Ads by Google X

رواية الميراث الفصل السابع عشر 17 - بقلم قوت القلوب

الصفحة الرئيسية

 

رواية الميراث الفصل السابع عشر 17 - بقلم قوت القلوب 

الفصل السابع عشر 

                   ⚜️ صورة ... ⚜️


الشقه الجديده ....

كم هدأت نفس "نسمه" بعد إنتقالها لتلك الشقه الجديده وشعرت بالإطمئنان بها ، وتفائلت بمكوثها بها ، وشعرت بأنها أخيراً إستطاعت تخطي جميع العقبات السابقه وحان وقت الإستقرار بحياتها وحياه "عمر" ...


هدوء نفس "نسمه" المضطربه عاد بالإيجاب على "عمر" أيضاً فقد بدأ يفكر بجديه ويخطط لعمله الجديد بالقاهرة حيث سينقل أعمال عائلته كلها إليها بعد إقامته بها ...


بعد إصرار شديد من "وائل" بعرضه لمشاركه بينه وبين زميلتهم تلك حدد "وائل" اليوم موعد لمقابلته بـ "نورهان" لبحث أفكارها وأعمالها ومعرفه إذا كانت تناسبه أم لا ...


لهذا إتجه "عمر" لأحد الكافيهات لمقابله "وائل" و"نورهان" بعدما إطمئن على وضع "نسمه" و"مؤمن" بالشقه الجديده ...


نسمه...

دلفت "نسمه" إلى المطبخ لتبدأ بتحضير وجبه الغذاء حتى يعود "عمر" من عمله الطارئ الذى أخبرها به ...


بعد مرور بعض الوقت دق جرس الباب لتظن أن "عمر" قد عاد مرة أخرى وربما قد نسى شيئاً قبل خروجه ...


تقدمت "نسمه" خطوات بسيطه لتفتح الباب وتقف مذهوله للحظات غير مصدقه لما رأته للتو ...


همست بإندهاش فتلك مفاجأة لم تكن تتخيلها أبداً ..  

_ معقول .... "أحلام" ....!!!!


____________________________________


عمر ...

صف "عمر" سيارته إلى جوار تلك الكافيتريا التى إتفق مع "وائل" لمقابلته بها ...


أوصد سيارته وهو يستكمل مكالمته بمهنيه فائقه ...

_ تمام يا "مدحت" ... عموماً خلص إنت الأوراق دى وإبعتهالى ... وطبعاً نصيب "نسمه" لوحده بعيد عن أى شغل ... 


دلف إلى داخل الكافيتريا ومازال يتحدث مع "مدحت" عبر الهاتف ليتفق معه على بعض الأمور الهامه بالعمل الذى كان حريصاً للغايه بنصيب "نسمه" من الميراث فلن يقحمه بأعماله حرصاً على مالها الخاص كما أوصاه جده قبل مماته ....


دار بعيناه بعجاله باحثاً عن "وائل" ليطمئن أنه لم يأتي بعد فجلس بأريحيه بإحدى الزوايا بإنتظاره ... 


لم يمر القليل ودلف "وائل" بصحبه "نورهان" إلى الكافيتريا حين بحث "وائل" عن "عمر" أولاً لكن أعين "نورهان" كانت قد أسرع لتلمحه جالساً بالزاويه لتؤشر لـ "وائل" بعينيها قائله بإهتمام دون أن تبعد نظرها عن "عمر" .. 


_ أهو يا "وائل" ..  قاعد هناك أهو .....


إبتسم "وائل" وهو يلوح تجاه "عمر" لينتبه لمجيئهم ثم تقدم بخطوات مختاله كما لو كان ظفر برفقه ملكه متوجه يتجه بصحبتها نحو صديقه ...


أنهى "عمر" مكالمته مع "مدحت" على الفور حين إنتبه لهما لتلمع عيناه ببريق ساخط على صديقه غاضباً بشده لرؤيته لتلك المتكلفه التى تخطو تجاهه بدلال منفر للغايه ...


