Ads by Google X

رواية ذكريات مجهولة الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم قوت القلوب

الصفحة الرئيسية

    

 رواية ذكريات مجهولة الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم قوت القلوب

 «نيران الغيره …»
حوريه….
إحتدت مقلتاه لتشع سواد وبريق لامع مخيف وهو يقترب منها غاضبًا ليرفع كفه يلطم إياها  على وجنتيها لعدة مرات متكررة شعرت بالألم بالفعل ، لكن الألم لا يساوي ذرة من ذعرها بوجودها معه مرة أخرى ….
أقبل نحوها هامسًا كفحيح الأفعى …
عماد: بكرهك …بكرهك … وبكره اليوم إللي شفتك فيه … أنا عمرى ما حسيبك أبدًا … حفضل دايمًا جواكِ …. يا إما حاخد روحك معايا ….
وضع كفه القوي فوق رقبتها ليضغط بقوة يخنقها بإستمتاع ، رفعها بكفه إلى الأعلى مثبتًا ظهرها إلى الحائط من خلفها لتشعر بقدميها يتحرران فى الهواء ، وينقطع مجرى تنفسها بقوة …
تختنق …
تحاول التحرر من قبضتة القاسية … تحاول الصراخ دون جدوى …
فلا أحد يستمع إليها …
هى وهو فقط …. حاولت بإستماته أن تحرر نفسها … ستموت … ستختنق …
لتنهض من نومتها مفزوعة وهى تتلمس عنقها بإرتجاف ….
نعم كان حلمًا .. كابوسًا مخيفًا …. أدركت ذلك … لم يتركها تنعم بهدوء حتى فى أحلامها ، أصبح خوفها منه ملازمها ، تأصل فى عروقها ولن يتركها بتلك السهولة ….
إلى متى سيظل (عماد) بحياتها …. متى ستتحرر منه … ظنت أنها بعودتها الى بيتها القديم وسط اهلها أن خياله سيبتعد وستنساه ….. لكنه لم يفرق هنا من هناك … فشبح (عماد) ملازمها .. خوفها منه تأصل فى عروقها ولن يتركها بتلك السهولة ….
مسحت وجهها بإرهاق وهى تنهض لتخرج من الغرفة لتأنس بأهلها وتطمئن معهم ….
خطوات بسيطة تفرقها عن غرفة المعيشة التى لم تطأها بعد لكنها إستطاعت سماع حديث والديها بوضوح ….
ابو حوريه: تفتكرى يا (نعمه) … (حوريه) ممكن تكون حامل ولا حاجه بدل ما كل الورث دة يروح من إيدها ….؟!!
ام حوريه: هو أنا عرفت منها حاجة … الكام مرة إللي كلمتني فيهم مقالتش غير وحشتوني وكلام كدة … والنهاردة جت من السفر دخلت نامت … شكلها تعبانة ….
ابو حوريه: يا خوفي متطلعش بأى حاجة من الورث …
ام حوريه: نطمن عليها بس الأول وحنعرف منها كل حاجة …. متقلقش …
وقفت (حوريه) تستمع إلى حوارهم بإنكسار …فإلى متى سيفكرون بالمال ويهتمون به بدلاً منها …. ألم يكفيهم زواجها من (عماد) … أيبحثون مرة أخرى عن المال …. أتريحهم وتسوق إليهم الخبر بأنه ترك لها كل ما يملك … لكن بم سيعوضها ذلك المال … عن حنان حرمت منه … عن حب بحثت عنه … عن طفل تمنته وحرمت منه …. عن أقل ما تطلبه الإنسانية من حياة آمنه مطمئنة ….
لحظات موجعة تمر بها وهى تنكسر مرة أخرى لسماعها تلك الكلمات…
لملمت حطامها لتعود إلى غرفتها مرة أخرى لكن إستوقفها ذلك الصوت المألوف الذى حضر للتو يسأل عنها ….
