Ads by Google X

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل العاشر 10 - بقلم اية العربي

الصفحة الرئيسية

  

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل العاشر 10 - بقلم اية العربي



بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .
البارت العاشر من رواية 💔 للقلب اخطاء لا تغتفر 💔
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
للطيپة ضريبة ،،، للطاعة ضريبة ،،، وللإيثار ضريبة
مؤكد هناك سعادة في الأُفقِ آتية ولكننا لا نطلع على الأقدار لذلك فاليأس يحالفنا .
❈-❈-❈
في فيلا شوقي ابو الدهب
حيث اتجهت مها على الفور إلى والدتها لتخبرها بهذا الخبر الرائع بالنسبة لها الذى تلقته من ناصف .
إبتسمت سعاد بتشفي تردف بعدما أخبرتها إبنتها :
– شوفتى بقى ؟ ،،، عرفتى إن القدر في صفك إنتِ ،،، لازم تستغلى المعلومة دي لصالحك يا مها ؟
أردفت مها بشرود تردف متسائلة بحقد :
– تفتكرى أوصل المعلومة دى لحمزة إزاي ،،، عايزة اثبت له إنه كان غلطان لما حبها أو فكر فيها حتى .
أردفت سعاد معنفة بحدة :
– تبقى مش مها أبو الدهب ،،، كدة هتخليه يفكر فيها أكتر ،،، وبعدين مهو أنتِ كمان أجلتى موضوع الخلفة ده معاه .
أردفت مها بتمتع وتعالى :
– اه طبعا ،،، أنا مش من النوع اللى أشغل وقتى بتربية طفل وإنتِ عارفة كدة يا مامي ،،، أنا وقتى بفلوس .
أردفت سعاد بفحيح وخبث :
– بس جه الوقت أنك تعيدي تفكيرك في الموضوع ده بالذات ،،، بعد الخبر ده لازم تقوى علاقتك بحمزة وتثبتى للبنت دي إنها مينفعش تحط را سها بر اسك .
ضيقت عيــ.نيها مستفهمة :
– إزاى ،،، قصدك إيه ؟
أردفت سعاد بخبث ودهاء :
– قصدى إنك توقفي الأقراص ،،، هو ده الوقت الصح إنك تحملى من جــ.وزك .
طالعتها بغضب وأردفت مستنكرة ذلك الأمر :
مستحيل يا مامى ،،، مستحيل أشغل وقتى بطفل ،،، مش مستعدة أبداً لده ،،، وبعدين حمزة ده بارد أوووى .
أردفت سعاد معنفة بتعجب :
– مش ممكن تكونى بنتى ،،، أزاى مها أبو الدهب تقول كدة ،،، انتِ لازم توقفى الأقراص وتحــ.ملى في أقرب وقت ،،، لو عايزة تكــ.سري بنت السواق بحق يبقى تحــ.ملى وتجيبي لحمزة الطفل اللى هي مش هتعرف تجيبه لناصف ،،، وبعدين إنتِ مش هتشغلى وقتك بيه خالص ،،، أنتِ زى ما انتِ في شغلك والطفل هتسبيه لصفية تربيه ،،، هما بس التسع شهور بتوع الحــ.مل وبعد كدة تقدرى تعملى اللي إنتِ عايزاه .
التمعت الفكرة في رأسها وابتلعت لعابها تردف بشرود وهي على وشك الإقتناع :
– طب وحمزة ! ،،، هقوله أيه؟،،، هو عارف إنى رافضة الموضوع ده .
قالت سعاد بخبث :
– مش هتقولي حاجة خالص دلوقتى ،،، لما تعرفي إنك حامــ.ل وقتها هتقولي إنك نسيتي تاخدى حباية ،،، ووقتها خلاص هو مش هيعرف يعمل حاجة ،،، بس اللى متأكدة منه إنه هيفرح ،،، وسالم كمان هيفرح جداً .
تنهدت بقوة ثم أردفت بترقب :
– سبيني أفكر ،،، الموضوع مش سهل ،،، وهيتطلب تنازل منى قدام البارد ده .
اقتربت منها وقالت بفحيح وخبث :
– الغاية تبرر الوسيلة ،،، مش إنتِ بتقولي إنه لسة بيفكر فيها لحد دلوقتى ،، يبقى لازم تحاربي بكل أسلــ.حتك علشان متخــ.سريش قدام بنت السواق دي ،،، لازم تاخدى سعادتك بإيــ.دك من الدنيا يا مها ،،، أوعى تنتظرى الظروف أبداً ،،، إنتِ مــ.راته ،يعنى مباح ليكي كل الصالحيات .
طالعتها مها بعمق وشردت تفكر في حديثها الخبــ.يث الذي سيثمر رويداً رويداً هلاكها .
❈-❈-❈
بعد أيام قليلة ليلاً.
تجلس مها في غرفتها بعدما حسمت أمرها ،،، ترتدى ملابس غير نمطية بالنسبة لها وقد تزينت وتعطرت .
تزفر بقوة وضيق فهى ليست معتادة على تلك الأفعال ولكن لتفعل مثلما قالت والدتها فالغاية تبرر الوسيلة .
دلف حمزة العائد من عند شقيقته وألقى السلام يبتسم لها متعجباً من هيأتها الغير معتادة .
ردت عليه بنعومة جديدة فتنهد وشعر بالضيق ولا يعلم لما أحــ.س أن عطرها الواصل لأنــ.فه كأنه غاز يساعد على الإختناق .
إتجه إلى حمامه وتركها تنتظره وتزفر وتشهق تُهيئ حالها لما ستفعله .
خرج بعد دقائق وبعد أن أبدل ثيــ.ابه بأخرى قطنية .
أتجه يتمدد مجاوراً لها ويدعى التعب ويحاول إغلاق عيــ.نه فطالعته بضيق وأردفت بترقب :
– حمزة أنت هتنام ؟ ،، خلينا نتكلم شوية ؟
تنهد وفتح عيــ.نه يطالعها بتعمق وشرود ثم أبتسم مجبراً يردف ويجبر صــ.دره على أخراج كلمات :
– معلش يا مها ،،، أنتِ عارفة إن النهاردة الشغل كان مكثف وأنا صاحى بدرى جداً ،،، أوعدك مرة تانية هنسهر ونتكلم ،، تصبحى على خير .
زفر والتفت يواليها ظــ.هره ويغلق عيــ.نه ،،، يعلم أن ما يفعله مخالفاً لعقد زوا جهما ولكن يحاول حقاً ،،، لذلك هرب مسرعاً في النوم كي يتوقف عن التفكير .
أما هى فنظرت له بغيظ وشعرت بأنــ.وثتها مهانة وبدلاً من أن تكُف عن تلك الحركات كأي أنثى ذو كرامة وتترك له المبادرة أصرت على إكمال محاولاتها فهى عاشقة للتحديات ،،، لقد وُلد داخــ.لها كُره شديد لتلك الريتان منذ أن رأتها ورأت في عيــ.ن حمزة الحب لها وستفعل أي شئ يجعلها تنتصر عليها .
❈-❈-❈
صباحاً .
دلف ناصف شقته بعدما قضى أيامه في الفندق ،، اتجه على الفور لغرفته لعلمه وتأكيده أنها نائمة الآن .
وجدها بالفعل تــ.نام متكورة على الفراش وتحتمى بالوسادة الناعمة فلم يعد هناك دفءٍ في القلوب وباتت هى مصدر البردِ القارص لذلك إتخذت من هذه الوسادة الهشة درعاً لها تنام مستسلمة تماماً ،،، لم تعد تلك ريتان القوية الشامخة يبدو أنه أرعبها بعدما نزع قشرته المتفهمة ،،، يبدو أنها كانت تحتمى بقوة هشة سقطت بعد أفعاله المخيفة .