فهيئتها لا توحى بالعمل نهائياً بل هى لا تتعدى فتايات الهوى بإحدى السهرات الخارجه ...


كظم غيظه من صديقه الذى ألح عليه بشده لهذا اللقاء وحمد الله كثيراً بداخله أن "نسمه" لا تدرى بتلك المقابلة شيئاً فهو لم يرد شغل تفكيرها بعمله  ....


إقتربت "نورهان" بإبتسامه عريضه وهى تمد كفها الطويل ذو الأظافر الملونه تجاه "عمر" تصافحه بحبور ....

_ إزيك يا "عمر" .. مش فاكرنى ولا إيه ... ؟!!!!


تطلع "عمر" بكفها الممتد تجاهها ليرتفع ببصره تجاهها بإشمئزاز مردداً وهو يبقى ذراعه ملاصقاً له ...

_ أهلاً .. معلش مبسلمش ....


جلست "نورهان" بإندهاش دون إنتظار لدعوته لها بالجلوس لتردف بإستراب من إسلوبه الفظ ...

_ غريبه ... مبتسلمش ليه ... هو أنا حاكلك ....؟؟!!


_ هو كدة وخلاص ...


جلس "وائل" إلى جوار "نورهان" محاولاً تلطيف الأجواء التى شُحنت بدون سبب ...

_ لا يا ستى ... "عمر" أصله مُحافظ شويه ... 


ثم إستكمل وهو يغمز لـ"عمر" بطرف عينه ليهدئ من حده الأمور قليلاً ...

_ إيه يا "عمر"... مش تطلب لنا حاجه ولا إيه ....؟!!


حاول "عمر" التحلى بإبتسامه مجامله على الرغم من إحساسه بالرفض للتواجد مع تلك السيدة لا يدرك حقاً ما سبب ذلك لكنه شعر بالضيق والنفور فور رؤيته لها ...


أردف "عمر" بإبتسامه خفيفه مصطنعه للغايه ...

_ أه طبعاً ...


ثم أشار للنادل لتلبيه طلباتهم ، وبعد إنصراف النادل عن طاولتهم طلب "عمر" من "وائل" مرافقته قليلاً ومازالت تلك الإبتسامه مرتسمه على وجهه الممتعض ...


_ ممكن كلمه يا "وائل" لو سمحت ...؟؟!! 


_ أه طبعاً ... أكيد ...


إبتعد كلاهما قليلاً ليهمس "عمر" محتداً بغضب تجاه صديقه مؤنباً إياه بشده ...

_ إيه ده يا "وائل" ... هى دى ... إنت عايزنى أتشارك مع دى ... إنت إتجننت ...؟!!


تطلع "وائل" بـ "نورهان" لوهله ثم أعاد وجهه تجاه "عمر" بإستراب من إنفعاله الغير مبرر ...


_ مالها يا "عمر" ... إنت مالك مشدود كدة ليه ... هى حره يا سيدى فى لبسها وطريقتها ... بس إللى أأكدهولك إنها شاطره أوى فى شغلها ....


زفر "عمر" بضيق غير مصدقاً لما يتفوه به "وائل" قليل الخبره ...

_ مش باين ... وأنا أصلاً خلاص جهزت مكتبى ... أنا مش محتاج شريك يا "وائل" ...


_ إفهم بس وميبقاش دماغك ناشفه ... إسمع منها وشوف طريقتها ... معجبتكش ... خلاص ...


تنفس "عمر" بضيق ليعود إلى الطاوله بصمت مضطراً للإستماع لأرائها أولاً قبل أن يُكوّن فكرة نهائيه عن التعاون معها الذى مازال لا يحبذه بالمره ...


شعرت "نورهان" بضيق "عمر" فأصرت على شرح وجهه نظرها وفكرة مشروعها بإستفاضه بالغه لـ"عمر" ...


____________________________________


الشقه الجديده ...

