Ads by Google X

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل السابع عشر 17 - بقلم اية العربي

الصفحة الرئيسية

   

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل السابع عشر 17 - بقلم اية العربي


بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .
البارت السابع عشر من رواية 💔 للقلب اخطاء لا تغتفر 💔
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
( لا يلدغ المؤمن جحره مرتين )
لكن أحياناً حتى لما بناخد حذرنا بنقع ،،،
لو جيش كامل قوي وفيه منهم بس واحد خاين الكل بينهزم .
لو قلعة متينة وفيها شرخ صغير سهل جداً تنهار
وفي نهاية الأمر
( ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين)
❈-❈-❈
– طمنى بس إيه اللى حصل فجأة كدة ؟
ظهر على ملامحه الحزن والحيرة الكاذبة وأردف :
– إمبارح بعد ما مشينا من عندكم ووصلنا البيت لقيت حمزة الجواد والد مروان بيوقفنى وعايز يتكلم معايا .
ضيقت عيــ.نيها تتنبه بصدمة بينما هو يكمل :
– ولما روحتله طلب منى أبعد عنك تماماً وهددنى وقالى لازم أسيب المدرسة وإلا هيقطع عيشي نهائي من أي مكان ،،، وقال لو أنا مبعدتش عنك هيقول عنى كلام كتير سئ وهيقدر يتبلى عليا .
شهقت بذهول وأردفت بعدم تصديق :
– معقول يوصل بيه الأمر لكدة ؟..
هز رأسه يردف بحزن مصطنع :
– أنا مش قده يا ريتان ،، هو فعلاً يقدر ينفذ كلامه ،،، ولو عرف إنى قولتلك هيعمل الأسوأ ،،، علشان كدة أوعى لو سمحتِ تعرفيه ،،، أشوف وشك بخير .
تحرك خطوة ثم عاد يطالعها مردفاً بخبث :
– بس أنا لسة عند طلبي يا ريتان ،، ولو إنتِ قبلتى هحارب علشانك ،،، لكن في الوقت الحالى أنا مضطر أمشي من المدرسة ،،، فكرى يا ريتان كويس وأنا هنتظر قرارك ،،، أنا مش مهم عندى الوظيفة أنا عندى شقتى وعفش جديد وهفتح مشروع بجزء كنت ركنه على جنب بس إنتِ تبقى معايا ،،، فكرى وأنا منتظر قرارك ،،، موافقتك هتخليني أقدر أواجهُ .
طالعته بتعجب وهزت رأسها تردف متسائلة :
– تواجهُ ليه ؟ ،،، هو قال إنه هيأذيك ؟ ،،، قالك كدة؟
عاد يتقدم منها ويبــ.تلع لعابه وهو يلاحظ شكها ثم أردف بترقب وهو يلتفت حوله :
– طيب ممكن بعد المدرسة نطلع نتكلم في أي مكان وأنا هفهمك الأمور كلها ؟
ضيقت عيــ.نيها متسائلة بتعجب :
– تفهمنى إيه ؟ ،،، ماتقول يا كريم فيه إيه بالضبط ؟ .
عاد يلتفت حوله ثم طالعها وأردف بترقب :
– هو بيراقبك ،،، دايماً فيه حد تبعه حواليكي وبيبلغه حركاتك ،،، خلينا نخرج نتكلم في أي مكان ،،، لو سمحتِ ؟
تعجبت منه قليلاً تطالعه بصمت ،،، هل يراقبها ؟ ،،، هل حقاً يبعث أحدهم خلفها ؟ ،،، بالتأكيد يفعل وإلا من أين علم بذهاب كريم لهم أمــ.س .
تساءلت بصوت عالى كأنها تحدث نفسها :
– مش أنت خايف منه ومن تهديده ؟ ،،، عايزنا إزاي نتكلم في أي مكان ؟
زفر تكمل وهى تطالعه بعدم تصديق :
– كريم لو سمحت متلفش وتدور عليا ،،، فهمنى حمزة قالك إيه بالضبط ؟
توتر داخــ.له ،،، عليه أن يجد حالاً في الحال ،،، عاد يطالعها ويردف بهدوء وتروى :
– يا ريتان إحنا في المدرسة ،،، الكلام ده مينفعش هنا ،،، انا قولتلك نتقابل برا علشان أشرحلك كل حاجة ومبقاش كذبت عليكي ،،، ووقتها هتتأكدى أنه فعلاً بيراقبك .
أغمضت عيــ.نيها وزفرت بقوة تستغفر ثم أومأت تردف بغضبٍ داخــ.لى :
– تمام يا كريم ،،، بعد المدرسة إن شاءلله نتقابل في الكافيه القريب اللى على أول الشارع ،،، عن إذنك .
عادت هى إلى حصتها شاردة ،،، كانت تشعر بمراقبته وبرغم عدم تأكدها إلا أن جزء داخــ.لها كان يتمنى أن يكون حقيقة ،، ولكن لما يراقب خطواتها ؟ ،،، لما يقيد حركتها ويعيش هو حر كما يحلو له ،،، منذ أن إنفصلت وأخبرها أنه سيطلق زو جته وإلى الآن يقول نفس الشئ ،،، ما هذا الذي يفعله بقلبها ؟ ،،، ويريدها أن تسمعه؟ ،،، لا لن تسمع شئ .
اما كريم فابتعد يهاتف مها ويخبرها بكل ما حدث ولتخبره ماذا يفعل وماذا يقول .
❈-❈-❈
بعد قليل
في الشركة تتحدث مها مع الشخص الذي كلفته بمراقبة ريتان مردفة :
– خليك بس قريب من الكافيه ،،، لو لقيت حمزة جاي تصور .
أردف الرجل بترقب :
– تمام مش مشكلة ،،، بس لازم أبقى بعيد عنه ،، لأن لو شافنى مش هيرحمنى ،،، هحاول أصور زوم زى كل مرة .
زفرت تردف بعدما فهمت مغزى حديثه :
– هحولك مبلغ على حسابك دلوقتى ،،، ماتقلقش ،،، حتى لو حمزة شافك إنت عارف هتقول إيه كويس ،،، أهم حاجة تصور كل حاجة بتحصل ،،، وتبعتهالى على الفون أول بأول متستناش لما تفرغهم .
إنشرح الرجل عندما أخبرته بالنقود وأردف بحماس متجدد :
– إنتِ تؤمرى يا هانم ،،، هعمل كل اللى أقدر عليه .
أغلقت معه وشردت تفكر ،،، سنوات طويلة يكبر ويتضخم كرهها لتلك المعلمة ،،، سنوات تتمنى أن تنتقم ولكن يعيقها إنقلاب حمزة ،،، أخبرت ناصف بعلاقتها بحمزة حتى تنتهى حياتهما السعيدة التى كانت تعيشها ويبدأ معها الجحيم ولكنها عادت مطلقة خالية أمام هذا ضيق الأفق زو جها ،،، ليته يفكر بالمنطق ويتخلى عن تلك المشاعر الغبية ،،، سنوات وهو ينفرها ويركض خلف تلك الشمطاء التى تدعى الفضيلة .
خدمتها وصية والدها وخدمها عدم موافقة ريتان على لقب زو جة ثانية وها هي ستستغل أي شئ لتلقن تلك المعلمة درساً لن تنساه وبعدها هناك إحتمالين إما أن يعود حمزة لرشده ويتقبل زوا جه منها أو يستمر في غباؤه ويطلقها وفي الحالتين ستكون حققت إنتقامها سيشفي غليلها من تلك المعلمة ولن يكون لهما حياة سوياً أبداً .
