رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الحادي عشر 11 - بقلم اية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .
البارت الحادى عشر من رواية 💔 للقلب اخطاء لا تغتفر 💔
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
لا يحب العاشق مرتين ، ولكننى أحبك كلما عبر الصباح نافذتنا ، وتعانــ.قت الظلال لترسمنا ، وغنى الصدى بضحكتنا ، فأنت وحدك من أحبه عن قناعة ، أنت راحتى النفسية
❈-❈-❈
منذ أيام وحمزة يبحث خلف ناصف من خلال معارف ومصادر مقربة ولم يصل لشئ ولكنه تأكد من شكوكه بعد أن أسرع ناصف إلى الجمارك بعد مكالمة الموظف له .
توتره وذهابه دليل استشفه حمزة ضده ولكن يبدو أنه يُؤَمن نفسه جيداً من أن يكشف .
لو تُرك الأمر له لقيّد ناصف وقيّد حاله وإنكبا على متنِ قاربٍ متجهٍ للطرف المنفى من العالم وسيكون هذا عقابهما على ما فعلاه في تلك اللؤلؤة المكنونة .
ها هو يتحدث عبر الهاتف مع إحدى الشخصيات المرموقة يسأله عن ناصف والأخر يجيب مردفاً بمكر ودهاء :
– متدورش ورا ناصف يا حمزة ،،، ناصف شغله سليم وهو مش زي منصور أخوه ،،، متقلقش أختك وأولادها في أمان .
أغلق معه حمزة وزفر بضيق ،،، لقد تحدث مع معظم معارفهم ومعارف سالم الجواد المشتركين بينهم على أن يخبره أحداً بأى معلومة يبحث خلفها ولكن دون جدوى .
أغلق معه الرجل وقام على الفور بالإتصال على سالم الذي أجاب بترقب :
– أهلاً يا تحسين باشا ،،، أخبارك إيه يا راجل .
أردف تحسين بترقب :
– أنا كويس يا سالم ،،، بس حبيت أحذرك ،،، إبنك بيحاول يجمع معلومات عن شغل ناصف ،،، وكدة مش صح ،،، خلى إبنك يبعد عن السكة دي أحسن له .
زفر سالم وأردف متسائلاً :
– هو كلمك إنت كمان ؟
أردف تحسين :
– أيوة لسة قافل معايا حالاً ،،، أنا لأنى بحبه خايف عليه ،،، خليه بعيد عن الطريق ده .
زفر سالم وشرد قليلاً ثم أردف بضيق :
– تمام يا تحسين ،،، أنا هتكلم معاه .
أغلق معه ووقف على حاله يتجه لمكتب حمزة مندفعاً ،،، دلف وأغلق خلفه يطالع إبنه الشارد ويردف بحدة وغضب :
– فهمنى بالضبط إيه اللى إنت عايز توصله ؟،،، قاصد إيه من عمايلك دي ؟
نظر لوالده بإستفهام وشك ثم تساءل بترقب :
– عملت إيه يا بابا ؟
إتجه سالم يجلس ويقابله مردفاً بتحذير :
– أبعد عن ناصف يا حمزة ،،، ملكش دعوة بيه نهائي ،،، بطل تدور وراه .
ضيق عيــ.نيه وأردف بترقب :
– ليه ؟ ،، هو حضرتك تعرف عنه حاجة ؟
توتر سالم قليلاً ثم أردف بحدة :
– وانت مالك وماله ؟،،، عايز تعرف معلومات عن شغله ليه ؟،،، مانت عارف شغله كويس .
رفع حاجــ.بيه وتابع بترقب :
– بس عصبيتك دى يا بابا تأكد شكوكى !
وقف سالم ومال على المكتب يضع كفيه عليه ويقرب وجهُ من إبنه قائلاً بفحيح غاضب :
– أوعى تكون راسم جواك أوهام ومفكر إنك هتحققها ،،، تبقى بتحلم يا حمزة ،،، خلاص كان زمان وانتهى ،،، إنت دلوقتى متجوز وقريب هتبقى أب .
أعتدل يقف يطالع عيــ.نه الحزينة ثم تابع محذراً بقوة :
– أوعى تفكر إن جوز أختك مات في حادثة ؟،،، الطريق اللى إنت عايز تدخــ.له ده أخرته مــ.وت ،،، وأنا مش هسمحلك تخطى فيه لو على جثــ.تى .
جحظت عين حمزة وفرغ فاههُ لثوانى وعقله ذاهل ثم تساءل بصدمة :
– قصدك ايه ؟،،، حادثة منصور مُدبرة ؟،،، إنت كنت عارف حقيقته ؟،،، كنت عارف وجوزته بنتك ؟
نظر لإبنه بتمعن ثم هز رأسه وجلس مرتد يردف بصدق وشرود :
– لا يا حمزة ،،، مش للدرجادى ،،، سناء بنتى ،،، أنا كل اللى أعرفه عنه وعن أهله إنهم شغالين في إستراد وتصدير الأغذية ،،، وأغلب السوق بتاعنا عارف كدة ،،، بس منصور هو اللى عَك الدنيا واتفق مع ناس من برا عرفوا يوصلولوا وإختاروه هو بالذات ،،، وطبعاً محدش عرف عن شغله ده حاجة خالص غير متأخر ،،، وقتها كلمته يطلق سناء بس هو هددنى بيكوا .
إستمع له وتذكر القهر الذى عاشته شقيقته لسنوات ثم نظر لوالده بألم وأردف بترقب :
يعنى أختى كانت كبش الفدا اللى ضحيت بيه علشان خاطرنا ؟ ،،، سبتهاله يا سالم بيه ؟
نظر سالم لإبنه بذهول ثم وقف يردف بحدة وغضب ويعود لعهده :
– إنت متخلف ؟،،، بقولك هددنى بيكوا وبيها ،،، ده واحد راح سلم روحه للمافيا وبإتصال واحد منه ليهم يقدروا يخلصوا على أي حد هو عايزه ،،، كنت عايزنى أعمل إيه ؟،،، ضمنت حياتكوا كلكوا بأنها تبقى على ذمته ،،، تبقى عايشة معاه أحسن ما تموت هى وانتوا .
زفر بقوة ثم رفع سبابته يردف بتحذير وغضب :
– إسمع إما أقولك ،،، إبعد عن ناصف وسكته ،،، صحيح هو غير أخوه بس يا عالم الناس دي وصلوله ولا لاء ،،، أنا مش مستغنى عن حد فيكم ،،، أنا بحاول بكل قوتى أكبركم وأزيد قوتكم واربطكم بمعارفي ومش هسمحلك تدخــ.ل نفسك في متاهة الناس دي ،،، فاهم ؟
شرد يتطلع على والده بصمت ،،، كيف لن يدخــ.لها وأغلى إثنتين لديه مقيدتان في حلقاتها أحداهما شقيقته والآخرى ملكة قلبه .
