رواية منتصف تشرين الفصل الحادي عشر 11 - بقلم منة ممدح
فضلت واقفة مكانها مشدوهة لحد ما غاب عن عينيها، لقت نفسها بتبكي بعنف، اتلفتت حواليها وبعدين راحت قعدت على الرصيف بقلة حيلة، حطت إيديها على وشها بتمسح دموعها ولكن لوهلة ضرب ضوء في وشها، شالت إيديها من على عينيها وبصت بصدمة
كان أيوب!
مهانتش عليه إنه يسيبها لوحدها ويمشي!
كان باصص قدامه وهو واقف قدامها بالعربية، مشدد على المقود بقبضته، فابتسمت من وسط دموعها
رغم كلامها
ورغم غضبه
إلا إنه متخلاش عنها برضه!
قامت وقفت وهي بتنفض هدومها واتحركت وركبت جمبه في العربية، فاتحرك بيهم من غير ما أي حد فيهم يتكلم
وسكتت هي تجنبًا لنوبة غضب تانية..
كانت عاملة زي الطفلة الصغيرة وهي طالعة وراه بعد ما وصلوا
محاولش هو يتلفتلها
دخل أوضتهم وهي وراه وقالت_أيوب..
ولكنه مداهاش أي اهتمام وهو بيطلع هدومه من الدولاب وبيتجه للحمام
اتجمد لما لقاها قربت منه وحاوطت خصره بإيديها بقوة في حين ساندة براسها على ضهره
مكانتش عايزة تنهي الطمأنينة اللي سرت في حياتها لأول مرة على إيده
هي عارفة إنها هتنتهي ولكن مينفعش بالسرعة دي!
غمض عيونه بقوة وابتدت أنفاسه تتقل من لمستها، حست هي بتأثيرها عليه واتكلمت بنبرة ضعيفة_متدينيش ضهرك
أيوب أنا ما صدقت إني بقيت بين إيديك!
اتلفت ليها وهو باصص لعيونها اللي كانت مترقرقة بالدموع، فكملت هي_أنا عارفة إنك حاسس إني بعايرك
وإني مش واثقة فيك
بس أنا مسلماك روحي، ومسلماك حياتي يا أيوب
حس إنه قدام طفلة صغيرة شايفاه كل حياتها، نظرة عينيها كلها ضياع ولكن بتستكين لما تثبت عليه، رفعت إيديها وحاوطت وشه بحنان وكملت_أنا مراتك
يعني جزء منك
هشاركك الوحش قبل الحلو
متعملش حواجز بينا عشان خاطري
متحسسنيش إني غريبة
لقى نفسها بيميل عليها وبيسند جبهته على جبهتها، في حين رفع إيديه بيملس على خدها، غمض عيونها وهو بياخد نفس طويل معبأ بأنفساها من قربهم، وهمس بصوت أجش_أنتِ بتعملي فيا إيه!!
ابتسمت هي وتمتمت_بحبك…
مكانش كفاية عنده الاعتراف ده، كان لازم يدوقه بنفسه من بين شفايفها، وغاب بيها لعالم عرفته بين إيديه
بتعيشه بكل جوارحها وكإنه آخر لقاء ليهم مع بعض….
اتململت من نومها بعد ما حست بيه بيطبع قبلة على جبهتها وبعدين قفل باب الأوضة، فتحت عينيها وهي بتتمطع بكسل، بصت على الساعة اللي متعلقة على الحيطة فلقتها مقربة على ١٠ الصبح.
قامت بكسل بصت عليه من الڤراند فلقته خارج لبرا رايح شغله
ابتسمت وهي بتراقبه لحد ما ركب عربيته وغاب عن عينيها
اتلفتت ولوهلة وقعت بنظراتها على أوضة المكتب المقفولة
اتجهمت ملامحها وحست بغصة ابتدت تتوسط حلقها
هي لحد دلوقتي قاصدة إنها متدورش وراه
هي عايزة تسيب في ذاكرتها أيوب اللي معاها دلوقتي
مش ماضيه!