❈-❈-❈
في نفس الردهة وفي مكتب آخر يجلس فريد يباشر عمله بتركيز حيث رن هاتفه ينبهُ باتصال من رقمٍ مجهول .
تناوله يطالعه بطرف عينه وتعجب من حال تلك الارقام المجهولة التى تداهمه مؤخراً.
أغلق ولم يجيب ولكن كالعادة وردت الرسائل الغريبة التى تأتيه مؤخراً .
فتح الرسالة وقرأ محتواها ( وحشنى يا فريد ،،، معقول محنتش لحبك القديم )
شرد قليلاً يفكر فيها ثم كالعادة تجاهلها ولكن عاد الرقم يرن مرة أخرى فتنهد بقوة وفتح الخط يردف بترقب :
– ألو ؟
أردفت على الجهة الأخرى بسعادة وقد ظنت أنه أجاب إشتياقاً :
– كنت متأكدة إنك هترد بعد الرسالة ،،، كنت خايفة تكون نسيتنى يا فريد ،،، عامل إيه ؟
علم هويتها وتعجب لثوانى ولكن إبتسم داخــ.ل نفسه ساخراً ومتعجباً ثم أردف بجمود :
– يظهر إنك غلطى في الرقم والعنوان والشخص يا مدام ،،، ياريت تبطلي تتصلى على الرقم ده وإلا المرة الجاية مش هيحصل خير .
أغلق الخط وحظر الرقم كالعادة ووضع الهاتف وابتسم ساخراً على أيام طيْش يتمنى محوها من ذاكرته .
شرد قليلاً في أمر زو جته ،،، تنهد بقوة وقرر محادثتها ،،، تناول هاتفه مجدداً وطلب رقمها وانتظر إلى أن اجابت بحب :
– فريد ؟ ،،، أزيك يا حبيبي ،،، فيه حاجة ؟
أردف باشتياق وتعجب :
– بطمن عليكي ،،، عاملة اية ؟
أبتسم بحب وأردفت :
– الحمد لله تمام ،،، بس أستغربت لإنك ف الوقت ده بتكون مشغول جداً .
تنهد بقوة وأردف بصدق :
– حبيت أسمع صوتك ،،، إنتِ والبيبي تمام ؟
أردفت وهى تتحــ.سس رحمها بسعادة :
– تمام جداً ،،، بيسلم عليك .
أردف بحنو :
– تمام يا قلبي ،، يالا هقفل دلوقتى ،،، سلام .
أغلق معها وعاد يكمل عمله بعدما سمع صوتها واستكفى بحبها الذي ملأ قلبه حتى أنه يلعن حاله أنه أضاع سنوات في حبٍ وهمي زائف .
❈-❈-❈
بعد عدة ساعات في أحد الكافيهات المجاورة للمدرسة .
تجلس ريتان بتوتر فهى لأول مرة تذهب لمقابلة أحدهم ويزيد توترها صمت كريم إلى الآن .
ولكنها لا تصدق أن حمزة يهدد ويقطع زرق أحدهم لذلك أتت وتنتظر حديثه .
أردفت بترقب وهى تطالع كريم :
– شربنا القهوة يا كريم ،،، قول اللى عندك بقى ،، قول كل اللى عندك ومتخبيش حاجة وأنا هسمعك .
ألتقط نفساً عميقاً وارتسم على ملامحه الحزن يردف بهدوء :
– هقولك يا ريتان ،،، هقولك لإنك تستاهلى أبدأ معاكى على صراحة ووضوح ،،، وحتى لو غيرتى نظرتك عنى هتفهم ده جداً بس هحكيلك كل حاجة عنى الأول وبعدها هقولك حمزة الجواد قال إيه .
تنبهت له وبدأ هو يردف بهدوء وعينه منكبة عليها :
– أنا زي ما إنت عارفة وحيد أمى ،،، والدى إتوفى وأنا صغير وهى اللى ربتنى وعلمتنى أحسن تعليم وكبرتى وأتحدت الكل علشانى ،،، أمى رفضت ترتبط مرة تانية وتكمل حياتها علشانى ،،، ضحت بسعادتها وراحتها علشانى ،،، عيشنا أنا وهى بس وكنت أنا وما زلت كل حياتها ،،، إتجــ.وزت أنسانة حبيت شكلها وبس للأسف ،،، وقتها كان تفكيري سطحى ،،، إتجــ.وزتها وأمى كانت فرحانة بيها جداً ،،، كان عندى بيت دورين في القرية كانت أمى شقتها في الدور الأول وأنا في التانى ،،، ومن هنا بقى بدأت المشاكل ،،، كانت دائماً هى وأمى على خلافات وعدم تفاهم ،،، حاولت أهدى الوضع بين الاتنين وأرضي أمى وفي نفس الوقت مزعلش مراتى لكن الاتنين تعبونى وسطهم ،،، علطول غيرة من أمى وشكوى من زو جتى ،،، إتحملت الوضع على أد ما أقدر لحد ما زو جتى حملت ،،، هنا بقى أمى فرحت جداً وبالنسبة لتفكيرها كانت شايفة إن شغل مراتى في فترة حملها هيبقى تعب عليها ،،، طلبت منها تاخد أجازة لحد ما تولد وبعدين تكمل علشان صحتها وصحة ،،، بس مراتى رفضت تماماً واتعاملت بأسلوب غير لائق مع والدتى ،،، وبردو كالعادة إختلفوا سوا ،،، بقيت أرجع بليل ألاقي أمى بتبكي وانها كانت بتجــ.وزنى علشان تفرح وترتاح بس هى شايفة العكس دائماً ،،، حتى أنا شيفانى علطول زعلان ،،، أطيب خاطرها وأطلع أطيب خاطر زو جتى وأطلب منها تنزل تراضيها بس طبعاً رفضت تماماً ،،، رفضت واعتقدت إنى باجى عليها وعلى كرامتها ،،، لحد ما أمى تعبت ووقعت في الأرض فجأة وبقيت أراعيها لوحدي ،،، جيت بعد أسبوع كان لازم أرجع شغلى فطلبت منها تاخد أجازة فترة بسيطة علشان مينفعش نسيبها في البيت لوحدها وهى في الحالة دي ،،، رفضت وقالت أقعد إنت في البيت وأنا أصرف عليكوا ،،، طبعاً يومها زعلت معاها جداً لإنى حسيت إنها مبتحبنيش وإنى قليل في نظرها .
زفر بقوة وهو يطالعها وهى تتمعن فيه فتابع :
– تعبت ،،، تعبت بجد يا ريتان ،،، وفي يوم كنت في مشوار ولقيت أمى بتتصل بيا وبتبكى جامد ،،، طلعت جري على البيت لقيت زو جتى واقعة من على السلم وبتنزف وبتصرخ وبتقول أمك زقتنى ،، طيب إزاي أصلاً وهى وقتها مكنتش بتقدر تمشي كويس ؟ ،،، إنهرت وأخدت مراتى وجريت على أقرب وحدة صحية عندنا بس للأسف كانت نزلت الطفل ،، بعدها أهلها كانوا عايزين ينتقموا منى ومن أمى ،،، لدرجة إن والدتها وخالتها إتهجموا على أمي وكانوا عايزين يضربوها لولا إنى وقفتلهم ،، وبعدها دفعت مبلغ كبير كتعويض وطلقتها ،،، وسيبت القرية وجيت أنا وأمى نعيش هنا بعيد عن الكل ،،، عيشنا هنا 3 سنين في هدوء وراحة وكل مرة بتطلب منى اتجــ.وز أنا برفض لأنى خايف ،،، خايف يحصل زي ما حصل قبل كدة ،،، كان نفسي ألاقي بنت حلال طيية تقدر تحتوى والدتى وتتفهم وضعها وأنا هشيلها في عنــ.يا ،،، لحد ما شفتك ومرة في مرة لقيتنى بنجذب ليكي ،،، نسيت إنى كنت بدور على زو جة مناسبة وبقيت بتمنى إنك تكونى ليا مهما كنتِ ،،، بس محبتش أتسرع علشان مظلمكيش معايا ،،، عرفتك وعرفت أخلاقك وشوفت تعاملك مع الأطفال وتفهمك ليهم ،،، حبيتك أكتر وقولت هى دي ،،، هي دي الملاك اللى هتنور حياتى ،،، أنا بعتبر أمى طفلة وكنت واثق إنك هتتفهمى وضعها ،،، علشان كدة صممت إنها تتعرف عليكي وتشوفيها وتشوفك ،،، علشان كدة كنت دايماً بأكد أن أهلك يشفوها قبل أي شئ .
أستمعت له إلى أن إنتهى متعجبة من حكايته ثم تساءلت بعتب :
– وكنت هتخبي عنى كل ده يا كريم ؟
هز رأسه يردف بتأكيد :
– لااا ،،، صدقيني لاء كنت هقولك كل ده لو وافقتى ،،، كنت خايف أقولك ترفضي ،،، أنا معاكى في المدرسة بقالي سنتين شوفتى منى أي تصرف معجبكيش ؟،،، شغلى وأخلاقي الحمد لله واضحين قدام الكل ،،، صدقيني كنت هقولك وهحكيلك كل حاجة عنى بس لما أعرفك أكتر عليا وعلى أمى علشان حكمك يكون منصف ،،، بس لقيت أن حمزة الجواد عرف كل ده أو سمع بس من طرف واحد ،،، بعت حد وسأل أهل طليقتى وهما قالوا الأسوء عنى ، وطبيعي يقولوا كدة .
ضيقت عيــ.نيها وشردت ،،، هل لتلك الدرجة يهتم لأمرها ؟ ،،، هل يرسل ويسأل ويدقق ؟ .
لاحظ كريم شرودها فتابع بخبث :
– على فكرة هو جابلي شغل في مدرسة تانية ،،، بس المهم أبعد عنك ،،، وبصراحة أنا أستغربت ،،، واضح إنه بيحبك ومع ذلك متجــ.وز وعنده ولد ،،، مفهمتش هو عايز يوصل لإيه بصراحة بس اللى أعرفه إنك مستحيل تكونى من النوع ده .
تابع تخبطها وحيرتها فتنهد بإنتصار لما أنجزه وأردف بهدوء :
– على العموم يا ريتان أنا حكيتلك كل حاجة بصراحة والقرار ليكي ،،، وتأكدى إنى هحترم قرارك جداً مهما كان ،،، مع إنى دائماً هتمنى توافقي .
وقف قاصداً المغادرة ولكن عاد إليها يردف بدهاء :
– وعايز أقولك على حاجة كمان ممكن تأذيني لو أتعرفت بس أنا لازم أكون صريح معاكى ،،، مها أبو الدهب مرات حمزة .
رفعت نظرها فجأة تطالعه بتعجب متسائلة بقلق :
– مالها ؟
تنهد بقوة وأردف :
– نزلت الصبح لقيتها واقفة قدام البيت بعربيتها ،،، طلبت منى تعرف جــ.وزها قالي إيه ،،، تقريباً كدة عرفت إنه قابلنى ،،، بس أنا رفضت أحكيلها أي حاجة ولما لقيتنى مصمم طلبت منى أفضل في المدرسة وأنقلها اخبارك بس طبعا مقبلتش أبداً ونزلت ،،، الناس دي مش سهلة يا ريتان ،،، إبعدى عنهم أحسن ،،، حتى لو مش هتكونى من نصيبي بس الأفضل تكونى بعيد ،،، واضح إنها مش هتسمح لحد يقرب من جــ.وزها ،، أنا قولت أحذرك والقرار ليكي،،، عن إذنك .
دفع الفاتورة وتحرك وتركها في صدمتها وحيرتها وضيقها ،، هل وصل الأمر لمها أبو الدهب ،،، هل تعلم أن زو جها ما زال يلحق بها إلى الآن ؟.
تنهدت ووقفت لتغادر .
تحركت للخارج ووقفت تتلفت حولها لتجد من يراقبها ولكن الشارع ممتلئ بالسيارات والمارة ولم تميز أحدهما .
زفرت بإختناق وأوقفت سيارة أجرة وإستقلتها وغادر السائق وهى كل ثانية تتلفت حولها لترى ،،، لاحظت سيارة سوداء تتحرك معها فتنهدت بضيق وقررت مهاتفته .
تناولت هاتفها وطلبت رقمه التى تحفظه عن ظهر قلب بعدما رأته في ملف مروان في المدرسة .
كان في مكتبه يجلس على جمراتٍ ملتهبة بعدما أخبره محمد بمقابلتها مع كريم ،،، كان يود أن يذهب ويلقنه درساً لن ينساه ولكن يخشى عليها أن تتعرض للقيل والقال لذلك تحلى بالهدوء وسيعلم عاجلاً أم أجلاً ماذا أخبرها ،،، ولكن أخر ما توقعه أن تهاتفه ،،، أن يزين رقمها الذى يعشقه هاتفه .
تعالت أنفاسه وتبخر غضبه من كريم وحل محله الحنين والإشتياق لها وهو يردف :
– ريتان ؟
عصف قلبها بقوة وتبخرت الأحرف من على طرف لســ.انها لثوانى ،،، تعجبت من معرفته لرقمها ،،، ولكن زال تعجبها بعدما تذكرت أفعاله مؤخراً ،،، تريد البكاء الآن ،،، تريد الصراخ من شدة الحنين لشخصٍ ليس ملكاً لها ،،، أحبته وتحبه وستحبه دائماً ولكنه محاطاً ببروچٍ مشيدة بالحيل والقسوة والمؤمرات إن حاولت إجتيازها ستتبخر قبل أن تصل إليه ،،، ليست هى من تحاول بل عليه هو أن يخرج للنور هادماً تلك البروچ .
إبتلعت لعابها وأردفت بترقب وهدوء وثقة :
– قولي الحقيقة يا حمزة ،،، إنت هددت كريم ؟
برغم سعادة قلبه لسماع صوتها وإسمه إلا أنه أغمض عيــ.نيه بقوة وأحكم قبضة يــ.ده غضباً بعدما تأكد أن هذا الحقير أخبرها .
حاول التحلى بالهدوء وأردف بصدق :
– أنا بعدته عنك لأنه مش زي ما إنتِ مفكرة ،،، أنا عرفت إنه كان متــ.جوز قبل كدة وأمه كانت بتعامل مراته وحش جداً ،،، وكمان كانت حامل واجهضت بسببهم .
تنهدت بقوة وأغمضت عيــ.نيها تردف بهدوء وألمٍ خفي :
– عرفت ،،، حكالي كل حاجة ،،، قاللي على كل اللى إنت هتقوله .
زفر بضيق ،،، وقف يخطي لخارج مكتبه ويتوقف عند نافذته يحل عقدة عنقه التى تخــ.نقه ويردف بتروى وحنو :
– إسمعيني يا ريتان ،،، كل اللى أنا عايزه إنك تبقى مرتاحة ،،، تبقى مبسوطة .
تنهدت بحسرة ،،، كيف سترتاح وهو ملك غيرها منذ سنوات وهى وحيدة تتحسر على حالها ،،، كيف سترتاح وزو جته الآن تراها عدوةً لها ؟،،، كيف سترتاح وهو يخبرها منذ سنوات بأسفه وندمه ويبتعد ؟ .
