رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم اية العربي
وصل حمزة إلى القصر
صف سيارته وترجل وهو يتحدث عبر الهاتف مع أحدهم مردفاً :
يعنى إيه؟ ،، إنشقت الأرض وبلعتها ؟ ،، إنت متأكد إنها رجعت مصر ؟
أردف أحدهم :
– أيوة يا حمزة بيه ،،، دا اللى ظهرلنا في قائمة المطار ،،، بس جربت تسأل والدتها ؟ ،، يمكن تعرف عنها حاجة ؟
زفر يردف مؤكداً بتفكير :
– أكيد لو تعرف عمرها ما هتقول ،،، على العموم زى ما إنت كمل ولو عرفت أي شئ فوراً تبلغنى .
أغلق معه وهاتف حسن الذي أرسله مجدداً ليحرس ريتان إلى أن تأتى بيته يردف بترقب بعدما أجاب :
عينك متغفلش من على ريتان يا حسن ،،، سامعنى كويس ؟
أردف حسن مطمئناً :
إطمن يا حمزة بيه ،،، أنا قدام البيت دلوقتى ومش همشي إلا الصبح زي ما حضرتك طلبت .
زفر وأغلق معه ووقف يفكر بقلق ،،، أين أختفت تلك الخبيثة وبما تنوي ،،، تفاجأ بمراد يأتى من خلفه مردفاً بتوتر :
– حمزة ؟ ،،، إنت كويس ؟
لف نظره يطالعه بنظرة عتاب وغضب ثم لف وجهُ وأردف بجمود :
– كويس ..
أردف مراد بندم :
– حمزة متزعلش منى ،،، أنا خبيت لأنى وعدت كاري ولأنى خوفت عليك ،،، وبعدين هى كانت موافقة وكل حاجه هتتم بإرادتها .
عاد يطالع شقيقه بألم مردفاً :
– خوفت عليا ؟ ،، خوفت عليا من إيه يا مراد ؟ ،،، هو أنت يا أخى مش عايش معايا وشايف العذاب اللى أنا بتعذبه ؟،،، مش شايف وجعى يا مراد ؟ ،،، طب يا أخى كنت على الأقل حطيت نفسك مكانى ،،، ما أنت مجرب وعارف ..
أردف مراد معتذراً :
أنا أسف يا حمزة ،،، صدقنى أنا وعدت كاريمان متكلمش ،،، كنت عايز أقولك وفعلاً كنت هكلمك بس
قاطعه بحدة عندما تذكر :
– بس إييييه ؟ ،،، كنت مستنى لما تتجوز وتقول ؟ ،،، ولعلمك ده مكانش هيتجــ.وزها ده كان فخ من مها علشان تسئ لسمعتها وتنتقم منها ،،، يعنى لو كان ده حصل يا مراد كنت هتتسبب في أسوأ حاجة ممكن توجع ضميرك طول عمرك ..
زفر وتحرك من أمامه وترك مراد يشعر بالخزى والحزن وتأكد أنه أخطأ ،، إلى الآن لا يصدق أن شقيقه الذي سعى لسعادته يخذله ،، يخفى عنه أمر حياته كله ،،، نعم الآن هي زو جته وملكته ولكن ماذا كان سيحدث إن… .
صعد لطفله ودلف فوجده نائماً ،،، إنحنى يقــ.بله بعمق ثم إتجه لجناحه ودلف الحمام يغتسل ويبدل ثيابه ثم عاد يصلى وانتهى وعاد لفراشه الذي يجاور فراش صغيره وتمدد عليه وأخذه عقله إليها ،،، عنــ.اقها ورائحتها وقبــ.لتها ،،، حب حياته التى أصبحت ملكه ومليكته .
لأول مرة يتنفس سعادة ،،، حتى أنه لم يشعر بالنوم الذى تسحب إلى عقله ليأخذه في أحلامٍ جميلة معها .
❈-❈-❈
بعد يومان .
طلق حمزة مها غيابي عند مأذون شرعى ووثق المحامى الخاص به شهادة الطلاق في محكمة الاسرة .
فلم ينتظرها دقيقة أخرى ،، رتب جيداً خطواته وما سيفعله من أجل صغيره ،،، فهو شبه مطمئن من هذا الجانب ،،، ولكن بالنسبة للشركة فما زال القلق يراوده ،،، عليها أن تتنازل لشقيقته بإرادتها ودون أي تلاعب ،، فقط لتظهر ولينتهى الأمر بسلام .
أفضى تماماً محتويات الغرفة كاملة ،،، لم يترك أثراً واحداً خاصاً بمها ،،، حتى الجدران نزع الدهانات وأوراق الحائط من عليها ،،، يستعد لتبديله إلى جناح جديد كلياً ،،، يستعد لبداية جديدة معها فقط .
تقبل سالم جوازه من ريتان حتى وإن لم يكن مقتنعاً بيه ولكنه يعلم ما عاناه إبنه وما يمكن أن يفعله بعدما نما عوده واشتدت لذلك رضخ .
برغم سعادة حمزة ولهفته لبدء حياته إلا أن إختفاء ناصف هذا لا يبشر بالخير أبداً ،،، ما زال لا يعلم مكانه ،،، كل ما كان يقلقه خوفه على ريتان الذي ما زال قائماً ولكن فقط لتأتى إليه وتظل بجواره وسيرتاح قلبه .
