رواية أو أشد قسوة الفصل الثالث 3 - بقلم سارة مجدي
ظل على وقفته ينظر إلى تلك العلامات الحمراء المنتشره على عنقه .. من أين له بتلك العلامات
كيف تكون على عنقه ومن صاحبتها … أنه لا يقيم علاقات محرمه ولا يتناول الكحوليات حتى يغيب عقله ويقوم بشيء كهذا ولا يتذكر أنه فعلها
والسؤال المؤلم يعود من جديد .. ماذا يحدث معه؟
لم يعد يحتمل ما يحدث … عليه أن يذهب إلى عبدالله عليه أن يجد إجابات على كل ما يدور داخل رأسه
ليقول بحنق وهو يغلق الزر الأول من القميص
-مبقتش فاهم حاجة … أيه إللي بيحصل لك يا أدهم؟
~~~~~~~
وصل إلى الشركة ورغم هيبته إلا أنه كان شارد فلم ينتبه إلى أي شيء يحدث حوله
حتى حين وصل إلى مكتبه لم يلقى التحيه على سليمة ورجاء ومباشرة دخل مكتبه وأغلق الباب خلفه .. جلس على الأريكة والهاتف على أذنه وحين أجابه عبدالله قال بغضب مكتوم
-أنا عايز أفهم أيه إللي بيحصل معايا؟!
ليقول عبدالله بمهادنه
-أهدى يا أدهم وفهمني فيه أيه؟
ليريح ظهرة على ظهر الأريكة التي تحتل حائط كامل من غرفة مكتبه بتهالك وهو يقول
-صاحي من النوم مجهد وتعبان كأني كنت بلعب ماتش ملاكمة .. و .. و
-و أيه يا أدهم؟!
سأل عبدالله بترقب .. ليكمل أدهم كلماته بخجل رجولي
-لقيت علامات على رقبتي .. زي ما يكون … زي ما يكون
-أنت بتقطع ليه؟ زي ما يكون أيه؟!
قال عبدالله بغضب مكتوم فهو يشعر بالقلق على صديقه حقًا ويخشى أن يكون ما يفكر به حقيقة
ليقول أدهم الكلمات بسرعه
-علامات .. أنت أكيد فاهم يا زفت
خيم الصمت لعدة ثواني ثم أكمل أدهم كلماته وهو يقول
-أنا عمري ما كان ليا علاقات نسائية .. ولا عمري قربت من الزنا .. يبقى العلامات دي جاتلي منين؟!
ظل عبدالله صامت لعدة ثواني ثم قال
-أدهم عدي عليا النهاردة محتاجين نتكلم مع بعض شوية
ليقطب أدهم حاجبيه وهو يقول بقلق
-عبدالله أنا أيه إللي بيحصلي؟
ليغمض عبدالله عينيه بقوة وهو يقول بمهادنه
-إن شاء الله خير يا أدهم بس عدي عليا النهاردة .. ماشي
-ماشي
قالها أدهم بدون روح ثم أغلق الهاتف وهو يتنهد بصوت عالي ويده دون إيراده منه ترتفع تتحسس تلك العلامات التي يخفيها قميصه والأفكار تعصف به دون رحمه
~~~~~~~~~
كانت سليمة ورجاء ينظران إلى بعضهم بعضًا باندهاش وصدمة وسؤال واحد يدور في عقليهما لكن سليمة نطقته بصوت هامس
-هو مالوا؟!
