Ads by Google X

رواية الريح و الهوايل الفصل السادس عشر 16 - بقلم هند عبدالله

الصفحة الرئيسية

   

رواية الريح و الهوايل الفصل السادس عشر 16 -  بقلم هند عبدالله 


اتصل عايد بلميا حسب توجيهات زهوة
: الو يا حبيبتي بقولك اتصلو بيا في الاوتيل وقالو ان غالبا اخدت شنطة مش بتاعتي
صرخت لميا في اذنه مباشرة : والله وبالنسبة لهدومك اللي انا حافظاها يا عشرة ٢٢ سنة جواز


اكمل عايد بهدوء وهو ينظر لزهوة : يا ماما افهمي الله يرضى عليكي انا كنت باعت هدومي التنضيف قبل ما خيري يكلمني علطول ولما اتصل بيا وقالي ندى اتخطفت عملت تشيك اوت في نفس اللحظة وانا بحجز طيران عامل المغسلة كعور شوية هدوم وحطها على اساس انها كلها بتاعتي وارد جدا قطعة ولا اتنين جم مش بتوعي والله لو انا فعلا يعني بخونك وبعرف ستات مكنتش جيت بشنطة اصلا ماياما رجعتلك من غير شنط
مازال صوتها غاضبا : انت عارف انا لقيت ايه في الشنطة
: لا يا لميا ومش عايز اعرف ولا عايز نتكلم وانتي غضبانة كده من فضلك اهدي وكلميني


وأغلق الهاتف وهو ينظر لزهوة معلقا: ها طلعت بعرف اكذب يا أستاذة
: أستاذة ايه بقى دنت اللي استاذ
:تعرفي
: ها
: دي اول مرة في حياتي اكدب عليها وحاسس انا قلبي واجعني
: سلامة قلبك بس يعني انت قصدك متزعلهاش يعني كدب برئ
: يا سلام هو في كدب برئ
: طبعا طالما مش هتضر حد مش عاوز بقى تقولي هدوم مين االي في الشنطة
: والله ما عارف حقيقي انا مبصيتش فيها مش يمكن بيجامة هشام


ضحكت زهوة بصوت ثم اضافت : هو باشمهندس هشام بيلبس قمصان حرير احمر ويحط برفان سكاندال ده يبقى شقي قوي روحني بقى قبل ما اتعدي منكم
: تعالي تعالي
: على فين
: هعزمك عالقهوة اللي ليكي عندي من يوم ما عرفتك يمكن تغيري فكرتك عني
: الله طب ولميا
:ما قولت هنتكلم لما تهدى
مرت عدة شهور كبر فيها دور زهوة في حياة هذه العائلة الكل يثق فيها ويأتمنها على أسراره حتى ان عايد أصبح يرسل لها هى أموال الصدقات والزكاة التي كان يرسلها لابو الكرامات بمنتهى الثقة والاريحية
واصبحت حقائب عودته من السفر لا تخلو من هدايا خاصة لها ولولديها كما تكفل عايد بمصاريف مدارسهم الدولية وكافة ما يلزمهم
طوال هذه الشهور وعايد يتجاهل وجود شمس تماما
وكادت شمس تجن وصارت كل رسائلها له : طب افهم ليه اتجوزتني على الاقل
وهو يقرأ ويحذف وكأنما لا يريد ان يتذكر الأمر نهائيا


عندما انهو احد اجتماعات العمل عرض عليه هشام ان يمضي باقي اليوم معه حيث لم تتوفر لهم فرصة للترفيه منذ زمن
هشام : اخبارك ايه في الدنيا والبيت
عايد : اهو ماشي بس محتار شوية
: ايه اللي محيرك
: حاسس ان ظلمت شمس وفي نفس الوقت مش قادر اقابلها
: انت كل ده مكنتش قابلتها يا عايد
: الحقيقة لا
: ياخي حرام عليك اتقي الله ده ظلم وظلمات
: عارف ياعم عارف بس حقيقي مش قادر
اسابيع طويلة وشمس تكتم حزنها في نفسها وطوال الوقت تسائل نفسها : طب ليه انا عملت ايه
نصحتها صديقتها بالذهاب لمكتبه او حتى بيته وليكن ما يكون لكنها اجابت : انا وعدته ان عمري ما هحاول ازعجه