تساءلت بترقب وهى على يقين أنه سخبرها الحقيقة :
– عرفت عنه هو حاجة مش كويسة ؟،،، بعيد عن موضوع والدته ،،، سمعته، شغله، أخلاقه ؟،، قولي الحقيقة ؟
زفر بضيق ،،، يخشى لو قال لا أن توافق عليه ويخشى لو قال نعم يخالف ضميره ولكن ألا يكفيها ما فعله مع زو جته ؟ ،،، ألا يقنعها أنه ظالمٌ ؟
أردف بضيق وصدق :
– لاء يا ريتان ،،، شغله كويس بس المبادئ مبتتجزأش ،،، تعامله مع زو جته يأكد إنه مينفعكيش أبداً .
حاولت التحلى بالهدوء وأردفت تخفى إنفجاراً لم يحن وقته بعد :
– إطمن ،،، لا هو ولا غيره ينفعونى ،،، أنا قفلت الموضوع ده تماماً .
زفر بإرتياح وهدأ جــ.سده كلياًّ وأردف بحب وتأكيد :
– تمام ،،، زى ما تحبي ،،، أنا قريب جداً هحل كل أمورى كلها وأجيلك ،، مش هتكلم أكتر من كدة بس طالب منك أخر فرصة ليا .
أغلقت معه ،،، وضعت الهاتف على ساقــ.يها وعادت تبكى ،،، هى صاحبة الرقم القياسي في الحظ السئ ،،، سبع سنوات يحل أموره ؟،، أي أمور تلك ؟ ،،، من خلال مروان وحالته تعلم جيداً من هي زو جته وعليه هو الآخر أن يعلم ،،، عليه أن يعلم أن مكر ودهاء مها أبو الدهب يغلب طيبته وضميره ،،، وهى ليست على إستعداد لتدخل تلك الحرب ،،، هى أضعف من ذلك .
يبدو أن الإثنين وقعا في فخها ،، فأحياناً الأسد بقوته والغزالة برقتها تلدغهما أفعى خبيثة سامة .
حاولت تجفيف دموعها وإستعاذت بالله تردد بيقين :
– الحمد لله في السراء والضراء ،،، الحمد لله دائماً وأبداً .
أما على الجهة الأخرى فقد أغلقت مها لتوها مع رجلها وهى تستشيط غضباً وغلاً بعدما أخبرها أن حمزة لم يأتى .
كانت تتوقع أن يأتى ويحدث جلبة عندما يعلم بجلوس كريم مع ريتان مما ينتج عنه موافقة ريتان على زوا جها ولكنه خالف توقعها ولم يذهب ،،
لقد تعمدت أن يتأخر كريم في حديثه حتى تضمن ذهاب حمزة ،،، الآن عليها أن تفكر جيداً ،،، عليها أن تجد حلاً بديلاً وإلا إنقلب السحر على الساحر ،،، لابد أن توافق ريتان على تلك الزيجة بأي طريقة .
❈-❈-❈
مساءاً ذهب حمزة إلى شقيقته ليراها ويطمئن عليها وليستشيرها في أمر الأسهم برغم تأكده أنها لن تمانع .
جلسا بعد الترحاب تردف بعتب وهى تطالعه بحنو :
– كدة بردو ،،، بقيت تغيب غيبة طويلة أوى .
أبتسم ينظر أرضاً بحرج فهو حقاً لم يعد يأتى كالسابق ،،، زفر وأردف بأسف :
– حقك عليا يا سناء ،،، بس حقيقي أخوكى في دوامة ،،، بحاول على أد ما أقدر أحل أمورى بهدوء وبسياسة علشان أضمن ردود الأفعال .
تطلعت عليه بتعجب مستفهمة :
-قصدك إيه يا حمزة ؟ ،،، طمنى بس مالك ؟
زفر بقوة يطالعها ثم أردف بضيق وشرود :
– ناصف ،،، كنت الأول بعرف أخباره من ناس برا وكنت مطمن وقادر أحجبه عن الكل ،،، بس من فترة معرفش عنه حاجة ،،، بيقولوا إختفى فجأة ،،، قولت يمكن مات بس لاء ،،، مالوش أثر كأنه أتبخر ،، وده قالقنى جداً ،،، ده غير موضوع مها ومروان والأسهم .
تنهد بعمق وقوة ثم طالعها بعيون لامعة وتابع بنبرة عاشقة :
– وريتاااان .
رأفت لحالته وأردفت بحنو وهى تربت على يــ.ده :
-يا حبيبي ،،، كله هيتحل إن شاءلله ،،، أنا واثقة فيك يا حمزة ،،، وموضوع مها نويت على إيه ؟
أومأ يردف بشرود :
– قريب جداً ،،، أنا جاي أشوفك وكمان علشان أكلمك بخصوص كدة .
تنبهت تستمع إليه بترقب مردفة :
– قول يا حبيبي ،، خير .
أردفت بتروى :
– بصي يا سناء ،،، أنا لما أطلق مها كمان هفض الشراكة اللى بينا ،،، ولأن حالياً مافيش سيولة كافية إنى أشترى أسهمها فأنا محتاج شريك يشترى نصيبها ،، وأكيد مش هقبل انها تدخل حد غريب شركة الجواد ،،، علشان كدة أنا عايزك إنتِ تشترى نصيبها ،،، بالوديعة بتاعتك إنتِ والأولاد والأسهم هتتكتب بإسمك إنتِ والأولاد .
شهقت تردف مرددة :
– بإسمى أنا ؟ ،،، لا يا حمزة ،،، لو محتاج الوديعة يا قلبي أكسرهالك بس مالوش لزوم أبداً أشترى الأسهم ،،، خليني بعيد عن شركة بابا خالص .
مد يــ.ده يتمــ.سك بيــ.ديها مردفاً بتأكيد :
– ده حقك ،،، بابا مبقاش زي الأول ،،، يعنى أنتِ ولا مها ولا حد غريب ؟ ،،، إنتِ سناء سالم الجواد ،،، ده أبسط حقوقك ،،، لو موافقة يبقى تمام أول ما مها تخلص الصفقة اللى بتحاول تاخدها هتتنازلك عن الأسهم وتتنازل عن حضانة مروان ونتطلق وتبعد .
نظرت له بحنو وألفة تردف بعيون لامعة :
– شكراً يا حمزة ،، بجد شكراً .
تعجب منها وأردف :
– على إيه يا نونا ؟ ،،، دي حقوقك ولسة ليكي حقوق تانية كتير هترجعلك ،،، بس أخلص بس من أمورى الملعبكة دي .
أردفت بتقبل وحنو :
– خلاص وأنا هتواصل مع البنك وأخليهم على إستعداد .
تنهد يردف بترقب :
– الأولاد بخير؟
أومأت مبتسمة تردف :
– بخير يا حبيبي ،،، لسة راجعين من النادى من شوية وطلعوا على فوق .
تنهد وتساءل بترقب :
– خدى بالك منهم كويس ،، ممكن ناصف يحاول يوصلهم ،،، ركزى معاهم الفترة الجاية كويس أوى لحد ما أوصل لحل .
أنتابها القلق ومردفة :
– لااا ،،، مالوش دعوة بعيالي ،،، يبعد عنهم خالص .
أردف مطمئناً :
– مافيش داعى تقلقي خالص يا نونا ،،، أنا بس بقولك خدى حذرك .