خدت شاور وغيرت هدومها ولقت نفسها هي اللي حابة ترتب الأوضة من غير تدخل حد فرتبتها وهي بتدندن بسعادة
خرجت واتجهت لأوضتها القديمة، مسكت التليفون الصغير اللي معاها وفتحته
انصدمت لما لقت رسالة جيالها من نوح وهو بيقولها
_صحابك القدامي بيدوروا وراكي
مش واحشينك؟!
لوهلة اتجمدت وضغطت على الموبايل بين إيديها بقوة، وبعد ما كانت ملامحها باين عليها السعادة اتبدلت لغضب رهيب وجحيمي، شددت من قبضتها على التليفون
فيه حساب قديم لازم تصفيه معاهم
مش هتسمح لأي حد يبوظ حياتها الحالية
خبت التليفون تاني ورجعت لأوضتها تغير هدومها وتجهز لزيارة اتأخرت على ما عملتها…
بعد ما انتهت كانت بتفكر ازاي تقدر تخرج من غير ما تثير الجدل
لحد ما لقت نفسها نزلت للمطبخ
حضرت شوية أكل وحطتهم في حافظة، وخرجت لبرا
لقت واحد من الحراس رايح ناحيتها، بالطبع كان لسة فيه أوامر من أيوب عشان يخلوا بالهم منها
ولكنها قالتله بحزم_اديني عنوان مكتب أيوب
وياريت متعرفهوش إني رايحاله حابة اعملهاله مفاجأة
هز ليها راسه باحترام وبالفعل اداها العنوان، فكملت متصنعة إنها افتكرت حاجة_صحيح
مش لازم حد ييجي معايا، كده كده المكان قريب وهبقى مع أيوب
رغم التردد اللي كان باين على ملامحه، إلا إنه هز ليها راسه باحترام في الآخر وبِعد شوية عشان تعرف تخرج بالعربية
بالفعل استقلتها وخرجت على العنوان اللي اخدته، كانت عارفة إنها حتى لو حذرت إنهم ميقولوش لأيوب ولكن في الاول والآخر مش هيخبوا عليه حاجة
وصلت للمكان اللي فيه العنوان، كان نائي شوية، كان عبارة عن مبنى مش كبير أوي فيه كل المكاتب بتاعة الموظفين، ولكن وراها مجموعة مصانع كبيرة للحديد
وقفت تتأمل المكان لبرهة، وبعدين اتجهت لجوا وهي بتسأل عن مكتب أيوب لحد ما دلوها عليه
طبعًا مسلمتش من نظرات الفضول خاصة إن الكل كان عارف إنها مراته من الصور اللي انتشرت على السوشيال ميديا مؤخرًا
فتحت باب مكتبه ودخلت وهي بتقول_سيربرايز!
كان قاعد على مكتبه وشغال على اللاب توب بتاعه، رفع عيونه ليها وقام وقف اتجه ناحيتها وهو بيقول_هي دي المفاجآت ولا بلاش!
حاوط خصرها وطبع قبلة على خدها، فبعدت عنه واتجهت للمكتب حطت عليه حافظة الأكل واتلفتتله وهي بتقول بمرح_أنتَ فاكر يعني عشان مشيت قبل ما اصحى هسيبك؟
لا يا روحي بعد كده وجبة الفطار دي اجباري!
ضحك وهو بيقرص أنفها برقة فكشرت بضيق مصطنع وهي بتزق إيده، فقال_بيض بالبسطرمة برضه؟
همهمت وهي بتهز راسها، فغمز بعبث وهو بيقول_وبالنسبة للجبنة الكريمي؟
لكزته في كتفه بإحراج وهي بتنهره_أيوب!
ضحك أكتر وهي بتتأمله بحب، لحد ما قالت_أنا هرجع البيت يا استاذ حمدي الوزير!
حبيت أجيبلك الفطار بس
كان حاسس بمشاعر غريبة من اهتمامها بيه، فابتسم ورفع إيده احتوى وشها في حين بيملس بأنامله على وجنتها وتمتم_ياقوتة حياتي!
ابتسمت برقة وهي بتبادله بنظرات مليانة حب، لحد ما بعد عنها فودعته وخرجت، ركبت عربيتها ومشيت ناحية طريق البيت
ولكن على آخر لحظة غيرت طريقها واتجهمت ملامحها اللي كانت مبتسمة، لبست نضارتها الشمس وفضلت باصة في الطريق قدامها وهي سرحانة..
صوت خبط على باب شقتهم قطع أكلهم، بصوا لبعض بتعجب من الشخص اللي جاي ليهم في الوقت ده
وهما في الغالب مبيستقبلوش ضيوف خالص
مسك عبد الوهاب شوية جرجير وحطهم في بوقه وهو بيشاور براسه للباب وبيقول_ما تقومي تشوفي مين اللي جاي دلوقتي!
زفرت شادية بضيق وقامت بالفعل بتكاسل وهي بتتمتم بكلمات مبهمة تدل على ضيقها من تصرفاته المستفزة بالنسبالها، فتحت الباب سرعان ما اتجمدت وهي باصة للي قدامها بدهشة، اتوسعت عينيها وهي شايفاها بتشيل نضارتها الشمس من على عيونها العسلي وبتبصلها بنظرات ذات مغزى، اتسعت ابتسامة ساخرة على وشها وهي شايفة الرعب اللي سببتهولها وقالت بتريقة_موحشتكيش؟
لاحظ عبدالوهاب تخشب جسد مراته، فبصلها باستغراب وهو بيقول_مين يا شادية؟
دفعتها ياقوت وزاحتها لجمب وهي بتدخل بثقة وبتقول باستهزاء_اخس عليكي يا شوشو، بقى دي مقابلة برضه بعد كل السنين دي!
ما تقول حاجة يا عبده!
اتنفض عبد الوهاب وقام وقف بصدمة أول ما شافها قدامه، زادت ابتسامتها ودخلت وقعدت على الكنبة وهي حاطة رجل على رجل ومريحة ضهرها وقالت_يوه
مش تقولولي كفارة برضه؟
وَلَوِنُّكوا اتأخرتوا سنة على ما تقولوها بس مش مشكلة تيجي متأخر احسن ما متجيش خالص
نقلوا نظراتهم بينهم وبين بعض بريبة، لحد ما قفلت شادية الباب واتجهت وقفت قدامها وقالت بشجاعة زائفة_إيه اللي جابك هنا يا ياقوت؟!
عبست ياقوت ومطت شفايفها وهي بتقول بحزن مصطنع_اخس عليكي، بقى ده كلام برضه!
نزلت رجليها ووقف ببرود فاتراجعت شادية تلقائيًا لورا وهي بتبصلها برهبة، ضحكت ياقوت بقوة وقالت_الله، أنتِ خايفة مني يا بت يا شوشو؟!
ربعت إيديها قدام صدرها وكملت_على العموم أنا قولت آجي أشوف صحابي
حبايبي
عشرة عمري
اللي كنا بنقضي العمليات سوا
لحد ما غفلوني ووقعوني مع الحكومة عشان يلهفوا الفلوس هما
اتبدلت نبرتها للحقد في جملتها الأخيرة اللي قالتها وهي بتجز على سنانها وبتبصلهم بقوة وكره رعبهم أكتر
اتلجلج عبدالوهاب وهو بيقول_ياقوت إحنا…
ولكنها قاطعته لما اتلفتتله بحدة_أنتوا إيه؟
طعنتوني في ضهري وضيعتوا ٣ سنين من حياتي عشان فراغة عين
شاورت عليهم بسخرية وعلى الشقة وهي بتقول_بس سبحان الله
لسة معفنين زي ما أنتوا
مبيبانش عليكوا نضافة!
فتحت شادية بوقها عشان ترد عليها ولكنها انتفضت لما برقتله ياقوت وهددتها_إياكي!
كملت وهي بتقرب منهم_أنا جاية اقولكوا كلمتين بس
طبعًا أنتوا عرفتوا بجوازي بأيوب بيه الحسيني عشان كده بتدعبسوا ورايا
عايزة اوضحلكوا بس إن أنا اللي حايشة أيوب عنكوا احترامًا بس للعشرة اللي أنتوا ماصونتوهاش
لكن اقسم بالله، اللي هيفكر يتعرضلي فيكم هخسفه من على وش الأرض
فاهمين!
نهت كلامها وهي بتصرخ فيهم بقوة خلتهم انتفضوا برعب وهما بيهزوا راسهم بالموافقة كذه مرة
كدبت عليهم؟
هي مضطرة
مكانتش عايزة توصلهم إن أيوب ميعرفش حاجة عن تاريخها وإلا هيستغلوا ده لصالحهم وهيحاولوا يبتزوها
فكان لازم تحط حد ليهم
ابتسمت ليهم بتشفي وهي بتنقل نظراتها عليهم من فوق لتحت، وبعدين سابتهم وخرجت وهي بترزع الباب وراها بعنف
نزلت ركبت عربيتها، حطت ايديها على قلبها اللي كان مضطرب وبينبض بعنف وهي باصة قدامها للفراغ، ولوهلة اترقرقت عينيها بالدموع
هي اتغدر بيها واتطعنت في ضهرها
بعد ما كانوا إيد واحدة وشركاء في كل حاجة من وهما صغيرين
اتربوا في حارة واحدة وكبروا مع بعض
حتى دخلوا مجال النصب ده مع بعض وكانوا بينسقوا كل العمليات بينهم
ولكن في النهاية باعوها بعد ما طمعوا في الفلوس وسلموها للحكومة
وسابوها لوحدها لحد ما قضت ٣ سنين بتعاني فيهم في السجن من الظلم والاضطهاد
نزلت دموعها وابتدى جسمها ينتفض وصوت شهقاتها يعلى وهي حاسة إن نفسها بيضيق
رفعت إيديها تدلك رقبتها وهي بترفع راسها عشان تاخد نفس
لوهلة وقعت عينيها على صورة انعكاسها في مراية العربية
عيونها ووشها الاحمر، رموشها المبلولة بالدموع
القهرة والحزن اللي في عينيها خلوها رجعت لوعيها ومسحت دموعها بعنف وهي بتقول جواها
مفيش ضعف تاني
كفاية لحد كدا!
شغلت العربية واتحركت بيها، هي مش هتسكت، وهتاخد حق ال٣ سنين اللي ضاعوا من حياتها بسببهم
ولكن الصبر!
كانت شادية قاعدة على الكنبة وهي حاطة إيديها على خدها، في حين عبد الوهاب بيلف حوالين نفسها وهو بينفخ دخان السيجارة الرخيصة اللي بين صوابعه
اتملكهم الرعب؟
بالفعل
من زمان وشخصية ياقوت قوية عشان كده كانت بتقدر تسلك في أي عملية
فما بالك لما تبقى بشخصيتها دي مع ضهر مسنودة عليه!
هما كده هالكين لا محالة
رفعت شادية عيونها لجوزها وهي شايفة الهم اللي باين على ملامحه وقالت_وبعدين يا عبده؟
زفر الدخان بضيق وقبل ما يرد عليها سمعوا صوت خبط على الباب، اتنفضت شادية بخضة وهي بتبصله برهبة، فطفى عبد الوهاب السيجارة في الطفاية وهو بيزفر آخر أنفاسها وعينه على الباب، وبعدين اتجه بتردد وفتحه
تراجع لورا بعيون متسعة وهو شايفه قدامه
أيوب الحسيني بنفسه!..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قررت تستغل الفرصة وتروح لنوح تقوله إنها مش عايزة تكمل في اللعبة دي وإنها هتقول لأيوب كل حاجة
هي بالفعل فكرت تقوله
هيغضب؟
هيثور؟
هيقولها إنها مجرد نصابة؟
حقه
ولكن برضه مش هتتنازل عن حبها ليه
هي ماضيها مش احسن حاجة وهو كمان ماضيه ميشرفش
يمكن اتقابلوا عشان يصلحوا حياة بعض!
وده فعلاً اللي بدأ يظهر!
