رواية المتاهه القاتلة الفصل السادس عشر 16 - بقلم حليمة عدادي
اتسعت أعينهم من الصدمة.. حين وقفت “ماريا” وسحبت خنجرًا من خصر الرجل الذي يقف بجانبها، وطعنت ذلك الرجل المتسلط بقوة، سقط السوط من يده وسقط الرجل، صرخ الرجال الذين كانوا معه فتراجعت “ماريا” إلى الخلف بخوف وجسد مرتجف، والسلاسل التي في قدميها تعيق حركتها كانت تتعثر بها، تجمعت الدموع في عينيها ولم تصدق ما فعلت، شعرت بالخوف عندما اقترب منها أحد الحراس وصفعها بقوة حتى سقطت أرضًا، خرجت منها صرخة، فنظر باتجاه الحارس الآخر وتحدث بأمر:
-تعال ساعدني علشان ننقله لخيمة العلاج.
حملا الرجل المصاب، ثم التفت إلى “ماريا” والشرر يتطاير من عينيه، تحدث بشر:
-هتدفعي روحك تمن للي عملتيه دا.
قال كلماته بشرٍ وخرجوا.
تسارعت أنفاس “رام” والشرر يتطاير من عينيه، كان يشعر بالغضب، أقسم إنه سيكسر اليد التي تمس حبيبته، ولأن السلاسل طويلة استطاع الوصول إليها، جلس بجانبها وكم آلمه قلبه حين رأى دموعها، تحدث بحزن:
-أنتِ كويسة؟ ماريا، أنا آسف.
نظرت إليه مطولًا، حاولت أن تخفي ألمها، عيناها كانتا تلمعان، هل كل هذا الحب الذي تراه لها هي، هل كل هذا الخوف من أجلها، لم تعرف معنى الأمان إلا من بعد ما رأته، ولم تعرف معنى للحب إلا في وجوده، أفاقت من شرودها على صوته القلق:
-ماريا، اتكلمي، طمنيني عليكِ.
تحدثت بابتسامة:
-متقلقش عليّ، أنا بخير طول ما أنت بخير، شوف جان حصله إيه.
ابتسم وكأن كلماتها أعادت الروح له، ثم التفت إلى “جان”.. رآه يفتح عينيه و”دينيز” بجانبه عيناها تذرفان الدموع، وكان جسدها يرتجف، تحدث “رام” بمزاحٍ كي يطمئنها:
-طب ليه الدموع دي، أهو زي الحصان قدامك محصلوش حاجة.
ابتسم “جان” بتعب وحاول الجلوس، نهض بتعبٍ وصرخ بألمٍ شديد، اقتربت منه “دينيز” بلهفة وأمسكت يده، فطول السلاسل ساعدها على التحرك بسهولة، تحدثت ببكاء:
-جان، أنت كويس طمني
رفع يديه المقيدتين وأمسك وجنتيها بين يديه بحنانٍ وتحدث:
-أنا قلتلك مش عايز أشوف دموعك دي، أنا بخير متخافيش.
مسح دموعها ونظر إليها بقلب متألم كيف لصغيرته أن تتحمل كل هذا، ابتسم مداعبًا أنفها بيده بمزاح:
-عيون الغزالة دول مش لازم يبكوا، ماشي، أنا كويس.
بعينين تلألأت فيهما الدموع، وضعت يدها على ذراعه الظاهرة عليه آثار السوط، تحدثت بتساؤل:
-بيوجعك؟
مسح دموعها، ومسح على شعرها بحنان:
-صغيرتي أنا بخير، الجروح الصغيرة دي مش ممكن توجعني.
تحدث “رام” بمزاح كي يخفف توتر الجو:
-هي دينيز كدا، دايمًا عيوطة وقلبها رهيف، خلاص يا حبيبتي.
تحدث “جان” بغضب مصطنع:
-متقولش عليها كدا، هي بس خايفة عليّ، مش زيك ملكش حد يخاف عليك.
تحدث “رام” بابتسامة:
-كفاية إن عندي أخوات زيكم يخافوا علي.
نظر إلى “إليف، ونايا” بابتسامة.. وأكمل كلامه:
-أميرات أخوهم ساكتين ليه، اتكلموا قولوا حاجة.
“إليف” بصوتٍ هامس يبدو عليه الخوف، تحدثت بدموع:
-أنا خايفة أوي من الناس دول، ممكن يعملوا فينا حاجة.
كم أحزنته كلماتها الحزينة، وقف بصعوبة حتى وصل إليها وجلس بجانبها، رفع يده مسح على شعرها بحنان:
-متخافيش يا حبيبتي، زي ما خرجنا من كل حاجة صعبة مرت علينا، هنخرج من هنا كمان، كوني متأكدة.
تحدثت “نايا” بخوف:
-بس أنا خايفة على “ماريا”، دي ضربت الراجل، والظاهر إنهم مش هيرحموها.
تنهد “رام”.. كان يشعر بدقات قلبه تكاد تخترق صدره، فهو من الداخل يموت خوفًا من أجلها، لكنه يحاول أنا يطمئنهم، ولن يسمح بأن يحدث لها شيء ولو كلفه ذلك حياته، فتحدث بابتسامة:
-اطمني يا نايا أنا هنا، مستحيل أسمح إن يحصلها حاجة.
فجأة فُتح باب الخيمة ودخل ثلاثة من الحراس أشكالهم مخيفة، تحدث أحدهم بصوتٍ خشن وهو يشير بيده نحو “ماريا”، تحدث بأمر:
-هاتوا البنت دي، لازم تتحاسب على الجريمة اللي عملتها، واربطوا دول بسلاسل صغيرة علشان ميقدروش يتحركوا.
صرخ “رام” بغضبٍ كأسدٍ يزمجر، كان الشرر يتطاير من عينيه:
-خدوني مكانها، هي ملهاش ذنب.
لم يستمع له، سحب “ماريا” من ذراعها بقوةٍ إلى الخارج، تحدثت “ماريا” بصوتٍ عالٍ:
-رام، أخواتي أمانة عندك، احميهم.
سحبها الحارس إلى أن وصلت أمام قائدهم، دفعها بقوة حتى وقعت أسفل قدميه، وتحدث قائلًا:
-هي دي البنت اللي ضربت الحارس بتاعنا سيدي.
رفعت عينيها بنظراتٍ مرتجفة، والدموع تلألأت فيهما.. تحدث قائدهم وهو يسحب سلاحه من خصره:
-الحكم اللي هيتنفذ على البنت دي هو…
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية المتاهه القاتلة) اسم الرواية