رواية لعنة ال دارو الفصل الثالث عشر 13 - بقلم اية محمد
" البيت بيتك بس أنتي هتفضـلي هنا كبنت خـالي مش مراتي أبدا.. "..
نظرت له بتعجب فقـال بجدية:
" أنتي طـالق.. ".
فتحـت آفرين عيناها بصدمـه فقـال رسلان بهدوء:
" مكـانش عندي حل تاني يا آفرين، وأنا عارف انك مش عاوزة الجـوازة دي و أسف لـو دا هيضايقك، بس أنا مش عاوز اسيبك علي ذمتي لو لليـلة واحـده "..
تنهدت بتعب وهو ينظر لوالدته بحرج:
" علشان مسيبش اي مجـال ان يحصل اي تطور بيني وبينك والإسم انك مراتي... انت هنا في بيتك و مسئولة مني.. لكن بالطريقه اللي هتريحني وتريحك، ولا انا قلبي معاكي و لا أنتي قلبك معايا.. و أظن انك فاهماني كويس "..
سألت بصوت خافت:
" لما سأبقي!! "..
قـال بإبتسامة:
" يا بنتي أنتي في عـالم تـاني و حياة عمرك ما شوفتيهـا.. اعتبريهـا فسحه طويـلة شوية و بعدين نبقي نشوف حجه نقولها لأبوكي "..
ابتسمت تتنهد براحه فهي كانت بدأت في التفكير في طريقه لرفضه ورفض علاقتها بـه، والآن يمنحـها الفرصه للعيش بحـريه بعـالمه، نفس العالم الذي يضم الشخص الذي تحب و تعشق...
قال بهدوء:
" ماما آفـرين هتشاركك الأوضة معلشي بقي.. أنا هغيـر هدومي و انزل اشتري أكل من بـرا.. ولا أقولكم يلا ننزل نتغدي برا "..
قالت فيروز بحمـاس:
" طيب أنـا هاخد آفرين أجيبلها حاجه تلبسهـا وانت ادخل غير هدومك، تعـالي يا حبيبتي "..
تحـركت آفرين معها و قد بـدأت غيمة الحزن في السير بعيدا عنها و تسرب الحماس لداخلها لرؤية عالمه و حياته، بالتأكيد ستلتقي بـه مجددا..
ارتدت ثيـاب فيـروز المحتشمـة ثم تحركـت لتجـد رسلان بإنتظـارهم لتسأله بجـدية:
" سنأخذ تلك العربة المتحـركه مجددا!!؟ كنت علي وشك التقيأ بداخلها رسلان! "..
هز رأسه بيأس وقال بهدوء:
" لازم تتعودي عليها، وسائل المواصلات اساسيـه لأن مدينة القـاهرة مساحتهـا واسعه وكبيرة، فلازم نستعين بالمواصلات "..
أومأت برأسها وقد تفهمت حديثه و قد رأت بنفسها حجم تلك المدينـه و ازدحـامهـا و قد اعتادت هي علي المساحات الواسعه و أمامحهـا المحيـط الواسـع..
أخذهم رسـلان لمطعـم علي النيـل لتبتسـم و هي تنظر للماء الجـاري أمامها أما رسـلان فقد انشغل بهاتفـه الذي تلقي عليه الكثير من الرسائل من أصدقائه وزملائه بالعمل و غيرهـم و انشغلت هي بالحديث مع فيروز التي لم تتوقف في السؤال عن اخيها و أرضهـا دارو، طلب لهم رسلان الطعـام و جلسوا في صمت لبعض الوقت وظلت شارده بالماء الجـاري حتي استمعت لصـوت تعرفه، بل تحفظه و تشتاق له، تعالت دقات قلبهـا وهي تري أدهم يقف بجـوارهم ويرتدي ثيـابه المكونه من بنطـال اسود وقميص بنفس اللون و صفف شعره بعنايـة و وضع عطـره المميز فزاد كـل ذلك من جاذبيته الغير معهوده بالنسبة له حينما كان مريضا لها تعـالجه...
طـالت نظراتها له فحمحم رسـلان ودعا أدهم للجـلوس:
" اتفضـل يا استاذ أدهم.. "
غمـزه أدهم و جـلس ليكتم رسلان ضحكـاته و هـو يتذكر اتفاقه معـه...
F. B...
" الراجـل دا مش هيسكت وهيصمم ننفـذ اللي في دماغه، رسلان انت هتعمله اللي هو عاوزه، بس قوله انك هتاخد آفرين و ترجع مصر تتجوزها هناك علشـان والدتك او اي حجه من عندك، و النهـاردة تاخد المجرفه و تخلص موضوع السحـر.. و رسلان متنساش تعرف منه مين اللي عمل فيا كدا... تمـام!! "...
" يعني عـاوزني اعملك دا كله كدا لله.. بدون مقابل!! "..
رفع أدهم حاجبـه وسأله بضيق:
" عـاوز اي مقابل يا استاذ رسلان!!'..
قال بإبتسامة واسعه:
"لما نرجع مصر هبقي اقولك يا أدهم بيـه"..
B...
قالت آفرين بتلعثـم:
" أدهم!! "..
وضع رسلان يده علي خده ينظر لهم بإبتسـامة و هو يري عصافير الحب أمامه، نظـر لها أدهم بحب وسألها بجدية:
" تتجـوزيني!! "..
ارتبكـت وتراجـعت وعلت دقات قلبهـا وباتت تفرك يديها بتردد فأكمل أدهم بجديـة:
" رسلان عرفني انه نـاوي يعمل كدا، آفرين انا بحبك و عاوزك معايا، صدقينـي مفيش حل غير اننا نتجـوز قبل ما والدك يشك في اي حاجه، فكري في نفسك دلـوقتي وهنحلها معاه بعـدين "..
نظرت بتـوتر تجـاه رسلان و فيـروز، فأومأ لها رسلان برأسه يشجعها علي الموافقـه فقالت بصوت خافت:
" موافقه "..
ابتسم أدهم بسعاد وكاد يقترب منها حتي وجد رسلان يقول بحده:
" عندك.. اي يا حبيبي رايح فين، اسمعني أنتم هتتخطـبوا دلـوقتي، لأن لازم آفرين يكـون ليها اوراق شخصيه وبطاقه وأسم ليها.. أول ما تحل كل دا هتتجـوزوا ان شاء الله "..
أومـأ أدهم برأسه بإبتسامة واسعـه وقال بجـدية:
" خلاص هجيلكم بكرا بليـل و ننزل نشتري الدهب ونعمل حفلة خطـوبة علي قدنا، متنساش اني ميت بالنسبة لكل الناس "..
قال رسلان بهدوء:
" بكرا صعب، خليها بعد اسبوع يا أدهم "
نظر كـلا من أدهم وآفريـن له بضيق فتعـالت ضحكـات رسلان يقول بسخرية:
" لسه يا آنسة آفرين في ترتيبـات لازم أعملها و الأستاذ لازم ياخدك يجيبلك فستـان و كمـان مش لازم تعلن انك عايش ولا اي!!؟ "..
قال أدهم بجدية:
" بكرا في مؤتمـر و هعلن فيه الموضوع و هوضح جزء من اللي حصل، طبعا الجزء اللي ميتصدقش دا مش هتكـلم فيه.. أنا أصلا من بكرا هبقي في الشركة ان شاء الله "..
سأله رسلان بتـردد:
" والأنسة داليا!!؟'..
قال أدهم بخبث:
" داليا خلاص مهمتها انتهـت، هترتاح بقي و أجوزهـا لواحد يستاهلها و أنا اللي هشيل الشغل من تاني "..
تمتم رسلان بضيق:
" كان لازم افكر في كل دا وأنا بضحي بحياتي علشانك "..
قال أدهم بجديه وهو يعتدل في وقفته:
" بكـرا الصبح تبقي في الشـركة.. الشغل مفيهوش صحـوبية "..
سأله رسلان بدهشه:
" وأنا صاحبك!؟ "..
قال أدهم بإمتنان:
" وأكتر كمـان "..
اتجـه بنظـراته لآفـرين وقال بحـب:
" أنا هجـهز كل الأوراق علشان كتب الكتـاب، ورسلان أنا مش عاوز حاجه غير آفـرين، أنا اللي هتكفل بكـل حاجـه "..
قال رسلان بضحك:
" ليـه يا عم فاكرني كحيـان اوي كدا؟! آفرين زي أختي وجهـازها عليـا "..
قال أدهم بهدوء:
" أنا الفيـلا عنده كاملة من كل حاجه، مش عاوزها غير بشنطـة هدومها "..
ابتسم رسـلان وقال بهدوء:
" ماشي.. يا صاحبي "..
ابتسم أدهم له ثـم ودعهم عائدا لمنـزله و شعـرت آفربن وأخيـرا بالسعادة تأخذ مكانها بقلبهـا من جـديد، فتنـاولت طعامها بشهيـه كبيـرة وأصرت بأن تسيـر علي قدميها قليلا بالمديـنه لتكتشف الحياة و تكتشف الناس من حـولها...
..........................................
" أنتي كويسـه دلوقتي؟! "..
سألها صالح علي الهاتف بهدوء فسألته بصوت خافت:
" أنت رأيك اي في كل اللي حصل؟! "..
قال بهدوء:
" أنا حاسس انه شخص صادق، نظراته ليك امبارح يا مريم بتدل ان فعلا كل اللي حكاه كان حقيقـه، وأنت يا مريم حتي لو مش متقبلاه فلازم تكون رسمي اسمك علي اسمه و تثبـتي لكل اللي طـعن في نسبك و طعن في شرف والدتك انها كانت عفيفه "..
ابتسمـت بهدوء وأومـأت بـرأسها وكأنه يـراها فقالت بهدوء:
" شكرا يا صالح ان كل دا مش فارق معاك "..
" ميفرقش معايا غيرك يا مريم.. ارجـعي شغلك من بكـرا انتي لسه مبتدأه معقوله تاخدي اجازة من تاني يوم!! خليك قوية "..
" حاضـر.. مع السلامة "..
جـلست علي فراشها بغرفتها التي لم تفـارقها منذ الأمس تتذكر اليوم الماضـي..
F. B...
سأل والد كريم بتعجب:
" أنت!! أنت يا عبد الرحمن تبقي ابو مريم؟! "..
قال عبد الرحمن بلهفه:
" أيوا أنا... أنا حبيت شيرين واتجـوزتها، اتجوزتها علي سنة الله ورسوله، الخلاف اللي بيني وبينك مخلانيش أتجرأ واطلبها ولا هي قدرت تقولك، مكانش قدامنا حل تاني، و بعد جـوازنا بكام شهر ابويا أجبرني اسافر السعودية و انقطت اخباري عنهـا... والله يا مريم يا بنتي كنت راجع وناوي اعلن جـوازنا ولا كنت اعرف انها حامل غير اما رجعت.. معرفتش حاجه عنها غير انها ماتت وهي بتـولدك و معرفتش اوصلك ولا بأي طريقه.. بس كريم قدر يوصلك، أنا ابوكي يا مريم "..
تحـركت تجـاهه بأعيـن غائرة و هي تشعـر بإنقطاعها عن العالم حـولها، اقتربت منه وهي تبكـي بشده، تبكي الأيـام التي اضطهدهـا بها الجميـع، تمسكت بثيـابه وهي تجاهد لإخراج صوتها لمعاتبته ولكنها لم تشعر سوي بغيمـة سوداء تسحبها حتي سقطت بجسدها علي الأرض فـاقدة للوعـي، ولم تعاتبه ولم تراه من حينها ولم تسأل حتي عنه...
B...
سمعت دقـات خفيفه علي باب غرفتهـا وصـوت كريم بالخارج وقد عاد من عمله للتو، لا تعلم بأنه ترك أعماله و عاد ليطمأن عليهـا، قال بصوت هادئ:
" أنا كريم يا مريـم، ممكن تنـزلي نتكـلم أنا وأنتي شوية "..
قالت بهدوء:
" حاضـر "..
بعد دقائق كـانت تجـلس أمامه علي المقعد بحديقـه منزلـه فقـال بهدوء:
" أنا عـارف اني اللي حصل إمبارح كان صعب عليكي، بس محتاج اسمـع ناوية تعملي اي!! "..
قالت بهدوء:
" صالح قالي انـو لازم رسمي أكون بنتـه، عـاوزة أتكلم معاه و اتأكد من صدقه يا كريم "..
جز علي أسنانه بضـيق فقال بصوت حاد:
" أولا ياريت نخف كلام مع صالح لحد ما تبقي خطوبة، دي يدوب قراية فاتحه... ثانيا هو كـدا كدا همشي في الإجراءات دي دا بديهـي يعني... عامة انا اللي طلبت منه ميجيش لحد ما أعرف منك ناويـة علي اي بس خلاص هتواصل معاه يجي النهـاردة بليل و تتكلمي معاه "..
" هو بس كان بيطمـن عليا يعني "..
" قومي يا مريم اطلعي أوضتك.. يلا قبل ما ألغبطلك ملامحك.. قوومي "..
نظـرت له بتعجـب وهي تتحـرك للداخـل من جـديد ولكنها قررت البقـاء مع جدتهـا ولينا بـدلا من البقاء بمفـردها، ابتسم وجـلست بجـوار جدتهـا فأخذتها فاتن في احضانهـا وربتت عليها بحنان:
" كدا تقلقيني عليـكِ! عاملة اي دلـوقتي!؟ "..
" الحمد لله يا تيتـه، أنا المفروض كنت أفرح مزعلش، أفرح انه مكانش سايبني أنا وماما بمزاجـه و أفرح بالحب اللي شوفته في عينه ليـا.. الحمد لله ربنـا أنعم عليـا اليوميـن دول بحاجـات كتير أوي، رجعلي عيلتي و رجعلي والدي و كمـان اتخطبت لشخص محترم و الحمد لله اشتغلت في وظيفة محترمه، حياتي اتبدلت و يمكن دا اللي لغبطـني "..
" معلشي بكرا تتأقلمي يا حبيبتي "..
ابتسمت براحـه بين أحضانها و ابتسمـت تلقائيـا وهي تقـول بحب:
" بس مهما يحصل أنـا هفضل عايشه معاكي هنا لحد ما اتجـوز، أنا مضمنش اني هلاقي زي الحضن دا تـاني "..
ضحكـت فاتن وهي تربت علي ظهرها بحـنان، نظـرت مريم تجـاه لينا بتعجـب وسألتها بإهتمام:
" مالك يا لينا؟! شكلك قلقان ليـه؟! "..
قال لينا بدموع:
" النتيجة هتظهر، خايفـة أوي يا مريم أنا تعبت أوي والله "..
" ان شاء الله ربنا مش هيضيع تعبك "..
ابتسمت لينا ولا زالت عينـاها معلقه علي حاسوبهـا ثم وأخيرا صاحت بسعادة:
" جبت 92 في المية يا تيته.."..
ابتسمت مريم بسعـادة وأطلقت الزغاريد العاليـة فأجتمع كل من بالبيت و تشاركـوا جميـعا في تلك الفرحـة حتي أن كريم ضم لينا بسعادة ورفعهـا يدور بهـا هي تصرخ بسعادة وحماس:
" أنا حققت حلمي يا كريم وأخيـرا "..
" حققتي حلمنا يا روح قلبـي... يلا يا جمـاعة جـهزوا نفسكم عازمكم علي العشاء بالمناسبة القمر دي "..
اقترب والده يضم ابنته وقال بفخر:
" لا طبعا العزومة عندي أنا "..
ابتسم كريم ولم يرد عزومه ابيـه فتحركـوا جميعـهم ليبدلوا ثيابهم ثم اجتمعـوا بالسيارات بعد قليـل، تحرك والد كريم و والدته ومعهم الجـدة بسيارة ومعهم أحد الحراس، بينما تولي حازم قيـادة السيـارة الثانية وجـلس كريم بجـواره وبالخلف الفتاتيـن فقـال حازم بإبتسامة:
" مبروك للهانم الصغيرة يا كريم باشا "..
" الله يبـارك فيك يا حـازم "..
" و مبـروك الخطوبة للآنسـة داليا "..
نظر له كريم بضيق وقال بصوت خافت
" الله يبـارك فيك يا حـازم "..
انطـلقوا بالسيـارات وبـعد دقائق توقفوا أمام أحد المطـاعم، كادت مريم تفتح بابها ولكـن وجدت من يفتحـه و يبتسم وهو يشير لها بيده بالترحـاب فأبتسمت و هي تخرج تسأله بتعجب:
" أنت عرفت اننا هنا إزاي يا صالح!! "..