❈-❈-❈
ترجلت من سيارتها أمام شركة الجواد ،،، أتت لتراه ،،، فهى تتابع أخباره بتمعن ،، تريد العودة لعهدها معه بعد أن نفرها هذا الزو ج الذي فضلته عليه ،،، تعلم أنها أخطأت في الماضي ولكن ها هي تحاول تصليح الأخطاء ،، فقد طلبت منه الطلاق واتفقت معه أن يخلصها خصوصاً بعدما أجهضت مرتين طوال فترة زوا جها بسبب إهمالها لحملها حتى قبل أن تبدأ شهرها الثالث .
ما كانت تهتم به هي الحفلات والسهرات وبعض المتعة والرقص في أماكن أعتادت أن تذهب إليها معه ،، فهو كان يتباهى بها وسط معارفه ،، ولكن الآن لم يعد يهتم بها ،،، لذلك عادت الحياة بينهما باردة ونافرة لا تطاق ،، وها هى ستحاول عودة فريد إليها ،،، تعلم مدى تأثيرها عليه وتعلم أنها لن تجد غيره يصدقها ويحبها ،،، باتت تشتاق لأيامهما سوياً ،،، علمت بخبر زوا جه ولكن مؤكد أنه زوا ج عملي ليس عن حبِ أبداً ،،، فهى متأكدة أنه لن ولم يحب سواها .
زفرت بقوة تهئ رئتيها لهذا اللقاء ،،، دلفت من مدخل الشركة ترتدى نظارتها قاصدة مكتبه ،،، استعملت المصعد الكهربائي لتصل إلى الطابق المنشود .
وصلت واتجهت تخطى في الرواق باحثة عن أحد تسأله عن مكتبه ،،، وجدت إحدى الموظفات فأوقفتها تتساءل بغرور :
– مكتب فريد بيه فين ؟
نظرت لها الموظفة بضيق ثم أشارت لها إلى آخر الرواق فاتجهت ميادة تخطو بغنج حتى وصلت إلى مكتبه .
دلفت تطالع تلك القابعة خلف مكتبها ثم جالت بأنظارها المكان وهى تتحدث بدون إهتمام :
– عايزة أقابل فريد بيه .
رفعت السكرتيرة عينيها من على حاسوبها تطالعها بتعجب ثم تساءلت بعملية :
– فيه معاد حضرتك ؟
اتجهت ميادة تجلس أمامها وتضع ســ.اقاً فوق الأخرى مردفة باستهتار:
– لا ،،، بلغيه بس إن ميادة السيوفى عايزة تقابله ،،، وهو أكيد هيوافق .
مطت السكرتيرة شفــ.تيها بتعجب ثم تناولت الهاتف وأردفت وهى تطالع تلك القابعة بترقب :
– فريد بيه ؟ ،،، مدام ميادة السيوفى طالبة تقابل حضرتك .
كان يجلس خلف مكتبه ويراها من خلال كاميرا المراقبة ،،، في الوهلة الأولى تعجب من مجيئها ،،، بأي جرأة وبأي وجه أتت ،،، ولكن شئ ما بداخــ.له أراد أن ينتقم ،،، أراد أن يتأثر لسنوات أضاعها في حب تلك الخبيثة ،،، لذلك إبتسم بمكر وأردف :
– خليها تدخل .
وضع الهاتف ونظر للشاشة والسكرتيرة تخبرها بذلك حتى أنفرجت أساريرها ووقفت تتجه إلى مكتبه بسعادة ،، بينها وبين تحقيق مخطتها هذا الباب فقط .
طرقته ولفت مقبضه ودلفت ،،، كان يجلس يدعي الإنشغال في ما أمامه ولم يكلف نفسه عناء النظر إليها وهو يردف بجمود :
– أهلا يا مدام ميادة ،،، خير ؟
إبتلعت طريقته الفظة في أستقبالها ،،، ماذا ظنت ،، هل سيقف يعانقها أم ماذا ؟
زفرت وخطت تجلس خلف مكتبه ثم خلعت نظارتها تطالعه بعيون ماكرة وتردف بصوت انثوي :
– خايف تبصلى ولا إيه ؟ ،،، معقول يا فريد موحشتكش ؟
شعر بضيق ،،، شيئاً ما يخنقه ،،، كيف تأتى وهى متز وجة وتردف بتلك التراهات .
لم يحتمل لذلك رفع وجهُ يطالعها بعيون حادة وملامح غاضبة يردف بجمود :
– جاية ليه ؟ ،،، جاية تقولي لراجل غريب عنك موحشتكش ؟ ،، للدرجة دي إنتِ رخيــ.صة .
صدمت من عيــ.نيه قبل كلمته ،،، طالعته لثوانى بصمت ثم كسرته تردف وهى تهز رأ سها :
– إيه اللى إنت بتقوله ده يا فريد ؟ ،،، إنت مش غريب عني ،،، إنت دايماً كنت في بالي ،،، عمرى ما نسيتك ،،، اللى بينا مكنش بسيط علشان أنساه ،،، بس إنت متعرفش حاجة ،،، متعرفش إيه اللى حصل معايا .
كان يطالعها ببرود ظاهري بينما داخــ.له يتوهج ،،، ليس غضباً منها فهذه حقيقتها ،،، ولكن غضباً من نفسه كيف أحب متل تلك المرأة يومياً ،، كيف إنخدع بها وكان يود وسم أسمها بإسمه ؟ ،،، تلك المرأة التى تجلس أمامه لا تؤتمن على شئ .
