Ads by Google X

رواية الملعونة الفصل الثاني 2 - بقلم هنا عادل

الصفحة الرئيسية

 

 رواية الملعونة الفصل الثاني 2 - بقلم هنا عادل


كنت بتفرج على التفاصيل لحد ما حسيت بغلطي فى اللى بعمله ده، قفلت اللاب توب بأنفعال وانا بقول لنفسي:
– ياشيخ منك لله، خلتني اعمل اللى مينفعش اعمله، ليه بس تخليني افتكر وادور على القديم؟
كنت متضايقة جدا من نفسي، فكرة ان التفاصيل كلها ترجع فجأة على بالي اول ما سمعت اغنية كانت بيني وبينه حسستني قد ايه انا بقيت ضعيفة، ده انا مكنتش بالضعف ده لما كان معايا وبيقدملى كل الحلو اللى مكنتش اتخيله فى يوم من الايام، دلوقتي وبعد كام سنة جاية احس بالحنين له، جاية دلوقتي اندم على اني ضيعته! جاية دلوقتي بس اقول ياريت اللى جرى ما كان؟ طيب ليه محسيتش بيه فى الوقت اللى كان لازم احس فيه؟ ليه بعد ما بقيت كل حاجة متنفعش؟ ليه يا كريم تخليني اوصل للحالة دي؟ كلها حاجات اتجمعت عليا فجأة وجعتني فى قلبي، قعدت اعيط على حالي واخدت قراري وانا بقول:
– لازم لما يرجع اتكلم معاه، الحال ده مش هينفع.
لقيت انه مش عيب احاول اخليه يركز معايا، اقربه انا مني بدل ما هو بعيد وبيجبرني على اني ابعد انا كمان، بس انا الطريقة اللى هبعد بيها هتخسرني نفسي واحترامي وكرامتي، لسه متكلمتش عن الحرمانية طبعا لأن ده امر مفروغ منه، غير ان اللى فكرت فيه خلاني شايفة نفسي قليلة جدا فى نظر ولادي، علشان كده مش عيب اني احاول ارجع كريم ليا من تاني، استغليت ان ولادي مع اختي وقومت اخدت شاور وحاولت على قد ما اقدر اني اكون حلوة فى عنيه، مع انه زمان كان بيقولي:
– انا مش بشوف غيرك خلاص، ومش عايز اشوف حد غيرك.
شكلي هو هو متغيرش علشان يبقى مش قابلني للدرجة دي، بس ماشي احاول، يمكن التعود خلاه مش ملهوف عليا، غيرت هدومي بحاجة من الحاجات اللى كانت بتلفت انتباهه، وظبطت نفسي علشان اول ما يدخل يفهم اني نسيت اللى حصل قبل ما ينزل، عملت عصير وحطيته فى التلاجة ورجعت مكاني تاني اقعد استناه، استنيت كتير مش هقول ساعة ولا اتنين، انا استنيت تقريبا للفجر او قبل الفجر بدقايق، كنت بنام على نفسي ومستغربة بصراحة لأنه بيصحى من نومه بدري، يعني فى العادي لو قاعد معايا فى البيت بيبقى فى اوضته من الساعة 8 او 9 مثلا ويقول:
– عايز انام، مش قادر افتح عيني، الصحيان بدري ده صعب جدا.
حاولت مضايقش نفسي واقاوم النوم علشان افضل فى المود اللى قررت اني اكون فيه، سمعت صوت المفاتيح فى الباب قلبي ارتجف وخوفت، لكن قاومت ده كمان وقومت بسرعة جريت ناحية الباب ونورت النور علشان ميتفاجئش بوجودي، فتح لقاني واقفة قدامه، بص ناحيتي من فوق لتحت بتركيز، حسيت بفرحة اني ممكن اكون عجبته لقيته قرب مني وقاللي بصوت واطي فى ودني:
– انتي مين كان عندك؟؟
اتصدمت وحاولت اعمل نفسي غبية وكأني فهمت الجملة غلط، رديت عليه وقولتله:
– محدش، رضوى بس جت اخدى الولاد….
قاطعني وهو بيضحك وبيقولي:
– لاء مش بتكلم عن اختك، انا بتكلم عن اللى جالك خلاكي تعملي فى نفسك اللى انتي عملاه ده، تخنتي انتي على الهدوم دي شكلها مش لايق عليكي.
كنت حاسة ساعتها ان دمي بيغلي، لو مخافش من رد فعله والفضايح كنت نزلت بأيدي على وشه بحجم الغضب والغيظ اللى جوايا منه، بس هو كمل الغضب اللى جوايا وهو بيقول:
– خلاص يا هيام كبرتي انتي وراحت عليكي، سيبي اللى بتعمليه ده للبنات الحلوين اللى لسه بخيرهم.
فى اللحظة دي كان جاب اخري، ولأننا جنب باب الشقة ومش هينفع اعلي صوتي، سحبت ايديه ودخلت بيه على اوضة الانتريه ووقفت قصاده وانا بقوله:
– لو قللت مني ومن كرامتي مرة تانية هيبقى ليا رد فعل هتتمنى تدفن نفسك بالحيا من بعده.
ضحك بأستهزاء:
– هتعملي ايه تاني؟ يابنتي افهمي، انتي مبقيتيش تنفعي فى حاجة، ويوم ما اعرف انك بتعملي حاجة مش هدفن نفسي، هدفنك انتي ومش هاخد فيكي ساعة زمن، انتي خاينة ومتقلقيش مش انتي اللى توديني فى داهية.
بمنتهى الحدة قولتله:
– كنت حابة اني احاول ارجع حياتنا لطبيعتها، لكن انت مصمم تخسرني وتخليني اخسر…بس عموما انا كده كده مش هخسر قد ما خسرت، سنين من عمري ضاعت معاك كلها اهانة وغلط وتقليل واتهامات بالباطل، وبما اني كده كده متهمة…يبقى انا مش هقبل على نفسي اتظلم والسلام، خليك عارف وفاهم الكلام ده كويس.
مردش عليا ولقيته ضحك برخامة وضربني على كتفي بأستهزاء وهو بيقولي:
– هههه وريني هتعرفي تعملي ايه، انا عايزك تجيبي اخرك، بصي يا هيام انتي مش هتخلصي مني غير بمزاجي، غوري بقى علشان ادخل انام، انا جاي رايق ووشك عكنن عليا.
سابني ودخل على اوضة النوم غير هدومه بمنتهى اللامبالاة وهو عمال يدندن ويغني، وانا كنت واقفة فى مكاني حاسة اني عايزة اصرخ وعمالة اجز على اسناني من الغضب والانفعال بس مش قادرة اخرج ده بالطريقة الصح، خلص وطفى النور ونام، وانا دماغي هتنفجر، حسيت فعلا ان الزعل والسكوت ده هيجيبولي جلطة، دخلت بسرعة على الحمام وفى لحظة كنت تحت الدش المياه كانت هي الحل الوحيد اللى هيهديلي النار اللى فى دماغي، ماهو انا لو جرالي حاجة هو مش هينفعني، محاولتي دي كانت الاخيرة، والله اتحملت منه كتير جدا واشتكيت كتير جدا بس هو للأسف مالهوش كبير، وانا اهلي سلبيين الحمد لله، وقفت تحت الدش وقت طويل والله مش فاكرة قد ايه، دموعي نزلت مع المياه مكانش فيه بينهم فرق، حسيت اني طلعت طاقتي بالعياط لكن حقي مرجعش، كسرة نفسي واهانتي كمان مأخدتش تمنهم، خرجت ودخلت المطبخ عملت لنفسي عصير لمون عايزة اهدا، مش هقدر انام وانا زعلانة بالشكل ده احسن يجرالي حاجة، شربت العصير ولما حسيت اني نوعا ما بقيت اهدا شوية دخلت اوضتي ونمت فى سريري وكأن مفيش حاجة حصلت، لكن من جوايا كل حاجة مرفوضة بقى ليها احتمالية كبيرة انها تبقى مقبولة، طلع النهار وهو نزل وحسيت بيه لما نزل، لكن فضلت عاملة نفسي نايمة، واول ما مشي قومت واتصلت على المكان بتاع الشغل اللى خالد كان شغال فيه، ولأنه مكان معروف وهو مستمر فيه من ايام ما كنا سوا قدرت اجيب الرقم اللى كان ضاع مني بالتأكيد من الدليل، واول ما سألت عليه بلغوه وجه رد عليا:
– الو.
رديت بهدوء وتوتر وقلبي بيدق بسرعة:
– خالد.
تقريبا كنت لسه ملحقتش اكمل حروف اسمه كاملة لما قاللي بلهفة:
– هيام!! هيااااام!! انتي هيام صح؟
كنت حاسة بسخونية رهيبة بسبب التوتر، لكن رديت عليه:
– عرفتني؟
رد باللهفة اللى انا متعودة عليها منه من زمان:
– انتي فاكراني؟ لسه فاكرة انا شغال فين؟ انتي متصلة تسألي عني؟ هيام وحشتيني، وحشتيني اوي، مش بتغيبي عني لحظة.
كذبت وانا بقوله:
– جيت على بالي فحبيت اطمن عليك، عامل ايه؟
خالد:
– بقيت كويس، والله يا هيام بقيت كويس بس لما سمعت صوتك، من يوم ما بعدتي وانا مش كويس.
ضحكت وانا بقوله:
– هو انتم كلكم كدابين كده؟ ده انا عارفة انك اتجوزت وخلفت كمان وعايش مبسوط.
قاللي بصوت واطي:
– انا فى الشغل دلوقتي ومفيش مجال اننا نتكلم ونأكد لبعض حاجة مينفعش نتكلم فيها، بس والله يا هيام، وحياة بنتي هيام، انا مبعرفش اتعامل مع مراتي كزوج غير وانا شايفها قدامي انتي، انا حتى ليلة دخلتي مقدرتش احسسها بفرحة الليلة غير وانا متخيلك انتي قدامي، مش هينفع اقولك اكتر من كده.
ارتجفت وايدي ارتعشت وقولتله:
– طيب انا لازم اقفل بقى علشان معطلكش، كويس اني اطمنت عليك.
خالد:
– لاء…مش بسرعة كده لسه متكلمناش…
قاطعته:
– علشان شغلك.
خالد:
– طيب هاتي رقمك اتصل بيكي لما اخلص نتكلم براحتنا.
طبعا برفض قاطع:
– لالالا، رقمي ايه؟ ده عليه مراقبة وتسجيل مكالمات وليلة طويلة.
خالد رد بأستغراب:
– اومال انتي بتتكلمي منين؟ ومين اللى بيراقبه ولا بيسجل؟
رديت بأستهزاء:
– البيه جوزي، بكلمك من التليفون الارضي، مش هييجي على باله لانه شايل التليفون وبنستخدمه للنت بس، لكن انا ركبت التليفون واتصلت بيك منه.
خالد:
– جوزك!!! انتي لسه معاه؟ مش عارف ليه للحظة تخيلت انك سبتيه.
قولتله:
– ياريت يا خالد، مش عارفة، مش عارفة خالص….
قطع كلامي صوت حد من زمايله وهو بيقوله:
– خالد يلا فيه عملا.
اتكسفت وقولتله:
– خلاص يلا روح شوف شغلك.
خالد بتوسل:
– بالله عليكي عايز اكلمك، ملحقتش اشبع من صوتك، فيه حاجات كتير اوي عايز اتكلم معاكي فيها، طيب بصي خدي انتي رقمي وكلميني وانا والله مش هتصل بيكي مهما كان السبب، مش هعملك اي مشاكل، كلمينى وقت ما يناسبك، اطمن عليكي بس.
لهفته عليا كانت سبب فى اني احس بنفسي تاني، قولتله:
– طيب مليني رقمك، وقولي اتصل بيك امتى، علشان بس متكونش فى البيت والوقت يكون مش مناسب.
خالد:
– 01000…كلميني اي وقت…اي وووووقت ومتشغليش بالك بأي حاجة، وقت ما يناسبك كلميني بس.
ضحكت وانا بقوله:
– خلاص هكلمك، يلا سلام.
قفلت قبل ما يرد وانا حاسة بكلامه معايا اني رجعت جزء من انوثتي اللى كريم دفنهالي وعدملي ثقتي فيها، معقول الاحساس اللى انا حاسة بيه ده؟ للدرجة دي انا فرحانة اني كلمته؟
– لاء، فرحتي بلهفته وشوقه ليا مش بكلامي معاه.
انا فعلا محتاجة احس باللهفة دي، مفتقداها، من عادتي بحب الاهتمام، بحب كل الحاجات اللى اي ست بتحبها، لكن هو متخيل انه لما اتجوزني ضمن اني بقيت زى محفظته ومفاتيحه وتليفونه، انا اللى بيتحكم فيا زيهم، وقت ما يحب يستعملني يبدأ فى ده، وقت ما يقرر يركني على جنب بيعمل ده بمنتهى الاريحية والرضا، لكن ميعرفش اني خدت قرار بالتمرد، وابتديت ادور فى حاجتي القديمة اللى كنت شايلاها فى شنطة صغيرة فوق الدولاب، ولأنها كانت فى شنطة هدومي فهي كانت بعيدة عن ايديه ومهتمش ابدا يعرف اللى فيها، لكن انا اشتاقت اني اشوف اللى فيها.

  
google-playkhamsatmostaqltradent