رواية فاطمة الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم وردة وسط اشواك
رواية فاطمة الحلقة التاسعة والعشرون
اللهم صل علي محمد
فاطمة: أنا كلمت دكتور عندنا في الجامعة علي حالة ابراهيم انهاردا، في الأول ، قال ان صعب يتعالج، عشان اللي بتولد متأخر و يكبر كتير، بيبقي صعب يتعالج، بس لما، قاطعها عز: و مين قالك ، إنه مولود متأخر.
فاطمة بصدمة: هو. ابراهيم مش كدا من و هو صغير.
عز: لا، دا مكنش حد فعجله.
فاطمة: استني هنا و احكيلي، طب حنروح كافيه و احكيلك.
في الكافيه جلست فاطمة و هي متلهفة لسماع التفاصيل: أرجوك احكي بأه، أنا حيحصلي حاجة.
عز: أنا و ابراهيم تقريبا سن واحد، كنا ولاد عم و اخوات و اصحاب، بعد الثانوي قدمنا احنا الاتنين كلية شرطة و جبلنا و كنا ناجحين جدا سنة اتنين و في السنة التالتة، كنا جايين اجازة العيد الكبير، بعد ما خلصنا اجازة، و اليوم دا مفروض نمشي، اختفي ابراهيم، دورت عليه في كل حته ممكن يروحها مفيش فايدة. روحت الموقع اللي كنا بندرب فيه، أملا أنه يكون سبجني علي هناك، برده ملجتهوش، استاذنت من القادة، عشان اختفاءه ، عشان ادور عليه، كانوا زعلانين جدا، و تابعوا الموضوع بنفسهم. عدي أسبوع، و بعدين جاتنا إشارة، إن في شخص في المستشفى بنفس المواصفات غير معلوم الهوية، جرينا كلنا علي المستشفى، لجيناه، نايم و رأسه متخيطة، حد خبطه جامد علي راسه.
لما فاق، جعد يبكي زي العيال الصغيرين، عاوز امه، و بعدها لجيناه بيتصرف كيف عيل عنده ٥ سنين
اللهم صل علي محمد
كلنا انهرنا، و تخيلي اكتر واحد كان منهار و حزين عليه، كان علاء، و هو اكتر واحد كان يخدمه و يوديه للدكتور بنفسه، و يتابع علاجه ، و يجيبله كل اللي نفسه فيه، و فمرة لسه متذكرها لحد دلوك، رجع علاء و معاه ابراهيم و جعد يبكي بحسرة، و يجول آن الدكتور جال، ان ابراهيم، حيفضل كدا، و ملوش علاج، و ميأسش علاء و خده لأكثر من دكتور، من غير فايدة.
اللهم صل علي محمد
أنا كنت، مشغول بسبب كليتي، لأنها مينفعش فيها غياب، و كمان اطمنت ان معاه علاء بيتابع معاه
اللهم صل علي محمد:
لكن لما عرفت ، إن مفيش امل في علاجه، مجدرتش أكمل في الكليه من غيره، و حولت معهد إدارة أعمال، بس مع الوجت ، علاء اتغير مع ابراهيم، و بجا يعامله بطريجة وحشة، و كنت بجفله علطول.
فاطمة: طب الدكاتره شخصوا حالته إيه.
عز: أول دكتور شخصوا جال إن اللي هو فيه دا مش من الخبطة، و لكنه اتعرض لصدمة نفسية خلتوا يرجع للخلف، هروبا من الواقع.
فاطمة: و مكملتوش، مع الدكتور دا ليه. علاء اللي كان بيوديه و يجيبه.
فاطمة نظرت لتليفونها: الساعة ٤، يالله عشان ألحق أعرضه علي الدكتور.
عز و هو يضع الحساب: خايف ميبجاش في نتيجة، و تشعري بالإحباط.
فاطمة: و هي تمشي لجواره للخارج: دي محاولة و كله بإيد ربنا سبحانه و تعالي. لكن متقلقش لو محصلش نصيب لا قدر الله، في كل الحالات عمري ما حتخلي عن ابراهيم.
و هي خارجة من الكافيه، لمحت من الزجاج الملثم ينظر إليها، وقفت بصدمة و شعرت برعب، نظر لها عز: كنك حصل إيه.
نظرت مرة أخري وجدته اختفي.
فاطمة: هاه، ولا حاجة، يالله بينا.
و ركبت السيارة و هي تتلفت حولها،وقاد عز مبتعدا، فنظرت للخلف وجدته يقف و ينظر للسيارة حتي اختفت.
عز: حصل إيه، وشك مخطوف.
فاطمة: معاك ميه، عاوزة أشرب.
اللهم صل علي محمد
عز و هو يركن السيارة، ثواني أشتري زجاجة ميه
فاطمة،: لا خلاص، قربنا نوصل
عز: مش معوج. و نزل و دخل الماركت.
فوجئت بأحد يفتح السيارة و يسحبها من يدها، من صدمتها نزلت معه، و اركبها معه التاكسي، الذي يبدوا أنه منتظره، و انطلقوا.
فاقت لنفسها: انت مين، و عاوز مني إيه.
لم يرد عليها، و لكنه كان يقبض علي يده بشدة و يبدو عليه الغضب.
شعرت فاطمة بالخوف: انت موديني فين، و قبل أن تكمل، وجدت التاكسي يقف أمام العمارة، و هو ينزل و يفتح لها الباب، نزلت، و كالمرة السابقة، ركب مرة أخري و انطلق.
صعدت للأعلي كما المغيبة، دخلت الشقة و تذكرت عز، فرنت عليه، أجابها سريعا فطمأنته أنها وصلت، و ستحكي له ما حدث، فيما بعد.
اللهم صل علي محمد
دخلت حجرتها و غيرت ملابسها و خرجت من حجرتها للمطبخ، وجدت رحمة و وفاء تجلسان و يتسامرن
فاطمة: السلام عليكم، هو ابراهيم فين.
وقفت وفاء واقتربت منها، من ساعة انت ما بتمشي، بيدخل أوضة النوم يجفل علي نفسه، و معتش يطلع.
فاطمة: معقوله طب مقلتوليش ليه.
رحمة: احنا نحسب عادي
فاطمة: طب أنا حشوفه
وفاء: نجهز الغدا
فاطمة: لا، رايحين مشوار و حنتغدا بره. ذهبت لحجرة النوم لم تجده، فدخلت الأنتريه، وجدته يجلس أمام التلفاز.
فاطمة بابتسامة: السلام عليكم
ابراهيم بزعل: اتأخرتي ليه.
فاطمة: يالله الأول ورانا ميعاد للدكتور، و ححكيلك كل حاجة.
ابراهيم كان سيتكلم و لكنه تراجع، و نهض معها و ساعدته في اللبس و خرجا، بالأسفل كان عز وصل، و جري لفاطمة: حصل إيه، و إيه اللي خلاكي مشيتي.
فاطمة بتوتر: أصل حسيت اني تعبانه و حرجع، فركبت تاكسي بسرعة و جيت علي هنا، عشان مرجعش في الشارع
عز بعدم اقتناع: انتم رايحين المستشفى دلوك
فاطمة: ايوه، دعواتك، كل هذا و ابراهيم يقف صامت.
استدعي عز السائق: كان نفسي أوصلكم، لكن عندي شغل.
فاطمة: و لا يهمك، كدا تمام، و صعدا و انصرفت السيارة.
و عز ما زال واقفا، جاءه الجارد
الجارد: لو سمحت يا عز بيه في حاجة غريبة، عاوز اجولك عليها.
عز: حاجة إيه؟
الجارد: الدكتورة فاطمة جات انهاردا بتاكسي و كان واحد موصلها، مغطي وشه، مش باين منه حاجة، و شكلها كانت مرعوبة منه، و وصلها مرة قبل كدا، بس مكانتش خايفة، زي انهاردا
عز: غريبة، طب ، بعد كدا عاوزك، تمشي وراها، و لو شقته تاني، تبلغني فورا.، و صعد للأعلي. و فتح شقته، وجد نيفين نائمة أمام التلفاز. اقترب منها و جلس علي ركبته و قبلها قبله صغيرة علي فمها، استيقظت و ابتسمت : انت جيت امتي.
عز بابتسامة: لسه داخل. ثم قبلها مرة أخري و لكن أعمق.
نيفين بابتسامة: غريبة شكلك رايق
عز: أنا غلطان
نيفين: حبيبي مقصدش، بس ليك فتره، بعيد عني.
عز: تصرفاتك اللي كانت بعداني عنك، لكن الفترة اللي فاتت دي و تغيرك، رجعك ليه تاني. ها حتغدونا إيه انهاردا.
نيفين: نيجريسكوا و شوية سلطات، بس الخدامة اللي طابخة، أنا ساعدت في السلطات ، بس والله بحاول اتعلم.
عز بابتسامة: حتي لو متعلمتيش، يكفيني، انك اتغيرتي عشاني، حتغدي بسرعة، و اروح الشركة اخلص كام حاجة و ارجعلك علطول.
نيفين: ممكن تاخدني معاك أنا زهقت لوحدي،
عز: تمام، اجهزي يالله
في المستشفي بعد أن سألت عن مكتب رياض، خبطت الباب، و دخلت هي و ابراهيم.
اللهم صل علي محمد
فاطمة: السلام عليكم ورحمة الله
رياض: و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، هو دا اللي حكتيلي عنه.
فاطمة: أيوه، بس في حاجة لسه عارفاها انهاردا بس، غير اللي قولته لحضرتك.
رياض: حاجة إيه.
فاطمة: ابراهيم مش متأخر من صغره، هو حصله كدا و هو تقريبا ٢١ سنة، حصلتله حاجة خليته يهرب من الواقع.
كان ابراهيم يستمع و بدت عليه الصدمة، عندما سمعها.
رياض: و هو يقربلك إيه.
فاطمة: جوزي
اللهم صل علي محمد
صدم رياض: طب ازاي جوزك و مش عارفة الحاجات دي عنده، و هو إزاي اتجوز و هو غير مؤهل لكدا.
فاطمة: احنا متجوزين من فتره قريبة. و مكنتش أعرف عنه أي حاجة.
ابراهيم بغضب: يالله نمشي.
فاطمة: استني بس يا حبيبي، يكشف عليك و نمشي علطول.
ابراهيم مسك يدها و جذبها: يالله دلوك.
شعرت بشيئ غريب من ابراهيم.
فاطمة: طب يا دكتور، هنمشي دلوقتي عشان شكله مدايق أوي، و حقنعه و نبقي نرجع تاني.
رياض: تمام.
و خرجت فاطمة مع ابراهيم و هو يشدها ليخرج من المستشفي، في الخارج: استني بقي، إيه يا ابراهيم مالك.
ركبا السيارة، و قاد السائق
ابراهيم: متتكلميش مع الدكتور دا تاني.
فاطمة: ماله، بس. و بعدين اسلوبك في الكلام اتغيرت انت زي ما تكون. تكون
ابراهيم: عقلت
فاطمة بصدمة: انت مين.
ابراهيم: ابراهيم حبيبك ، لو حتحبيني صحيح. وصلت السيارة
نزل ابراهيم و فتح لها و جذبها من يدها و صعد بها.
دخلا شقتهما ، امسكها من يدها و دخلا حجرة نومهما.
فاطمة: انت الملثم اللي كنت بتظهرلي كل شوية.
ابراهيم: طب اهدي و اجعدي.
فاطمة: لما انت عاقل بتعمل فيه كدا ليه.
اللهم صل علي محمد
عاملي فيها المنقذ و سايبني، معرفش عنك حاجه، و من امتي مستغفلني، و و لما لمستني غصب و كنت عنيف معايا، و أنا انا مقدرتش أزعل منك قلت هزعل منك ازاي، و انت في ظروفك دي. و بكت بشده
ابراهيم: حضنها : اهدي و اسمعيني.
في منزل عبدالرحيم
عزيزة و هي تباشر الكل ينظف المنزل.
دخل عبدالرحيم: السلام عليكم
عزيزة بفرحة: و عليكم السلام ورحمة الله، هو عز جالك حييجو ميته.
عبدالرحيم: جال علي بعد بكرة، عشان فاطمة تكون خلصت محاضرات و عندها الجمعه و السبت أجازة
عزيزة: اتوحشت ابراهيم جوي.
رجية: حنضفوا شجة المرحوم يمه
عزيزة بحزن: خلصوا البيت الأول، و بعدين شجة المرحوم
ابراهيم : اني سمعتك بتجولي للدكتور انك عرفتي اني كنت عاجل جبل سابج،
فاطمة: انهاردا بس عز حكالي، رحت معاه كافيه، عشان يحكيلي عنك كل حاجة، و حكالي كل حاجة عنك، لحد اللي حصل.
ابتسم ابراهيم: طمنتيني، كنت حتجن، لما شفتك جاعدة معاه في الكافيه.
اللهم صل علي محمد
كانت تنظر له بغضب: يا برودك يا أخي.
ابراهيم: أنا بارد، الله يسامحك، ممكن تسمعيني.
فاطمة؛ اتفضل، هات ما عندك
ياخذ نفس: بصي يا ستي، يوم ما تخانجنا في شجتنا مع علاء و حاول يتعدا عليكي، ساعتها لما خبطني علي راسي و فوجئت في المستشفي، كنت رجعت لطبيعتي، الأولانيه خالص، و كنت فاجد النطج فعلا، و فترة ما تجوزتك و كانوا يجولوا علي عبيط فيها، مكنتش فاكر منها حاجة، و انت نفسك، مكنتش فاكرك خالص ،
بس شفت جديه، كنتي طيبه و حنينه و حبيتك صح، رغم إني كنت فاكر اني عمري ما ححب بعد اللي اتعرضتله.
فاطمة: و إيه اللي تعرضتله
ابراهيم بحزن: كنت بحب بنت، أيام الكليه و كل أجازة، اعدي عليها.
حد اتصل بيه و جالي سها اللي بتحبها و عاوز تتجوزها بتخونك و اداني عنوان اشوفها فيه.
روحت زي المجنون، لجيتها مع شخص عزيز علي و شفتهم بعيني و هما في حضن بعض. مكنتش مصدج نفسي، و جلت للشخص دا، بجي انت اللي تعمل فيه كده، جالي، أنا أساسا عملت معاها كدا مخصوص، عشان تخصك. لا و مكتفاش بكدا، دا خلاني طالع زي المجنون و ضربني علي راسي، ضرب موت، كان عاوز يجتلني.
فاطمة : لا حول و لا قوة إلا بالله، معقولة حد يعمل كدا
ابراهيم: منه للي خلجه.
فاطمة: طب لما رجعت لطبيعتك معرفتنيش ليه
ابراهيم: كنت لسه، فاجد النطج، و حبيت اما ارجعلك بطبيعتي ، ميكونش ناجصني حاجة.و كنت بمشي وراكي كل يوم و انت راحة الجامعة، عشان أطمن عليكي، و الحمد لله جات بفايدة لما اتخطفتي
فاطمة: صحيح، ازاي كنت بلاقيك في البيت و انت كنت بتاخد التاكسي و تمشي.
ابراهيم: التاكسي كان بيجف ورا العمارة، وكنت بدخل العمارة متنكر، لأني كنت ماجر الأوضة اللي فوج السطوح من البواب، و كأن فاكرني أخرس، و الخدامين هنا ، كانوا بيفتكروني نايم و جافل علي
فاطمة: دا انت مضبط كل حاجة
ابراهيم: عشان بحبك، و كنت عاوز احميكي.
اللهم صل علي محمد
فاطمة بخجل: و لما لما
ابراهيم: حجك عليه، أنا مكنتش في وعيي، كلام جمعه كان مسيطر عليه، و هو بيجولي، فاطمة حتسيبك.
اللهم صل علي محمد
و لما لجيتك اغمي عليكي، لجيتني بنادي عليكي
•تابع الفصل التالي "رواية فاطمة" اضغط على اسم الرواية