رواية سيليا و ثلاث اوغاد الفصل الرابع 4 - بقلم ايمان شلبي
-هزارك بايخ اوي يا عابد بصراحه!
غمض عيونه وهو بيرد بملامح خاليه من اي تعبير:
-بس انا مش بهزر يا سيليا انا فعلا اتجوزت والبنت حامل مني
عارفين احساس التوهه؟
احساس أن انت متبقاش عارف تفرق بين
الحقيقه والخيال
ياتري اللي بيحصل حقيقي
او مجرد حلم بايخ ،سخيف ،بشع
ودقايق ونفوق منه علي الواقع الجميل
والاحلام الورديه اللي في خيالنا
سكت لحظه بحاول استوعب
بحاول افوق
بحاول اصدق أنه عمل كده
مسك ايدي وهو بيبص جوا عيوني والدموع بتلمع في عيونه :
-سيليا متسبنيش انا بحبك والله العظيم اللي حصل ده كان غصب عني!
سحبت ايدي بكل هدوء ،ثبات ،وقوه!
بصتله وانا برد بنبره عاديه خاليه من اي شعور انا حاسه بيه
-ايه اللي يخليك تعمل كده؟
بلع ريقه وسكت لحظه
حط عيونه في الأرض بأحراج وهو بيهمس :
-ضعفت اي انسان في الدنيا ممكن يضعف وانا مش ملاك ومش مثالي زي مانتي شيفاني انا بني آدم وفي لحظه ظهرت قصادي بنت جميله مقدرتش اقاوم جمالها وغلطت!
ابتسمت بسخريه وانا بسند ظهري علي الكرسي:
-مُبرر هايل
-سيليا انا بحبك والله العظيم عمري ما حبيت حد زي ما حبيتك ا انا بس ا انا……
-انت خونتني ،انت خدعتني ،انت خذلتني زيهم تماماً!
-لا يا سيليا لا انا مش زي حد منهم هُما مفيش ولا واحد منهم حبك لكن أنا حبيتك
ابتسمت بسخرية لدرجه اتحولت ابتسامتي لضحك هستيري وهو بيبصلي بذهول
-انتي بتضحكي علي ايه
وقفت ضحك ورديت بتلقائية:
-علي النُكته اللي قولتها
-انا مبقولش نكته انا بقولك الحقيقه!
سكت لحظه وانا ببصله وجوايا مليون سؤال نفسي اعرف إجابتهم
-هو انت ازاي كنت بتقولي بحبك وازاي كنت بتزيف مشاعرك بالشكل ده وانا زي الهبله بصدقك
ازاي كنت بتخليني متطمنه ومفيش ذره شك انك ممكن تخوني بالرغم انك كنت في حُضن واحده تانيه؟!
-عشان انا فعلا بحبك يا سيليا انا مكذبتش عليكي ومخدعتكيش
صرخت بعصبيه والدموع بدأت تتجمع في عيوني:
-لا خدعتني زيك زيهم
لما قررت احكيلك عن زمان
كان كل املي تحافظ علي قلبي
ومتعملش زيهم
لكن انت عملت ايه
شيلت قلبي ورميته علي الارض ودوست عليه بكل جبر*وت وقس*وه
انت اسوء شخص في روايتي يا عابد
-بس انا….
خلعت الدبله ورميتها في وشه وانا بقوم من مكاني:
-مش عايزه اشوف وشك مره تانيه
انا بكرهك بكرهكم كلكم
خرجت من الكافيه
بجر خيبه املي للمره التالته
خرجت فارغه من مشاعري
اخر ذره مشاعر كنت محافظه عليها
ضاعت مع عابد!
كان في اعتقادي أنه هيحافظ علي مشاعري
هيضمها جوا كفوفه بكل قوته
هيحميها من التوهه والضياع
لكن للاسف رماها بكل قس*وه علي الارض
رمي مشاعري وقلبي وروحي اللي كانت معاه وداس عليهم برجله زي السجاره تماماً وبكل القس*وه اللي في العالم!
” عمرو حسن قال ”
أول م وصله اني بحبه في شيء مسه
اول م ضمني إتغير للناحية التانيه
وف ظرف مفيش ظهر اللي داريته عن العالم
كل اللى عملت اني مشوفتوش بان ف طباعه
وعنيه اللى بانولي غزاله
صبحوا ضباعه !
وبدل م أصبح تاج على راسه
خلاني الخاتم ف صباعه .!
**********************************
بعد مرور شهر
وقفت في اوضتي
ابص يمين وشمال
بودع كل رُكن
بودع ذكريات دامت عُمري كله!
