رواية ذكريات مجهولة الفصل الثامن عشر 18 - بقلم قوت القلوب
« دقة قلب .. »
رحمه….
إنتهتا (رحمه) و(هاجر) من عملها اليوم لتتخذا طريق العودة مثل العادة …
ثقلت خطواتها كلما إقتربت من بيت (طارق) و(هايدى) فهي لابد وأن تعبر طريقها من هناك للوصول إلى موقف الحافلات بآخر الشارع ….
لم يكن الطريق الطويل هو المؤلم بل كانت تلك الأصوات الصادحة والزينات المعلقة على بيت (هايدى) الدالة على الفرحة لكنها كانت كالخناجر القاتلة بقلب (رحمه) …
وقعت عيناها عليهما وهما يتوسطان الجميع بفرحة وإبتسامة لتلوح بعيناها رغمًا عنها غيمه حزن ولمعة إنكسار ووداع بنفس اللحظة ….
رأتهما (هايدى) لتزيد من تشبثها بذراع (طارق) أكثر وهى ترفع حاجبها بتعالى ، بإبتسامة متهكمه نحو (رحمه) وكأنها لن تصل يومًا لما هي به الآن ….
لاحظ (طارق) نظرات (هايدى) وهى تتغنى بإتجاه بعيد لتثير فضوله لملاحقة لمن تلك النظرات العجيبة ….
أدار وجهه بنفس الإتجاه ليراها هي …. هي نفس فتاة العسل .. ومازالت تعلو عيناها نظرات مبهمة غير مفهومة تجاهه وتجاه (هايدى) …
طارق لنفسه” مين دى … وإيه حكاية نظرتها الغريبة دى … ليه حاسس إنها زعلانه مني وبتلومني …. ”
تعلقت عيناه بتلك الحسناء الحزينة صاحبة ” برطمان العسل” حتى إنتبه لحديث (هايدى) الموجه إليه تنبهه بأن عليهم التحرك للداخل الآن …
هايدى: يلا يا (طارق) … المفروض ندخل البيت دلوقتِ …
طارق بإنتباه: هاه …. اه… حاضر … حاضر …
ليدلف الجميع إلى داخل البيت تاركين عيون (رحمه) تلاحقهم حتى غابوا جميعًا عن الأنظار …
رحمه مردفة بحزن: يلا يا (هاجر) …. نروح إحنا بقى … المولد إنفض خلاص …
ربتت (هاجر) على كف صديقتها ليكملا طريقهما إلى المنزل بصمت مبتعدات عن هذا المكان الخانق ….
____________________________________________
بيت معروف …..
إمتلأ البيت عن آخره بالمدعوين للإحتفال بهذه المناسبة السعيدة …. ها هي الأضواء المتلألئة تملأ البيت عن آخره ..
المدعوين يقفون ويجلسون يضحكون ويتهامسون وينظرون لتألق العروسين
لهذه الليلة الرائعة ….
جلست (أم طارق) وأخته (هدى) إلى جوار (جيهان) والدة هايدى و الصغيره (سمر) ويحيط بهم ما إستطاعوا دعوتهم من أهلهم و أصدقائهم وأصدقاء العروسين …
تألقت الموسيقى التى هدأت وتقدم (طارق) و(هايدى) للجلوس على المقاعد التى أعدت خصيصا إليهما … أحاطت بهم بعض الأنوار الصغيرة والورد الأحمر معطيًا رونقًا وبهجة مفرحة ….
تقدمت (رقيه) نحو (هايدى) تساعدها فى تضبيط جلستها للظهور بأفضل وضع تجاه المدعوين ….
وسط العديد والعديد من المدعوين وقف (سامر) بسعادة بالغة يلوح لصديقه (طارق) مباركًا له بتحيه عسكرية أعادت لـ(طارق) إبتسامته بعدما شغلت (فتاة العسل) تفكيره لبعض الوقت منذ رؤيتها بالخارج ….
تقدمت (أم طارق) نحو ولدها بعلبة فخمة كبيره لتعطيها لـ(طارق) ليقدم هذا الطقم
الذهبي المرصع بالياقوت للعروس …. وسط تبريكات الجميع ….
قُضيت الليلة التى كانت أغلبها إبتسامات ومجاملات بين الجميع …
حتى بدأ المدعوين بالإنصراف ومن بينهم (سامر) بعدما بارك لـ(طارق) ولعروسته ….
أمالت (هدى) على أخيها قائله …
هدى: تاخد عروستك بقى وتتعشوا فى المطعم أنا وجوزي حجزنا ليكم هناك هدية خطوبتكم ….
طارق : متشكرين يا ست (هدى) … عقبال أولادك ….
ثم أعاد بصره نحو (هايدى) قائلاً بلطف محاولاً ألا يكون فظًا بأول حديث لهما ….
طارق: بس يا ريت تلبسي جاكيت أو شال كدة مش حينفع نخرج بالمنظر دة …
إمتعضت (هايدى) فمها جانبًا بتذمر وهي تجيب (طارق) بضيق من بين أسنانها التى صكتهما بغضب …
هايدى: من أولها تحكمات كدة … أوووف … حاضر ….
زفر (طارق) محاولاً التماسك لآخر وقت صبرًا على تلك المدلله …
(طارق) بمزاح ممزوج بجدية ..
طارق: أمرك لله بقى … ضابط حتعملي إيه …؟؟!
لتضع (هايدى) وشاح صوفي أبيض اللون على كتفيها ليصطحبها (طارق) إلى المطعم لتناول العشاء ..
__________________________________________
سامر…
خرج من بيت (أهل هايدى) بعد حضوره حفل خطوبة (طارق) ليفاجئ بأحدهم ينادى بأسمه من خلفه قبل أن يستقل سيارته ….
“سااامر …..سااامر …”
إلتفت إليه (سامر) متعجبًا ….
سامر: (راضى) ….!!! جاى منين متأخر كدة …؟؟؟
راضى: كنت عند واحد صاحبي … انت أخبارك إيه …. بقالي كتير أوى مشفتكش ….؟!!
سامر ضاحكًا : الحمد لله … زى ما أنا … بس مش عوايدك السهر لحد دلوقتِ أنا عارفك ….؟؟
راضى: صاحبي كان جاى من السفر وكنا بنناقش شوية حاجات فى الشغل ….
سامر : ربنا يوفقك … وأخبارك إيه وولادك عاملين إيه ..؟!
راضى: مالك بتتكلم زى الغريب ليه كدة .. عايز تسأل على عيالي تيجي وتطمن عليهم ولا نسيت أن انت إبن خالي …؟!!
سامر: غصب عنى والله … دايمًا مشغول يا (راضى) …
راضى: الله يكون فى عونك …
سامر: وأخبار عمتي وجوز عمتي إيه ..؟؟
راضى بتذكر: فكرتني …. دة أنا لازم أعدى عليهم أخدهم من بيت خالي (عاطف) ….
دق قلب (سامر) فور سماعه ذكر بيت عمه (عاطف) ومرور طيف (حوريه) إبنه عمه أمام ناظريه …
سامر : خير … غريبه الزيارات بتاعتكم المتأخرة دى … مش عوايدكم يعني …؟؟!
راضى: انت معرفتش بإللي حصل ولا إيه ..؟؟!
(سامر) وقد إعتراه الخوف فور سماع تساؤل (راضى) المبهم ….
سامر: إيه …؟؟! حد … ااااااا…. تعبان ولا … جرى له حاجة ..؟؟!
راضى: (عماد) جوز بنت عمك (حوريه) … تعيش انت …. وهي كام يوم وترجع مصر ….
إتسعت عينا (سامر) بصدمة غير مصدقًا.. دق قلبه بشدة ، أرتجف جسده بالكامل وكأنها عودة الروح إليه مرة أخرى … أيعقل هذا ..؟!
لينطق هامسًا بعشق دون وعي منه …
سامر : (حوريه) … (حوريه) راجعه …!!!!
ليتدارك نفسه على الفور قبل أن يلفت إنتباه (راضى) له ….
صدمة مفرحة تدق بقلبه … أيمكن أن يسعد بموت أحدهم إلى هذا الحد ….. (حوريه) ستعود … وأصبحت حره من جديد …. أيمكن أن يعوض ما خسره بعودتها مرة أخرى …. أسيحيا أمل فُقد من جديد …
إضطراب بداخله جعله يوارى إبتسامته خلف قناع حزين فهذه لحظة موت وفراق للحياة ومن غير اللائق أن يظهر فرحته بهذا الشكل ….
سامر: معقول …. لا إله إلا الله ….
راضى: وصلني فى سكتك بقى عشان كنت عايزك فى موضع تاني مهم أوى … وكويس أن أنا شفتك بالصدفة …
سامر : دة أنا إلى مش مصدق أنى شفتك وإتكلمت معاك والله ….
ليستقلا سيارة (سامر) الذى إنطلق على الفور ..
___________________________________________
علاء…
تقدم (أحمد) من (علاء) معتذرًا له على تأخيره …
أحمد: والله يا (علاء) زياد إبني تعبان مقدرتش أسيبه وهو تعبان كدة ….
علاء : جرى إيه يا (أحمد) … خلاص الموضوع ميستاهلش … كنت محتاج راحه وأخدتها … إبقى ردهالي عاد يعنب …
أحمد : بس أطلب إنت وأنا مكانك وقت ما تحب …
ربت (علاء) بإقتضاب على كتف (أحمد) وهو يسأله عن حال إبنه الآن …
علاء: ولا يهمك … ملحوقة … المهم (زياد) أخباره إيه … ؟!!
أحمد: أحسن الحمد لله …
علاء: الحمد لله …. حطلع أنا على البيت أنام عشان مش عارف أفتح عيني من التعب … سلام ….
أحمد : سلام …
تركه (علاء) ليهبط درجات السلم مستقلاً سيارته وهو يتجه نحو شقته القريبة ليرتاح قليلاً …
لاح طيف (أميمه) أمام عينيه وقد امتلأت عيناها بدموع وانكسار حزين ، تذكر تلك النظرات التى لن ينساها أبدًا وهى تطلب منه أن يطلقها ….
ليتردد صدي كلماتها بأذنيه….
أميمه ” طلقني يا (علاء) …. طلقني ….”
وتقفز كلمات (هند) القاسية مرددة بأن (أميمه) لن تعود بل وأنها لابد وقد تزوجت من آخر بعدما تركته فمثلها لن توقف حياتها على الذكريات ….
علاء بأسي: لا …. (أميمه) لا يمكن تنساني …. مهما حصل بينا … لا يمكن تنساني …
نعم قد مر خمس سنوات لكنه يعلم (أميمه) جيدًا وأنها ستظل على العهد بينهم ، فعشقهما لم يكن بعلاقة عابرة ، بل كان متأصل بالروح لا ينتهي أبدًا مهما حدث بينهما …
__________________________________________
المطعم…
جلس (طارق) و(هايدى) ومعهم الصغيرة (سمر) لتناول العشاء بأحد المطاعم الفاخرة والتى أهدتهم (هدى) دعوة لهذا العشاء كهدية للعروسين ….
أول حديث خاص بينهم فقد لفتت (هايدى) إنتباه (طارق) كفتاة جميلة تهتم بأناقتها وحسن مظهرها وعدم الإختلاط مع بقية الجيران بالحي جعلتها مميزة بالنسبه له للتقدم لخطبتها دون أن يسبق له الحديث معها إطلاقًا …
طارق: أعذريني يا (هايدى) … أنا مكنتش أحب أنى أفرض رأيي من أولها كدة بس الفستان مينفعش وميلقش إنك تلبسيه نهائي …
هايدى بتعالى : ميلقش …. !!! متنساش إنى ملحقتش أجهز فستان مناسب وعملنا الخطوبة على طول … كان لازم يكون الفستان يليق بـ(هايدى الشوري) …. مش أى حاجة يعني …
طارق: أظن انى لو مستعجل عشان نرتبط دى مش حاجة تزعل أبدًا ….
هايدى: أكيد لأ … بس أكيد برضه فى الجواز مش حتستعجل كدة … أنا عايزة أحضر لكل حاجة كويس أوى …. خصوصًا إختيار البيت إللى حنسكن فيه والفرش بتاعه …
طارق: البيت …؟! ما إحنا اتفقنا مع عمي (معروف) إننا حنسكن فى بيتنا مع ماما … والبيت كبير جدًا ومفيهوش عيب ….
(هايدى) بتملل وهى تزم شفتيها …
هايدى: عمومًا إحنا لسه بدري على الكلام ده وحتى لو سكنا فيه لازم نوضبه عشان يليق بيا طبعًا …
طارق: فى دى بقى …. عندك حق …
هايدى: بس يكون فى علمك من الأول … إحنا حتبقى لينا حياتنا الخاصة … يعني نقسم البيت جزء لينا وجزء لوالدتك … أنا عايزة أعيش لوحدي ….
طارق بحزم : قصدك إيه …. ؟!! أنا والدتي وضحت كل حاجة من الأول ومحدش فيكم إعترض وإتكلمنا أننا حنعيش فى نفس البيت معاها ….
هايدى بدلال :(طارق) أنا عايزة أخد راحتي وأعمل إللي أحبه فى بيتي …؟!!
طارق: لو كان قصدك انها حتتدخل أو حتضايقك فمتقلقيش من الموضوع ده خالص … وشغل البيت فيه ناس بتعمله لكن نفصل نفسنا عنها ليه وهى محتاجه ونس معاها وأنا بغيب كتير …..
هايدى: عموما الكلام دة مش وقته دلوقتِ … خلينا نتكلم فى الموضوع دة بعدين ….
طارق : يكون أحسن برضة …
رفعت (هايدى) قائمة الطعام وأخذت تختار أصناف الطعام التى يتناولونها بينما إكتفى (طارق) بتناول الطعام وسط مجاملات بسيطة لـ(هايدى) حينما تتحدث ليقوم بعد ذلك بإعادة (هايدى) و(سمر) إلى البيت ويذهب مباشرة الى بيته ليستريح قبل ذهابه للعمل فى الصباح دون الشعور بغبطة العريس التى يسمع دومًا عنها …
___________________________________________
سامر….
مع ظلام الليل الذى كادت ليلته أن تنتهي جلس (سامر) محدقًا بصورة (حوريه) غير مصدق لما حدث …
سامر: يااااااااه …. مش قادر أصدق إني ممكن دلوقتِ أفكر فيكِ من غير ما أحس بالذنب …. أخيرًا ممكن يكون ليا الحق فى إنى أفكر فيكِ … أوعدك إنى مش حسيبك تضيعي من إيدي المرة دى أبدااااااا مهما حصل … حتى لو حاربت الدنيا كلها عشانك …
__________________________________________
مشاعر خفيه تقبع بالقلوب ، منها ما يحزن ومنها ما يفرح ، هل يمكن للقلب المجروح أن يشفى جرحه ، هل يخرج القلب مكنون سعادته التى وجب عليه إخفائها …
لكنها القلوب … تحمل ما لا يبوح به المرء .. تخفى بين طياته ما لا نعرفه ، مختلف تماما عما نراه …
فكل شئ يتوارى داخل دهاليز القلوب .. فرفقا بقلوب البشر ..
___________________________________________
بعد مرور أسبوع كامل …..
تركيا…..
هرولت (سيلا) بتعجل وهى تحمل أحد الملفات الكبيرة التى غلفت بحقيبة من القماش لتحفظ كل التصميمات بداخلها …..
سيلا: يلا يا (أميمه) … حنتأخر كدة ….!!!!
(أميمه) وهى تهبط درجات السلم الجانبي وهى تعدل من وضع حقيبتها على كتفها …
اميمه: خلاص أهو …. ها … إيه رأيك …؟؟!
أطلقت (سيلا) صافرة تعجب وهى تنظر نحو (أميمه) التى إرتدت حُلة رسمية رمادية ذات تنوره وكنزه بيضاء لتظهر بوقار ورسمية تناسب بالفعل هذا الإجتماع الهام لعرض تصميماتها المميزة على تلك الشركة العالمية ….
سيلا: روعه …. حلوه أوى فكرة الفورمال دة … مخليكِ زى سيدات الأعمال بتوع التليفزيون …. وكمان شعرك إللى مرفوع دة مديكِ كدة رسمية أوى ….
أميمه بتوتر: قلقانه أوى يا (سيلا) ….
سيلا: طول عمرك قوية …. دة إحنا بنتقوى بيكِ …
اميمه: ربنا يستر بقى …
سيلا: يلا بقى حنتأخر على معاد الطيارة … (ضيا) كمان واقف بره …
تشدقت (أميمه) بنظرها نحو الأعلى بقلق …
اميمه: قلقانه أوى أسيب (يامن) … أول مرة أسيبه وأسافر ….
سيلا: ده هو النهاردة نخلص الميتنج ( الإجتماع ) وخلاص … متكبريش الموضوع بقى … وبعدين هو حيقعد مع ماما …
أميمه: عارفه …. يمكن دى الحاجة الوحيدة إللي مطمناني …. لأن قلبي مقبوض أوى وخايفة أوى أوى …
سيلا: دة بس عشان الناس إللي حنقابلهم ناس كبيرة أوى … بس أكيد حيعحبهم الشغل …
اميمه: يا رب ..
سيلا: يلا بينا عشان نلحق معاد الطيارة …
أسرعت (سيلا) و(أميمه) لمقابله (ضيا) خارج المنزل ليتوجهوا ثلاثتهم إلى المطار للذهاب إلى أنقرة وسط إرتباك (اميمه) وتهربها من أى مواجهة ثانية مع (ضيا) منذ ذلك اليوم ..
____________________________________________
علاء….
أعطى تعليماته الأخيرة قبل إستقلال الطائرة المستعدة للإقلاع قبل وصول السيد الوزير لحضور إجتماعه اليوم بمثيله التركي بأنقرة ….
مع حضور الوزير إلى المطار رافقه (علاء) و(أحمد) وبعض من أفضل الضباط لتوفير الحمايه للوزير أثناء سفره بقيادة (علاء) الصارمة ….
أقلعت الطائرة لتهبط بعد عده ساعات بمطار أنقرة وسط إستقبال لائق للوزير ومن معه ليتجه بعد ذلك إلى قاعة المؤتمرات لحضور إجتماع أولى مع وزير الصناعة التركي على هامش أحد المهرجانات الصناعية الضخمة والتى تضم العديد من رواد مجالات الصناعة المختلفة بهذا المهرجان ..
____________________________________________
مكتب المباحث العامة…..
طارق: أنت فاهم أهميه المعلومات دى إيه …. إحنا لازم نحط خطة المراقبة كويس أوى …
سامر: أكيد طبعًا …. عشان كدة فرغت لك كل المعلومات فى الملف دة عشان ندرسه كويس ونحدد إيه إللي المفروض نعمله بالضبط ….
طارق: لازم نكمل المعلومات دى من مصادرنا ونراقب كل خطوة يتحركوا بيها …
سامر: مظبوط …
طارق: بس قولي …. إيه الحماس إللى مخلي عنيك تلمع كدة دة …؟!!
سامر: دة مش حماس … ده أنا الروح بترجع لي خلاص …
طارق : مش فاهم حاجة …!!!
سامر: خلينا بس فى الشغل دلوقتِ وبعدين ححكي لك كل حاجة …
طارق: تمام…
___________________________________________
هشام …..
أسبوع كامل يمر وسط إنشغاله بالجريدة ليعود بوقت متأخر ناظراً نحو نافذة الألماسة لكنه لا يراها ….
تتوق بشده لرؤيتها مرة أخرى وتناسى بالفعل موضوع (نهال) ….
مقتنعًا أن دفتر الذكريات ما كان إلا وسيلة لمقابلة تلك الألماسة المتألقة كما أسماها ….
أصر (هشام) اليوم على الذهاب مبكرًا أولاً بإتجاه المستشفى على أن يعود إلى الجريدة بعد ذلك …
سار بمحازاه السور لينظر لا إراديًا إلى نفس النافذة فور وصوله …
تعلقت عيناه بها ليلاحظ حركة بالداخل ليزداد إنتباهه يتتوق لمعرفة من بالداخل ….
لتتحقق أمنيته مرة أخرى وتظهر ألماسته تتلألأ بداخلها …
_________________________________________
نهال….
حتى لو أرادت التأخر بالنوم فلن تقدر فهي مُلزمة بمواعيد صارمة للمستشفى للإستيقاظ والنوم … حتى مواعيد الطعام لا تهاون بها ….
بعد تناول فطورها أخذت تتصفح أحد الكتب التى أحضرتها لها (سلمى) لتقرأ قليلاً به …
أصابها الفتور لتنهض من جلستها لتنظر قليلاً من نافذتها على الحياة كالعادة ….
لكنها فوجئت بهذا الشاب مرة أخرى …. ذلك الفنان فى نظرها كما تخيلته فى عمله …
نظرت نحوه بإندهاش وهى تتسائل ….
نهال: مين دة ..؟!! وليه بيبص على الأوضة عندى …؟؟؟
بينما إرتسمت إبتسامته الجذابة فور رؤيتها لتتلاقى نظراتهم بين تساؤل وإشتياق ودقة قلب …
هشام: يا ترى إنتِ ليه فى المستشفى…. عندك إيه …؟!!
مر شاب من جانبه يحمل باقة الزهور البيضاء كتلك التى يرسلها إلى (نهال) ….
لينتبه (هشام) متذكرًا (نهال) والباقات التى يرسلها ….
تتبع (هشام) هذا الشاب بنظراته حتى دلف إلى المستشفى …
رفع بصره بعدها ليجد ألماسته هى الأخرى تتبع هذا الشاب ببصرها بلهفة لتدلف بعدها إلى الداخل بعجالة ….
إنتبه (هشام) لنفسه بعدما إختفت الفتاة من أمام عيناه .. إنه هنا ليبحث عن (نهال) …
دلف (هشام) إلى داخل المستشفى ليسأل عن (نهال) فقد تأخر كثيرًا فى السؤال عنها …
هشام : لو سمحت الورد دة لمريضه هنا إسمها (نهال) ….؟!!
الموظف: أيوة يا فندم … هى كل يوم بييجي لها ورد أبيض ..
هشام : ممكن أعرف رقم الغرفة لو سمحت ….؟!
الموظف: 605 فى القسم الخيري حضرتك ..
هشام : شكرًا…
أسرع (هشام) تجاه الغرفة التى تأخر كثيرًا على زيارتها فقد أنسته تلك الساحرة كل شئ ….
لاحظ إحدى الممرضات تحمل باقة الورد ليتبعها (هشام) فهو يدرك بالفعل لمن تلك الباقة ….
إقترب (هشام) من الغرفة وقبل أن يدق باب الغرفه وجده مفتوحًا لتعلق عيناه بإندهاش تجلى على ملامحه بعدم تصديق …
أنها هي … بالفعل هي … تتقدم لتحمل الباقة بمنتهى السعادة وبحرص شديد ….
هشام فى نفسه ” معقوله …. دى (نهال)…. هى نفسها اااا …. دة ولا الأفلام ….. حقيقي مش مصدق عنيا …. ”
تسمر بدون حراك وهو يتابع تفحصها وملامستها لإحدى الزهور برقة ، تتلمس إحداهم بوجنتها الممتلئة الوردية ….
تشابهت بالفعل مع الزهرة البيضاء بنقائها ورقتها وعذوبتها ليدق قلب هشام بقوة وهو يراها تبتسم للزهرة فرحة بلقاها ، تلك الإبتسامة التى سرقت قلبه …
عندما شعر بالممرضه تخرج من الغرفة أسرع بالإبتعاد عن الغرفة ، لا يدرك سبب ذلك ، لكنه أسرع حتى لا تراه وأسرع بعجالة خارجًا من المستشفى …..
بعدما إستلمت (نهال) باقة الورد وضعتها فوق المنضدة و أسرعت نحو الشباك لتنظر هل مازال هذا الشاب واقفًا أم رحل مرة أخرى مثل المرة الماضية ..؟؟!
تجهمت بحزن لرحيله لتجلس بإستسلام محاولة قراءة الكتاب الذى ترى عباراته وكلماته دون أن تعى منه شيئًا فقد شعرت بالحزن دون سبب لذلك …
هشام…
تحرك مسرعًا يسير فى الشوارع كأنه يطير لا يصدق ما تراه عينيه الآن …
هشام: معقول …. هى دى (نهال) … دى غير ما إتخيلتها خالص … إزاى بس قدرت تتحمل كل إللى حصل لها دة كله ولسه برقتها وبرائتها دى …؟!!
كان يبتسم لا إراديًا لمجرد التفكير فى أن (نهال) التى يشعر بأن بينهما رابط خفي وإنجذاب بدون حتى أن يراها هى من خطفت قلبه منذ أن وقعت عيناه عليها ….
خيل له وأنه يراها أمامه بكل خطواته حتى وجد نفسه مباشرة أمام الجريدة …
أكمل عمله ومازال يراها نصب عيناه وكان صورتها إمتزجت بعيناه كأنها قطعه منها …..
تلك الألماسه صاحبة الوردة البيضاء كقلبها …
___________________________________________
الإمارات….
عبد الله: حمد الله على سلامتك … تحبي أوصلك البيت ….؟!!
فزعت (حوريه) من فكرة عودتها إلى ذلك السجن لتقاطع (عبد الله) بسرعة وقد ملئ عيناها الخوف …
حوريه: لأ …. لأ … حروح أى فندق لحد معاد السفر …
عبد الله: زى ما تحبي … عمومًا هو السفر إتأجل يومين بس …
حوريه بتفهم: إن شاء الله … معلش يا أستاذ (عبد الله) … أنا تقلت عليك خالص …. أعذرني …
عبد الله: متقوليش كدة … إحنا اخوات …
حوريه: مش عارفه والله لولا ربنا وقفك فى طريقي كنت عملت إيه ؟! …. أنا معرفش أى حاجة فى البلد دى خالص …
عبد الله: زى ما أنا كنت سبب فى أنى أكون جنبك … أنتِ كمان وجودك أنقذ حياتي ومستقبلي … إعتبرينا متعادلين …
حوريه: صح …
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ذكريات مجهولة) اسم الرواية