سامر: السلام عليكم … أخبارك إيه يا عمي … إزيك يا مرات عمي … أمال فين (حوريه) …. ؟؟
ابو حوريه: (سامر) .. أهلاً وسهلاً يا إبنى …. إتفضل …. أصل (حوريه) كانت جايه تعبانه من السفر ودخلت تنام شوية …
جلس (سامر) وقد خاب رجائه فى رؤيتها بعد هذا الغياب …
سامر بلهفة : هى كويسة …. ؟؟! عامله إيه ..؟!!
ام حوريه: زعلانة وتعبانة يا إبنى .. هاااا …..الأمر لله من قبل ومن بعد ….
سامر متصنعًا التفهم : اه … طبعًا طبعًا…. ربنا يصبرها …..
(ابو حوريه) محاولاً الإستفهام من (سامر) ليطمئن قلبه على إجراءات الميراث وتلك الأمور التى لا يعرف عنها الكثير ….
ابو حوريه: تفتكر يا (سامر) لو ليها ورث حتاخدة إزاى … أصل إحنا مش عارفين هي مثلاً حامل ولا لأ ….؟!؟
غضب إجتاح كيان (سامر) أمازال عمه يفكر بنفس أفكاره القديمة … أيبحث عن كل فرصة يستطيع الإستفادة منها …
سامر بحده: فلوس إيه وورث إيه … وطفل إيه إللى بتفكروا فيه ….. فكر شوية فى بنتك يا عمى … (حوريه) محتاجاكم …. محتاجه حبكم وحنيتكم وإنتوا بتدوروا على الفلوس …. سألتوها كانت عايشه إزاى … متضايقة من حاجة … تعبانه من حاجة … ولا كل حاجة الفلوس … ليه يا عمى …. ليه …. خدوا بالكم منها …. (حوريه) متستاهلش كدة خالص … دى بنتك … لحمك ودمك … هى أهم من كل فلوس الدنيا … إطمنوا عليها هى الأول ….
ابو حوريه بإضطراب : يا ابنى وهو أنا قلت حاجه .. طلعت فيا زى أبوك ليه كدة …؟!؟
سامر بضيق : ولا حاجة يا عمى .. بكرة حاجى أطمن عليها … أنا مضطر أمشي … عندي شغل ضروري … سلام …
تركهم (سامر) غاضبًا من نفس تفكيرهم ، وربما غاضبًا من نفسه لضياعها من يده ، وربما غاضبًا لأنه لم يستطع رؤيتها الآن …
لكنه غاضب …غاضب جدًا ….
ابو حوريه: هو ماله دة …. محشور ليه كدة … هو إحنا قلنا حاجة غلط ….؟!!
(ام حوريه) وقد غلب على أمرها من هذا الطامع الشحيح ….
ام حوريه: نطمن برضه عليها الأول والباقى يحلها ربنا …
ابو حوريه: وهو أنا إتكلمت يا (نعمه) … ده سؤال بس….
ام حوريه: لا حول ولا قوة إلا بالله ..
إستمعت (حوريه) لحديثهم مع (سامر) فقد قال ما كانت تود قوله بالفعل ، لوهلة شعرت بالراحة لحدته مع والدها ونهره له بتلك الصورة مدافعًا عنها لترتسم أثنائها بشبح إبتسامه سرعان ما تلاشت من ملامحها برحيل (سامر) ونقاش والديها مره أخرى لتعود إلى غرفتها مرة أخرى متصنعة وكأنها لم تستمع لحوارهم من الأساس …
___________________________________________
علاء….
بالكاد إستطاع معرفة المنزل الذى تقطن به (أميمه) …
وقف بسيارته متأملاً هذا المنزل البسيط وحديقته الصغيرة وتلك النباتات التى إعتادت (اميمه) زراعتها بشقتهم من قبل ، خاصة الياسمين معشوقها الأول ، والذى ما أن وقعت عينا (علاء) عليه إبتسم بثقة وتأكد أن هذا هو بيتها ….
تنفس براحة وهو يتمعن بتلك النوافذ بكلا الطابقين العلوى والسفلي محاطة بالستائر التى تحجب رؤية من بداخل المنزل لكنها لا تحجب تلك الأنوار المضاءة بداخله ….
علاء: أكيد دة بيتها …. كل حاجة فيه شبهها …. يا ترى إتغيرتي ولا زى ما إنتِ … يا ترى ممكن تسامحيني … ؟؟!
أطفأ محرك سيارته ووضع يده على مقبض باب السيارة لكن قبل أن يترجل منها لاحظ إقتراب إحدى السيارات من المنزل حتى كاد سائقها أن يلتصق بحائط المنزل الجانبي وهو يصف سيارته ….
تراجع (علاء) وهو يتمعن نحو ذلك الشخص الذى ترجل للتو من السيارة …
كان شابًا نحيلاً أبيض اللون ذو شعر كستنائي مموج بعشوائية يرتدى إحدى النظارات الطبية التى تبدو كنوع من الأناقة لا أكثر ….
تقدم هذا الشاب من منزل (أميمه) حاملاً معه عدة حقائب ورقية ليطرق باب المنزل ….
إضطراب ممزوج بغضب وغيره … من يمكن أن يكون هذا الشاب الذى يطرق بابها بهذا الوقت وقد حل الليل على هذا اليوم الطويل …
أمسك المقود بيديه يفرغ بها غضبه وغيرته الغير محدودة وهو يرى (أميمه) تفتح الباب لهذا المتطفل بإبتسامة خجولة لتدعوة إلى الدخول ، الذى لم يتوانى أن يلبيه هذا الشاب على الفور ، ليصرخ (علاء) بغضب وهو يضرب بقبضته فوق المقود لسماحها بدخوله بهذه الصورة ….
علاء: مين دة …. وإزاى تدخليه البيت وأنتِ لوحدك …. إزاى …. إزاى…. و…..و…. يكون ده ااا …!!!!!
صمت بإرتباك وهو يتخيل بظنه ماذا يمكن أن يكون بينهما … وماذا يفعلان بمفردهما الآن ….
علاء: لا لا لا … لا يمكن لا …. (أميمه)… !!!! لا…. (أميمه) بتحبني …. لا يمكن تكون لغيري … إستحالة … دة أنا .. دة أنا أهد الدنيا ….
ليمسك بمقبض الباب مقرراً الذهاب لـ(أميمه) الآن ، لكنه توقف وقد دار برأسه حديث (هند) عن (أميمه) وكأنه يستمع إليها توسوس له برأسه ….
((هند : (أميمه) … وهى فين (أميمه) …. (أميمه) راحت خلاص … (أميمه) سابتك وهربت …. زمانها مرمية فى حضن غيرك وأنت لسه عايش فى الوهم …. فوق بقى يا (علاء) وشوف مين إللى بيحبك وشاريك بجد …. أنت فاكر إنك لو لقيتها حتلاقيها قاعدة مستنياك عايشة فى ذكريات الماضي …. أنت بس إللى حابس نفسك فيها …. فوق يا (علاء) بقى فوق… ))
علاء بهمس موجع : معقول … (أميمه) نستني ….و …و… حبت غيري …
إبتلع ريقه بألم وهو ينظر بحسرة إلى البيت مرة أخرى وقد شعر بضياع حلمه بالعودة إلى حبيبته ….
علاء : أنا السبب …. أنا اللي ضيعتها …. كنت منتظر إيه …. أرجع الآقيها مستنياني بتبكي على الذكريات إللي بينا ….
حاول تمالك نفسه فالحقيقة التى ظهرت له الآن لم يفكر بها قط ، بل كان يستبعد أن تطرق ذهنه مطلقًا ، كان من المستحيل أن يظن أن (أميمه) تستطيع نسيانه واستبداله بسهولة …
أدار محرك سيارته مبتعدًا عن منزلها بسرعة ليهرب من قسوة كل ما عرفه للتو ….
___________________________________________
اميمه…..
حضرت فنجان من القهوة وجلست بهدوء تقرأ فى كتابها الذى لم تعي لحرف واحد مما كتب به فمازال ذهنها مشتت وقلبها منقبض …
دق جرس الباب لتتدارك أن عليها فتح الباب فـ (سيلا) مازالت نائمة وهي من تتولى فتح الباب دائمًا …..
فوجئت بـ(ضيا) يقف قبالها مبتسمًا …
ضيا: مساء الخير ….
اميمه: (ضيا) …!!! خير فيه حاجة … ؟!؟
ضيا: إيه يا (أميمه) …. مفيش إتفضل ولا إيه …؟!!
(اميمه) وهى تنظر نحو الدرج تنتظر (سيلا) تقفز كالعادة لتخلصها من إحراجها الدائم مع (ضيا) …
اميمه: أه … طبعًا …. إتفضل …. أعذرني معلش … أصلي متوقعتش إنك تيجي النهاردة خالص … بعد تعب طول اليوم …
دلف (ضيا) إلى الداخل لتغلق (أميمه) الباب وهى تتمنى أن (سيلا) تستيقظ وتأتى لتخلصها من (ضيا) …
ضيا: إتفضلي …
مد يد تجاه (اميمه) بحقيبه ورقيه كبيرة ….
أميمه بإندهاش: إيه دة ….؟!!
ضيا: دى شنطة بدل إللى ضاعت منك النهاردة …. يا رب تعجبك ….
تصنعت (أميمه) الابتسام مجامله لـ(ضيا) وهى تأشر له بالجلوس ..
اميمه: وتعبت نفسك ليه بس …. مكنش لها لزوم خالص ….
ضيا: دى هدية بسيطة … كمان كنتِ زعلانه أوى انها ضاعت منك …
اميمه: شكرًا يا (ضيا) …. جميلة أوى ….
سمعت صوت خطوات رشيقه أتيه من الدور العلوى لتتنفس الصعداء برؤيتها لـ(سيلا) تتوسطهم بقفزة سريعه قائله ….
سيلا: بتعملوا إيه من غيري …؟!!
زفر (ضيا) بضيق فهو لا يستطيع أن يكمل عبارة واحدة مع (أميمه) إلا وتتدخل (سيلا) لتقطع حديثهم بلا رجعة …
ضيا: مفيش …. أنا كنت جايب الشنطة لـ(أميمه) وماشى على طول …. سلام …
قالها وهو يخرج مسرعًا بضيق من تطفل (سيلا) طوال الوقت لينتظر عودة (سيلا) و(توتشا) إلى منزلهم بعد ثلاثه أيام فور عودة المربية من إجازتها ليجدها فرصة سانحة لإنهاء هذا الموقف المعلق بينه وبين (أميمه) ….
(سيلا) بتعجب من إنصراف (ضيا) المفاجئ …
سيلا: هو (ضيا) ماله … فيه حاجة …؟!!
اميمه براحة: مفيش حاجة أبداااااا …. كويس إنك صحيتي …. أروح أنام بقى …
سيلا: وماله …. أسهر أنا براحتى بقى … أخيراً …. كل شوية شغل شغل …. خليني أفك شوية …
اميمه: تمام …. تصبحى على خير …
سيلا: وأنتِ من أهل الخير ……
لتصعد (أميمه) إلى غرفتها ناظرة من النافذة ، تجولت بعينيها فى فراغ الليل كمن يبحث عن شئ ما ، ثم إستلقت للنوم أخيرًا لينتهى هذا اليوم الشاق …
____________________________________________
أما آن لتلك الليلة أن تنتهي لكن بعض الذكرى نيران تحرق القلوب …
توقف (علاء) بسيارته قبال شاطئ البحر يفرغ إليه بقايا قلبه المشتعل ….
