Ads by Google X

رواية عشقي الابدي الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم شيماء يوسف

الصفحة الرئيسية

 رواية عشقي الابدي الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم شيماء يوسف 


الفصل الثانى والعشرون..

قضت اسيا ليلتها تلك وهى تبكى داخل غرفتها بصمت ، امامها اقل من اثنى عشر ساعه قبل ان تنقلب حياتها رأساً على عقب ، هى تعلم جيداً ان ليس لها امامها فرصه للاختيار  ، هى من وضعت خالد فى تلك اللعبه وهى من ستخرجه منها ، كان تأنيب والدتها لها صحيحاً كيف استطاعت وهى ادرى الناس بمراد ان تلعب معه تلك اللعبه دون الانتباه لعواقبها ، تأففت بيأس لقد فات اوان الندم ، يجب تصحيح خطئها وحمايه مستقبل خالد من الدمار ، ستوافق على طلب مراد وينتهى الامر ، لعنت نفسها بصمت وهى تقفز من فوق الفراش لتقف امام المرأه ، كانت تنظر إلى انعكاس صورتها الان تواجه نفسها وقلبها ، هل وافقت على طلبه فقط من اجل مستقبل خالد ؟!!، يمكنها المحاربة ، يمكنها نفى كل اتهاماته واثبات ان اسيا ليس ابنته ، يوجد اكثر من حل لتلك الورطه ولكن الشئ الوحيد الذى عجزت عن إيجاد حل له هو ضعفها تجاهه ، قلبها مرحب بفكره العوده له بقوه برغم كل تحذيرات عقلها ، كانت تعلم انها تسير الان إلى فخه مره اخرى مثل الفراشه التى تحلق حول النار .. 

.....................