زفر يطالعها بنفاذ صبر يطالعها بنظرات حادة مردفاً :
– اسمعي يامدام ،،، جيتي عنوان غلط ،،، اللى كنتِ تعرفيه زمان واحد تانى خالص غير اللى قدامك دلوقتى ،،، واحد أنا دفنته وأنا راضي تماماً عن اللى أنا عليه دلوقتى ،،، أي كلمة هتقوليها ملهاش أي قيمة عندي ،،، ولازم تعرفي حاجة واحدة وبعدها ياريت تتفضلي من هنا ومتفكريش ترجعي تانى علشان مقلش منك قدام الشركة كلها .
دقق في عيــ.نيها بقوة يردف بثقة وثبات :
– أنا راجل متجــ.وز ،،، من إنسانة ظافرها برقبتك ،،، وبصراحة هبقى رخيص أوى لو سبت الملكة وبصيت للجواري ،،، من هنا ورايح تنسى خالص إنك عرفتى حد إسمه فريد الجواد في فترة من حياتك ،،، زي ما أنا نسيت .
طالعته بذهول ،،، ما تبقى من غرورها نثر أرضاً ،،، كيف يحدثها هكذا ،،، ماذا يظن نفسه ؟
وقفت منتفضة تطالعه بغضب لتداري ذلها وأردفت بحدة قبل أن تغادر :
– هتندم يا فريد على الكلام اللى قولته ده ،،، هتندم وهتيجي تعتذر مني كمان ،،، وساعتها هتتمنى لو كنت سمعتنى ،،، اوعدك ده هيحصل قريب .
أندفعت للخارج وتركته ينظر لأثرها بإشمئزاز وكأنها شيئاً ملوثاً يشعره بالإختناق .
❈-❈-❈
عند سناء التى كانت تجلس في النادى مع توأمها اللذان يمارسان رياضة التنس وهى تجلس خلف السياج المعدنى تتابعهما بحنو وترتشف القليل من عصير الفراولة .
إنتفضت فجأة على صوت أحدهم يردف برتابة :
– صباح الخير يا سناء هانم ؟
ألتفتت تطالعه بتعجب فقد فاجأها فتحمحم معتذراً يردف بأسف :
– أنا بعتذر منك مكنتش أقصد أزعجك ،،، أنا بس شوفتك صدفة فحبيت أسلم عليكي .
تنهدت تومئ مردفة بتكلف :
– أهلاً يا معاذ بيه ،،، أزي حضرتك .
إبتسم لها وهو يتعمق عينيها الحزينة التى دائماً يراها ذابلة مهما حاولت أن تخفى ذلك ،، رفع نظره يطالع التوأم المنشغلان بلعبتهما ثم عاد إليها يردف بترقب :
– ممكن أقعد مع حضرتك أشرب قهوتى ونتكلم شوية عن المؤسسة الخيرية الجديدة ؟
تنهدت بضيق ،،، نظرت حانباً ثم عادت إليه تردف معتذرة :
– أنا بعتذر منك بس اليوم النهاردة خاص بأولادي ،،، تقدر حضرتك تتفضل في المؤسسة بكرة إن شاءلله ونتكلم
زفر يومئ بيأس ثم أردف قبل أن يغادر :
– تمام يا سناء هانم ،،، زي ما تحبي
غادر وتركها تشرد في أمره ،،، هي ذكية بالقدر الكافي لتعلم غرضه ،،، بعد تكرار أصراره على الحديث بينهما تستشعر ماذا يريد ،، ولكنها ليست على أستعداد لتلك التجربة مرةً أخرى ،، لقد وهبت حياتها لتوأمها فقط ،، ما رأته في الماضي كفيل من أن يرعبها من أي علاقة جديدة .
❈-❈-❈
مساءاً في جناح سالم .
يتمدد على فراشه يتابع ويتصفح هاتفه بتركيز ،،، يقرأ آخر أخبار سوق الأعمال والبورصة ،، داخله راضِ وسعيد عن ما وصل أليه أولاده ،، أسهم شركته في صعود مستمر ،،، وهذا يبشر بالخير ،،، ولكن برغم ذلك ينتابه القلق من شر تلك الأفعى ،، يعلم أنها لن تقف تشاهد مع حدث أمام أعين الجميع بصمت ،، لابد لها من لدغةٍ سامة لذلك فعليهم ان يكونوا على أهبة الإستعداد ،،، لو كان في الماضي لكان أعترض على كل هذا ،،، ولكن لحظة يا سالم بيه ،، أولم يحدث كل ذلك بسببك أنت؟ ،،، أولم تسعد وتستقبل تلك الحية ووالدها إستقبال خافل مبهر وسعيد ،، لما اشتكي الآن ؟ ،،، لما تلوم على ولدك الذي عانا كثيراً وانت تعلم ذلك جيداً ،،، عليك ان تفكر مرة واحدة كأب حقيقي ،،، عليك أن تختار تلك المرة أن تكاتفه يمكن أن تنجو من هذا الطوفان الذي يقترب حدوثه .
دلفت عليه زو جته صفية تطالعه بترقب ، لقد نوت محادثته في أمر حمزة ، تفكر كثيراً وأخيراً قررت الخوض في ذلك الحديث .
إتجهت تجلس جواره على طرف الفراش وتطالعه بترقب مردفة :
– بتعمل إيه يا سالم ؟
تحدث وعينه منشغلة بهاتفه :
– أبداً ،،، بشوف آخر الأخبار .
تنهدت تستجمع قوتها ثم أردفت وهى تلتقط يــ.ده بين راحتيها :
– عايزة أتكلم معاك شوية ، أقفل الموبايل واسمعنى .
