رواية حلا والفهد الفصل الثلاثون 30 - بقلم بسمة شفيق
بارت 30
فى المستشفى )
كان احمد يدور ذهابا و ايابا فى الممر امام غرفه والدته
فهى بعد أن وجدها احمد غارقه فى دمائها ...... اخذها إلى المشفى و قاموا بمعالجتها سريعا
ولكن بعد أن فاقت والدته .... أصبحت تفعل أفعال غريبه و تقول كلام اغرب .........فهى بالفعل فقدت عقلها
و قال الطبيب لاحمد أن والدته ستذهب للمصاحه النفسيه افضل لها ...... و وافق احمد على كلامه
فالإنسان المريض بالشر سيكون بالتأكيد نهايته الجنون
اتخذ احمد قراره اخيرأ و قرر الدخول لغرفه والدته ..... فهو كان يأبى أن يدخل الغرفه و يرى والدته و هى بهذه الحاله
فتح احمد الباب و دخل بهدوء ...... فوجد والدته تجلس و تنظر بشرود إلى ال لا شئ ........ فجلس احمد بجوارها و قال بحنان
احمد ( بحنان ) - عامله ايه دلوقتى يا امى
فنظرت له نورا بشرود و قالت بهدوء مخيف
نورا ( بهدوء مخيف ) - امك ...... ازاى ..... انا اصلا مش متجوزه ...... انت عارف ..... انا لسه ماتجوزتش حبيبى لانه سابنى و اتجوز واحده تانيه ..... بس انت عارف انا هاعمل ايه ...... هتجوز اخوه .... اه هتجوز اخوه ..... و بعدها اخليه يحبينى و أطلق من اخوه و اتجوزه ..... وكمان جوزى اللى هو اخوه بيحب مراته فاهيتجوزها ..... وبكدا اخلص منهم هما الاتنين
فدمع احمد لانه علم أنها تتحدث عن والده و عمه
فقال ( بدموع ) - امى ...... انتى متجوزه وانا احمد ابنك
فقالت نورا (بهستيريا ) - لاااا...... لاااااااا .... انا مش متجوزه ..... انا لسه هتجوز اخوه و بعدين اتجوزه ..... لسه هتجوزززز اااا اخوه و بعدين اتجوزه ..... سااااااامع لسه هاتجوزه .... انا لسه ماتجوزتوش
ثم أصبحت تصرخ بجنون
فدخل الطبيب سريعا و معه معاونيه ..... و قاموا بالسيطره عليها و تخديرها
فخرج احمد من الغرفه و أنزل دموعه بقهر على كل ما هو فيه ...... هو الآن تمنى حقا لو أنه بالفعل تربى مع جده مثل اولاد عمه ..... اى عائله التى هو بها هذه ..... ام تزوجت من رجل لأنها تريد أخاه ...... و اب تزوج من امرأه و هو ينظر إلى زوجه أخاه ...... كيف يكونوا قدوته ..... لقد اتقنوا تعليمه الخبث و الفتنه فقط .... علموه تجاره المخدرات .... علموه امساك السلاح و القتل ...... علموه أن المال هو اهم شئ فى الحياه
هو الآن خسر كل شئ حتى زوجته و ولده الصغير ...... فا نورهان رفعت قضيه خلع و تم طلاقها منه بمساعده فهد ...... و فهد اخذ بقيه الاسهم الخاصه بشركته....... اى أنه أصبح مفلس و شركته أصبحت ملك فهد ...... و الان والدته جنت أيضا ...... و كأن الحياه متسلطه عليه هو بالذات
هو بالفعل الان خسر كل شئ ..... كل شئ
فمشى احمد بشرود و هو يفكر فى كل ما حدث معه منذ بدأ امجد فى بث سمه داخله وهو صغير حتى مات و بدأ هو اكمال مسيره اعمال والده الاجراميه
🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️
(فى باريس )