وقفت "نسمه" بأعين متسعه لا تصدق أنها ترى "أحلام" حقاً ، جزء منها سعيد برؤيتها بعد تلك القطيعه لسنوات طويله فما كان بينهم ليس معرفه سطحيه مرت مرور الكرام لكنها كانت صديقتها المقربه لسنوات طويلة ...


وجزء آخر مازال يحمل ألماً مما سببته لها وإفترائها عليها وخيانتها لصداقتهم ...


وقفت بحيره تنظر إليها بصدمه وبعض التوجس من زيارتها لها ببيتها الجديد ...


شعرت "أحلام" بتلك الحيرة بين عقل "نسمه" وقلبها لتقطع تلك الحيرة بإبتسامه رجاء وهى تردف بمحبه ...

_ مفيش إتفضلى ... ولا أنتى لسه زعلانه منى ...؟!! أنا جايه لحد عندك عشان أقولك حقك عليا ... والمسامح كريم ...


تفوق قلبها على حيره عقلها لتلمع عيونها بعبره خفيفه تأثراً برؤيتها لها بعد تلك السنوات ثم إرتسمت إبتسامه صافيه على ثغر "نسمه" وهى تفتح ذراعيها لصديقتها تدعوها للإقتراب  بداخل أحضانها فـ "نسمه" لها قلب رقيق متسامح للغايه ...


إرتمت "أحلام" بأحضان صديقتها لتزيل هموم سنوات طويله قبعت بداخلها لتتحرر الآن مطلقه العنان لبكائها شوقاً وندماً على ما فات ...


_ أنا كنت عارفه إن قلبك طيب ... وأنا فعلاً زعلانه على إللى عملته ... 


دعتها "نسمه" للدخول وإنهاء هذا العتاب المؤلم ...

_ خلاص يا "أحلام" ... الأيام بتنسى ... تعالى إدخلى ...


دلفت "أحلام" إلى داخل الشقه ثم جلست على أحد مقاعد الصالون ومازالت عيناها تتبعان "نسمه" بإشتياق ...


لاقتها "نسمه" بإبتسامتها العذبه التى أشرقت وجهها ثم بدأت تساؤلها عن "أحلام" ...

_ أخبارك إيه يا "أحلام" ... ؟!!


تنهدت "أحلام" بمزيج متناقض بين الراحه لرؤيه صديقتها ومسامحتها بعد فراق طويل وبين حسرة على حالها وحياتها لتخرج تنهيدتها المتحسرة مردفه ...

_ الحمد لله على كل حال ....


هدوء "أحلام" ورضوخها كان مقلق للغايه لدى "نسمه" فـ "أحلام" كانت دوماً قويه لتسألها بتوجس ...

_ مالك يا "أحلام" ... إنتى ليه حزينه ومكسورة كدة مش زى ما كنتى زمان  ....؟!!!!!!


وجدتها "أحلام" فرصه لتخبرها بزواجها من "عبد الحميد" جارهم القديم الذى تقدم لخطبتها بعدما تماثلت للشفاء من وقعه سقوطها من فوق السلم ...


عاشت بعدها ببيت عائلته بهدوء حتى بدأت معاناتها بعد معرفتها بعدم قدرتها على الحمل ...


حتى أنها قامت بكل شئ ليساعدها على ذلك من وصفات طبيه وعلاج وعمليات جراحيه وغيرها الكثير من الوصفات الشعبيه لكن لا شئ يجدى بالمرة ...


حزنت "نسمه" كثيراً على حال "أحلام" وشعورها بحرمانها من الأمومة التى تتمناها ....


____________________________________


الكافيتريا ....

حاولت "نورهان" إظهار براعتها بمجال سوق الأعمال ، لكن مع ذلك لم يشعر "عمر" بالإرتياح مطلقاً لأن يتمم شراكه معها فحاول الرفض بلباقه شديده حتى لا يسبب لها أو لـ "وائل" الحرج ...

_ حقيقى ممتاز جداً ... بس أنا فعلاً مش بفضل الشراكه خالص ... طول عمرى على كدة ...


