Ads by Google X

رواية عشقي الابدي الفصل الرابع عشر 14 - بقلم شيماء يوسف

الصفحة الرئيسية

 رواية عشقي الابدي الفصل الرابع عشر 14 - بقلم شيماء يوسف 


الفصل الرابع عشر ..


مضت اسيا ما تبقى من يومها محاوله تجنبه او تجنب الالتقاء به مره اخرى ورغم ذلك كانت تشعر بالحزن من تعامله الجاف معها وافكارها  المنصبه عليه ، انقضى يومها بسلام ، تعمدت الخروج فى موعدها دون تأخير واستخدام الباب الخلفى للخروج تجنباً لمصادفته ، رمت بنفسها فى اول سياره اجره  صادفتها وهى تتنهد براحه من انتهاء هذا اليوم ، فى اليوم التالى عادت والدتها من رحلتها وبالتالى عاد كل شئ إلى طبيعته ماعدا اسيا بالطبع ، اوقفها دكتور طارق وهى تخرج من احدى الغرف يتحدث بأهتمام :

-" اه اسيا , كويس انى شفتك كنت لسه هبعت حد يناديكى " ..

  سألته بأهتمام : 

-" خير فى حاجه مهمه ؟!!!!!... 

طارق مبتسماً : 

-"لا ابداً بس بعتولنا دعوه لمؤتمر طبى بكره عن شلل الاطفال وطبعا انا عارف مدى اهتمامك بالموضوع ده فرشحتك اول واحده تطلعى معايا ايه رأيك ، كمان هتكون فى كلمه لينا فى المؤتمر عن جهود المستشفى فى التصدى ومعالجه الحالات دى " .. 

هزت اسيا رأسها على الفور موافقه تشعر بالحماس :

-" طبعا هكون موجوده استحاله أفوت حاجه مهمه زى دى " 

دكتور طارق : 

-" تمام جداً اتفقنا بس فى حاجه اخيره المؤتمر بره المدينه وهنقعد يومين , انا عارف انك مش بتحبى تسيبى اسيا بس معلش حاجه زى دى مهمه وكمان امل وجميله موجودين يعنى مفيش قلق " .. 

نظرت إليه بتردد فأكمل حديثه مشجعاً :

:-" ايه مااالك قلقانه ليه ؟ هى دى اول مره نطلع مؤتمر بره المدينه ! ولا هى اسيا لسه تعبانه ؟؟ .. 

اسيا على الفور : لا لا الحمدلله هى كويسه دلوقتى  , خلاص هرتبها مع ماما  " ..

دكتور طارق : طب تمام حضرى نفسك بكره ومتجيش المستشفى الصبح وانا همر عليكى ع الساعه ٣ عشان نتحرك تكونى رتبتى ظروفك " .. 

اؤمأت براسها له موافقه ثم بعد قليل اتصلت بوالدتها  تخبرها بمستجدات العمل  لتسمع على الفور ترحيب والدتها بجلوس حفيدتها معها ليومين كاملين . 

.. مضى يومها بسلام دون ان تراه ، كانت مرتاحه من جهه فهى لا تعلم اذا مازال غاضباً ام لا ومن ناحيه اخرى حزينه لانها لن تراه لمده ثلاث ايام ..

...............

فى صباح اليوم التالى كانت قد انتهت من تجهيز حاجيات أسيا وأوصلتها إلى حضانتها على أن تأخذها والدتها كالعاده كما اوصلت حاجياتها إلى منزل والدتها ، وعادت إلى منزلها لتحضير حقيبتها الصغيره وذكرت نفسها بوضع احدى مضادات الالتهاب فى حقيبه يدها فقد كانت تشعر بألم فى حلقها منذ الصباح ، فى تمام الساعه الثانيه ونصف كانت تحمل هاتفها للاتصال بدكتور طارق ولكن ما اثار قلقها هو عدم رده ، طمأنت نفسها بأحتمال خروجه إلى الطريق وبالتالى عدم سماعه للهاتف ، انتظرت نصف ساعه اخرى لتسمع رنين جرس منزلها ، تحركت على الفور لفتح باب منزلها فتفاجئت برؤيه مراد امامها ، كان يرتدى جاكيت جلد اسود تحته تيشرت  ابيض  وبنطال من نفس لون الجاكيت ، كان يبدو وسيماً بشكل مدمر ، عندما لم تتحرك تحدث بأقتضاب :

-" يلا عشان منتأخرش مش ضامن الطريق " .. 