طالعها بعمق وشرود ،،، أختارها بعد إعجابه بها منذ أن رآها في منزل شقيقه .
زاد إصراره عليها بعد علمه أنها من أسرة فقيرة لا تملك سلطة ولا مال فمؤكد لن يبحث أحدهم خلفه ،،، يعلم عِلّته منذ مدة ولذلك تركته زو جته الفرنسية التى تزو جها منذ سنوات ،،، وبسببِ عدم قدرته على الإنجاب تركته وتزو جت غيره .
لقد حاول أن يصلح من نفسه كثيراً ،،، أبتعد عن المخدرات وابتعد عن عائلته وابتعد عن عنف والده وشقيقه وغادر ليحصل على حياة جديدة ولكن أحياناً لا نقوى على شرور أنــ.فسنا ،،، فتسليط النفــ.س على النفــ.س أمرٍ يعجز عنه الحب ،،، أمراً لا يغيره إلا القدر ،،، لذلك فدعوتنا الدائمة هي (اللهم لا تسلط علينا أنفــ.سنا ) فيمكن أن تغلب شيطانك بإيمانك ولكن لتغلب نفــ.سك لابد من إرادة يصعب تواجدها وسط هؤلاء البشر الذين يسعون لتدمير حياة غيرهم .
تنهد بقوة وها هو يعود لعهده ويخــ.لع جاكيته يلقيه بعيداً واتجه ببطء يتــ.مدد بجوارها ثم لف ذرا عهُ اليُمنى حول خــ.صرها فانتفضت فجأة تستيقظ مذعورة والتفتت تطالعه بخوف مردفة بصوت متحشرج من أثر النوم :
– انت بتعمل أيه .
أردف بهمــ.س وعيون حالكة السواد :
– إيه ،،، أنتِ مرا تى ولا ناسية ؟ ،،، ليا حقوق عليكي .
هزت رأسها تردف بخوف وريبة منه وهى تبتلع لعابها :
– مبقاش ينفع ،،، أنت عملت شرخ كبير أوى في علاقــ.تنا .
صك أسنــ.انه يطالعها بغضب ثم فجأة اعتــ.لاها وقيــ.دها بقوة من معصميها ورفع ذرا عيها فوق رأ سها ثم إنحنى عليها يحاول تقبــ.يلها بالقوة فبدأت تتلوى بعنف تحت قبضته وتردف مترجية ببكاء وتوسل :
– لو سمحت متعملش كدة ،،، هكرهك يا ناصف لو عملت كدة هكرهك صدقنى .
ابتعد عنها ينفض يــ.دها بقوة وقسوة يتنــ.فس ويعتدل ويطالعها بخبث ثم أخرج هاتفها من جيبه وألقاه عليها وأردف بتحذير وملامح غريبة عليها كأنها لم تراه يوماً :
– هيحصلك كدة وأكتر بكتير لو فكرتى تتكلمى أو تشتكي لحد ،،، هكرهك في عيشتك صدقيني ،، للأسف إنتِ حضّرتي شيطان ناصف السوهاجى اللى كنت بحاول أغلبه معاكى بغبائي ،،، أنا هعرفك إزاي تاخــ.ديني وجهة تعاندي بيها حبيبك ،،، من هنا ورايح المعاملة الكويسة اللى كنت بتعامل معاكى بيها هحــ.سرك عليها ،،، وبالنسبة ل أهلك ، صاحبتك ، سناء ،، أي حد يسألك موبايلك كان مقفول ليه هتقولي كنت تعبانة شوية وبس ،،، كلمة زيادة يا ريتان هتشوفى منى اللى عمرك ما شوفتيه وخدى بالك دلوقتى تليفونك متراقب ،،، واعرفى إن أبوكى مش هيقدر يقف في وشي ،،، فبلاش تأذيه هو أو أمك أو اختك ،،، فهمتى ؟
كانت منكمشة على نفــ.سها تستمع إليه بذهول وصدمة تؤكد لها يوماً بعد يومٍ أن خلاصها هو الحل .
تابع بحدة :
– فهمتي !
أنتفضت تومئ بزعر فمد يــ.ده يمــ.لس على شــ.عرها فانتفضت تبعد رأسها عنه فضحك يردف كالمجنون :
– شاطرة ،،، عايزك كدة على طول تخافي منى .
إبتعد عنها يقف ليغادر ثم ألتفت يطالعها ويردف بترقب وأبتسامة خبيثة :
– إيه رأيك نروح نزور أهلك سوا ؟ ،،، يالا أجهزى .
❈-❈-❈
بعد مدة
وصلت معه لمنزل أهلها ودلفت صامتة بينما هو يبتسم ويلقى السلام على جميلة وبسمة .
كان حمدى قد غادر لعمله عند سالم وجلس ناصف وجاورته ريتان تطالعه بتعجب تارة وتنظر لوالدتها ولشقيقتها تارة أخرى كأنها في عالم الكوابيس وليست على أرضِ الواقع .
أردفت جميلة بترقب :
– إيه الزيارة الحلوة دي !،، طب كنتِ عرفتيني يا ريتا كنت قولت لحمدى ياخد إجازة النهاردة .
تطلعت على والدتها بصمت فأجاب هو مسرعاً حتى لا تلاحظ صمتها الزائد وأردف :
– مافيش داعى يا طنط جميلة ،،، أنا لقيت ريتان تعبانة شوية قولت أجيبها تغير جو وهنروح تانى بسرعة .
نظرت جميلة لأبنتها بشك ثم تنهدت تومئ ووقفت مردفة بود :
– لاء تمشوا إيه ؟ ،،، مافيش مرواح غير لما تتغدوا معانا ،،، أنا هروح حالاً أحضر الغدا .
خطت متجهة إلى المطبخ ولكن قبل دلوفها أردفت تنادى :
– ريتااان ،،، تعالى ساعديني يا حبيبتى .
إبتلعت لعابها وهى تنظر لوالدتها ثم لفت نظرها إليه فابتسم لها والتقط كــ.فها يرفعه ويلــ.ثمه بشــ.فتيه كأنه يذكرها ،،، تنهدت بقوة ووقفت تنزع يــ.دها من يــ.ده تحت أنظار بسمة المتعجبة وخطت بأتجاه والدتها .
أما بسمة فاردفت بحماس :
– ناصف كنت عايزة أطلب منك طلب ممكن ؟
ضيق عيــ.نيه يترقب تلك السليطة ويردف :
– أكيد يا بسمة قولي .
تحمحمت تبتسم ثم أردفت :
– كنت عايز أجى عندك الشركة أشتغل جنب الدراسة وكدة ،،، يعنى أهو بالمرة يبقى تدريب ليا علشان لما أخلص توظفنى علطول ،،، يعنى بما إنك المدير فهتقدر تضبط الدنيا ،،، وممكن تجربنى أنا بلقطها وهى طايرة على فكرة .
إبتسم ساخراً ثم زفر يطالعها بغمووض ويردف :
– تمام يا بسمة ،،، هشوفلك وظيفة مناسبة ،، وده استثناء لإنك اخت مراتى لأن في العادة مش بنوظف بنات لسة بتدرس .
صفقت بيــ.ديها بحماس تردف بسعادة :
– أيوة بقى هو ده الكلام ،،، على فكرة بقى إنت أحسن من أختى .
ابتسم بجانب فمه ثم لف عيــ.نه عنها بضيق ويفكر في تلك القانطة في الداخــ.ل ترى ماذا ستردف وهل يمكن أن تخبر والدتها بما فعله ؟ ولكن هي تعلم جيداً أن العواقب ستطول الجميع .
أما في الداخل فتحاول جميلة جاهدة معرفة ما بها ،،، وريتان تردف أسباباً غير مقنعة .
أردفت جميلة متسائلة بقلق :
– طب هو بيتعامل معاكى إزاي بعد موضوع الخلفة ده ؟ ،،، إتغير ولا كويس ؟
أردفت ريتان بهدوء ونبرة حزينة :
– يا ماما لو سمحتِ ،،، قولتلك أمورى تمام ،،، أنا بس تعبت شوية بسبب لغبطة في الأكل وناصف قال نيجي نشوفكوا يمكن ارتاح .
مدت كــ.فها تحــ.تضن وجنتها وأردفت بحنو :
– يعنى مافيش حاجة مزعلاكى ؟ ،،، عيــ.نك بتقول غير كدة ؟
اغمضت عيــ.نيها التى كادت أن تسقط دموعها ثم تنهدت وطالعتها تردف مؤكدة :
– لو فيه حاجه هقولك ،،، يالا بس نحضر الأكل .
إبتعدت عنها تلتفت وتبدأ في إحضار الطعام كي تكف جميلة عن سؤالها ،،، ستحاول ،،، ستحاول معه ،،، مؤكد أن ناصف الذى عاشــ.رته لعامٍ كامل يحمل داخــ.له القليل من التفاهم ،،، ستحاول معه أن يحررها ،،، تعلم أنه تحول لشخصٍ مرعب بسبب تلك الصور التى لا تعلم من أوصلها إليه ،،، لحظة يا ريتان ولكنه أهانكِ ،، قال ما بعثر كيانكِ مثلما فعل غيره ،،، هل يمكن أن يكون متفهماً بعد الآن ؟،،
تنهدت بقوة ولكن يبقى سؤال داخــ.لها يتردد ،،، من أوصل إليه تلك الصور القديمة ؟ هل يمكن أن يكون سالم ؟ ،،، أم إبنه هو الفاعل ؟ ،،،، لاااا قلبها يستنكر تماماً أنه الفاعل .
إبتسمت ساخرة وهى تقــ.طع الخضروات وتهمــ.س داخــ.لها معنفة ( أما زلتى تصدقين قلبكِ أيتها الجدباء ؟ )
❈-❈-❈
بعد مرور شهر
تجلس كاريمان في غرفتها تتنهد بضيق فقد أغلقت لتوها مع ريتان التى بدت مؤخراً على غير طبيعتها ،، منذ فترة وهى تهاتفها ولكن ريتان تختصر الحديث وتغلق فوراً ونبرتها غير مطمئنة .
رن هاتفها فتناولته ونظرت بتعجب لهذا الرقم الغير مسجل .
تركته ووقفت تتجه للخارج ولكنه عاد يرن مرةً أخرى ،، تنهدت وظنت انه ربما أتصال خاص بالوظيفة التى أقبلت عليها لذا أجابت مردفة بترقب :
– الو !
أجابها مراد بمرح وحب :
– إزيك يا كارى ،،، لسة نايمة ولا إيه ؟
تعجبت لثوانى ثم تساءلت بجمود :
– مين معايا ؟
ضحك بخفة وأردف :
– أنا مراد يا كارى ،،، معقول نسيتي صوتى ؟
أبعدت الهاتف تطالعه ذاهلة ثم أعادته إلى أُذ نها وتساءلت بتعجب وحِدة :
– إنت جبت رقمى منين ؟
أردف مراد بفخر كأنه بنى هرماً :
– سرقته من موبايل سناء أختى .
ضحكت لا إرادياً بخفة وأردفت مستفهمة :
– سرقته ؟ ،،، طب وخير ،،، بتتصل ليه ؟
تحمحم وحاولت التحدث بجدية مردفاً :
– بصراحة عايز أتكلم معاكى ،،، أنا من وقت ما شفــ.تك عند أختى من كذا شهر وانتِ شقلبتى حالى ،،، ليل نهار بفكر فيكي ..
تنهدت بقوة ثم أردفت بحدة وضيق :
– وطبعا قولت أنا مراد الجواد وهى كاريمان بنت الناس اللى على قد حالهم مش مشكلة لما اجيب رقمها واكلمها واتسلى شوية ،،، مش كدة .
صُدم من فهمها له بشكلٍ خاطئ وأردف مدافعاً :
– لاء طبعاً ،،، إنتِ فهمتيني غلط ،، أنا نيتى خير وعايز أدخل البيت من بابه ،،، بس قولت أعرف رأيك الأول .
اومأت تبتسم ساخرة ثم أردفت بحدة :
– أنت بتضحك على مين ؟،،، هو حضرتك مفكرنى عيلة صغيرة ؟ ،،، إنتوا كلكوا ماشيين تحت طوع سالم بيه وبتختاروا ناس تشبهكوا ،، حل عنى وملكش دعوة بيا والأحسن تمسح رقمى خالص .
أغلقت في وجهُ فنظر للهاتف بتعجب ثم شرد يفكر في حديثها ،،، تظنه يتلاعب بها ؟ ،،، إذا ليثبت لها العكس .
❈-❈-❈
بعد شهر آخر
انتظر مراد عودة سالم من رحلة العمل هو وشريكه شوقي ليعيد طلبه عليه .
اما ريتان فحياتها أصبحت باهتة تماماً ،،، أصبحت تعيش معظم الوقتِ بمفردها ،،، حاولت معه مرات عدة أن يطلقها ويعتقها ولكن عند ذكرها للطلاق يصبحُ مرعب حقاً .
ها هو يفتح باب شقته بعدما أغلقه عليها منذ أمس ويدلف ،،، سمعت صوته فخرجت تطالعه بغضب وقد تخلت عن خوفها واتجهت إليه تردف بحدة :
– مينفعش تفضل حابسني هنا بالطريقة دي ؟ ،،، دي مش حياة أبداً ،،، مش عايزنى طلقنى إنما هتفضل تتعامل كدة لحد إمتى ؟ .
توقف أمامها يبتسم بخبث ويردف ببرود :
– هانت يا ريتا ،،، هنبدأ حياة جديدة أنا وانتِ قريب .
ضيقت عيــ.نيها وانسحبت أنــ.فاسها كأنها لم تكن موجودة وهى تتساءل بقلق :
– يعنى إيه؟ ،،، مينفعش خلاص ،،، مينفعش بعد إهانتك نبدأ حياة جديدة ،، صدقنى يا ناصف أنا مش نفعاك في أي حاجة ،،، خلينا نطلق وإنت أختار واحدة غيري تكمل معاها وتخلف منها ،،، أنا منفعش .
كانت عيــ.نه منكبة عليها وهى تتحدث ،، لااا لن يتركها ،، يعلم أنه لن يجد مثلها ،،، أردف بهدوء شديد هزها داخــ.لياً :
– توء ،،، أنا عايزك إنتِ ،،، واللى حصل هننساه ،،، هنبدأ من جديد بس مش هنا ،،، هنسافر أنا وانتِ نعيش في فرنسا .
توقف قلبها وشهقت برعب تتسع عيــ.نيها وتهز رأسها بهستيرية مردفة :
– لااا ،، مستحيل ،، مستحيل ده يحصل ،،، مش هسافر معاك في أي مكان .
أومأ عدة مرات يردف مؤكداً :
– هتسافرى ،،، هتسافرى معايا ،،، هتوافقي علشان خاطر أهلك يا ريتا ،،، مش معقول أبوكى الراجل الطيب ده هيتحمل أي قضية أو تهمة على آخر الزمن ،،، كلها حاجات بسيطة هصفى شغلى هنا ونسافر يا حبيبتى ،،، أنا مبقتش أعرف أتخلى عنك .