فعل مثلما قالت والتفت يقابلها فطالعته بنظرة حانية تردف بهدوء وتروي :
– عارف أنى من يوم ما إتجــ.وزتك عمري ما أشتكيت منك لأي حد ،،، دايماً شيفاك إنت كبيري وسندي وكل حاجة ليا ،،، برغم قسوتك اللى الكل شايفها بس أنا شايفة جواك علشان كدة سكت عن حاجات كتير كان لازم اتكلم فيها .
تنبه لها جيداً وتركها تخرج ما في جبعتها وهى بدأت عبراتها تخونها أمامه وصوتها يتحشرج متابعة بعيون حانية :
– دايماً كنت مولياك أموري كلها يا سالم ،،، كنت واثقة فيك ،،، دخلت بيتك وعاملتك بما يرضي الله ،،، حبيت سناء كأنها بنتى ،،، ولما حملت في حمزة بقيت خايفة لما أولد غصب عني أفضله على سناء ،،، كنت بسمع إن مستحيل مرات الأب تبقى أم ،،، مستحيل تحب أولاد جــ.وزها زى أولادها ،،، بس أنا لاء ، حبيتها أوي ،،، مفرقتش بينها وبين ولادى التلاتة ،،، بقيت أتعامل معاهم كلهم زى بعض ،،، كنت عارفة إنك عايزهم أقوية ،،، عايزهم وحوش وسط الناس علشان محدش يكسرهم ،،، علشان كدة كنت من نحيتي أنا بزرع فيهم اللين والحنية ،،، لما يبقى الراجل قوي وحنين ده يبقى أغلى كنز في الدنيا ،،، كنت عايزة أطلعهم أقويا زي أبوهم بس حنينين يا سالم ،، لو في يوم واحد مراته زعلت منه يراضيها ويحتويها ، كنت عايزة أعلمهم إن الست عايزة ظهر وسند وعايزة ظل ، ومهما قالوا إن الواحدة تقدر تعيش من غير راجل كذابييين ،،، هتقوى وتكبر وتوصل للي هي عايزاه بس لما تدخل أوضتها وتلاقي نفسها لوحدها هتتمنى راجل تترمي في حضــ.نه وتشتكيله قساوة الزمن ،،، هتتمنى ونس للعمر يسمعها ويطبطب عليها ،،، مهما بلغت قوة الست هي محتاجة قوة راجل تدعمها .
كان يطالعها بصدمة ،،، لأول مرة يراها تتحدث هكذا ،،، ما بها تلك المرأة ؟ ،،، لاحظت تعجبه فأومأت تتابع بصدق وتأثر :
– كنت عايزة أزرع جواهم اللى أتحرمت منه معاك يا سالم ،،، علشان بنات الناس اللى هييجوا ميتوجعوش زيي ،،، كنت بعلمهم اللى كان نفسي يبقى فيك يا سالم ،،، أنا حبيتك ،،، حاولت أخليك تحبنى زي ما حبيتك وتبقى حنين عليا بس معرفتش ،،، وبرغم كل قسوتك عليا حبيتك لأنك مسمحتش لحد يهينّي ولا يزعلنى في يوم ،،، إنت بس اللى مسموحلك تزعلنى يا سالم ،،، سبتك تعمل فيا اللى إنت عايزه ،،، وقولت معلش ،، المهم عندى إنك تضلل علينا .
مسحت عبراتها بظــ.هر يــ.دها وتابعت بتحشرج :
– أنا كنت غلطانة يا سالم ،،، كان لازم أوقفك لما قررت تشارك شوقى ده ،،، كنت حاسة إن مش هييجي من وراه خير بس أنا سكت ،،، وكان لازم أوقفك تانى لما قررت تجــ.وز بنته لحمزة ،،، كان لازم اتكلم وقتها ،،، بس أنا سكت ،،، مكنش عندى القوة وقتها أنى أواجهك ،،، وبعد السنين دي كلها ،، وبعد الخساير اللى وقعنا فيها بسبب سكوتى واختياراتك ،،، لازم أتكلم ،،، حتى لو كلامى مش هيأثر معاك بس لازم أقولك اللى جوايا .
تنهدت بقوة تغمض عينيها ثم طالعته مجدداً تردف بترجي :
– راضي إبنك الكبير يا سالم ،،، فرحه وادعمه وباركله على جوازه من اللي بيحبها ،،، طول عمره بيفضلنا على سعادته ،، فرح قلبه ومتزعلهوش وكفاية عليه اللى شافه طول حياته بسببنا ،، البنت طيبة وأصيلة ومحترمة وهتصونه وتسعده لأنها بتحبه ،، بتحبه زي ما أنا بحبك ،،، أنا شوفت في عيونها وهى بتبص عليه نفس نظرتي ليك ،، فرح قلب ابنك يا سالم لمرة واحدة .
تابعت ملامحه التى لا توحى بشئٍ ،، تنهدت باستسلام وربتت على كفه ثم توقفت قاصدة الخارج وتركته .
طالع أثرها بصدمة ،،، هل هذه هي صفية التى عاهدها ،،، كيف تخبئ كل هذا الألم وما تلك الكلمات وعن أي حب تتحدث ؟ ،،، هل قالت تحبه ؟ ،،، هل هناك أحد يحبه هذا الحب الذي يدعونه ؟ ،، لماذا لم تخبره بهذا منذ زمن ؟
زفر بقوة يعيد حديثها مراراّ وتكراراً على عقله ،،، ليفكر وليقرر ماذا هو بفاعل .
❈-❈-❈
بعد عدة آيام آخرى
يقف حمدى في محل عمله يتحدث مع العمال عن تنظيف وتطهير الأوانى الخاصة بمنتجات الألبان .
