رواية قلبي بينادي باسمك الفصل الاربعون 40 - بقلم ياسمين
part 40 الكتاب الازرق
اول يوم في العزا في فيله فهد المفتوحه عشان تستقبل الناس الي بتعزي ، الجو كئيب ، الرجاله في مجلس الرجاله ومكملين في الجنينه و الستات جوا الفله ، كان المشترك بينهم السواد ، لبس اسود في كل زاويه من البيت ، قرآن شغال بصوت عالي يقطعه كل شويه عياط آيات المكتوم و تمثيل خديجة الصدمه و شويه دموع تماسيح .
قعد جنب ابوه و جده وبيحاول يمسك نفسه ، عبد الله مقدرش يستحمل خبر موت فهد و لأول مره يشوف أبوه يبكي زي العيل الصغير ، بيبص على وشوش كل الي حواليه ، جيران صحاب قرايب مساعدين ، كلهم كانو قريبن لفهد ، بص لعبد الله الي ساكت و حاطط ايده على قلبه و بيتنفس بهدوء يحاول يهدي ضربات قلبه السريعه ، قام و باس راسه و ايده ، بص لمحمد الي ساكت ساند راسه على ايده ، تجاعيد وشه ظهرت اكتر مع حزنه على ابنه ، قام و باس راسه و ايده و خرج ، مكنش قادر يقعد اكتر من كدا ، لمحه عبد الرحمن و خالد ، وقامو ليه بسرعه
خالد: عظم الله أجرك تركي
تركي: شكرا خالد
عبد الرحمن: عظم الله أجرك ، ان شاء الله بجنات النعيم
تركي: آمين
خالد: في شي ناقص تبي مساعده فيه
تركي: لا ، شكرا
عبد الرحمن: انا بشوف الحريم اذا يبون شي
مشي عبد الرحمن و مسك موبايله يتصل على سوار
___________________________________
كانت واقفه في المطبخ مع العامله و قاعده تساعد في تقديم الضيافه للستات ، دخلت للستات و قدمت قهوه مع ميه و الكل بيبص عليها ، دخلت لجهاد الي كانت منهاره و وشها اصفر متعلق في ايديها محاليل و سالي جنبها بتهديها
سالي: متعيطيش يا جهاد حرام
جهاد: و الله لو كنت ادري انه بيتركني كنت تركت كل شي و جلست معاه لين شبعت
قعدت على سريرها و بتحاول تمسك نفسها ، حسست على راسها و باسته
سوار: كل نفس ذائقه الموت يا جهاد ، دا قدر ربنا
جهاد: يا ريتني شبعت منه
سوار: هو عند الي أرحم مني و منك
جهاد: بس أبي اعرف كيف قدر سيف يحط بابا بالتراب ، كيف ما شاله
دمعت عيون سوار و سالي ، لفت وشها النحيه التانيه و مسحت دموعها من غير صوت و رجعت بصت لها
سوار: اشهد انك كنت نعم البنت يا جهاد مش انت بتحبيه
جهاد: كثير
سوار: هو مش محتاج لعياطك ، هو محتاج لدعواتك ، محتاج صدقاتك
بصت لها جهاد و حضتنها
سوار: قومي اتوضي و صلي و ادعيله ، دا أهم وقت بالنسباله
مسحت جهاد دموعها و ساعدتها سالي تروح تتوضي بعد ما وقفو المحلول ، اتوضت و وقفت قدام سجاده الصلاه و بصت لسوار
جهاد: هو الحين مرتاح ولا يتعذب
سوار: ادعيله عشان يرتاح
بصت للسجاده و بدأت تصلي ، شاورت لسالي تعد معاها عشان تطمن عليها ، خرجت و دخلت المطبخ تاني ، غمضت عينيها و اتنفست بهدوء ، دخلت ساره عليها
ساره: انت ما تلاحظين اننا بعزا
بصت سوار لساره باستغراب مش فاهمه قصدها
ساره: حركاتك بتقديم الماي و القهوه هذي ما تنفع