قررنا نعزل من البيت
بل قررنا نعزل من البلد كلها
بعد ما انتهت علاقتي بعابد
تعبت ،نفسيتي كانت متدمره
انهارت حصوني
القوه والثبات اللي كنت عايشه بيهم طول الوقت
اختفوا وبان الضعف اللي مخبياه
حد من أصحاب بابا
دكتور نفسي نصحه اننا نبعد
علشان اقدر اتعافي وعلشان اقدر انسي
لازم اعيش في بيئه جديده
اقابل ناس جديده
اول طريق التعافي هو البعد عن كل شئ آذاني نفسياً!
بالفعل بابا قرر اننا نمشي من البلد
قرر يسيب كل حاجه
أهله ،شغله ،اصحابه
في سبيل راحتي
لولا وجوده
لولا دعمه ولولا دعم عيلتي
كان زماني في خبر كان
-يالا يا سيليا ياحبيبتي العربيه جاهزه خلصتي؟
هزيت راسي وانا باخد نفس عميق
-خلصت
*********************
اتنقلت لبيت جديد
بدأت اتاقلم
اتصاحبت علي بنتين
حاولت انسي الماضي بكل اشخاصه
حاولت أصلح قلبي
حطيت عليه مليون ترباس
مكنتش مستعده ادخل حد يحطمه مره تانيه
قررت ابقي سعيده ،اجتهد ،انجح ،اتعافي
وابعد عن الحُب تماماً
اتعلمت من الدرس
بالرغم من قسوته
لكن علمني كتير
تلت تجارب
تلت علاقات
وتلت أشخاص
علموني أن مفيش حاجه اسمها حُب علي الاطلاق!
فات سنتين
اخيرا قدرت اتعافي
اخيرا بدأت ارجع سيليا بتاعه زمان
لكن للاسف السعاده مش بتدوم
لازم يظهر شي يعكر صفو سعادتنا
والشئ ده كان عريس متقدملي!
“جواز مش هتجوز ياماما ريحي نفسك بقي لو سمحتي”
قولتها بضيق وانا بدخل اوضتي وبقفل الباب ورايا بكل عصبيه
دخلت ورايا بزعيق :
-يعني ايه مش هتتجوزي هتفضلي معنسه يعني
انتي بقالك سنتين بترفضي في عرسان وفي فرص اي بنت تحلم بيها وانا وابوكي بنطاوع فيكي
انما لحد كده وكفايه اوي هتفضلي عايشه علي ذكراهم
ما كل البنات بتحب وتسيب وتجرب مره واتنين وتلاته لحد ما تلاقي المناسب انتي ولا اول ولا آخر واحده يحصلها كده!
قعدت علي طرف السرير وانا بحط ايدي فوق ودني وبغمض عيوني بكل قوتي
مش قادره اسمع حرف زياده
مش قادره استحمل
-بقولك ايه اعملي حسابك بكره هتقابلي العريس
قالت جملتها وكانت هتخرج بس وقفت علي باب الأوضه ولفت مره تانيه وهي بتقولي بجمود
-علي فكره انتي عارفه العريس اسمه عمر حُسني
قال إنه كان زميلك في المدرسه
قالت كلامها وخرجت
شيلت ايدي من فوق ودني وانا ببص قدامي وبردد الاسم بذهول
-عمر!!!!
مسكت الفون طلعت رقمه
كنت أخدته منه في الرحله في اخر يوم
ضغطت عليه وانا بحط ايدي علي قلبي
-الو
رديت بأنفعال :
-انت ازاي تعمل حاجه زي كده من غير ما تاخد رأي!
رد بهدوء :
-انا عملت ايه
رفعت حاجبي بغيظ:
-يعني مش عارف!
-لا عارف بس انا معملتش جريمه انا دخلت البيت من بابه
-وانا مش عايزه اتجوز ولو سمحت تتصل بيهم دلوقتي تقولهم انك رجعت في كلامك وان انت مش جاي وإلا…..
قاطعني ببرود :
-مفيش راجل بيرجع في كلامه
-وانا مش عايزاك هتيجي وتترفض!
-هتوافقي
-بقولك هتترفض انت مبتسمعش
-لا بسمع بس انا بقولك هتوافقي
رديت بعصبيه وانا بلف في الأوضه
-انت ايه يا اخي مبتحسش هو الجواز بالعافيه ه…..
-انا بحبك
سكت
لساني اتلجم
قعدت في مكاني
بحاول استوعب اللي قاله!
-من زمان وانا بحبك من وقت ما كُنا في المدرسه
كل مره كنت ببقي نفسي اعترفلك بده بس بابا قالي اوعي تعمل كده ،انتوا لسه صغيرين مشاعركم مش ثابته علي حالها جايز تكون هي كمان بتبادلك نفس شعورك وبعد فتره واحد منكم مشاعره تتغير والطرف التاني يتاذي!