دلف عليه بهاء يلقي السلام فقابله حمدى بود وترحاب واتجه يبادله السلام .
أردف حمدى وهو يشير إلى مكتب صغير حوله عدة مقاعد :
– تعالى اقعد ،،، عامل إيه؟ ،،، وياسين عامل ايه ؟
أومأ بهاء بهدوء ثم تحمحم وهو يطالع حمدى مردفاً :
– كلنا بخير يا عمي ،،، أنا كنت جاي أتكلم معاك بخصوص بسمة .
تنهد حمدي بقوة ،،، لا ينكر حنينه إليها ولكن أين حنوها عليه ،،، أهانت شقيقتها واتهمتها بما لم تستطيع عليه صبراً وانتظرها أن تعتذر ولكن طال انتظاره ،،، أين إبنته وكيف وصل بها الحال إلى هنا وبماذا أخطأ هو معها ،،، دائماً كان يعاملهما بحنو وتفهم ،،، نعم كان جزء بداخــ.له يميل كفته إلى إبنته الكبرى التى هى أكثر تعقلاً وتفهماً عن الصغرى ،،، ولكنت كانت زو جته جميلة تعود هذا الميل بدلالها لبسمة ،،، فكلٍ منهما كان لديه إبنة مميزة ولكن بالطبع مقدار الحب ثابت لكليهما ،،، إذاً بماذا أخطأ ،، حتى بكل شئٍ يأتيه به كان يشتري منه إثنين متماثلين في كل شئ ،،، فقط لمعة العين والحنين لا إرادياً يظهر أكثر عندما ينظر لكبيرته .
تحدث حمدى بعد شرود بتأنى :
– خير يا بنى ،،، سامعك ؟
زفر بهاء وتحدث بتروى :
– بسمة طبعاً غلطانة جداً ،،، وأنا مش جاي أبررلها طبعاً اللى عملته ،،، بس أنا وعايزك تحاول تسمعها وتتكلم معاها ،،، تفهمها غلطها ،،، يمكن كلامك يكون ليه تأثير تانى عليها ،،، يمكن لما تحس إنهم مهتم بيها أو مهتم تبررلها تفهم هي بتفكر إزاي ،، بسمة أكيد بتحب ريتان بس فيه بينهم حاجز ومش هيتشال إلا بالكلام والتفاهم .
طالعه حمدى بتمعن ،،، يحمد الله دائماً أن صغيرته تزو جت من هذا الشاب المتفهم الذي يحتوي نوبات غضبها وعصبيتها وحزنها ،،، يعلم أن إبنته حادة الطباع وأن بهاء متفهم عاقل وهذا من رحمة الله بها .
زفر حمدى وتحدث بهدوء :
– أنا يمكن أتسرعت لما مديت إيدي عليها ،،، بس هي كسرت أختها ،،، كسرت خاطرها بكلامها ،،، خوفها على ياسين من أختها ده وجع تانى ،،، وهى أكتر واحدة عارفة أد إيه أختها تعبت واتعذبت ،، كان نفسى تبقى حنينة عليها ،، كان نفسى الاتنين يبقوا أصحاب مش مجرد اخوات ،،، بس يمكن أنا فشلت في نقطة معينة مش عارف إيه هي .
إستمع له بهاء بترقب ثم تحدث بهدوء :
– ملحوقة يا عم حمدي ،،، تعالى حضرتك نورنا ،،، واتكلم معاها وقولها كل اللى في نفسك .
ابتسم حمدى بألم يومئ عدة مرات مردفاً بترقب :
-هي مش عايزة تيجي تراضيني !،،، مش راضية صح ؟ ،،، علشان كدة إنت جاي تطلب منى اروحلها ،،، بس أنا مش هكسفك يا بنى ،،، علشان إنت غالى عندى ،، وعلشان أنا فعلاً عايز أعرف هي جواها إيه ؟
إبتسم بهاء بود وأردف بامتنان :
– تسلم يا عمي ،،، وإن شاء الله الأمور تتحل بينكم في أسرع وقت ،، تحب نروح دلوقتى ؟
هز حمدى رأسه يردف بتروى :
– لاء بلاش دلوقتى ،،، النهاردة حمزة جاي ياخد ريتان ولازم أروح بدري ،، خليها وقت تانى .
أومأ بهاء بتفهم ووقف يودعه ثم غادر وجلس حمدي يفكر في القادم .
❈-❈-❈
يقف حمزة أمام مرآته يستعد للذهاب لجلب توأم روحه بعدما هاتفها لتستعد وأخبرها بطلاقه لمها ،،، لاحظ صمتها الدال على صدمتها ،،، لم ترغب في قول شئ وقتها ،،، ولكن شعورها حينما علمت بطلاقه كان غريب ،،، شعور ممزوج بالسعادة والحرية والراحة ،،، وكأن أحدهم يرفرف لك بمروحة ورقية في جوٍ حار ،،، يجعل نسمات الهواء تأتيك راكضة ،،، لتداعب خصلاتك وتحررها ،،، وتدغدغ بشرتك المتعرقة فتنعشها ،،، شعورها أنه أصبح لها فقط يجعلها تسكن النجوم ،، بل تتخد منها منزلاً بعيداً عن البشر ،، فقط هي وهو وليذهب الماضي للجحيم ،،، لتحاول الحفر ودفنه والردم عليه إلى الأبد ،، لتخطو للأمام معه ومع هذا الصغير التى تتمنى حقاً أن تعطيه الحب الذي لم يراه من تلك الأم ،، أحياناً يراودها إحساس أنه ملك أخرى ،،، أنه عامل مشترك بين من أحبته وبين تلك المرأة وهذا الوسواس يؤرقها ،،، ولكن تحاول السيطرة عليه بأن تلك المرأة لم تكن يوماً أماً له ،،، لم تعطيه الحنان الذي كان ينتظره ،،، تركته رضيعاً صغيراً من أجل رغباتها وحلقت بعيداً عنه دون أن تعلمه الطيران ،،، تأتيها ياء التملك بأن هذا الطفل من حقها كما أخبرها هو ،،، جلبه لها ليصبح لها وتصبح له دون حواجز ،،، وكأنه يخبرها أن لا أمٍ له سواها ،،، تخشى المستقبل وتخشى عواقبه ولكن كل ما تعلمه جيداً أنها أحبته بصدق ،، أحبت هذا الصغير وستحبه دوماً ،،، حتى وإن كانت ستظل بعيدة عن والده لم تكن لتكرهُ يومياً .
ها هو يرتدى حِلته السوداء وخلفها قميصٌ أبيض ،،، ينظر لإنعكاس صورته ،،، آخيراً عرفت السعادة طريق قلبه ،، آخيراً لمعت عيــ.نيه ببريق الأمل وابتسم وجهُ فرحاً .
إرتدى ساعة يــ.ده ووضع عطره والتفت يجلب طفله ويغادر ..
نزل الدرج بعد دقائق وهو ومروان حيث كانت العائلة جميعها تنتظره ،، صفية وسناء وكارى وشيري وسناء ومراد وفريد وسالم .
جميعهم يتطلعون عليه وعلى سعادته الواضحة كوضوح الشمس .
تقدم ووقف أمام والده يزفر ثم تحدث بهدوء واحترام :
– أنا رايح أجيب ريتان يا بابا ،،، وزى ما قولت لحضرتك قبل كدة لو مش هتتقبل وجودها هنا أنا هاخدها هى ومروان وامشى وده مش تهديد لسمح الله بس أنا مستحيل أسمح مرة تانية بحد يأذيها أو يزعلها بكلمة .
زفر ينتظر منه كلمة وعندما لم يجد خطى ليغادر ولكن أوقفه سالم يردف بهدوء بعد تفكير طويل وبعد حديثه مع زو جته :
– إستنى يا حمزة .
إلتفت حمزة يطالعه بترقب فتابع سالم بملامح هادئة :
– هاجى معاك نجيبها .
نظر حمزة لوالدته بتعجب فأومأت له مبتسمة ثم نظرت لسالم بإمتنان واطلقت كاري زغروطة أبهجت الأجواء .
بعد ساعة توقف حمزة أسفل منزل ريتان وترجل هو ومروان وسالم .
صعدوا وطرق حمزة الباب ففتح حمدى يستقبلهم بترحاب وود ،، رحب به حمزة وتبادلوا السلام ودلف سالم برأسٍ شامخ يرحب ببرود .
دلفوا جميعاً وجلسوا ومروان ينتظر رؤية ريتان كما أخبره والده .
خرجت ريتان إليهم ترتدى فستان أوف وايت ناعم ومحتشم وحجاب بنفس اللون أبرز جمال وجــ.هها وحُسن خَلْقها .
تقدمت منهم فأسرع مروان إليها يعانق قدمها مردفاً بسعادة :
– مــ.س ريتان وحشتيني .
تعجب سالم من صغيره بينما هي انحنت تلتقطه وحملته تعانقه بحنو وتقــ.بل وجنته مردفة بصدق :
– وانت كمان يا مروان وحشتنى جداً .
خطت بإتجاه سالم ومدت يــ.دها تردف بهدوء :
– أزي حضرتك يا سالم بيه .
مد يــ.ده اليها يبتسم بهدوء بعدما لاحظ تعلق مروان بها ولاحظ طريقتها وهدوئها يردف :
– أهلاً يا بنتى .
إبتعدت عنه ثم خطت تقف أمام حمزة بعدما أنزلت مروان ومدت يــ.دها لتسلم عليه فوقف يتناول يــ.دها بيــ.ده اليمنى وباليسرى قرب رأ سها ودنى يقــ.بلها أمام الجميع ثم إبتعد يطالعها بحنو ويردف بترقب وحب ولهفة :
– عاملة اية ؟
خجلت من فعلته وزادت نبضاتها تومئ مردفة بهدوء وسعادة :
– الحمد لله .
إتجهت لتجلس بجانب والدها ووالدتها التى أحضرت الضيافة ثم أردف حمزة برتابة :
– بعد إذنك يا عم حمدى أنا أجيت مع والدى ناخد ريتان على بيتي تنوره وتنور حياتى .
أومأ حمدى وتطلع على إبنته ثم تطلع على حمزة وأردف بمغزى :
– على راسي يا بنى وخطوة عزيزة إنت وسالم بيه ،،، وطبعاً ريتان بقت مراتك ويحقلك تاخدها ،، بس إفتكر كويس يا حمزة اللحظة دي ،، أفتكر كويس إن بنتى طلعت من بيت أبوها معززة مكرمة ولازم يابنى تبقى عارف قيمتها كويس ،، ريتان دى حتة من روحى ،،، وحظها كان قليل ،،، وشافت كتيير اوي وصبرت ،،، واتمنى إنك تعوضها عن اللى فات وأظن إنت عارف كويس هى مرت بإيه ،، بنتى هتدخل عيلتكم هتحترم الصغير قبل الكبير ومش هتسئ لحد بكلمة وهتشرفكم قدام أي حد ،،، فياريت تحافظ عليها وتخلى بالك منها ،، واعتبر دي وصيتى ليك .
أردف حمزة متأثراً بحديث حمدى الذى تيقن من معرفته بالماضي :
– هقولك على أحساسي أنا يا عم حمدى ،،، وانت عارف كويس أنا طول السنين دي كنت إزاى ومن هنا ورايح هتشوفنى إزاي ،،، صدقنى في اللحظة اللى ريتان بقت مراتى فيها ده بالنسبالي يوم ميلادى وأنا هعمل كل اللى ربنا يقدرنى عليه علشان أسعدها وأعوضها .
أومأ حمدى يردف بهدوء ولم يزد حديثه :
– على بركة الله .
وقف حمزة يردف بلهفة :
– طب يالا يا ريتان ؟
تنكمش داخــ.لها ودغدغت المشاعر سائر جــ.سدها وانتابها التوتر الشديد حتى أن جــ.سدها بدأ يرتعش وهى تقف تنظر لوالدتها ووالدها بعيون لامعة ،،، أسرعت جميلة تعــ.انقها بقوة ودموع وريتان تبادلها بتوتر بالغ وعقلها يردد بعد قليل ستصبح في بيته ؟
يا الهى مجرد التفكير في الأمر يلوى معــ.دتها .
إبتعدت تطالعها مبتسمة بحنو ثم إتجهت تعانق والدها بحب وتقبل يــ.ده ،،، إلتفتت تنظر لحمزة الذي يطالعها بعشق ولهفة .
تحركوا جميعهم إلى الخارج وسحب حمزة حقيبة ريتان الكبيرة التى تحتوى على مستلزماتها كاملة .
ترجلوا للأسفل وريتان تتمــ.سك بيــ.د مروان واستقلت السيارة مع مروان خلفاً بينما ركب حمزة وسالم في الأمام وقاد حمزة إلى وجهته بعدما ودع حمدى الذي نزل يوصل غاليته ويودعها بدموع السعادة .
طول الطريق تنظر لمروان الذي يتابع النافذة بترقب ،، كل ما يحدث معها الآن عقلها لا يستوعبه .
بعد قليل دلفت السيارة من بوابة القصر وبدأت تبطء حركتها على عكس قلب ريتان المتسارع بصخب وقلب حمزة الذى يكاد يقف من فرط سعادته .
توقفت السيارة أمام باب القصر وترجل سالم وحمزة الذى التفت يفتح بابها ويمد يــ.ده لينزلها .
نزلت معه ونزل مروان الذي أسرع إليها .
إحتوته واحتوى حمزة ذرا عها وخطوا إلى الداخل حيث الجميع في إستقبالهم .
تهالت عليها المباركات والترحيب الحار واسرعتا سناء وكارى إليها يعانقها بسعادة حتى أنهما خففتا من سرعة نبضاتها وتوترها واندمجت معهما وكذلك صفية التى قابلتها بود وحنو كذلك مراد وحتى فريد وشيرين إستقبلوها بترحاب واندمجت بفرحة باستقبالهم .
كان يقف في إحدى الجوانب رجلاً يحمل كاميرا يبدو مصوراً .
إتجه حمزة إليها ثم مال يردف هامــ.ساً بحب وترقب :
– ريتان معلش لازم ناخد شوية صور مع العيلة ومع بعض علشان ينزلوا على الإنترنت وفي الجريدة
أردفت بهمــ.س بتوتر :
– لازم ؟
أومأ يبتسم لها بحنو مؤكداً فتنهد بقوة ثم أومأت بتوتر فأردف حمزة مطمئناً :
– متخافيش ولا تتوتري أبداً ،، أنا معاكى .
أومأت له بهدوء فنظر حمزة بقلبٍ يضخ عشق إلى المصور وأردف :
– يالا يا مصطفى ضبط الدنيا وخد الصور اللى طلبتها منك .
أومأ مصطفى وأسرع يصفهم حيث جلست صفية وسالم على المقعد الوثير وخلفهما مباشرةً وقف حمزة يحاوط بذرا عه خــ.صر ريتان ويضــ.مها إلى جــ.سده بحب حاولت الإفلات من شدة حرجها ولكنه إنحنى عليها يردف بمشاعر متضاربة وخبث جديد عليه :
– علشان الصورة تطلع حلوة .
تنهدت بتوتر ووقفت .
إصطف على جانب حمزة سناء ومراد وفريد واصطف على جانب ريتان كاري وشيرين والأطفال جلسوا حول سالم وصفية وتم إلتقاط صورة عائلية أكثر من رائعة .
أبتعدوا جميعهم بعد الإنتهاء وأردف حمزة بسعادة :
– كدة لسة صورى أنا وريتان يا مصطفى .
توترت ريتان وأردفت بحرج :
– مالوش لزوم .
مد يــ.ده إليها فناولته يــ.دها فسحبها معه إلى الخارج حيث الحديقة ليتم التقاط عدة صور لهم .
كان قلبها يركض قبلها للخارج ،،، تزاحم مشاعر يجعلها متوترة مرتعشة .
وقفا وسط الورود المزدهرة وأردف مصطفى لحمزة بترقب :
– حمزة بيه عايزين لقطات رومانسية .
نظرت لحمزة وأردفت بحرج وترجى :
– لاء يا حمزة لو سمحت أنا مش هتصور كدة .
أردف بحب وغيرة وهو يقرب وجهُ منها :
– مش هنتصور أي صورة تضايقك متقلقيش .
وقفت هى ووقفت أمامها يلتقط رأ سها بين راحة يديه ثم مال يقبل جبــ.ينها بحب وحنو وتم التقاط صورة لهما هكذا.
