رواية بالإجبار الفصل السادس 6 - بقلم اسماعيل موسى
وكان المعلم صابر يسهر فى الحانه كل ليله ولا يستيقظ إلا عندما ينتصف النهار، ويترك رياسة الوكالة لأحد اتباعه يدعى مراد بخيت وكان شخص خبيث ولئيم يفرق بين العمال ويستدرج ضعاف النفوس لمصلحته الخاصه وكان عليه ان يتخلص من هند فهو لا يمكنه التلاعب بالحسابات وهذه الفتاه تراجعها كل ليله، وكان حتى تلك اللحظه لا يعلم احد لما استبقى المعلم صابر هند فى مكانها محاسبة الوكاله بعد أن أظهر العداء لها وكان يوجه لها الاتهامات والسباب فى كل فرصه تسنح له، لكنه لم يفكر فى طردها ابدا حتى ان فتحيه بعد مرض الحج دهشان استفردت به فى أحدا الليالى الحميميه وسألت
مش عارفه ليه يا معلم سايب البت دى فى الوكاله لحد دلوقتى؟
هرش المعلم صابر كرشه الذى تمدد من شرب البوظه والخمره
انها فتاه لعينه لكنها امينة
وكأن ذلك لا يرضيه ويقوله مرغم، الحسابات ماشيه زى الفل
عبد العليم نفسه كانت تسقط منه اشياء لكن تلك الفتاه عقلها نادر ولا أريد أن اخسرها
مش كفايه إلى بخسره فى الحانه، انها تصفعنى بالحقيقه ولا تخاف ان تصرخ فى وجهى توقف، الوكاله هتضيع
كان المعلم صابر يحتاج ذلك الصوت المنير فى حياته المظلمه
ولا يمكنه التخلى عنه فهو رغم فساده وحماقته يثق فى رأى والده للحج دهشان
لكن ابالسة البشر لم يتركوه فى حاله والزن على الودان أقوى من العقل وكان المعلم صابر وصل لمرحله اعتقد فيها قدرته على إدارة الوكاله بمفرده فتخلى عن هند وارجعها للعمل كبائعه للأقمشه وترك الحسابات لمراد بخيت وكان من الصعب على هند ان توفق بين عملها ودراستها فقام بطردها من الوكاله كلها
وكان انقشاعها من الوكاله فتح عليها باب الجحيم، خرجت من تحت حماية الحج دهشان وبات الكل ينظر إليها كفتاه هاربه من أهلها والكل يأكلها بنظراته فالقذورات تسكن عقول الرجال
وكانت هند تستيقظ بعد الفجر وتقطع معظم الطريق سيرا على الأقدام حتى تصل إلى جامعتها وكانت حتى تلك اللحظه لا أحد يعرف عنها شيء لكن انوثتها التى نبتت فجأه جعلتها ملحوظه ومحط عيون متطفله كثيره
فى تلك الأيام كان العثور على عمل صعب للغايه خاصه وظيفه محترمه
وظلت هند تنفق من مدخراتها حتى نفذت رغم اقتصادها للحد الأدنى وكان عليها ان ترتدى زى خادمه وتعمل داخل البيوت نظير لقمتها مخفيه حقيقتها المره وكانت فى كل بيت تدخله تتوقع أن يتعرف عليها شخص ما
شخص من قريتها ويوشى بها عند اهلها وتضع يدها على قلبها حتى تغادر لكن كل ذلك لم يكن كاف لمصاريف الجامعه
ان الجامعه فى تلك الأيام كان لا يدخلها الا اولاد الذوات
توقفت عن حضور معظم المحاضرات وبنهاية العام الدراسى الثالث أيقنت ان حياتها التعليميه قد انتهت وان حلمها تبخر مثل غيره من الأشياء
لقد تمكنت من احتمال الوحده والعزله وفراق الوالده والأهل لكن الجوع كافر لا يرحم وهى مجرد فتاه وحيده ومنكسره
تركت الغرفه التى تكسنها وارتحلت لأخرى لتعيش رفقة الدجاج والجرزان فى غرفه غير آدميه، ربما كان بمقدورها تحمل كل ذلك، لكن النظرات التى تنهشها والتى تحولت لتحرشات سمعيه لم يمكنها احتمالها
بطردها من الوكاله توقفت عن زيارة الحج دهشان حيث كانت تمارس معه العلاج الطبيعى لتساعده على الشفاء
وكان الرجل لاحظ تأخرها وانقطاعها عن زيارته لكنه لا يعرف القراءه ولا الكتابه ولا يستطيع التحدث
وكان حال الوكاله لا يرضى عدو ولا حبيب مراد بخيت تلاعب بالحسابات وسرق نقود كثيره والمعلم صابر غارق فى سكره وضياعه
حتى استيقظ يوم على طبل وزمر، مثله مثل اى رجل فى الحاره تطلع ناحية الصوان المنصوب
كان المعلم مراد بخيت انشيء وكالته الخاصه بالاقمشه وقع قلب المعلم صابر فى قدمه
ركض على الوكاله وطلب الدفاتر وتبين ما كان يتوقعه الوكاله افلست ولا يوجد حل لانقاذها
سرعان ما انتشر الخبر فى الحاره، الوكاله ستعرض للبيع
لكن المعلم مراد بخيت اقسم انه سوف يشتريها ولن يسمح لرجل اخر يأخذ وكالة المعلم صابر
وكان الرجل بحث عن هند حتى عثر عليها وعرض عليها توظيفها فى الوكاله لتدون الحسابات وتراجعها
لكن هند رفضت فقد كانت نظرات الرجل تشى بداوفعه الاثمه
حينها اقسم المعلم مراد ان يعرف أصلها وفصلها
من اى قريه وكيف هربت، اقسم ان يجعلها تركض نحوه وتقبل قدميه
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية بالإجبار) اسم الرواية