لكن "نورهان" لن تترك تلك الفرصه الذهبيه لتضيع من يدها بتلك السهولة فقررت اللعب بآخر أوراقها ...


_ طب أنا عندى إقتراح ... إحنا ممكن نجرب نعمل صفقه واحده مع بعض ... إرتحت فيها اوك ... مرتحتش خلاص ... هى صفقه واحدة كتجربه وخلاص ... ها قولت إيه .. أظن مفيش حِجه بقى ... ولا إيه يا "وائل" ...؟!!


أثار طلبها إنتباه "وائل" وإهتمامه خاصه عندما طلبت رأيه ليهتف مؤيداً ....

_ أنا شايف إن ده إقتراح ممتاز ومناسب جداً ... مش كدة يا "عمر" ...؟!!


صمت "عمر" قليلاً لتهتف "نورهان" بحماس واضعه "عمر" تحت الأمر الواقع ...

_ خلاص ... إتفقنا ... مبروك يا "عمر" ...


أخرجت "نورهان" هاتفها من حقيبتها الصغيرة لترفع يدها عن آخرها وهى تعقب بسعاده ...

_ يلا بقى ناخد سيلفى الإتفاق ...


نظرت بشاشه هاتفها لتجد "عمر" متجهم للغايه لتلتفت نحو "عمر" تحثه على الإبتسام ...

_ ما تضحك يا "عمر" ... هو الضحك بفلوس ولا إيه ...!!!!


نكزه "وائل" ليبتسم قليلاً رغماً عنه وقت إلتقاط تلك الصورة ...


إستطاعت "نورهان" إلتقاط الصورة أخيراً لكنها إنتبهت لـ"وائل" الذى أخذ يهتف مصطنعاً الحزن ...

_ إستنى يا "نور" ... أنا مطلعتش معاكم ...!!!


إندهشت "نورهان" بصورة مزيفه للغايه قائله ..

_ يا خبر ... إزاى ده ... يلا تانى ...


وإلتقطت لهم صورة تجمع ثلاثتهم معاً بدلاً من تلك التى ظهرت بها هى و"عمر" فقط ، طلب منهم "عمر" بعد ذلك الذهاب لمكتبه الجديد للعمل هناك فهو لا يحبذ الأعمال بالأماكن العامه ليرحل تاركاً إياهم  ...


__________________________________


الشقه الجديده ....

تجاذب أطراف الحديث بينهم جعل الوقت يمر دون أن تدرى كلاً منهما به ، لم تنتبه "نسمه" إلا على صوت "مؤمن" الناعس وهو يتقدم نحوهم ...

_ ماما ....


إلتفتت له "نسمه" بحنو وهى تحمله فوق ساقيها تضمه بأحضانها حتى يستفيق جيداً من نومته ...

_ صباح الخير يا حبيب ماما ... تعالى ...


إندهشت "أحلام" للغايه وأخذت تطلع تجاه "مؤمن" بنظرات متفاجئه للغايه حين همست بخفوت ...

_ إيه ده ... إبنك ...!!! إنتى خلفتى يا "نسمه" ...؟!!!


لم تستطع "نسمه" تحديد نيه أحلام حقيقه لتجيبها بتوجس ...

_ أيوة ... "مؤمن" إبنى ... 


إعتدل "مؤمن" ينظر لتلك الضيفه التى تزورهم لأول مرة لتتعلق أعين به "أحلام" بصمت تام وعلت ملامحها نظرات حزينه للغايه ثم هتفت بعد برهة ...

_ تعالى ... تعالى يا "مؤمن" ... أنا خالتو "أحلام" ... صاحبه ماما ...


نظر "مؤمن" لكفيها الممدودين إليه ثم تطلع بوالدته لتؤشر له بالذهاب إليها قائله ...

_ روح يا "مؤمن" ... روح لخالتو "أحلام" ...


دنا "مؤمن" من "أحلام" لتحمله بعاطفه قويه فوق ساقيها ثم ضمته بشده إلى صدرها ليرتجف قلبها بتمنى لو كان لديها طفل كـ "مؤمن" ....


أشفقت "نسمه" للغايه على حال صديقتها بموجه من المشاعر المنكسرة لم يخرجهما منها إلا رنين هاتف "نسمه" معلناً وصول بعض الرسائل المتتاليه ....


أمسكت "نسمه" بهاتفها وهى تطالع محتوى تلك الرساله لتنقلب ملامحها لأخرى فزعه للغايه مما جعل "أحلام" تشعر بالقلق من محتوى تلك الرساله ..


أجلست "أحلام" "مؤمن" إلى جوارها لتتسائل بقلق ...

_ خير يا "نسمه" ... فيه حاجه ولا إيه ....؟!!


رفعت "نسمه" وجهها تجاه "أحلام" وهى مذهوله للغايه ثم تهدجت أنفاسها حتى شعرت بصعوبه فى التنفس لكن لم تجد سوى "أحلام" تلقى لها بحموله خوفها ...


_ شوفى .. شوفى يا "أحلام" ..


أمسكت "أحلام" بهاتف "نسمه" وهى تنظر لملامحها التعيسه ثم ألقت نظرة على تلك الرسائل المرسله إليها من رقم غريب كانت فحواها ...

(( يا ريت متبقيش عقبه قصاد "عمر" وحياته وفرحته  ...هو إستحملك كتير أوى  ....إستحمل تعبك ونفسيتك المريضه إللى خنقته ....  "عمر" دلوقتى لازم يعيش مع اللى بيحبه ... إبعدى عنه فى هدوء كفايه اللى عيشتيه فيه الفترة إللى فاتت ... على فكرة أنا و"عمر" بنحب بعض وحنتجوز قريب أوى ... يا ريت لو بتحبيه وتتمنى له السعاده تبعدى وكفايه عليه ضغط اكتر من كدة ...)


ربما كانت تلك الرساله تحمل العديد من المعانى وربما أيضاً تتحلى بالكثير من الأكاذيب التى يصعب على "نسمه" تصديقها فما بينهم أقوى من رساله تصلها من رقم غريب ...


لكن تلك الصورة المرفقة بهذه الرساله كانت هى من شقت قلبها نصفين حين رأت "عمر" برفقه إحداهن بمقهى ما ...


حاولت "أحلام" تهدئه "نسمه" التى شحب وجهها تماماً ، ما تعلمه "أحلام" جيداً أن "عمر" لن يفعل ذلك بـ"نسمه" مطلقاً لتحاول تبرير سبب تلك الصورة وإيجاد سبب مقنع لها حتى تطمئن قلب "نسمه" وأن الأمر يبدو طبيعيا بها وأن من أرسلت تلك الرساله تسعى للإيقاع بينها وبين "عمر" وخلق فجوه أو إصطناع مشكله ...


_ لا يا "نسمه" ... أنا مصدقش أبدا إن "عمر" يعمل كدة .. أكيد فيه تفسير للصورة دى ...!!


تحركت عينا "نسمه" بعشوائية محاوله التحدث لكنها أحست بثقل يطبق أنفاسها وهى تخرج همهمات متحشرجه إستطاعت "أحلام" فهمها بصعوبه ...

_ اااا .. أمال ... قاعد معاها ليه ... كدة لوحدهم ... ده ...عمره ما عملها ...!!!!


_ ما هو عشان كدة لازم تتأكدى منه الأول .. بلاش تتسرعى ... 


أومأت "نسمه" بالإيجاب لكنها تحلت بالصمت ليدور بعقلها العديد والعديد من التوجسات الخائفه لن يمحيها إلا سؤال "عمر" عنها ...


وما عليها الآن سوى إنتظار عودته لسؤاله ...


بعد مرور بعض الوقت إضطرت "أحلام" للرحيل تاركه "نسمه" تتخبط بأفكارها بإنتظار عوده "عمر" ...


مر الوقت وهى تنتظر لكنها لم تهنأ أو ترتاح مطلقاً بل ظلت متأهبه لعودته بفارغ الصبر لتنتفض من جلستها حينما إستمعت لصوت باب الشقه الذى فتح للتو ...


حاولت رسم إبتسامه زائفه وهى تنظر بتمعن بملابسه التى تماثل تلك التى كانت بالصورة لتعصف الفكرة برأسها أنه كان برفقه تلك الفتاه اليوم ...


أفاقت من شرودها بصوته الحنون الذي أربكها أكثر فهل هو صادق أم مخادع كبير ...

_ مالك حبيبى ... إنتى كويسه ... شكلك مرهق أوى ليه كدة النهارده ...؟!


كادت شفاهها تتحرك بدون صوت او كلمات حتى إستجمعت جأشها قليلاً وهى تسأله ...

_ إنت كنت فين النهارده يا حبيبى ...؟!!


قبل أن يجيبها شعرت بإضطراب وبروده بجسدها تماماً لكنها كانت بمنتهى التحفز فى إنتظار إجابته ...


كانت تتمنى وترجو من داخلها أن يخبرها أنه كان مع إحداهن لعمل ما ، أرادت ذلك وبشده أن يكون صريح معها ويطمئن قلبها المختنق ...


تفكر "عمر" لوهله أنه لا داعى لإخبارها بوجوده مع تلك المتلونه التى تدعى "نورهان" ويثير غيرتها التى يعلمها جيداً ، فهى أخيراً فى حاله إستقرار نفسى وصلت إليه بعد عناء شديد ولا داعى لخوض إضطراب جديد هى فى غنى عنه ولا يوجد سبب حقيقى لذلك ...


_ ااا ... كنت فى شغل ... قابلت "وائل" عشان شغل فى المكتب الجديد ...


إتسعت عيناها بصدمه وتثلج جسدها حتى كادت تفقد الوعى ، إنه يكذب عليها ، لم يخبرها بأنه كان مع إحداهن ، بل قال لها إنه كان برفقه "وائل" ...


شعرت بغصه بحلقها وإلتواء شديد بأمعائها وإجتاحتها رغبه عارمه بالتقيؤ ...


حاولت كبح تلك الرغبه لكنها كانت أقوى منها لتضع كفها فوق فمها مسرعه بالركض نحو المرحاض لتتقيأ وتفرغ كل ما تحتويه معدتها كما لو أن معدتها أيضاً لم تعد لتتحمل ...


لحقها "عمر" بتخوف وهو يتسائل بقلق ..

_ مالك حبيبى ... إنتى تعبانه ...؟!!!


وسط كل آلامها همهمت بالنفى ..

_ لأ مفيش حاجه ... شويه برد ...


غسلت وجهها برويه ثم خرجت من المرحاض متأمله "عمر" الذى يبتسم تجاهها بحنو ليزيد حيرتها بأمره ...


دلفت بعد ذلك لغرفتهما تصطنع النوم هرباً من بقائها معه وهى مازالت لا تصدق أنه كذب عليها ويخفى عنها شيئاً لتبدأ الشك بأن فحوى تلك الرساله حقيقى وأنه مل منها ولم يعد يحبها كالسابق ....


____________________________________


بعد مرور ثلاثه أيام ...

سحر ...

بدأت "سحر" العمل فعليا مع "عنتر" بعدما قامت بشراء قطعه الأرض الزراعيه ومشاركه "عنتر" بها ، شعرت بالإنبهار التام من مهارته وحرفيته وتمكنه من الإلمام بكل شئ يخص الصوبه الزراعيه و كيفيه عملها ...


علام ...

لاحظ "سحر" من وقت لآخر فقد بقى بالقريه لمتابعه أعمال الحفر والتنقيب بتلك البقعه التى أخبره بها "أبو المعاطى" بحثاً عن الآثار لتزيد إشتعال نفسه من "عنتر" الذى فضلته "سحر" عليه خاصه وهو يرى مدى سعادتها بحضوره ...


