل ما القهوه تفور
وقبل ما قلبي يدوب زي كل يوم في حُبه
طفيت البوتجاز وصبيتها في اكبر فنجان في المطبخ وخرجت!
وانا بشربها بدأت اختار هلبس ايه
وقفت حوالي ربع ساعه محتاره قدام الدولاب
“بحب الفستان الاسود عليكي اوي”
افتكرت جمله يونس اول ما وقعت عيوني علي الفستان الاسود واللي كان كل مره يشوفني لابساه ينبهر بيا وكأنها المره الأولي!
اخدت نفس عميق واخدته من الدولاب
وفجأه رميته فوق السرير واختارت فستان تاني
وكأني بعاند يونس ونفسي وقلبي علشان أثبت أني خلاص مبقتش مهتمه ،مبقتش بحبه ،ومبقتش عايزاه
لبست ونزلت طلبت اوبر ووصلت علي الشغل
دخلت مكتبي لاقيت بوكيه ورد فراشات شكله يجنن!
قربت منه وخطفته بلهفه
كان جواه كارت
فتحته كان مكتوب جواه بخط بشع في الحقيقه
تقابليني؟
كأنك فيلم خمسيني
كأنك ورده في البدله بيرويها مطر عيني
كأنك ارض
كأن في حضرتك ببقى روائي لا يمل السرد!
حطيت ايدي فوق بوقي وانا بضحك بذهول
كانت فكره لذيذه وخطفت قلبي في الحقيقه
بس ياتري مين صاحبها
“موافقه تقابليني”
-انت!
ضحكت وانا ببص للشخص اللي اقتحم المكتب فجأه
غمزلي وهو بيحط أيده في جيوبه :
-ايه رأيك في جو المُحن ده
رديت وانا برفع حاجبي بضيق:
-مُحن
هز رأسه بتأكييد:
-بصراحه الفكره مش فكرتي
انا سألت معتز زميلنا ايه اللي ممكن يخطف قلب البنت قالي الورد وهو برضو اللي كتب الجواب
حطيته فوق المكتب وانا بلف وبقعد في مكاني :
-وجبته ليه طالما شايف أنه مُحن!
رد بتوتر:
-ا احم فاضيه بعد الشغل نتقابل وندردش شويه
-اممممم اوكي مفيش مانع
***************************
خلصنا شغل واتقابلنا في كافيه قريب من بيتي
كان شكله لبخه
مرتبك
مش عارف ينطق كلمتين
ومش عارف يتعامل مع ليدي زي!
اول ما دخلنا
سحب كُرسي وقعد
وسابني واقفه
سحبت كُرسي وقعدت قدامه بملامح كلها ضيق
جه الجرسون
طلبنا اتنين قهوه
وفضلنا قاعدين
كان بيبصلي بنظرات غريبه
وكأنه بيقيم أن كنت حلوه من قريب ولا فيك
منطقش ولا حرف
لدرجه مليت
وبدأت انا اتكلم
-مقولتليش يا أكرم ايه اللي عجبك فيا
بلع ريقه وهو بيعدل النضاره بتاعته وبيرد بتلقائية:
-شكلك
رديت برفعه حاجب :
-بس!
هز رأسه بنفي :
لا طبعا وان انتي محترمه ومثقفه وناجحه
فيكي مواصفات يتمناها اي شاب
مناسبه بكل المقاييس
اهي بدأت تندع
بدأ ينطق اخيراً
ابتسمت وفكيت التكشيره اللي علي وشي
وبدأت اتناقش معاه
فات تلت ساعات واحنا مش حاسيين
بعد ما كنت مقفوله منه
بدأت استلطفه
اللي اكتشفته أنه معرفش ولا بنت في حياته
واحده في مكاني مش ممكن تصدق أن شخص زي أكرم ميبقاش له تجارب حُب سابقه
لكن من خلال المناقشه الطويله دي
اكتشفت فعلاً أنه شخص صادق ولطيف
اكتشفت أنه كان بيدور علي مواصفات معينه في شريكه حياته والمواصفات دي كانت موجوده فيا انا وبس!
-ياخبر الساعه١٠ انا لازم امشي حالاً
وقبل ما اكمل جملتي الفون رن
كانت ماما
اخدت نفس عميق ورديت بتوتر :
-الو
-سيليا انتي فين كل ده
-ا احم ا انا انا ربع ساعه وهكون في البيت
-طيب متتأخريش خالتك هنا
رديت بلهفه وفرحه:
-خالتي ساميه؟
-ايوه يالا بسرعه
-حاضر مسافه السكه
قفلت معاها وبصتله بحزن :
-معلش بس انا مضطره امشي حالاً
-في مُشكله
الوقت أتأخر وخالتو لسه وأصله من السفر هي وابنها وعايزين يشوفوني
رد برفعه حاجب :
-ابنها ده عنده قد ايه
ابتسمت اول ما حسيت في نبرته بغيره
رفعت حاجبي بمراوغه :
-اشمعني!
هز أكتافه بحيره :
-عادي مجرد سؤال
-عنده ٣١ سنه
-يعني اكبر منك
هزيت راسي بتأكييد وسكت
سكت لحظه وبصلي وفي سؤال في عيونه
-مالك؟
-هو ابن خالتك ده هيبات معاكم
-اومال هيبات في الشارع
-وانتي بتقعدي قدامه بشعرك ولا بطرحه
هزيت اكتافي ببرود :
-انا بعتبره اخويا وببقي بشعري
رد بحده بسيطه :
-بس هو مش اخوكي ده من محارمك!