تنهدت تطالعه وكادت أن تسأله ولكن رن هاتفها فتناولته تنظر له بترقب ثم أردفت بجدية :
– أهلاً يا معاذ بيه ،، إتفضل ؟
تعجب حمزة وتمعن السمع يطالعها بينما أجاب الأخر بترقب :
– سناء هانم ؟ ،،، أخبار حضرتك إيه ؟ ،،، كنت حابب أسألك لو هتروحى الجمعية بكرة إن شاءلله همر عليكي هناك علشان التبرعات اللى جمعتها.
زفرت سناء وتابعت :
– تقدر حضرتك تروح في معادك ،،، مسئولة الدار هتكون هناك وهتعمل اللازم ،،، أنا والعضوات بكرة أن شاء الله هنكون في زيارة لجمعية تانية جديدة .
زفر بإحباط ثم أومأ يردف :
– تمام يا سناء هانم ،،، أسف على الإزعاج ،،، بلغى سلامى للأولاد ،،، عن إذنك .
أغلقت معه ووضعت الهاتف متعجبة من هذا الرجل بينما أردف حمزة مستفهماً :
– مين ده يا سناء ؟
نظرت لشقيقها بهدوء وأردفت :
– ده معاذ الدمنهورى ،، أكيد عارفه ؟.
أومأ يردف بتعجب :
– أه طبعاً عارفه ،، بس بيكلمك ليه ؟
هزت منكبيها تردف بتعجب :
– مش عارفة يا حمزة ،،، هو طبعاً من ضمن المتبرعين للجمعيات اللى أنا بشرف عليهم بس المرة دي جامع تبرعات من رجال أعمال أصدقاؤه وعايزنى أنا اللى أستلمهم ،،، بصراحة إستغربت .
تنهد حمزة وشرد يفكر في أمر هذا المعاذ ،، هو رجل أعمال حسن السمعة ولكن تصرفه غريب ،، ترى ماذا يريد من شقيقته ؟،،، عليه أن يعلم .
❈-❈-❈
بعد أسبوع
لم يترك فيهما كريم فرصة إلا وأستغلها جيداً ليقترب من ريتان إن لم يكن بلقاء فمن خلال الهاتف ،،، بات يتحدث معها دائماً ويتحدث عن معاناته وندمه وحياته ،،، تحدث عن والدته ويدرك أنها متملكة له ولكنها في نهاية الأمر والدته .
كانت تستمع إليه بعقلٍ شارد ،،، تسأله عن بعض الأمور ويجيبها بتركيز تام وتحاور ليحصل على المشروع الذي وعدته به مها رسم خطة محبكة ليصل إلى مبتغاه ،،، باع ضميره واستغل ضميرها وقلبها الهش ،،، حنانها مع الأطفال ورقتها يؤكدان له أنه يستطيع خداعها .
ها هو يتحدث معها عبر الهاتف مردفاً بترقب يردد ما قيل له :
– فيه عقد عمل جاي لي في دولة خليجية ،،، مدرسة طالبة مدرسين وليا صديق بعتلي ،، كان بعتلي من فترة بس أنا رفضت علشان وضع أمى الصحى بس حالياً وضعها مستقر الحمد لله وشكلي هوافق ،، لو سافرت هى هترجع القرية عند خالى تقعد عنده ،،، أظن ده حل مناسب بالنسبالي .
تعجبت وأردفت متسائلة وهى تفكر في أمر والدته :
– وهتسيبها يا كريم ؟ ،،، يعنى والدتك متعلقة بيك جداً إزاي هتسيبها وتسافر ؟
أردفت بترقب يحاول إقناعها :
– لازم أبعد عن أمى شوية يا ريتان ،،، أمى متعلقة بيا جداً ،،، لدرجة تعبتنى ،،، لازم تتعود وتعرف إنى راجل وليا كيانى وحياتى ،،، وعامةً هي بنفسها طلبت منى أعمل اللى يريحنى بعد ما شافت حزنى طول الفترة اللى فاتت .
تنهدت تردف بشرود :
– تمام يا كريم ،،، ربنا يوفقك ويقدملك الخير .
أردف متسائلاً بخبث :
– لسة بردو مفكرتيش في طلبي ؟ .
زفرت بضيق وأردفت بتروى :
– مش هينفع يا كريم ،،، إنت زميل محترم وأنا حبيت جداً برك لوالدتك وحقيقي متفهمة وضعها جداً بس موضوع الإرتباط بالنسبالي مش بفكر فيه .
زفر بضيق وتأفأف من عدم إقتناعها ثم حاول مجدداً فالمقابل مغرى لذلك عليه أن يصل بأي طريقة .
أردف بتروى خبيث :
– بردو فكرى ،،، لو وافقتى هاخدك ونسافر ،،، أو أنا ممكن أكتب الكتاب قبل ما أسافر وأروح هناك أشوف الوضع وبعدين أبعتلك ،،، صدقيني أنا بتمنى اللحظة اللى هتقوليلي فيها إنك موافقة ،،، هاخدك ونبعد يا ريتان ،، نبعد عن المشاكل وعن التعب النفسي والتهديدات ونعيش حياتنا هناك براحتنا ،، أنا وإنتِ نستاهل فرصة جديدة مع بعض ،، بعيد عن حمزة ده ومراته وعن الضغط النفسي اللى في حياتى ،،، ادي لنفسك فرصة ،،، فكرى كويس لو سمحتِ ،،، إنتِ فرصة صعب ألاقي زيها .
إستعمت إليه إلى أن أنتهى ،، شردت تفكر قليلاً ثم نادتها جميلة فأردفت بهدوء :
– معلش يا كريم هقفل معاك ماما بتنادى عليا .
أغلقت معه ووقفت تخطى للخارج حيث والدتها فاليوم الجمعة وستساعد والدتها في أعمال المنزل .
أردفت جميلة بترقب :
– كريم اللى كان بيكلمك ؟
زفرت بضيق وأردفت بشرود :
– أيوة يا ماما ،،، بيكلمنى عن عقد عمل ليه في دولة خليجية ،،، وبيحاول يقنعنى بفكرة الإرتباط تانى .
أردفت جميلة بترقب :
– أنا مرتحتش لأمه أول ما شفتها يابنتى ،،، عمالة تدلعه وتحــ.سس عليه كأنه طفل ،،، حسيتها حمة صعبة بصراحة .
أومأت ريتان تردف بطيبة :
– في الأول وفي الاخر هي أمه يا ماما ،،، وهو عارف كدة بس ميقدرش يسيبها ،،، وأنا شايفة إن الأمهات اللى من النوع ده بتبقى محتاجة حد يفهمها كويس ويتعامل معاها بالسياسة .
نظرت لها جميلة بحزن وأردفت :
– بس مش إنتِ يابنتى ،،، إنتِ مستكفية وجع ،،، يمكن اه حبك واتعلق بيكي وعلشان كدة إتكلم معاكى بصراحة وقالك على كل حاجة بس بردو لاء .
تركت الممسحة من يــ.دها ونظرت لوالدتها بحزن تردف :
– متقلقيش يا ماما ،،، إنتِ ناسية موضوع الخلفة ؟،،، مين هيرضى يرتبط بواحدة مش بتخلف ! ،،، خصوصاً أنه وحيد .
هزت جميلة رأسها تردف بقناعة :
– هتخلفي ،،، هتخلفي صدقيني ،،، لو بس تسمعى كلامى وتيجي نعمل تحاليل ونشوف الوضع إيه دلوقتى ؟
هزت رأسها تردف بخوف وقلق من المجهول :
– لا يا ماما ،،، بلاش علشان خاطرى ،،، مش هتحمل نتيجة معاكسة تانى ،،، خلى الوضع ماشي كدة ،،، بس أنا لو فكرت أرتبط يبقى لازم أقوله على موضوع الخلفة الأول وهو يوافق أو يرفض .