ظل متوقفًا ينظر نحو أمواج البحر الثائرة بصمت لساعات طويلة حتى سطعت الشمس بأحضان السماء تلهب بأشعتها الأجواء لكنها لم تكن بقوة إشتعال نفس (علاء) مطلقًا …
توجه بعد ذلك نحو أحد الفنادق ليقيم بها حتى يعود إلى أرض الوطن باحثًا بشركات الطيران عن مقعد خالي على الفور …..
لكن لسوء حظه لم يجد مقعدًا شاغرًا إلا بعد يومين مقررًا البقاء فى الفندق حتى يحين موعد طائرته ، فيكفيه كسرة قلبه مما رآه …
___________________________________________
طارق…
فتح الخزانة الموضوعة بمكتبه وهو يخرج منها سترته الواقية موجهًا حديثه إلى (سامر) …..
طارق: يلا يا بطل مستعد …؟!
سامر بإستسلام: تمام … دقايق وأبقى جاهز ….
طارق: متنساش واقي الرصاص ….!!
سامر: ماشى … خلاص أهو …
طارق: ما تفوق كدة يا أبنى …. العملية دى مهمة ومحتاجه تركيز …. هم يومين نخلصهم ونرجع منصورين ….
سامر: أنا معنديش مشكلة … بس كان فيه زيارة نفسى أعملها بس الظاهر ماليش نصيب …
(طارق) وهو يضع كفه على كتف (سامر) بقوة …
طارق: كل حاجة محلوله بس نرجع بالسلامة …. المداهمة النهاردة على تجار سلاح فى الصحراء مش حاجة سهلة … لو مش حتبقى فى تركيزك بلاش تيجي ….
سامر: لا متقلقش … جاهز يا (طارق) ..
طارق: على بركة الله ….
___________________________________________
بعد مرور ثلاثة أيام ……
المستشفى …..
نهال…
قضت (نهال) معظم وقتها فى قراءة كتب الكمبيوتر والبرمجة لتستعد للإختبار الذى ستخضع إليه بعد شهر ….
زاد تفكيرها بـ(هشام) يومًا بعد يوم أحبت وجود (هشام) فى حياتها فهو يطل عليها ولو من بعيد ..
تعلقت بمروره اليومى وبإهتمامه بها …
لم يدور بينهم أى حوار بعد ذلك اليوم لكنه يمر مرورًا عابرًا فى طريقه إلى الجريدة ….
ذلك المرور الذى تنتظره بنافذتها كل صباح ومساء …
دقت الساعه الثامنه لتتلهف (نهال) واقفة تطل من نافذتها تنتظر مروره فهذا موعده ….
أقبل (هشام) فى طريقه وإقترب من المستشفى وها هى تراه يتقدم خطوة بخطوة وهو يرفع رأسه لينظر بإتجاهها وهى تنتظره كالعادة …
دق قلبها بسعادة لرؤيته لكن دقات قلبها تتسارع وهى تراه مقتربًا من المستشفى دالفا إلى داخلها ….
إزداد حماسها وتوترها بذات الوقت لتهرول بإتجاه باب الغرفة لتراه مقبلاً نحو غرفتها يعلو وجهه تلك الإبتسامة الساحرة التى خطفت أنفاسها …
بينما إضطرب (هشام) لوجوده مع تلك الألماسة الساحرة ليتقدم قاطعًا هذا الصمت بالحديث مباشرة لإزاله ذلك التوتر بينهما ….
هشام: صباح الخير ….
نهال:صباح الخير …
هشام: أخبارك إيه .. ؟!
نهال بخجل: كويسه …
هشام: إتأخرت عليكِ أنا عارف بس معرفتش أوصل لصاحب البيت غير إمبارح بس …. وإتفقت لك معاه تاخدى الشقة الأستوديو إللي فى أول دور … هى أصلاً فيها فرش بسيط وإن شاء الله نجيب شوية حاجات كمان وتبقى مناسبة ليكِ جدا …
نهال: لكن أنااااا…..
هشام بجدية: مش حتفضلي طول عمرك قاعدة فى المستشفى … وأنا إتفقت لك خلاص وظبطت لك كل حاجة … مش عايز نقاش ….
لم تصدق (نهال) أن (هشام) فعل ذلك من أجلها فهذه أول مرة بحياتها يعدها أحدهم بشيء ويحققه لها …
هو بالفعل أخبرها ذلك منذ بضعة أيام بالمركز لكنها لم تكن متأكده بداخلها من أنه سيقوم بذلك بالفعل …
ظنت أنها طريقة للتحدث إليها لا أكثر ولا أقل ، لكنه اليوم يفى بوعده وينقلها لمرحلة جديدة من حياتها …….
نهال : أيوة بس…ااااا. ….. !!!!!
هشام مقاطعًا : خلاص …. خلص الكلام ….بكره حعدي عليكِ عشان تروحي بيتك الجديد عقبال ما أظبط شوية حاجات النهاردة فى الشقة …..
نهال بدون وعى: إن شاء الله ….
نظر (هشام) نحوها كما لو كان يود قول شيء آخر لكنه لم يتكلم بل إستأذن منها ورحل ….
نهال لنفسها ” هو أنا ليه مأصرتش عليه … ليه بكون معنديش إرادة وهو بيتكلم … وكأنى مبسوطة وهو بيعمل كدة عشاني …”
خرج (هشام) من المستشفى وفى داخله إحساس غريب فهو عندما يكون قريبًا منها وكأن كل شئ حولهما يختفى تمامًا وتبقى هى فقط أمام عينيه …
لم يكن مصدقًا لنفسه وهو يشعر بنبضات قلبه تتحرك نحوها من قبل أن يراها بالفعل ، أحبها من كلماتها وزاد حبه وتعلقه بها عند رؤيتها …
ومن لا يحب تلك البريئة كالملائكة ….
____________________________________________
سامر وطارق….
عادا من المأمورية التى كلفا بها مع فريق كامل من العساكر والضباط والقناصين بعد أن تم القبض على شبكة التهريب كاملة والزج بهم بالسجن ….
طارق: خلاص يا باشا … إفراج .. روح بقى زيارتك المتأجلة ….
سامر: أنت بتقول فيها …. حالاً …. أروح بس أطمنهم عليا فى البيت وعلى عمى عدل ….
طارق مبتسماً : متضيعش الفرصة دى من إيدك بقى …
سامر: بس تخلص عدتها ووالله ما حصبر نهائي …. وحتشوف …
طارق: صح كدة …. يلا … نروح نرتاح بقى ….
سامر بتساؤل: بس ترتاح …؟؟؟ مش عايز تطمن على حد معين أنت كمان …؟؟!
وغمز (سامر) بعينه لـ(طارق) الذى إبتسم بضيق وأخفى شعوره الذى لا يريد إظهاره لـ(سامر) فماذا سيقول له ….
تذكر (طارق) ليلة سفره لتلك المداهمة حين إتصل بـ(هايدى) يبلغها فربما يرى منها أى لهفة أو إهتمام به وكأنه يشحذ ذلك منها …
وكان ردها بمنتهى البرود قائله…
(هايدى: اه تمام تمام .. خلاص حخلي (رقيه) تعدي عليا نروح سوا الكلية عشان عربيتي عطلانه ولما ترجع إبقى قولي عشان نبقى نروح سوا زى كل يوم ..)
لم يكن إهتمامها به سوى إهتمامها بسائقها الخاص وليس بخطيبها …..
أراد بالفعل أن يشعر بتلك اللهفة التى يشعر بها (سامر) تجاه (حوريه) …
أو بذلك الموت المغلف بطعم الحياة التى يعيشها (علاء) …
لكنه لم يتوصل إلى أى إحساس منهما قط … بل إنه بدونها سيكون أفضل بكثير ….
إنتبه (طارق) لحديث (سامر) يحثه على الذهاب للراحة ليومئ له بالموافقة قبل أن يغادرا المكتب …

google-playkhamsatmostaqltradent