رواية بيت البنات الفصل الخامس 5 - بقلم امل صالح
الخامس
- خير؟؟ جاي عايز إيه سيادتَك؟
أجاب بسخرية وهو ينظر لها من رأسها حتى اخمص قدميها: جاي أتأمل جمال الهانم وأمشي.
فجاءه صوتٌ مستنكر من خلف جنى يجيبه: ليه هو جمال أمك مش مكفيك؟؟ سايب أمك السِت محاسن وجاي تتفرج على جمال أختي؟
التفت جنى فأبصرت وجه بسملة التي كانت تمضغ في فمِها بعض التسالي، بصقت القشر أرضًا وهي تتقدم لتقف بجانب جنى: بعدين مش خايف على نظرَك يا عصام ولا إيه؟؟
طالعها عصام بغضب مكبوت في حين تابعت بسملة بجدية مصطنعة وهي تشير على وجه شقيقتها: مش خايف جمال الهانم يعمي عيونَك!!!
رفع طرف شفته عاليًا وهو ينظر لها بإحتقار: الله يرحم يا بسملة أيام ما كنتِ بتقوليلي يا أبيه.
حاوطت بسملة كتف جنى التي تتابع الحوار بينهما بإستمتاع ثم ردت عليه: لأ ده كان مجاملة مش أكتر، إنما أنت من يوم يومك وأنت والله ياجدع مابتنزليش من هنا.
ختمت وهي تضع يدها على أنفها بحنق، علمت جنى من أسلوبه أنه جاء لإسترداد أشياءه لذا قبل أن يتحدث هو ليخجلها سارعت متحدثة: اطلعي يا بسملة تدخلي الأستاذ عصام وتقومي معاه بواجب الضيافة وبعدين هتدخلي أوضتي هتلاقي شوية عِلب كدا جنب سلة الزبالة على الأرض..
رفعت بسملة حاجبها وهي ترى نظرات عصام المشتعلة وهي تجاريها وقد فهمت هي الأخرى ما يحدث: أيوة ياختي شوفتهم، دول خردة دول ولا ايه؟؟
ابتسمت وهي ترفع الحقيبة على كتفها تجيبها: لأ يا قلب أختِك دول حاجة الأستاذ عصام اللي مقدرش يستنى شوية على ما الأزمة اللي إحنا فيها تعدي وجاي يطلبهم، ترميهم في وشه وتوصليه لحد باب البيت.
نظرت بسملة لجنى بضيق: لازم يعني؟؟ دانا ضهري قافش عليا خالص من امبارح!
هبطت جنى بضع سلالم بعد أن ردت: لأ يبقى ضهرك الأول، هو كده كده عارف طريق الباب.
وغادرت تاركة خلفها ذلك الذي جاء بعد أن رتب لائحة طويلة بما سيقوله لها، نظرت له بسملة بإستعلاء مردفة: معلش بقى يا أستاذ عصام هتستناني هنا على ما أنزلَك الحاجة، أصل أنا بصراحة قليلة الرباعية ومبسمعش الكلام..
ثم التفت تصعد السلالم دون أن تعيره أي إهتمام، أخذ صدره يعلو ويهبط بغضب شديد بعد تلك الإهانة التي تعرض لها على يد فتاتين يمكنه أن يدعسهما تحت حذاءه، وهو من قرر أن يأتي ليعطيها بعض الكلمات القاسية.
جاء ليلقي اللوم عليها بعد أن تسببت بفسخ خطبة ابنة خالته روفيدة وخطيبها السابق أمير.! أدت وقاحتها في الرد ذلك اليوم إلى حدوث العديد من المشاكل، وكل هذا لأنها أطعمته! ما المشكلة بذلك؟!!
هذا ما كان يدور داخل رأسه وهو واقف بإنتظار بسملة التي دخلت غرفة جنى تحضر أشياءه، ابتسمت وهي تنظر فوق المكتب حيث قامت جنى بوضع تلك الأشياء ثم حملتها بهدوء وخرجت تغلق الباب خلفها بقوة لم تقصدها.
نظرت لها وجيهة التي خرجت للتو من غرفتها بعد أن ظلت بجانب ندى إلى أن غفت، اقتربت منها بغضب: براحة شوية أنا ما صدقت هِدت!
نظرت لما تحمله ثم عادت لتنظر لها: مودية الحاجات دي فين؟
أجابت وهي تتقدم من باب البيت الذي سبق وتركته مفتوح: سي عصام جاي عايز حاجته..