قالي استني لما تكبر وتنضج وقتها لو لسه بتحبها اعترف بده ،كنت كل ما نكبر سنه بحبك اكتر ،لكن فضلت علي وعدي ومعترفتش خوفاً من ان مشاعرك تتأذي في يوم بسببي لحد ما اختفيتي فجأه سألت عليكي كل أصحابنا محدش كان يعرف عنك حاجه فضلت ادور عليكي ارن كتير علي رقمك القديم ابعتلك ماسدجات علي الاكونت مفيش فايده لحد ما فقدت الامل
لما شوفتك يوم الرحله بعدها بسبع سنين شكلك كان اتغير تماماً في البدايه معرفتكيش لكن لما بدأت اجمع شكلك كل مشاعري اتجددت من نحيتك اول حاجه بصيت عليها هي ايدك فرحت لما شوفتها فاضيه مفيهاش دبله قررت فورا اني اتقدملك لكن لما عرفت أن في شخص تاني جواكي قولت ابعد ولو لينا نصيب في بعض ربنا هيجمعنا اكيد ،عرفت الاكونت بتاعك وكنت مراقب كل تفاصيلك وكل حاجه انتي بتنزليها لما اتخطبتي لعابد بدأت افقد الأمل من تاني ولما نزلتي انك single رجع الامل كنت خلاص مقرر اجيلك واتقدم لاقيت كل بوستاتك كُره وخوف من الرجاله اتراجعت عن قراري قولت هفضل مستني لحد ما تتعافي تماماً وقتها هجيلك واطلب منك فرصه
غمضت عيوني وانا برد بنبره مهزوزة :
-مش هقدر يا عمر صدقني مش هقدر
هتتعب اوي معايا انا لسه متعافتش
رد بلهفه:
-هساعدك
عمر
انا دايماً خايفه
دايماً هحتاجك تطمني
ان مكانش كل ثانيه
دايماً هشوف كل كلمه او اي فعل بتعمله مش حقيقي
دايما هشك فيك وفي أفعالك
هيجي وقت عليك وتمل
-وانا دايماً هطمنك ومش همل ابداً
واحد استني تسع سنين تفتكري ممكن يمل!
-عمر ارجوك انا مش عايزه اظلمك معايا
لو سمحت متجيش
-بس أنا مُصمم
-هتتعب
-مش هتعب
-هتمل صدقني وهيجي يوم وتمشي وانا مش حمل وجع تاني
-مش همشي هفضل دايماً موجود
-الكلام سهل!
-بكره الساعه ٦ هكون عندك
اخدت نفس عميق وانا ببص قدامي بشرود :
-وانا هستناك
-مش هتأخر عليكي
-باي
سندت ظهري علي الكرسي وانا ببص قدامي بشرود :
-اتمني متكونش الوغد الرابع!
********************
تاني يوم الساعه ٦
كان قاعد قدامي هو وأهله
اتعرفت عليهم
كانوا ناس لطيفه
مامته ست طيبه
باباه راجل محترم ومتدين
أخته جميله ورقيقه
قعدنا سوا
اتكلمنا شويه
ارتحت
وافقت
قرينا الفاتحه
بعد مرور ست شهور
-مالك ياحبيبتي انتي كويسه؟
سندت راسي علي كتفه وانا بتنهد وببص علي البحر :
-الحمد لله
مسك ايدي وضغط عليها وهو بيهز رأسه بنفي :
-لا انتي مش كويسه فيكي ايه ؟
شيلت راسي ورفعت عيوني في عيونه :
-انا حاسه بشعور غريب
-شعور ايه ؟
بلعت ريقي وانا بفرك في أيدي بتوتر:
-حاسه ا ني حاسه اني حبيتك
رد بذهول وفرحه :
-بجد يا سيليا
-بس خايفه
-خايفه من ايه
-خايفه تضمن وجودي فتستغل ده وتمشي زي اللي قبلك!
مسك ايدي وباسها برقه :
-وانا عمري ما هعمل كده انتي دعوه قيام الليل يا سيليا
انا وعدت ربنا لو بقينا سوا هحافظ عليكي وعلي قلبك
تفتكري ممكن اخلف بوعودي لربنا!
صدقيني انا بحبك والله
اخدت نفس عميق وانا بسند راسي علي كتفه وبضمه بكل قوتي :
-وانا كمان يا عمر بحبك
” فخور بيكي ”
وبطموحك
وبالقصة اللي عيشتيها
بفوز أملك على جروحِك
وع الأيام ومآسيها
فخور بيكي كإن بشوف
نجاحك جزء من حلمي
كفاحك سطر من شعري
وألمع جزء من فيلمي
وكوني ليا فيكي رصيد
ده رزق من السما واصل
كفاية انك آمنتيلي
برغم الجاري والحاصل♥️
تمت
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية سيليا و ثلاث اوغاد) اسم الرواية