سوار: حركاتي ! ليه انا عملت حركات أيه
ساره: الحريم قاعدين يسألون مين انت ، و انت متزوجه ولا لا ، هذا مو وقته
بصت سوار لساره باستغراب
سوار: هو اني اضايف الناس الي جايه تعزي في عمي دي بقت حركات ! و بعدين ما يقولو الي يقولوه العيب عليهم مش عليا ، هم الي ناسين انهم في عزا
ساره: ترا سوار حركات المصريين هذي ما تجي على ها
ابتسمت سوار ابتسامه استهزاء
سوار: حركات المصريين ! طيب يا ساره يبقى اتعلمي حركات المصريين يمكن تفيدك
خرجت برا المطبخ و سابتها تاكل في نفسها ، طلعت الدور الي فوق و قفت قدام الشباك فتحت جزء منه تأخد نفس ، قاطعها صوت موبايلها لما عبد الرحمن بيتصل بيها
عبد الرحمن: هلا حبيبتي
سوار: اهلا يا عبد الرحمن
عبد الرحمن: كيف حالك
سوار: كويسه
عبد الرحمن: جد بخير
كانت بتحاول تسيطر على نفسها و متستسلمش بس صوتها بان عليه
سوار: اه كويسه
عبد الرحمن: تحتاجون شي
سوار: لا كل حاجه موجوده
عبد الرحمن: سوار صوتك مو عاجبني
سوار: انا كويسه
عبد الرحمن: اذا تبين شي دقيلي
سوار: حاضر
قفلت معاه و راحت قعدت مع الستات بتحاول تهدي حفصه الي مبطلتش عياط
___________________________________
خلص اليوم و كل الضيوف مشيو و متبقاش غير صحاب البيت ، دخل الرجاله الفيله و الستات لبسو حجابهم و كل واحد استعد يروح بيته ، دخل عبد الله و وقف قدام سيف و خديجه
عبد الله: وين غرفه المكتب لفهد الله يرحمه
خديجة: ليش تبيها
عبد الله: وصاني بشي
خديجة: ايش وصاك ، انا زوجته و من حقي اعرف
بص لها عبد الله و سكت و رجع بص لسيف ، شاور له سيف على اوضه المكتب ، دخل و اخد المفتاح من كتاب التفسير فتح الدرج اخد الملف الاسود و كل دا تحت انظار خديجه و سيف
خديجة: انت ايش تسوي هذي لزوجي
عبد الله: سيف ، ادري ان الصدمه مو سهله على الوالده ، بس أبيك توخرها عني
مشي عبد الله بعد ما شاور لفدوى و سالي و سوار و تركي يروحو معاهم
خديجة: ترا عبد الله ، هذي ممتلكات زوجي ، فيني اشتكيك
لف الكل وشه لما سمع خديجه ، ابتسم عبد الله
عبد الله: ساوي الي تساويه ، وصيه اخوي بتتنفذ
خرج من الفله و خديجه دب في قلبها الرعب ان فهد يكون كاتب املاكه لاخواته و هي ملهاش اي حاجه
خرج الكل و شافو عبد الرحمن واقف قدام عربيته مستني سوار ، سلم عبد الله على عبد الرحمن و استأذنه انه هيرجع سوار بعد فتره لحد البيت و سمح لها ، ركب عربيته مع فدوى ، و تركي ركب مع سالي عربيته مش قادر يروح البيت
عبد الرحمن: انت بخير
هزت سوار راسها بمعني اه ، ركبها عربيته و طلع بيها لحد ما ركن في منطقه حدائق و قعد في العربيه
عبد الرحمن: جيعانه
سوار: لا انا كويسه
مسك عبد الرحمن ايديها
عبد الرحمن: عظم الله أجرك
سوار: امين
عبد الرحمن: ما شاء الله جنازته كانت مهيبه
سوار: كان في ناس كتير في المقابر
عبد الرحمن: و الله ما كنت اقدر اشوف اخرههم
سوار: ربنا يرحمه
سكتت شويه و رجعت كملت