تلك السعاده التى يلحظها لأول مرة على "سحر" مما زاد سخطه على "عنتر" فقرر عند الإنتهاء من إخراج تلك الآثار أن يلفق تهمه لـ"عنتر" بالإتجار بالآثار ليزج به بالسجن ويتخلص منه نهائياً بعد وضع قطعه من تلك الآثار بدار "عنتر" ...


وقفت "سحر" بداخل الصوبه الزراعيه تسأل "عنتر" بحماس عن كيفيه زراعه تلك المحاصيل بها ...

_ برافو عليك على فكرة ... مكنتش عارفه إنك مهندس شاطر كدة ...


إتسعت إبتسامته لمدحها له ليشيد هو الآخر بتلك الأنثى الفريده من نوعها ...

_ الصراحه أنا إللى مكنتش أعرف إنك شاطرة قوى قوى إكدة ... وذكيه قوى كمانِ ...


ضمت شفاهها بخيلاء ثم علقت بسعاده على مدحه لها ...

_ تعرف .. كنت فاكره إنك حتضايق لما أشتغل معاك ... يعنى ... جو الراجل الصعيدى بقى إللى بيرفض ويتحكم وكدة ....


_ لا ... ما أنى برضه متعلم وفاهم ... يمكن لو دى رغبتك وحبيتى الراحه فى الدار بعيد عن العيون دى كلاتها (كلها) أكيد حكون مبسوط ... لكن طالما بتحبى إكدة .. وماله ... أنا يهمنى برضه إنك تكونى مبسوطه وسعيدة باللى بتعمليه ...


_ بس عارف إحنا ممكن نعمل كمان مصنع صغير جنب الصوبه حيفرق فى شغلنا أوى ....


دق قلبه بشدة فلم يعد يقوى على الإنتظار فبكل حرف تنطق به حتى لو كان رسمياً للغايه أو بنطاق العمل إلا أنه أصبح متيم به وبطريقتها وأسلوبها وحيويتها التى أكسبت المكان من حوله بروح وحيويه تشبهها تماماً لتكون إجابته مختلفه تماماً عن توقعها بسؤالها عن المصنع ...


_ "سحر" .... تتچوزينى ...؟!!!


توقفت "سحر" عن الإستطراد فى الحديث وهى تطالعه بنفس متهدج وضربات قلب قويه ...


تيبست للحظات وهى تنظر إليه بتفاجئ تام ثم لاحت إبتسامتها تتسع تدريجياً وأصابها الخجل لتتلجم كلماتها وهى تومئ بالموافقه بسعاده لم تكن تظن أنها ستشعر بها يوماً ..


ثم همست بصوتها المبحوح الساحر ...

_ موافقه ....


علت ضحكه "عنتر" بقوة فقد مر بعض الأوقات عليه تصور أنها سترفض لإختلاف معيشتها عن معيشتهم هنا بالقريه ...


ثم هتف بحماس بالغ ...

_ يا الله ....... الليله أسافر أطلب يدك من الحاچ فى مصر ....


_ على طول كدة ....؟!!


_ ده أنا إكدة أبقى متأخر كتير قوى .... قوى ....


_ طب إستنى أمهد الموضوع لبابا وماما ... ونبقى نسافر لهم يوم سوا ...


_ زين ... وأكون خَبِرت أمى وخواتى كمان ييجوا معاى ... 


ثم أكمل بنفس الحماس وبهيام شديد بتلك السمراء المتمرده ...

_لأنى وربى ما راچع بيكى إلا وإنتى مرتى على سنه الله ورسوله ...


لم تقوى "سحر" على البقاء لأكثر من ذلك من شده خجلها لتعود إلى الدار وتبقى بقيه اليوم برفقه والدته فلم تكن تدرى أن للفرحه شعور مبهج للقلب بتلك الصورة ....


،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،

انتهى الفصل السابع عشر ،،،

قراءه ممتعه ،،،

قوت القلوب ( رشا روميه)،،،

  •تابع الفصل التالي "رواية الميراث" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent