رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل العشرون 20 - بقلم اية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .
البارت العشرون من رواية 💔 للقلب اخطاء لا تغتفر 💔
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
قد يكون دواء هذا الخراب حــ.ضنك
❈-❈-❈
أتى المساء ولم يستطع حمزة الوصول إلى مها ،، هاتفها مغلق حتى أنه تواصل مع الفندق البلجيكي يسأل عنها فأخبروه أنها غادرت منذ ليلة أمس بعدما دفعت ثمن ما أفسدته في الغرفة .
إنتابه القلق من رد فعلها وضربتها التى يتوقع من أين ستأتيه وعليه أن يصدها قبل أن تطول أحد ،،، مطمئن من جهة ريتان ولكن جهتان آخران قلق من ناحيتهما .
لذلك قرر الذهاب إلى زو جته ليطمئن قليلاً ،،، حتى الكلمة لها مذاق آخر على لسانه ،،، طعمٍ آخر للسعادة .
داخله قلق لذلك ذهب إليها ،،، فوجودها أصبح مركز قوته .
❈-❈-❈
في منزل حمدى
تجلس ريتان في الصالة على أريكة صغيرة مكنمشة عليها شاردة تُفكر للمرة المليون في ما حَدث وكيف أصبحت زو جته وكيف خطط القدر لذلك بعدما كانت تظن لقائهما مستحيل ،،، تخشى إعلان تلك الفرحة المخبأة داخــ.لها الآن ،، لم يحن الوقت بعد ،،، هناك الكثير للبوح به من كلاهما ،،، هناك أسئلة لديها يجب أن تجد إجابتها عنده .
رنّ چرس المنزل فتعجبت ،،، أردفت جميلة بعلو :
– ريتان إفتحى لباباكى يمكن شايل حاجات ومش عارف يفتح .
وقفت تتجه إلى الباب ،،، مدت يــ.دها تدير مقبضه وتفتح تظن أنها سترى والدها لذلك كانت تبتسم .
تصنم جــ.سدها وهى تراه أمامها بعيون مرهقة متعطشة للحنان ،،، أتى إليها بعدما ضاقت سبله ،،، أتى ليحصل على راحته ،،، أردفت بهمــ.س متعجبة :
– حمزة ؟
دلف يلقى بجــ.سده بين ذرا عيها فجأة ودون أي مقدمات ،،،، كصبيٍ مذنب يعرف كيف يُهَدئ من حدة والدته بعدما أغضبها ،،، تنهد بقوة كمن كان يركض من شبحٍ يطارده ووصل إلى جنته آخيراً بسلام .
أما هى فحتى النفس توقف لثوانى تستوعب ما يحدث ،،، هل حقاً يعانــ.قها !،،، هل يمكث بين ذرا عيها الآن !،،، ما تلك المشاعر الجديدة والغريبة التى تجتاحها ومن أين أتت تلك الفراشات التى تتراقص أســ.فل معــ.دتها مجدداً ؟.
آخيراً التقطت نفساً عميقاً تستعيد به ثباتها وتحركت يــ.ديها تحاول إبعاده عنها مردفة بتحشــ.رج من إثر ما أصابها من مشاعر :
– حمزة إنت بتعمل إيه بس .
أبتعد عنها مرغماً يطالعها بعيون مرهقة ،،، عيون عكست سنوات تعبٍ واشتياق ،،، ظل يطالعها بصمت إلى الآن لا يصدق أنها أصبحت ملكه ،،، إلى الآن لا يستوعب أن أسمها مقيد بإسمه .
أتت جميلة من خلفها وأردفت متعجبة :
– حمزة ؟ ،، خير يا بنى ؟ ،، إتفضل .
دلف حمزة يرحب بها بينما أغلقت ريتان الباب وتبعته لتعلم ما أمره ،،، أردف بحرج :
– أنا أسف يا خالة جميلة بس جيت أتكلم شوية مع ريتان بعد أذنك .
أومأت بتفهم وأردفت بود بعدما رأت حالته :
– اه طبعاً يا حبيبي ومالو ،،، طيب تحبوا تدخلوا جوة تتكلموا براحتكوا ؟
ﻧظر لريتان وترجاها بعــ.ينيه أن تسمعه فتنهدت وأردفت لوالدتها :
– تمام يا ماما أنا وحمزة هنتكلم في أوضتى بعد أذنك .
أومأت جميلة واردفت بحنو :
– ماشي يا ريتان أدخلوا يا حبيبتى وانا هعمل لحمزة فنجان قهوة .
نظرت له وأردفت بترقب :
– إتفضل .
تبعها إلى غرفتها ودلف ودلفت هى وأغلقت الباب .
تطلع على الغرفة التى تحمل رائحتها وأغراضها وذكرياتها بحب وحنو ،، أتجه يجلس على المقعد الجانبي واتجهت هى تجلس أمامه وتطالعه بتعجب منتظرة حديثه ،، تحاول إبعاد تعجبها من وجوده أمامها في غرفتها الآن .
طالعها بشوق وسعادة برغم قلقه ،، طالعها بأمل هى من ستحييه ،،، أبتلع لــ.عابه وأردف بنبرة معذبة :
كنت مخنوق ولقيت نفسي هنا ،،، حسيت إنى محتاجك جداً يا ريتان ..
تنهدت بعمق تعتصر عيــ.نيها وتمــ.سح على وجهها ثم طالعته بقوة وأردفت بما تنوى قوله :
– لو سمحت يا حمزة بلاش تتعامل مع جــ.وازنا على أنه حقيقي ،،، جوازنا كان تحت ظروف وضغط لكن أنا لسة عند رأيي ،،، أنا مستحيل أوافق أربط نفسي بإنسان عنده بيت تانى ،،، مستحييل أكون سبب في خراب بيت تانى .
هز رأسه بقوة يردف بنفى :
– وانا مستحيل أضيعك من أيدي تانى ،،، مش بعد ما لقيتك ،، مستحيل أقبل إنك تبعدى عنى تانى ،،، خلاص إحنا إتجــ.وزنا وانتهى .
وقفت تطالعه بغضب وأردفت بحدة فلم تنتظر تلك الإجابة على حديثها :
– مش بمزاجك ،، هنطلق يا حمزة ،، الأمور هتهدى وهنطلق وكل واحد يروح لحاله ،،، مستحيل هقبل بوضع زي ده ،، مش أنا اللى أعيش مع راجل ليه زو جة وابن وأبنى سعادتى على حسابهم .
وقف هو الآخر يطالعها بغضب وغيرة تتآكله وهو يتخيل ما كانت ستفعله :
– أومال إيه ؟،، كنتِ هتروحي تتجــ.وزى واحد غيري ؟،،، كنتِ هتروحي ترمي نفسك في حضن واحد غيري لتانى مرة ؟،،، كنتِ هتنامى جنب حد تاااااني وتسلميه نفسك تااانى ؟ ،، مش كفاية أوى المرة الأولى ؟
رفعت كفيها تصم أذ نيها وتعتصر عينيها بقوة ،،، لا تحتمل ما تسمعه ،،كانت تختبئ من تلك الحقيقة والآن أدركت بشاعة ما كانت ستفعله ،،، كيف كانت ستحتمل مجدداً ما حدث معها قبل ذلك من غيره ؟،،، نعم أخطأت وكانت ستقطع روحها للمرة الثانية ،، ولكن لحظة ؟،،، من يعاتبها ؟،، أولم يفعل ؟ ،، يأتى متز وجاً من غيرها ويحاسبها ؟
أنزلت ذرا عيها وعادت تنظر له بقوة وتهاجمه بنظراتها مردفة بنظرة حادة كرصاصِ يصيب قلبه :
– وإنت ؟،،، بتحاسبنى بأمارة إيه ؟،،، مانت عايش 8 سنين حياتك عادي جداً مع مراتك ،،، عايش معاها حياة زو جية كاملة ومخلف منها ؟،،، بأي حق بتلومنى ؟،،، بأي حق ؟ ،،، أنا أستنيتك ،،، مسمعتكش بس أستنيتك تحل أمورك زي ما قولت ،،، كل لحظة وكل ثانية وكل دقيقة بتعدى من عمرى كنت بستنااااك ،، بس إنت عملت إيه علشاانى ؟ ،،، قولي عملت إيه يثبتلي إنك بتحبنى ؟ ،،، ولا أي حاجة ،، إنت عيشتنى في صراح مع نفسي يا حمزة ،،، أنا لا كنت قادرة أنساك ولا كنت قادرة أبعد ولا كنت عايزة أقرب علشان وابقى زو جة تانية ،،، أنا كنت عايزة وضع متناقض جوايا لحد دلوقتى مش عارفة هيحصل ازااااي ،،، بس أنا مش هتحمل وضع زي ده أبداً ،،، لسة لحد اللحظة دي إنت متجــ.وز ،،، علشان كدة هنطلق يا حمزة ،،، هتطلقي وتبعد عنى .
نعم فهى لن تحتمل ،،، لن تحتمل أن تشاركه مع غيرها ،،، لا ولم ولن تحتمل ،،، تبتعد أفضل لها من أن تشاركه .
أما هو فيطالعها ويهز رأ سه مردفاً برفضٍ وهدوء بعدما لاحظ وجعها :
– وأنا مش هكمل حياتى الجاية إلا معاكى ،،، أنا وانتِ وابنى وبس ،،، مها ملهاش مكان بينا .
إعتصرت عيــ.نيها مجدداً بقوة وابتلعت غصة حارقة كجمرة نار نزلت على صــ.درها فأحرقته ،، تطلعت عليه مجدداً وأردفت بلوم كُبت داخــ.لها لسنوات :
– ملهاش مكان إزاااااي يا حمزة ؟ ،،، مش هى دي مها سيدة الأعمال اللى تليق بأبن سالم الجواد وتليق بإسمه ؟ ،،، مش دي مها اللى تليق تكون أم لأولاد حمزة الجواد ؟ ،،، مش دي مها اللى مناسبة ليك في كل شئ ،،، مش ده كلااااامك ؟
صرخت في وجــ.هُ بجملتها الأخيرة بقهر فإقترب منها ومد ذرا عيه يتمــ.سك بكتفيها ويردف بأسف :
– قولي كل اللى جواكى ،،، طلعى كل اللى كتماه من سنين وهسمعه وهاخده منك وارميه بعيد ومش هسيبه يوجعك تانى ،،، صرخى وفضفضي واعملى اللى إنتِ عيزاه وخدى حقك منى بس متبعديش عنى تانى ،،، أنا نفسي جداً أعيش معاكى الحب اللى بدور عليه من سنين ،،، هعوضك عن كل لحظة وجع عشتيها طول السنين اللى فاتت ،،، هعوضك عن اللى شوفتيه من الحقير اللى إسمه ناصف ،، وهجيب الكلب اللى أسمه كريم وهندمه على اللحظة اللى فكر يخدعك فيها ،، هانت ،،، صدقيني هانت وهخلص من المطبات اللى في حياتنا ،،، مع إنى بتمنى أخدك حالا على بيتي بس هصبر علشان أنا وانتِ نبدأ حياتنا مع بعض سوا ،،، إديني آخر فرصة يا ريتان ،،، علشان خاطر مروان وبعدها أوعدك إنى كلي ملكك .
طالعته بقوة وتعجب ،،، أبعدت يــ.ديه عنها وأردفت بقلق وترقب :
– وعيلتك يا حمزة ؟ ،،، ووالدك ؟ ،، طيب كلامك اللى مش راضي ينمحى من قلبي يا حمزة ؟ ،،، قولي حاجة واحدة تخليني إديك فرصة ؟
مد يــ.ده يلتقط كفها ووضعه على يساره النابض بعنف يردف بنبرة مؤثرة :
– أسمعى قلبي يا ريتان ،، شوفي فرحان إزاي ،،، الفرحة دي أنا محروم منها من يوم ما إتجــ.وزتى من الواطى اللى إسمه ناصف ،،، روحتى يا ريتان واخدتيها معاكى ..
نظر لها بعيون لامعة وتابع وقد أصبح قلبها هو الأخر يدق بعنف وجــ.سدها يرتعش :
– اليوم اللى سمعتى فيه كلامى ده مكانش كلامى ،، أنا كنت بردد كلام اتقالي وبحاول أقنع قلبي وعقلي بيه ،،، مع إنى كنت بحبك بس كذبت إحساسي ،،، كتمت مشاعرى جوايا علشان أرضى والدى اللى كان شايف إن جوازى من مها هو أنسب حل للعيلة كلها .
إتجوزتى وبعدتى وأنا حياتى وقفت وكنت هفسخ خطوبتى على مها بس لتانى مرة أختار مصلحة عيلتى على نفسي ،، إتجوزت جواز تقليدي مافيهوش أي مشاعر ،، حاولت أدي لنفسى فرصة إنى أتقبلها في حياتى بس ملقتش عندى ذرة تقبل ليها ،،، والأسوء أن أفعالها وتكبرها بعدوني عنها أكتر ،،، بس كنت مضطر أتعامل معاها قدام ربنا على إنها زو جتى ،، حملت في مروان مع إننا إتفقنا قبل الجواز متحملش دلوقتى لأن كان ليها أهداف تانية بعيدة تماماً عن تكوين أسرة ،،، يومها حصل بينا مشكلة كبيرة لإن ده كان طلبها من الأول ،، يعنى إيه تجيب طفل مش هتتحمل مسئوليته ؟،، بس عرفت السبب .
نظر في عينيها بقوة يستعد لقولها بهدوء وحنو ويتابع :
– لما عرفت أن عندك مشكلة في الحمل حملت .
طالعته بصدمة وألم ،، إذاً يعلم ؟،، ومنذ زمن ؟
ولكنه تابع يكمل مسرعاً حتى لا يدعها تتألم :
– لما لقيتها عملت كدة وشوفت كمية الحقد اللى عندها ولما عرفت أنها عارفة بحبنا من زمان نهيت كل حاجة معاها يا ريتان ،، نهيت أي رابط بينا وكنت هنهى جوا زى منها لولا حملها ..
كانت تستمع له بذهول وتفاجؤ وهو يتابع :
بعد ما ولدت مروان بشوية وبعد ما بقى عنده شهور ولقيت إنه يقدر يبعد عنها أتفقنا على الطلاق خلاص .
زفر بضيق يشعر بالإختناق كلما تذكر ما مر به واسترسل :
– بس فجأة أبوها إتقبض عليه بعد ما كان بيحاول يدخل شحنة مشبوهة لحسابه ،،، وقتها وفي لحظة وقعت كل أسهمهم وهو إتسجن وحتى أسهم شركتنا أضررت بسبب شراكته ،،، وقع ونقلوه على المستشفى وطلبنى أروحله وقبل ما يموت قدام عيني لقيته بيوصيني عليها ،، بيطلب منى أنا مسبهاش وهي في الحالة دي ،،، عايزنى أفضل جنبها لحد ما تقدر تقف على رجــ.ليها تانى ،، ومات بعدها .
زفر بقوة يتذكر بشرود وهى تستمع إليه بإنتباه وعيون لامعة وهو يتابع :
– بعد ما كنت ناوى أطلقها ،، لقيت نفسي وضميري رفضوا ،،، أبوها مات وخسروا فلوسهم كلها وأمها أسوء منها ومافيش مخلوق رضي يقف جنبهم والمافيا أكيد هيطالبوها هي بتعويض خسارتهم ،،، هاجى أنا كمان وأطلقها ؟ ،،، طب إزاي ؟،،، حتى لو على حساب كل ساعدتى ،، مقبلتش ،،، مقبلتش أطلقها يا ريتان ،،، فضلت على زمتى بالإسم وبس ،، عاشت في بيتنا وفي الأوضة اللى إتجــ.وزتها فيها وأنا كنت عايش مع أبنى بعيد عنها تماماً ،، لحد ما قدرت أنا وأخواتى نتجاوز الخسارة ونرفع أسهم شركتنا تانى وهى بدأت تاخد دعم من إسمنا وتعمل صفقات وتخسر وندعمها وتقف تانى ،،، لحد اللحظة دي ،،، آخر صفقة كانت محتاجة دعمنا فيها هى اللى أنا سافرت أخلصهالها علشان أرجعلك ،،، كنت ماشي معاها باللين علشان تتنازل بهدوء عن حضانة مروان وعن الأسهم ،،، كنت عارف إنها خبيثة ومتتأمنش بس من خمس سنين مشوفتش منها خبث أو مؤامرات ،، حتى أي صفقة كانت بتاخدها كنت بتأكد منها بنفسي ،،، علشان كدة صدقتها ،، سافرت علشان أنهى حياتى معاها وأبدأ حياتى معاكى وأنا مطلقها ،، علشان كدة سافرت وعينت حد يحرسك ويراقبك في نفس الوقت ،،، لولا كدة كنت خسرت مرة تانية ،، أي كلمة كانت هتتقال عنك كانت هتدبــ.حنى لأنى كنت هبقى سبب فيها ولإنك حياتى كلها ،، بس لحد دلوقتى مش عارف إنتِ ازاااي توافقى بكريم ده ؟ ،، إزاااي يا ريتان ؟ .
كانت عينيها مليئة بالدموع ،،، إستمعت لكل ما قاله وللمرة الثانية تشعر بالطعنة التى شقت صــ.درها ،، كيف تخبره بالسبب الرئيسي لموافقتها على هذا المخادع ،،، أتخبره بحديث شقيقتها القاتل لها ؟ ،،، لذلك نظرت له بحسرة وألم وأردفت :
– يعنى عايز تقول إن تسع سنين من عمرى بتعذب وبتــ.حرق من جوايا وبموت في اليوم أااااالف مرة على غلطات مش مقصودة ؟ ..
طالعها بصمت ونكس رأ سه يستمع وهى تتابع بألم :
– أعرف منين أنا كل ده ؟ ،، كل مرة بتيجي تتكلم معايا وبصدك لأن إنت اتجوزت وبقى معاك طفل ،،، أيوة حاولت كتير تتكلم بس مكنتش بقدر أسمعك ،، إنت عارف أنا عشت إييييه ؟ ،، عذابك كله ميجيش نقطة في بحر عذابي يا حمزة .
إقتربت منه ورفعت عيــ.نيها الرمادية تتعمق في عيــ.نيه السوداء مردفة بحرقة :
– أنا وعيت على حبك إنت ،،، نسيت إنى بنت السواق ونسيت إنك إبن سالم بيه وحبيتك ،، حبيتك إنت من بين كل اللى حواليا لإنك كنت حنين معايا ،، لإن كلامك كان مختلف ،، لإن نظرتك ليا كان فيها آمان ،، رسمت أحلامى ومفكرتش في العواقب لأنى إتعشمت فيك إنك مختلف ،،، كنت مستعدة أديك قطعة من روحى يا حمزة وكنت مستحيل أقبل كلمة واحدة سيئة من أي حد تتقال في حقك ،، كنت شيفاك مثالي أوووى وممكن تتخطى حاجز الطبقات ،،، حبيتك بجد وحبك ده هو سبب ضعفى وحيرتى وسبب عذابي كله .
نظر لها بخزى وعجز لســ.انه عن الرد ،، أعضاء جــ.سده متصلبة إلا قلبه نابضٍ بقوة ويستمع لنبرتها المتألمة وهى تتابع بدموع :
– عارف أنا حصلى إيه لما خطبت واحدة تانية ؟ ،، أنا أنغرز في قلبي سكينة ،، مع إنك مقولتليش أي كلمة ولا أي وعد ،،، بس أنا أحلامى كلها إنهارت ووقعت على روحي ،، ورجعوا أدونى مسكن وقالوا إنك مش بتحبها وإن ده حكم عيلتك ،،، قولت لنفسي طيب وفين إرادته ؟ ،، فين قوته ؟ ،،، سألت نفسي معقول يكون بيحبنى علشان كدة مش بيحبها ؟ ،،، معقول يكون بيفكر فيا وهيقدر ياخد موقف وخطوبته دى هتفوقه وينهيها ؟ .
زفرت بقوة ثم تابعت بقهر :
– مشيت بالمسكن وقولت أشوف يمكن الوجع يخف ،،، بس لاااء ،، أخدت الطعنة الأقوى وسمعت كلامك وانت بتقول لسناء إنى مش مناسبة لوضعك ومكانتك ولا ينفع أكون أم لأولادك ،،، أنا عارفة إن فيه فرق كبيير بينا ،، بس مش مناسبة أكون زو جتك وأم لأولاااادك ؟.
قالتها بقهر ثم إعتصرت عينيها بألم تتذكر ما حدث كأنه أمس ،، أخرجت آهات متألمة أمامه وهو يستمع إلى معاناتها بقبضةٍ قويةٍ تعتصر قلبه .
تابعت وهى تطالعه وتهز رأ سها :
– عارف كمية الوجع اللى حسيت بيها ؟ ،،، عارف لو كنت قتلتنى وقتها كان أرحملي من إحساسي يا حمزة ،،، وعلى أد وجعنى كان قرارى ،، فضلت إنى أرمى نفسي في حــ.ضن واحد معرفهوش كويس بس غنى علشان أثبتلك إنك غلطان وإنى ينفع أكون زو جة وأم لواحد زيك ،،، قررت في لحظة إنى أوافق على ناصف علشان أبعتلك رسالة رد على كلامك .
كل اللى جه بعد كدة بقى مبقاش يأثر فيا ،،، خلاص قلبي ومشاعري ماااااتوا ،،، جوازك وحمل مراتك وجواز كاريمان من أخوك وتصميمه عليها ،، كل دى كانت زي صدمات لواحدة ميتة أصلاً ،،، أنا الضربة اللى مموتتنيش مقوتنيش يا حمزة ،، أنا أخدت كذا ضربة لحد ما حيلي أتهدت ،،، أنا وافقت على كريم تانى لما لقيته هيبعد عن البلد ،، كنت عايزة إبعد عنك ،، قولت يمكن أنساك ،،، قولت يمكن عيني لما تبطل تشوفك قلبي يبطل يحبك ،،، كنت عايزة أطفى النار اللى في قلبي دي بأي طريقة حتى لو إيه بس مبقتش متحملة ،،، كلام اللى حواليا وسؤال مراتك عنى ووعودك اللى مش بتتحقق ،، كل دول اتجمعوا وأجبرونى أوافق على كريم .
هزت رأ سها تطالعه بقوة مردفة بترقب ودموع :
– هتعوضنى إزاااي يا حمزة ؟ ،،، هتقدر تنسيني اللى عيشته إزااااي ،،، هتعرف ترجع لقلبي الحياة تانى ؟ ،، هتعرف يا حمزة ؟
هز رأسه وخرج صوته متحشرجاً يردف بضيق وألم على ما عاشته وكم الوجع الذي رأته :
– هعرف ،،، أنا بس كنت عايز وجودك جنبي علشان أعوضك ،،، هعمل أي حاجة وكل حاجة علشانك ،،، بس اديني فرصة .
إبتلع مَرارة حلــ.قه وتابع بقلبٍ متألمٍ لدموعها :
– أنا من صغرى يا ريتان إتربيت على طاعة أهلى ،،، إتربيت على قوة والدى وحكمه اللى مافيش حد يعارضه عليه لأنه دايماً صح في كل حاجة ،،، أنا إترسخ في عقلي إن التكافؤ المادى أهم حاجة وسط المجتمع بتاعنا ،،، قلبي ده مكنتش بشغله أبداً ،،، كنت كل ما أحس إحساس نحيتك أكذبه ،، كل ما يجيلي إحساس ولو صغير عقلي يرفض يصدقه واقنع نفسي بالأفكار اللى زرعوها جوايا من صغرى ،،، لحد ما إتجــ.وزتى ،، أنا كمان حسيت إن قلبي وقف ،،، حسيت إن روحى حد نزعها منى ،،، ضيعت حاجة غالية أوووى من أيــ.دي .
وزيك بالضبط بقيت كل حاجة جت بعد كدة مكنتش بتأثر فيا ،،، سبت نفسي ليهم يحكموا بقى زي ما هما عايزين ،،، ما خلاص إنتِ ضيعتى منى ! ،،، مانا من الأول قبلت هاجى دلوقتى واعترض ؟ ،،، كملت حياتى زى ما المجتمع عايز بالضبط ،،، ودفعت حسابي بروحى وراحتى ،، وموضوع مراد وكاريمان أنا اللى وقفت لوالدى وصممت يتممه مش معقول كنت هسيبه يعمل مع مراد زي ما عمل معايا ،،، أنا اللى سعيت لراحة الكل إلا راحتى ،،، بس بمجرد ما عرفت إن الكلب ده بيعاملك وحش حسيت بنار بتنهش فيا ،،، متحملتش نظرة خوفك لما قابلتك عن سناء يومها ،،، علشان كدة مرتحتش غير لما عرفت بشغله القذر زيه ومــ.سكت عليه دليل وهددته ،،، قلت له يبعد عن أختى وعيالها ويسافر من هنا ،،، وهددته بأهم شئ في حياتى كلها ،،، إنه يطلقك .
طالعته بصدمة وفرغ فاهها وهى تميل برأ سها مرددة من بين دموعها بعدم إستيعاب :
– يعنى إنت اللى هددته يطلقنى ؟
مد يــ.ده يحاوط كتفيها ويومئ مردفاً بثقة وأمل وعشق :
– أيوة ،،، اللى كان مقيدنى إنى كنت مفكرك مبسوطة في حياتك معاه ،،، إنما بعد ما شوفت خوفك منه مستحيل كنت هسيبك على ذمته دقيقة .
طالعته بعمق وتعجب لثوانى ثم أردفت متسائلة بتوتر وقلق وأنــ.فاسها بطيئة :
– وتعرف إيه تانى عنى ؟
رفع يــ.ده يحاوط وجــ.هها الچميل الذي يعشقه مردفاً بثقة :
– أعرف إنك حب عمرى كله اللى لقيته بعد عذاب واللى هكمل معاه ومستحيل أضيعه .
نزلت عبراتها فمد إبهاميه يزيلهن مردفاً بثقة وتأكيد :
– هتبقى أم عيالي يا ريتان ،، أنا متأكد إنك هتبقى أم عيالى زي ما بقيتي أم مروان ،،، بعد ما حصلت المعجزة دي وربنا جمعنى بيكي مافيش أي حاجة تانية صعبة ،،، هيحصل وأنا متأكد ولو محصلش يبقى هتكونى إنتِ بنتى ومش محتاج غيرك إنتِ ومروان في حياتى ،،، المهم عندى إنى أعوضك .
أردفت متسفهمة وبدأت الراحة تتوغلها شيئاً فشيئأً بعدما أفرغت كل ما تكبته لسنوات :
يعنى إنت كنت عارف بموضوع الحمل من الأول ؟
أومأ يردف بحب :
– عارف وبحبك .
زفرت بتنهيدة حارة وحاولت إبعاد وجــ.هها وأردفت بصوت متحشرج وخوف :
شوفت ! ،، كنت قولت إن مينفعش أكون أم لأولاد حمزة الجواد ،، وواضح إن ده هيحصل فعلاً .
هز رأسه يردف بندم يمزق روحه وثقة :
هتبقى أم أولادى ،، أنا كنت بقولها وقلبي بيصرخ عكس كدة بس كان صوته مكتوم مسمعتوش ،،، إتأكد إنك أعظم أم ،، علشان كدة جبتلك مروان ،، مروان كان محتاج أوى لحنيتك ،، كنت عايز أقربه منك إنتِ ويتعلم على إيــ.ديكي إنتِ ،،، علشان خاطر مروان يا ريتان إديني فرصة ،، لا أنا هلاقي راحتى من غيرك ولا إنتِ هتلاقي راحتك من غيري ،، خلينا نحاول وأوعدك لو مقدرتش أعوضك ساعتها هعملك اللى إنتِ عايزاه ،،، ومها هتظهر وأطلقها ولو مظهرتش هطلقها غيابي في أسرع وقت بس تتنازل لي عن حضانة إبنى من غير دوشة .
نظرت له بعمق ،،، عيــ.نيه تترجاها ،، يــ.ديه تحاوط كتــ.فيها ينتظر حديثها متلهفاً .
عاد قلبها يعلن عصيانه عن ما نوت عليه قبل مجيئه لتعيد ربيعه آخيراً وتسترسل قائلة بتنهيدة قوية وسعادة تتوغل إليها شيئاً فشيئأً :
– تمام يا حمزة ،،، أنا معاك وهدى لنفسي وليك فرصة جديدة .
تمعن في عيــ.نيها بقوة يتأكد فتنفست بقوة وأومأت له تبتسم بهدوء وعيون لامعة من أثر البكاء .
أسرع مجدداً اليها يسحبها الى صــ.دره ويضــ.مها بقوة حنونة وسعادة ،،، أدخــ.لها كليا بين ذرا عيه واحتــ.واها بفرحة بلغت عنان السماء وهو يردد :
بحبك ،، بحبك وعمرى ما حبيت غيرك ،، هعوضك ،، وحيات ريتان في قلبي هعوضك عن كل ثانية وجع عيشتيها ..
أستكانت ،، نعم أستكانت وهل بعد ما عاشت هذا الشعور أتبتعد ؟ ،، أتبعده ؟ ،، مشاعر متخبطة تضرب جــ.سدها الضئيل الغارق بين ذرا عيه وجــ.سده ،، مشاعر حب ولهفة وآمان وراحة وعتاب وجرح كلها تجمعت لتظل حبيسة يــ.داه إلى دقائق لا يعلما عددها .
إبتعد عنها بعد فترة ولكن لم يحل وثاقه بل يلف ذرا عيه حول خــ.صرها بتملك ،، كانت خافضة رأ سها للأسفل بخجل وقلبها يقرع داخل صــ.درها بقوة معلناً سعادته ،،، عيــ.نيها منكبة على يسار صــ.دره النابض بعــ.نف أيضاً وهو يطالعها بشغف ،،، تنهد براحة يردف بنبرة حنونة عاشقة :
– بصيلي يا ريتان .
لم تنظر إليه بل ظلت خجلة تنظر إلى قلبه بسعادة فتابع بصوت متحشرج من إثر المشاعر التى تتضخم في أوردته :
– علشان خاطرى .
تنهدت بقوة ثم بدأت ترفع أنظارها إليه ببطء والتقت عيــ.نيها الرمادية بعينيه العاشقة ،، لان جــ.سدها وهدأت أنــ.فاسها بعدما رأت عينه ،،، أبتسم لها وأردف بحالمية وأنكار للواقع :
– قوليلي إنى مش بحلم ،، قوليلي أنك ملكى وبين إيــ.ديا حقيقي .
كيف تخبره وهى بالأساس تشعر أنها نائمة ويراودها حلماً جميلاً تخشى أن تفيق منه ،، لقد إعتادت فقط على الكوابيس ،،، تخشى أن تصدق ما تعيشه الآن فتسقط من فوق الغيوم كعادتها .