سوار: يا ترى هو حاسس بايه دلوقتي
بص عبد الرحمن ليها و فضل يسمعها
سوار: يعني هو خايف و لا مبسوط ، يا ترى قبره عامل ازاي
صوتها اتغير وهي بتتكلم عشان يدل على خنقه العياط
سوار: يا تري نجح وهو بيتسأل ولا لا
قالت كلمتها و نزلت دمعه سريعه و ايديها كانت مشبكه ، حط ايده على ايديها و مسح دموعها
عبد الرحمن: هو بين أيادي الرحمن ، ان شاء الله بتقابليه بجنات النعيم
سوار: ان شاء الله
باس راسها و بدأ يتكلم معاها يخرجها برا جو العزا ، رجعها البيت بعد ما اطمن انها كويسه و رجع بيته مره تانيه
___________________________________
وقف بعربيته قدام المزرعه ، رجع راسه لورا و نزل دمعه سريعه على خده ، مسحت دمعوه و مسكت ايده
سالي: ادعيله يا تركي
بص لها و حط راسه في حضنها و غمض عينيه ، قعدت تحسس على شعره بهدوء وهي بتبوس جبهته
تركي: كان طيب سالي ، كان جدا طيب ، و الله ما يستاهل الي اولاده يسونه فيه
سالي: دا يا بخته يا تركي ، سوار دايما تقولي ان ربنا بيحب الناس الي قلبها طيب ، دول هيبقو مع الرسول
تركي: اليوم شفت بعيوني كيف الناس تحبه ، و الله نعشه صار يطير
سكتت و سابته يكمل
تركي: اتذكر يوم زواجنا وقت كان واقف و يطالع على بطريقه غريبه ، ما فهمت ليش كان يطالع على كذا ، اليوم بس فهمت ، كان بيشبع من النظر لي كان يحس انه بيموت
قال كلامه و بدأ يعيط ، طبطت على كتفه بهدوء و باست راسه و بدأت تدمع ، فضل في حضنها لحد ما هدى، قام من حضنها و مسح دموعه و حط ايده على وشه و اتفس
تركي: أشهد ان لا إله إلا الله ، و أشهد ان محمداً رسول الله ، الله يرحمك يا عمي و تسكن بجنات النعيم
سالي: امين
بص لها و باس ايديها و حضنها
تركي: الله يديمك بحياتي
ابتسمت و باست خده و طلع على البيت
___________________________________
كانت قاعده بتلف في البيت رايحه جايه و سيف قاعد فاتح التيليفزيون
خديجة: انت ايش ما تحس
سيف: ايش في يما خلاص الرجال مات ايش تبيني اسوى احبس حالي
خديجة: انا ما يهمني الرجال ، انت ما تردي ايش الي اخذه عمك عبد الله
سيف: لا
خديجة: ولا ابوك قالك شي قبل لا يموت
سيف: لا
قربت خديجه و أخدت ريموت التيليفزيون من ايده و رمته على الارض
خديجة: انا ما أستفيد منك بشي
قام سيف بيزعق على طريقه كلامها معاه و وقف قدامها يناطحها ند بند
خديجة: ايش ، مو هذي الحقيقه ما أستفيد منك بشي
سيف: يما لا تخليني اخرج عن وقاري
خديجة: أي وقار ها أي وقار ، انت فاشل ما قدرت تشتغل بالشركه و لا تحصل فلوس ، وكل يوم سهر مع ربعك ايش انت ما تحس
سيف: انا فاشل مو ، وانت ايش ها ، انت تركتي بنتك تكون حامل من رجال ثاني ، و تخططين تتزوج احد غصب و تقنعه ان الولد منه مو
خديجة: وهذا كله ليش لمصلحتكم
سيف: اي مصلحه يما ، وين الجديد تركي اتزوج سالي ، سالي الي حسستيني اني بتزوج بنت عايبه وقت خطبتها ، بس جاوبيني أيش الي سويتيه في حياتك لمصلحتي !