-عادي يا اكرم زين اكبر مني وشايف اني أخته الصغيره وبعدين ده خاطب وبيحب خطيبته جداً
-ميخصنيش يا سيليا خاطب ولا متجوز
قعاد قصاده بشعرك ممنوع
رديت بضيق :
-اكرم أنا اسفه بس انت بتتحكم فيا بصفتك ايه معلش؟
-بصفتي هخطبك أن شاء الله وانا مقلبش البنت اللي هتكون خطيبتي ومراتي في المستقبل حد تاني يشوفها بشعرها واظن ده من حقي
اخدت شنطتي والفون وانا بقوم من مكاني وبرد ببرود :
-حقك لما يبقي في خطوه رسمي أن شاء الله عن اذنك
-استني هوصلك
-مفيش داعي هطلب اوبر
رد بأصرار:
-سيليا انا اللي هوصلك
رديت بأستسلام:
-طيب
********************************
فات شهرين علي ارتباطنا
كانوا اسرع شهرين مروا عليا في حياتي
كل يوم نتقابل
نتكلم بالساعات
نروح نحكي في الفون لحد ما يقع مني واروح في النوم
اكتشفت في خلال الشهر أنه شخص مُناسب
بالتأكيد مش مثالي وعنده شويه عيوب لكن ده العادي!
واللي مكنتش متوقعاه اني في وجود أكرم
كنت بنسي “يونس” تماماً وكأنه مكانش موجود في حياتي
شكل قلبي اتشد وحب بجد ولا ايه؟
-سيليا انا امبارح اتكلمت مع ماما في موضوع خطوبتنا
رديت بتوتر وانا ببصله :
-بجد وقالتلك ايه
سكت لحظه وفضل يقلب في الفنجان اللي قدامه
-مش موافقه؟
هز رأسه بنفي :
-لا موافقه عادي بس عندها مشكله
-وايه هي!
رد بأحراج :
-لبسك
-ماله لبسي
-يعني هي شايفه أن لبسك مش مناسب لو حصل نصيب ودخلتي في عيلتنا
ابتسمت بسخرية وانا بشبك صوابعي في بعض :
-ايوه برضو مش فاهمه مش مناسب من نحيه ايه
-سيليا انا عيلتي كلهم لابسين الخمار!
-ايوه بس دي حُريه شخصيه وبعدين مش باللبس
لو البنت عشان لابسه خمار ولبس محترم تبقي بنت مثاليه من وجه نظر والدتك يبقي اسمحلي اقولك أن هي غلطانه انا اسفه في كلامي بس هي فعلاً غلطانه!!!
-ايوه يا سيليا بس الخمار فرض علينا
-وانا عارفه يا أكرم بس انت داخل من البدايه وعارف ان ده لبسي ودي طريقتي وده اسلوب حياتي
-وفيها ايه لو غيرتي نفسك للأحسن
سيليا انتي مش نفسك تدخلي الجنه؟؟
رديت بذهول :
-مين فينا مش نفسه يدخل الجنه
-طيب علشان ندخل الجنه لازم نجتهد ونجاهد نفسنا!
-انا فاهمه كل كلامك ده يا أكرم
واكيد نفسي ابقي احسن مش علشان حد علشان ربنا يرضي عني بس انا اسفه انا مش مضطره اغير من طريقه لبسي وحياتي علشان اعجب مامتك
-سيليا انا بحبك وما صدقت لاقيتك
هزيت اكتافي ببرود :
-اللي بيحب حد بيحبه حتي بعيوبه!
-يعني مفيش اي احتمال تغيري من نفسك
بصتله ورديت بنفاذ صبر :
-اغير من نفسي لاني حابه اغير من نفسي انما مش علشان مامتك توافق تيجي تخطبني
-حتي لو قولتلك علشاني
رديت بابتسامه كلها سخريه :
-المشكله أن الأوردر طالع من مامتك مش منك يا أكرم
انت عارفني وشايفني ومن اول يوم ارتبطنا و متكلمتش في موضوع لبسي ده يعني انت مكانش عندك مشكله المشكله عند مامتك
اخد نفس عميق وهو بيحط وشه بين كفوفه وبيسكت شويه ،بعدها رفع رأسه وبصلي بجمود :
-انا اسف يا سيليا بس احنا كده مش هينفع نكمل
يا تغيري من طريقه لبسك يا كل واحد يروح لحاله
هزيت اكتافي بلا مبالاه
-يبقي كل واحد يروح لحاله!
قام وقف وطلع محفظته
حط فلوس علي الطربيزه
وسحب الفون ومشي من قدامي
بدون ولا حرف زياده!
عيطنا وخلِصنا ؟ طردونا بعيوبنا ؟
عملنا بحر دموع ونزلنا فيه دوبنا ؟!
حبينا، و إدّينا، وزرعنا فيهم ورد
وحصدنا خيبة أمل، مشاعرنا وقلوبنا..”
#محمد_امير
يتبع…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية سيليا و ثلاث اوغاد) اسم الرواية