التفت تنظر لوالدتها بعدم تصديق: البجح بدل ما يجي يسأل ويطمن ويقول البقية في حياتكم! صحيح عيل هُزُق.
عنفتها وجيهة التي اغتاظت هي الأخرى بسبب ما فعله عصام: طب بس من غير ما تشتمي وتشيلي نفسِك ذنب! انزلي واطلعي على طول ولا أقولِك ... استني خدي بسنت معاكِ.
ارتدت بسملة خفها: يا ماما ملوش لازمة أنا زي ما قولتي صد رد وهاجي على طول، بعدين أنا كنت نازلة أجيب حاجة من البقال تحت هجيبها برضو وأطلع على طول.
ثم غادرت دون أن تستمع لحديث والدتها التي تحركت ناحية غرفة بسنت وبسملة حيث دخل توفيق ليستريح بها قليلًا بعد أن ترك الغرفة لندى.
طرقت الباب قبل أن تفتح وتدخل تسأله بخفوت: أغرف الأكل ولا أعمل إيه يا أبو ندى؟!
أجاب دون أن يفتح عيناه: آه أنا هقوم أهو.
خرجت وأغلقت الباب خلفها وتركته في ظلام الغرفة يعيد التفكير في ما قالته ندى للمرة التي لا يعرف عددَها، لا يمكن لأم أن تقتل وَلدِها ولا يمكن كذلك أن تُقتل على يد جدتها وعمتها، في كلا الأمرين لماذا؟؟!
اعتدل توفيق ثم خرج من الغرفة يجلس فوق أحد المقاعد بإنتظار الطعام، بينما عزم الأمر على الذهاب لناصر مرة أخرى ولن يغادر إلا بعد أن يستمع لهم ويعلم ما حدث بالتفصيل.
في الغرفة التي تنام بها ندى، فتحت عيناها تطالع سقف الغرفة دون أن تتحرك قيد انملة، لا تحرك أهدابها حتى وكأنها جسدٌ فارقته روحُه للتو.
انفرجت شفتيها وبدأت تتحدث مع نفسها: هم السبب يا ندى، هم السبب...
طرق أحدهم على الباب، اغمضت عينَها بسرعة تعود لتتصنع النوم، شعرت بذلك الشخص يجلس جانبها، يمسح على رأسها ويُرجع خصلاتها للخلف، إنه توفيق والدُها.
" جنى عندها حق، مش هينفع تفضلي ساكتة أكتر من كده يا ندى، مش هينفع كل مرة تنهاري ومنطلعش منك بحاجة مفيدة، لازم أسمعِك زي ما هسمعهم.."
ثم وقف وغادر الغرفة بهدوء كما دخل، فتحت عينَها مرة أخرى، أخذت تنفي براسها بعنف وهي تردد بهمس: هم ... هم السبب مش أنا.
أعطت بسملة العلبَ لعصام ثم تحركت لخارج البناية كما أخبرت والدتها لتحضر بعض الأشياء التي تحتاجها من البقالة، وقفت تنظر للحلوى تتصنع التفكير في حين كان كل تركيزها منصب على ذلك الذي يستند على دراجته النارية يطالعها ببسمة رأتها هي عاشقة.
ابتسمت وهي تلتفت لثلاجة المثلجات، فتحتها ثم رفعت وجهها تنظر له بسعادة، لقد وفى بوعدِه وجاء لرؤيتها.!
طالت نظراتهما لبعضهما البعض ولم تشعر بذاتها إلا عندما صاح الرجل ينتشلها من عالمها الوردي: يا آنسة كدا غلط على الآيس كريم! لو مش عايزة حاجة ياريت تقفلي التلاجة!
أغلقت الباب بغيظ وهي تلتفت لتعطيه أموال ما التطقته بعشوائية ثم غادرت تعود للبيت مرة أخرى بتمهل، تتمنى داخلها ألا تنتهي تلك اللحظات، القت نظرة خاطفة عليه فوجدته يضع يده فوق قلبه بدراما فضحكت بخفة وهي تصعد الأدراج بسرعة خيفة أن يراهما أحد.
نظرت للحلوى المثلجة التي أحضرتها وتحدثت بغيظ: يعني ولا اتهنيت شوية ولا حتى جبت حاجة حلوة! منك لله يا عمو البقال!
التقت خلال صعودها بطارق الذي استوقفها: بسملة! تعالي كده.
اقتربت منه فسألها: جنى عاملة ايه دلوقتي؟؟ مشوفتهاش من يوم الدفنة كان شكلها تعبان جِدًّا.