لترفع رجاء كتفيها بلا أعلم وأجابت بتشتت
-أول مره أشوفه بالحالة دي .. ربنا يستر
نظرت إلى باب غرفة مكتب أدهم ثم نظرت لسليمة وقالت:
-قومي أدخلي له وربنا معاكي
لتبتلع سليمة ريقها بخوف وقالت بمرح قبل أن تطرق على الباب
-وصي أهلي أن العزاء بتاعي يكون في الحمدية الشاذلية
لتضحك رجاء رغمًا عنها لتغمض سليمة عيونها ورفعت أصبع السبابه وهي تقول
-أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله
طرقت الباب برفق ودخلت وهي تنظر باندهاش إلى المكتب الخالي
لتبحث بعيونها عنه حتى وجدته يجلس على الأريكة شارد ويبدوا على وجهه الإجهاد .. رغمًا عنها شردت في ملامحه شديدة الوسامة .. ببشرته الخمرية وعيونه الزيتونية خصلات شعره الناعمة الطويلة .. حاجبيه الكثيفين وشفتيه العريضه بشكل مميز لتنهر نفسها وأغمضت عيونها سريعًا وهي تستغفر الله في قلبها
أخذت نفس عميق وهمست بأسمه بصوت مرتعش
-أدهم بيه
لينتبه إلى الصوت رفع حاجبه الأيسر ينظر لمن لحقت إسمه بلقب البهويه وقف وأقترب منها عدة خطوات وقال بصوت هادىء جعل قشعريرة غريبة تسري في جسدها
-نعم يا سليمة هانم
أتسعت عيونها بصدمه ليقول هو بابتسامة جانبيه
-أسمها باشمهندس أدهم أو يا ستي أستاذ مقبوله منك لكن أيه بيه دي قديمة أوي يا سليمة
وتركها على وقفتها وتوجه إلى مكتبه جلس خلفه وقال بأمر
-قوليلي مواعيد النهاردة
ظلت صامته تنظر إليه بعدم أستيعاب .. من هذا؟ .. هل هذا هو ذلك الشخص الذي دخل المكتب صامت وعابث؟ .. والذي كان من قليل شارد ويبدوا عليه الإجهاد تحول فجأة لشخص ساخر والأن ذلك الشخص الجدي لتنتبه من أفكارها على صوته وهو يقول بجديه
-هفضل مستني كتير
لتأخذ نفس عميق حتى تبعد عنها أفكارها وفتحت المفكرة الخاصه بها وقالت بهدوء صوتها الذي لمس روحه منذ اللحظة الأولى
-حضرتك بعد ساعه عندك إجتماع مع مديرين الإدارات في المؤسسة لمناقشة خطة السنه و..
لم يعد يستمع لما تقول .. لقد شرد في جمالها الطبيعي .. دون أصباغ تلوثه … وتلونه وتغير ملامحها البريئة بعيونها الصافية .. أنه لم يرى عيون سوداء بتلك الرقه .. جمال لم يلوث ولذلك هو يشعر بأنها مميزة
أنتبه من أفكاره حين قالت
-حضرتك تأمر بأي تعديل
أي تعديل هذا الذي تطالبه به أنه لم يستمع إلا لموعده الأول ليقول بهدوء قدر إستطاعته
-أنا عندي شوية صداع والتركيز مش أوي النهاردة ف قبل كل معاد بوقت كافي عرفيني علشان لو هعمل تعديل اوك
-حاضر يا فندم .. أي أوامر تانية
قالت بشكل عملي وتحركت لتغادر الغرفة حين هز رأسه بلا … لكنها عادت من جديد وقالت
-تحب أجيب لحضرتك قهوة
أومأ بنعم وعلى وجهه إبتسامه كتلك التي رأتها يوم مقابلة العمل .. لتغادر حتى تحضرها له ليظل ينظر إلى الباب المغلق وبداخله يريد أن يناديها ويطلب منها أن تظل معه بالغرفة
~~~~~~~~~~~
فتحت عيونها المنتفخة من أثر البكاء بصعوبه … لتعتدل جالسه وهي تتذكر كل ما حدث بالأمس والألم التي شعرت به وهي تراه يتحدث إلى تلك الفتاة بل ويذهب إليها .. متى سيشعر بها قلبه؟ متي يرأف بحالها ويرحم قلبها؟ إلى متى ستظل مجرد ظل في حياته؟
ظل .. سوف تظل مجرد ظل .. إليس لكل إنسان نصيب من إسمه وهي ظلال مجموعة من الخيالات تظهر وتختفي .. تتبع صاحبها إينما ذهب .. لكنه أبداً لا يشعر بها أو يهتم .. هل هذا هو قدرها إذًا؟
أخذت نفس عميق وهي تغادر السرير متوجه إلى الحمام تريد أن تأخذ حمام دافىء علها تستعيد بعض من نفسها التي تخسرها كلما تألمت بسب عدنان
عدنان .. حلمها وألمها .. أملها وخيبتها … جرحها ولن يكون يومًا دوائها
أنهت حمامها وارتدت رداء الحمام ليصلها صوت هاتفها .. لتغادر الحمام سريعًا وأبتسمت حين وجدت أسم صديقتها المقربه
أجابتها بسعادة
-سوما حبيبتي إزيك ؟ وحشاني جدًا
لتضحك صديقتها وهي تقول بلوم مرح
-لو كنت وحشاكي صحيح كنتِ أتصلتي بيا يا هرابه بس أنا أحسن منك وأتصلت بيكي دلوقتي علشان أقولك أن إذاعة راديو ” في السكة” طالبه مذيعين جداد علشان برامج جديدة
لتقفذ ظلال بسعادة وهي تقول بعدم تصديق
-بتتكلمي جد يا سوما؟ طيب معاد التقديم والمقابلة أمتى؟
-النهاردة أجهزي وخلينا نتقابل هناك هبعتلك الموقع .. يلا سلام
وأغلقت الهاتف لتظل ظلال تمسك بالهاتف على أذنها وهي تهمس لنفسها
-هو الحلم هيتحقق ولا أيه؟
وأنتبهت أن عليها الإستعداد حتى تلحق بموعدها
وخلال خمسة عشر دقيقة كانت قد إنتهت لتبتعد قليلًا إلى الخلف تنظر إلى نفسها بالمرآة بتقيم ثم أرسلت لنفسها قبلة في الهواء وغادرت الغرفة
~~~~~~~~~~~
على طاولة الطعام وجدت جدتها وعدنان كالعادة يجلسان .. عدنان يحاول المزاح وشُكران تنظر إليه بنفاذ صبر
أقتربت منهم بخطواتها الرشيقه وإبتسامتها التي تميزها … كان يتابع تقدمها وقلبه يتألم من أجلها لكنه صدم بابتسامتها الواسعه وإشراقها الذي يختلف عن كل يوم يقوم بجرحها عن عمد حتى تبتعد عنه
أقتربت ظلال من جدتها وقبلت وجنتها وهي تقول
-صباح الخير يا أحلى نانا في الدنيا
-صباح النور على البنور .. أيه سر الحلاوة دي النهاردة؟
سألتها شُكران بابتسامة حنون
لتقول ظلال وهي تجلس بجانب جدتها
-فاكرة موضوع الإذاعة إللي كنت أخدت إذن وموافقة آبيه أدهم عليه
أومأت شُكران بنعم لتكمل ظلال بابتسامة واسعة
-معاد التقديم والمقابلات النهاردة
ل يقطب عدنان جبينه بضيق لكنه لن يستطيع الإعتراض … ف أدهم قد أعطى موافقته المسبقه على الأمر .. ويرى أن جدته لا تمانع .. فمن يكون هو حتى يعترض
لم يستطع أن يحتمل باقي حديثها خاصه وهو يشعر بالضيق أكثر من كونها لم تكن كما توقع تبكيه طوال الليل .. وكم شعر بالإختناق من هذا الشعور
ليغادر دون كلمه أخرى .. وفي الحقيقة هي لم تهتم كثيرًا بأمره .. ف اليوم بالنسبه لها يوم خاص جدًا وعليها التركيز حتى تحصل على ما تريد وتحقق على الأقل أحد أحلامها المستحيلة
~~~~~~~~~~~~
أستيقظت زيزي من نومها فزعة بسبب ذلك الكابوس
نظرت إلى الساعه وجدتها التاسعه صباحًا إذًا لم تنم إلا ثلاث ساعات فقط بعد عودتها من الملهى الليلي .. وضعت يدها على صدرها تحاول تهدئة نبضاتها وأنفاسها المتلاحقة … أنها رأت كل مخاوفها داخل هذا الكابوس وبحركة سريعة أنزلت قدميها أرضًا لتركض إلى غرفة والدها وقفت تنظر إليه في نومته التي لم تتغير منذ عامان لتغمض عيونها براحه وهي تغلق باب غرفته وتتوجه إلى المطبخ
وقفت أمام الثلاجة وأخذت زجاجة المياة وشربتها على فم واحد
كانت تتناولها وكأنها كانت تسير في الصحراء دون ماء والأن فقط وجدته
كان الماء يسقط على عنقها وصدرها يطفىء نيران جسدها الذي ينتفض بقوة أثر كابوسها الذي أرعبها ولا يتوقف عقلها على تكرار مشاهده لها
” كانت تتمايل بدلال أمام السكارى داخل ذلك الملهى لكن الموسيقى توقفت فجأة لتفتح عيونها لتصدم بعيون والدها الغاضبه والذي ينظر إليها بازدراء ل تشهق بصدمه وألم حين صفعها بقوة ثم أمسك ب خصلاتها يسحبها خلفه دون أن يقول أي كلمة .. ظلت تصرخ لكن لم يهتم أحد بها حتى بيبرس ظل واقف في مكانه ولم يتحرك يتابع ما يحدث بصمت وكأنه سعيد به .. وحين وصل بها والدها إلى حيهم ألقاها في وسط الشارع ليتجمع كل سكان الحي ينظرون لما يحدث .. والصدمة والإندهاش واضحة على عيونهم .. ليقول والدها بصوت عالي
-بنتي أذنبت .. وأنا متبري منها .. أرجموها أو أطردوها .. أو أدبحوها مبقاش يفرق معايا
وتركها ودخل إلى البيت وأغلق البوابه الحديدية خلفه لتصرخ بأسمه لكن صوتها لم يغادر حنجرتها لتنتبه لهمهمات الناس من حولها وبدأت تنظر إليهم برعب .. لكن جسدها إنتفض بقوه حين ألقي شخص من خلفها حجر كبير على ظهرها لتنبطح أرضًا وهي تصرخ من الخوف والألم ولكن بعد ذلك الحجر كان هنا أخر وأخر .. أحجار كثيرة تلقى عليها تسبب لها كدمات بالغه .. وجروح حتى أنها رأت دمائها تسيل على الأرض أسفلها .. في خط متعرج حتى وقفت أمام حذاء أحدهم كان يقف أمامها مباشرة ذراعيه خلف ظهره .. يشاهد ما يحدث دون أن يشارك فيه .. لكن وجهه الذي كانت تعشقه ينظر إليها بابتسامة إنتصار يغلفها الإزدراء رفعت يدها تتوسله أن يساعدها لكنه أخرج ذراعه من خلف ظهره لترى ذلك الحجر الكبير بين يديه وهو يتقدم منها بهدوء قاتل وفي لحظة كان يلقي الحجر فوق رأسها لتتهشم وتنفجر الدماء تلوث حذائه القريب من رأسها لينظر إلى حذائه بضيق ثم خلعه من قدمه ووضعه فوق الحجر الذي هشم رأسها ورحل ”
ظلت على حالها لعدة دقائق أنفاسها متلاحقة وجسدها ينتفض وعقلها يفكر في تفسير لذلك الكابوس .. لكنها تخشى أن تدرك ذلك المعنى الواضح فيه .. لكنها حقًا خائفة
أنتفضت حين سمعت صوت هاتفها وبأقدام من هلام عادت إلى غرفتها حتى تجيب
~~~~~~~~~
قبل ذلك بقليل
كان يجلس على السرير منذ عاد بها من الملهى .. لم يستطع إغلاق جفنيه ولو لحظة واحدة .. كلما أغلقهم رأها وهي تتمايل أمامه بدلال لتشتعل النيران في جسده بين غيره حارقه وشوق ولهفه لها .. رغبته الملحه فيها هي حبيبته التي لم يرى غيرها منذ كانت صغيره لكن تلك النار الحارقة التي أختبرها الليلة لم يشعر بها يومًا كم أراد تحطيم رأس كل من كانوا بالملهى .. أو أخذ عيونهم التي تتطلع فيها باشتهاء
