رواية ذكريات مجهولة الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم قوت القلوب
« نزهه … »
أميمه …
لم يكن ينقصها توتر عائله (علاء) بل يكفيها ذلك الصراع بداخلها ، صراع قوى بين قلبها الذى إشتاق له وبين عقلها الرافض لفكرة الرضوخ لشخص باعها بأول فرصه …
بعد موقف (أم علاء) الأخير وتصدى (علاء) لها أمام عينيها ، وكلمات تلك الحرباء (هند) والذى تأكدت منه من (علاء) نفسه ، وإصرارها على إنهاء هذا الطلاق المعلق بينهم لم تستطع (أميمه) أن تخرج من شقتها بل فضلت بقائها لبعض الوقت تراجع نفسها وحساباتها مرة أخرى ….
كما أنها ليست لها طاقه بمقابله أحد من أهلها والتصنع بالمجامله والإبتسام وكأن شيئاً لم يكن …
ألتوى (يامن) غاضباً و حزن بأحد أركان غرفه المعيشه متكتفاً يرفض التحدث ل(أميمه) إطلاقاً …
لتقترب منه (أميمه) محايله إياه تستجدى إرضائه …
أميمه: خلاص بقى يا (مينو) …. بلاش كدة …
يامن: لا … أنا عاوز آنآ (توتشا) تانى أنا زهقت من هنا .. أنتى كمان بتزعلى كتير … حتى بابى مش بييحى معانا زى ما كنت عاوز ….
اميمه: طيب إيه رأيك نخرج بكرة ….؟!!
يامن بفرحه : حنروح فين …؟!!
اميمه: أمممم ..نروح الملاهى .. ها إيه رأيك..؟!
يامن: أيوة أيوة … أنا عاوز أروح الملاهى …
اميمه: طيب نهدا بقى وأوعدك بكرة نروح الملاهى وننبسط أوى …
يامن: أيوة يا مامى ….. أنا مبسوط كدة ….
إحتضنت (أميمه) (يامن) بحنان فهو ياقوتتها الغاليه ولن تسمح بما تمر به من مشاكل مع (علاء) وأهله أن توثر على هذا الصغير الذى يبدو أنه تأثر بالفعل مما حدث….
___________________________________________
هند….
جلست بغرفتها تكمل محادثتها الهاتفيه وهى تقطع بتلات الزهرة واحده تلو الأخرى بعصبيه دون أن تدرى أنها تقتلها وتزيدها قبحاً بتمرير تلك الأصابع القاسيه عليها …
هند: هاااااا …. فهمت يا (محمد) ولا إيه … ؟؟!
محمد: ماشى يا أبله (هند) … بس دى مش شغلتى وأنتى عارفه …؟!!
هند بإحتقار : (محمد) …!!! إنت حتعملهم عليا ولا إيه… ؟!! الله …… هى أول مرة ….. ما إحنا ياما عملنا شغل مع بعض … وبتستفاد كويس أوى على فكرة ولا ناسى ….؟!!
محمد برضوخ : هو أنا قلت حاجه يا أبله (هند) … خلاص ماشى … إعتبريه حصل … وأخبارها بالتفصيل حتبقى عندك أول بأول …
هند: الله ينور عليك …. وأنا مستنيه تليفونك يوم بيوم تقولى إللى بيحصل … فاهم …
محمد: طب مفيش حاجه كدة تحت الحساب .. أحسن الدنيا واقفه معايا خالص يا أبله …
هند بنفور : اللهم طولك يا روح …. بكرة يا (محمد) …. بكرة ….
محمد: ماشى يا أبله .. عنينا ليكى …
أغلقت هاتفها بعصبيه وهى تردف بتذمر …
هند: لما اشوف أخرتها معاكى يا (أميمه) …..
___________________________________________
فى اليوم التالى…
إستيقظ (يامن) بنشاط كبير بوقت مبكر جداً وأخذ يوقظ والدته حتى يذهبا إلى مدينه الملاهي كما وعدته بالأمس …..
أميمه بتثاقل: إيه يا (مينو) ؟!! … صاحى بدرى أوى كدة ليه … ؟!!
يامن: يلا نروح الملاهى …
اميمه: لسه بدرى يا (مينو) … تعالى نام شويه ونصحى نروح على طول …
يامن: أنا زهقت نوم بقى ….
أميمه بتملل: طيب تعالى نفطر وبعدين نشوف … دلوقتى بدرى أوى …. لسه يا (مينو) مفتحوش الباب …
يامن بيأس مستسلماً : كل دة ولسه مفتوحوش الباب … طيب …
جلس (يامن) بقله صبر وقد عقد ذراعيه بحزن لإستسلامه لحديث والدته بالإنتظار بينما إبتسمت (إميمه) على قله صبر ولدها وجلسته تلك التى يشبه بها (علاء) حرفياً …
____________________________________________
هشام….
إستيقظ بنشاط وسعادة جالساً على مكتبه ليبدأ بتدوين كل الأحداث التى تحدث بينه وبين (نهال) بالتفصيل بدفتر ذكرياتها القديم ….
عبر بكلماته عن مدى سعادته الغامره بإقتراب يوم زفافهم بعد بضعه أيام ليتوج حبهما الرائع بالزواج …
لكن قرر أولاً بالذهاب إلى عنوان خال (نهال) ليشهد على عقد الزواج ويكون ولياً لها ….
__________________________________________
نهال….
لم تدرك ما عليها فعله وتجهيزه لكنها أبلغت (سلمى) بزواجها لتسعد لها جداً بهذا التغير الكبير بحياتها وإستقرارها بزواجها من (هشام) الذى أحبته (نهال) بالفعل وتعلقت به بشدة كما روت لها (نهال) ….
__________________________________________
علاء…..
لم يستطع النوم مطلقاً ليقطع الغرفه مجيئاً وذهاباً من شدة قلقه وتوتره ليجلس بقوة زافراً بحدة وهو يعقد ذراعيه أمام صدره بضيق قاضباً حاجبيه بقوة ….
علاء: لا اااا بقى أنا مش حقعد كدة متكتف …. أنا لازم أشوف (سامر) ناوى على إيه …. مش معقول كدة ….
ليتصل بأخيه مستفسراً منه عما سيفعله مع (أميمه) ومتى سيذهب إليها ليحثه على الذهاب الآن على الفور وسط تملل (سامر) من تسرع أخيه لكنه يتفهم لهفته بالفعل …..
___________________________________________
اميمه….
بعد إلحاح (يامن) الشديد إضطرت للتجهز بهذا الصباح الباكر مصطحبه (يامن) بيدها متجهين إلى مدينه الملاهي كما وعدته بالأمس ….
أغلقت باب شقتها جيداً خارجه من البنايه وهى ممسكه بيد (يامن) الصغيرة وهو يقفز فرحاً من فرط سعادته بذهابه إلى الملاهى ….
وقبل أن تتحرك أوقفها (سامر) الذى لم تره منذ عودتها إلى القاهرة فهذه أول مرة تلتقى به لتحاول السيطرة على إنفعالاتها ظناً منها أنه سيقابلها بنفس مقابله والدته وأخته من قبل …..
تجهمت ملامحها عند رؤيته يقترب نحوها فى عجاله ، فمن الواضح أنه يقصدها وأتى إليها متعمداً وليس بمحض الصدفة …..
سامر: (اميمه) …. إزيك …حمد الله على السلامه ولو إنها متأخرة …. بس ظروف الشغل بقى ….
اميمه بتوجس: الحمد لله … عادى يا (سامر) ….
سامر : كنت عايز أتكلم معاكى ضرورى ….
أميمه بحده: بص يا (سامر) … أنا مش مستحمله كلام تانى وأنا مطلبتش من (علاء) أننا نرجع … أنا أصلاً طلبت منه يطلقنى فإرحمونى بقى وكفايه لحد كدة ….!!!
سامر بعدم فهم : قصدك إيه أنا مش فاهم حاجه ؟!! … وأنا حكون عاوز إنك تسيبى (علاء) وتطلقى ليه ؟!! … أنا نفسى ترجعوا زى الأول وأحسن …
اميمه بتعجب: نرجع …. !!!! على فكرة أنتوا لخبطونى جداً ومش فاهماكم بصراحه ….. عموماً سبونى فى حالى أنا وإبنى ….
هنا انتبه (سامر) ل(يامن) إبن أخيه ونظر إليه بحب وهو يراه نسخه مصغره من أخيه (علاء) ويشبههم كثيراً فى صغرهم …
ركز (سامر) جاثياً على إحدى ركبتيه مقترباً من (يامن) ….
سامر: أنت (يامن) …. أنا عمو (سامر) … أخو بابا (علاء) ….
يامن: عموووو …. عينك زرقاء زى بابا أهو …
سامر ضاحكا: أيوة … زيك وزى بابا … تعالى حبيبى … تعالى ..
فتح (سامر) ذراعيه على وسعهما يحتضن (يامن) إبن أخيه بحب ف(يامن) أول حفيد بعائلتهم …
كم يشبههم كثيراً هو و(علاء) ، كم يبدو طفلاً لطيفاً وعفوياً ، فالطالما أحب الأطفال جداً …..
شعرت (أميمه) ببعض الراحه من لقاء (سامر) ب(يامن) ، فالطالما كان (سامر) محباً حنوناً كأخ صغير لها ول(علاء) ….
(سامر) وهو ينهض ناظراً نحو (اميمه) مستكملاً حديثه إليها وهو مازال حاملاً (يامن) على ذراعه ….
سامر: بصى يا (أميمه) …. أنا عايز أوضح لك شويه حاجات بعدها أنتى قررى إللى أنتى عايزاه ولو أنى متأكد إنك حتسامحى (علاء) بعدها ….
اميمه: لو سمحت يا (سامر) أنا مش عايزة أسمع ..
سامر مقاطعاً : (علاء) كان بيموت .. كان مريض ….
اميمه بصدمه : موت إيه ومريض إيه.. ؟! إمتى ده و إزاى ….؟!!
سامر: (علاء) عرف أنه مريض وعنده ورم سرطانى ولأنه عارف إنتى قد إيه مرتبطه بيه ومتعلقه بيه وإن أنت حتتأثرى أوى من بَعده لو مات …… فكر أنه يبعدك عنه بالقسوة دى عشان متتعبيش فى بُعده … إنتوا كنتوا متعلقين أوى ببعض ….فإضطر يمثل عليكى الخيانه عشان تبعدى عنه وطبعاً دى كانت فكرة (هند) لأنها عرفت بالصدفه تعبه من الدكتورة صاحبتها إللى عملت التحليل ل(علاء) ….
اميمه بعدم تصديق: أنت بتقول إيه….؟؟ إستحاله طبعاً … أنا شايفاه بعنيا … إحترموا ذكائى شويه … يقول إنه غلط اه … بس ملهاش لازمه القصه دى كلها ….
سامر :بس أنا معايا كل إللى يثبت كلامى دة …
اميمه: إيه …..؟!!!!!!
سامر : بالنسبه للتحاليل دى سهله جداً وموجودة فعلاً لكن إللى حيثبت لك إتفاق (هند) و(علاء) معايا …..
أنزل (سامر) (يامن) من فوق ذراعه ليقف الصغير إلى جوار أمه بينما أخرج (سامر) هاتف (علاء) المحطم من جيبه قائلاً ….
سامر: دة تليفون (علاء) القديم إللى كنتى جايباهوله فى عيد ميلاده فاكره….؟!! للأسف كان إنكسر وهو عليه كل حاجه عشان اليوم دة ولسه يا دوب متصلح إمبارح …. شوفى كدة ….
أمسكت (اميمه) الهاتف تقلب به بذهول …
وجدت عدة صور لتقارير طبيه وأشعه تثبت مرض (علاء) بنفس توقيت معرفتها بخيانته لها …
كما وجدت فيديو ل(هند( و(علاء) بنفس الوقت والملابس يتحدثان عن ما سيقومان به من تمثيليه لإبعاد (أميمه) عن (علاء) حتى لا تتأثر بفقدانه ذلك المصير المحتوم لذلك المرض ….
كذلك وجدت حوار بتاريخ ذلك اليوم بين (هند) و(علاء) وإتفاقهم على مقابلتهم بالفندق وإرسال رساله ل(أميمه) من رقم غريب لتصدق تماماً خيانته لها …..
كل شئ بنفس التاريخ والأحداث القديمه ….
هل فعل ذلك بالفعل ليبعدها عنه وأنه لم يخونها مطلقاً …. مجرد تمثيليه لتبتعد هى عنه ويبقى هو بمفرده يصارع هذا المرض اللعين ….
ألهذا لم يلحق بها قبل مغادرتها وسفرها …. أكان يقصد ذلك أيضاً ….
اميمه بذهول : (علاء) كان مريض سرطان ….!!!!
سامر: أيوة …. قعد سنتين علاج والحمد لله قدر يهزم المرض ويرجع زى الأول وأحسن ….. حاول كتير أوى لما إتعالج أنه يدور عليكى … قلب الدنيا كلها ومعرفش مكانك ….
اميمه: ليه … يعمل كدة ليه ……؟!!
سامر: عشان انــ……
قاطعهم (علاء) ناظراً بعيناه العاشقتان ل(أميمه)…..
علاء: مكنتش حقدر أشوفك بتتعذبى وأنا بموت جنبك ….. مكنتش عايز أشوف الحزن فى عنيكى …
اميمه بلوم: تقوم توجعنى كل السنين دى وأنا فاكراك بتخونى ومبقتش تحبنى …. وليه تتعب وتكون لوحدك … ليه مادتنيش الفرصه أنى أكون جنبك فى تعبك …. ليه كنت أنانى كدة وأخدت قرارك لوحدك …
علاء بندم : قرار غلط دفعت تمنه خمس سنين بحالهم وأنا بتعذب وأنتى بعيد عنى ومش عارف لك طريق ….
أميمه معاتبه: ليه يا (علاء)؟!! … ليه تعمل فينا كدة …. ليه تفرقنا بالصورة دى …. أنت فاكر لما أفتكر إنك بتخونى حعيش حياتى عادى و أنساك …. أنت ساكن فى روحى يا (علاء) …. ليه حكمت عليا بالصورة دى وبعدتنى عنك فـ أكتر وقت كنت محتاجنى جنبك ….
علاء: عشان بحبك …. يمكن وقتها مكنتش عايز أشوف حزنك لكن لما بعدتى أوى كدة … حسيت أن الموت أرحم لى …. الدنيا من غيرك مالهاش لازمه بالنسبه لى …
اميمه: وليه والدتك واختك متضايقين منى أنا كدة … ؟!!
علاء: لما عرفوا أنى مريض وإفتكروا إنك لما عرفتى بمرضى سبتينى ومشيتى وأنا مكنتش قادر أوضح اللى عملناه أنا و(هند) … كنت تعبان جداً من المرض ومن فراقك ….
اميمه: أنا فهمت دلوقتى ….
علاء: أرجوكى سامحينى …. أنا غلطت … لكن بحبك ….
اميمه: حرمتنى منك كل دة من غير سبب … إتحرمت من إنك تعرف أن ليك إبن ، وأنه يتولد وسطينا .. إحنا خسرنا كتير أوى …
علاء: يلا نرجع زى الأول ووعد منى أعوضك عن كل إللى فات …. ونربى إبننا وسطنا .. سامحينى يا (أميمه) …..
سمحت وقتها فقط لدموعها بالإنهمار باكيه فراقهم الطويل وإشتياقها له ، ليقترب (علاء) منها ماسحاً بإبهامه دموعها التى آلمت روحه وقلبه …
علاء هامساً : سامحينى حبيبتى…. سامحينى …
لتريح (أميمه) رأسها على كتف (علاء) ملقيه بآلام سنوات الشقاء الماضيه ..
يامن: وبعدين بقى …. أنا عايز أروح الملاهى بقى حتقفل الباب ….!!!
ضحك كلاً من (أميمه) و(علاء) على عفويه (يامن) ليحمله (علاء) بحب ….
علاء: يلا بينا نروح الملاهى ….
ثم أمسك بكفه القوى كف (أميمه) الرقيق ضاغطاً بقوة عليه باعثاً لها برساله إشتياقه لها لتنكس رأسها بخجل وإبتسامه خجله فوق شفاهها ليذهبا ثلاثتهم إلى مدينه الملاهي …..
___________________________________________
سامر….
فور وصول (علاء) إنسحب (سامر) بهدوء تاركاً لهم الحريه فى الحديث والعتاب ليعود إلى مكتبه منتظراً بشوق لحظه تجمعه ب(حوريه) مثلما إجتمع (علاء) ب(أميمه) …..
__________________________________________
هند…..
إستيقظت (هند) على مكالمه من (محمد) لتنتفض مسرعه بالإجابة على هاتفها ….
هند بتساؤل : خير يا (محمد) …؟!!!
محمد: أيوة يا أبله (هند) … (سامر) بيه و(علاء) بيه جم للست (أميمه) وشكلهم إصطلحوا وأخدهم (علاء) بيه وراحوا الملاهى ….
هند بحده: إييييه ….. إتصالحوا …. وأنت عرفت إزاى …..؟!
محمد: (سامر) بيه كان جايب تليفون للست (أميمه) والظاهر كدة شافت حاجات خلتها تتصالح مع (علاء) بيه …
تذكرت (هند) وقتما أقنعت (علاء) بالقيام بتلك التمثيليه لإقناع (أميمه) أن (علاء) يخونها ولم يعد يحبها ومخلص لها وإصرار (علاء) على تسجيل وتصوير كل ما قاموا به فربما يتعافى بيوم من الأيام أو تطهير لذكراه بعد رحيله ….
هند بإحباط : طيب خلاص خلاص …. إقفل دلوقتى …
محمد: طيب ..ااا …. إللى قلنا عليه …. حاجه كدة تمشى الدنيا …
(هند) بضيق من إلحاح (محمد) المستمر…
هند : طيب يا (محمد)… أروق كدة و أكلمك … سلام دلوقتى …. اوووف ….
أغلقت هاتفها بحدة وهى تحاول السيطرة على أعصابها المنفلته …..
هند: والله عال …. بقى إتصالحوا … لا لا لا … لا يمكن يعدى بالساهل كدة … يعنى إيه (علاء) حيروح منى تانى ؟!! …. لا يا ست (أميمه) دة بُعدك ….
____________________________________________
هشام….
تقابل (هشام) مع (ناجى) خال (نهال) بمنزله بعدما عرف من (نهال) عنوانه من قبل ليحضر لها مفاجأة بحضور خالها لعقد القرآن فيزيد من سعادتها بإلتفاف عائلتها بيومها المميز بدلاً من إحساسها بالوحده واليتم ….
ناجى: أيوة … أنت مين … ؟؟؟
هشام : أنا (هشام معروف) كنت عايز حضرتك فى موضوع مهم …
ناجى: إتفضل …
دلف (هشام) إلى داخل البيت حيث أشار له (ناجى) بالجلوس وسط ظهور علامات التساؤل عن سبب تواجد هذا الشاب هنا …
ناجى بفضول: خير يا أستاذ (هشام) .. أى خدمه … ؟!
هشام: والله يا عمى أنا كنت عاوز أتجوز بنت أخت حضرتك الأنسه (نهال) وكنت بطلب منك تيجى تتمم كتب الكتاب بما أن حضرتك وليها .. وطبعاً مش طالبين من حضرتك إلا إنك تشرفنا بس .. إحنا مجهزين كل حاجه …
ناجى: (نهال) مين وزفت مين …. أنا ماليش بنات إخوات .. إتكل على الله … مش باقى إلا الخدامين كمان حنحضر فرحهم …!!
هشام بغضب: أنت ليه كدة … مش كفايه ذلتها ورمتها طول السنين دى … يا أخى أتقى الله ….
ناجى بغضب: أنت جاى تدعى عليا هنا … يلا أخويا … غور أنت وهى فى ستين داهيه … ناقصه مصايبكم هى …. أمشى يلا …
هشام: أنا إللى غلطان ، كنت فاكر إنك بنى آدم وعندك قلب … بس إزاى وأنت رميتها من الأساس فى الشوارع …. بس متنساش إن ربنا منتقم … وأكيد حينتقم منك على إللى أنت عملته فيها … وأنا إللى بقولهالك أهو … هى ميشرفهاش إنك تكون وليها ولا تحضر فرحها ….
تركه (هشام) غاضبا لكنه قرر أن يعقد قرانه ب(نهال) بنفسها فهى قد تعدت السن القانونى وتستطيع تزويج نفسها فليس لديه سبيل آخر ….
__________________________________________
بيت ناجى ( خال نهال ) ….
بعد رحيل (هشام) جلس (ناجى) على الأريكة منكس رأسه واضعاً كفيه فوقها بأسى لتهل زوجته (ساميه) قائله …
ساميه: مين إللى جه يا (ناجى) ….؟؟؟
ناجى بإنكسار : دة واحد عايز يتجوز (نهال) … وكان عايزنى أحضر كتب الكتاب…
ساميه بتوجس : وحتروح …. ؟!!
إنتفض (ناجى) ثائراً من جلسته وقد تهدج صوته الذى أخذ يحتد من شدة انفعاله….
ناجى: أروح … ؟! أروح فين … ؟! أروح ل(نهال) إللى أخدتها عيله فى بيتى عشان أبقى الوصى عليها وأخد ورثها من أبوها إللى مات وبعدين رمتها خدامه للريس بتاعى فى الشغل عشان يظبطنى وياخد باله منى ….
أروح لها برجليا وأنا راميها وواكل حقها عشان تشمت فيا وفى إللى حصل لبناتى الثلاثه وكأن ربنا أخد لها حقها منى بعد إللى عملته فيها …!!!
ساميه بحزن: ده نصيبهم كدة يا ناجى مش اااا…..
ناجى مقاطعاً : لأ يا (ساميه) …. الواد ده عنده حق … ده إنتقام ربنا منى على إللى عملته معاها … واحده إتطلقت يوم فرحها بفضيحه من كتر مشيها البطال وقله تربيتها .. جوزها وأهله رموها على باب البيت فى وسط الشارع وفضحونا وطلقها ومشى وأهى مرميه فى أوضتها من يومها ومش عارفين نرفع راسنا قدام حد بعد الفضيحه دى ..
والتانيه إختلست فلوس من العهده وسرقتها وبلغوا عنها وإترمت فى السجن ..
والتالته من إللى حصل لإخواتها جوزها وأهله مسحوا بيها الأرض وكل ما تغضب نرجعها لهم تانى ما إحنا مش ناقصين تترمى هى كمان زى أختها متطلقه بعيالها دول … وأخرتها أهو جوزها وأمه كبوا عليها الجاز وولعوا فيها ومرميه فى المستشفى بين الحياه والموت …
كل ده ومش مصدقه أنه ذنب (نهال) إللى ربنا بيخلصه مننا ….
جلس بإنهيار مرة أخرى بموضعه لتجلس زوجته على المقعد المقابل له منكسه رأسها هى الأخرى بخزى وآسى وندم على ما فعلوه …
يتمنوا لو أن الزمان يعود مرة أخرى ولا يأكلوا حق تلك اليتميه ولا يقهروها ويُقسوا عليها بتلك الصورة فسبحان المنتقم الجبار …
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ذكريات مجهولة) اسم الرواية