كانت نورهان تجلس فى ڤيله عمها و تتحدث مع هشام البحيرى على الهاتف
الجد - يا نورهان متقلقيش انا اديتك كلمتى و كمان فهد وعدك اننا نحميكى منه
نورهان ( بخوف ) - يا حاج هشام انا مش خايفه على نفسى انا خايفه على ابنى منه انا محتاجه حمايه هنا لانى لوحدى ......... و خصوصا بعد ما كسبت قضيه الخلع و الطلاق تم
الجد - بصى يا نورهان احنا خلاص قربنا نخلص منه و مش هيخوفنا تانى .....فجمدى قلبك شويه بقى
نورهان ( بحيره ) - مش قادره والله يا حاج ........ لأن حضرتك عارف انى مكانش ليا غير عمى و دلوقتى هو اتوفى يعنى مبقاليش حد ..... لولا أن عمى كان برضه ليه مركزه هنا ....... مكانوش سابونى اعيش فى باريس يوم واحد بعد وفاته
الجد - عموما كدا ولا كدا انتى هتنزلى بكره هنا عندنا عشان فرح فهد و اخواته ....... و كمان انا بعت ليكى حد احنا بنثق فيه جدا عشان ينزلك مصر بأمان
نورهان - طبعا يا حاج ..... إن شاء الله هكون عندك ...... منه لله احمد هو و امه العقربه على كل اللى عاملينه فينا دا
الجد ( بابتسامه شماته ) - هو انا مقلتلكيش
نورهان - فيه ايه
الجد - خلاص نفذنا خطتنا مع نورا
نورهان (بسعاده ) - هو عمو هيثم ظهرلها
الجد - ايوا .... خلاص مافضلش غير الرأس الكبيره ...... احمد
نورهان - طب و عمو هيثم و عمو سعد هيعملوا ايه معاه
الجد - چون خلاص جبلهم الورق اللى يخص شغل احمد القذر مع المافيا
نورهان - مش عارفه ليه يا حاج انا مش مرتاحه لچون دا ..... كل ما تيجى سيرته قلبى يدق بسرعه كدا معرفش ليه ..... وبعدين مكانش حقكم تتعاموا مع واحد زى دا ...... دا بيشتغل مع المافيا
الجد - كان يا نورهان ....كان ..... لكن بعد ما احمد قتل مراته و ابنه خرج بره المفيا و بقى دلوقتى انسان و رجل اعمال محترم و فعلا بيكسب فلوس حلال
نورهان - و هو العالم دى بيفرق معاهم خلال ولا حرام ..... اهم كلهم خواجات و مبيفرقش معاهم
الجد - نورهان انتى شكلك كدا مش فاهمه الموضوع صح ...... بس معلش اصل هيثم الحق عنده هو اللى مافهمكيش
نورهان - مافهمنيش ايه ..... انا فاهمه كل حاجه ...... حضرتك فاهمتنى كل حاجه عن عمو هيثم و عمو سعد ...... و خاليتنى اكلمهم عشان اعرفهم المعلومات اللى عندى و هما يفهمونى اعمل ايه
الجد - بس مافهموكيش أن چون دا يبقى يوسف الرفاعى ...... صاحب شركات الرفاعى جروب
نورهان ( بصدمه ) - يا نهار اسود ...... يوسف الرفاعى اللى هو يوسف الرفاعى
الجد - ايوااا ..... يوسف الرفاعى اللى هو يوسف الرفاعى ...... يعنى مصرى مش خواجه
نورهان - يعنى يوسف الرفاعى ..... اكبر بزنس مان مصرى فى انجلترا ....... كان بيشتغل مع المافيا
الجد - ايوا يا ستى كان بيشتغل مع المافيا و احمد موت مراته و ابنه عشان ينتقم منه لأن كل الناس كانت بتفضلوا عليه
نورهان - قد ايه انا بكره احمد دا ..... ماسبش حد فى حاله ابدا
الجد - يلا منه لله
نورهان - فعلا منه لله ....... ( ثم قالت بفضول ) ....... بس قلى يا حاج ..... هو يوسف دا كان بيحب مراته للدرجه دى عشان يتخلى عن شغله فى المافيا بسببها
الجد - لا يا بنتى مكانش بيحبها لأنها هى أساسا اللى دخلته فى الشغل القذر بتاع المافيا دا ....... هو مزعلش عليها لما ماتت لأن كدا ولا كدا هو كان هيطلقها ..... لاكن هو قلبه محروق على ابنه اللى احمد قتله ..... و حس أن دا انتقام من ربنا على كل الاعمال القذره اللى عملها مع الناس بتوع المافيا دول ..... فقرر أنه يسيب كل حاجه و يخرج بره المافيا خالص
نورهان - و هما سابوه عادى كدا
الجد - طبعا ..... يا بنتى انتى تعرفى يوسف الرفاعى دا يبقى مين ..... رغم أنه صغير فى السن .........لاكن دا لو فكر بس أنه يقلب عليهم هيصفى كل الناس اللى فى المافيا دول و غيرهم كمان
فأعجبت نورهان بشخصيته و قالت بأعجاب واضح
نورهان ( بأعجاب ) - تصدق يا حاج هشام انت شوقتنى انى اشوفه
الجد - هيحصل أن شاء الله و هتشوفيه ...... هتشوفيه بكره بأذن الله
نورهان ( باستغراب ) - بكره ..... ازاى
الجد - اصل اللى انا باعته يجيبك دا ..... يبقى يوسف لانه هو كمان نازل مصر ..... وانا مش هأمن عليكى الا معاه
نورهان ( بصدمه ) - يوسف ..... انت باعتلى يوسف ..... و بعدين هو وافق كدا بسهوله أنه يجى و ياخد باله منى لحد ما أنزل مصر ..... زى ما يكون البادى جرد بتاعى
الجد - هو ميقدرش يكسرلى كلمه يا نورهان
نورهان - ماشى يا حاج ...... طالما انت بتثق فيه ..... يبقى انا هطمن
الجد - براڤو عليكى يا نورهان ...... و عموما هو هيستناكى بكره فى مطعم ( .............. ) عشان تتقابلوا و تركبوا الطياره سوا
نورهان - ماشى يا حاج ..... بس قولى المعاد هيكون بكره الساعه كام
الجد - الساعه 8 الصبح على الطرابيزه رقم 6 ...... اوعى تنسى
نورهان - لا مش هنسى ...... بس قولى الاول هو يوسف دا هنا فى باريس
الجد - ايوا .... جه عشان ياخدك ....... اى اسئله تانيه
نورهان - لا يا حاج ...... كدا تمام
الجد - ماشى يا نورهان ..... يلا عاوزه حاجه
نورهان - لا يا حاج شكرا
الجد - ماشى...... سلام
نورهان - سلام
ثم أغلقت نورهان الخط و قالت بحيره و اعجاب
نورهان ( بحيره و اعجاب ) - يوسف الرفاعى ...... يا ترى هتكون عامل ازاى يا چون
ثم قامت من مكانها و ذهبت لتطمئن على ولدها الصغير
🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️
( فى صباح اليوم التالى )
( فى باريس )
كانت نورهان تحمل ولدها الصغير و تمشى الشارع بعد أن ركنت سيارتها
و عندما كانت تمشى تجاه المطعم ........ تعثرت و كانت ستقع هى و صغيرها
فأغمضت نورهان عينها و استعدت لارتضمها بالأرض
لولا تلك اليد الفولاذيه التى أحاطت خصرها بقوه
فافتحت نورهان عينيها ..... وياليتها لم تفتحها
فيا الله ما هذا الذى يقف امامى ..... أنه مثل ابطال الروايات و أمراء الحكايات الخياليه
فظلت شارده فى عينيه الرماديه و كأن عينيه انزلت عليها سحر ما
لولا ان ايقظها ذالك الصوت الرجولى الذى يسيطر الغرور عليه
............- خادتى ليا بقى كام صوره
( و على الجانب الآخر )
كان يوسف ينزل من سيارته بكل غرور ..... و ينظر حوله بتكبر و تعالى
ثم بدأ يمشى باتجاه المطعم حتى يرى تلك الفتاه التى كانت متزوجه من عدوه الأكبر و قاتل ولده ...... و الذى تكلف هو بحمايتها حتى نزولها إلى مصر
ولكن عندما كان يمشى .... لاحظ تلك المرأة الرائعه التى تسير و تحمل طفلها .......فظل ينظر لها........ و ظهر على وجهه ابتسامه لا يعرف ما سببها
ولكن التمسه الذعر عندما وجدها تعثرت ..... فتخلى عن غروره بالكامل و ذهب سريعا و امسكها قبل أن تقع
و بعد أن امسكها أصبحت تقريبا بين احضانه
فافتحت هى عينيها و ظلت شارده به
فى الحقيقه هو من تاه بها عندما فتحت عينيها
و للحظه حسد زوجها عليها و تمنى لو كانت زوجته
ولكن مهلا من تكون هذه حتى ينظر لها يوسف الرفاعى
فتدارك نفسه سريعا و قال بغرور
يوسف ( بغرور ) - خادتى ليا بقى كام صوره
فانصدمت نورهان و قالت - نعم
يوسف ( بتعجرف ) - اصلك عماله تبحلقى فيا زى ما تكونى هترسيمينى
نورهان ( بغضب ) - ليه فاكر نفسك توم كروز
يوسف ( بغرور ) - احلى يا ماما
نورهان ( بغيظ ) - يا سلام ..... على ايه بقى يا اخويا
يوسف ( بحده ) - بت انتى اتكلمى عدل
فاغتاظت هى من حديثه و جمعت شجاعتها للرد عليه و هى ناسيه وضعهم تماما و أنه يحيط خصرها بيده حتى الآن
نورهان ( بعصبيه ) - بت اما تبتك يا بنى أدم يا بارد ..... جتك عربيه بيسوقها سواق اعمى تفمرك و تقوم منها عينيك حوله و رجليك الاتنين شمال
فكتم يوسف ضحكته بصعوبه و قال فى نفسه ......لنرود تلك الفتاه الشقيه ذات اللسان السليط
هو الآن تذكر أنها لاتزال بين أحضانه فقال بخبث
يوسف ( بخبث ) - شكلك عجبك حضنى ولا ايه
ففتحت نورهان عينيها بذعر ..... يا الله هى لاتزالى بين يديه
فدفعته سريعا و هى تمسك ابنها بحدز و تقول بغيظ و خجل
نورهان ( بغيظ و خجل ) - قليل الادب هو انت ماصدقت ....... حضنك قطر يا بعيد
يوسف ( بغيظ ) - انا قليل الادب يا حيوانه
نورهان ( بعصبيه ) - انا حيوانه يا زباله يا سافل
يوسف ( بعصبيه ) - انا زباله و سافل يا قليله الادب .... انتى يا بت فاكره نفسك ايه عماله تتكلمى كدا...... زى ما تكونى فاكره نفسك جون سينا ..... دا انا لو اديتك قلم هرقدك اسبوع
فنظرت له نورهان و تداركت بالفعل فرق الاجسام بينهما
فقالت نورهان ( بتوتر ) - ال........ال ...... الشجاعه متعرفش جيم و لا عضلات يا بتاع جون سينا
فابتسم يوسف ( و قال بسخريه ) - ال ايه يا ماما .... الشجاعه .... يا بنتى انتى من ساعه ما شفتينى و انتى عامله زى الكتكوت المبلول و بقيتى سرحانه فيا زى ما تكونى عمرك ما شفتى رجاله
فاغتاظت نورهان بشده( و قالت بعصبيعه)- على ايه يا اخويا دا انت ما تدخلش زمتى ببصله نصها بايظ
يوسف ( بعصبيه ) - لولا انى ورايا معاد .... كنت عرفتك تمن الكلام اللى قلتيه دا .... بس معلش هيحصل فى يوم و ارضهولك
نورهان - لا يا اخويا شكرا مش عاوزين نشوف خلقتك السمحه دى تانى
ثم تركته و رحلت تحت نظراته القاتله نحوها
نورهان ( و هى تيسير تجاه المطعم ) - جتك البلا فى حلوتك و انت مز كدا و زى القمر .... بس عليك لسان عاوز تلاتين سنه اشغال شاقه
ثم دخلت المطعم و هى تبتسم على ما حدث معها
يوسف( و هو يقف مكانه و ينظر لها بغضب ) - حرقت دمى الله يجحمها ...... ( ثم ابتسم و قال ) ......... بس عسل بنت الايه
ثم بدأ يسير مره اخرى تجاه المطعم حتى يقابل نورهان
( داخل المطعم )
جلست نورهان على الطاوله رقم 6 حتى تنتظر يوسف
و عندما دخل يوسف سحب الكرسى و هو ينظر فى هاتفه بتركيز و جلس و هو لا ينتبه لتلك التى تجلس على نفس الطاوله
فانصدمت نورهان عندما وجدته أمامها مره اخرى و قالت .... ما هذا الانسان الوقح .... لنعرفه مقامه
نورهان ( بغيظ ) - لا بقى دا انت فعلا بنى ادم قليل الزوق ...... هى حصلت انك تيجى ورايا كمان
فافتح يوسف عينيه بصدمه و قال
يوسف( بصدمه ) - انتى بتعملى ايه هنا
نورهان ( بغيظ ) - انت اللى بتعمل ايه هنا ..... دى ترابظتى
يوسف ( بحده ) - والله ..... لا يا ماما دى ترابظتى انا
نورهان ( بغيظ ) - هو بالعافيه ترابزتك ...... بقولك دى بتاعتى يا بنى أدم يا بارد
فقال يوسف( بعصبيه ) - يظهر أن انا سكتلك كتير ..... لاكن انا هعرفك ازاى تتكلمى بعد كدا .... لان مش يوسف الرفاعى اللى تيجى على اخر الزمن حته بت زيك تكلمه بالطريقه دى
فانصدمت نورهان ..... هل هذا هو يوسف..... هل كان هو طوال الوقت ..... هل هو من تشاجرت معه ..... اقسم أنه سيقزفتى من الطائره بسبب ما قلته له .... هذا إن لم يقتلنى من الآن
نورهان ( بصدمه ) - انت يوسف الرفاعى
يوسف ( بحده ) - ايوا يوسف الرفاعى اللى ماحدش يقدر يقوله تلت التلاته كام
فابتلعت نورهان غيظها منه و من عجرفته و تمالكت نفسها لأنها تحتاجه و قالت بأدب
نورهان ( بأدب ) - اهلا يا استاذ يوسف
فأستغرب يوسف من تغيرها المفاجئ و قال بسخريه
يوسف ( بسخريه ) - ايه الادب اللى نزل عليكى مره واحده دا
فتمالكت نورهان غيظها و قالت - يا ريت بلاش غلط يا استاذ يوسف عشان ميحصلش بينا مشاكل اكتر من كدا لحد ما نوصل
فنظر لها يوسف قليلا و قال فى نفسه .... عن ماذا تتحدث هذه الفتاه ..... ثم تذكر ما كان قادم لأجله و قال ..... مهلا لحظه هل هذه طليقه احمد
يوسف ( بتساؤل ) - انتى نورهان مرات احمد
نورهان ( بحده ) - طليقته لو سمحت
فأعجب يوسف بحدتها و فرح من داخله أنها تكره احمد مثله
ثم جلس أمامها و قال
يوسف - اهلا يا مدام نورهان
نورهان ( بحده ) - اظن انا وضحتلك انى أطلقت يعنى انا انسه مش مدام ماشى
يوسف ( بسخريه ) - والله .... انسه ازاى بالولد اللى على ايدك دا
نورهان - الولد دا يبقى هو كل حياتى و انا حلفت انى لازم اعوضه و اربيه بعيد عن أبوه عشان ميبقاش زباله زيه .... ولو هشحت و اربيه تربيه صح هاعملها ...... ماشى .... و ياريت بعد كدا ماتقوليش يا مدام تانى لانى سبت غلطتى حياتى و هى الشئ اللى اسمه احمد
فأعجب يوسف بحديثها و قال فى نفسه .... كيف لاحمق مثل أحمد أن يترك انثى رائعه مثل هذه
فقال يوسف ( بتساؤل ) - ممكن أسألك سؤال
نورهان - اتفضل
يوسف - انتى ليه خايفه من احمد .... على فكره هو مش هيقدر يعمل حاجه لابنه .... لانه اب و اكيد هيحن لابنه
فضحت نورهان بسخريه و قالت - احمد يحن......و لمين ..... لابنه ..... مش ممكن ..... دا كان بيعاملنا كأننا وباء .... كأننا فرض و اتفرض عليه ....... و انا سمعته و هو بيقول بكل برود أنه هيقتلنى انا و ابنه
ثم نزلت دموعها
فحزن يوسف على حالها ...... هى لاتزال صغيره على كل ما يحدث لها ...... وتجمعت رغبه غريبه داخله الأن فى أن يأخذها بين أحضانه و يمتص حزنها ..... ولا يعرف لماذا ود لو أنه يقتل احمد الان عندما نزلت دموعها بسببه
ثم قالت نورهان ( ببكاء ) - بس ارجع واقولك أن دا تمن حبى للفلوس .....لو مكنتش بحب الفلوس وانسانه زباله مكانش حصلى كل دا ..... انا متأكدة أن دا عقاب ربنا ليا
فشعر يوسف بأنه يريد أن يخرج ما يكبته من حزن هو أيضا ..... هو لم يفعلها و يحدث احد عن ماضيه بكل ترحاب .... ولكنه لا يعرف ما يحدث له الان .... هو يريد أن يتحدث و يخرج ما بداخله معها فقط
فقال يوسف ( بحزن ) - مش لوحدك إللى غلطتى ..... عندك انا مثلا ....ربنا كان ناعم عليا بكل حاجه .... فلوس و عربيات و قصور ...... لاكن تقولى ايه بقى ......الإنسان لما يطمع بيحلل الحرام لنفسه و بيبقى عامل زى النار يأكل و ميشبعش ..... وانا سمعت كلام واحده متستاهلش و اشتغلت فى كل الارف اللى يخطر على بالك ..... و فى النهايه هى اخدت جزائها و اتقتلت و انا اخدت جزائى و خسرت ابنى
فحزنت نورهان لأجله .... و اكتشفت أنه على الرغم من كل ما يفعله ليثبت أنه قوى .... الا أنه من داخله يحمل ضعف الكون فى صدره
فقالت نورهان ( بابتسامه ) - بس انت بدأت من جديد و انا كمان بدأت من جديد ....... يعنى بدأنا نبنى حياه مختلفه و نضيفه لنفسنا ..... وربنا ادنا فرصه تانيه
فابتسم يوسف على هذه الفتاه التى تحاول مواساته و قال بابتسامه مرحه
يوسف ( بابتسامه مرحه) - تعرفى .... انا مستغرب انتى كنتى عايشه مع البنى آدم اللى اسمه احمد دا ازاى
نورهان ( بطريقه مضحكه و تلقائيه ) - اسكت بعيد عنك كانت ايام سوده .... دا انا ليا الجنه والله
فضحك يوسف على هذه الفتاه المندفعه و التلقائيه
و شردت نورهان فى ضحكته .... فهى و لاول مره تنجذب إلى رجل بهذا الشكل
فانتبه يوسف لشرودها به و قال بخبث
يوسف ( بخبث ) - هو انتى متعوده تسرحى كدا كتير
فانتبهت نورهان لنفسها (و قالت بخجل ) - ها ..... لا .... اصل
فضحك يوسف على منظرها و قال - خلاص ... خلاص ماكنش قصدى انى اكسفك
نورهان ( بخجل ) - انا متكسفتش
يوسف - لا مهو واضح
فقالت نورهان (حتى تغير الموضوع )- ممكن اطلب منك طلب
يوسف - اه طبعا
نورهان - خلى امجد بس معاك لحد ما اروح التواليت و اجى
ففرح يوسف من داخله لانه يعشق الاطفال
فقال يوسف ( ببتسامه ) - طبعا .... طبعا .... عادى هاتيه ولا يهمك
فابتسمت نورهان ابتسامه رائعه و قالت - ميرسى .... ميرسى اوى
ثم أعطته صغيرها و ذهبت إلى الحمام
فظل يوسف ينظر لها حتى اختفت من امامه و دخلت الحمام
فقال (بابتسامه ) - شكلك هتقع ولا ايه يا يوسف .........( ثم تدارك نفسه و قال ) ...... لا لا ايه اللى انا بقوله دا ... انا بس يمكن مبهور بيها لأن اول مره احس بالإحساس اللى انا حاسه دا مع بنت ..... و بعدين دى كانت مرات احمد اكتر واحد انا يكرهه فى الدنيا ...... ( ثم قال بتردد )...... بس هى أطلقت منه يعنى مظلومه و بتكرهه
فقال يوسف ( بنفاذ صبر ) - يووووه .... يا ترى حكايتك ايه نورهان .... شكلك كدا هتوقعنى على جدور رقبتى
فتنهد و نظر إلى الصغير على يده و ابتسم عندما وجده يضحك له ...... فمد يوسف إصبعه و امسك الصغير إصبعه بكلتا يديه الصغيرتين
فنزلت دمعه من عين يوسف على ابنه الراحل .... ولكنه مسحها سريعا حتى لا تهتز هيبته
فعادت نورهان و قالت - اتأخرت عليكم
يوسف - لا خالص
نورهان - طب هات امجد بقى عنك
يوسف - ممكن تخليه معايا شويه
نورهان - اه طبعا ممكن .... بس اخاف يتعبك
يوسف ( بابتسامه ) - لا متقلقيش...... ياريت كل التعب كدا
فابتسمت نورهان و صمتت
فسرح يوسف فى ابتسامتها ( و قال فى نفسه ) - يخرب بيت ابتسامتك يا شيخه .... حركت قلبى من مكانه اتهدى بقى
فقالت نورهان - هنمشى امتا
يوسف - بعد حوالى نص ساعه
نورهان - طيب ماشى يا استاذ يوسف
يوسف ( بمرح ) - لا استاذ ايه بقى .... قوللى يا چون
نورهان - اللى يشوفك و انت بتتكلم بره ميشوفكش و انت بتتكلم دلوقتى
يوسف - ليه يعنى
نورهان - اصلك بصراحه يعنى و متزعلش منى ..... انت بصراحه عيل متكبر اوى
يوسف ( بصدمه ) - عيل متكبر
نورهان ( بسرعه ) - دا اللى انا كنت فاكراه ..... بس الحقيقه انت طلعت شخصيتك جميله جدا .... ياريت تفضل كدا عالطول
يوسف ( بابتسامه ) - نفضل كدا عالطول عشان عيونك يا قمر
فخجلت نورهان و لم ترد
فابتسم يوسف على خجلها ( و قال بأعجاب )- على فكره بتبقى حلوه اوى اما بتتكسفى
فخجلت نورهان أكثر و لم ترد
فقال يوسف ( بمرح ) - بصراحه انا اول ما شفتك قولت ايه البت الرخمه دى
فنظرت له نورهان بصدمه و غيظ
فضحك يوسف و قال - بس والله طلعتى بت جدعه و شخصيتك عسل
نورهان ( بغرور مزيف ) - طبعا طبعا .... دا اقل حاجه عندى
يوسف - تبا لتواضوعك
فضحكا الاثنين معا و كأنهم يعرفون بعضهم منذ زمن ...... من كان يراهم و هم يجلسون سويا كان اقسم أنهم بالفعل عائله
فظلا يتحدثان و يتعرفا على بعضهما أكثر ..... حتى ذهبا إلى المطار و ركبا طائره العوده الى مصر
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حلا والفهد) اسم الرواية