بينمـا كريم علي الجهة الأخري ينظر له بغضـب و هو يسأل اخته بحده:
" مين اللي عزم الواد دا!! "
.........................................................
" مالك يا رسـلان!! "..
" تعبان أوي يا ماما.. مش عارف أعمل اي ولا اي، لما كنا هناك مكنتش حاسس بالفرق اللي بيني وبينهـا، بس أول ما رجـعت حسيت بيـه، اني اجـوز آفرين لأدهم سهـل، انما اني اتجـوز داليا واخدها لمستوي مادي اقل بمراحـل عن اللي هي عايشه فيه هيكون صعب أوي.. و من جـهة تانية مش عارف هقـول لأدهم إزاي ان اللي عمـلت فيه كدا تبقي عمتـه اخت أبوه، اللي رقدته كل السنين دي وشوهتـه تبقي اخت أبوه، من لحمه و دمه.. تعبان أوي و محتار..
"ليه! اي اللي ممكـن يوصل واحده انها تعمل كدا!! النوع دا من السحر مبيتعملش بسهـوله، دي بتقدم و بتتنازل عن حاجـات كتير أوي.. حاجات فظيعه في عالم تاني ربنا يحفظنا منـه، و كون ان السحر دا يأثر في ارض دارو معناه انه أكبر من كارثه، يا ابني دارو معناها الدواء أرضها خصـبه بالأعشاب اللي بتداوي الجروح في ثواني و علشان كدا الأرض بتقاوم اي سحر بيتدفن فيها و بتدوبه و بتمنع أثره، فتخيل ان السحر اللي هي عملته يعمل كدا في الأرض!! أدهم عمل اي علشان الست دي تكـرهه كدا و بالشكل دا!!!"...
" لا حول ولا قوة الا بالله، مش عـارف والله يـا ماما.. ".
" طب سيبك من الموضوع دا، و خلينا في موضوع داليا، أنت هتعمل اللي عليك و تتقدملها وهي يا حبيبي لو بتحبك وشارياك هتوافق من غير ما تفكـر في كل اللي أنت بتفكر فيه دا... ".
" هعمـل كدا يا مـاما والإختيـار ليهـا هي "..
بعدمـا انتهـي رسـلان من حديثه مع والدته عـاد لغرفته و استلقي علي فراشه وأخذ هاتف يجيب رسائل أصدقائه ثم تركه لينام بتعب بعد يوم مرهق...
في الصباح التـالي تحرك رسلان لداخـل الشركـة وأخيـرا وبمجـرد دلوفـه للمصـعد وجـد الحارس خلفه يناديـه:
" سيب الأسانسير للست هانم... اتفضلي يا داليا هانم "..
آتت داليـا من خلفه فأبتسم رسلان بحزن ثم تحرك بهدوء و لكن قبل خروجه قالت بهدوء:
" لا خليك يا رسلان... هنطـلع سوا "..
دلفـت للداخل فنظر لها الحارس ببلاهه فهي كان ترفض رفضا تاما بأن تبقي بالمصعد مع الموظفين ليس تكبرا منها ولكن خوفا من ان يصيبها سوء بأي شكـل..
مـا عاد للحديث بينها وبينه هدف، لن يهمه أمرها بعد الأن و ربما بعد بضعة ايام سينسي تلك الرحلة بكل ما بها، حاولت التحدث كثيرا ولكن توقفت الكـلمات في حلقها أما هو بقي صامتـا يتطـلع لإضطرابها حتي شعـر بما تمر هي و قبـل أن يفتح باب المصعد اقترب ليقفـله فنظرت له بتعـجب فأمسك بيدها يسحبها تجـاهه يجـول بعينيه علي عينيها وقال بهدوء:
" يا من توهم أني لست أذكره.. والله يعلم أني لست أنساه..
إن غاب عني فالروح مسكـنه.. من يسكـن الروح كيف القلب ينسـاه! "..
" هاه! ".
ضحك رسـلان وهو يبتعد عنها و هي تابعته بعيناه ولا زالت مسحـورة بـوقع كلمـاته، لا تستطيـع انكار تأثير ذلك الرجـل أمامهـا..
اقتـرب منهـا مجددا و سأل بصـوت عاشق:
" تتجـوزيني يا داليا!!! "..
إلي لقاء قريب..
آية محمد..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لعنة ال دارو) اسم الرواية