كانت في صدمة صنمت جــ.سدها وهى تطالعه بحسرة ،،، كيف ستخرج من هذه الدائرة المظلمة التى أدخلت نفسها بها ظناً أنها سترتاح ولكن يبدو أن جحيمها بدأ للتو .
أما هو فابتسم ومر للداخل ،،، نعم قرر العودة بها إلى فرنسا ،، سينهى أعماله ويغادر بعد أن يتمم صفقته الكبرى مع هؤلاء الشياطين البشرية .
❈-❈-❈
في قصر الجواد
يجلس سالم بعد عودته أمس يتناول فطوره مع أولاده وتجلس مها بغرور تتناول معهم على مضض فهى إعتادت تناول فطورها في جناحها حتى لا تلتقى بهم ولكن عليها التروى قليلاً لتستطيع إخبار حمزة بالأمر الذى إكتشفته مؤخراً ولم تسعد به ولكنه سيشفى غليلها في تلك إبنة السائق ،، نعم فهى تتلون كالحرباء لتحصل على مبتغاها .
تحمحم مراد ونظر لحمزة الذى يومئ له باطمئنان وأردف :
– بابا ممكن نتكلم بعد الفطار شوية قبل ما نروح الشركة !
أردف سالم بجمود :
– اتكلم .
تنهد مراد وأردف بتوتر أمام الجميع :
– أنا إتكلمت مع حضرتك قبل كدة يا بابا وحضرتك رفضت ،،، بس أنا بحب كاريمان وعايز أرتبط بيها .
نظر له سالم ببرود وأردف :
– لاء .
تنهد مراد بعمق وأردف بتروى متحلياً بالهدوء ليحاول أقناعه :
– صدقنى يا بابا مش هطلب منك أي حاجة تانى ،، الطلب ده وبس ،،، أنا مش هقدر أرتبط بغيرها ،، هو حضرتك مش تحب تشوفنى مرتاح ؟
تدخلت مها وأردفت متسائلة تقاطعهم :
– مين كاريمان دي ؟
أردف حمزة محذراً بهدوء :
– مها لو سمحتي .
نظرت له بغيظ ثم وقفت تردف وهى على وشك المغادة فلم تهتم لأمرهم انحنت عليه تقــ.بل وجنته ثم أردفت :
– أوووكى يا حمزة ،،، أنا راحة ع الشركة .
تنهد بقوة بينما غادرت وتركتهم يتناقشون فتابع مراد بهدوء :
بابا علشان خاطري إقبل ،،، أنا مش حابب أعمل حاجة بدون رضاك .
أردف سالم بغضب وحدة :
– بدون رضايا ؟ ،،، عايز تروح تحط إيــ.دك في إيــ.دهم من غيري ؟ ،،، يظهر إنى معرفتش أربيك كويس ،، ولو هما وافقوا يعطوك بنتهم وأبوك مش موافق يبقى هما ناس خســ.يسة زى ما أنا متوقع ،،، بس أنا مش رايح وهرفع إيــ.دي خالص من الجــ.وازة دي وهسحب منك كل الصلاحيات ،، وأبقى وريني إذا هما وافقوا عليك أصلاً بعد ما تبقى زيهم .
ظهر الحزن على ملامح مراد ونظر للجميع بقهر فتألمت صفية ونظرت لسالم تردف بترقب :
– أسأل عنهم يا سالم ،،، يمكن ناس طيبين ويمكن تكون بنت حلال تفرح قلب ابنك ،،، ولا عايزه يبقى زي حمزة ؟
طالعها بغضب وأردف بتحذير :
– ناس طيبين ؟،،، وهو إحنا ناس أشرار ولا ايه يا ست صفية ؟،،، يختار بنت طيبة من مستواه ،،، وبعدين مالو حمزة ؟،،، هو اللى مش عارف يتــ.قبل مــ.راته ويندمج معاها ،، إنما أنا عارف مصلحة ولادى كويس ،،
أردف حمزة بهدوء يحمل حزناً وغضباً مكــ.بوتاً :
– لا يا بابا ،،، حضرتك مش عارف مصلحة ولادك ،،، حضرتك بتدور على الشكل الإجتماعى للعيلة ،،، إنما مصلحتنا ومشاعرنا فدى بعيدة تماماً عن أفكارك .
نظر لأبنه بعمق وتعجب ثم إبتسم وأردف ساخراً :
– كل ده علشان مرضتش عن علاقــ.تك ببنت السواق ؟ ،، تقدر تقولي ناقصك إيه دلوقتى ؟
طالع والده بحزن وتساءل بنبرة متألمة :
– تقدر حضرتك تقولى إيه اللى كامل في حياتى ؟ ،،، إيه الحلو فيها ؟،، جــ.وازى من إنسانة شايفة نفسها طول الوقت أعلى مننا كلنا وهدفها الأول والوحيد هو أنها تعلى مركزها ،، كل ما بحاول أتقــ.بلها واتعايش بلاقي منها حاجات تقفلنى ،،، من برا الكل شايف إني عايش في سعادة وراحة والقلوب ربنا وحده اللى يعلم بيها .
زفر بقوة وتابع يخرج مكنونه بألم :
– من وأنا صغير ربتنى أنى أصاحب اللى زيي وأبعد تماماً عن اللى أقل منى ،، زرعت جوايا إن الشكل الخارجى أهم بكتير من الجوهر ،،، فهمتنى إن علاقاتى القوية بالناس التقيلة أهم بكتير من الطيبة وكسب القلوب .
نظر لأمه بحنو وتابع بحزن :
– يمكن الحاجة الوحيدة اللى كانت بتريــ.حنى هو كلام أمي ليا ،،، القصص والحكايات اللى كانت بتحكيهالى وانا صغير لسة أثرها جوايا لحد دلوقتى .
وقف يردف بغضب وقد تخلى عن هدوءه :
– مش كل مرة بتتفق المظاهر مع النــ.فوس يا بابا ،،، منصور السوهاجى مكانش لايق أبداً على أختى بنت الأصول ،،، ولا مها كانت زو جة مناسبة ليا ،،، ومش هقــ.بل إنك تعمل مع مراد نفــ.س اللى عملته معايا .
نظر والده بصدمة من حديثه الغير متوقع وأردف مستفهماً يضيق عيــ.ناه :
– يعنى إيه ؟ ،، هتعصونى ؟ ،، هتتمردوا عليا ؟ ،،، بتلوا دراعى ؟
نظر لوالده بعمق وآخيراً أعلن قوته وشموخه مردفاً :
– لااا يا بابا ،،، مافيش لوي دراع ولا حاجة ،،، حضرتك المرة دي هتتبع الأصول وتسأل على الناس دي كويس ،،، وبعد كدة هنروح نطلبها لمراد ونفرح قلبه ،،، واظن حضرتك عندك الخبرة الكافية تعرف بيها معادن الناس ،،، وبالنسبة للمجتمع الراقي متقلقش ،، محدش هيتكلم اكتر من اللى أتقال عننا وقت أتجوزت مها .
نظر سالم لإبنه الذى تحول ولم يعد يهمه شئ وأردف بتوتر داخلى لم يؤثر على ثباته :
– وأفرض البنت دي طمعانة فيه ؟ ،
أبتسم حمزة ساخراً وأردف بترقب وألم لأجل حبيبته البعيدة :
– تانى يا سالم بيه ؟ ،،، نفس السؤال تانى ؟ ،،، على العموم الناس دي الطمع مش من طبعهم ،،، الطمع والأخلاق مبيتجمعوش سوا ،،، أسأل واتأكد بنفسك ،،، دى بنت محترمة ووالدها راجل مدرس وقور رباهم كويس ،،، واطمن ،،، هتبقى أم مناسبة لأحفادك ،،، زي مها كدة .
نظر لشقيقه بإطمئنان ونظر لوالدته التى تطالعه بحزن على ما أصابه حتى أن شيرين حزينة من أجله ولكن صامتة تتابع فقط تجبر عمها .
التفت يغادر تاركاً المكان ،،، يشعر بالإخــ.تناق ،، لم يعد ينفك من حول رقبــ.ته ذلك الحبل القوى ،،، يتهاوى ويضيق ولكن لا ينفك أبداً ،،، القبضة القوية التى تعتصر قلبه باتت مصاحبة له ،،، لم تكن تلك القبضة من غريب بل كانت منه هو ،،، هو من أوصل نفسه لتلك الحالة .
أستقل سيارته وقرر الذهاب لشقيقته الوحيدة التى تخفف عنه .
أما سالم فنظر للجميع بضيق ووقف يغادر هو الآخر دون إضافة حرف ،،، ولكن يبدو أنه سيفكر في الأمر ،،، فلن يستطيع خسارة أولاده خصوصاً إبنه الأكبر حمزة
❈-❈-❈
في فيلا سناء
أتجهت كاريمان إليها كي تخبرها بما يقلقها عن ريتان .
تجلس معها حيث تنتظر سناء حديثها فاردفت كاري بقلق وترقب :
– بصي يا مدام سناء يمكن أنا ببالغ بس أنا قلقانة على ريتان أوى ،،، بقالها فترة متغيرة جداً ،، صوتها وطريقتها ،،، بتكلمنى باختصار جداً ،،، وبتنهى أي نقاش بينا .
تنهدت سناء تطالعها بتمعن فهى أيضاً لاحظت ذلك عندما هاتفتها وفي كل مرة تسأل ناصف يطمئنها بكلامات غير مقنعة .
تابعت كارى :
– أنا طلبت أروحلها بس هى رفضت ،،، أحترمت ده بس إستغربت ،، وبعدين لما عرفت أنها راحة زيارة بيتهم روحتلها هناك بس ناصف كان معاها طول الوقت مسبهاش ،،، حتى لما سألت طنط جميلة أستغربت جداً وقالت أن ناصف بقى يروح معاها يقعدوا شوية وياخدها ويمشى ،،، يمكن أكون بيتهيألى بس لأنى عارفة ريتان كويس قلقت ،،، إنتِ أكيد تقدرى تروحيلها وكدة بما إن ناصف يبقى أخو جــ.وزك يعنى .
تنهدت سناء وابتلعت لعــ.ابها تردف بقلق :
– أروح لها مافيش مشكلة بس تفتكرى لو فعلاً زي ما بتقولي هي هتحكيلي حاجة ؟ ،،، معتقدش أنها هتتكلم معايا أصلاً .
أردفت كاريمان بتوتر ورجاء :
– طيب حاولى لو سمحتِ ،،، حاولى وطمنيني .
تنهدت بعمق تومئ فوقفت كارى تردف بامتنان :
– متشكرة جداً يا مدام سناء ،،، أنا همشي أنا بقى عن أذنك .
ودعتها سناء وعادت تجلس شاردة تفكر في حديث كارى وتربطه مع شكوك حمزة حول ناصف ومع حالة ريتان مؤخراً .
سمعت صوت سيارة شقيقها فتنبهت ووقفت تفتح له باب الفيلا مرحبة به بشرود .
دلف وجلس بإخــ.تناق وتعب ولكن بسبب شرودها لم تلاحظ ما به بل لاحظ هو حالتها فتساؤل بقلق :
– سناء ؟ ،،، مالك ؟
طالعته بعمق ثم هزت رأسها بتوتر تردف :
– أبداً مافيش ،، أنا كويسة ،، أنت مالك ؟
طالعها بشك ،، يعلمها جيداً ،،، تساءل بحزم وإصرار :
– سناء قوليلي مالك ؟ ،،، إيه اللى حصل ؟
زفرت بقوة ثم أردفت بخوف وتوتر :
– هقولك بس أوعدنى تهدى ومتعملش أي تصرف وتيسبنى أنا أتصرف .
أومأ يساعدها على الحديث فتابعت بقلق :
– كاريمان كانت هنا وقالت إنها قلقانة على ريتان أوى وإنها حاولت تروح تزورها بس ريتان رفضت ،،، وبقت تختصر الكلام معاها على التليفون وحتى لما بتروح عند عم حمدى بيكون ناصف معاها مش بيسيبها ،،، هى بتقول إن يمكن عادى ؟
وقف منافضاً يردف بحدة وغضب وألم :
– لاء مش عادى يا سناء ،،، مش عادى قولتلك الحقير ده ميريحش ،،، الله أعلم عامل فيها إيه .
امــ.سكت رثغه تجلسه مجدداً مردفة بترجي :
– حمزة هتخليني أندم إنى قولتلك ،،، علشان خاطرى أنفاعلك ده ممكن يتسبب في أذيتها فعلاً ،،، أهدى وخلينا نفكر نعمل إيه ولو فعلاً هى واقعة في مشكلة نخلصها إزاي ؟
مسح على وجهُ بقوة ثم عاد يجلس ويفكر بضيق وقد تحكم به الغضب فقالت سناء بتروى :
– أحسن حاجة إنى اروحلها ،، أروح أزورها وكدة .
هز رأسه يردف بتفكير ودهاء :
– لاء ،، مش هينفع ،، هيستغرب زيارتك ،،، خصوصاً إنها أول مرة من وقت جــ.وازهم ،،، وأكيد هيبقى متواجد طول الوقت مش هتعرفي تتكلمى معاها ،،، خلينا نهدى ونفكر .
زفرت تطالعه فهو محق بالأساس ريتان لن تخبرها ما بها ..
بعد دقائق أردف بترقب :
– سناء كلمى ناصف ،،، قوليله إن الأولاد نفسهم يشوفوه هو وريتان وخليه يبعتها ويخلص شغله وييجي ..
نظرت له بقلق وأردفت :
– تفتكر هيوافق ؟
أومأ يردف محذراً :
– جربي وهتعرفي ،،، بس خليكي هادية وعادية علشان مياخدش باله من حاجة .
تنهدت بعمق ثم أومأت وتناولت هاتفها تحاول الإتصال به …
أجاب ناصف يردف بهدوء :
– أيوة يا سناء ،، أزيك ؟
زفرت تطالع حمزة الذى يشير لها أن تهدأ فأردفت بترقب :
– إيه يا ناصف فينك ،،، بقالك كذا يوم ممرتش علينا ،،، الأولاد نفسهم يشوفوك .
أردف بجدية :
– تمام هعدى عليكي بكرة .
أردفت فجأة :
– إبقى هات ريتان معاك .
تعجب ناصف يفكر في طلبها فتابعت بعدما أشار لها حمزة أن تخترع أمراً ما فوراً :
– أصل النهاردة وأنا براجعلهم دروسهم لقيتهم بيسألونى يا مامى مس ريتان مبقتش تزورنا ليه ،،، ضحكت كنت عايزة أقولهم عمو ناصف خباها عننا خالص ،،، ههههه ،،، أيه رأيك لو تقضوا بكرة اليوم معايا من أوله ،،، تيجي إنت وريتان نتغدا سوا ونتسلى ؟
أومأ لها حمزة بارتياح فتنهدت بهدوء واستعادت ثباتها بينما على الجهة الأخرى ناصف لم يشك في الأمر حيث أردف :
– تمام يا سناء هشوف ظروفي إيه وأبلغك .
أردفت بتصميم :
– لأ هستناكوا بجد يا ناصف ولو مجيتوش هزعل ،،، وهجيب سليم وتقى واجيلكوا أنا .
توتر وأردف :
– خلاص تمام ،،، هنيجي ،، سلمى على الأولاد ،، سلام .
أغلق معها وشرد يفكر ،،، جميع مكالمات ريتان يسمعها لذلك لم يشك في الأمر .
تناول هاتفه وقام بالإتصال على ريتان التى أجابت بعد فترة تردف بصوت خالى من أي مشاعر :
– خير ؟
أردف بهدوء:
– بكرة هنروح عند سناء ،،، جهزى نفسك كويس ،، أظن فهمانى،،، جهزى نفسك ولمى لسانك .
أردفت بحزن ويأس :
– مش عايزة أروح في مكان .
أردف بغضب من بين أســ.نانه :
– مش بمزاجك ،،، طالما قولت هنروح يبقى هنروح .
أغلق معها وتركها تلقي بالهاتف على الأريكة لتكمل قراءة آيات القرآن الكريم من مصحفها الشريف حيث كلام الرحمن الذى يطمئن القلوب ويريحها .
❈-❈-❈
في اليوم التالى
ذهب حمزة إلى شقيقته التى تفاجأت من مجيئه ،،، طوال ليله يفكر فيها وهل حقاً يمكن أن هذا الخبيث تعرض لها ؟ ،،، عليه أن يراها ،،، لن تهدأ أنفــ.اسه إلا أن رآها واطمئن بنــ.فسه ،،، فراحته أنعقدت في ربطةٍ قويةٍ براحتها ،،، كلما تخيل أذيتها أدمى قلبه بنزيفِ العشق الممنوع ،،، آذاها بحديثه مسبقاً ومن وقتها لم ينعم بالهدوء والسلام لذلك لن يكرر الماضي.
طالعته سناء بتعجب وأردفت معنفة :
– حمزة أنت جيت لييه ،،، قولتلك خليك لما يمشوا ،،، زمانهم جايين يا حمزة الأحسن تروح علشان ميفكرش إننا متفقين سوا .
أردف حمزة مطمئناً بذكاء ولهفة وقلبٍ عاشق :
– أهدى يا نونا ،،، أنا هدخل ادارى جوة في أي مكان وعربيتى راكنها بعيد متقلقيش مش هخاطر وأأذيها ،،، هو هيوصل ريتان وهيمشي علطول .
تعجبت تطالعه باستفهام :
– ومين قالك أنه هيمشي ؟
زفر وأردفت بتروى :
– فيه واحد معرفة في الجمارك ليا عشم معاه عرفت منه إن فيه بضاعة تبع شركة ناصف متخزنة هناك وأول ما ناصف ييجي هو هيكلمه يروح يطمن عليها لأنه شاكك إنها بتتسرق .
نظرت له بقلق وتوتر فتمــ.سك بكتــ.فيها يردف بطمئناً بتلف عاشق :
– متقلقيش لو ممشيش أنا هلاقي طريقة واطلع من هنا من غير ما يشوفنى ،،، بس خلينى أشوفها ،،، لو فعلاً شكوكى صح تبقى هي محتاجة مساعدة .
تنهدت بقوة تومئ وبالفعل دلف وأخــ.ذته للأعلى حيث غرفتها ليظل بها وحتى لا يراه الصغار .
بعد دقائق جاء ناصف ورآهُ حمزة من نافذة الغرفة التى يختبئ خلف ستائرها القطيفة فهاتف الرجل يطلب منه أن يهاتفه .
ترجل من سيارته ونزلت ريتان بملامح ذابلة حزينة ،،، واتجها إلى باب الفيلا .
فتحت سناء تستقبلهما ولكن بمجرد أن وقعت عيــ.نيها على ريتان تأكدت من شكوكها .
نظرت لناصف بصدمة وللعجب لأول مرة تراه يشبه شقيقه حتى في نظرة عيــ.نه لذلك إهتز قلبها .
أسرعت تنتبه وترسم أبتسامة باهتة مردفة :
– أهلاً وسهلاً نورتوا ،،، اتفضلوا .
رحبا بها وكادا أن يخطيا للداخل ولكن رن هاتف ناصف فتناوله يجيب بترقب :
– ألو ،، مين معايا ؟
أردف الطرف الآخر :
– ناصف بيه حضرتك ليك شحنة أغذية في الجمارك لسة مخرجتش ؟
أردف ناصف بترقب وقلق :
– أيوة ،،، خير ،،، وانت مين ؟
أردف الرجل بدهاء :
– أنا محمود واصف شغال أمن في الجمارك ،، ياريت معلش تيجي تشوف بنفسك وتتأكد لأنى لاحظت حركة غريبة ،،، شحنات الأغذية مش لازم تطول لأن بتتسرق للأسف من موظفين معندهمش ضمير ،،، لو فاضي ياريت تيجي تطمن بنفسك ،،، أنا جبت رقم سعادتك من أوراق الشحنة وقولت ابلغك .
توترت وظهر ذلك على ملامحه فهى لا تحتوى على أغذية فقط بل على ما يهربه لداخل البلاد من سموم هالكة للشباب لذلك أردف على عجل :
– أنا جاي حالاً
نظر لسناء وأردف :
– أنا لازم أروح مشوار مهم وراجع بسرعة .
نظر لريتان بتمعن يردف بنبرة تنبيهية :
– ادخــ.لى يا حبيبتى مع سناء ،،، أنا مش هتأخر متقلقيش .
ثم مال على أذ نها يردف بهمــ.س :
– خدى بالك كويس يا ريتان ،،، بلاش تختبريني علشان حقيقي هتندمى .
ابتعد يطالعها شحوب وجهها وهى تومئ له وبالفعل أسرع يغادر ليرى ماذا سيفعل بينما سحبت سناء ريتان للداخل وأغلقت الباب تطالعها بعمق ثم سحبتها إلى عــ.ناقها بحنو فتعلقت بها ريتان بقوة تبادلها وتحتمى بها .
أبتعدت عنها سناء تردف بقلق وهى تطالع شحوب وجــ.هها :
– ريتان مالك ؟ ،، أيه اللى حصل ؟
هزت رأسها تردف بتوتر :
– مافيش ،،، أنا كويسة الحمدلله .
نظرت لها بشك بينما ريتان لفت وجــ.هها بعدما أستمعت إلى خطوات تنزل الدرج .
تفاجأت به تطالعه لثوانى بصدمة حتى توقف أمامها ينظر لملامحها بحزن وإشتياق ،،، ابتــ.لع لــ.عابه الذى يشبه العَلَقة المُرة وهو يحاول التحكم في غضبه بعدما لاحظ عيــ.نيها الرماديتين كالنهرٍ الصافى الذي أنعكس عليه الظلام ،، لم يحتمل نظرتها لذلك أردف متسائلاً بلوعة حب واحشاؤه تتلوى داخل معدته :
– عمل فيكي أيه ؟
انبهتها كلمته ونظرت له بذهول ثم لفت نظرها تطالع سناء بخوف وقلق مستفهمة :
– هو بيعمل أيه هنا ؟ ،،، أنا لازم امشي ،،، لازم امشي قبل ما ناصف يرجع .
التفتت لتغادر فوراً تحت أنظارهما المصدومة فأسرعت إليها سناء توقفها مردفة بتروى وهى تتمــ.سك بها :
– أهدى يا ريتان متخافيش ،،، إحنا هنساعدك بس قولي فيه إيه ؟
هزت رأسها تحاول نزع يــ.دها وتردف بخوف وتوتر من أن يعود ناصف ويراهم :
– لاء سبيني أمشي لو سمحتي .