سكتت خديجه و جت تتكلم بس قاطعها
سيف: انت ما ساويتي شي ، كل همك تزوجين تركي لساره ، تبين فلوسهم ، كل شي لساره وين انا وين جهاد ، ولا شي نحنا مو ولادك بس ساره بنتك
خديجة: و الله انك خايس
سيف: خايس خايس ، رأيك فيني ما عاد يهمني ، من اليوم و طالع لا عاد تقللين من احترامي او تساوي شي يعصبني ، او بتشوفين وش ثاني
خرج من الصاله بعد ما زقها بعيد عنه و بص لساره الي على السلم وطلع اوضته ، نزلت ساره لخديجه الي كانت ماسكه راسها من الصدمه
ساره: يما انت بخير
خديجة: هذا ايش صار له ، هذا يهددني
ساره: بس متأثر يما
خديجة: لا هذا يبي يتربي
ساره: يما لا ، اتركيه يفضفض
خديجة: و الله لأربيه
ساره: بس يما
خديجة: هش ، ولا كلمه ، الحين صارت مشكلتين الملف الاسود هذا و هذا الحيوان
حاولت ساره تهديها بس مردتش عليها و قامت بسرعه لاوضتها و وقفت مش عارفه تتصرف ازاي
___________________________________
قعد في اوضه المكتب و حط قدامه الفايل الاسود و فضل باصص عليه شويه ، دخلت عليه و معاها صنيه فيها أكل
فدوى: عبد الله يلا حبيبي كل
عبد الله: لا ما أبي
فدوى: بس انت ما اكلت للحين ، كيف تأخد علاجك
عبد الله: ما أبي
وقفت جنبه و لفت الكرسي ليها و قعدت قدامه
فدوى: ادرى ان اليوم ما كان سهل ، بس حبيبي اولاد اخوك يحتاجونك ، بتركك تفتح كل شي لحالك بس كل
مسك ايديها و باسها و ابتسم ، لف الكرسي و بدأ ياكل و هي قدامه بصه في وشه و باين على وشها انه صعبان عليها ، خلص أكل و اخد دواه ، شالت الصنيه من قدامه و قبل ما تمشي مسك دراعها و باس راسها
عبد الله: الله لا يحرمني منك
ابتسمت و خرجت و سابته لوحده ، بص على الملف و متردد يفتحه ، إصرار فهد على عبد الله انه يعرف مكان الملف اكيد فيه حاجات مهمه ومش عاوز حد يعرف عنه حاجه غيره ، حط ايده على الملف يفتحه بس تراجع في اخر لحظه ، سند جسمه على الكرسي ، اتملت عيونه بالدموع و غمضها نزلت دمعه سريعه مسحها و بدأ يفتكر وقت الجنازه
__________________________________
وقت الجنازه
الكل رجع بيته لبس اسود وقف الرجاله كلهم مع عبد الله و بندر ، كل زمايل تركي في الشغل جم و أصحابه ، خالد كان لازق في تركي مسابوش لحظه ، طلعو بفهد عشان يتغسل ، دخل شيخ باين على وشه السماحه و بدأ يغسله ، ساعد الشيخ عبد الله و بندر و تركي دخل بعد ما أمتنع سيف عن الدخول لأسباب غير منطقيه ، جسمه كان ابيض و وشه مبتسم و المغسل بيغسله لاحظ انتفاخ في بطنه غريب
المغسل: هو تعبان ببطنه
تركي: لا
سكت المغسل و بص على انتفاخ بطنه و بان على وشه الحزن ، غسلوه و كفنوه و دخلت حفصه تسلم عليه و تدعيله و هي منهاره ، دخلت سوار و هيبه اللحظه خلتها تعيط ، دخل سيف و الي باس راسه بهدوء و عيونه متوجهه لوشه ومحدش فاهم ملامحه ، دخلت جهاد و باست راسه و دعتله ، دخلت ساره و بصت له تملكها للحظه احساس انها السبب في موت ابوها ، مستحملش الي حصل ، خرجت بعد ما عيطت عليه مش لانه هيوحشها عيطت من احساس الندم انها تكون السبب في موته ، دخلت خديجة و مسحت الدموع الي كانت بتمثلها و بصت له بابتسامه
خديجة: مع السلامه يا فهد
خرجت و هي يتمثل العياط و الانهيار ، دخل تركي عليه مره اخيره و باس راسه ، غطو راسه و حطوه في النعش و طلعو بيه على المسجد ، كان المسجد مليان ناس كلهم بيشهدو على حسن سيرته و طيبه قلبه ، صلو كلهم رجاله و ستات عليه صلاه الجنازه ، و طلع الرجاله للمقابر عشان يدفنوه ، اتدفن فهد بمساعده بندر و عبد الله و تركي و دعوله و قعدو عنده شويه ، الناس بدأت تمشي و المغسل وقف جنب عبد الله