ليعتدل جالسًا وأخذ علبة السجائر من فوق الكومود وأشعل إحدى السجائر وغادر السرير ليفتح النافذة ووقف يستنشق تلك النسمات الصباحية علها تطفىء نيران جسده لكن حتى تلك السيجارة التي تحترق بين يده لم تساعده ولا تلك النسمات البارده
ليلقي السجارة من يده وعاد إلى سريره يمسك هاتفه ويتصل بها … ظل يحرك قدميه بعصبيه وهو يستمع لرنين الهاتف وتوقفت حين وصله صوتها ليقول بسرعه
-أنا مش عايزك تنزلي الكبارية تاني يا ست زيزي
لم يتلقى رد على كلماته … لكن صوت أنفاسها جعل قلبه ينتفض من مكانه وهو يقول
-مالك يا ست زيزي؟ .. أنتِ تعبانه؟ أجبلك دكتور ؟
صوته القلق لمسها لكنها لم تستطع أن تجيب إلا بعد دقيقة كاملة
-أنا مضيت عقد إمبارح وفي شرط جزائي كبير هدفعه منين وأنا نازله أشتغل علشان أجيب فلوس لعلاج أبويا
صمت ولم يستطع الرد .. صحيح هو يعمل منذ كان صغيرًا لكنه لم يهتم يوماً أن يدخر أي من ماله .. لذلك همس بصوت كسير وأستسلام
-نتقابل بالليل على أول الشارع
وأغلق الهاتف وهو يلعن نفسه ويلعن تلك اللحظة التي وافق فيها على طلبها تحت تأثير شيطانه الذي صور له أنه يقلص المسافة بينهم ها هو ينكوي بنار ذلك القرار ولا فرار منه
~~~~~~~~~~~~
مر اليوم بين إجتماعات ولقاءات عمل وأنشغل عقله تمامًا عما يحدث معه
لكن أيضًا كان يومه يحمل الكثير من المتعه وهو يراها تتجول حوله بطبيعتها التي تأثر نظراته ونبضات قلبه
مع مغادرة ضيفه أراح ظهره إلى الكرسي وأغمض عينيه بإرهاق لكنه شعر بها حين دلفت بهدوئها المعتاد ليفتح عينيه ينظر إليها وقال بتوسل
-متقوليش أن فيه مواعيد تانيه .. هو أنتِ إيه معندكيش مديرين ورق
لتضحك وهي تقول
-لا يا فندم مفيش مواعيد تاني النهاردة لكن عايزة أنظم مع حضرتك مواعيد بكرة علشان لو فيه أي تعديل
أرتسم على وجهه تعبير طفولي باكي وهو يقول
-قولي يا سليمة هانم خلينا نشوف
بدأت بأخباره بالمواعيد وهو يعدل بعض الأمور حتى أنتهت لتقول بابتسامتها الحلوه التي تخطف دقه من قلبه كلما أهدته واحده
-إحنا كده خلصنا وحضرتك أخدت إفراج حسن سير وسلوك
لتتسع إبتسامته وهو يقول بمرح
-وأخيرًا أفتكرت أني هموت وأنا قاعد على كرسي الإجتماعات
أعتدل واقفًا وتوجه إلى مكتبه يأخذ سترته من فوق الكرسي وهو يقول
-ربنا ما يحكمك على مديرين غلابه زي تاني
لتعود وترتسم تلك الإبتسامة الحلوه فوق شفتيها .. لكنه كافح بكل طاقته أن لا يُظهر تأثره بتلك الإبتسامة .. وتحرك ليغادر الغرفة لكنه شعر بدوار قوي
وصداع قاسي يضرب رأسه جعله يترنح في مكانه .. لتركض إليه تدعم وقفته وهي تقول
-مالك يا باشمهندس فيه إيه؟
لتلمع تلك العيون العابثة وإرتسم على ملامحه إبتسامة شرسه يعلم تأثيرها على الفتايات خاصة مع صوته الرخيم الذي يشبه مذيعي الراديو وهو يقول
-أنا في أسعد لحظات حياتي وأنا شايف المنظر ده
لتجحظ عيونها بصدمه وعيونها تنظر إلى عينيه لتسري تلك الرجفه في أوصالها بخوف يصل حد الرعب
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية أو أشد قسوة) اسم الرواية