- لأ متقلقش بقت زي العسل، أنت رايح في حتة ولا إيه؟؟
رمقها بإستغراب لسؤالها ثم أجاب وهو يرفع أكياس القمامة: هنزل الزبالة وأطلع تاني.
ابتسمت وهي تعطيه الحلوى: ابن حلال والله، خُد دي هدية مني ليك، أنت عارف معزتَك عندي برضو، وعارف إني بحب كل فترة كده أشبرقكم بأي حاجة.
هرولت للأعلى وتركته في حيرة من أمره ينظر لما وضعته في يديه بعدم فهم، تلك الماكرة لا تفعل أيًا مما ذكرته الآن!
أما جنى، تحركت فورًا إلى أحد الشيوخ التي تعرفهم، تحركت وهي تمسك بحقيبتها وكأنها من ذهب تخشى أن تُسرق منها، وصلت لمنزل هذا الشيخ فوجدته منشغلٌ في تحفيظ مجموعة من الطلاب فجلست تنتظره حتى ينتهي ويتفرغ لها تمامًا.
وبعد أن انتهى ورحب بها، جلست تخرج الورقة من حقيبتها تخبره بقلق: لقينا ده وسط الطوب الأحمر اللي بانيين بيه، حظنا إن الحيطة بدأت تقشر لحد ما ظهر الطوب وظهر ده معاه، معنديش فكرة بيتفك إزاي ولا المفروض أعمل إيه بس عارفة إنه مينفعش يتحرق لأن لو حصل العمل بيدوم.
رد عليها الشيخ بإبتسامة هادئة: مين قالِك الكلام ده بقى؟؟
ردت جنى بتلقائية: ماما.
نفى الشيخ وهو لازال يحتفظ بالبسمة على وجهه: واجب حرق العمل أو السحر فور إيجاده يا جنى، الكلام ده ليس إلا خرافات قديمة.
رفعت حاجبيها بدهشة: يعني أحرقه عادي؟؟ مش هيحصل حاجة؟؟
نظرت للورقة بين يديها ثم تابعت وهي تتحرك بتوتر في مكانها: وكمان الشعر ده يتحرق عادي؟؟ والصورة دي لبيتنا كله عادي برضو؟؟
أومأ يجيبها: أيوة..
ثم مد يده لها لتعطيه ذلك السحر: دعي أمر إبطال السحر لي، وليس عليكِ سوى أن ترقي منزلَكِ وأفراد عائلتكِ.
- إزاي؟ أرقيهم إزاي؟؟
- بالقرآنِ يا جنى! إرقيهم بالقرآن قبل أي شيء...
وقف والجًا للداخل وعاد بعد دقائق يحمل بين يديه زجاجة مياه، نظرت له ولها بإستغراب بينما ناولها الشيخ الزجاجة: ماية مقروء عليها، رشي منها في البيت كله وينفع تشربوا منها، ولكن الأهم هو الرقية الشرعية، تشغليها في البيت وترقي البيت شخص شخص..
كانت تفرك بيدها بحرج وهي لا تعلم كيف تخبره أنها لا تعلم كيف تقوم بهذا فاستشف هو ذلك ليخبرها: ولو حابة أنا ممكن آجي البيت وارقيكم كلكم..
سارعت تجيبه: ايوة يكون أفضل.
خرجت من عند الشيخ ثم تحركت لوجهتها التالية؛ بيت ناصر زوج ندى أختها..
وقفت أمام البناية التي تتكون من ثلاث طوابق، الطابق الأول تمكث به هايدي وأمها بينما بالثاني شقيق ناصر وزوجته وبالأخير قبل السطح ناصر وندى.
تنهدت وهي تتقدم لتضغط على الجرس، وقفت تنتظر ودقات قلبها تتزايد بمرور الوقت، لا تنكر خوفها من لقاء هايدي التي هجمت عليها بالمرة السابقة ولكن خوفها الأكبر كان من الحقيقة.
شعرت بإقتراب أحد منهم فترقبت واستعدت، فُتح الباب وطل من خلفه والدها توفيق!
- بابا! بتعمل إيه هنا؟؟
ظهر من خلفه ناصر الذي قال بضيق وأدب في ذات الوقت: نورت يا حج توفيق، استني مكالمة مني.
نظرت لوالدها الذي سار مطأطأ الرأس، ثم رفعت وجهها لناصر: أنا جاية أتكلم معاك بخصوص خلود..
أمسك توفيق برسغها، بينما أجابها ناصر متنهدًا: إحنا اتكلمنا مع الحج في كل حاجة، تقدري تسمعيني منه.
نظرت ليدها التي يقبض والدها بيديه عليها ثم قالت وهي ترفض الرحيل: أنا عايزة أشوف هايدي وأتكلم معاها، عـ..
قاطعها ناصر: أنا عرفت باللي حصل لما كنتِ هنا، أنا آسف بالنيابة عنها، هي بس مكنتش في وعيها بسبب اللي حصل.
ابتلعت ريقها وهي ترد بإصرار: كلنا زعلانين بس محدش فينا فاهم، وأنا حابة أقعد مع هايدي وطنط وأتكلم معـ...
قاطعها والدها تلك المرة وهو يجذبها: قالِك إنه قالي كل حاجة، يلا!
أجبرها والدها على السير معه، نظرت له ما إن صاروا على الطريق: قالك ايه يا بابا؟؟ إيه اللي حصل يومها؟ وليه طلعوا ندى بهدوم البيت وخلوها تمشي في الشارع بالمنظر ده و....
التقطت أنفاسها وهي تسأله بأمل: وخلود ... ايه اللي حصل في خلود؟!
نظر لها وأجاب بحدة وهو يرفع يده للطريق ليُوقف وسيلة تقلهم للبيت: اللي حصل كلهم غلطانين فيه، كلهم بهايم وكلهم كانوا سبب اللي حصل لطفلة صغيرة زي دي.
توقف أمامهم "توكتوك" فصعدوا لتسأله بلهفة: ايه اللي حصل طيب!
أخذ يقص عليها ما اخبروه به: كانت أم ناصر عاملة عزومة وعازمة ناس كتير وخلت ندى تنزل تطبخ هي وسلفتها، مش عارف حصل إيه كده سلفتها دي طلعت بيتها وسابت أختِك لوحدها ملبوخة، كانت خلود مع سِتها بتعيط خرجت ندى عشان ترضعها قامت ام ناصر قالتلها لأ وخشي وكملي الأكل لحد ما خدت منها خلود بالعافية وبعد ما رضعتها وقفت تزعق مع ام ناصر وسابت بنتها على طرابيزة المطبخ..
صمت يلتقط أنفاسه التي هدرها بالصراخ وشعور الغضب تملك منه تمامًا بسبب غباءهم، نظرت جنى للطريق وتابعت هي والدموع تملئ عينها بعدما فهمت الأمر: وقعت من فوق الطرابيزة..
يتبع...🥰
عايزة بس أقول حاجة للجماعة اللي مش عاجبهم أي حاجة .... في ايه بجد! يعني طولي البارت طولناه، خلي فيه أكتر من مشهد وقد كان ايه بقى حوار الأحداث بطيئة ده؟؟ يعني أنتوا بجد شايفين الاحداث بطيئة وعايزين نسرع فيها.!
كل حاجة هتفضل ماشية زي ما هي وصدقوني لما نطلع بالأحداث قدام هتفهموا سبب كل مشهد، مش أسرع دلوقتي وبعدين نيجي في البارت ال١٠ مثلًا نلاقي حدث ناقص أو حاجة مش مفهومة!
وياريت الأسلوب يبقى أحسن من كدا وبلاش أسلوب الأمر والحدة ده، يعني بحس في ناس معينة كدا قاعدة مستنية تطلع اي غلط وخلاص، ناس عمرها ما قالت كلمة حلوة على البارت ولا حتى تسلم ايدك هم هم نفس الناس اللي قاعدين يصطادوا أي حاجة في القصة، عيب والله!
أنا حبيت أتكلم لأن مش شخص ولا اتنين اللي قالوا سرعي الأحداث لأ دا ما شاء الله عدد، ممكن يكون عندكم مشكلة إن السرد بالفصحى لكن الأحداث ماشية كويس لحد دلوقتي ومفيش أي مشهد زيادة أو ملوش لازمة.
بالإضافة إن التفاعل قليل جِدًا مقارنة بتعبي لكتابة البارت، خصوصا إني عارفة إن العدد اللي بيقرأ مش قليل ورغم كدا موقفتش القصة زي ناس كتير ما بتعمل.
(لا أستحل أخذ قصصي حتى ولو كان اسمي موجود، مش مسامحة أي شخص بينشرها وياخد ريتش على حسابي.)
•تابع الفصل التالي "رواية بيت البنات" اضغط على اسم الرواية