ألتمعت عيــ.نه وأردف بصوت مختنق متسائلاً بترقب :
– وأختى ؟ ،،، هنسيبها ؟،،، وأولادها اللى ناصف عمهم ؟.
أردف سالم بقوة :
– أختك انا مأمنها كويس ،،، كل الحراسة اللى عندها دي مسلحة وعيــ.ونهم وسط را سهم ،،، أنا قولتلها تيجي تعيش معانا بس هي رفضت ،،، ومع ذلك هى في أمان ،،، وعمرهم ما هيهددوا ناصف بأختك ولا أولادها ،،، هما بيدوروا على نقطة ضعف أي واحد تبعهم ،،، واختك وأولادها مش نقطة ضعف ناصف .
شعر بقبضة تلتف حول رقبــ.ته تخــ.نقه ،،، إذا حبيبته هى المستهدفة ،،، شهق وزفر بقوة ثم أردف يومئ بغموض :
– تمام يا بابا ،،، هبعد زي ما إنت عايز ،،، المهم أختى تكون بخير .
نظر له سالم بشك لثوانى ثم أردف محذراً :
– حمزة ! ،،، بلاش تهد اللى ببنيه ،،، متخلنيش أتصرف تصرف مش هيعجبك .
إبتسم ساخراً ثم أومأ يردف بعيون لا يظهر فيهما ما ينوى فعله فلم يعد حمزة السابق المطيع مردفاً :
– أطمن يا سالم بيه ،،، مش هسأل وراه خلاص .
زفر سالم بأطمئنان ثم أومأ يردف بترقب ليشغله عن أي فكر آخر :
– أنا سألت على الراجل أبو البنت اللى أخوك عايزها ،،، طلعوا ناس كويسين ،، بس ده ميمنعش أنى لسة قلقان منهم .
نظر له حمزة وأردف بهدوء لعلمه أن والده شبه مقتنع :
– متقلقش يا بابا ،،، حدد بس معاد ونروح نخطبهاله ،،، خلي حد فينا يفرح يا سالم بيه .
نظر لأبنه بقوة ثم إندفع للخارج بصمت وترك حمزة يفكر ،،، زاد إصراره لخلاصها ،،، لن يتركها بعد كل ما سمعه ،،، لن تكون نقطة ضعفِ أحداً غيره.
❈-❈-❈
في اليوم التالى
وبعد تفكير شغل عقله وجعله يترك العمل والطعام والراحة ليجد حلاً يخلصها قرر ما نواه .
جالساً خلف مكتبه ثم تناول هاتفه الخاص وهاتف مهندس الإلكترونيات الخاص بالشركة والذى يكن له الود حيث كانا صديقين دراسة .
أجاب مؤمن عليه يردف بترقب :
– حمزة باشا ؟.
أردف حمزة بهدوء :
– أزيك يا مؤمن ،،، عامل إيه ؟
أردف الآخر بود :
– بخير الحمدلله ،،، أؤمر يا حمزة ،،، عايزنى في مصلحة مش كدة ؟
أبتسم حمزة وأردف بإعجاب :
– طول عمرك ذكى ،،، مخك إعداداته شغالة على مستوى عالي .
ضحك مؤمن وأردف بمرح ليشاكسه :
– ربنا يستر عليا ،،، شكلى هعطل بعد الكلمتين دول .
ضحك حمزة بخفوت ثم أردف :
– لاء مش عايزك تعطل دلوقتى ،،، أقضي لي الطلب ده وبعدين على الله حكايتك .
ضحك مؤمن يردف بعتاب محبب :
– شكراً يا صاحبي ،،، يالا قول يا باشا طلباتك أوامر .
تحمحم حمزة وأردف بترقب وحذر :
– عايز microphone ،،، من النوع السحرى ،،، اللى بيستعملوه في التصــ.نت ،،، أهم حاجة يكون حجمه صغير جداً ومن غير أي أسلاك ،،، والأهم من كل ده إن الموضوع ده ميخرجش بينا إحنا الأتنين .
تنهد مؤمن بعمق لثوانى ثم تساءل بتوتر :
– ناوى على أيه يا حمزة بيه ؟،،، أنت عارف إن ده موضوع صعب أوى ،،، ولو سالم بيه عرف مش بس هيطردنى من الشركة لاااا ده هيقطع عيشي من أي مكان تانى ،،، ده غير إن الحاجات دي تدبيرها صعب .
تنهد حمزة بضيق وحزن لحال والده ثم أردف مطنئناً :
– إطمن يا مؤمن ،،، محدش هيعرف ،،، وعارف إنك قدها ،،، هتهولى إنت بس وهقولك تسيبهولى فين ،،، وبعدها إنت برا الموضوع ده تماماً .
أردف مؤمن بقليل من الراحة :
– تمام يا حمزة بيه ،،، هجبهولك ،،، بس هو غالى شوية.
أردف حمزة بحماس :
– مافيش أي مشكلة ،،، هبعتلك حالاً مبلغ على حسابك ،،، تسحبه ولما تجيبه هتكلمنى ،،، وخد بالك من عيون سالم بيه وشوقي بيه اللى جوة الشركة .
أومأ مؤمن يردف بترقب:
– تمام ،،، ربنا يستر .
أغلق معه وشرد حمزة يفكر فيما ينوى ،،، إن تمت خطته كما ينوى سيخلصها .. هذا هدفه الأهم الآن .
❈-❈-❈
بعد يومان .
أخذ حمزة موعد مع ناصف ليقابله في مسألة عمل والآخر وافق على مضض .
أما مها فمنذ حوارها الأخير مع حمزة الذى تجنبها تماماً وهى تفكر وتخطط وتتآكل غضباً وكل سبلها تؤدي إلى وجهة واحدة وهى إنتقامها من إبنة السائق هذه وعدم السماح لها بالراحةِ أو الهدوء ستجعلها تعانى كما تعانى هي الآن وستحصل على حياتها مع حمزة وستحقق جميع اهدافها واحداً تلو الآخر والخسارة ستكون لريتان .
وحال ريتان تلك الجميلة المخطأة التى أسرعت لتعبر طريق الكرامة والكبرياء متجاهلة شاحنة الغموض التى أصطدمت بها بكل قوة وكشفت عن وجه ناصف الحقيقي .
أخطأت في حق نفسها وبشدة ،،، الآن تتمنى لو تعود للوراء لتصلح ما افسده تسرعها وقلبها ولكن هل يفيد البكاء على اللبنِ المكسوب ! .