فى الثامنه الا دقيقه واحده كان يجلس مراد بأسترخاء خلف مكتبه يرتدى بذله زرقاء وشعره مصفف إلى الوراء فكان يبدو وسيماً بشكل مدمر ، نظر إلى ساعه يده فوجدها تشير للثامنه ، عقد حاجبيه معاً فهو يجلس هنا منذ السابعه صباحاً ينتظر هجومها فى اى دقيقه ، لا احد يعلم اسيا جيداً اكثر منه ولذلك يعلم انها لا تستطيع ترك اى انسان يمر بأذى وخصوصاً ان كانت تحبه ، كانت طريقته فظه اعترف لنفسه بذلك ولكنها الطريقه الوحيده التى امامه ، كان غارقاً فى تلك الافكار عندما سمع باب غرفته يفتح بعنف دون طرق فلوى فمه بنصف أبتسامه مستمتعاً بنوبتها الغاضبه  
وقفت امامه تستند بكلتا ذراعيها على مكتبه تنظر والغضب يملؤ وجهها اما هو فمازال يجلس بأسترخاء فى مقعده يضع احد الاقلام بين أصابعه بعبث به بلا مبالاه وهو ينظر إليها رافعاً احدى حاجبيه بتحدى 
اسيا: متفتكرش انى موجوده هنا عشان عرضك المجنون ده !! الحاجه الوحيده اللى مخليانى اكون هنا دلوقتى هو عشان الأنسان اللى بحبه ,  لكن ده ميمنعش انى موافقه بشرط واحد .. 
تحول استمتاع مراد لغضب عن سماع اعترافها بالحب لذلك المدعو خالد فقفز من مقعده يقف امامها ونبرته مليئة بالتهديد يضغط على كل حرف يخرج منه :
-: بيتهيألى انك مش فى وضع يسمحلك ابداً تحطى اى شروط .. 
لوت فمها بسخريه قبل ان تجيبه :
:- عارفه ده كويس ورغم كده مش شايفه ان دى حاجه تدعوك للفخر .  وبعدين اسمعه يمكن يتوافق مع خططك كمان ..
تحرك مراد يستند بجسده على المكتب وهو يقعد ذراعيه معاً امامه ثم نظر بأهتمام : 
:- تمام , اتفضلى قوليه سامعك ..
اسيا : مش انت قلت ان الجواز ده عشان اسو يبقى ليها اب !!؟،.. 
مراد : ايوه بالظبط .. 
اسيا : طيب تمام يعنى انت مش مستنى حاجه من جوازنا ده ,  وانا كمان مش مستنيه منه حاجه عشان كده مش هيكون اكتر من جواز على الورق بس ,  طبعاً وهحافظ على شكله قدام المجتمع عشان خاطر بنتى , بس بينا نكون عارفين انه على الورق وبس .. 
أنهت اسيا حديثها وانتظرت رد فعله لكنه لم يعقب ، وقف حوالى دقيقه ينظر إليها مفكراً أقسمت لنفسها انها لمحت الغضب فى نظرته  قبل ان يمد شفتيه بعدم اهتمام و يجيبها بنبره خاليه :
-: مش محتاجه تطلبى طلب زى ده ,  صدقينى اخر حاجه ممكن اعملها انى اقرب من واحده رفضانى .. 
اسيا مندهشه : يعنى انت موافق ؟!!!!
مراد وهو يلوى فم متشدقاً : 
:- طبعاً , زى ما قلتلك عمرى ما هقربلك غير لما انتى تكونى عايزه ده .. 
شعرت بالحرج من طريقه نطقه لجملته الاخيره ولكنها تجاهلت كل ذلك 
مراد : تمام , اعملى حسابك كتب الكتاب كمان يومين .. 
شهقت بقلق : يومين ايه لا مستحيل طبعاً .. 
رفع حاجبه مستنكراً :
-: ليه مستحيل !! انا هقوم بكل الترتيبات مش محتاج اكتر من توقيعك .. 
ثم أضاف ساخراً :
"- وطبعاً انك  متهربيش يوم الفرح .. 
تجاهلت تعليقه الاخير :
-: انت مدرك انى محتاجه أمهد لاسو الاول ده غير ماما والدكتور طارق غير ترتيبات المستشفى .. 
قاطعها بنفاذ صبر : 
-: بالنسبه لآسيا : بليل هنقولها سوا وده اللى يهمنى , اما والدتك والباقى قدامك يومين تقوليلهم فيهم بيتهيألى مش هتحتاجى وقت اكتر من كده , وبالنسبه للمستشفى انا هرتبلك كل حاجه متشغليش نفسك بيها ,  ودلوقتى تقدرى تتفضلى على شغلك .. 
شعرت بالغضب من وقاحته فى إنهاء الحوار بينهم ، كانت تريد التعليق على وقاحته ولكنها عدلت عن ذلك فخرجت تصفع الباب خلفها بعنف دون ان تلتفت إليه .
بعد ساعه من الجلوس فى مكتبها دون حراك قررت البدء فى اولى مواجهتها ، ذهبت إلى الدكتور طارق لتخبره وهى تتوقع اعتراضه ولكن لدهشتها وافق على الفور يهنئها بسعاده دون السؤال عن اية تفاصيل ، اما عن عائشه فكانت تصرخ من السعاده طالبه منها كل التفاصيل فتحججت اسيا بالعمل ووعدتها أخبارها كل التفاصيل لاحقاً . 
فى المساء جاء دور اسو لإخبارها ، التى كانت تقفز من الفرح وهى تسأل مراد بتلقائيه :
-: يعنى انا دلوقتى اقدر اقولك بابى ؟!،.. 
هز مراد لها موافقاً 
اكملت  والحماس يخنق نبرتها : 
:- وهنخرج سوا ونروح نخيم سوا زى مريم صاحبتى وبباها ؟!.. 
حملها مراد بدلال وهو يقبلها :
:- هنعمل كل اللى نفسك فيه .. 
صفقت فرحاً وهى تركض اتجاه والدتها تحتضنها بحب : 
-: مامى انا فرحانه ان مراد هو اللى هيكون بابى .. 
بأدلتها اسيا ابتسامتها المشرفه بسعاده ففى تلك الثواني تناست كل قلقها ولم تفكر الا فى سعاده طفلتها الواضحه امام عينيها . 
..........
فى الصباح التالى كانت تجلس امام مائده فطور والدتها فاليوم هو عطلتها وقررت الذهاب باكراً ومواجهه والدتها ، بعد انتهاء الفطور طلبت اسيا من اسو الذهاب الى حديقه المنزل للعب بداخلها  فأطاعتها على الفور ، استدارت تواجهه كل من والدتها والسيد كمال ثم تحدثت على الفور مسرعه :
-: انا ومراد قررنا نرجع لبعض بكره .. 
ساد الصمت أركان الغرفه من الصدمه وكان السيد كمال اول من تحدث بهدوء: 
-: اسيا يا بنتى , متاكده من قرارك ده ؟!.. 
هزت اسيا راسها له بأيجاب  
السيد كمال : انا عارف انه قرار مش سهل وخصوصاً فى وجود طفله بينكم , بس متاكده انك فكرتى كويس وحتى لو فكرتى كويس ليه السرعه دى ؟.. 
اجابته اسيا كاذبه :
-: ماحضرتك قلت عشان اسيا يبقى ليه نأجل ؟! .. 
كانت السيده جميله تنظر إليها متشككه قبل ان تتحدث :
-: افهم من كلامك ده انه عرف ان اسيا بنته ؟! 
هزت اسيا راسها نافيه 
اضافت السيده جميله :
-: يعنى هترجعوا لبعض بكره وهو لحد دلوقتى ميعرفش انها بنته !!! اسيا انتى بتعملى ايه بالظبط انا مش فهماكى !! انتى بتلعبى بيه وبنتك !! .. 
تحدثت اسيا على الفور كاذبه : 
-: لا يا ماما مش بلعب بيه هو عرض عليا الجواز وانا وافقت عشان شفت حب اسيا فى عيونه من غير ما يعرف انها بنته وكمان عشان اسيا طلبت منه ان يحضر معاها يوم الآباء ساعتها مقدرتش ارفض طلبه ,  مقلتلهوش لدلوقتى عشان لسه قلقانه , خايفه ميكونش عايزنى ولما يعرف ان اسيا بنته ومن حقه ياخدها منى ..
السيده جميله : يعنى ناويه تقوليله امتى ؟! . 
اسيا : محتاجه اطمن , هى دى كل الحكايه محتاجه وقت مش اكتر واوعدك انى اول ما اطمن هقوله على طول ,  بس لحد الوقت ده بترجاكى متقوليش اى حاجه .. 
نظرت اسيا إلى السيد كمال مستعطفه فتتدخل على الفور :
-: جميله .. اديها شويه وقت وسبيها تقرر هتعمل ايه فى بنتها اسيا كبيره وعاقله ..
السيده جميله : 
:- انا بس قلقانه عليها وقلقانه ترجع تعيش نفس التجربه تانى ,  مش مستعده اشوفها بتموت قدام عينى تانى يا كمال , رغم انى موافقه انه يعرف انها بنته وان اسو متنحرمش منه بس مش بالسرعه دى ولا انها تفضل مخبيه عليه , وبعدين ليه بكره خدى وقتك وقررى .
لن تستطيع البوح لها بما ينتظر خالد اذا رفضت ذلك العرض فهى وحدها من ستتحمل عواقب ادخاله فى لعبتها لذلك اجابتها كاذبه :
:- زى ما قلتلك مادام قررنا ناخد الخطوه يبقى ليه التأجيل ؟!, اسو مبسوطه وهى معاه وده يكفينى.. 
تنهدت والدتها بقلق قبل ان تضيف : 
-: انتى بتضحكى عليا يا اسيا ولا على نفسك ,  انا عارفه سبب سرعتك ده كويس .. 
اخفضت اسيا راسها تشعر بالخجل من حديث والدتها وواقعيته ، فى اللحظه التاليه دخلت اسو مسرعه تحتضن جدتها وهى تتحدث بسعاده :
-يا نينا ,, انا نسيت اقولك انا بابى مراد هيحضر معايا يوم الابهات عرفتى , انتى عارفه ان دى اول مره هيكون عندى بابى ويجى معايا ,, انتى عارفه كمان ان هو هيعيش معانا وهنعمل كل حاجه سوا زى مريم صاحبتى  .. 
سألتها جدتها بتأثر :
-انتى فرحانه يا اسو ؟،.. 
ردت على الفور وهى تبتلع لعابها :
-: اوى يا نينا , امممم , انتى عارفه انى فرحانه عشان مراد هو اللى هيكون بابى مش حد تانى .. 
تنهدت السيده جميله بألم وهى تنظر فى اتجاه اسيا التى تحركت فوراً تمسك احدى يديها متوسله قبل ان تسألها :
-ماما ,, هتكونى معايا بكره ؟ 
تنهدت السيده جميله باستسلام قبل ان تجيبها :
-: يارب يكون ده القرار الصح ليكى وليها .. 
احتضنتها اسيا بعمق والدموع تخنق نبرتها قبل ان تقول: 
 -: شكراً انك فهمتينى .. 

.. جاء الموعد سريعاً ، كانت اسيا ترتدى بدله بيضاء اللون قد ارسلها مراد لها فى الليله السابقه ، اما عن شعرها وضعت به طوق بسيط من الورد مع قليل من المكياج كانت تبدو رائعه وهى تجلس بجواره الان ، اما مراد فقد ارتدى بذله سوداء رائعه أظهرت تناسق جسده ووسامته ، لم يحضر عقد القران سوى والدتها والسيد كمال وعائشه والدكتور مراد وزوجته وبالطبع اسو التى كانت تقفز فرحاً طوال الوقت ، تمت الإجراءات سريعاً ليعلن القاضى انهم أصبحوا الان زوجاً وزوجه ، قام مراد من مقعده يمسك يدها برسميه ثم وضع بداخل إصبعها خاتم كبير من الألماس كان يخطف الانفاس من رقته شهقت عند رؤيته  وقام بتقبيل  شعرها وجبهتها قبل ان يفلتها ويلتفت يحمل اسو ويقبلها هى الاخرى ثم امسك يد اسيا مره اخرى يحتضنها بقوه يقودها إلى الخارج.

  •تابع الفصل التالي "رواية عشقي الابدي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent