رواية نورة الفصل التاسع عشر 19 - بقلم Lehcen Tetouani
…… حاول الشيخ ان يقنع هاشم بالتخلي عن الوساوس التي سيطرت عقله واكد له ان نورة بريئة من كل الإتهامات التي لفقت لها واقترح له ان يأخذانها إلى طبيب المدينة ويعيد كشفها من جديد وسيبين له اليوم بالتحديد الذي حملت فيه وبهذا سيعلم هل هي خائنة فعلا كما يصفها ام بريئة كي يطلب منها السماح و يعيدها إلى جناحه ويحتويها كزوج وليس ثائر ماإن يسمع الكلام حتى يصبح وحشا كاسرا
قال دعني يا أبي وشأني فأنا لهذه اللحظة اشتعل غضبا واحترق من الداخل دعني ربما الايام تطفىء جمري
سأدعك ياولدي لتهدأ اياما ثم نقوم بفعل ما أمرتك به
تمر الايام وخديجة تسيء اكثر لنورة وهي المسكينة صابرة على افعالها وموكلة امرها لمولاها حتى إستجابت دعوة المظلوم على الظالم ذات نهار يوم كانت تحمل خديجة دلوان مملوءتان من مياه البئر فتعثرت قدمها وألتوى كاحلها وسقطت سقطة لايحمد عقباها
كانت نورة حينها تطبخ لصابر الاكلة التي يحبها فسمعت صراخ وبكاء احدهم ولكن الصوت تقريبا بعيد ولم يتبين صاحبه من حتى تتبعته فوجدت خديجة مكبوبة على وجها غارقة في المياة والدلوان مرتميان بعيدا عنها فأدركت انها سقطت ولم تستطع النهوض بمفردها.
هرعت إليها تجري وهي ناسية كل مافعته بها سابقا فلو كان قلبها قاصحا اسودا لما شمتت بها فقط وانصرفت عنها بعدها ولكنها ركضت نحوها لتساعدهاخديجة هل زلقت قدمك حاولي ان تنهضي
الم شديد بكاحلي لااستطيع حراك قدمي ولا حتى يدي اليمنى. ااااه. ياااربي رحماك..
لاعليك حاولي من جديد قومي بالتمسك بي قدر ماتستطيعين وسأمسك بك جيدا حتى تقفين ولو على قدمك التي لاتؤلمك..
بعد محولات متكررة إستطاعت نورة رغم تعبها وضعفها ان تمسك بكل قوتها خديجة كي لاتسقط منها مرة اخرى واخذتها إلى الغرفة حتى عاد الشيخ من السوق فأحضر بعدها طبيب مختص إلى المنزل ليكشف مصابها فاخبرهم ان خديجة قدمها اليسرى مكسورة ويدها اليمنى ايضا كسرت إثر قوة السقطة التي حاولت تجنبها بكلتا يديها حينها على الفور أجر الشيخ عربة وأخذ خديجة إلى المدينة كي تقوم بجبس يدها ورجلها
كانت خديجة لاتقوم من سريرها إلا بعناء تام ولا حتى قيامها بأخذ لقمة واحدة إلى فمها دون ان تسكب نصفه عليها لانها ليست معتادة على الاكل بيدها اليسرى فمن كان الوحيد الذي يساعدها في عجزها هي نورة ولا غيرها..
كانت خديجة مع الايام اصبحت تشفق على نورة فهي واضح تعبها ورغم تقيؤها المستمر وضعفها فهي تقوم بخدمتها وخدمة حاجيات كل البيت.
قالت لي نورة لما تفعلين معي كل ذلك وانا لم تتلقي مني إلا كل سوء وشر.
أجابت انا لااحمل ضغينة لأي احد حتى لمن قسى علي ذات يوم كل ماافعله سأدع الايام تقربه مني زلفا او تبعده عني بعد السماء والارض لاغير وانت ياخديجة اخطأتي بتصرفاتك نحوي كثيرا منذ اول رأيتك لي ولااخفيك كم عانيت بسببك ولكن محنتك هذه قد تفتح عيونك وتجعلك تدركين مالذي اجرمته في حقي وتظهر امامك الحقيقة ما بين الصواب والخطأ الذي نلته منك كل هذه المدة
طأطأت رأسها خديجة ولم تخرج من فمها كلمة الذي كان لايخرج إلا سما قبلا التي كانت امام نورة تلبسها ثياب نظيفة وفي مرة اقبلت نورة على خديجة وهي تحمل لها الغذاء وجدتها تبكي بصمت بكاء مريرا.
ماذا بك خديجة عاودك الوجع لقدمك مرة اخرى؟
لا ليس ذلك بل تذكرت اشياء تؤلمني اخفيها بصدري من سنين.
لابأس عليك ياخديجة كلنا مررنا بأسوء الحالاتولكن علينا ان ننسى ونستمر هذه هي سنة الحياة. ان لانقف عند اول محنة بل نعديها ونقول الحمد لله.
ولكن يانورة قلبي مازال يؤلمني لهذه اللحظة ولم استطع نسيان ذاك اليوم
اي يوم ياخديجة أنصتي لي انا قابعة هنا امامك لاحراك وعليك أن تفضفضي لي كل مايؤلمك ومخبأ في صدرك ربما ببوحك ستهدا روحك قليلا وتخففين بعضا من وجعك ولربما التي تكلمك الآن تصبح من عدوتك اللدودة إلى صديقتك الودودة
ضحكت خديجة وضحكت معها نورة وأرسلت خديجة تحكي قصة وجعها
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية نورة) اسم الرواية