المغسل: استاذ عبد الله ، أبي أكلمك بشي يخصوص المرحوم
عبد الله: اكيد أتفضل
المغسل: انت لاحظت بطنه
عبد الله: أيه
المغسل: الله يرحمه مات من سحر مأكول ، وهذا السحر ظهر ببطنه وقت الغسل ، الله اعلم مين السبب بالسحر ذا ، بس وارد يكون العيله مأكلينه كمان ، اقترح عليك العلاج بالقرآن لكل فرد ، و ان شاء الله ربنا يشفيهم
سمع عبد الله كلام المغسل و هز راسه بهدوء و غمض عينيه ، عمره ما تخيل انه هيشوف اخوه ميت بسبب سحر خديجه ، لام نفسه انه مبعدهاش عنه ، فتح عينه و بص على سيف و افتكر ساره و خديجه ، اخد نفس و عرف ان ال ٣ اولاد ضاعو بسببها ، لازم حد ينقذهم منها ، او على الاقل ينقذ الي لسه باقي منهم
___________________________________
فتح عينه بسرعه و عدل نفسه ، مسك الفايل الاسود و فتحه ، لقى فيه كتاب ازرق و شويه ورق كتير جنبهم ، بدأ يفتح في الورق و الي كان عقد الفيلا بملكيتها و أملاك له و لأولاده و أملاك باسم خديجة ، رجع بص على الكتاب الازرق و فتح اول صفحه فيه لقى كتابه بخط ايده في نص الصفحه
" عبد الله اخوى الكبير و ابوي الثاني ، أولادي أمانه بين إيديك ، هذا الكتاب فيه كل شي تحتاجه"
فتح الصفحه الي بعدها و بدأ يقرأ
" بسم الله الرحمن الرحيم ، اخوي عبد الله اتمني انك تقرأ كل كلمه بالكتاب هذا ولا تخبر أحد عن مكانه و بالذات خديجه ، فوق الكتاب اوراق ملكيه الفله و الاراضي و اسهمي بالشركه ، وكمان في توكيل عام بالصفحه رقم ١٥ بالكتاب ، انا مساوي توكيل عام لك فيما يخص كل شي ، أملاكي و اموالي حتى زواجات بناتي ، انت وليهم بعد الله ، أبيك تقسم أملاكي عليهم تقسيمه الله و لا تظلم احد ، انا ادري انك ما تظلم احد ، تعرف وقت جلست معاك لترقيه سيف ، كلامك اثر فيني اخوي ، وقلت هذا الرجال الي اقدر اعطيه كل شي بعد موتي و انا مطمن ، بكشف لك الحين كل شي و أبيك تتصرف بحكمه ، ادري اني ما كنت اتصرف بحكمه بس انا واثق فيك "
حط ايده على وشه و بدأ يعيط بحرقه ، فهد كان عارف انه هيموت و قرر يسيب كل الناس كلها و يرمي كل حاجه في حجر عبد الله ، مسح دموعه و كمل قراءه
"سيف ابني الكبير ، ادري اني ما كنت اب صالح له ، وما كنت بوصل لتوقعاته الي يبيها ، أبيك توصله بر الامان ، أبيه زي تركي ، ادري ان الوقت متأخر ، بس انا واثق فيك ، ساره بنتي الكبيره هي شوي غريبه بس انا ماقدرت انسجم معها ، حملتها فوق طاقتها و كنت دايم اعايب عليها ، ساره غلطت مع أحد و الحين هي حامل ، أبيك تستر عليها ، ادري انه صعب و مو سهل ، اما عن جهاد حبيبتي ، هذي تحطها بعيونك ، هذي هي قلبي الي بنبض عشانه ، أبيها تعيش معك و تبعدها عن خديجه ، ابيها تتربي ببيت صالح ، كانت تبي تكون دكتوره ، لا تمنعها اتركها تتعلم و تدرس و تشتغل ، ولا تزوجها الا اذا كانت تبي ، أبي زواجها كله حب زي زواجك انت و فدوى ، أبي زوجها يحبها زي حب تركي لسالي ، أبي اطمن عليها ، اما عن خديجه أعطيها حقوقها و اتركها تساوي الي تبيه ، بس اذا حسيت ان الاولاد مهملين خذ منها الاولاد "
قلب الصفحه ال ٨ و بدأ يقرأ اكتر و عيونه مليانه دموع لحد ما خلص اخر سطر مكتوب في الكتاب