لمح نظرتها التائهة وعلم خوفها وحيرتها فعاد يعانــ.قها وأردف وقرب وجــ.هه بحنو من وجــ.هها واتجه ليهمــ.س بجانب أذ نها بنعومة وقلبٍ متراقص :
– غمضي عيونك واتخيلي أن أنا وانتِ لسة أول مرة نتقابل ،، إتعرفت عليكي حالاً وحبينا بعض واتقدمتلك واتجــ.وزنا ،،، وأنا وانتِ دلوقتى في بيت بعيد قاعدين قدام شاشة كبيرة بنتابع فيلم رومانسي ،، أنا وانتِ وبس ،،، مافيش أي خوف ولا أي مشاكل ولا أي عقوبات ،، هنخلص الفيلم وبعدها هندخل ننام في حــ.ضن بعض زى كل يوم .
أغمضت وسمحت لعقلها بتخيل تلك المشاهد التى عرضها عليها ،، إبتسم ثغرها لا إرادياً ،، إبتعد بهدوء يطالع هيأتها التى أهلكت قلبه المعذب ،،، إبتسامتها آسرته ،،، تزاحمت مشاعر قوية بداخــ.له دفعته بأن يميل فجأة عليها وهى مغمضة ليتذوق هذا الثغر المُحرم عليه لسنوات ،، تجمد جــ.سدها من فعلته وحجظت عيــ.نيها بصدمة بينما هو أغمض عيــ.نيه وتحول تذوقه إلى إلتهامٍ شهيٍ متقن بعدما أعجبه الطعم السكرى المُحلى ،، كادت تبتعد بصدمة ،، ليست على إستعداد لتجربة تلك المشاعر الآن ولكن خانــ.ها جــ.سدها الذى إستسلم لغزوهِ الممتع وخــ.انتها مشاعرها التى دائماً كانت تتمناها ورفعت رايتها تاركاً له كامل التحكم .
أما هو فلم يكتفي بعد بل أكمل ألتهامه ليهدئ جوعه الذى إجــ.تاحه لسنوات .
أبتعد مجبراً يلهث وأنــ.فاسه تلفح وجــ.هها بينما أنــ.فاسها متسارعة متعثرة كمن تركض وتسقط مراتٍ عدة وما زالت تحت تأثير صدمتها من فعلته .
فتح عينه يطالعها بترقب ثم أبتسم على هيأتها ووجــ.هها الخجل وعيــ.نيها المغلقة وأهدابها التى تتراقص بتوتر .
أبتعد بحنو بعدما تملكته مشاعر حاول جاهداً التحكم فيها كى لا تنفلت منه ويحدث أمراً يتمناه ولكن يعلم أن الوقت والمكان ليس في صالحه ،،، ذلك المذاق الذي تذوقه لأول مرة يبدو أنه سيصبح إدمانه ،،، لذلك تحلى بالهدوء قائلاً بعدما فتحت عيــ.نيها بخجل ووجــ.هها بتورد بشدة :
– أنا لازم امشي يا ريتان ،،، بس صدقيني الليلة دى أجمل ليلة مرت عليا من ٣٦ سنة ،،، النهاردى ميلاد حياتى الحقيقية يا ريتا ،،، هرجع أخدك يا حبيبتى ،، إستنيني ،،، هضبط أمورى كلها وارجع أخدك ،،، بس قوليلي بتحبي لون إيه ؟
تعجبت من سؤاله واجابت بهمــ.س وخجل ما زال يراودها :
– ليه ؟
أردف بحب وسعادة أعادته لصبيانيته :
– قولي بس عاملك مفاجأة .
إبتسمت بهدوء وأردفت :
– أبيض .
تنفس بقوة وراحة ثم أومأ مبتسماً وتحرك يبتعد مضطراً وغادر وتركها تتطلع على أثره بقلبٍ يضخ عشقاً حبيساً لسنوات وهى تتحــ.سس بأصــ.ابعها شفــ.تيها بخجل وتفكر في قبلته ،،، فاجأها بمشاعر إندفعت الى جــ.سدها دون إنذار ولم تستعد هي لها ،،، ولكن تلك المشاعر جديدة ،،، مشاعر ممزوجة بالعشق والراحة والتعجب والمتعة ،،، .
أما هو فنزل الدرج يقفز بسعادة مستجدة جعلته يصغير لسنوات ليعود مراهقاً.
إستقل سيارته وزفر بقوة ثم تذكر قبــ.لته لها وتذوقها اللذيذ فضحك بسعادة وأشرق وجهُ وانطلق يقود إلى القصر ليعود إلى صغيره وليرى ماذا سيفعل مع تلك الأفعى .
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر) اسم الرواية