أنزل ذرا عيه إلى يــ.دها يتمــ.سك بكفيها بقبضة حانية محبة وينظر داخل عيــ.نيها عينٍ يظهر منها الحب ويفيض يبتسم ولا يصدق أنها أمامه وبين يــ.ديه وهى تطالعه بحيرة وتوتر ممزوج بنظرة عاشقة وروحٍ بدأت ترتاح وتهدأ .
التقطت عدة صور لهما
كانت صورة هادئة ولكنها مفعمة بالحب الواضح المرفرف حولهما .
غادر المصور بعدما ألزمه حمزة ما عليه فعله ودلفا الاثنين سوياً إلى القصر مرة أخرى .
إجتمعت العائلة حول طاولة طعام مجهزة بعناية لتناسب هذا الإحتفال .
جلس الجميع أماكنهم وجلس حمزة بعد أن أجلس ريتان بجانبه ،،، أفعاله كلها تحت أنظار عائلته تدل على أنه عاشق متيم حد النخاع ،، لأول مرة يرون حمزة تفيض منه تلك المشاعر .
لقد أعتادوه هادئ ومتمهل ولكن اليوم لهفته على ريتان تعلن عشقه بوضوح .
إنتهى العشاء والكل صعد إلى جناحه وكذلك حمزة وريتان ومروان .
دلفوا الجناح المكون من ردهة صغيرة تحتوى على ثلاث غرف واحدة لحمزة تحتوى على حمامها الخاص وواحدة لمروان تحتوى أيضاً على حمامها الخاص وأخرى للألعاب مجهزة لمروان أيضاً .
وقف حمزة أمام غرفة صغيره وأدخــ.له يردف بحب وحنو :
– حبيبي استنانى وهرجعلك .
نظر مروان لريتان بتعجب ثم نظر لوالده وأردف متسائلاً ببراءة :
– بابي هو إنت هتنام عند مــ.س ريتان ؟.
نغزها قلبها ونظرت لحمزة الذى ظهر التوتر على وجهُ ونزل لمستوى صغيره يردف بتروى :
– شوف يا بطل ،،، أنا وريتان اتجوزنا ،،، يعنى المفروض أن أنا وريتان ننام في أوضة واحدة زى ناناه وجده وعمو مراد وكارى وبردو زي عمو فريد وشيري .
نظر له الصغير متسائلاً ببراءة :
– يعنى إنت مش هتنام معايا تانى زى كل يوم ؟
كانت ريتان تتابع بإنتباه بينما تابع حمزة بحب وهمــ.سَ يغمزه :
مــ.س ريتان قالتلى إنك بطل وأقوى واحد في الكلاس كله مينفعش تحسسها إنك بتخاف ،،، أنا هفضل جنبك لحد ما تنام وبعدين أروح على أوضتى الجديدة ،،، قولت إيه ؟
نظر الصغير لريتان وأردف يستعرض عضلاته الوهمية ببراءة :
– مــ.س ريتان أنا قوى ؟
إنحنت إليه تتلمــ.س عضلاته الوهمية بحنو وابتسمت مردفة بتأكيد :
– مارو ال Hero .
إبتسم ونظر لوالده بحماس يردف :
– تمام يا بابي أنا هستناك تحكيلي القصة وبعدين هنام لوحدى .
إبتسم ودلف الصغير غرفته واتجه حمزة يسحب ريتان إلى غرفتها .
فتحها ودلف وأدخــ.لها ثم أغلق الباب وأوقفها ينظر للغرفة ثم نظر إليها وأردف بلهفة وحنين :
– أنا مش مصدق إنك بين إيديا وفى بيتي ،،، حاسس إنى بحلم بجد ،،، معقوول يا ريتان ؟ ،، معقول بقيتي مراتى ! ..
رفع يــ.ده يضم وجنــ.تيها بين راحتيه مردفاً بتحشرج ولهفة وعيون ملتمعة ببريق العشق :
– بحبك يا ريتان ،، إتمنيت تكونى ملكي في صلاتى ودعائي وأحلامى ،،، قوليلي أعمل إيه علشان أقدر أرسم في عيونك الفرحة ؟
ظلت صامتة تتابعه بمشاعر متضاربة وقلبٍ ينبض بعنف فتابع :
– طيب بتحبيني ؟ ،،، لسة بتحبيني زي الأول ؟
نظرت له بقوة وشردت تفكر في سؤاله ،،، حتى وإن كانت تحبه ولكن لا زال الخوف بداخــ.لها قائم ،،، الخوف من الخذلان أثره ما زال موجوداً .
تنهد بقوة وحزن عندما طال صمتها ولكنها أردفت بصدق ودموع :
عمرى ما كرهتك يا حمزة ،،، عمرى ما استبدلت حبك جوايا بأي حاجه تانية ،،، عمر ما حبك في قلبي قل درجة ،،، بس لسة خايفة يا حمزة ،،، لسة مشتتة ولسة مستنكرة اللى حصل .
تفهمها جيداً فأومأ يردف بتروى :
– هطمنك ،،، خلاص زمن خوفك انتهى .
تبعها بعناق يبث فيها كل الآمان والعشق ويرسل إليها مشاعره ،، لف ذرا عيه حول خصــ.رها يعتصرها بتملك وحنو فتحركت ذرا عيها تبادله بخجل وعندما لامــ.ست يــ.داها ظــ.هره إرتعش تحت لمــ.ستها وشدد من عناقه يرفعها عن مستوى الأرض ليشعرا كأنهما إمتلكا العالم كله .
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر) اسم الرواية