" و اخر شي يكتبه لك ، كل كلمه قلتها وقت زواجي كانت صحيحه انا اسف بس الحب عماني"
قفل الكتاب و بدأ يعيط بحرقه ، دخلت عليه فدوي شافته بيعيط نزلت لمستواه و اخدته في حضنه ، بدأت تمسح على ضهره بهدوء
فدوى: بسم الله عليك
قام من حضنها و مسح دموعه و حكا لها عن كل الي قرأه
فدوى: انت الحين مسؤول عن ٦ اولاد مو ٣ بس
عبد الله: ان شاء الله ربنا يوفقني و انفذ وصيته
فدوى: و خديجة
سكت عبد الله و اخد نفس
عبد الله: ان شاء الله ، الله بييسرها
___________________________________
عدى ٥ ايام و اتجمع عبد الله و تركي مع خديجة و أولادها
خديجة: اخيرا بنقدر نشوف وصيه جوزي
عبد الله: انا قرأت وصيه فهد الله يرحمه ، وهي مبنيه على بعض النقاط الرئيسيه ، فهد الله يرحمه قبل لا يموت سوى توكيل عام لي لكل شي ، املاككم الي باسمكم بتستلمو ورقها الحين ، اما أملاك فهد بتتقسم القسمه الشرعيه
خديجة: وليش يعطيك توكيل ، انا مرته انا أولى
عبد الله: و الله هذا سؤال تسئليه لفهد مو لي ، ثانيا جهاد بتنتقل معي البيت تسكن معي اقامه كامله
خديجة: وليش
بص عبد الله لجهاد
عبد الله: تبيني اخذك معي
بصت جهاد لاخواتها و لخديجه و رجعت بصت لتركي و عبد الله ، قارنت بين العيلتين بين امها الي مش بتهتم بيها و فدوى الي بتحبها ، بين ساره الي عملت اسوء شي ممكن بتعمل و ريم و سالي و سوار ، بين سيف الي مش طايق منها كلمه و تركي الي مبيفرقش بينها و بين ريم
جهاد: بجي معك عمي
ابتسم عبد الله و ارتاحت ملامحه لما حس ان وصيه اخوه بتبدأ تتنفذ
عبد الله: ثالثا سيف أبيك ترجع الشركه مره ثانيه ، ترفع راس ابوك ، بتاخذ منصبه و انا ادري انك تقدر تسويها
ابتسم سيف ، حس اخيرا ان حد بيقدره و بيثق فيه ، حرك راسه بمعني تمام ، بص لساره و طلب منها يعد معاها في مكان لوحدهم ، خرجت معاه لمجلس الرجاله و خديجه ودانها على الباب
عبد الله: ادري بسالفه الحمل
بصت ساره على الارض باحراج
عبد الله: ارفعي عيونك ، انا مو هنا عشان اجلدك انا هنا أحل
ساره: انا ما ساويت شي غلط عمي ، و الله ما ساويت ، هو الي اعتدى على
سكت عبد الله و بدأ يسمع ساره و هي بتحكي كل الي حصل و ان السبب في كل كله كان مامتها ، و سبب المشاكل بين تركي و سالي مامتها
ساره: ادري اني ساويت اشياء سيئه ، بس وقتها انا كنت متخبطه ، ساويت كل شي بس ما نفع ، انا احس ان بابا مات بسببي
خلصت كلامها و عيطت ، قام جنبها و حضنها
عبد الله: لا مو بسببك ، نحنا بشر و كلنا نغلط ، الحين في حل واحد تتزوجين
ساره: بس انا ما أبي اتزوج ، ومين بيتزوج بنت حامل من اعتداء
عبد الله: ابوك وصاني استرك ، وانا بسترك
قام من على الكرسي و باس راسها
عبد الله: بيتي مفتوح بأي وقت تبين تجين ، انت الحين بنتي ، و تركي اخوك و سالي زوجه اخوك
سكتت ساره و هزت راسها بمعني تمام ، حياتها بقت غريبه مش عارفه تفسرها ، تأكيده على كلمه اخوك و زوجه اخوك اكنه بيحطها في مكانها المناسب ، بيوجهلها رساله مبطنه " مش معني اني دخلتك بيتي تلفي على ابني"
ساره: بس عمي ، أبي رجاء
عبد الله: أتفضل
ساره: أبي تركي و سالي يسامحوني
عبد الله: هذا بينك و بينهم
خرج عبد الله من المجلس و خديجه مصدومه من تعامل عبد الله مع ساره ، و لين سالي مع كلامه ، دخلت وراه المجلس
خديجة: ايش كذا ، تبيعيني كذا
بصت ساره لخديجه بحسره
ساره: يما انا تعبت ، أبي ارتاح ، أبي احس اني شخص طبيعي ، اذا بابا وصاه علينا ، فاكيد عمي بيقدر يريحني
خديجة: وتركي
ساره: حبي لتركي ما صابني غير بالمشاكل ، هذا مو حب هذا بلاء ، اذا استغنائي عن حب تركي بيريحني انا بستغني عن حبه
خديجة: بالبساطه هذي
ساره: يما ، انا الله بلاني فيك
سابتها ومشت و كلامها بيرن في ودانها ، قعدت على الكرسي مش مستوعبه ، سيف بيهددها و ساره شايفاها بلاء و جهاد هتبعد عنها بارادتها ، املاكها و ورثها من فهد مش هيقدو يعيشوها ربع الي عايشاه دلوقتي ، خوف رهيب من الي جاي مفكرتش غير في الفانوس السحري بتاعها *السحر*
__________________________________
بعد اسبوعين
وقفت في الفله بتاعتها و بتبص عليها بصه سريعه برضا
بدور: سوار وين تبين هذا الكرسي
سوار: هنا ، جنب الڤازه الي هناك دي
مشيت للمطبخ الي كان واقف فيه ساره و جهاد و بيرصو الاطباق
ساره: سوار فيك تجيبين العلبه هذي
شالت سوار العلبه و حطتها على رخامه المطبخ
سوار: شكرا يا ساره عشان جيتي تساعدينا
ساره: أفا ، بين الاخوات في شكرا
ابتسمت سوار على ردها ، ساره اتغيرت جدا في الإسبوعين الي فاتو ، بمجرد ما غيرت البيئه الي كانت عايشه فيها بقت شخص افضل ، سوار و سالي سامحوها بما عرفو قصتها كلها و بقو بياخدو بالهم من صحتها ، بدأت ساره تتعلق بالطفل تلقائي بفطره الامومه الي ربنا خالقها فيها و دا خلالها ألطف و احسن
ساره: تعرفين ايش أبي
سوار: اؤمري
ساره: سهره للبنات بس
جهاد: ايه و بجهز الافلام
سوار: خلاص موافقه
خرجت من المطبخ لما سمعت صوت سالي بتناديها من الدور الي فوق ، طلعت اوضه النوم الكبيره لقتها هي و تركي و عبد الرحمن بيركبو الدولاب و محتاسين
سوار: ايوا فيه أيه
سالي: يا بنتي الدولاب الغريب دا ، كنت سمعتي الكلام و خليتي الناس تركبه و نخلص
سوار: أيه يا سوسو شدي حيلك كدا ، دا لسه دولاب اوضه نومك
رفعت ايديها لفوق و هي طالعه برا الاوضه
سالي: لا خلاص انا حرمت ، لا دولابي و لا دولابك انا هنزل ركبي معاهم انت بقا
ضحك الكل على رد فعلها و بدأت تركب معاهم الدولاب واحده واحده لحد ما ركب ، ركبت السرير و حطت المرتبه و ظبطت الاوضه و وقفت قدامها مبتسمه ابتسامه رضا
تركي: انا بنزل لمرتي
قال الكلام باين عليه التعب ، قربت سوار منه و حضنته و باست خده
سوار: تسلم ايدك ، تعبتك معايا
ابتسم تركي و مسح على شعرها
تركي: الله يسلمك
نزل لسالي لفت وشها لقته واقف و مربع ايده ، ضحكت و قربت منه و شبكت ايديها ورا رقبته
سوار: اما انت بقا فتسلم ايدك و عينيك
ابتسم و حضن وسطها و بص في عيونها
عبد الرحمن: بس ايش يفرق بيني و بين تركي
ضحكت بهدوء و باست خده و منخيره و راسه
سوار: انت احلى حاجه في حياتي
عبد الرحمن: بس تركتي هنا
وشاور على شفايفه ، فكت ايديها من ورا رقبته و حطتها على صدره
سوار: لو جبتني هتاخدها
طلعت جري برا الاوضه و ابتسمت
سوار: حظ أوفر المره القادمه
ضحكت و نزلت مع باقي البنات ، ضحك و نزل وراها ، فله سوار خلصت باقي فيها حاجات بسيطه ، طلبو اكل و قعدو يتغدو و كل واحد روح بيته بعدها
___________________________________
كانت لوحدها في الفله و حست بحراره مفاجئه في جسمها ، البيت فاضي عليها بقالها يومين بدأت تشوف هلاوس و تتخيل ناس قاعده ، طلعت اوضتها تحاول تهدي بس مهديتش ، دخلت الحمام تغسل وشها و تتوضى بس فجأه الميه تقطع ، تخرج برا الحمام الميه ترجع تاني ، تدخل تاني الميه تقطع ، حست بخوف في لحظه و نزلت تجرب الحمام التاني ، حصل بدرو نفس المشكله طلعت جراچ العربيات تفتح الحنفيه الي فيه الميه قاطعه بردو ، دخلت أخدت مخده من الي في الريسيبشن و بدأت تتيمم ، خلصت و لسه جايه تستقبل القبله فجأه سجاده الصلاه تتشد من تحت رجليها و تقع على الارض ، حست بضغط في ايديها و رجليها مخلينها تتثبت على الارض ، حراره رهيبه طالعه من جسمها و فجأه لقت كتاب بيطير من الدرج و مفتوح قدامها على صفحه معينه طلع كتاب السحر الي اشترته عشان تجرب بنفسها لان فلوسها معدتش تكفي مصاريف الساحر ، سمعت صوت خشن مخيف في ودانها
......: انت مفكره انك هتضحكي علينا ، انت خلاص بقيتي بتاعتنا
نفس سريع طالع و داخل بتحاول تحرك ايديها مش عارفه
......: متحاوليش مش هتعرفي و احسنلك تبطلي عشان متتأذيش
فضلت فتره مش قادره تتحرك لحد ما ايديها فكت و الكتاب وقع على وشها ، قامت رمت الكتاب بعيد عنها و صوتت و بدأت تعيط عياط هستيري ومش عارفه تتصرف ازاي
___________________________________
بعد ١٠ ايام
صحت جنب جهاد ، نقلت عيشتها كلها مع جهاد لما حست ان جو البيت بقا متعب و مش مريحها ، صحت على ألم شديد في ضهرها و وجع في بطنها خلاها مش قادره تتحرك ، حاولت تقوم من جنب جهاد بس مقدرتش و خبطتت على ايد جهاد عشان تصحى
جهاد: ايش في ساره
ساره: احس بألم شديد
دعكت جهاد عينيها تستوعب الي بتقوله ، قامت من جنبها و شالت البطانيه من عليها عشان تساعدها تقوم ، و اتصدمت لما شافت ساره غرقانه في دمها
جهاد: ساره لا تتحركين
طلعت بسرعه تخبط على سوار و سالي ، الي خبطو سرعه على تركي و نقلوها المستشفى
سوار: متخافيش يا جهاد ، ان شاء الله هتكون كويسه
طلعت الدكتوره من اوضه العمليات و بصت لكل واحد فيهم
الدكتوره: البقاء و الدوام لله ، ما قدرنا نلحق الجنين
سالي: و الأم
الدكتوره: بخير ، بس تحتاج الراحه
تركي: ايش سبب الاجهاض
الدكتوره: في اسباب كثيره ، بتفوق الام و ان شاء الله نساوي اللازم
مشت الدكتوره و حضنت سالي جهاد عشان تهديها ، دخلو اوضه ساره بعد ما نقلوها اوضه عاديه و اطمنو عليها و صبروها بعد ما عرفت ان الجنين مات ، خرج الكل ما عدا سوار و سالي
سوار: احمدي ربنا انك كويسه
ساره: بس انا كنت اتعلقت فيه
سالي: و ربنا مكنبش انه يعيش
ساره: طب ليش ، ليش احمل فيه اذا كنت بجهضه ، وقت ما كنت ما أبيه كان متعلق فيني و وقت صرت أبيه راح مني
قعد سوار على طرف السرير و حضنتها
سوار: دا كان ابتلاء يا ساره ، ربنا حب يقومك بس كان الابتلاء شديد شويه
بصت ساره لسوار و عيطت
سوار: انا عارفه انك اتعلقتي بيه ، بس لاحظي كدا لولا الحمل دا مكناش عرفناكي بجد و حبناكي ، ولا كنت عرفتي ان جواكي بذره صالحه طلعت لما بقت في بيئه كويسه
سالي: زي حياتنا بالظبط ، لولا اننا عشنا الي عشناه و احنا صغيرين مكناش عشنا الي احنا عايشينه دلوقتي
مسحت ساره دموعها و بصت ليهم هم الاتنين
سوار: دي فرصه جديده انك تبدئي من جديد ، وانا واثقه ان ربنا هيكرمك عارفه ليه
ساره: ليش
سوار: عشان سيره باباكي الطيبه و لان ربنا بيحبك
ابتسمت ساره لما سمعت كلام سوار و حضنتها ، لفت لسالي و حضنتها
ساره: صح ، انا بخلي بابا مبسوط فيني و بخليه مرتاح
.
.
.
.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية قلبي بينادي باسمك) اسم الرواية