Ads by Google X

رواية ذكريات مجهولة الفصل الخامس عشر 15 - بقلم قوت القلوب

الصفحة الرئيسية

   

 رواية ذكريات مجهولة الفصل الخامس عشر 15 - بقلم قوت القلوب



« بعد الغياب »
الإمارات..
المستشفى ( حوريه) ….
بعد عدة محاولات فاشلة للإفاقة فكلما فتحت عيناها تشعر بثقلهم مرة أخرى لتفيق فى النهاية وهي تحاول الإعتدال قليلا مسنده رقبتها على الوسادة فى صمت ….
تابعت بعيناها أحد اللوحات الطبية المعلقة على الحائط تتمعن فى تفاصيلها بدون أى هدف …
جالت بتفكيرها فى (عماد) وما سيفعله معها بعدما أمسك بها هاربة من بيته بهذه الصورة …
أستعود لحياتها المُهينة الذليلة معه مرة أخرى ؟؟!! … كيف ستتحمل كل تلك القسوة خاصة بعد مواجهتها الأخيرة معه ….؟!!
طرق الباب لتدلف الممرضه ترسم إبتسامة عملية تجاه (حوريه) وهى تتابع سير المغذي الذى يصل لكفها خارقًا إياه ليمدها بالتغذية والأدوية اللازمة لتحسن حالتها …
الممرضه بتساؤل : أحسن شوى ..؟!
حوريه : الحمد لله …
الممرضه : زوجك بالباب بده يدخل يتطمن عليكِ … والله هادي أول مرة بشوف زوج بيستأذن يتطمن على زوجته …!!؟
إرتعبت (حوريه) فور سماعها خبر وجود (عماد) واقفًا خارج الباب لتتسع عيناها برعب وقد بدأ جسدها يرتجف ، دوار رهيب إجتاح رأسها وشعور بالغثيان طغى على معدتها وهى تهمس بإرتعاش …..
حوريه: جـ … جـ…. جوزي …. !!!
لحظات من الإرتجاف والخوف فصلت بين (حوريه) وبين طرقات متتالية على الباب شعرت بقلبها ينتفض مع كل طرقة بهم بألم …
تعلق بصرها بباب الغرفة وهي تنتظر دخول (عماد) منه ، حاولت السماح له بالدخول لكن صوتها أخذ يتقطع لتشعر ببرودة تسير بأوصالها مسببه إرتجاف شديد بجسدها ، لتغثى نفسها ، أستفقد الوعي مرة أخرى أم ماذا !!! ….
الممرضه بقلق : اهدى شوى … شو باك …!!! تعبانة شي …؟!!
صمتت (حوريه) وهى مازالت تطالع الباب الذى عاد للطرق مرة أخرى لتسمح له الممرضة بالدخول وهى تزيد من جرعة المسكن ظنًا منها أن إنتفاضة (حوريه) بسبب ألم جرحها ….
الممرضه: إدخل ….
دلف (عبد الله) إلى الغرفة وهو ينكس عيناه بعيدًا عن (حوريه) الممدة فوق الفراش ….
الممرضه: ها … كيفك الحين …. أحسن شوى …؟!!
أومأت (حوريه) رأسها بصمت وهى تتفحص ذلك الشاب الذى دلف لغرفتها للتو …
لحظات مرت وهى تحاول معرفة من هذا الشاب الذى يدعي أنه زوجها ريثما خرجت الممرضة من الغرفة مغلقة الباب من اثرها ..
حوريه بتساؤل : انت مين …؟؟ وليه قلت إنك جوزي ….؟؟!
عبد الله: أنا (عبد الله) … كنت شغال سواق عندكم من كام شهر …
حوريه: مش عارفاك أوى …. طيب ليه قلت لهم إنك جوزي …؟!!
عبد الله: لما رحت لكم البيت لقيتك واقعة فى الأرض ومغمى عليكِ … جبتك هنا وهم إفتكروا إنى جوزك ….
حوريه بدهشة : انت اللي جبتني هنا … مش (عماد) …؟!!
عبد الله : إنتِ كنتِ فاكرة (عماد) هو اللي جابك …؟!.