بعد ما حالهم اتغير
شخصياتهم ومبادئهم وطريقة حياتهم
هما فعلًا اتخلقوا لبعض!
اتخلقوا عشان يكملوا بعض وكل واحد فيهم يلاقي وطنه اللي كان ضايع عنه وسط توهة الدنيا
نزلت من عربيتها بعد ما ركنتها قدام الڤيلا اللي ساكن فيها نوح
وكإنهم كانوا عارفين بزيارتها فلقتهم بيفتحوا ليها الباب على طول من غير حتى ما يستنوا ياخدوا اذن منه زي كل مرة
بصتلهم باستغراب شديد، ولكنها محطتش في دماغها وكملت لجوا
بطأت من خطواتها لما لقته واقف في بهو الڤيلا مستنيها وهو حاطت إيديه الاتنين ورا ضهره ومشبكهم في بعض
وعلى وشه ابتسامة غريبة
قربت منه فقال بود جديد عليها_نورتيني يا ياقوت
كنت مستني زيارتك
مقلتش نظرات التعجب اللي على وشها بل زادت وهي بتراقب المكان من حواليها خوفًا من إنه كان عاملها كمين
وكإنه قرأ افكارها فضحك بسخرية داراها بسرعة لما قال_متقلقيش مش هأذيكي
رجعت بصتله بدهشة، إداها ضهره وسبقها على السلم وهو بيقول_تعالي ورايا
ولكنها فضلت واقفة مكانها بقلق، فاتلفت ليها وشاورلها بأصرار_يلا!
بلعت ريقها بتوتر وبالفعل طلعت وراه، لقته بيفتح أوضته من أوض الطابق العلوي ودخلها
دخلت وراه وهي بتتأملها بتعجب، لحد ما ثبتت نظراتها على صورة بتجمع نوح ومعاه بنت متعلقة على الحيطة
أول ما لاحظ نظراتها ابتسم وقال_نور
اختي الوحيدة، أصغر مني بسنتين، كانت أيقونة للحيوية، بهجة البيت، مكانش فيه زي روحها أو رقتها
كانت مستغربة علاقتها إيه بالموضوع، ولكنه كمل من غير ما يديها اهتمام بعد ما اتلفت وبص للصورة واتبدلت نظراته للحقد_في يوم قابلت شاب وسيم، الكل بيتحاكي بيه، خطف قلبها من أول نظرة وقدر يوقعها في حبه
عشقته لحد الجنون، كان ممكن تضحي بحياتها علشانه
وهو كان لعوب، عارف بحبها ليه ومشاعرها ممكن توصلها لإيه، قدر يلعب في دماغها واستغلها بورقتين عرفي بعد ما اقنعها إنه هيكتب عليها رسمي لما تخلص مشاكله
وغلطت معاه!
غصة توسطت قلبها وهي عارفة مجرى الكلام رايح لفين، ولكنها اتمنت يبقى توقعها غلط على الأقل المرادي، بصلها نوح وكمل_بعد ما خد منها اللي عايزه واكتفى رماها
والورقتين؟
ولع فيهم قدامها
انهارت لما لقت نفسها حياتها ضاعت بسببه وعلى إيده بعد ما استغل برائتها وسذاجتها ومشاعرها ليه
شافته وهو بيدخل علاقة مع واحدة والتانية وهي واقفة متكتفة بتتحايل عليه بس يستر عليها ويكتب عليها رسمي ويطلقها عشان حتى سمعتها وسمعة اهلها
ولكنه رماها وطردها من قدام بيته!
اللي عدى عليها مكانش هين، نبذ اهلها ليها إنها ضيعت شرفهم
الضرب اللي اخدته
حرمانها من حاجات كتيرة عقابًا ليها
واتحولت نور من بهجة البيت
لواحدة تانية مطفية مفيهاش روح
يدوب بتتنفس بس
كل ده خلاها في الآخر تستقر في مصحة نفسية
عشان بعد كده تقرر تنهى حياتها وترمي نفسها من فوق سطح المصحة
شهقت ياقوت بفزع وهي حاطة إيديها على شفايفها بهلع، مكانتش تتخيل إن الوضع يوصل للدرجادي، قرب منها نوح بملامح جامدة، ولكن عينيه كانت مشتعلة
كانت مليانة غضب وكره كفيل يحرق الكل_وراحت نور
راحت ضحية واحد *****
ضيعها وضيع حياتها وضميره مأنبهوش ولو للحظة واحدة
بل قابل الموضوع بسخرية
اترسمت ابتسامة مرعبة على وشه وهو بيبصلها بنظرات ذات مغزى_يا ترى الشخص اللي حبته ده مين يا ياقوت؟
كانت اعصابها مشدودة، بتتصبب عرق، مش عايزة تعرف
هي متأكدة ولكن الحقيقة هتكون مرة
صعبة
هتهد حاجات كتير كانت بتبنيها!
مال ناحيتها لحد ما انفاسه الملتهبة لفحت بشرتها وكإنه كان بيصفعها بأنفاسه، وهمس في أذنها_أيوب الحسيني….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صوت فرامل قوى دوى صداها في الڤيلا
نزل من عربيته ورزع بابها بقوة واتجه لجوا، كان وشه متجهم، جامد، حاسس بخواء رهيب وألم بيعتصر صدره، مكانش متخيل إن دي الحقيقة
كانت جوا بيته واحدة بوشين
اداها قلبه وروحه
سلمها نفسه وبيته
هد مبادئه وطبيعة حياته علشانها وفي الآخر كدبت عليه!
زيفت اسمها
زيفت حياتها
حتى زيفت سبب وجودها هنا اللي ميعرفش غرضه لحد دلوقتي!
كان ضامم قبضة إيده بقوة لدرجة إنها ابيضت
مش شايف قدامه غير الغدر وإنه طلع مغفل اتضحك عليه وهو كان شايفها بريئة مبتعرفش تكدب!
وبأعصاب مشدودة صرخ بصوت هز جدران البيت_أمـينة!!!!
جريت المسكينة عليه بسرعة وعلى ملامحها الرعب_أيوه يا أيوب بيه؟
جز على أسنانه_ياقوت هنا ولا لأ؟
هزت راسها_لسة مجتش من برا يا بيه
ابتسامة مرعبة شقت ثغره، سابها وطلع على فوق ومنها على مكان أوضتها القديمة
كان لازم يعرف إيه اللي وراها
ليه وقعت في طريقه هو؟
ليه ظهرت قصاده في الملهى تاني؟
ليه لجأتله وهي متعرفوش؟
كان شاكك؟
لوهلة كان شاكك خاصة من عمها المزعوم اللي مكانش عارف يلاقي عنه أي حاجة توصله بيه
بيفتكر كل التفاصيل اللي كانت بينهم من أول ما شافها لحد النهاردة
معقولة كل ده كدب؟
والحب اللي شافوا في عينيها؟
فتح باب الأوضة بعنف ودخل وهو بيشد على شعره بغل
احساس إنه طلع مجرد مغفل مشيت عليه لعبة حقيرة مش مفارقه
لأول مرة يتعلم عليه بالشكل ده!
ويوقع نفسه ضحية مشاعره اللي لأول مرة اتحركت وبسببها لغى عقله تمامًا واتنازل عشان بس قربها!
فضل يدور في كل الأوضة، في شنطها في أي حاجة تخصها يمكن يلاقي حاجة ممكن توصله لحقيقة وجودها، نزل كل الهدوم اللي كانت في الدولاب بهمجية وهو حاسس إنه كل الشياطين تلبسته في الوقت ده
لحد ما شاف كيس قماش جوا الدولاب تحت كل الهدوم اللي كانت موجودة وكان متداري كويس
التقطه بين إيديه باستغراب وفتحه عشان يعرف محتواه بفضول
لحظات واتبدلت ملامح وشه لأخرى مرعبة، ولمعت عينيه بوميض شر بينذر بهلاكها وهو رافع أدوات التجسس اللي قدر يميزهم كويس جدًا وبيقلبهم قصاد عينيه….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية منتصف تشرين) اسم الرواية