نظرت بصدمه تستوعب حديثه : 

-" لا معلش مش فاهمه !! يلا فين بالظبط " ..

مراد بنفاذ صبر : 

يلا عشان نتحرك للمؤتمر !!" .. 

اسيا ببلاهه : مؤتمر ايه بالظبط !!! .. 

مراد وهو يزفر بحنق : 

المؤتمر اللى المفروض نحضره النهارده !!! " 

اكمل حديثه بنفاذ صبر وهو يزفر بحنق :

-"دكتور طارق تعبان ومش هيقدر يسافر المسافه دى كلها فأنا هروح بداله ! فى اى استفسار تانى !!! .. 

اسيا بعصبيه : ايوه طبعا فى استفسار ازاى يعنى انت اللى هتطلع معايا بداله !!! .. 

مراد بنفس نبرته العصبيه :

-" زى الناس على فكره  , انا بمثل المستشفى إدارياً وانتى بتمثيلها طبياً , الموضوع بسيط جداً !!! .. 

اسيا وهى مصدومه : انا مش موافقه ..

مراد رافعا احدى حاجبيه : والسبب !!! 

اسيا : من غير سبب , لو ضرورى يبقى اتفضل وانا هروح لوحدى لهناك .. 

مراد : وانا مش بعرض عليكى تتجوزينى عشان تقوليلى مش موافقه !!! ده شغل !! والشغل مفيهوش روح وانا هحصلك !!! لو سمحتى يلا عشان منتأخرش ..

 ثم تحرك يتجاوزها اخذاً الحقيبه الموضوعه بجانب الباب ويسبقها نحو السياره ، شهقت اسيا بصدمه من وقاحته فى التعامل معها ، رفعت نظرها إليه فوجدته يرفع احدى حاجبيه بتحدى وهو يقف عند باب السياره يفتحه لها وينتظر قدومها ، قررت وهى تأخذ حقيبه يدها اذا كان يريد مهنيه فستثبت لها مهنيتها ، اما هو فتنوى تجاهله تماماً ، كانت تسير فى اتجاهه برأس مرفوع ثم صعدت السياره وهى تتجاهله تماماً ، أغلق الباب بعد صعودها وهو يلوى فمه بأبتسامه نصر ثم تحرك يجلس خلف مقود السياره لتبدء رحلتهم بتجاهل احدهم للاخر . 

............


 كان  القلق يأكل داخلها على الدكتور طارق فقررت الاتصال به هاتفياً للأطمئنان عليه لكنها لم تتلقى اى رد ، اعاده المحاوله عده مرات ولكن دون اجابه أيضاً ، كانت تتأفف بقلق وهى ممسكه بهاتفها وهو يراقبها فى صمت ، بعد عده دقائق قررت الاتصال بزوجته السيده امل للأطمئنان عليه ولكن لصدمتها لم تتلقى اى رد أيضاً ، و برغم من نيتها بتجاهله طوال الطريق الا انها وجدت نفسها تسأله بقلق

-"  دكتور طارق مش بيرد عليا من بدرى , انت عرفت توصله ازاى ؟ وهو تعبان عنده ايه ؟؟ .. 

كان يجيبها بلا مبالاه وعينيه مركزه على الطريق :

-" من شويه " .. 

شعرت بالانزعاج من لا مبالاته ولكنها تريد الاطمئنان على طارق فأكملت : 

-" طب تعبان عنده ايه و ليه مش بيرد عليا لا هو ولا طنط امل !!! "

جاءها الرد مره اخرى مختصراً : 

-" يمكن مشغولين " ..