حوريه: أيوة .. لما قالولي جوزك جابك المستشفى إفتكرته هو اللي جابني هنا …
ثم أردفت مستكمله بحزن …
حوريه: قال يعني ممكن يفكر فيا وفى صحتي ويلحقني على المستشفى قبل ما أموت ….!!!!
شعر (عبد الله) بالصدق بكلامها وأنها من الواضح أنها لا تعرف شيئًا عما حدث لزوجها وأن ظنه أنها هى من قتلته ظن خاطئ منه تمامًا …
عبد الله: أنا آسف إنى أبلغك بالخبر دة …. بس … (عماد) إتوفى ….
مفاجأه لا تصدق .. فغرت (حوريه) فاها لتعلو عيناها إندهاش واضح وعدم تصديق ..
هل يمكن أن يموت… !!! … هل هو مثل كل البشر قهره الموت وإختفى من الوجود بهذه السهولة ،كم لله قدره ينساها المرء فيتجبر ويقسو ويظلم وينسى يوم لقائه برب العالمين الذى لا يغفل ولا ينام يرد حق المظلومين ويجبر المنكسرين …
حاولت إستيعاب فكرة موته بغير تصديق أنها حررت من ذله بهذه السهولة ، ففى لحظة كان كل شي قد إنتهى ….
حوريه بعدم تصديق: لأ طبعًا …. (عماد) مات …. معقوله دى ؟! …. إزاى …. مش مصدقة … مش مصدقة أبدًا …..!!
عبد الله: تقريبًا كان فيه زيت واقع على السلم الرخام وإزاز مكسور وهو كان بيجري أو حاجة وشايل شنطته فإتزحلق ووقع ، إتخبط فى رأسه و نزف كتير وإنجرح من الإزاز فى جسمه كله كان بينزف … ولأن مفيش حد فى البيت خالص محدش حس بيه وملحقناهوش ….
غمغمت (حوريه) بداخلها ” يعنى رفضك تجيب حد يساعدني عشان تذلني سبب موتك … كان زمان حد لحقك … بس ربنا منتقم … جاب لي حقي منك ….”
سقطت دمعه من عيني (حوريه) على خلاصها منه والنجاة بحياتها …
توقع (عبد الله) أن دموع (حوريه) ما هي إلا حزنًا على فقدها زوجها ليفاجئ برفع يديها إلى السماء وسط بكائها لتتسع إبتسامتها قائله ….
حوريه : الحمد لله رب العالمين …. قد إيه انت رحيم بعبادك يا رب …. ألف حمد وشكر ليك يا رب …. ألف حمد وشكر ليك يا رب …
اندهش (عبد الله) كثيرًا من رد فعلها وتردد فى سؤالها عن سبب فرحتها بدلاً من حزنها عليه …
عبد الله بإندهاش : إنتِ مبسوطة …؟!!.
حوريه مبرره : متفهمنيش غلط … بس هو ظلمني وقهرني … كان بيذلني ورفض يطلقني و أروح لحالي … حسيت فجأة إن ربنا نصفني وجاب لي حقى منه … أنا مش شمتانه فيه …. بس فرحانه إنى بقيت حره وهو مش فى حياتي …
عبد الله: فاهمك كويس …. مش إنتِ لوحدك إللي ظلمك ….
حوريه بعدم فهم : قصدك إيه ..؟!
عبد الله: جوزك ظلمني وإتهمني زور ودخلني السجن …. وكنت جاي له إمبارح أصفي حسابي معاه وأنتقم منه …. لكن ربنا قادر وخلصنا منه … ولو مكنتش ساعدتك وجينا هنا كان ممكن أتهم بقتله …. الحمد لله رب العالمين …
___________________________________________
نيويورك…
مطار جون كينيدي …
يومين قضاهم (هشام) مختبئًا عن الأنظار بداخل غرفة الفندق ليخرج بعدها متوجهًا إلى مطار جون كينيدي للحاق بطائرته المتجهة إلى القاهرة اليوم ….
أنهى كافه الإجراءات جالسًا بصالة الإنتظار مترقبًا لإعلان موعد إقلاع الطائرة ….
