رواية بالإجبار الفصل السابع 7 - بقلم اسماعيل موسى
كان المعلم بخيت يقطع الطريق مرتديآ جلبابه الفضفضاض، عبأه بنيه وسطرق بعصاه الأرض يوزع الابتسامات على أهل الحاره الذين يرمقونه بوجل، انه يعذرهم لأنهم أغبياء
لا يمتلكون أدنى رؤيه، بالأمس القريب كان واحد منهم
لكنه الان أكبر أعيان الحاره يرتقى عربة الكارو ويحرص على صلاة العصر فى مسجد الحسين ويتضرع وكل من ينظر اليه لا يشكك فى نزاهته، انه يوزع الاعطيات والهبات على الفقراء امام وكالة الاقمشه ويقول هذا من فضل ربى.
وكان المعلم صابر هائم على وجهه، ضياع الوكاله افقده عقله
يسعر فى الحانه ويشرب البوظه حتى يسكر، يتشاجر مع الناس فيضرب ويضرب، ما عادت له قيمه بعد أن فقد الوكاله
يصرخ ان من الاعيان والمال لا يغير ذلك، لكنه يدرك انه انتهى
وانه دون والده لا شيء، والده الذى قضى عليه بجحوده
وكان الحج دهشان قد رق قلبه على ابنه ويأخذه فى حضنه كل ليله ويدعو له بالصلاح، وصابر رغم سكره يقبل يده وقدمه ويهمس سامحنى يا حج، سامح ابنك العاق الذى اضاع حق اخواته البنات
كانو لا يجدون ما يأكلونه والجيران يمنحونهم بقايا طعامهم
وبعد اسابيع استطاع الحج دهشان أن يتحدث وطلب من ابنه ان يتطهر ويغتسل ويرجع إلى الله
توضاء صابر، صلى وبكى، كان يشعر بالضياع بعد أن أنهى صلاته قال لوالده
انا لا استحق ان اكون ابنك، ضيعت كل شيء سوف ارحل ولن أعود مره اخرى
همس الحج دهشان، احنا إلى بنعمل الفلوس يا صابر الفلوس مش بتعمل رجاله وانا ربيتك تكون راجل
لكن صابر كان قد اتخذ قراره نزل درجات السلم يحمل نبوته
وقصد وكالة المعلم مراد بخيت، كان مصمم ان يدفعه ثمن أفعاله
وكان مراد بخيت يجلس بين اعوانه، العمال الذين كانو يعملون تحت امرته منذ اسابيع قليله
وراح صابر يحطم المقاعد ويهجم على رجال مراد بخيت كالوحش
مراد بخيت كان تحت حماية الفتوه، وعيون الفتوه فى كل مكان، حضر الفتوه وسط رجاله وصرخ انت يا كلب؟
نسيت نفسك يا صابر ولا ايه؟
حمل صابر نبوته، خلص الكلام يا برعوم النبوت هو الى هيتكم
الحكم للنبوت انا اتحداك
احتشد الناس، صابر يتحدى فتوة الحاره المعلم برعوم
حتى هند نفسها كان تشاهد ما يحدث
وراحت العيال تصرخ وتصفق صابر دهشان يتحدى المعلم برعوم
تدافع الرجلان وتلاقت النبابيت حماس صابر امام خبرة برعوم ووحشيته
ووكاد صابر ان يلمس برعوم لكن الرجل بكل رشاقه تفادى الضربه فى اللحظه الاخيره وهجم على صابر وطرحه أرضا
ثم اوسعه ضرب بالنبوت والناس تصرخ المعلم برعوم اصمله عليه اصمله عليه
ربط صابر فى حمار وجر اخل شوارع الحاره والخلق تشاهده بشماته فلم يكن له فى قلوبهم اى حب
والأطفال تصرخ وتهيص وتزغرد، ثم ربط فى ظهر الحمار امام الحانه حتى تبول الحمار فوق رأسه
ولم ينقذه من قبضة برعوم الا شيخ الزوايه وكان حكم برعوم الفتوه ان يترك صابر وأهله الحاره وحكم الفتوه لا مرد له
هجم رجال المعلم برعوم على منزل الحج دهشان والبنات تصرخ والقو كل شيء فى الشارع حتى الرجل المريض لم يرحموه، ترك الحج دهشان الحاره والعار فوق رأسه
واستولى الفتوه برعوم على منزله
كان مشهد مهيب والناس تقف صفين تودع الرجل الشهم ولم يتجراء اى انسان لمد يد العون
وكان المعلم مراد بخيت توصل لاحد الصعايده المقيمين فى الحاره المجاوره وطلب منه أن يعرف اصل وفصل تلك الفتاه هند التى هربت من بلدها
وكان الرجل غادر الصعيد من زمن طويل بعد أن ارتكب جريمة قتل، هربآ من التار عندما كانت هند مجرد طفله صغيره
لكنه تعرف عليها
ابنة عبد العظيم
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية بالإجبار) اسم الرواية