بدءت تشعر بالغضب يتزايد بداخلها من تعامله معها مما انعكس على نبرتها  : 

-" يعنى ابه مشغولين دى !!! بقالى ساعتين بكلمه مش بيرد وانت بتقولى تعبان !! حتى طنط امل مش بترد اكيد حصلت حاجه , انا هكلم خالد يروح يشوفه ويطمنى عليه " ... 

اختفت اللامبالاه المرتسمة على وجه وحل محلها الغضب ، كان يزيد من سرعه السياره وهو يحدثها بحنق :

-" قلتلك تعبان !! شويه برد مش اكتر , ومش بيرد يمكن نايم , يمكن التليفون صامت , يمكن هو ومراته فى مكان وتليفوناتهم فى مكان تانى عشان كده مش بيردوا !! فى الف احتمال واحتمال , بس لو انتى عايزه تكلمى خالد فأتفضلى من غير ما تاخدى طارق حجه !! ..

شهقت بفزع من طريقته الجارحه واسلوبه الفظ فى الأجابه عليها ، فتحت فمها لتجيبه ولكنها تراجعت وقررت تجاهله مره اخرى ، بعد عده دقائق كانت تشعر بسرعته تزداد بشكل جنونى ، طلبت منه تخفيف سرعه السياره فأعتذر لها بأقتضاب مخففاً سرعته فى القياده ، كانت تفكر فى حديثه منذ قليل لتشعر بعدها بحماقتها فمن الوارد جداً ان يكون طارق بعيداً عن هاتفه لذلك لا يجيب ، وخاصه انها عاده لديه التحرك بدونه ، ارجعت تسرعها فى التصرف إلى قلقها عليه فهو يعتبر والدها التانى ، بعد مرور نصف ساعه كانت تشعر بألم فى رأسها مع ازدياد احتقان حلقها ، فتحت حقيبه يدها تبحث عن دوائها ولكنها لم تجده ، تذكرت بأسف انها وضعته على طاوله الطعام قبل وصول مراد ونست وضعه فى حقيبتها ، شعرت بالغضب منه فولا استعجاله لها لكانت تذكرته ، قررت تدبر امرها بمجرد وصولها إلى الفندق فهى لا تريد ابلاغه حتى لا يسخر منها او يعاملها كطفله نست دوائها خصوصاً وهو فى تلك الحاله اللعينه !! 

نظرت إليه بعد فتره تتأمله ، كان قد ارتدى نظارته الطبيه عاقداً حاجبيه معاً ينظر بعبوس على الطريق حتى قطع الصمت كما لو انه شعر بمراقبتها له يسألها بنبره خاليه : 

-" لو تعبتى فى استراحه قريبه هنا ممكن نوقف فيها شويه ونكمل " .. 

فى الحقيقه انها كانت تشعر بالألم يزحف فى كل أنحاء جسدها ولكنها تريد الوصول بأسرع وقت للتخلص من معاملته الجافه وغضبه الغير مبرر فهزت راسها نافيه ليكمل طريقه . 


كانت الساعه تقارب السادسه عندما شهقت بفزع فلقد نست تماماً الاتصال بوالدتها والاطمئنان على اسيا ، اخرجت هاتفها على الفور تطلب رقم والدتها ، سمعت صوت صغيرتها يأتى من الطرف الاخر تهتف بفرح " مامى "..

 شعرت بالدموع تتجمع داخل مقلتيها فهذه اول مره تنسى التأكد من استلام والدتها لآسيا من حضانتها ، كانت نبرتها عاطفيه وهى تحدثها :

-" أسو , حبيبه مامى الصغير , انا اسفه انى مكلمتكيش غير دلوقتى , ممكن متزعليش منى , طمنينى انتى كويسه , احكيلى عملتى ايه النهارده فى يومك " ..