نغزه قلبه لحالتها وخوفها واعتصر عيــ.نه يلعن نفسه ثم أردف يحاول بث الطمأنينة بها :
– إهدى يا ريتان ،، فهمينا بس عملك إيه الكــ.لب ده ؟
طالعته بصمت ،،، نظرت لعيــ.نيه بعمق كأنها تعاتبه بنظراتها دون أي حروف تنطق ،،، فقط القلوب نابضة بصخب ،،، تخبره بلمعة عيــ.نيها الذابلة أنه أذى روحها ولكنها لم تتألم مثلما تألمت منه هو ،،
لذلك لا تهتم بي ،، دعنى وشأنى ولا تدّعى الطيبة فقلبي لم يعد يحتمل بعد .
لفت وجهها تطالع سناء مجدداً تبتلع لعابها وتردف بإصرار :
– معلش يا سناء ،،، أنا همشي حالاً وقولي لناصف لو رجع إنى روّحت لأن بسمة جاية .
بها شئ ،،، حالتها وخوفها وعيــ.ناها ووجــ.هها يؤكدون له أنها ليست بخير تماماً .
زفر باختــ.ناق يطالعها ،،، إن غادرت هي يمكن أن يؤذيها لذلك أردف :
– خليكي يا ريتان ،،، أنا اللى همشي بس إهدى واطمنى .
نظر لسناء و تابع بحزن :
سناء أنا همشي .
تركهما وغادر بعدما تأكد من شكوكه وتوعد بداخــ.له أن يخلصها منه مهما كلفه الثمن ،،، سيصلح ما كسره ،،، يعلم أنه مستحيل أن يعود كما كان ولكن سيجعل من المستحيل ممكنناً ويعيد بناء ما هُدم ،، وبشكلٍ أقوى ،، فعتابها الصامت قرأهُ جيداً ،،، ولها الحق أن تعاتبه ،، فحق المحب على حبيبه قوي ،، وخطأ المحب للحبيبِ عظيم ،،، ولسخرية القدر فقصة عشقهما صمّاء كإمرأة جميلة متكاملة لا تسمع ولا تتكلم .
أما هى فاتجهت تجلس مع سناء التى حاولت أن تستدرجها في الحديث وتعلم منها شئ ولكنها التزمت الصمت حتى عاد ناصف بعدما إطمأن على بضاعته وجلس معها بعدما دخلت في حالة من الطمأنينة لا تعلم مصدرها .
❈-❈-❈
ليلاً دلف حمزة جناحه بعد تفكير طويل في ما سيفعله ليخلصها ،،، هيأتها وخوفها يترددان على عقله بشكلٍ دائم ليجعلانه يلعــ.ن ناصف ويــ.لعن نفــ.سه ويلــ.عن الطبقات الإجتماعية بأكملها .
أتجه يجلس على مقدمة فراشه بعقلٍ شارد .
خرجت مها من حمامها تطالعه بترقب مردفة :
– حمزة إنت جيت ؟
زفر وأومأ بصمت فاتجهت تجلس بجواره وأردفت بأبتسامة غير معهودة :
– عندى ليك خبر حلو أوى ،،، صحيح حصل فجأة بس حصل وخلاص .
تنبه ولف لها يضيق عيــ.نيه مستفهماً يردف:
– خير؟
فتحت كــ.فها القابض تعرض عليه إختبار الحمل وتبعته مردفة بفرحة كاذبة :
– أنا حااامل .
نظر لما في يــ.دها بصدمة ثم نظر لعيــ.نيها وأردف بعدم استيعاب :
– حامل إزاي ؟ ..
هزت كتفيها وأردفت باستنكار ومراوغة :
– مش عارفة ،،، لقيت نفسي فجاة دوخت ومش حابة الأكل فسألت مامى وقالتلي أجرب Pregnancy Test وفعلاً طلعت حامل .
وقف يطالعها بصدمة وأردف بغضب لم يستطع التحكم به :
– يعنى إيه الكلام ده ،،، إحنا اتفقنا مافيش حمل خااالص الفترة دي ،،، إزاااي ده حصل ؟
وقفت تطالعه بغضب مماثل وتردف بحدة :
– يعنى أيه حصل إزاااي ،،، إنت واخد بالك بتقول أيه كأنى ضربتك على أيــ.دك مثلاً ،، أنا كمان زيك إتفاجئت بس واضح أنى نسيت أخد حباية .
طالعها بذهول إلي الأن لم يستوعب الخبر ،،، شرد قليلاً ثم طالعها يومئ مؤكداً بغضب :
– انتِ تعمدى تعملي كدة صح ؟ ،،، إنتِ بقالك فترة بتتصرفي على غير طبيعتك ،، بس ليه بقى ؟.
نطق الأخيرة مستفهماً بتعجب فأردفت بغضب موازى :
– فيه إااايه ؟ ،،، مش من حقك تتكلم معايا بالأسلوب ده أنا مش حامل من راجل تانى ،،، قولتلك نسيت أخدها .
أردف بعدم تصديق وتأكد :
– كذابة ،،، أنتِ مستحيل تنسي حاجة زي دي ،، أنتِ قاصدة تعملى كدة ،،، بس اللى عايز أفهمه عملتى ليه كدة بعد ما كنتِ رافضة تماماً موضوع الحمل دلوقتى ،،، إنتِ إزاي هتعرفي تهتمى بطفل وتكونى مسئولة عنه ،،، فهميني عملتى ليه كدة ؟
طالعته وأردفت بمراوغة :
– عملت أيه ،،، إنت ناسي إننا متجوزين يا حمزة بيه ؟ وإن طبيعي إنى أحمل .
أردف بغضب :
– للأسف مش ناسي ،،، بس أنتِ اللى إختارتى نأجل ده لأنه هيعطلك على نجاحك ،،، تقدرى تفهميني هتتحملى مسئولية طفل إزااي ،،، هتقدرى تسيبي شغلك وتهتمي بيه ؟ ،،، هتقدرى تتخيلي عن طموحك مؤقتاً علشان خاطره ؟
شردت قليلاً تفكر فهى حقاً ليست على إستعداد أبداً لتتحمل مسئولية طفل لذلك توترت وأردفت :
– مش عارفة ،،، يمكن وقتها أقدر .
أبتسم ساخراً وهز رأسه يردف بغضب وضيق :
– حتى مش قادرة تجاوبي ،،، مش قادرة تقولي إنك هتتنازلى علشان إبنك ويبقى هو أول إهتماماتك .
أردفت بغضب وحدة وتعالى :
– أيوة مش قادرة أقولها ،، هو ده أصلاً اللى أنت عايزه ،، أنت عايز تقعدنى في البيت أستناك آخر الليل وإنت راجع من شغلك تعبان وأنا طول النهار مع الأولاد ،،، بس أنسى يا حمزة يا جواد الدور ده مش دورى ومستحيل يبقى دورى في يوم من الأيام ،، أنت اتجوزتنى بنت باشا رجل أعمال وورثت منه حب الأعمال والشغل ومش مستعدة إنى أتنازل عن أحلامى علشان خاطر أي حد .
اقتربت منه قليلاً وتابعت بغضب أخرج ما تخبأهُ بسببِ عدم فرحته بخبر حملها :
– مش أنا أمينة أبداً وأنت كنت عارف ده كويس وجيت طلبت إيــ.دي ،، كنت روح أختار واحدة تانية بنت سواق تقوم بالدور اللى إنت عايزه .
أمسكها من رثغها يردف بفحيح وذهول :
– قصدك ايه ؟ ،،، انطقي قصدك ااااايه ؟
نزعت يــ.دها منه بعنف وأردفت :
– أنت عارف قصدى إيه كويس ؟
طالعها بصدمة ،،، إذا تعلم بأمر ريتان ،،، لف ر أسه وصمت قليلاً ثم رفع وجهُ إليها وأردف متسائلاً :
– يعنى إنتِ كنتِ عارفة ؟ ..