❈-❈-❈
بعد تفكير عميق من سالم في حديث إبنه حمزة وبعد سؤاله عن عائلة كاريمان قرر آخيراً أن يرضخ لرغبة إبنه مراد .
نعم سعدَ كثيراً بخبر حمل مها ولكنه لم يرى الفرحة في عين إبنه حمزة ،،، لذلك سيتهاون قليلاً معهما حتى يضمن ولائهما له .
اليوم سيذهب مع أبنيه حمزة ومراد ليطلب يد كاريمان لأبنه رسمياً .
تلك الزيارة التى ستسعد قلب مراد كثيراً ،،،، الجميع سعيد ،،، الكل متأهب ،،، حتى حمزة لأول مرة يشعر بالفرح لأجل شقيقه .
أما كاريمان فقررت مهاتفة ريتان وأخبارها بالأمر بعدما تم أخذ الموعد من والدها ،، لا تعلم كيف ستستقبله ولكن حتماً عليها إخبارها .
رن هاتف ريتان التى تقف بشرود في مطبخها تحضر كوباً من مشروب النسكافيه الساخن .
تناولته وتنهدت تجيب بحذر لعلمها أن ناصف يستمع إلى جميع مكالماتها :
– أهلا يا كارى أزيك ؟
تحمحمت كاري وأردفت بتوتر :
– ريتان ؟ ،،، عاملة أيه يا حبيبتى ؟
أجابتها بهدوء ونبرة باتت حزينة :
– أنا تمام الحمد لله ،، طمنيني عنك ،،، أنا أسفة مردتش على مكالماتك اليومين اللى فاتوا لأن الفون كان silent مكنتش بسمعه .
أردفت كارى بترقب وتوتر :
– ولا يهمك ،،، أنا بس حبيت أفرحك إن فيه النهاردة ناس جايين يطلبونى .
انفرجت أساريرها وشهقت بسعادة حقيقة منذ زمن لم تشعر بها مردفة :
– بجد يا كارى ؟ ،، ألف ألف مبروك يا حبيبتى ،،، لو تعرفي حقيقي الخبر ده فرحنى جداااا .
تنهدت كارى بقوة ثم أردفت :
– كنت عارفة إنك هتفرحي .
أردفت ريتان بابتسامة حقيقية :
– طبعاً يا كارى ،،، أنتِ مش صاحبتى إنتِ أختى وعشرة عمرى ،، قوليلي بقى مين العريس ؟
زفرت كارى بقوة وصمتت لثوانى فنادتها ريتان بتعجب متسائلة :
– كارى سمعانى ؟
أردفت كارى بترقب وقلق :
– مراد يا ريتان ،، مراد الجواد .
لكمة عنيفة ضربت يسارها فتألمت من وسط سعادتها وباتت لا تعلم أتفرح أم تتألم ،،، باتت في حيرة وتشتت ،،، صمتت لثوانى فتابعت كارى بحزن لأجلها :
– ريتان لو سمحتِ قولي أي حاجة ؟
أعتصرت عيــ.نيها وسحبت أنفــ.اسها كمن يسحب دلواً ممتلأً بالماءِ بحبلٍ هش من بئر عميق وانتبهت للحديث الذى سيأخذ مجرى آخر وسينكشف أمرها لذلك أظهرت السعادة وأردفت مجبرة :
– أنا فرحنالك جداً يا كارى ،، بجد فرحانة أوى إنك هتتجــ.وزى إنسان بيحبك ،،، بس أنا أسفة هقفل معاكى لأن بابا بيرن ع ال waiting .
أغلقت معها سريعاً ورفعت رأسها للأعلى تحجب دموعها وتمنعها من السقوط ،، ولكن دموعها أبت أن تظل حبيسة ،،، بل أعلنت تحررها وسالت من مقلتيها ،، إذا الأمر لم يكن فرق طبقات أو عدم تكافؤ إجتماعى مثلما سمعته ،،،
إذًا هى المقصودة ،، هى بذاتها التى لم تكن مناسبة له ولعائلته ،، هى ريتان حمدى إبنة السائق ،، كان عليها أن تتصالح مع تلك الحقيقة منذ زمن ،،، كان عليها أن لا ينبض قلبها له يوماً ،، كان يتوجب أن تبحر بقاربها الصغير في بحيرتها الآمنة وتبتعد عن شلال الطبقات الذى ألقاها بقوة في المحيط فغرقت في عشقه للأبد ،، توهمت بعينه ونظرته برغم أنها درست منذ صفها الأول أن الثعلب مكار يخدع فريسته بنظراته البريئة ،،، أطمأنت له وشعرت بجاوره بأمان العالم يحتــ.ويها برغم أنها تعلم جيداً أن الأفاعى تحتــ.ضن فريستها قبل أن تقــ.تلها ،،، ليس هو الظالم لها ،، هو لم يعدها بشئ ،،، بل هي من ظلمت نفسها ،، هى المذنبة الأولى والأخيرة ،، ولكن كيف ؟ ،، حتى شقيقته لاحظت حبه وتسائلت ؟ ،،، لااا ،،، لم يكن حباً ،، يبدو أنه كان إستمتاع واستغلال .
زفرت بقوة ومدت كفها تزيل دموعها بعنف ،،، وتلتفت تتناول الكوب المعد لصبِ مشروبها ثم قامت بألقائه بقوة على ارضية المطبخ الرخامية فتهشم إلى قطع صغيرة كحباتِ السكرِ وروحها .
❈-❈-❈
ذهب سالم مع حمزة ومراد إلى منزل سمير عبد العال والد كاريمان على مضض ولكنه مضطر .
بعد الترحاب يجلسون جميعهم في غرفة الصالون الراقية والنظيفة ذو رائحةٍ عطريةٍ مريحة للنفسِ ،،، يجلس سالم بينهم بتعالى ووجهٍ بارد ويجاوره مراد تقفز من عيــ.نيه السعادة وحمزة يجلس برتابة وهدوء وتواضع كعادته .
رحب والدها وشقيقها حسن بهم بينما أردف حمزة وهو يميل على والده ليتحدث :
– بابا ،،، قول حاجه !.
نظر سالم لإبنه بضيق ثم زفر ونظر لسمير والد كارى وأردف بنبرة متعالية :
– أكيد سبب زيارتنا معروف يا أستاذ سمير ،،، إبنى حب بنتك وصمم عليها ،،، فإحنا جايين نخطوبهاله .
صمت ينظر لحمزة بتكلف يشعر أن الكلمات ثقيلة على لســ.انه ولاحظ ذلك حسن شقيق كارى فتابع حمزة مسرعاً بنبرة لينة يصحح الوضع :
– فعلاً مراد صمم عليها ،،، لأن الآنسة كاريمان طول فترة تعليمها لأولاد أختى وهى كانت مثال للبنت الخلوقة الملتزمة .
