Ads by Google X

رواية المتاهه القاتلة الفصل الثاني عشر 12 - بقلم حليمة عدادي

الصفحة الرئيسية

  

رواية المتاهه القاتلة الفصل الثاني عشر 12 - بقلم حليمة عدادي


صرخوا بخوفٍ وحاولوا فك الحبل الملتف حول عنقها، لكن كلما صعد “رام” الشجرة واقترب منها تُسحب إلى الأعلى وتتعالى الضحكات في المكان.. نزلت دموع “إليف” وبدأت في السعال بقوة، كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة، ازداد صراخ “ماريا”، كانت دموعها تغطي وجهها، صرخت بصوتٍ مختنق بالدموع قائلة:
اعملوا حاجة، إليف بتموت، رام، اعمل حاجة.
فجأة اختفى الحبل من حول رقبة “إليف” وسقطت بقوة على الأرض، أصبح لون وجهها أحمر، تسعل بشدةٍ وجسدها ينتفض بقوة، احتضنتها “ماريا” بقوة كأنها تخفيها، ودموعها تنزل بغزارة، لوهلة اعتقدت أنها ستفقدها، تحدثت “ماريا” ببكاء قائلة:
إليف حبيبتي، أنتِ كويسة، متخافيش أنا هنا جنبك.
تحدثت “إليف” وشهقاتها تعلو:
أنا كنت خايفة أوي، متسيبنيش أنا مش عايزة أموت.
نظر إليها “رام” بحزنٍ شديد ثم تحدث:
إليف، متخافيش، مفيش حاجة هتقرب منك تاني.
تحدثت “جان” بتساؤل:
رام، هنعمل إيه؟ المكان بقى خطير أوي.
اهتزت أغصان الشجر بقوة، وبدأت الشجرة بالتحرك من مكانها، لوهلةٍ لم يصدقوا ما تراه أعينهم، أغلق “جان” عينيه وفتحهما مرةً أخرى، وتحدث قائلًا:
هي الشجرة بتتحرك بجد، ولا ده من تأثير الصدمة؟
“دينيز” برعب، أشارت بيدها:
الشجرة بتتحرك من مكانها، بص هناك.. الشجر كله بيتحرك من مكانه.
توقفوا في الوسط، كانت الأشجار تقترب منهم من كل ناحية، تحدثت “ماريا” قائلة:
إيه اللي بيحصل هنا؟ أنا مش قادرة أصدق اللي بشوفه، الشجر بيتحرك من مكانه.
أجابها “جان” قائلًا:
لا صدقي، كل حاجة ممكنة جوا المتاهة دي، لازم تتوقعي كل حاجة.
تعالت أصوات الصرخات، وكان هناك ظلٌ يمر بين الأشجار بسرعة البرق، احتضنت “ماريا” أختيها، اشتد الحر والأرض يتصاعد منها دخانٌ أسود، ومع كل مرة يتصاعد بها الدخان كانت تنبعث منه رائحةٌ كريهة، كانوا يرون كل ما يحدث أمامهم بوضوح، لأن القمر كان يضيء عتمة الليل، تحدث “جان” قائلًا:
إيه الريحة دي؟ أنا حاسس إن بطني قلبت.
أجابه “رام”:
أنا مش فاهم حاجة يا جان، بتمنى إن الليلة دي تعدي على خير.
مرت كام ساعة.. وصوت تلك الصرخات يعلو، والدخان يملأ المكان، ومع بزوغ أول خيوط النهار بدأ الدخان بالتلاشي، وصوت الضحكات يختفي رويدًا رويدًا، من التعب جلسوا أرضًا، لقد مرت عليهم أصعب ليلة، ليلة مرعبة ومتعبة.
تحدثت “دينيز” بتعب:
مبقاش عندي طاقة، مبقتش قادرة أستحمل كل اللي بيحصل دا، أنا تعبت أوي، خوف، وقلة نوم، وقلة أكل، وعطش، هنقدر نعيش ازاي لو فضلنا هنا كثير؟!
“جان” بأمل:
أنا حاسس إن مبقاش كتير علشان نخرج من هنا، اطمني.
خرجت “ماريا” عن صمتها قائلة:
تعبنا أوي، ممكن نستحمل الجوع والعطش، بس الرعب ده لا، ازاي الناس اللي كانوا موجودين هنا كانوا قادرين يعيشوا كدا.
أجابها “رام” قائلًا:
ممكن مكنش بيحصل معاهم كدا، والرعب اللي بيحصل في المكان دا، بسبب الناس اللي الحاكم كان بيقتلهم.
“جان”:
هي قالت لنا إن اللي اسمه مارتنس كان مسيطر على الناس، وكان في كل مرة بيقتل حد، يعني ممكن يكونوا أرواح الناس اللي ماتت مقتولة.
“نايا” برعب، من مجرد فكرة إن هذه المتاهة كلها أرواح، تحدثت قائلة:
يعني المتاهة دي مليانة أرواح ممكن تإذينا، من لما دخلنا وكل حاجة فيها بترعبنا.
وقف “رام” وقال:
يلا نتحرك من هنا، يمكن نلاقي حاجة ناكلها.
تحركوا من المكان وهم يشعرون بالتعب، كانوا يبحثون عن أي شيءٍ يصلح للأكل، بعد مدةٍ من السير وقفوا فجأة، عندما رأوا خيمةً صغيرة، يوجد أمامها نارٌ مشتعلة ومجموعة من الناس، عاد لهم الأمل من جديد، ولمعت أعينهم بسعادة.
تحدث “جان” وهو لا يصدق قائلًا:
اللي بشوفه دا حقيقي؟! دول بني آدمين زينا، وأخيرًا لقينا في المتاهة دي ناس زينا، خلونا نروحلهم.
شعر “رام” أن الأمر غير مطمئن، هذه المتاهة كبيرة وخطيرة، فكيف لمجموعةٍ من الناس أن يعيشوا فيها، تحدث قائلًا:
أنا قلبي مش مطمن، ممكن يكون في خطر علينا.
تحدثت “ماريا” قائلة:
احنا عدينا من حاجات كتير، خلونا نروحلهم، يمكن يكونوا عارفين طريقة نخرج بيها من هنا.
بعد إصرارٍ منهم وافق “رام” واتجهوا إليهم، حين وصلوا عندهم استقبلوهم بطريقةٍ جميلة، جلسوا معهم، اطمأن “رام” قليلًا عندما رأى أن معاملتهم كانت جيدة، طلبوا لهم طعامًا.
تحدث أحدهم بتساؤل:
أنتوا من فين؟ وإيه اللي جابكم هنا؟
بدأ “رام” يقص عليهم كل ما حدث لهم منذ بدؤوا في رحلتهم، وكل الرعب والخوف الذي تعرضوا له في هذا المكان.
ابتسم أحدهم قائلًا:
متقلقوش، من دلوقت مش هتشوفوا رعب خالص.
ثم نظر إلى رفاقه، وابتسم ابتسامةً لم يرتح لها “رام”، فهمس في أذن “جان” قائلًا:
جان، خليك مستعد لأي حاجة، أنا مش مرتاح لهم.
نظر إليهم “جان” وتحدث بالهمس نفسه:
بطل خوفك اللي مالوش مبرر دا، دول ناس زينا زيهم، أكيد مش هيعملوا حاجة.
نظر “رام” أمامه وقلبه غير مطمئن، رفع نظره نحوهم كي يسألهم، لكن وقف الكلام في حلقه… واتسعت حدقتا عينيه.

يتبع….



google-playkhamsatmostaqltradent