جلس يتأمل الدفتر الذى فتح له باب جديد وشغف للتعرف على هذه الفتاة فهو لا ينكر أنها أثرت فى نفسه من مجرد كلمات مكتوبة … أصبح لديه شغف للتعرف عليها والتقرب منها …. شعر أنها شبيهه روحه كيفما كانت ملامحها …
هشام ” يا ترى شكلك إيه؟! …. مع أنه مش فارق معايا بس حاسس إنك إنسانة رقيقة أوى … وبالرغم من أن الدنيا كانت قاسية معاكِ أوى كدة إلا إنك ولا كرهتي حد ولا حقدتي على حد …. كان كل إللى يهمك بس تخرجي من إللى إنتِ فيه …. أنا عارف أن المرض إللى جالك دة بيقضي على كل ملامح الأنوثة والجمال بس كل دة ميهمنيش …. المهم أشوفك وأقرب منك ….”
سمع (هشام) نداء برقم البوابة والرحلة التى سيسافر إليها فحمل حقيبته وضبط قبعته
وتوجه إليها لينتظر مرور الساعات الطويلة للوصول إلى أرض الوطن …
__________________________________________
فى الصباح…
بعد مرور ساعات ثقال يأتى الصباح بنوره لتنقشع الغيوم وتسطع شمس الشتاء الدافئة لتغير بالنفوس وطأه حزنها وأخرى تتمنى مرور الساعات لإنتهاء اليوم ليمر يوم جديد بحياتها المتماثلة ….
مديريه الأمن ، مكتب طارق …
حرك (طارق) أصابعه بتوتر فوق سطح المكتب ممسكًا بقلمه بطرف أصابعه ليديره عدة مرات ومازال مشهد الأمس مؤثرًا فى نفسه كلما إنشغل بأمر ما عاد إلى ذهنه صورتها الحزينة المعاتبة ….
طارق : كل دة عشان برطمان عسل ….؟؟!! للدرجة دى كان مأثر فيها أنه إنكسر … طيب ما أنا دفعت تمنه …. كانت بتبص لي كدة ليه ….؟!! البنت دى فيها حاجة … مش عارف إيه … بس فيها حاجة ….
سامر : لا حول ولا قوه إلا بالله … أنت بتكلم نفسك …. إتجننت من قبل ما تتجوز .. أمال سبت إيه للمتجوزين إللي ماشيين يكلموا نفسهم فى الشارع …
طارق: اااه …. جاي أسليك أنا على الصبح … بقولك إيه …. أنا كدة كدة ماشى بدري …. وخلصت الشغل … خليك لوحدك بقى … أنا رايح أستعد للخطوبة … مستنيك أنت وأخوك متتأخروش ….
سامر مازحًا: مقبوله منك … ماشي يا عريس ….
تناول (طارق) مفاتيحه من فوق سطح المكتب خارجًا من مكتبه متجهًا إلى البيت ليستعد لحفل خطوبته على (هايدى) بالمساء …
________________________________________
مكتب الوزير….
تمم (علاء) على أوضاع جميع رجاله بالمجموعة ليدلف إلى مكتب الوزير الذى طلب حضوره بصورة عاجلة ….
علاء: صباح الخير يا فندم …
الوزير: أهلاً يا (علاء) … إتفضل أقعد ….
جلس (علاء) برسمية منتظرًا التوجيهات الجديدة التى سيطلبها منه الوزير فهذه الأيام له برنامج حافل بالزيارات الخاصة بالصناعة والمشروعات الجديدة ….
الوزير: خلال الأسبوع دة عايزك تجهز الرجاله بتوعك فى زيارات لأسوان والنوبة بعدها عندنا زيارة لتركيا الأسبوع الجاي … حضر لها كويس ومدير مكتبي حديلك خط السير بالزيارات كاملة تطلع عليها عشان تجهز المجموعة إللى معاك وأى إحتياجات لازمه ….
علاء: تحت أمرك يا فندم …. كله تحت السيطرة إن شاء الله …
الوزير: ثقتى دايمًا فيك فى محلها …. إتفضل انت …
علاء: شكرًا يا فندم … بعد إذنك …
اكمل (علاء) عمله بالإطلاع على سجل الزيارات المرتقبه لتجهيز الترتيبات الخاصة بذلك .. ليكون ذلك سببًا فى إنغماسه بالعمل لربما يتناسى ما حدث وضياع الأمل ….