ملــ.ست جميلة على كتــ.فها بحنو ثم أردفت وهى تستعد لبدء العمل :
– طيب يا حبيبتى ،،، سبيها على الله وربك هيحلها ،،، ودلوقتى خلينا نخلص قبل ما أبوكى ييجي .
❈-❈-❈
وقف حمزة يهندم حاله أمام مرآة غرفة صغيره .
دلف عليه مروان يرتدى عباءة بيضاء جعلته ملاكاً صغيراً وهو يردف بحماس:
– بابي عمو مراد بيقولك يالا هنتأخر على الصلاة .
أومأ حمزة والتفت يطالع مروان بحنو فهو يذكره بطفولته ثم دنى يقــ.بله مردفاً بإعجاب :
– إيه العسل ده ،،، دانت شبه أبوك بالمللي .
ضحك الصغير بسعادة وأردف ببراءة وهو يتحــ.سس عباءته :
– أيوة مــ.س ريتان قالتلى كدة .
تراقصت نبضاته فرحاً ونظر لصغيره بسعادة وتنهد بقوة دالة على حبه لسيرتها ثم مال يقبل وجنته مردفاً :
– طب يالا يا بطل ،، عمو فريد جهز ؟
أومأ مروان وسبق والده للأسفل وحمزة يلحقه حتى وصل إلى بهو الفيلا فوجد سالم ومراد وفريد ينتظرانه ليذهبوا جميعاً للمسجد المجاور لتأدية صلاة الجمعة .
أما صفية وكارى وشيرين فاتجهن يؤدين فريضتهن في مصلاية المنزل .
❈-❈-❈
في اليوم التالى في منزل حمدى .
نادت جميلة على ريتان تردف بترقب :
– ريتان ،،، بسمة جاية هى وجــ.وزها بعد العصر ..
أتت متعجبة وتساءلت :
– طيب ومجتش من الصبح ليه يا ماما ؟
زفرت جميلة بضيق من أفعال إبنتها مع شقيقتها فهى رفضت أن تأتى صباحاً حتى لا تندمج شقيقتها مع صغيرها وباتت ترفض أن تأتى دائماً .
أردفت جميلة بمراوغة :
– براحتها يا ريتان ،،، أنا قولتلها وهى رفضت خلاص هي حرة ..
أومأت ريتان وعادت تكمل ما تفعله وتفكر في أمر كريم هذا الذى يهاتفها دوماً ويتحدث معها عن حياته وكأنها أصبحت طبيبته النفسية .
عصراً .
جاءت بسمة مع زو جها بهاء وطفلها ياسين .
سلمت على والدتها ثم إتجهت لتسلم على ريتان بضيق وتكلف بينما سلم بهاء بود واحترام .
جلسوا جميعاً وأردفت جميلة مرحبة وهى تحمل حفيدها بحنو وتقبله قبــ.لات عدة :
– نورت يا بهاء ،، عامل إيه في شغلك يا حبيبي ؟
أردف بهاء برتابة واحترام :
– الحمد لله يا طنط الأمور كلها تمام ،،، أومال عمى حمدى هييجي إمتى ؟
أردفت جميلة وهى تطالع ياسين بحنو :
– كلمته وقال نص ساعة وجاي .
نظر الصغير لخالته وابتسم ثم اشار لها بيــ.ده وكأنه يود الذهاب إليها .
رأته ريتان فحن قلبها له وأردفت جميلة بحب :
– حبيبي إنت عايز تروح لخالتو ريتان ؟
وقفت جميلة لتناوله لريتان ولكن لحقتها بسمة تحمله مردفة قبل أن تاخذه وتغادر :
-هاتيه يا ماما علشان هغيرله .
حملته وخطت بإتجاه الحمام متعمدة كي لا تحمله شقيقتها التى إلتمعت عيــ.نيها بحزن وذهول من شقيقتها فأسرع بهاء يردف كي يطيب خاطرها :
– إبن الإيه عملها عليا وإحنا جايين ،، لا مؤاخذة بقى يا جماعة .
نظرت له جميلة بحنو برغم حزنها من تصرف إبنتها بينما أردفت ريتان بهدوء :
– طيب عن إذنكو أنا هدخل أوضتى هعمل مكالمة ضرورية .
وقفت مسرعة تتجه لغرفتها وتغلق خلفها ،،، سمحت لدموعها أن تعلن تمردها لتسيل من عيــ.نيها ،، منذ زمن وشقيقتها قاسية القلب متحجرة المشاعر من ناحيتها ،،، ظنت أن بعد زوا جها يمكن أن تهدأ وينضج تفكيرها ولكن لا ،، تظل الطباع كما هى ألى أن تصعد الروح لخالقها ..
عاد كريم يهاتفها مجدداً فتناولت هاتفها ونظرت له بضيق ،، لم تجيب ولكنه أعاد إتصاله فأجابت بصوت متحشرج وهى تنفض دموعها :
– أيوة يا كريم ،،، عامل إيه ؟
لاحظ نبرتها الباكية فأردف متسائلاً يدعى الإهتمام :
– إنتِ بتعيطي ولا إيه ؟
زادت كلمته من بكائها فأردف بلهفة كاذبة :
– مالك يا ريتان مين زعلك ؟ ..
هزت رأسها تردف بحزن ومراوغة :
– لا أبداً مافيش حاجة ،،، أنا كنت نايمة شوية ،، خير كنت عايزنى في حاجه ؟
زفر وتابع بنبرة هادئة ماكرة :
– أنا عارف إنى مزهقك بس أنا بقيت بحب أسمع صوتك ،،، حسيت أنك محتجانى دلوقتى وقولت أكلمك ،،، بجد اتعلقت بيكي جداً يا ريتان ،،، ونفسى تديني فرصة .
أغمضت عيــ.نيها بألم ،،، خائفة كتلك التى تسير وحيدةً في غابة مظلمة ،،، تخشى الندم لاحقاً ،،، هل حقاً تعطيه فرصة وتبتعد عن كل هذه الأمور ،،، هل تخبره بأمر عقمها ؟..
أردف متسائلاً بمكر :
– طيب إنتِ إيه يريحك ؟ ،،، ليه رافضة الإرتباط أصلاً .
زفرت ونفضت دموعها المعلقة تردف بترقب :
– خلينا نتكلم وقت تانى يا كريم معلش لأن بابا جه وهنتغدى ،،، عن إذنك .
اغلقت معه وزفرت بقوة وعقلها يعمل من كل الإتجاهات
❈-❈-❈
مساءاً في منزل حمدى .
يتجمعون في الصالة ويتحدث حمدى مع بهاء وبسمة تجلس غاضبة بعدما لاحظت تجاهل بهاء لها منذ ما فعلته وطريقته مع ريتان التى كانت بحسن نية ولكنها فسرتها بطريقة تشببها .
جاءت ريتان من المطبخ تحمل صينية أطباق الكيك اليابانى التى أحضرته بنفسها .
تقدمت منهم وضعت الصينية على الطاولة ثم ناولت طبق والدها ووالدتها ومدت يــ.دها تناول بهاء طبقه مردفة بعفوية واخوة :
– إتفضل يا بهاء الكيكة اللى إنت بتحبها .
أبتسم بهاء وأردف بإعجاب لنجاحها في صنع تلك الكعكة الشهية التى لم تنجح في صنعها بسمة :
– شكلها رووعة يا ريتان ،،، بجد بتعمليها خطيرة .
إبتسمت تردف بود :
– الف هنا .
الفتت تمد لبسمة طبقها بينما الأخرى تناولته وهي تتآكل حقداً وغيرة .