ثم لامت نفسها: يمكن انا غلطت عشان حركة الشنطة بس كانت مجرد غيرة ستات صعب عليا ان اكون مجرد ضل في حياته لكن لا يمكن افكر اسببله أذى
عاد عايد من إحدى سفراته بعد غياب شهر وبعد وقت بسيط قضاه مع عائلته التي تغير حالها وصارت افضل واهدء
حتى ان لميا كفت عن التنظيف وصارت اكثر اهتماما بنفسها وكفت عن التنغيص عليه
نظر لحالهم وتنهد محدثا نفسه : لا فعلا ساحرة زهوة دي عملت اللي مقدرتش اعمله في سنين
اخرجته لميا من شروده وهى تربت على كتفه : ابقى اسأل على زهوة يا حج بقالها اسبوعين مختفية من وقت ما خلصت امتحانات سيف وهى مختفية
: طب مسألتيش عليها ليه
: سألت وقالت محتاجة تبقى وحدها شوية
: غريبة قوي عموما اتصلي بيها اعزميها عالغدا هى وولادها
ثم خرج من البيت
جلس في سيارته اخرج الهاتف الصغير المخبأ في درج السيارة نظر فيه فوجد عشرات الرسائل من شمس تجاهلها جميعا
وطلب رقم زهوة
جائه صوتها باكية : الو اهلا يا حاج
: انتي مختفية ليه وماله صوتك
: مافيش
: لا لا ماليش خلق على حكاية مالك مافيش دي لو سمحتي البسي وهعدي عليكي
وصل عايد اسفل بيتها
خرجت زهوة من بيتها ليست كما هو معتاد ان يراها نقص وزنها زبول ملامحها حتى ان عيناها منطفأة وعليها اثار بكاء طويل
ركبت بجواره
فبادرها بسؤال : مالك بقى
اجهشت زهوة بالبكاء ربنا يسامحني قلبي مش في ايدي مكنتش اعرف ان ممكن اتفتن بيك للدرجادي انا انا
اندهش عايد من كلامها ولكن شئ ما بداخله اهتز طربا فمد يده لاول مرة وربت على كتفها مهدئا
فزادت زهوة في البكاء وهى تردد: انا ست مش كويسة مش قادرة اتحمل الذنب ده كله اكيد هتقول عليا ست خاينة بس انا من اللحظة اللي فكرت فيك فيها طلبت الطلاق من ماجد عشان ارحم نفسي من عذاب الضمير
:طيب اهدي ما تعمليش في نفسك كده ده مش حل
: اهدى ازاي وانا على زمة راجل وبفكر في راجل تاني دي اخر حاجة كنت اتوقعها اقسملك بالله عمري ما حبيته ولا حتى أفكارنا اتفقت بابا الله يسامحه جوزهولي عشان كان معاه في الحزب ولما حصلت الثورة لقيت نفسي وحدي بولادي وهو كل شوية مسجون بقالي سنين مكفية على ولادي مش شايفة غيرهم لحد ما شفتك وعرفتك
مد عايد يده نحو ذقنها ورفعها لأعلى ونظر في عينها مباشرة : لما شفتيني حصل ايه
دمعت عيناها ونكست رأسها : اتعلقت بيك حبيتك حسيت نفسي رجعت عيلة انا اسفة غصب عني
: طيب اهدي
: انا هختفي من حياتكم خالص ارجوك ساعدني ومتحاولش توصلي
: ما ينفعش يا دكتورة قصدي يا زهوة ما ينفعش ولادي اتعلقو بيكي حياتنا بقت افضل بوجودك
:مش هقدر ابدا ابص في عين لميا وانا عارفة اللي في قلبي ربنا كتب عليا احب اللي مش شايفني
: مين بس قالك ان مش شايفك
خرجت منه الجملة دون ان يشعر
وتلقفتها زهوة بلهفة : بجد !!!!!
: مش عارف اقولك ايه استغفر الله العظيم لكن انا فعلا حاسس انك حاجة مهمة في حياتي ما ينفعش تختفي ربنا يدبرنا بقى ونلاقي حل
ترجلت زهوة من السيارة مودعة عايد تاركة اياه في حيرة شديدة
مر اكثر من عشرة أيام وعايد فاقد للتركيز تماما وشارد دائما كلما دق هاتفه نظر سريعا فوجد اسما غير ما يتوقع فيغلق الهاتف في عصبية
حتى ان لميا احتارت في أمره: مالك يا حاج
: يوووه مش عايز حد يسألني
وخرج وصفق الباب خلفه
توجه لسيارته اخرج الهاتف الاخر طلب رقمها : الو
: الحمدلله انك رديتي انتي ليه بتعملي كده بتعذبينا
: انا مش قادرة مش انا اللي اكون ست خاينة جوزي رافض الطلاق تماما
اجاب بلا تفكير
: ارفعي خلع هتكسبيه لانه مسجون
: فكرت بس المحامي طلب مبلغ كبير
: ياخد اللي ياخده مافيش مجال للحسابات دي اسمعي كلامي
: امرك بس ارجوك بلاش تكلمني مش عايزة أضعف

يتبع…


google-playkhamsatmostaqltradent