كانت تستمع لتفاصيل يوم صغيرتها ويكاد قلبها يذوب مع كل كلمه تخرج منها فهى تشعر بالاشتياق إليها منذ الان ، اما هو فقد كان يراقب تعابير وجهها بتمعن يشعر بأنه يريد احتضانها مع كل رد فعل يخرج منها وهى تُحدث صغيرتها ، تحدثت اسيا مع والدتها بعد ذلك وأغلقت مع وعد بالاتصال مره اخرى قبل موعد نوم اسو لتتمنى لها ليله سعيده ، بمجرد انتهاء  مكالمتها التفت يسألها بنبره هادئه :

-" اسيا عامله ايه دلوقتى , انا نسيت اسالك فى المستشفى بس انا اطمنت عليها من دكتور طارق " ،

هزت رأسه وهى تجيبه : 

"- الحمدلله كويسه مفيش اى مشكله " .. 

كان سؤاله التالى هو ما جعلها تشعر بالصدمه وبأن الدم ينسحب من عروقها :

" هو بابا اسيا ليه مش موجود معاكم " .. 

نظرت إليه مطولاً دون رد وعندما لم يجد اجابه أضاف معتذراً : 

-" طبعا انا مش من حقى أسال بس هو مجرد فضول .. 

, ثم أضاف مبرراً :

"اسيا كانت فى الهوم ورك بتاعها بترسم بباها جوه مركب فى البحر ولما سألتها قالت انها مشفتهوش قبل كده " ..

شعرت بالغضب من طارق يعود إليها مره بسبب تركه لمراد واسيا بمفردهما ، كانت تعلم ان لها حريه عدم الرد ولكنها فضلت ان تعطيه اجوبه لأسئلته على ان يفعل هو ذلك بنفسه ، تحدثت بنبره خاليه من اى تعبير ولكنها صادقه : 

-" لا اسيا شافته , متعرفش انه بباها دى حاجه تانى "

رفع احد حاجبيه متسائلاً : 

-" مش فاهم " .. 

اسيا : "-  يعنى ببساطه هو مسافر ومكنش مستعد يرتبط , تقدر تقول كده كانت علاقه عابره , مكنش مستعد لعيله واطفال فقررت اشيل مسئوليه طفلى لوحدى" .. 

هز رأسه مفكراً إذاً شكوكه صحيحه فهو يتذكر من الملف ان فى وقت حملها صادف وجوده فى المدينه ، بعد فتره عاود حديثه مره اخرى مستنكراً : 

-" هو من الطبيعى لآسيا  انها عشان اتعرضت لجو بليل تتعب كده ؟ انا سالت دكتور طارق وقالى ان مناعتها ضعيفه فطبيعى من اى تغيير مفاجئ يحصل كده " .. 

، اومأت برأسها موافقه وهى تأكد على حديثه وتشعر بالراحه لتغيير مجرى الحديث:

-" فعلا وللاسف ده طبيعى "

مراد : 

-"طب ده ايه سببه ؟ ومفيش اى حل مشكله ؟ ..

اسيا : الحل انى دائماً بديها مقويات بس بحدود طبعاً , اما السبب فاللاسف لان اسيا من يوم ما اتولدت اعتمدت على التغذيه الصناعيه كلياً ودى بتضعف مناعه الطفل جداً .. 

مراد بأستنكار رافعاً احدى حاجبيه : 

-" يعنى ايه اعتمدت على التغذيه الصناعيه ؟!!! .. 

اسيا وهى تتنهد بأسف تسترجع ذكرياتها السيئه :

-" انا لما كنت حامل فى اسيا كان عندى سوء تغذيه شديد والوضع مكنش بيتحسن لحد ميعاد الولاده , بعد الولاده مباشرة دخلت فى غيبوبه مافقتش منها غير بعد ٣ شهور ..

لوت فمها بألم واستأنفت حديثها :

" طبعاً كل الدكاتره كانوا متوقعين انى مش هفوق تانى ولو فقت هتبقى معجزه , بس انا لسه مكنتش مستعده انى اسيب بنتى لوحدها من غير أب وأم , وطبعا خلال الفتره دى ولحد ما استعدت عافيتى كانت اسيا معتمده على التغذيه الصناعيه " ..