جلست ريتان بجوار جميلة تنظر بين الحين والآخر لياسين الذى يجلس يتلاعب بطبق والده .
حركتها مشاعر الأمومة التى تمتلكها بالفطرة وأردفت بترقب وهى تقف :
– طيب هاته عنك لما تخلص أكل ؟
وقف يناولها أياه تحت أنظار بسمة التى كانت كالبركان النشط .
حملت ريتان الصغير بحنو وقبلته وجلست تلعب معه والصغير تعالت صوت قهقهاته أمام الجميع مما زاد تدفق البركان داخــ.ل صــ.در بسمة وهى ترى صغيرها يتعلق أكثر وأكثر من شقيقتها .
أردف حمدى بحنو لإبنته :
– الواد ياسين ده بيفهم ،،، حاسس بحنيتك يا ريتان ،، سبحان الله حتى الطفل بيحس بالحنية .
نظرت بسمة لوالدها ولم تحتمل أكثر مردفة :
– قصدك ايه يا بابا ؟ ،،، هو إنت شايفنى قاسية معاه ولا إيه .
نظر حمدى لإبنته وأردف بحزن :
– لاء مش قاسية يا بسمة ،،، بس بتتعصبي عليه وده طفل صغير يا بنتى ،،، بيميل أكتر للحنية والهدوء .
وقفت منتفضة تردف بغضب :
– يعنى إيه ؟ ،،، إيه رأيك لو تاخــ.دوه وتعطوه للست ريتان تربيه هي ؟ ،،، بما إن أمه قاسية عليه بقى .
وقف حمدى يردف بغضب :
– خدى بالك من كلامك يا بسمة ،،، إتكلمى عن أختك الكبيرة كويس .
إتجهت تنزع الصغير من يــ.د شقيقتها بعنف وتردف بغضب وحدة وقد إسودت عيــ.نيها :
– اختى إيه اللى أحترمها ؟ ،، أختى اللى بتتمسكن لحد ما تتمكن ؟ ،،، بس أنا فهماها كويس .
طالعتها ريتان بصدمة ولم تعد تحتمل فوقفت تردفت بحدة :
– فاهمة إيه يا بسمة ؟ ،،، قوليلي فهمانى إزاااي ؟
أردف حمدى بنبرة عالية غاضبة وهو يقف في صف كبيرته :
– بسمة إعتذرى لأختك وانهى الموضوع ده دلوقتي حالاً .
نظرت لوالدها بصدمة وأردفت بغيرة :
– أعتذر ؟ ،، أعتذر من واحدة عايزة تاخد ابنى منى ؟ ،، دايماً بتحاول تجذبه ليها ؟ ،، واحدة مستكترة عليا سعادتى ؟ ..
شهقت ريتان تردف بذهول وصدمة وقلبٍ مقهر :
– إنتِ بتقولي إيه ؟ ،،، إنتِ أكيد مجنونة ومش طبيعية .
صرخت بسمة بغضب وقسوة وقد تحولت تماماً :
– إنتِ اللى مش طبيعية ،،، عارفة إنك مهتبقيش أم فقولتى أخد إبنها منها وآخد جــ.وزها بالمرة .
وقفت ريتان تشعر أن الأرض تميد من أســ.فل قــ.دميها ،،، توقف نبضها لثوانى تحاول إستنكار ما سمعته وما لم تتوقعه يوماً ،، بينما تقدم حمدى من إبنته الصغيرة ونزل بصفعةٍ قويةٍ على وجنتها وأردف بصرامة وقوة :
– اخرصي يا ناكرة الخير ،،، أختك ظافرها برقبتك ،، إطلعى من هنا يالا ،،، إمشي واياكى توريني وشك تانى .
وقفت جميلة ذاهلة تبكى بصدمة بينما بهاء كان في موقف لا يحسد عليه ولكن مؤكد أن زو جته مخطأة .
نظرت بسمة لوالدها بصدمة عيــ.ون لامعة وقهر ثم إندفعت للخارج تحمل صغيرها وتبعها بهاء بصمتٍ تام فلم يعد للكلام أهمية .
أما جميلة فوقفت متجمدة بينما حمدى ينظر لإبنته التى ألجمتها الصدمة ،،، إقترب منها يربت على ظهرها بحنو مردفاً وهو على وشك البكاء :
– متزعليش يا حبيبتى ،،، أوعى تزعلى من كلامها دى مجنونة بترمي أي كلام .
نظرت لوالدها بتمعن وتيه ،، أحشاؤها تتلوى مع إتهام شقيقتها الذي لم تتخيله يوماً ولا حتى في أسوء كوابيسها ،،، أردفت بصوت متقطع مهزوز وعيون باكية تتساءل :
– أنا يا بابا ؟ ،،، أختى شيفانى كدة ؟ ،،، أنا عايزة آخد إبنها وجــ.وزها منها ؟ .
إرتمت في صــ.در والدها فجأة تردف بقهر وحسرة :
– أنا يا بابااااااا ،،، أختى شيفانى كدة ؟،،، أنا عايزة أخد جــ.وز اختى وإبنهااااا ؟
لف ذرا عيه حولها بحنو وقلبه يؤلمه من أجلها ،،، يعانــ.قها ويستقبل بكاؤها بحزن ،،، أما جميلة فاقتربت تربت على ظــ.هرها وتردف لتطيب خاطرها :
– متزعليش يا عمرى ،،، كلنا عارفين إنك مش كدة طبعاً ،،، أختك مندفعة في الكلام ومبتعرفش هي بتقول إيه .
أبتعدت عن والدها تردف بعيون منكسرة :
– أختى عارفة كويس هي بتقول إيه ،،، أختى كانت من زمان عايزة تكسرنى ،،، واهو حصل ،،، ما أنا مطلقة ومبخلفش ،،، عادى لما الغريب يشوفنى كدة ،،، بس اللى مش عادى إن أختى هي اللى شيفانى كدة .
أردف حمدى بحنو وحزن لحالها :
– إنسى كلامها ،،، إنتِ مش كدا وكلنا عارفين ..
أومأت بحسرة وتحركت تردف :
– تصبحوا على خير .
اتجهت لغرفتها على الفور وتركتهما يقفان في حالة يثرى لها حزناً عليها وأسفاً على شقيقتها التى تحتاج لصفعة قوية تفيقها وتوقفها عند حدها .
❈-❈-❈
في اليوم التالى صباحاً إستيقظ حمدى مبكراً وربما لم ينم منشغلاً في حال إبنته الغالية .
ترجل من فراشه بهدوء حتى لا تستيقظ زو جته وخرج متجهاً لغرفة ريتان .
طرق بابها ففتحت له ويبدو أنها مستيقظة منذ وقتٍ أو لم تنم هي الأخرى .
أردفت بحنو :
– إتفضل يا بابا .
طالعها بعمق وحنو وأردف :
– عاملة إيه الوقتى؟ ،،، أحسن ؟
تنهدت بقوة وأومأت تردف بتروى :
– الحمدلله يا بابا ،،، ممكن أتكلم معاك شوية ؟
أومأ لها ودلف وأغلقت الباب ،،، جلس حمدى على طرف الفراش وجلست مجاورة له تفرك أصابعها لا تعلم من أين تبدأ .
مد يــ.ده يتلمــ.س كفها بحنو يحــ.سها على الحديث مردفاً بحب :
-قولي يا حبيبتى سامعك .
زفرت بقوة ثم رفعت عيــ.نيها إليه وأردفت بترقب :
– أنا هوافق على كريم يا بابا .