هنا شرد في حبيبته البعيدة ،،، تذكرها وهى تطالعه بإستحياء ،، بخجل زادها جمالاً ،،، بعيون لامعة حرم من نظرتها .
التقط نفساً عميقاً ثم تابع بعدها بأبتسامة شاردة كأنه يتحدث عن نفسه ويصحح ما قاله في الماضي :
– وأحنا مش هنلاقى أحسن منها تناسب عيلتنا .
التفت فوجد مراد يطالعه بتمعن فعاد ينظر لهم وتحمحم يكمل :
– فإحنا جايين نطلب إيــ.دها على سنة الله ورسوله لأخويا مراد .
تحمحم حسن ونظر لوالده الذى أبتسم بطيبة بينما يجلس سالم على أسلاك شائكة حانق على الجميع ولكن عليه أن يرضخ قليلاً لأجل ولديه .
أردف سمير برتابة وطيبة :
– إنتوا على دماغنا يا سالم بيه إنت وحمزة بيه ومراد ،،، ونسبكم شرف لينا ،،، وزى ما رسول الله صلِّ الله عليه وسلّم قال ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) وإحنا سألنا على الأستاذ مراد وحضراتكم سمعتكوا طيبة ،،، فأنا معنديش أي مانع من الأرتباط ،، وبنتى سألتها وهى موافقة الحمد لله ،، فخلونا نتوكل على الله ونقرأ الفاتحة .
هنا أطلقت والدة كارى زغروطة من الخارج وأنتفض مراد بسعادة وحماس وربت حمزة على ظــ.هره بدعم وسعادة لأجله بينما نظر لهما سالم وعندما رآى سعادتهما لا يعلم لما هناك جزء داخــ.لى إستكان فتنهد مستسلماً لرغبتهما ولانت ملامحه قليلاً بطريقة لم يلاحظها أحد .
جاءت كاري بعد قليل تخطو بحياء ووجنتين متوردتين من شدة خجلها ،،، تنظر أرضاً بخجل فوقف شقيقها يتجه اليها ويتمــ.سك بها ليقدمها ويدعمها بحنو وحب .
طالعها مراد بسعادة رفرفت قلبه وجعلته يحلق ،،، وآخيراً تحققت أمنيته وستصبح من تمناها من نصيبه ،،، أخيراً سيتنهد بإرتياح بعد انفــ.اسه المعذبة ،، سيحيا معها حياة مفعمة بالحب والشغف .
أما حمزة فلا يعلم لما رآها ريتان ،،، منذ دلوفها وهو يتخيلها هي ،، خطواتها الخجولة وهيأتها تشبهها لدرجة أنه تخيل حاله هو من يتقدم لطلبها ،،، فجأة لانت القبضة التى تعتصر قلبه لمجرد تخيله ،،، أنزاح إختناق صــ.دره قليلاً معتقداً أنها عفت عن ما قاله في الماضي .
أفاق من أفكاره عندما أردف سمير بحنو :
– تعالى يا كاريمان سلمى على عمك سالم وحمزة ومراد .
وصلت اليهم ورحبت بهم ووقف مراد يستقبل ترحيبها بسعادة ولهفة وهى تبادله بخجل وتوتر ولكن داخــ.لها سعادة حالمة ،،، فهو أثبت لها حبه وتخطى صعاب عائلته ،،، اتجهت تجلس بجوار والدها ورفعت عيــ.نيها تطالعه بهدوء فوجدته لم يزح عيــ.نه من عليها ،،، لا تعلم لما ألتفتت تطالع حمزة الذي وجدته ينظر لشقيقه بسعادة ،،، حانقة عليه ولكن داخــ.لها يردد لو كان يحبها بحق لفعل مثلما فعل شقيقه ،،، يبدو أن صديقتها كانت تتوهم حبه ،، تنهدت بقوة وبدأوا جميعم قراءة الفاتحة وأتفقوا وحددوا موعد الخطبة القريب .
❈-❈-❈
في اليوم التالى وبعد تحديد موعد ذهب حمزة إلى شركة السوهاجى ليقابل ناصف .
دلف مكتبه فوقف ناصف يرحب به مردفاً بترقب ونظرة ثاقبة تخفى كرهاً وُلد منذ أن رآى تلك الصور :
– أهلاً يا حمزة بيه ،،، نورت .
أبتسم حمزة بتكلف وأردف بهدوء وترقب وهو يجلس :
– شكراً يا ناصف ،،، إيه رأيك ندخــ.ل في الموضوع علطول ! .
تنبه له ناصف بتعجب وأردف بترقب :
– أكيد ،،، شكلك مستعجل .
تنهد حمزة وأردف يتابع :
– أنت أكيد عارف أن أسهمى كلها محدودة في شركتنا بس وإنى من صغرى متفانى في شغلى مع عيلتى ،،، بس مؤخراً حابب يكون ليا تجربة جديدة في مجال جديد بعيد عن العيلة ،،، وبصراحة فكرت ولقيت إن مجال الاغذية كويس جداً ،،، وملقتش أحسن منك في المجال تعرفنى أكتر عنه وتقولى إيه سلبياته وايجابياته .
طالعه ناصف بغموض وشك ،،، ليته يستطيع أن يقــ.تل هذا الخائن الذى يدعى الود ،،، أيأتى ويتطلع عليه هكذا دون خجل ؟،، يفكر ويردد داخــ.له ماذا أحبت فيك يا جبان ،،، كان من المفترض أن تعشقنى أنا بعد ما قدمته لها .
تسائل حمزة بترقب عندما لاحظ شروده :
– ناصف إنت سامعنى ؟
تنبه ناصف فتنهد وأردف يخفى كرههُ خلف إبتسامته :
– أكيد سامعك ،،، وبفكر في كلامك ،،، بس قولي الأول تشرب إيه ؟
أبتسم حمزة وأردف بخبث :
– خليني آخد قهوة سادة .
طلب لهما فنجانين قهوة بينما أخرج حمزة هاتفه الذى رن ويردف بترقب :
– بعد أذنك هرد ع المكالمة .
أومأ له ناصف بينما وقف حمزة يتجه للنافذة الزجاجية ثم توقف أمامها يوالى ناصف ظــ.هره ثم وببطء شديد أخرج من جيبه microphone صغير الحجم أحضره له مؤمن ثم قام بلصقه أسفل حافة النافذة المعدنية وادعى الحديث في الهاتف دون أن يلاحظ ناصف .
ثبتها بيدٍ قوية ثم إلتفت يعود بعدما أنهى المكالمة التى أعدها مسبقاً مع مؤمن واتجه يجلس مكانه وبدأ يتحدث مع ناصف عن أمور خاصة بالعمل وتناول قهوته وغادر على الفور دون أي إثارة شكوك حول زيارته .
❈-❈-❈
تجلس ريتان في شقتها مساءاً تنكمش على الأريكة وأمامها يعرض مسلسل تليفزيونى غافية هي عنه تفكر بشرود كيف تتخلص من هذه الزيجة دون أي أذى يمــ.سس عائلتها .
فُتح باب شقتها ودلف ناصف يتبعه حمدى وجميلة اللذان تعجبا من قفل الباب ونظرا لبعضهما .
وقفت ريتان متفاجئة بهما وركضت إليهما بسعادة كأنها معتقلة أتيا لزيارتها .
اردفت بلهفة وهى تعــ.انق والدتها ثم والدها :
– إيه المفاجأة الحلوة دي ؟
نظر حمدى لملامح إبنته الباهتة وطالعها بتعجب يردف وهو يتطلع على ناصف تارة وعليها تارة :
– مالك يا ريتان ؟ ،،، مالها بنتى يا ناصف ؟
نظر ناصف بمغزى لريتان وأردف مبتسماً بمكر :
– أهو أنا بقى يا عمى جبتك أنت وطنط جميلة تعرفوا مالها ،،، ريتان من وقت حكاية الحمل وهى علطول كدة ،،، أنا بقيت أخاف عليها جداً ،،، كل شوية تقولي أتجوز وطلقنى وأنا منفعكش ،،، لدرجة إنى بقيت أقفل الباب خوف لتمشي وتسيبنى ،،، إتكلم معاها يا عم حمدى وفهمها إنى بحبها وعايزها هى والمشكلة دى هنلاقي لها حل أكيد ولو مش هنا هيبقى في فرنسا .
صُدما حمدى وجميلة ونظرا لبعضهما ثم نظر له حمدى وأردف متسائلاً :
– فرنسا ؟ ،،، يعنى إيه يابنى ؟
إبتسم ناصف وإتجه يجاور ريتان الصامتة تماماً ويلف ذر اعه حول خــ.صرها يقربها منه مردفاً بترقب وحب زائف :
– أنا وريتان قررنا نسافر فرنسا فترة بسيطة ،،، تغيير جو وبالمرة نشوف هناك مشكلة الحمل دي ،،، مع إنى مستكفى بيها هي بس ده علشان خاطرها هي .
نظر حمدى لإبنته الساكنة وأردف بترقب وحزن لملامحها :
– وانتِ موافقة يا حبيبتى ؟
نظرت له قليلاً ثم نظرت لناصف الذى يبتسم لها بخبث ويضغط بأصــ.ابعه على خــ.صرها كتحذير فتنهدت بقوة وعادت تنظر لوالدها ووالدتها وترسم إبتسامة على ثغرها مردفة بإيماءة بسيطة :
لسة بفكر يا بابا ،،، هى تجربة جديدة وقلقانة منها شوية ،،، بس أطمن لها وهاخد القرار أكيد .
غضب ناصف من حديثها ولكنه لم يظهر ذلك وفك قيده من حول خــ.صرها بينما جلسوا جميعهم وأردفت جميلة بحنو :
– مابلاش حكاية فرنسا دي يا ناصف يابنى ،،، أنا ميهونش عليا ريتان تبعد عنى ،،، مش كفاية أننا في بلد واحدة أهو ومش بشوفها غير كل فين وفين .
تنهد ناصف بقوة ثم أردف بغموض وهو يطالع ريتان :
– قومى يا حبيبتى هاتى ضيافة لأهلك .
نظرت له بترقب ثم تنهدت ووقفت تتجه للمطبخ فنظر هو لهما وأردف بودٍ زائف وخفوت :
– أنا بدور على سعادتها ،،، هى حاسة إن الموضوع فارق معايا مع إنى بحــ.سسها غير كدة خالص ،،، بس أنا يا عمى مش هقدر أن ريتان تبعد عنى أو تسيبنى بسبب حاجة زي دي ،،، فخلينا نسافر ونجرب ،،، أنا أعرف هناك مستشفى ممتازة متخصصة في الأمور دي ،،، ومتقلقوش أكيد دايماً هنكون على تواصل معاكم .
أطمئنت جميلة قليلاً لظنها أن إبنتها ستتعالج ولكن حمدى لم يطمئن ،،، يشعر أن هناك أمرٍ سئ ولكن يبقى إحساسه مجرد شعور داخلى لا يمت للحقيقة بصِلةٍ .
بعد ساعة أو أكثر غادر حمدى وزو جته واتجهت ريتان تؤدى فرضها متجنبة وجوده .
إنتهت واتجهت لغرفة أخرى لتنام بها ولكنه لم يتركها بل تبعها حيث ذهبت ووقف أمامها وهى تستعد لتصعد الفراش مردفاً بترقب وهدوء كأنه لم يعنفها يومياً :
– إنتِ هتنامى هنا ليه ؟ ،،، ولا مرة عملتيها من وقت جوازنا ؟ ،،، أرجعى اوضتنا يا ريتان .
نظرت له بتعجب وذهول ،،، أنسيَ ما فعله بها ؟ ،، كيف ستأمنه على نفسها وتنام بجاوره مرةً أخرى .
هزت رأسها وأردف بخوف :
– مش هينفع ،،، بعد اللى إنت عملته مش هينفع ،،، أنت عارف إنى عايزة أطلق .
حاول جاهداً التحكم في حالته التى لو حضرت لا يعلم عواقبها وهو يتقدم منها وهى تطالعه بخوف وتقف بجــ.سد مهزوز ثم توقف أمامها يرفع يــ.ده يزيح خــ.صلاتها إلى الوراء ويطالع ملامحها بعمق وتمعن مردفاً بفحيح وترقب :
– هينفع ،،، لأنى مش هطلقك ،،، متخلنيش أرجع تانى للوش اللى بحاول أدفنه ،،، أنا معاكى بحاول أنسى اللى كنت ناوى أعمله وأبدأ صفحة جديدة وده مش طبعى ،،، بس علشانك بحاول .
كانت تنظر للأسفل لا تقوى على النظر لعــ.يناه التى باتت تخيفها فتنهد وزفر يردف وهو يبعد يــ.ده عنها عندما لاحظ أرتعاشتها :
– تمام ،،، مش هضغط عليكي ،، هسيبك فترة تهدى ،،، ومن دلوقتى لحد ما نسافر فرنسا هنبدأ حياة جديدة مع بعض .
رفعت نظرها إليه تطالعه بعــ.يون مترجية وأنــ.فاس مسلوبة تحاول إلتقاطها مردفة بترقب لتحاول تفاديه :
– تمام يا ناصف بس سيبنى دلوقتى لو سمحت .
تنهد بضيق وأومأ عدة مرات ثم إندفع للخارج مجبراً ،،، يفكر في القادم ،،، باقي وقتٍ قليل وسيأخــ.ذها ويغادر وهناك سيفعل ما يحلو له معها ولن يتركها .
❈-❈-❈
بعد يومان ظل فيهما حمزة يتابع بتخفى أى حديث لناصف قد يكون حجة ضده .
زفر بيأس فجميع مكالمات ناصف الفائتة فحواها الأعمال الرسمية والإجتماعات لذلك كان لا يستمع إليها ،،، هو يبحث عن شئ معين .
ها هو يستمع لرنين هاتف ناصف عبر الميكرفون المتصل على حاسوبه من خلال مؤمن .
إتجه حمزة مسرعاً يغلق باب مكتبه عليه وعاد يجلس خلف مكتبه ويضع السماعة فوق رأسه وترقب التنــ.صت جيداً .
فتح ناصف الخط وخطى يجيب بإتجاه النافذة مردفاً بالفرنسية :
– ألو Bonjour
– ستصل خلال أسبوع Il arrivera dans une semaine
– لا داعى للقلق فقد رُتب كل شئ Pas besoin de s’inquiéter j’ai tout arrangé
– حسناً سوف أخبرك بالمستجدات Eh bien, je vous dirai ce qui se passe .
أغلق ناصف وقام بالاتصال على مساعده الشخصي يردف .
ألو ،،، جمع الرجالة وأستنانى في مخزن الأغذية القديم بعد شوية .
أغلق الخط وتطلع للأمام من النافذة يتنهد بقوة ،،، هو على وشك تنفيذ أكبر مهمة في حياته قبل أن ينهى تلك الأعمال هنا ،،، لن يسمح بأقل الأخطاء .
صُدم حمزة من ما سمعه ،،، ظل ثابتاً مكانه يستوعب أن ما يحدث حقيقي ،،، مؤكد هناك أمر غير قانونى ،، وهذا هو المطلوب تماماً .
وقف مسرعاً يتناول أغراضه من فوق سطح مكتبه ويغادر ،، يعلم جيداً مكان هذا المحزن القديم الخاص بأغذية شركة السوهاجى لذلك سيذهب ويحاول التقاط أي شئ يفيده في تنفيذ خطته .
❈-❈-❈
بعد حوالى ساعة كان حمزة يقف في مكان قريب متخفى بعيداً عن الأنظار حتى سيارته أخفاها بعيداً ..
يقف يراقب ويرى رجال ناصف يتجمعون في إنتظاره ،، وصل ناصف بعد دقائق إليهم وترجل من سيارته يلتفت حوله لذلك أخفض حمزة رأسه يتخفى جيداً .
فتح حمزة هاتفه وقام بتشغيل مقطع فيديو صوتى وبدأ يسجل ما يحدث أمام عيــ.نه بأنــ.فاس متأهبة .
أتجه ناصف إلى رجاله يردف بهدوء مخيف بدون أي مقدمات :
– شحنة الأغذية هتوصل كمان أسبوع ،،، وطبعاً البضاعة المرة دي غير كل مرة ،،، المرة عبارة عن ( فنتانيل ) ودى أول مرة تدخل عن طريقنا ،،، هتكون كلها في أرضية الصناديق متوزعة بطريقة مستحيل حد يكشفها ،،، مطلوب منكم تخلصوا أوراق الجمارك في أسرع وقت ،،، لازم تتوزع على رجالتنا قبل نهاية الشهر ،،، نسبة الغلط 0٪ ،،،، فاهمين ؟
أردف أحدهم متسائلاً بقلق :
– طيب ولو حصل زي المرة اللى فاتت يا ناصف بيه وواحد مننا كان هيتاخد ؟
طالعه ناصف بعيون مظلمة وأردف بأبتسامة مخيفة :
– اِدعي ميحصلش ،،، لأن اللى هيتقبض عليه حتى لو أتسجن تحت الارض هوصله قبل ما ينطق بحرف ،،، البضاعة دي تساوى حياتى وحياتكم قبلي ،، ومش هقبل بأي خطأ .
طالعه الرجل بخوف وأومأ بصمت فنظر لهم ناصف نظرة أخيرة قبل أن يلتفت يخطو ويستقل سيارته ويغادر فهذا هو لقاء تلك الأعمال لا يتعدى الدقيقة أو الاثنين وربما أقل .
أما حمزة فيقف يحمل هاتفه الذى ما زال يسجل ،،، صدمته جعلته يتجمد ،،، نعم كان يشك في أمره ولكن يبقى الشك مجرداً من التأكد ،، قاتــ.ل وتاجر مواد مخــ.درة ؟ ،،، أيعقل ؟ ،،، الآن ليس عليه حماية ريتان فقط ،، بل لديه واجب آخر تجاه بلده .
أوقف الفيديو ودثر هاتفه جيداً ونزل يغادر ببطء من حيث أتى بعدما غادر الرجال .
❈-❈-❈
عاد حمزة إلى جناحه ليلاً بعد مدة قضاها بمفرده يفكر في ما سيفعله ويحسب خطواته جيداً ،،، دلف بملامح متهكمة وصمت ولم ينظر لتلك الجالسة تعبث بحاسوبها كالعادة .
تطلعت عليه بترقب إلى أن مر متجهاً للحمامِ بهدوء بعدما تناول ملابسه ،،، دلف وأغلق خلفه وأتجه يبدل ثيابه ،، خلع جاكت بدلته وألقاه في سلة الغسيل ثم فك أزار قميصه الأبيض وكاد أن ينزعه ولكنه تفاجأ بها تفتح باب الحمام وتولج للداخل بتردد متجهة إليه لتنفذ ما خططته مع والدتها وتبدأ باللعب على غريزته لتحصل على سيطرتها عليه مثلما تفعل والدتها مع والدها .
توقف عن خــ.لع قميصه وطالعها بضيق يردف بتعجب :
– خير ؟
توقفت أمامه وأبتلعت لعابها ثم مدت يــ.دها بترقب قاصدة نــ.زع قميصه عنه بنظرات خبيثة فثبت يــ.دها بيــ.ده يمنعها من الوصول إليه وأردف ينظر لعيــ.نيها بقوة :
– بتعملي إيه ؟
برغم جرأتها وغرورها إلا أن داخــ.لها إهتز وانتابها شعور الرغــ.بة من هيأته وملامحه الرجــ.ولية ورائــ.حته تطالعه بنظرة ثاقبة وتردف بصوت متحشرج متنازلة عن غرورها المعتاد :
– إنت جــ.وزى ،،، وأنا ليا حقوق عليك يا حمزة .
أبعدها عنه قليلاً وابتعد خطوة للوراء ينظر لها بترقب ويردف بثبات :
– مافيش بينا حقوق يا مها ،، أنا قولتلك جــ.وازنا أنتهى خلاص ،،، ولولا حملك كنا اتحررنا من العقد الظالم ده ،،، ولو عايزة تطلقى أنا معنديش أي مانع بس إبنى اللى في بطنك أنا مسئول عنه وعن حمايته وانا بصراحة معنديش ثقة إنك تحميه وانتِ بعيد عنى .
برغم إنزعاجها من حديثه عن انهاء علاقتهما التى لم تسمح به أبداً إلا أنها عادت تقترب وأردفت بخبث وهدوء وتساؤل وهى على وشك ملامــ.سته :
– طيب ليه منديش لعلاقــ.تنا فرصة تانية ؟ ،،، يعنى أنا مستعدة أتنازل شوية وننسى الكلام اللى قولناه لبعض من كام يوم ،،، لأنى بحبك يا حمزة ،،، بحبك وعايزاك وعايزة أكمل معاك .
تنهد بقوة يحكم عقله على غريزته وأشار لها بيــ.ديه أن تتوقف مردفاً بثبات وهدوء :
– مينفعش … لو بعد كلامنا اللى قولناه وبعد اللى عرفتيه وانا عرفته كملنا عادى يبقى أنا هكره نفسي يا مها ،،، معرفش أنتِ إحساسك هيبقى إيه وانتِ مع راجل عارفة إن مشاعره مش ملكك بس أنا مش هقدر ،،، صحيح ليا متطلبات شرعية بس مش أنا الراجل اللى تتحكم فيه غريزته عن عقله ومبدأهُ ،،، علشان كدة لو سمحتِ أطلعى برا .
إشتعل وجهها وبات لونه يشبه البركان وتصاعد الغضب داخــ.لها وهى تطالعه بحدة وتوعد ثم التفتت تندفع للخارج وتصفع الباب بقوة بينما هو تنهد بعمق وشرد قليلاً يفكر ،،، ليتها كانت الز وجة المناسبة التى تتبع أسس الز واج لكان أعطاها حقوقها حتى وإن لم يكِنُّ لها عشقاً فحياته مع حبيبته مستحيلة الآن ،،، ولكن هي من مزقت علاقتهما بإعترافاتها ذلك اليوم .
أما هى إندفعت للخارج تشعر بالإهانة التى بدلاً من أن تقرر الأبتعاد توعدت بالحرب الشرسة مجدداً للحصول على ما تريد .
❈-❈-❈
في اليوم التالى ذهب حمزة إلى شركة السوهاجى مجدداً .
جلس ينتظر إلى أن تبلغ السكرتيرة ناصف بمجيئه الذى تعجب من أمرهِ فهو كان هنا منذ أيام .
زفر بضيق وأردف :
– خليه يدخل .
بعد ثوانى كان يخطو حمزة داخل مكتب ناصف بملامح منفرجة يطالعه بعمق والآخر متعجباً من سبب زيارته .
جلس حمزة أمام ناصف الذى تساءل بعد الترحيب الكاذب:
– خير يا حمزة ؟ ،،، شايف إنك قريب هتشاركنى .
إبتسم حمزة ساخراً وطالعه بعمق ثم أردف بترقب بدون مقدمات :
ياريت ،،، بس إنت عارف أنا مليش في الشغل ده ؟
تعجب ناصف وتساءل مستفهماً :
– يعنى إيه ؟ ،،، مش إنت قولت إنك عايز تشتغل في مجال الأغذية ؟
أدعى التفاجؤ قائلاً بخبث وترقب :
– أه إنت تقصد الأغذية ! ،،، أنا خيالي سرح في حاجه تانية .
ضيق ناصف عيــ.نيه يتساءل متعجباً من طريقته :
– مش فاهم ؟
زفر حمزة وأخرج هاتفه ثم عبث به وعرضه عليه يردف بتشفى :
– طيب إتفرج على ده وإنت تفهم .
تناول ناصف منه الهاتف ونظر لما يعرضه قبل أن يتهاوى قلبه وتضيق أنفــ.اسه وهو يرى نفسه ورجاله يتحدثون في أمر الشحنة القادمة خلال أيام .
إبتلع لــ.عابه ونظر لحمزة بصدمة وعيون جاحظة لثوانى ثم أردف بحسرة:
– إنت صورت الفيديو ده إزاي ؟
تنهد حمزة وعدل من وضعية جلوسه الأكثر ثقة ثم أردف بهدوء :
– صورته من قلب الحدث ،،، بس مش ده السؤال اللى المفروض تسأله دلوقتى .
إقترب من حافة المكتب ينظر داخل بؤبؤ عيــ.نه بقوة ويكمل بغضب مكبوت :
– المفروض تسأل أنا جاى ليه وعايز إيه ؟
ما زالت الصدمة مرتسمة على وجه ناصف الذى تساءل بترقب بعد ثوانى :
– وانت عايز إيه ؟
تحمحم حمزة ورجع للوراء قليلاً يردف بثقة :
– أول حاجة من اللحظة دي ملكش دعوة باُختى ولا أولادها .
ضيق عيــ.نيه بعدم إستيعاب ثم أردف بتهكم :
– يعنى ايه ؟ ،، انت ناسي إنهم ولاد اخويا ؟ ،،، إسمع أما أقولك ،، بلاش تهددنى يا حمزة وإلا متعرفش أنا ممكن أعمل إيه .
مسح حمزة على وجهُ ثم تنهد وأردف بتروى متجاهلاً حديثه :
– أسمعنى كويس يا ناصف ،،، انا بس جاي أحذرك … طول عمرى وانا مش برتاحلك لله في لله كدة ،،، كنت حاسس إنك غامض ومخبي عكس ما بتظهر ،،، شبه أخوك بالضبط ،، دخل علينا بطريقته الخبيثة دى وأخد أختى غصب عنها واتجــ.وزها وللاسف أبويا كان شاهد على الجــ.وازة دي .
تنهد بإختناق يتابع وهو يتذكر عذاب شقيقته :
– اتجــ.وز أختى وطلع عقد تربيته كلها عليها ،،، ضرب وإهانة وظلم وحتى لما حملت مرحمهاش ،،، وكل ده ليه ؟ ،،، عملت فيه إيه ،،، ولا أي حاجة ،،، ملعون أبوه وأبو فلوسه ومكانته اللى خلت أبويا يوافق على واحد زي ده .
أومأ يطالعه بغضب ويردف بتشفى :
– ربنا رحمها منه ،، بس مش هيرحمه ،، وحق سناء راجع كدة كدة .
كان ناصف يستمع له بغضب ،،، ف حمزة يعيد تذكيره بأسوء ما يخفيه ،، بماضيه وماضي عائلته المظلم ،،، بأيام حاول الإبتعاد عنه ولكنها عادت تهاجمه بضراوة .
صك أسنانه وأردف بغضب :
– إخلص وقول عايز إيه ؟
تنهد حمزة بقوة ثم عاد يطالعه ويكمل طلباته :
– زي ما قولتلك ،،، هتبعد عن أختى وأولادها ،،، تصفي الشركة واللى ليك فيها وترجع مطرح ما جيت ،،، ونصيب أختى وأولادها في شغل التجارة الشرعية يتحفظ بأسمهم ودائع في البنك ..
طالعه ناصف بعمق ،،، فهذا بالأساس ما ينوى فعله لذلك أومأ وأردف ببعض الراحة :
– تمام ،،، هعمل كدة .
أردف حمزة ببرود وهدوء :
– اهدى بس انا لسة مخلصتش كلامى ،،، دا أبسط طلب .
ضيق عيــ.نيه مجدداً وعاد للخلف يستند على مقعده فتابع حمزة بثقة وثبات :
– الشحنة اللى ناوي تدخلها مصر دي ترجع تانى من مكان ما طلعت .
أنفجر ناصف ضاحكاً فاجأة بهستيرية وهو يميل وأردف بجنون :
– ههههههه ،، لاااا إنت مش طبيعي ،،، مستحيل ده يحصل ،،، إنت عارف أصحاب البضاعة دي ممكن يعملوا فيك وفيا وكل اللى حوالينا إيه ؟
طالعه حمزة بعمق وأردف بثبات :
– وانت عارف لو أمن الدولة شم خبر بشحنة زي دي هيحصل ليك وليهم إيه ؟ .
توتر ناصف لعلمه بحقيقة الأمر وعاد يصمت ،،، فهو يستطيع أن يهدد رجاله بكل أريحية ولكن حمزة إبن سالم الجواد ليس علكة سهلة المضغ لذلك فإن تهديد حمزة له أصاب هدفه وجعل ناصف يشرد قليلاً فتابع حمزة ليكمل عليه :
– زي ما سمحت لنفسك تدخل مصر حاجات من دي هتعرف تمنعها ،،، تدفع بقى إنت ليهم تمن الخساير تروح تبوس رجليهم يسامحوك ،،، تروح تبيع لهم نفسك ميهمنيش ،،، إنت اللى إخترت .
أغمض ناصف عيــ.نه بقوة ،،، فهذا الفيديو كفيل بأن يلقيه خلف سبعين سور وقضبان ولن يرى الشمس مرةً أخرى هذا إن لم يُقتل على يــ.د تلك الجماعة .
فتح ناصف عيــ.نه ببطء ونظر لحمزة ،،، هز رأسه يردف بتهديد :
– إنت بتلعب بالنار يا حمزة يا جواد ،،، أنا ممكن بإتصال واحد أبلغهم بكلامك ده ويخلصوا عليك ومحدش يعرف مكان جــ.ثتك حتى ،،، أبعد عنهم أحسنلك ،،، أنا كدة كدة هخلص العملية دي واسافر ،،، الأحسن متلعبش لعبة إنت مش قدها .
ابتسم ساخراً فهذا الحديث يسجل أيضاً ثم أردف بثبات :
– عامل حسابي كويس ،،، والحقيقة إن كل كلمة قولناها هنا بتتسجل بردو ،،، وفي إيــ.د أمينة ،، يعنى لو حصل معايا أو مع أي حد يخصنى أي شيء صدقنى هتبقى إنت رقم واحد في المشتبه فيهم ،،، خصوصاً وإن كدة كدة الفيديو هيوصل للنيابة في حالة حصل أي أذى لأي حد إن مكانش عن طريقي يبقى عن طريق الطرف التانى اللى أكيد عمر عقلك ما هيجيبه .
استمع إليه بذهول وأردف بعدم تصديق :
معقووول ،،، إنت يطلع منك كل ده ؟
إبتسم حمزة يردف باستفزاز :
– ولسة عندى مفاجآت تانية متستعجلش ،،، ها قولت إيه ،،، مافيش وقت قدامك أسبوع تخلص كل المطلوب منك وترجع على فرنسا .
أعتصر ناصف عيــ.نه بقوة وتعالت وتيرة انفــ.اسه يفكر في العواقب الجــ.سيمة ثم حاول إستعطافه يردف بترجي لعلمه بأن هؤلاء القومِ ليسوا برحماء :
– حمزة اسمعنى ،،، أنا مكنتش ناوى أشتغل معاهم ،، الناس دي هددونى ومقدرش أرفض ،،، الناس دي محدش قدها صدقتى .
زفر حمزة وتابع بقسوة ولا مبالاه :
– بما أنك عارفهم كدة يبقى هتعرف تلاقي حل معاهم ،، وبعدين إنت زعلان ليه بضاعتهم هترجعلهم وفوقيها فلوس منك ،،، كل مافي الأمر إنك هتبلغهم إن البوليس شم خبر من مصدر مجهول ،،، مش أحسن ما تتمــ.سك في الجمارك وتتعدم هى وأنت واللى سهلك الأمور ؟ .
أشار بيده يوقفه مردفاً بتوتر فلم يعد قادراً على ما يسمعه :
– تمام ،،، هعمل اللى قولت عليه ،، خلاص موافق بس أنا لازم أضمن كلامك وأنك مش هتبلغ ،،، لازم اضمن حياتى .
وقف حمزة يلوى فــ.مه مردفاً وهو يغلق زر بدلته :
– مافيش ضامن غير كلمتى ،،، إنت مضطر تثق فيا المرة دي ،،، لأنى لو عايز أأذيك كنت هاخد الفيديو واطلع على النيابة علطول او أفضحك بيه ،،، أنت بس تعمل اللى قولتلك عليه وتبعد من هنا ومتحاولش ترجع مصر مرة تانية وهما مش هيقــ.تلوك لإنك حذرتهم ،،، وابقى دور على المايك في مكتبك لأن خلاص مبقاش ليه لزوم .
خطى خطوة واحدة ثم توقف والتفت يطالعه بعمق وغضب مكبوت وهو يتذكر رعبها ورعــ.شتها وملامحها التى بهتت ونظرتها الحائرة عندما رأته خوفاً من ناصف .
أردف من بين أسنانه بتأهب :
– كنت هنسي أقولك على أهم شرط .
ترقب ناصف السمع جيداً يضيق عــ.ينه بقلق فتابع حمزة بعمق وتنهيدة طويلة وقد تعمد ترك هذا الأمر للأخر لأنه يعلم بيقين أن بعده ستحدث فوضى عارمة :
– تطلق ريتان .
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر) اسم الرواية