_________________________________________
هشام….
بقي بضعة ساعات قليلة ليصل إلى مطار القاهرة ليضع غطاء العينين فوق خاصته مستمتعًا ببعض الراحة قبل عودته إلى العمل مباشرة فور وصوله ..
___________________________________________
نهال…
مع إنقشاع الغيوم نظرت بصفاء من نافذتها تتنفس عبير الصباح قبل أن تبدأ بتصفح بقيه أجزاء الكورس الذى تدرسه قبل موعد إختبارها الاسبوع المقبل …..
________________________________________
أميمه….
كثفت عملها مع (سيلا) و(ضيا) لتوشك تصميماتها على الإنتهاء مع وضع الرتوش الأخيرة لإظهار عملهم قبل عرض عملهم على الشركة فهذه فرصة لن تعوض بالعمل معها فهى من أكبر الشركات بتركيا لتصميم الأزياء العالمية لما لها من إنتاج ضخم وإشتراك دائم فى معارض ومؤتمرات العالمية للإنتاج …
فرصة ستحدث نقلة نوعية كبيرة لها ولفريق عملها البسيط فى وضع أقدامهم بعمل الأزياء العالمي …
_________________________________________
حوريه وعبد الله ….
طال حديث (حوريه) و(عبد الله) الذى قص على (حوريه) قصته الحزينة مع (عماد) وكيف أوقع به ظلمه وسواد قلبه …
إستمعت إليه (حوريه) بإنصات مقدرة شعورة بالقهر من ذلك الطاغية … كيف إستطاع أن يهنأ بحياته ومنامه وهو من أوقع ذلك الظلم والإفتراء على (عبد الله) بدون وجه حق ….
كان كل لفظ يتلفظ به (عبد الله) ليصف به معاناته وحرمانه من حريته التى سلبت منه عنوة بسبب (عماد) وكأنه يصف حالها معه …
لقد إستطاع (عبد الله) وصف شعوره بدقة لـ(حوريه) لتبقى كلماته كمن يصف حالتها وحياتها البائسة معه …
لم يكن لـ(حوريه) أى تعبير سوى إيماءات خفيفة وإبتسامات حزينة فمهما حاولت وصف ما حدث معها لن يظهر مدى قهره وذله لها ….
فضلت الصمت فهى لن تبحث الآن على نظرات الشفقة والتعاطف فلتداوي جراحها بنفسها فقد إستطاع (عماد) تحطيمها بالكامل قبل أن يرحل عن عالمها البغيض ….
عبد الله: لكن حقيقى ربنا بعتك ليا نجده … لو كنت طاوعت الشيطان و قابلته الله أعلم كان حيبقى مكاني فين دلوقتِ …. كان زماني خسرت كل حاجة …
حوريه: الحمد لله … أستاذ (عبد الله)… ممكن أطلب منك طلب ….
عبد الله: أؤمرينى …. خير …؟!
حوريه بأسى: رجعني مصر …
عبد الله بتفهم: أكيد طبعًا … تقومي بس بالسلامة ونرجع سوا ….
حوريه: شكرًا يا أستاذ (عبد الله) على إللي عملته معايا ….
عبد الله: المهم صحتك وسلامتك … أنا مش حسألك (عماد) عمل معاكِ إيه لأنه واضح من كسرتك والحزن إللي مالي عينك إن ظلمه ليكِ كان أقوى من ظلمه ليا بكتير … لكن الأيام كفيلة تنسيكِ كل ده وترجعي لأهلك وحبايبك …
حوريه: مش حقدر أنسى … بس أنا محتاجه أسيب البلد دى … أنا كرهتها … حاسة كل حاجة فيها بتفكرنى بيه …
عبد الله: شدى حيلك بس وإن شاء الله نرجع سوا … أسيبك بقى ترتاحي وأستأذن أنا ….
حوريه: حقدر أوصل لك إزاى … ؟!!
عبد الله: أنا للأسف مش معايا تليفون خالص … بإذن الله حشتري تليفون جديد وأديكِ رقمه وأتصل بأهلي أطمنهم عليا …
حوريه: إن شاء الله …
عبد الله: أنا حمشي دلوقتِ وأجيلك بكرة إن شاء الله …
إنصرف (عبد الله) و أصبح كل ما يفكر به الآن ويشغل تفكيره هو ما هو عذره الذى سيقدمه لوالديه عن هذا الغياب القصري الذى أجبر عليه طوال هذه الشهور الطويلة …..
__________________________________________
بيت رحمه….
“إنه اليوم”.. قالتها بداخل نفسها فور أن فتحت عيناها …
جلست للحظات بتجهم دون حراك تتمنى لو أن تقضي بقية يومها مغيبه بأى وسيلة .. فهذا اليوم لن يمر على قلبها بسلام …
إنه يوم إعلان إسدال الستار عن حبها وأملها الذى كانت تعيش من أجله لكنها مجبرة على التماسك والإستكمال ، ليس ذلك فقط بل وبوجه بشوش غير مكترث أيضًا …
رحمه: القوة من عندك يا رب ….
نهضت من فراشها لتعد الطعام قبل إستيقاظ الجميع كعادتها …
خرجت نحو غرفة المعيشة لتجد والدتها متشبثه بالنافذة تتمعن فى الطريق …
(رحمه) بإشفاق على والدتها وما أصابها بعد غياب (عبد الله) .. تتمنى أن يأتيها بأى خبر منه حتى ترتاح والدتها من هذا الشقاء وحسرة قلبها …..
رحمه: برضة يا ماما …!!!
ام رحمه: قلبي بيقولي جاي يا (رحمه) … حلمت بيه إمبارح وهو بيضحك وفاتح لى دراعاته ….
رحمه بتمني : يا رب يا ماما .. يا رب يطمنا عليه عن قريب …. إدخلي بقى من البرد …
ام رحمه: خليني شوية …. يمكن ييجي وأنا واقفه ….
رحمه : على راحتك يا ماما … ححضر الفطار الأول وبعدين نتجمع كلنا …
قاطع حديثهم رنين هاتف (رحمه) ، لتنظر نحو والدتها بقلق …
رحمه: أستر يا رب … مين إللى بيرن بدري أوى كدة ..؟!!
أمسكت (رحمه) بالهاتف لتجد رقمًا طويلاً غريبًا …
رحمه: السلام عليكم …
عبد الله: ياااااااه يا بنت اللذينة .. وحشني صوتك أوى …
إمتلأت عينا (رحمه) بالدموع وإستدارت نحو والدتها بعيون باكيه وإبتسامة تتسع تدريجيًا لتنطق صارخة بفرحة …
رحمه بقوة : (عبد الله) ……!!!!!!
لم تشعر (أم رحمه) بنفسها إلا وهى تتسابق مهرولة لتسحب الهاتف من يد (رحمه) لتتشنف مستمعه إلى صوت وأنفاس ولدها الذى كادت أن تموت شوقًا لسماع صوته والإطمئنان عليه …..
ام رحمه: إبنى …. حبيبي … نور عيني … انت فين يا (عبد الله) …. انت فين يا حبيبي …؟!!
ولم تنتظر إجابه (عبد الله) بل إستمرت بالحديث والبكاء فى نفس الوقت ….
عبد الله: وحشاني أوى يا ماما …
ام رحمه: يا حبيبي يا إبنى … وحشتني أوى … وحشتنا كلنا …..
تفاجأت (أم رحمه) بسحب الهاتف من يدها بلهفه ملتفته بعيناها من ذا الذى يستطيع فعل هذا وجميعهم مدركون كيف تنتظر تلك اللحظة لتجد زوجها (إبراهيم) يضع الهاتف قرب أذنيه وقد إمتلئ وجهه بالدموع إشتياقًا لولدهم الغالي ذلك الشعور الذى واراه عنهم جميعًا متظاهرًا بالتماسك وفى داخله صراع يكاد ينهيه لكنه مجبر ليشد من أذرهم جميعًا بغياب ولده الكبير ….
ابراهيم: (عبد الله) … غبت أوى يا (عبد الله) ….؟!!
عبد الله: بابا …!!! انت بتعيط يا بابا …. !!!! حقك عليا ….
إبراهيم: المهم إنك بخير يا إبنى … المهم إنك بخير …
عبد الله: أنا راجع يا بابا … قريب أوى حرجع .. بس عندى شوية إجراءات بس أخلصها وآجى على طول …
ابراهيم : تيجي بالسلامة يا إبنى ….
أم رحمه: هات بقى يا (إبراهيم) …. أنا ما صدقت سمعت صوته …
وسحبت مرة أخرى (أم رحمه) الهاتف من يد زوجها وهى تستمع لـ(عبد الله) ناظرة نحو زوجها الذى خر ساجدًا شكرًا لله على سلامته ….
لتبتسم بسعادة مستكملة حديثها مع (عبد الله) متابعة فرحه (إبراهيم) بعيناها …
ام رحمه: تيجي على طول … أنا قلبي وجعني عليك …
عبد الله: حاضر يا ست الكل …. أخلص أوراقي بس وحتلاقيني قدامك …. إديني بقى الأستاذة (رحمه) …
(أم رحمه) وهى تشير لـ(رحمه) بالهاتف مردفه ..
ام رحمه: كلمي أخوكِ يا (رحمه) ….
تقدمت (رحمه) ممسكة بالهاتف فى فرحة أنستها سبب عبوسها منذ الصباح …
رحمه: أيوة يا (عبد الله) …
عبد الله: أمك وأبوكِ كويسين يا (رحمه) … أنا قلقان عليهم أوى …؟!!
رحمه : إطمن … هم دلوقتِ بقوا كويسين أوى أوى الحمد لله ….
عبد الله: الحمد لله … طيب اااا… كنت عايز أطمن … عليكم يعني وعلى إخواتك والناس وكدة ….
بفراسة إستطاعت (رحمه) فهم مقصد (عبد الله) ورغبته فى الإطمئنان على (هاجر) وأحوالها بعد غيابه لتتحرك بالهاتف نحو غرفتها الصغيرة خافضة حدة صوتها قليلاً ..
رحمه: ااااه …. قصدك (هاجر) ….؟!!
دق قلب (عبد الله) فور سماع إسم محبوبته ليبتسم بسعادة …
عبد الله: إنتِ عرفتي …؟!!
رحمه: ولو أن دة مش وقت عتاب عشان خبيتوا عليا .. بس أطمن .. هى كويسة … ومستنياك … بس أنجز بقى أحسن مغصوبه على جوازها من إبن عمتها إللى إسمه (خالد) دة ..
إنتفض (عبد الله) بقلق …
عبد الله: (خالد) مييين … !!!! (هاجر) دى بتاعتي أنا …
رحمه : أيوة كدة … هو دة أخويا حبيبي ….
عبد الله: بلغيها إنى راجع … بس تصبر عليا شويه لأني راجع على الحميد المجيد …. مش معايا جنية واحد …
رحمه: يا خبر يا (عبد الله) بعد الغياب دة كله .. !!!!
عبد الله: حبقى أحكي لك كل حاجة لما أرجع … دة أنا إنكتب لى عمر جديد يا (رحمه) ….
رحمه: مش مهم الفلوس .. المهم إنك بخير .. وهى لو بتحبك حتصبر عليك متقلقش .. .
عبد الله: بلغيها سلامي …. ولإخواتك إللي أكيد نايمين دول … سلام بقى أنا بتكلم دولي ..
رحمه ضاحكة: مع السلامة … ترجع لنا بالسلامة يا (عبد الله) ….
عادت (رحمه) إلى والديها الفرحين بإطمئنانهم على (عبد الله) …
ام رحمه: يلا نحضر الفطار وصحى إخواتك أنا حاسة إنى جعانة أوى …
ابراهيم: ومين سمعك … كأن صوته فتح نفسنا من تاني ….
إبتسمت (رحمه) فقد عادت البسمة والفرحة للبيت من جديد وذهبت لتجهز لهم
الإفطار ، تناولوا جميعًا الطعام وقد غمرتهم الطمأنينة والسعادة بعد غياب …..

يتبع…

google-playkhamsatmostaqltradent