 شعرت بنظراته الغاضبه منذ الصباح تلين لتتحول إلى تعاطف ف لوت فمها تتحدث بسخريه :

-" متخافش الوضع مش سئ اوى كده طول مانا واخده بالى من تغذيتها وأدويتها ، وبالنسبالى مفيش اى مشكله على حياتى الا لو حملت تانى وده مش هيحصل لانى اكتفيت بأسيا " .. 

كان يشعر بالأسى من اجلها ومن الغضب من ذلك النذل الذى تركها تعانى بمفردها ليستمتع هو فى بلد اخر بحياه حره ، قاطعت أفكاره تسأله عن المسافه الباقيه فقد بدءت تشعر بالبروده وارتفاع طفيف فى درجه حرارتها فطمأنها بأقتراب وصولهم.

....................


كانت الساعه السادسه وخمس وأربعون دقيقه عندما وصلا إلى الفندق الذى يقام به المؤتمر ، قررا ترك امتعتهم والتحرك فوراً إلى قاعه المؤتمر الذى يبدء فى السابعه على العوده مره اخرى إليها وتسجيل الوصول لاحقاً ، جلست بجواره يستمعا إلى الكلمه الافتتاحيه ولكنها عجزت عن التركيز فى اى شئ فألم راسها يزداد وحرارتها أخذت فى الارتفاع بسبب مكيف القاعه ونظراً  لضيق الوقت لم تستطع طلب اى مسكن للألم قبل الدخول ، كانت تعد الدقائق من اجل الخروج ، بعد ساعه لم تحتمل المزيد فسألته بيأس اذا بأمكانها الذهاب إلى غرفتها فوافقها على الفور ، كانا يقفان عند مكتب الاستقبال ينهى إجراءات تسجيل الدخول وهى تشعر بالغضب والغيره تتأكلها من  نظرات الإعجاب الموجهه من موظفه الاستقبال إليه ، فقد كانت تتعمد تجاهلها والتحدث معه برقه ودلع متصنع بشعرها الصناعي ذلك !! ، أعادها  إلى الواقع صوت الموظفة  وهى تعطيه رقم الجناح المسجل بأسمه ومفتاحه ، قاطعتها اسيا تسألها بأستنكار :

-" معلش جناح ايه بالظبط !! وفين مفتاح اوضتى " 

اجابتها موظفه الاستقبال بأبتسامه مصتنعه : 

-" يافندم الحجز جايلنا بجناح واحد بس وبأسم السيد مراد سويدى .. 

اسيا بعصبيه وهى تنظر إليه : 

-" ممكن افهم يعنى ايه الكلام ده !! 

مراد بهدوء : واضح ان السكرتيره لخبطت وحجزت جناح كبير بدل ما تحجز اوضتين منفصلتين .. 

اسيا : طب وانا ايه دخلى فى ده احجزيلى اوضه تانيه وخلاص 

سارعت موظفه الاستقبال فى الحديث : 

-" للأسف يا فندم الغرف كلها محجوزه عشان المؤتمر ومفيش اى غرف تانيه فاضيه .. 

اسيا وهى تشعر بالدم يتدفق إلى رأسها : 

-" يعنى ايه مفيش غرف تانيه !! خلاص نشوف اى اوتيل تانى !! 

موظفه الاستقبال : اقرب اوتيل لينا على بعد ساعه , وطبعاً مش بنفس مستوى خدمتنا " .. 

فتحت اسيا فمها لتجيب ولكن مراد سحبها من ذراعها ليتحدثا بعيد عنها :

: -" اسيا من فضلك خلينا نطلع فوق نرتبها وبعدها نشوف هنعمل ايه بدل مانتكلم هنا " ..