ضحكت ساخرة بتعالى وصمت .
صُدم لثوانى ،،، تنفس بقوة وأومأ يطالعها بثبات ويتساءل :
– من امتى وانتى عارفة .
صمتت ولم تجيبه ولفت وجهها تشبك ذراعيها وتقف بغرور فتابع بغضب :
من وقت ما حاولتى تمثلي عليا الحب ومنجحتيش مش كدة ؟ ،، إنت عارفة من قبل جوازنا صح ؟ ،،، بس إزاي عرفتى حاجة زي دي ؟
تجاهلت سؤاله وتسائلت بحدة وحقد دفين :
– إنت اللى ازاااي تفكر في بنت زي دي ؟ ،،، فيها إيه مميز ؟ ،،، دى متنفعش لأي حاجة ؟ ،،، أنا أفضل منها في كل شئ جمال تعليم مال طموح ،،، إزاي تحب دي وتشوفها ولا مرة تشوفنى ؟ .
استمع لها بصدمة ،،، وقف أمامها يطالعها بصمت ،،، كيف أصرت على زوا جه وهى تعلم بحبه لغيرها ؟ ،، حسناً ،،، بات كل شئٍ معلوم ،،، فليأخذ القرار الآن .
أردف بضيق واختناق :
– بما إنك طلعتى عارفة كل حاجة بقى من اللحظة دي جوازنا منتهى ،،، وأدعى للحمل ده إنه جه في وقت كنت سهل جداً ارمى عليكي يمين الطلاق فيه .
هزت رأسها بصدمة تردف بغضب عندما تحدث عن الطلاق :
– لاااا ،،، أنت أكيد مجنون ،،، أنت عايز تطلق مها أبو الدهب علشان خاطر بنت زي دي ؟ ،، مستحيل هسمحلك تعمل كدة ،،، صورتى اللى ببنيها في المجتمع الراقي عمرى ما هسمحلك تهزها ،،، أنا مش السهلة أبداً ،،، إنت لسة متعرفش أنا ممكن أعمل إيه علشان أخد اللى ليا ،،، إنت خلاص بقيت ملكي أنا واللى في بطنى ،،، جوازنا مستحييييل ينتهى ،،، أنت اللى قررت ترتبط بيا بس أنا اللى اقرر إمتى ينتهى ،،، ومش هينتهى أصلاً ،،، ياريت متنساش دلوقتى إنى هبقى أم ابنك يا حمزة يا جواد .
قالتها باستفزاز فطالعها بتعجب ثم أردف بنبرة قوية شامخة :
– أم إيه ؟ ،،، إنتِ إزاي تتكلمى كدة أصلاً ،،، واضح إنك فكرتيني ضعيف يا مها ،، واضح إنك أستقليتي بيا ،،، بس لاء يا مها ،،، إنتِ معرفتنيش كويس ،،، أنا أحب عيلتى واضحى علشان غيري بس منحنيش لست أبداً ،،، لو عايز أطلقك هطلقك حالاً ،،، وهبيع وأهد كل حاجة واللى يحصل يحصل ولا إنك تفكرى إنى ضعيف ،،، أنا قوتى هنا يا مها .
قالها وهو يشير على عقله ويتابع بجدية وثبات :
– عقلي اللي بيحكمنى ،،، من دلوقتى لحد ما يتم الطلاق علاقتنا منتهية .
جن جنونها أكثر وهزت رأسها بهستيرية وهى تتمــ.سك بياقته وتهزه بعنف مردفة بجنون :
– مش هيحصل يا حمزة ،،، مش هنطلق ،،، وإلا هقول إنكوا على علاقة ببعض وشوف وقتها الفضيحة الحقيقية اللى هتحصل لبنت السواق الو*** .
لم يستطع التحكم في غضبه فرفع يــ.ديه يبعدها عنه ويلقيها على الفراش بعنــ.ف ثم أردف يحذرها بسبابته :
– كلمة واحدة في حقها وفعلا هطلقك حالاً ،،، .
أثار جنونها أكثر فالتفتت تطالعه بغضب أعمى ووقفت تتجه إليه ثم رفعت كفها لتصفعه فاعترضه بيــ.ده يصدها بقوة ويطالعها بعيون سوداء حادة بينما هى لم تتوقف وأردفت بتكبر وهى تنزع يــ.دها من قبضته :
– حقها ؟،،، بتضربنى أنا علشان بنت السواااق ،،، حتة البنت دى أحسن من مها أبو الدهب ؟ ،، دى واحدة عقيمة مبتخلفش يعنى هتفضل أقل منى طول عمرها
زلزلت كلمتها جــ.سده كاملاً فضيق عيــ.نيه وأردفت مستفهماً باختناق :
– يعنى إيه مبتخلفش !.
أردفت بغل دفين :
– أيوة مبتخلفش ،،، يعنى عمرها ما هتبقى أم ،، علشان تعرف كويس إنها هتفضل أقل منى ،،، للأسف ناصف حظه قليل ،،، يعنى إنت المفروض تحمد ربنا على وجودي .
طالعها بعمق لثوانى يفكر ثم أومأ بعدما تأكد وأردف :
إنتِ قابلتى ناصف صح ؟ ،،، قولتيله إيه ؟ ،،، انطقي قولتيله إااايه ؟
تتنــ.فس بغضب ولم تتحدث فأكمل بعدما إتضح أمامه الأمر :
– علشان كدة قررتى تحملي ،،، مش كدة ؟.
صمتت تطالعه بغل وجــ.سد مهتز لفهمه ما تخطط بينما هو أردف بهدوء وحزن وأسف :
– الحمل ده أنا مسئول عنه ،،، وزي ما قولت من هنا ورايح ماليش علاقة بيكي نهائي ،،، ولولا اللى في بطــ.نك ده صدقيني كنت صلحت غلطة حياتى دلوقتى .
تركها تغلى وتتوعد وتخطط وخرج من جناحه يخطى بخطوات مبعثرة كحال أفكاره يتجه إلى غرفة جانبية معدة للأطفال وأغلق خلفه وخطى يجلس على الفراش ثم انحنى يضع رأسه بين راحتى يــ.ده المستندة على ســ.اقه ويفكر فيها ،،، منذ أن ألقى تلك الكلمات وسمعتها وغادرت وقد أخذت راحته معها ،،، منذ تلك اللحظة ولم ينعم بالراحة والسكينة ،،، أصابته بلعنتها فباتت حياته سوداء جحيمية بتلك الز وجة التى اختارها هو ووالده بعناية .
والآن سيصبح أبٌ منها هي ،،، سيجن ،،، ماذا فعل بحاله ؟ ،،،، كيف لتلك أن تصبح أم طفله ؟،،،
لحظة يا إبن الجواد ،،، أولم تقل هذا مسبقاً ،،، أولم تردده ؟،،، يبدو أن ما خرج من فمك كُتب على جبينك .
كان يتمنى ويخطط لأحلام آخرى ولكن عليه الآن أن يعيد جميع حساباته .
فلن يجعل طفله القادم يعانى من أم وأب مهملان ،،، يكفيه أمه الذى هو على يقين أنها لن تهتم لأمره .
ولكن أولا ليخلص ريتان من هذا الحقير ،،، هل قالت عقيمة ؟ ،،، أيعقل أن حبيبته كذلك ،،، ترى ما حالتها الآن ؟ ،،، لن يتركها تلك المرة ،،، سيخصلها مهما كلفه الأمر أولاً ثم ليبحث عن سعادته التى أضاعها بيــ.ده .
 

google-playkhamsatmostaqltradent