صُدم حمدى ووقف على حاله يردف بحدة وذهول :
– لاء ،،، لا يا ريتان ،،، هتوافقي عليه بسبب كلام اختك ؟ ،،، لا يا بنتى لاء .
تحاول ألتقاط انفــ.اسها المسحوبة وهي تمد يــ.دها لتتمــ.سك بكفه وتحــ.سه على الجلوس مجدداً مردفة بهدوء :
– أقعد يا بابا واسمعنى ،،، أنا عندى كلام كتير عايزة أقولهولك .
نظر لها حمدى بعمق ورآي عيــ.نيها المترجية فعاد يجلس ويطالعها بصمت وترقب .
عادت لتوترها ولكنها حسمت أمرها ،،، منذ أيام وهى تفكر وزاد أمــ.س أفكارها لذلك قررت أن تبوح له بكل ما تخبأهُ لسنوات .
زفرت وأردفت ناظرة أرضاً بخجل :
– أنا أيام الكلية كنت بحب واحد غنى .
ضيق حمدى عيــ.نيه يتنبه فتابعت وهى على حالها :
– كنت لسة صغيرة واتعلقت بيه وبالكلام اللى كان بيتقالي عنه ،،، حبيته جداً لأني كنت شيفاه طيب وشهم وحنين وغير عيلته ،،، كان حب من طرف واحد بس كان جوايا ،،، كنت راسمة أحلام وكنت مصدقاها إن ممكن أكون من نصيبه ،،، كنت فرحانة أوى بحبي ليه وبنظراته اللى بتدخل على قلبي الفرحة .
تنهدت بقوة فالحديث ثقيل خصوصاً أمام والدها ولكنها تابعت بشرود وهى تعود للماضي :
– بعدها الشاب ده خطب واحدة غنية زيه ،،، إتوجعت جداً ،، كان لازم أبعد بس وقتها عرفت أنه مجبور عليها من والده ،،، علشان كدة رجعت أبنى أحلام تانى ،،، كنت صغيرة وبصدق الروايات ،، لحد ما سمعته هو بنفسه بيقول عنى لأخته إنى منفعهوش ،،، وأنى أقل منه ومينفعش أكون مناسبة ليه ولا ينفع أكون أم لأولاده .
التمعت عيــ.نيه وهو يطالعها بصدمة وصمت بينما هى تساقطت عبراتها على وجنــ.تيها وقد تعمدت إخفاء حقيقة ما قاله حمزة كاملاً حتى لا تجرح والدها وهى تتابع وتنظر أرضاً :
– كان وقتها بالضبط ناصف متقدم لي ،،، جريت بسرعة وقولت أبرد نار صــ.درى بعد اللى سمعته منه وأعرفه إنه غلطااان ،،، وإن مش بالفلوس والغنى ،،، قولت هثبتله إنى أصلح زو جة وأم وهبقى مرات واحد غنى زيه ،،، مكنتش عارفة إنى بدل ما أبرد صــ.دري كويته بمية نار ،،، أتجــ.وزت ناصف ورعيت ربنا فيه جداً وكنت مستعدة أكمل معاه حتى بعد موضوع الحمل كنت هعمل أي حاجة تريحه بس هو وصله صور ليا وكلام وصدقهم عنى ،، كذبنى وصدق اللى وصله ،،، شوفت منه اللى يخليني أخاف طول عمرى ،،، وكنت مفكرة إنى مش هخلص منه أبداً لأنه هددنى بيكوا بس لولا ستر ربنا والبلاغات اللى خلته يهرب بسرعة كان زمانى الله أعلم فين دلوقتى .
رفعت نظرها أخيراً وعيــ.نيها كاسات دمٍ وهى تنظر لوالدها مردفة :
– اطلقت وبعد فترة لقيت الغنى اللى حبيته جايلي عايزنى في حياته ،،، برغم إنه كان إتجــ.وز ومراته حامل ،،، عايزنى بصفتى إيه ؟ ،،، معرفش ،،، كان لازم أوقفه عند حده وقتها وحصل ،،، والحمد لله وظيفتى جت في وقتها ولغيت فكرة الإرتباط من حياتى ورفضت كل اللى كانوا بيحاولوا يتقدموا حتى هو كل ما كان يحاول معايا كنت ببعده تماماً ،،، لحد قريب جداً بعد ما كريم طلب أيــ.دي لقيته بيحاول يكلمنى تانى وعايز يتجــ.وزنى ،،، وبيحاول يخليني أسامحه على الكلام اللى قاله زمان ،،، وبيطلب منى فرصة يصلح كل مشاكله ويرجعلى ،،، حتى وصل لكريم وهدده يبعد عنى ،،، واخر حاجة عرفتها إن مراته كمان وصلت لكريم وكانت عايزاه ينقلها أخباري بس هو رفض .
أطلقت تنهيدة قوية ونظرت لوالدها بتمعن وأردفت بترقب :
-عارف مين الشاب ده يا بابا ؟
تنبه حمدى جيداً يميل برأ سه قليلاً وكأنه إستشعر هويته فأومأت تؤكد وتردف بحزن وحب وألم :
– حمزة ،،، حمزة الجواد يا بابا .
فرغ فاه حمدى وهو يطالعها بتعجب وصدمة فأومأت وهى تغمض عيــ.ناها ثم فتــ.حتهما وطالعته مردفة :
– كنت صغيرة يا بابا ،،، كنت صغيرة وكنت مصدقة قصة سندريلا البنت الفقيرة اللى بتتــ.جوز الأمير ،،، كنت مفكرة إني ممكن أدخل قصر الجواد وأكسب حب الكل بس كنت غبية ،،، كان لازم أعرف إنهم زى نجوم السما ،،، نتفرج عليهم من بعيد بس .
تنهدت بقوة مجدداً وتابعت :
– كريم حكالى كل حاجة عن حياته يا بابا ،،، وعن والدته ،،، حكالى ومخباش عنى حاجة ،،، والحقيقة إنى فكرت كويس يا بابا ،،، كريم شخص زينا ،،، من طبقتنا ،،، مش هلاقي حد كامل صدقنى ،،، أي إنسان عنده عيوب ،،، وأنا أعتقد إن عيوب كريم وتملك والدته أرحم وأهون من جبروت سالم الجواد وألاعيب مها أبو الدهب ،،، أنا مش قدهم يا بابا ،،، أنا مش مستعدة أدخل الحرب دي أبداً ،،، مشكلتى مبقتش مع حمزة دلوقتى ،،، إنت متعرفش الست دي ممكن تعمل أيه ،،، إبنها نفسه مشفش منها ذرة حنية متخيل أنا ممكن تعمل فيا إيه وهى شيفانى شاغلة جــ.وزها ؟ ،،، أذا كان أختى أتهمتنى أبشع أتهام ما بالك دي يا بابا ؟ ،،، صدقنى يا بابا المرة دي الصح إنى أنزل على أرض الواقع وأتخلى عن اللى في قلبي وأبعد عن المشاكل على اد ما اقدر ،،، كريم هيسافر دولة خليجية يشتغل هناك ،،، وعايزنى معاه لو وافقت على جــ.وازه ،،، هيكتب الكتاب وهيسافر وأنا هنتظره هنا معاكوا ولما يأمن نفسه هيبعتلي ،،، وافق يا بابا ،،، وافق لأن ده أأمن حل ليا ،،، أنا هبلغه بمشكلة الحمل لو قبل يبقى هو يستحق إنى أديله فرصة وأكمل معاه ،،، ولو رفض يبقى أنا مخسرتش حاجة ،،، بس وافق علشان خاطري ،،، لأنى بجد تعبت أوى .



google-playkhamsatmostaqltradent