رواية وسيلة انتقام الجزء الثاني الفصل الخامس 5 - بقلم سارة صبري
البارت الخامس من رواية وسيلة انتقام الجزء الثاني
تأليفي
وضعت ليان يديها المرتجفتان على فمها في محاولة لكتم صوت شهقاتها قائلةً ببكاء هستيري وهي ما زالت جالسةً بجانبه: أنا آسفة أنا آسفة والله آسفة ما كانش ينفع أدخلك في مشاكلي أنا غلطانة تعالى معايا أوصلك لأقرب مستشفى
حاول علي القيام معها فجاء ابن عمها وأبعدها عنه بعنف فحاول علي التماسك ولكم وجه ابن عمها الذي ترك ليان من شدة تألمه وجرت لتلتقط مطواته الملقاة على الأرض وأمسكتها بيدين مرتجفتين قائلةً له بتهديد: ابعد عني يا حسام بدل ما أقتلك
حسام بسخرية: ارمي اللعبة إللي في إيدِك دي يا شاطرة
ليان بغضب وهي تقترب منه: تحب تشوف بنفسك دي لعبة ولا لاء
ثم صرخت بأعلى صوتها وكأنها تخرج كل ألم يختنق به صدرها وهي تُصَوِّب المطواة على صدره فصرخ قائلاً لها بخوف وهو يركض بعيداً: هبعد يا بنت المجانين
فألقتها ليان على الأرض مرة أخرى وركضت لعلي الذي وقع أرضاّ من شدة تألمه مجدداً فحاولت إسناده عليها بكل ما أوتيت من قوة وأجلسته في سيارته في المقعد المجاور لكرسي السائق وجلست بجانبه وقادت سيارته لأقرب مستشفى ثم وصلا ودلفا لها وليان تنادي بأعلى صوتها ببكاء: دكتور بسرعة
فجاء على صوتها أحد الأطباء وبعض الممرضات وأخذوه منها ووضعوه على الترولي ودلفوا به لغرفة العمليات
عند ليان أمسكت بهاتفه وهاتفت رقم مسجل باسم ست الكل فأجابت سيليا فوراً قائلةً بارتياح: الحمد لله يا علي إنك اتصلت أنا كنت هموت من الخوف عليك اتأخرت لى يا بني أنت ما بتردش لى
ليان بثبات: صاحب الرقم ده في مستشفى *****
وأنهت المكالمة معها وجلست على الأرض أمام غرفة العمليات تبكي بشدة وهي تدعو الله أن يكون بخير ولا يصيبه مكروهاً
عند سيليا صرخت بخوف قائلةً: إلحقني يا آدم علي في المستشفى
آدم بفزع وهو يقوم من على الأريكة الموجودة بغرفة المعيشة: إيي ؟ وأنتِ عرفتي منين ؟ ومستشفى إيي ؟
سيليا ببكاء: في بنت كلمتني وقالت لي صاحب الرقم ده في مستشفى ***** أنا هطلع أغير هدومي بسرعة عشان هروح له
صعد كل من آدم وسيليا وآسر وسيليا وساره إلى غرفهم سريعاً وبدلوا ثيابهم ثم خرجوا من القصر متجهين لتلك المستشفى وبعد قليل وصلوا ودلفوا لها فرأوا ليان جالسةً على الأرض وتبكي بشدة وترتجف من الخوف فنظر آسر إلى ما ترتديه وقال بسخرية: أكيد دي صاحبة الفستان الأسود
فنظر آدم له بحدة فصمت آسر فوراً وعند هذه اللحظة خرج الطبيب من غرفة العمليات قائلاً لهم بابتسامة: ما تقلقوش يا جماعة صحيح إن الجرح عميق بعض الشيء بس الحمد لله إنه ما وصلش للكلية والمريض ما نزفش دم كتير لإن الآنسة أسعفته في الوقت المناسب
فذهبت سيليا لليان وضمتها بامتنان قائلةً لها: شكراً يا بنتي ربنا يبارك فيكِ يا حبيبتي ويصلح حالِك وما تشوفيش في حياتِك حاجة وحشة أبداً يا بنتي
فابتعدت ليان عنها بابتسامة وقالت بهدوء: ربنا يطمنكم عليه عن إذنكم همشي أنا دوري انتهى
فجاءت ممرضة وقالت لهم بجدية: مين فيكم ليان
فأجابت ليان قائلةً بهدوء: أنا
الممرضة بجدية: باشمهندس علي عايز يتكلم معاكِ ادخلي له
فدلفت ليان والجميع خلفها فنظر علي لعائلته بحزن قائلاً: أنا آسف يا جماعة إني قلقتكم دي حاجة بسيطة
آدم بابتسامة: ولا يهمك يا بطل
جرت سيليا عليه وضمته إليها بشدة وقالت بدموع فرح: الحمد لله يا بني أنا كنت هموت من خوفي عليك
آسر بابتسامة: ما خلاص يا ست الكل يا دراما كوين اوسكار وان ما قال لِك إنه كويس
سيليا بغضب: حسابك معايا في البيت يا آسر الكلب
آسر بضحك: الله وأنا ما لي يا لمبي
فصرخ علي به قائلاً بغضب: اسكتتتتت حرااااام علييييييك يااا أخيييي خليني أعرف أتكلم مع البنت
فاحمرّت وجنتي ليان ونكست رأسها خجلاً فقال آسر باستنكار: صدق إللي قال والله يعيش البجح على قفا المكسوف
فنظر علي حوله لعله يجد شيئًا يلقيه على رأسه ويتخلص من ثرثرته وقبل أن يفعل علي هذا خرج آسر من الغرفة
عند علي نظر لليان بتمعن وقال بهدوء: ارفعي رأسِك
فنظرت ليان له بتوتر دون أن تنطق بأي كلمة فأكمل بهدوء: أنتِ حكايتِك إي ؟
فأجابت بتوتر: أنا اسمي ليان محمود الألفي
فقاطعها آدم قائلاً لها بصدمة: بنت الباشمهندس محمود الألفي الله يرحمه إللي لسه ميت من خمس أيام
فقالت له بحزن: بالظبط
فأكمل علي قائلاً بهدوء: كنتِ بتجري من إي إمبارح ؟
فأجابت بتوتر: كنت هربانة من بيت عمي محمد لإنهم من بعد العزا حبسوني في بيتهم عشان يكتبوا كتابي على ابنهم حسام لإن بابا كتب كل أملاكه باسمي عشان مامتي ماتت وأنا صغيرة وعملوا فيا كل ده لإنهم ما نالوش ولا جنيه من الورث
سيليا بحزن: يا حبيبتي يا بنتي
فأكمل علي بهدوء عكس ما بداخله قائلاً: وكنتِ راحة لمين بعد ما كنت هخبطِك بعربيتي
فأجابت بتوتر: كنت راحة لخالتي
فأكمل علي بهدوء قائلاً: ولما الزفت حسام ده كان ساحلِك من شعرِك في نص الشارع كان جايبِك من عند خالتِك كمان برده ؟
ليان بهدوء: بالظبط وأتمنى التحقيق يكون خلص يا دكتور
علي باستغراب: تحقيق!
وأكمل بابتسامة قائلاً: لا مش للدرجادي ويا ستي اعتبريه حق الطعنة إللي في جانبي دي وبمناسبة دكتور دي أنا كنت درست لِك قبل كده ؟
ليان بهدوء: أيوا في سنة تالتة وأنا حالياً في رابعة هندسة قسم معماري عن إذنك
وعندما جاءت لتستدير وتذهب أوقفها علي بصوته الهادئ قائلاً: ليان هتروحي فين ؟
ليان بهدوء: هروح بيت بابا أو بيت خالتي
علي بسخرية: بس دول مش أمان
ثم أكمل بهدوء عكس ما بداخله: ليان أنا خايف عليكِ
وقبل أن تجيب قاطعها آدم قائلاً بهدوء: أنا رأيي من رأي علي يا بنتي وأنا بيتي كبير ومرحب بيكِ في أي وقت ده كفاية إنِك بنت المهندس محمود الألفي الله يرحمه كان راجل طيب وأمير
صمتت ليان قليلاً لتفكر فقامت سيليا من مكانها وذهبت إليها وقالت لها بابتسامة: أنتِ لسه هتفكري يلا يا سيليا أنتِ وساره خدوا أختكم وروحوا مع آسر أنتم وأنا وعلي وبابا هنيجي بعدكم
فابتسمت ليان وذهبت معهم ثم خرج علي من المستشفى وذهب مع والده ووالدته لمنزلهم
في الصباح بقصر أدهم المنياوي استيقظ جاسر مبكراً فجهّز نفسه للعمل ونزل ليفطر مع والدته فوجدها ما زالت بالمطبخ وقبل أن يذهب إليها رن هاتفه وكان المتصل أحد الحرس فأجاب فوراً قائلاً بهدوء: ألو
أحد الحرس: في طرد من معمل ***** باسم دعاء هانم
جاسر بهدوء: تمام هاجي أخده منك الوقتي
وبعد قليل دلف جاسر للمطبخ وقال لوالدته بغضب وهو يمسك بورقتي تحليلي ال DNA الخاص بها وبسيليا: ممكن تفهميني إي ده ؟
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية وسيلة انتقام الجزء الثاني" اضغط على اسم الرواية