رادت مجادلته ولكنها كانت تشعر بالالم فى كل ذره من جسدها فقررت الصعود وتناول اى مسكن ثم حل هذه المشكله لاحقاً ، اعتقدت انها تستطيع التعامل مع ذلك الوضع ولكن مرضها مع لامبالاته فى التعامل معها إلى جانب نظرات الإعجاب التى كانت تراها فى عيون كل امرأه تمر بجواره جعلها تنفجر غاضبه بمجرد دخول الجناح 

.... كانت تصرخ وهى تقف امامه تشعر بالدم يتدفق فى عروقها  : 

-" انا استحاله ابات معاك فى نفس الاوضه , دى مشكله السكرتيره بتاعك وانت ملزم بحلها " .. 

اقترب منها ماداً ذراعه لها يحاول تهدئتها  

-" اسيا ممكن تهدى " 

ولكنها شعرت بغضب الايام الماضيه منه يتجمع بداخلها فنفضت يده تدفعه تبعده عنها بقوه وهى تصرخ بِه :

"- انا قلتلك قبل كده متلمسنيش , بدل ما تحاول تهدينى روح شوف حل فى المشكله اللى انت سببها , كفايه انى اتنازلت وسافرت معاك بدل دكتور طارق , معنديش اى استعداد انى اتنازل تانى و انام معاك فى مكان واحد !!! " ..

 كانت ترى الغضب يزحف إلى عينيه ولكنها انفجرت الان ولا تستطيع السيطره على أعصابها فأكملت وهى تتحرك بعصبيه :

-" خليك انت هنا وانا هأخد شنطتى وهشوف فى اى مكان تانى " 

مد يده يقبض على ذراعها بقوه يعيدها امامه مره اخرى ، تنفس سريعاً فى محاوله للسيطره على غضبه المتصاعد ثم تحدث بعدها بنبره جليدية مشدداً على كل حرف يخرج منه :

-"مش هتتحركى من هنا الا لما انا أسمحلك , وبعدين خلى نوبتك العصبيه دى لموقف تانى اهم وبلاش دراما " 

، شهقت بفزع من كلامته ليخرج صوتها همساً :

"قصدك ايه " .. 

مراد بوحشية : 

-" يعنى قصدى ان عصبيتك دى ملهاش لازمه لانى مش ناوى اقرب منك ولا حتى انام معاكى فى نفس السرير فأطمنى ومفيش داع للدراما دى كلها " ..

كانت النظرات بينهم الان عباره عن شرر متبادل ، شعرت بالغضب اكثر من تلك الكلمات فلم تشعر الا بعد خروج الكلمات منها :

-" عارفه ده كويس , اظن انك اثبتهولى من ٦ سنين فاتوا يوم ما جريت ورا واحده تانيه , بس ده ميمنعش انى اتأرف من فكره وجودى معاك فى مكان واحد " .. 

علمت انها وصلت معه إلى نقطه لا يمكن الرجوع منها فأرادت الابتعاد مسرعه ولكنه مازال ممسكاً بذراعها فجذبها مره اخرى ووجهه يقترب منها تشعر بأنفاسه المتسارعة عليها من شده الغضب ، كان نبرته الان عباره عن همس متوحش :

-" على الاقل انا كنت صريح معاكى مش زيك كنت بدعى الحب وبعد كام شهر رميتى نفسك فى حضن اول راجل تشوفيه " ..

شهقت بصدمه من حديثه فخرج صوتها همساً متقطعاً : 

-" قصدك ايه ؟ " .. 

مراد بنفس نبرته  : 

-" قصدى انى عارف كويس ان خالد هو ابو اسيا وعارف كمان ان برغم انه أتخلى عنك ورافضك لسه بتجرى وراه زيك زى اى واحده معندهاش كرامه " .. 

رفعت يدها تصفعه ولكنه قبض على معصمها بقوه قبل ان تصل إليه ، شعرت بعظام يدها  تتحطم من اثر قبضته   ، حاولت التخلص منه ولكنها فشلت  ليتركها بعد فتره وهو يلهث من شده الغضب ثم خرج صافعاً باب الجناح خلفه بقوه جعلتها ترتجف .


................

  •تابع الفصل التالي "رواية عشقي الابدي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent