رواية الملعونة كاملة بقلم هنا عادل عبر مدونة دليل الروايات
رواية الملعونة الفصل الاول 1
هيام، 36 سنة، مؤهل فوق المتوسط، زوجة وام من سبع سنين، جوزي راجل محترم وكويس….ههههه مع كل الناس الحقيقة، على فكرة انا متجوزاه عن حب واقتناع، يعني مش مجرد جوازة او عريس علشان يبقى اسمي اتجوزت، لاء خالص، انا خدت القرار بأقتناع تام وهو الحقيقة كان من الشخصيات الوهمية كده، يعني كان معايا فى كل حاجة واي حاجة، وكنت بلاقيه فى ضهري فى اي مشكلة، سند كده يعتمد عليه وانا الحقيقة طول عمري مفتقدة للسند، ابويا كان مسافر علطول فمحسيتش بوجوده، عيشت معاه اربع شهور فى اول جوازنا حلوين جدا، ومن بعدهم كل حاجة ابتديت تتغير، تحكمات بتزيد، كلام جارح كتير، تقليل بقى والحاجات اللى ممكن تبين اني ست مقهورة وعايشة وانا راسي فى الرمل، الحقيقة احيانا كنت بحس بكده، كنت بستسلم وبضطر اعيش علشان مش هينفع البيت يتخرب، علشان ملحقتش، علشان بحبه، وعلشان كلام الناس، وعلشان اهلي رافضين طبعا، وبعيد عن كل الاسباب دي فهو بعيد عن المشاكل كويس، حنين، جدع مع اهلي جدا وكويس وبيحبوه وموقف وده سبب فى انهم ضدي طول الوقت، أقلمنا نفسينا على العيشة دي واتعودنا زى ما كل البيوت بتتعود على المشاكل، اشتكيت كتير ولقيت مفيش فايدة ولا فيه حاجة بتتغير…يأست ودنيتنا بتمشي، شوية كويسين وهاديين وده طبعا طول ما انا بنفذ طلباته واللى بيشوف هو انه صح، واوقات تانية بنشد فى شعور بعض، بس كل حاجة بقى بالنسبالي مفيش فيها روح، بيعدي يومي وانا زي اللي مجبر على انه يكمل ويعيش، لكن انا الحقيقة مش ضعيفة لدرجة اني اموت من القهر او اعمل فى نفسي حاجة علشان اخلص من الضغط النفسي ده، كنت كل ما افكر اقول لنفسي:
– طيب ولما تموتي كافرة ايه اللى هيتغير؟ هتخسري دنيتك واخرتك؟ عيالك يتمرمطوا وتربيهم واحدة غيرك ويعالم تربيهم ولا ترميهم فى الشارع!! عيشي اكيد ربنا له حكمة فى اللى بيحصل معاكي ده.
كنت بصبر نفسي بكده، لكن حاسة اني مفتقدة حاجات كتير، انا حتى نسيت الناس بتتفسح ازاي وبتروح فين وازاى بيستمتعوا بوقتهم والله، كل حاجة يقولي:
– احنا مكانش عندنا كده، احنا مش متعودين على كده.
مش عارفة هو ايه اللى مش عندهم ولا ايه اللى مش متعودين عليه، مع ان اهله بيخرجوا وبيتفسحوا وبيسافروا وبيتبسطوا، بس عادي مع التكرار اتعودت وبقيت مش بحب انزل معاه اصلا لأني بنزل بتنكد اكتر من النكد اللى بيكون فى البيت، هو له طقوس معينة فى الخروج، واوقات معينة، وتصرفات معينة، فاللي هو انا لو فى تدريب الجيش مش هبقى تحت المراقبة بالشكل ده، بطلت اطلب، بس لما بشوف صور صحباتي وهما مع ازواجهم خارجين ومبسوطين بحس بنقص، والله مش حسد الحمد لله عمري ما بصيت للي مش ملكي، بس كنت محتاجة احس بالانبساط ده، بفتكر نفسي ايام ما كنت لسه متجوزتش، ازاي كنت بخرج واتفسح، ازاي كان ليا اصحاب كتير، ازاي كنت بمسك فلوس وبعرف ابسط نفسي بكل الطرق وبشتري اللى نفسي فيه، فى البداية قولت:
– محتاجة ارتاح من الشغل، محتاجة استقر وابقى زى البنات اللى فاتحين بيوت.
لكن ندمت…ندمت ندم عمري، كنت مرتاحة، بالي كان مرتاح، مفيش حاجة نفسي فيها، ولا فيه حاجة تخليني اتحسر على نفسي لما اشوفها مع حد تاني، حتى الرجالة الحقيقة مفيش حد ارتبطت بيه لدرجة اني اتقهر عليه، عادي مكانش بيحصل نصيب وكانت حياتي بتمشي، مش بس كده ده انا كمان مكنتش بخسر حد ابدا كنت مرتبطة بيه، لأني كنت ببعد بأدب واحترام، ماهو مش معنى ان مفيش نصيب يبقى نبهدل بعض ونهين بعض، يلا مش مهم بقى كل اللى فات ده، كنت قاعدة من اسبوعين ماسكة تليفوني ومفيش حاجة ورايا فى البيت، سمعت صوت المفاتيح فى الباب حسيت ان قلبي اتقبض، اول ما بيوصل ببقى عارفة ان المشاكل والنكد على الباب، دخل وقال بقرف:
– سلام عليكم.
رديت عليه وانا بضحك:
– عليكم السلام، حمد الله على السلامة.
لقيته بيبص ليا من فوق لتحت:
– هو انتي مش بتسيبي ام الزفت ده من ايديكي؟ مبتزهقيش.
لفيت التليفون ناحيته وقولتله:
– انا بلعب والله، ما صدقت اختي جت اخدت العيال معاها وخلصت اللى ورايا وقولت اسلي نفسي شوية لحد ما ترجع.
شوح بأيديه ودخل على اوضتنا وهو بيقول:
– قرف قرف، مش فاهم انا ايه التليفون اللى بقى واحد من العيلة ده.
سيبت التليفون وقومت دخلت وراه بحاول اهدي الدنيا علشان متقلبش بنكد وخناقة:
– في ايه بس يا كريم؟ انا كنت بسلي نفسي والله مش بعمل حاجة غلط يعني؟
بص ليا من فوق لتحت وقاللي:
– الله اعلم والله ايه اللي بيحصل، انا لاقاعد ولا شايف ايه اللى بتعمليه.
حرق دمي بالكلمة، ابتسمت ابتسامة صفرا وقولتله:
– هدخل احضر الغدا.
دخلت المطبخ وانا عيني حابسة فيها الدموع بالعافية، عارفة اني لو عيطت وشافني هيحرق دمي اكتر مش هيراضيني، وعلشان كده خوفت انه يشوفني بعيط، حضرت الغدا وهو كان خلص وراح قعد قدام الترابيزة وقعدنا اكلنا وهو بياكل وبيتفرج على التليفزيون، ساكت ومكشر جدا ومش بينطق بحرف واحد، رن تليفونه كنسل وبعد كده لما رن تاني رد وهو بيضحك:
– حبيبي، عامل ايه يا كبير؟
………….
رد تاني وقال:
– قاعد اهو ياعم فى القرف…اه فى البيت، هكون بنيل ايه يعني؟ هو البيت فى ايه يتعمل؟
حرق دمي بالكلام، مهما كان اللى احنا فيه مفيش داعي انك توصله بأي شكل او طريقة لحد من برة، خاصة انه صاحبك يعني لا هو اخوك ولا اختك ولا امك، سيبت الاكل وقومت دخلت المطبخ اجهزله القهوة علشان مسمعش اللى بيتقال، لكن صوت ضحكته اللى مبشوفهاش فى وشي مسمع الجيران تقريبا، على الحال ده تقريبا نص ساعه لحد ما لقيته بيقول:
– ايه ده هتتجمعوا النهاردة يعني؟ خلاص تمام ده انا جاي.
قفل معاهم وكنت واقفة بغسل المواعين، دخل الاوضة وغير هدومه كنت خلصت اللى بعمله، روحتله الاوضة وانا بقوله بأبتسامة مش من قلبي طبعا:
– هو انت نازل؟
رد بقلة ذوق:
– عنيكي اللى متعميتش دي شايفة ايه؟
حاولت امسك نفسي:
– طيب انزل اروح عند ماما، بدل ما اقعد لواحدي.
سابني وطلع من الاوضة وهو على باب الشقة قاللي:
– انتي اللى زيك ميتحركش من مكانه، اتنيلي بقى وبصي لنفسك فى المرايا، مبقيتيش صغيرة على المرواح والمجي، اتلمي شوية وانسي قرف زمان ده.
هبد الباب وراه و سابني ونزل وانا مصدومة وبقول لنفسي:
– قرف زمان ايه؟ اتلم من ايه؟ وبعدين هو انا قولتله هروح فين؟؟؟ زهقت والله زهقت بقى، ارحمني يارب وابعد عني الشيطان.
دخلت قعدت قدام التليفزيون ادور على حاجة اشوفها، ملقيتش حاجة حلوة وخوفت امسك تليفوني الحقيقة احسن يرجع فجأة ويعمل مشكلة تاني اني مسكاه، شغلت اغاني وقعدت اتفرج، وفجأة وفى وسط الاغاني اشتغلت اغنية رجعتني سنين كتيرررر جدا لورا، كانت اغنية مبعوتالي اهداء من اكتر شخص اتمنيت اني اكمل معاه، لقيت نفسي بسمعها وانا بضحك وكأن مفيش اي حاجة كانت منكدة عليا، بسمعها ومع كل كلمة فاكرة كان بيعلقلي عليها وبيقولي ايه، افتكرته وهو بيقولي:
– عنيكي وانتي مبسوطة بيكون فيها لمعة بموت فيها، ولما بتزعلي لمعة عنيكي بتوجع قلبي.
عيني دمعت لما افتكرت ازاي الشخص ده كان بيعرف امتى عيني بتكون بتلمع من الفرحة وازاي كانت بتبقى بتلمع من الزعل، هو فيه حد ممكن يفهم حد بالشكل ده؟ افتكرته لما قاللي:
– هيام انا مش عايز اكمل مع حد غيرك، بلاش تجبريني على ده.
ابتسمت بأستهزاء على الزمن اللى خلاني افرط فى شخص عايش يحبني عمره كله برغم اني مهتمتش بيه ولو 1% من اهتمامه بيا، شخص كان مستعد يجيبلي نجمة من السما، بس تقولوا ايه بقى؟؟ البطران اخرته قطران على رأي ماما، بقيت ارجع الاغنية كل شوية وانا عمالة افتكر كل حاجة حصلت فى حياتي فى الفترة اللى هو كان معايا فيها، انتم عارفين، هو مطلعش من حياتي اصلا غير لما اتجوزت، برغم انه دخل حياتي من وانا تقريبا فى ثانوي، يعني كان عندي كام سنة!!!! 17 سنة، كان عندي 17 سنة لما كان هو عنده 22 سنة، لكن لأني كنت شايفة نفسي لسه صغيرة قررت اني مقبلش فكرة ان حد يرتبط بيا ولا ارتبط بحد يقيدني ويحبسني بدري اوي كده، بس حبه ليا اللى كان بيخليه ييجي من اخر الدنيا علشان بس يشوفني وانا خارجة من المدرسة كانت فرصة انا ضيعتها من ايدي، كل الحاجات اللى كان بيخليني اشوف اهميتي فيها عنده عن نفسه خلتني الوم نفسي لأول مرة من كام سنة على اني اتجوزت حد تاني غيره، لقيت نفسي بجيب اللاب توب وبدور عليه، انا فاكرة اسمه وفاكرة اسم الاكونت بتاعه، ظهرلي شوفته وهو شايل بنته وكاتب على الصورة:
– ربنا عوضني بيها من تاني بعد ما ضاعت مني سنين.
الجملة خلتني اتخيل ان ربنا كرمه بطفلة قبل كده واتوفيت، لكن لما فتحت الكومنتات لقيت حد من اصحابه كاتبله:
– احلى هيومة دي ولا ايه، كبرت هيام ما شاء الله عليها.
بنته…اسمها هيام، على اسمي…معقول مش ناسيني للدرجة دي؟
ابتديت اقلب فى الصفحة بتاعته واشوف كل صوره مع بنته، صغننة خالص لسه مكملتش 3 سنين، لأن اخر صورة عيد ميلاد ليها كانت على صفحته كان عندها فيها سنتين، البنت كأنها بنتي حرفيا، نسخة مني، كل حاجة، حتى عنيها العسلي ورموشها الطويلة، شبهي بالظبط، بقيت ادور فى الصور وانا مستنية اشوف صورة مراته وبقول لنفسي:
– معقول مراته شبهي للدرجة دي؟
ماهي البنت مدام مش شبهه اكيد شبه مامتها، وجوايا ثقة فى انه دور على واحدة شبهي من كتر ما هو مش ناسيني، لكن اتفاجئت لما لقيت صورة من اربع سنين بتاعته هو ومراته، لقيتها مختلفة تماما عني، هي بشرتها بيضا عني، وعنيها خضرا، ومختلفة تماما عن بنتها وعني وعنه هو كمان، رجعت تاني لصورة البنت وفضلت مركزة فيها لدرجة اني جيبت صورة ليا وبقيت بقارن بينهم وبشوف درجة الشبه بيني وبينها لحد ما……
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الملعونة) اسم الرواية