Ads by Google X

رواية قلبه لا يبالي الفصل التاسع والثلاثون 39 - بقلم هدير نور

الصفحة الرئيسية

 رواية قلبه لا يبالي الفصل التاسع والثلاثون 39 - بقلم هدير نور

البارت التاسع و الثلاثون 🦋🤎
قلبه لا يبالى 🦋🤎

كان زكي جالساً يتطلع بقلق الي رب عمله الذي كان جالساً محني الرأس ينظر امامه بأعين محتقنه بشرود فمنذ ان وصلوا الي المشفي اي منذ اكثر من ساعتين و هو علي حالته تلك..
فلأول مره منذ ان عمل لديه يراه بهذه الحاله من الضعف و الضياع فقد كان دائماً ذو شخصيه قويه لا تتأثر بشيئ ...
لكنه الان يبدو ضائعاً..عاجز  بطريقه لم يعهدها به من قبل...
اقترب منه زكي بتردد جالساً بجانبه واضعاً يده فوق كتفه يضغط عليها بقوه
=متقلقش يا باشا ان شاء الله هتبقي كويسه...
لم يجبه داغر حيث ظل محني الرأس بصمت كما لو كان لم غارقاً بعالمه المظلم..لكنه فور ان سمع باب الغرفة التي ادخلت اليها داليدا عند وصولهم الي المشفي تفتح انتفض واقفاً  برغم الارتعاشة التي بقدميه و قصف قلبه الذي يدوي في داخله من الخوف الا انه اتجه سريعاً نحو الطبيب قائلاً بصوت
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
=داليدا...عامله ايه...
اجابه الطبيب الشاب بصوت يملئه الحزن
=مش عارفه اقولك ايه يا داغر بيه بس للاسف داليدا هانم حصلها ارتخاء شديد في الاعصاب و ده هيتسبب في عجزها في تحريك ايديها و  رجليها...
شحب وجه داغر و قد انسحبت انفاسه من داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله فور سماعه هذا همس بصوت مختنق مرتجف
=يعني ايه... داليدا اتشلت...؟!
اسرع الطبيب قائلاً
=شوف يا داغر بيه مفيش حاجه هقدر احددها الا لما نتيجة التحاليل و الاشاعه تظهر لان  دول اللي هيحددوا حالتها بالظبط ...
ليكمل بهدوء و هو يتطلع الي الورق الذي بين يده
= و متقلقش الحمد لله لسانها متأثرش حالة السكوت اللي هي فيها دي من اثر الخوف و من الواضح انها تعرضت لصدمه كبيره لما حاولت تتحرك و معرفتش علشان كده لازم تتعرض علي طبيب نفسي بس انا بفضل انك انت اللي تتكلم معها وتخفف عنها و  تطمنها...
ليكمل مغمغماً و هو يغادر
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
=اول ما نتيجة التحاليل تظهر هبلغ حضرتك.....عن اذنك.
ترنح داغر في مكانه لينهار علي الارض جالساً بين المقاعد يدفن رأسه المحني بين ساقيه و لأول مره بحياته ينفجر باكياً بكاء مرير صامت اهتز له كامل جسده شاعراً بألم يكاد يمزق قلبه و هو لا يصدق ان داليدا قد اصبحت عاجزه.. لا يمكنه تصور مدي الخوف والرعب الذي واجهتهم بمفردها عندما حاولت التحرك و لم تستطع...اين كان هو وقتها..كان يحضر حفلته اللعينه و هو غاضب منها و يتوعدها...
اخذ يضرب رأسه بقبضته  بقسوه و هو يشعر برغبه حارقه بالصراخ باعلي صوت لديه و يحطم كل ما تقع يده عليه فروحه كانت تتلوي علي جمر الحزن و الالم و الغضب من نفسه لا يمكنه روؤيتها تتألم فالموت ارحم له من رؤيتها هكذا....
لكن لا فزوجته تحتاجه...فسوف يكون قوياً من اجلها...من اجلها هي  فقط...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
نهض ببطئ علي قدميه المهتزه متجهاً نحو غرفة داليدا لكن اسرع نحوه زكي الذي كان يراقبه بحزن و عجز منذ قليل ممسكاً بذراعه يمنعه من الدخول الي غرفتها قائلاً بتردد و هو يفحص مظهره المبعثر و عينيه المحتقنه...
=داغر بيه مينفعش تخليها تشوفك بمنظرك ده
توقف داغر في مكانه صامتاً قليلاً قبل ان يومأ برأسه ببطئ فمعه حق لا يجب ان تراه داليدا بحالته تلك حتي لا يؤثر عليها سالباً فيجب ان يظهر امامها قوياً...
اتجه علي الفور نحو الحمام الخاص بالمشفي  واقفاً به عدة دقائق جامداً محاولاً تنظيم انفاسه و تهدئة نفسه ثم قام بغسل وجهه بالماء البارد قبل ان يخرج و يتوجه نحو غرفة داليدا بغد ان شعر انه افضل حالاً...
دلف الي الغرفة بخطوات بطيئه مرتجفه و قبضة حاده تعتصر قلبه
خائفاً من مواجهتها فلا يعلم ما الذي يجب عليه قوله لها و مواستها به فقلبه ممزق..
تجمد بمكانه فور ان وقعت عينيه على جسدها  المستلقي فوق فراش المشفي تنظر امامها بعينين جامده...شارده كما لو كانت بعالم اخر غير عالمهم هذا...
اقترب منها بخطوات متهالكه شاعراً بألم يمزق روحه و هو يراها في حالتها تلك جلس مقابلاً لها علي الفراش هامساً باسمها بصوت منخفض و هو يغصب شفتيه علي رسم ابتسامه لطيفه...
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
اخذت ترفرف بعينيها عدة لحظات قبل ان تنصب عليه كما لو انها تحاول استعاب وجوده معها..
اهتز جسد داغر بصدمه فور رؤيته لها تنفجر فجأه باكيه بدموع غزيره اغرقت وجنتيها...
اقترب منها علي الفور هاتفاً بصوت معذب
=انا معاكي ...معاكي يا حبيبتي...
احتضن رأسها الي صدره مربتاً بحنان علي شعرها بصمت تاركاً اياها  تبكي مانحاً اياها الفرصه لكي تخرج ما بها من الم  و خوف
انحنى مقبلاً جبينها بحنان مستنشقاً رائحتها بعمق محاولاً تهدئت ارتجافة قلبه و هو لا يزال يربت علي شعرها مهدهداً اياها بحنان ...لكن عندما ازداد انتحابها و ارتجافة جسدها بين ذراعيه... اسرع بغلق عينيه بقوه محاولاً التحكم بتلك الدموع التي احتقنت بها عينيه حتي لا يجعلها تراه وهو بحالته الضعيفه تلك حتي لا يزيد من حزنها ..
ظل يهدهدها بحنان بين ذراعيه كما لو كانت طفله صغيره و عندما شعر باهتزازت جسدها تهدأ اخذ يتحدث معها بصوت منخفض محاولاً بث الاطمئنان بها حتي تنفك عقدة لسانها..
=انا معاكي يا حبيبتي...و مفيش حاجه هتقدر تأذيكي ...
ليكمل بصوت جعله واثقاً قدر الامكان حتي يبث الاطمئنان بها
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎🤎
=و انتي هتخفي..و هتبقي كويسه و الله هتخفي .....
رأها تخفض عينيها تتطلع بعذاب وحسره الي يديها المرتخيه بجانبها علي الفراش و قدميها المغطاه بالشرشف...
ليفهم ما تحاول قوله همس في اذنها بصوت واثق و هو يزيد من احتضانه لها
=و الله هتبقي كويسه....
انحني عليها ينظر الها بثبات بعينيه المحتقنه كالدماء و هو يكمل بصوت اجش صارم كما لو كان يقطع لها عهداً
= هتقومي و هتتحركي  ولو كلفني ده كل جنيه املكه...
وضع شفتيه فوق جفن عينيها يقبلها بحنان و هو يردف بصوت ممزق بالالم
=انتي اهم و اغلي حاجه في حياتي يا داليدا...علشان خاطري.. لو بتحبيني بجد مش هتستسلمي و هتبقي قويه...
شعر بقلبه يرتجف داخل صدره بقوه عندما دفنت وجهها المبلل بالدموع بعنقه تبكي بصمت ليكمل بصوت مختنق...
=علشان خاطري يا داليدا حـ...
توقف عن تكملة جملته عندما سمعها تهمس بصوت ضعيف اسمه رفع وجهها عن عنقه و هو لا يصدق انها تحدثت و نطقت اسمه بالفعل اخذ يتطلع اليها بأمل لكنها كانت تبكي بصمت و لم تتحرك شفتيها ليشعر باليائس يسيطر عليه من جديد عندما علم انه كان يتخيل ذلك ....
هم ان يتحدث اليها محاولاً الا يظهر احباطه هذا عندما فجأته وتحدثت  بصوت منخفض مرتجف
=انا خايفه ...خايفه اوي
همست بصوت متقطع من بين شهقات بكائها الممزقه التي بدأت تندلع من حنجرتها
=علشان…… خاطري متسبنيش انا حاسه اني لوحدي…انا ماليش غيرك
🦋🤎🦋🤎🦋🤎🦋🤎
ضمها داغر الي صدره ممطراً رأسها بقبلات متفرقه وهو لم يعد يستطع حبس دموعه اكثر من ذلك بينما يحمد الله...
ظل دافناً وجهه بشعرها مشدداً من احتضانه لها محاولاً تمالك نفسه و السيطره علي ذلك الالم الذي يعصف بقلبه..
استنشق رائحتها بعمق قبل ان يمسح وجهه سريعاً بيده الهتزه الدموع العالقه به محيطاً وجهها بيديه
=انا معاكي……و هفضل معاكي لاخر لحظه في عمري في كل خطوه و في كل لحظه في اللي جاي انا معاكي في ظهرك...و عمرك ما هتبقي لوحدك ...
حاولت رفع يدها لكي تضعها علي خدها كما هي معتاده متناسيه حالتها و عندما رفضت يدها اطاعتها انفجرت باكيه بألم وحسره مره اخري...
زاد داغر من احتضانه لها هامساً لها بكلمات مهدئه في اذنها عن مدي حبه وعشقه لها ظلت مستكينه فوق صدره حتي غرقت بالنوم...... 
يتبع.......


  •تابع الفصل التالي "رواية قلبه لا يبالي" اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent