رواية بتوقيت منتصف العبث الفصل السابع 7 - بقلم اسماعيل موسى
لأول مره ترى شيماء مديرها كأنسان وكانت من قبل تعتبره متوحش ولم تعتقد للحظه واحده ان انسان بمثل ثرائه وشبابه قد يكون لديه هموم
وكان لدى شيماء اسأله كتيره لكن مكنش وقتها، عليها ان تحترم تلك اللحظات التى لا تتكرر كثيرآ
جلست بصمت واشعة الشمس الدافئة تغمرهم بدفئها ويده ويدها ملتفه حول كوب الشاى والعشب يصرخ تحت اقدامهم
يوم جميل همس فارس بصوت خافت
الشمس بالكاد تظهر، والغيوم تشبه الجريده المحترقه، نفسى اعيش عمرى كله من غير مشاغل كبيره وهموم، احس انى حر مش متكتف فى كل خطوه ونظره
احنا هنلغى المرور النهرده، من فضلك اول ما نرجع المكتب هاتيلى تفاصيل الصفقه الجديده وكل حاجه متعلقه بيها
عايز اعرف المستورد رفض الصفقه ليه
وعبرا اروقة الشركه بلا عنايه، مدير يجر خلفه سكرتيرته هكذا فكرت شيماء بأبتسامه
أغلق فارس على نفسه المكتب، وحتى لما حان وقت رحيل الموظفين ظل فى مكانه
ولم يتحرك الا حدود الساعه تلاته العصر قال كلمتين فقط
تقدرى تروحى يا انسه شيماء انا هتأخر شويه
ومضى أكثر من يوم الساعه التاسعه صباحآ يخرج فارس وشيماء ويظن الموظفين انه وقت المرور لكن فارس يقصد الحديقه
وبات امر معتاد آلفه العمال داخل الشركه وكانت الأوضاع مستقره بين فارس وشيماء
لقد أظهرت الفتاه انها تستحق وظيفتها كانت تحفظ حتى التفاصيل الصغيره ولا تنسى اى شيء
حتى انه سرعان ما نسى بسنت ولم يشعر بغيابها وكان يخبر نفسه أحسنت الاختيار فارس كان عندك حق
والحقيقه كان لدى فارس اكتر من اختيار لكن بعد مقابلة شيماء قرر يديها الوظيفه كان محتاج موظفه امينه تكتم الأسرار ولا تفشى أسرار الشركه للخصوم
كان عارف ان المتقدمين الوظيفه فيه اكتر من واحده منهم مزقوقه من خصومه، جواسيس ووجد فى شيماء ضالته
يلا بينا بصت شيماء فى الساعه وقت البريك بتاع الشاى
لكن المره دى فارس مرحش الحديقه
مر على المكاتب بسرعه ووزع الجزأت والخصومات، اكتشف ان الموظفين لا يراعون ضمارئهم، يشتغلون بالعين فقط عندما يلحظون مروره
وأمر باجتماع عاجل يناقش فيه فشل الصفقه الاخيره إلى اكتشف عيوب فى الصناعه من قبل شركته
ارتفع صراخ فارس ووسط المناقشه صرخ على شيماء
تعالى هنا، وقفت قدام كل المديرين، انتى هتكونى مسؤله عن الصفقه دى، عايز تقرير يومى عن سير العمل
وجدت شيماء نفسها فى خضم عمل ضخم مضطره للتعامل مع روساء الافرع والعمال والمهندسين
تسير بين المعدات والآلات وسط سخرية مشرفى الورديات
وتتأكد من كل حاجه بنفسها
والحقيقه مفيش حاجه تغيرت وشيماء مكنتش فاهمه حاجه رغم وجودها المتواصل
وفى ليله جاتها فكره، بحثت عن المنتج وشروط السلامه ذاكرت كل حاجه كويس
واحتاجت اكتر من ليله لحد ما تفرق بين المنتج الكويس والمنتج إلى فيه نقص
لما وصلت الشركه كان العمال بيحملو المنتج فى العربيات وخلاص هتروح على الميناء عشان تتشحن
يوم مشهود مدراء الأقسام موجودين وفارس نفسه
كان لازم شيماء توقع على اذن الخروج كله متوقف على توقيعها
العربيات واقفه قدام المخزن متحمله مستعده للتحرك
انا عايزه اشوف المنتج مره تانيه
انتى شوفتى المنتج ووافقت عليه يا انسه مش عايزين تعطيل
لا معلهش لازم اشوف المنتج مره تانيه
تنهد كبير العمال ماشى، يعنى هيفرق معاكى شكل المنتج؟
ايوه هيفرق
بص كبير العمال على فارس، راجل كبير شغال معاه من زمان
لكن فارس تعمد الصمت
فتح صندوق كبير بصت فيه شيماء، فتشت اكتر من مره قبل ما تطلب من أحد العمال مساعدتها
من فضلك افرغ محتويات الصندوق على الأرض
نزلت شيماء على الأرض تفتش فى المنتج بتركيز
وبعد ربع ساعه نهضت وهى ماسكه واحد منه
المنتج دا غير موافق للمواصفات
بص كبير العمال فى المنتج، دا واحد بس يا انسه؟
ايوه واحد وحتى لو كان نص واحد مش ممكن يخرج من هنا غير لما يكون ملائم للمواصفات
الشركه إلى بنتعامل معاها جديده وفى كوريا الجنوبيه يعنى كل حاجه عندهم زى الساعه لاما صح لاما غلط
وعشان كده رفضو الصفقه إلى فاتت
من فضلكم افرغو محتويات كل الصناديق
وقف العمال مبلمين
صرخ فارس مستنين ايه نفذو التعليمات
انا مش هعمل كل حاجه بأيدى بعد اذنك يا مستر فارس
البضاعه كلها لازم تكون تمام واى تقصير هيتحملو مدير الاداره والعمال
الشرط الجزائى ضخم جدا وممكن يتسبب فى انهيار الشركه
انا مش بشكك فى ولائكم
لكن المنتج لازم يخرج من هنا تمام انا هشوفه حته حته حتى فضلنا شهر تأخير
تنهد فارس بارتياح، اخيرا لقى حد ممكن يعتمد عليه
لكن فارس مخدش باله من وجوه العمال والمدراء التى اتغيرت ومشفش الحقد إلى جواها
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية بتوقيت منتصف العبث) اسم الرواية