Ads by Google X

رواية المتاهه القاتلة الفصل السابع عشر 17 - بقلم حليمة عدادي

الصفحة الرئيسية

    

رواية المتاهه القاتلة الفصل السابع عشر 17 - بقلم حليمة عدادي

أخذت نفسًا عميقًا.. كانت تشعر أن نهايتها قد كتبت هنا، حين سحب سلاحه من خصره ارتجفت أوصالها، ارتفعت دقات قلبها كانت كطبول الحرب، تلألأت الدموع في عينيها حين تذكرت أختيها و”رام”، ماذا سيحدث لهم، توقفت عن التفكير لكي تسمع حكمها.
تحدث قائلًا:
-أنا بحكم عليها بالجلد بالكرباج، ودا لأن الحارس مماتش.
خرجت منها شهقة وأجهشت بالبكاء، كأنها كانت ستغرق وأُنقذت، عاد لها الأمل من جديد حين سمعت حكمه، فالجلد بالسوط سوف تتحمله.
اقترب منها أحد الحراس كان ممسكًا بيده سوطًا، أغمضت عينيها وكان جسدها يرتجف، وضعت يدها على فمها ونزلت دموعها، لكن قبل أن ينزل السوط على جسدها أوقفه صوت “رام”، الذي خرج من الخيمة يركض والحراس يحاولون الإمساك به، حتى وصل أمام قائدهم، تحدث بصوتٍ لاهث:
-أنت بتظلمنا ظلم كبير، ودا مش لايق بسيد شجاع زيك.
كلمات “رام” زادته غرورًا تحدث بغرور:
-أنا فعلًا سيد شجاع، بس أنا مظلمتكم، أنتوا اللي اتجرأتوا ودخلتوا قبيلتي.
أخذ “رام” نفسًا عميقًا، حاول أن يكلمه بذكاء لكي يستطيعوا الخروج من هنا دون أن يتأذى أحد منهم، تحدث “رام”:
-احنا جينا هنا علشان نطلب المساعدة، بص لحالتنا، هو دا شكل حد ناوي يؤذي حد أو ناوي على شر.
تحدث الرجل وهو ينظر إلى “رام” بنظراتٍ نارية:
-وأنا أعرف منين إنك بتقول الحقيقة، ما يمكن دا يكون جزء من خطتكم أنكوا تدخلوا علينا بالحالة دي.
حاول “رام” أن يسيطر على أعصابه كي لا يرتكب أي خطأ، تحدث قائلًا:
-احنا خرجنا من المتاهة لقينا نفسنا هنا.
ظهر التوتر على وجه الرجل، ووقف بذعر وكأن أفعى لدغته، تحدث بصوتٍ قلق:
-أنت قلت المتاهة؟ أنتوا خرجتوا من المتاهة؟!
استغرب “رام” من القلق والخوف الظاهر عليه، فأجابه قائلًا:
-أيوه، احنا توهنا جوا المتاهة ولما خرجنا لقينا نفسنا هنا.
تحدث بتساؤل:
-أنتوا شوفتوا إيه في المتاهة دي؟ احكيلي كل حاجة.
بدأ “رام” يقص عليه كل شيء منذ دخولهم إلى المتاهة القاتلة، وكل ما عاشوه فيها من رعب حتى خروجهم من النفق، أكمل حديثه وانتظر كي يرى رد فعله، لكنه رأى القلق والخوف في عينيه، فتحدث قائلًا:
-أنا هطلق سراحكم بس بشرط، مش عايز أشوفكم هنا مرة ثانية.
استغرب “رام” من قراره لكنه لم يبالِ، المهم هو خروجهم من هذا المكان، تحدث الرجل قائلًا:
-أنا عارف إنك بتسأل نفسك أنا سيبتكم ليه.
نظر إليه “رام” ثم أجابه:
-أيوه ليه؟
تنهد الرجل ومسح بيده على مقدمة لحيته، وتحدث:
-محدش يعرف في إيه جوا المتاهة دي غيري.
ضيق “رام” عينيه باستغراب، وتحدث بتساؤل:
-ولإننا عرفنا اللي جواها دا يعني إننا مش من أعدائك.
أجابه قائلًا:
-أيوه، لأن أعدائي كلهم بيخافوا من المتاهة.
تحدث “رام” وهو مصوب نظره باتجاه “ماريا”:
-طيب بما إنك عرفت كل حاجة، نقدر نمشي دلوقتِ.
تحدث القائد إلى رجاله بأمر:
-هاتوا الباقيين، وجيبولهم أكل ومية.
خرج رجاله لكي ينفذوا أمره، بينما التفت هو إلى “رام” وقال:
-متقلقش، بعد ما تاكلوا تقدروا تروحوا مطرح ما أنتوا عايزين.
تنهد بالراحة واقترب من “ماريا” فك السلاسل من يديها، جلس بجانبها، نظر إليها بابتسامةٍ حزينة وهو يرى الهالات السوداء حول عينيها، والتعب البادي عليها، لوهلة أحس بأنه سيفقدها، شعر بروحه تكاد تنسحب منه، نظرت إلى الأسفل بخجل من نظراته، رفعت نظرها بفرحة عندما سمعت صوت أختيها، ركضت إليهما واحتضنتهما بسعادة.
ناداهن “رام” حين أحضروا لهم الطعام، جلسوا يتناولون الطعام، لقد كانوا يشعرون بالجوع الشديد، بعد مدة انتهوا من طعامهم حملوا معهم القليل منه وانطلقوا، لكن قبل خروجهم… ناداهم سيد القبيلة بصوتٍ عالٍ:
-اقفوا شوية.
التفتوا له باستغرابٍ وقلق، تحدث “رام”:
-في إيه؟
حمل بعض الأحذية بيده واتجه إليهم، وقف أمامهم وتحدث:
-خدوا البسوهم، دا لسه قدامكم طريق طويل وصعب.
شكروه وارتدوا الأحذية وانطلقوا في طريقهم يبحثون عن طريق تخرجهم من هذه المتاهة، بعد عدة ساعات من السير.. وجدوا أنفسهم أمام بحيرة، جلسوا بجانبها لكي يرتاحوا قليلًا، فقد نال التعب منهم، نظر “جان” إلى “دينيز” وجدها على غير عادتها صامتة ولم تتحدث طوال مدة سيرهم، تحدث بتساؤل:
-دينيز، فيكِ إيه؟ أنتِ كويسة؟
كأنها كانت تنتظر هذا السؤال، كي تخرج كل ما بداخلها من التعب والخوف اللذين تشعر بهما من كل ما مروا به، انفجرت بالبكاء وشهقاتها عالية، اقترب منها واحتضنها ومسح على شعرها بحنان، تحدث قائلًا:
-في إيه؟ بتعيطي ليه دلوقتِ؟ احنا خلاص خلصنا منهم.
نظرت إليه بعينين تلألأت فيهما الدموع، وتحدثت قائلة:
-هنفضل كدا لحد امتى، أنا تعبت أوي.
أجابها لكي يطمئنها:
-هنخرج من هنا قريب بإذن الله، متزعليش.
اقتربت “ماريا” من البحيرة، وضعت قدميها في الماء فصرخت بفزع حين…

google-playkhamsatmostaqltradent