رواية عشقي الابدي الفصل الحادي والثلاثون 31 - بقلم شيماء يوسف
الفصل الحادى والثلاثون..
فتحت اسيا عينيها فى الصباح وهى تتذكر ما مروا به منذ البارحه بأبتسامه واسعه مشرقه ، تمطت بكسل قبل ان تقرر النهوض ، كانت الغرفه فارغه فقررت التقاط قميص مراد الملقى على الارض بعشوائية لارتدائه حتى تصل للحمام ، ارتدته وهى لاتزال تبتسم قبل ان تدفن وجهها به تستنشق رائحته بعمق ، كانت لإتزال واقفه دون حراك عندما فتح مراد باب الغرفه داخلاً إليها ، التفت على الفور تبتسم له بأشراق ابتسامتها الساحره ، تقدم منها وعينيه تشتعلان بوميض الإثارة من مظهرها المغرى بقميصه ، ما ان وصل إليها حتى احتضنها بكلتا ذراعيه يحاصرها برقه ، حركت يدها ببطء نحو صدره تسند عليه فاخفض راسه يستند بجبهته على جبهتها قبل ان يسألها بصوته الاجش :
-: مفيش صباح الخير ولا ايه ..
ابتسمت بخجل قبل ان ترفع نفسها لتطبع قبله على وجنته وهى تتمتم :
-: صباح الخير ..
ابتسم متعرضاً لها :
-مش هى دى صباح الخير اللى انا عايزها ..
أخفت وجهها فى تجويف عنقه وهى تتمتم بخجل محاوله تبديل مجرى الحديث :
-: مراد , اسو خرجت صح ؟
أجابها بصوته العميق :
-: اها من بدرى , الظاهر انك بقيتى كسلانه .
رفعت رأسها تنظر إليه بعبوس معترضه :
-: يا سلااام !!! مانت اللى مخلتنيش انام لحد الصبح ..
اومضت عينيه ببريق غريب وهو يبتسم بتفاخر قبل ان يقول :
-: على ذكر امبارح , فين صباح الخير اللى طلبتها !!!
سألته مراوغه :
-: فطرت طيب ؟؟
مراد :لا مستنيكى نفطر سوا ..
ثم اقترب منها يطبع قبله على شفتيها وهى تبتسم بمرح :
-: طيب تمام , هاخد دش بسرعه وانزل نفطر سوا
نظر إليها بخبث قبل ان يتحدث وتبدو عليه إمارات المرح :
-: انتى بتهربى صح ؟!...
ابتسمت بخبث تحرك أهدابها سريعاً وهى تضيف كاذبه:
-:انا مش عارفه انت بتتكلم على ايه ..
هز رأسه له موافقاً وهو يضمها بكلتا ذراعيه يتحرك بها ببطء فى اتجاه الحمام ، سألته بهدوء :
-: بتعمل ايه ..
أجابها هامساً وهو يضع إصبعه على شفتيها يمنعها من الحديث :
-: هششش ..
ثم اخفض رأسه يحك ذقنه بخدها سالباً منها اى قوه للاعتراض او حتى التفكير وصلا إلى الحمام فأسندها على الحائط الرخامى وهو لا يزال يحيطها بكلتا يديه ثم ابتسم لها ابتسامه خبيثه غامزا بعينه ويده على صنبور المياه يديره ، ابتعد عنها فى اللحظه التاليه تاركها تشهق بصدمه من الماء المنهمر عليها ، تبللت بالكامل وهى تصرخ ، كان واقفاً ينظر إليها بشغف بقميصه المبلل فوقها محاولاً إيجاد صوته المرح ليقول :
-: ده عشان متنسيش تانى صباح الخير بتاعى ..
لم تستطيع الغضب منه بسبب ابتسامته الساحره التى كان يوجهها إليها ولكنها قررت الانتقام منه ، اعادت بكلتا يديها شعرها المبلل للوراء ثم مدت ذراعها وعينيها تتأمله بشغف تهمس بأسمه بأغراء ، تذكر لحظه مرضها فى الفندق فلم يستطيع السيطره على أعصابه ، تقدم منها مره اخرى يحتضنها بقوه وهو يقبلها ، دفعته إلى داخل حوض الاستحمام متحرره من قبضته قبل ان تبتعد عنه وهى تقول بمرح :
-: وده عشان متفكرش تنتقم منى تانى ..
ثم ركضت خارج الغرفه تستخدم حمام غرفه اسو تتركه يقف مصدوم ولكنه يبتسم بسعاده ..
...................
هبطت اسيا إلى الاسفل حيث المطبخ وهى ترتدى فستان اصفر قصير ذو حمالات رفيعه ، كانت مشغوله بأعداد طعام الفطور عندما رأت مراد يتقدم فى اتجاهها وهو يتحدث بهاتفه الجوال ، تجمدت حركتها وشعرت بحراره جسدها تزداد وهى تراه امامها يرتدى تيشرت اسود ذو أكمام طويله يتناسب تماماً مع عضلات جسده وفتحه عنق مستديرة تبرز عنقه الاسمر القوى ، غمز لها مبتسماً وهو لا يزال يتحدث فى الهاتف فشعرت ان كل ما تريده فى تلك اللحظه هو الاستناد على صدره القوى ، انهى مكالمته وتقدم منها رافعاً أكمام ذراعيه ليحتضنها من الخلف وهو يتمتم بشغف طابعاً قبله على شعرها :
-: هتأكلينى ايه ؟،..
رجعت برأسها تستند على صدره وهى تضغط بجسدها على جسده وتتمتم برقه :
-: اللى انت عايزه ..
مراد وهو يدفن رأسه بخصلات شعرها ليستنشقه :
-: اممم متأكده اللى انا عايزه ؟!..
استدارت تنظر إليه بحب قبل ان تخفض رأسها تتلمس عروق يده البارزه ، كانت انفاسه تتسارع من اثر لمستها الحانيه ، رفعت يده إلى فمها وهى تتمتم بخجل قبل ان تقبل عروقه البارزه واحد يلو الاخر ثم ترفع نفسها تقف على أطراف أصابعها تقبل حنجرته قبل ان تتمتم بشغف:
-: صباح الخير اللى كنت مستنيها ..
اخفض راسه يقبلها ثم انحنى على الفور يحملها ويتجه بها إلى الدرج فسألته معترضه بخجل :
-: طب والفطار ؟..
أجابها بصوت أجش وهو يغمز لها :
-:مانا هفطر اهو ..
ثم ركض بها فى اتجاه غرفتهم وهى تبتسم بأشراق ..
بعد قليل كانت تستلقى بجواره إلى الفراش مبتسمه وهى تحرك إصبعها على وجنته وفمه ، امسك إصبعها يقبله وهو يقترب منها ، شهقت فجأه بفزع وعينيها تتسع برعب :
-: مراد , انا نسيت اخد حاجه ..
خاطبها مستنكراً من فزعها :
-: حاجه ايه ؟!،..
تمتمت بخجل :
-: حاجه يا مراد , انت عارف انى مينفعش احمل تانى ..
شعرت بعضلات جسده تتصلب وملامحه وجهه تمتعض فأضافت مسرعه :
-: مش قصدى حاجه والله , بس انا حكتلك قبل كده اللى حصل معايا وانا حامل فى اسيا ..
اؤمأ لها برأسه دون اى حديث واقترب يطبع قبله على جبهتها قبل ان يتحرك من الفراش يرتدى ملابسه ويخرج من الغرفه ، لوت فمها بأحباط وهى تحدث نفسها بحزن :
-: اكيد افتكر انى مش عايزه اجيب ولاد منه , انتى غبيه يا اسيا ده وقته ..
زفرت بحنق وهى تقرر ان فى الغد عند ذهابها إلى المشفى ستجد حل لتلك المشكله ..
خلال ما تبقى من اليوم كان مراد فى غرفه مكتبه يباشر اعماله مغلقاً على نفسه ولحزنها لم تراه مره اخرى منذ حديث الصباح حتى عند حلول موعد الغذاء شاركهم وجبتهم بهدوء ثم توجهه إلى غرفه مكتبه مره اخرى ، لذلك فى المساء قررت اسيا بعد تردد الذهاب إليه ، طرقت الباب ثم فتحته على الفور دون انتظار رده ، اعتدل فى جلسته فور رؤيتها فقد كان يجلس على مقعده يسند راسه إلى الخلف بكسل ، تقدمت منه حتى وصلت إلى مقعده ، أسندت جسدها على طرف المكتب قبل ان تمد يدها تمسك بيده بأحكام ، كان ينظر إليها بأرهاق ، انحنت فجأه تطبع قبله رقيقه على وجنته وهى تتمتم :
-: دى من اسو وبتقولك تصبح على خير ..
كانت ترى شبح ابتسامه على طرف شفتيه فأضافت بشجاعه :
-: ممكن اقعد هنا معاك لحد ما تخلص شغل ومش هعمل صوت متقلقش ..
كانت ابتسامته الان تزداد عمقاً وهو يحرك رأسه ببطء موافقاً ، فاجئته بجلوسها داخل حضنه وهى تلف ذراعيها بأحكام حول خصره وتستند برأسها على صدره ، سمعته يتنهد بعمق قبل ان يحرك ذراعيه حول خصرها ليحملها ويتحرك بها نحو الاريكه ليجلسلا فى وضع اكثر راحه ، استندت بجسدها على جسده ورأسها يتوسط صدره وتركت يدها تحيط بخصره اما الاخرى فتعبث بعنقه ومقدمه ذقنه برقه ،حاوط خصرها بذراعه فتحركت تقترب من عنقه اكثر ليستند براسه على راسها بهدوء ، قطعت الصمت بينهما متحدثه بهمس وهى لازالت تعبث بأصبعها على حنجرته فتصيبه بالجنون :
-: على فكره انا متعشتش لحد لدلوقتى ومستنياك..
شعرت به يتحرك تحت ثقل جسدها وهو يمسك بيدها يحدثها بجديه حقيقه :
-: طب يلا بينا انا مكنتش اعرف ده ..
تحركت تعتدل فى جلستها ثم اقتربت منه تنظر إليه بشغف واضح وعيون لامعه قبل ان تحرك راسها ببطء رافضه ان تتحرك ثم و: ضعت إصبعها فوق شفتيه وهى لازالت تنظر بشغف :
-ششششش مش مهم الاكل , مش عايزه اتحرك من هنا ..
ثم عادت مره اخرى تستلقى فوقه وتضع راسها فوق قلبه براحه ، احتضنها بكل قوته كانه يخشى ان تهرب بعيداً ، كان الجو بينهم ساحراً برغم الصمت المطبق على المكان الا انها كانت تشعر كما لو ان عالمها الان مكتمل ، بعد فتره طويله من الوقت قطعت اسيا الصمت مره اخرى تتحدث بنبره حالمه :
-: تخيل لو كنا تحت القمر على طول فى مكان مفيهوش غير انا وانت والنجوم , مش هتمنى حاجه فى الدنيا اكتر من كده ..
حرك راسه قليلاً ليطبع قبله على جبينها ، تحركت مبتعده وهى ترفع راسها لتنظر اليه فلاحظت علامات الارهاق تبدو على وجهه :
فسألته بقلق واضح :
-: مراد , انت كويس ؟!, فى حاجه محتاجنى اساعدك فيها ..
تنهدت عميقاً قبل ان يجيبها بحنان :
-: بس خليكى هنا ..
طبعت قبله اخرى على وجنته قبل ان تضيف بأسف :
-: انا عارفه انك مضغوط فى الشغل كده عشان طردت ياسمين , وعارفه ان ده بسببى ..
ثم اضافت بحزن :
-: انت عارف ان راحتك اهم حاجه عندى ومادام هى بالنسبالك مش حاجه فمش ههتم بكلامها عشان كده انا بطلب منك ترجعها ..
تحرك بها ليعتدل فى جلسته قبل ان يجيب بجديه :
-: لا طبعاً , لو انتى مش مهتمه انا مهتم , مش هسمح لواحده حاولت تبوظ حياتنا او تضايقك انها تكون موجوده بأى شكل ...
لم ينتهى من جملته تلك حتى اقتربت منه تلتهم شفتيه وتقبله بنهم ، استجاب لها على الفور يبادلها قبلتها بعمق وشغف ، ظلا فتره من الوقت هكذا يتبادلان القبل الطويله برقه وعذوبه قبل ان تبتعد عنه تحاول اخذ نفس عميق تملأ به رئتيها ثم استندت بجبهتها على جبهته تحاوط وجهه بكفيها ، حاول إيجاد صوته ليكمل حديثه :
-: بس للاسف ده هيخلينى احتاج اسافر الفتره الجايه اخلص شويه شغل ..
شعرت بالرعب يتملك منها عند سماعها لتلك الجمله لم تعلم لماذا شعرت بذلك ولكن ظهر ذلك جلياً على وجهها فأسرع يضيف :
-: لو انتى حابه تيجى معايا انا هتبسط ..
اجابته بنبره محبطه :
-: انت عارف انى اكيد هحب كده بس هيبقى صعب عشان اسو والمستشفى ..
هز رأسه لها متفهماً وهو يطبع قبله على جبهتها ووجنتها قبل ان يقول برقه :
-: طيب وانا وعد هخلص فى اسرع وقت الشغل وارجع على طول ..
هزت راسها موافقه دون حديث عندما اقترب منها مره اخرى يسالها بمكر :
-: طب مش هنطلع ننام بقى ولا ايه ..
ابتسمت بخجل وهى تخفى راسها فى كتفه متمته :
-: اللى انت عايزه ..
ابتسم لها وهو يحاول رفع راسها بيده ليرى خجلها واحمرار وجنتها فتمتم بعدم تركيز :
-: شكلنا كده مش هنلحق نطلع الاوضه ..
لكمته برقه على كتفه وهى تخفض راسها مره اخرى من خجلها ولكنه اقبض عليها ليبدء تقبيلها بشغف ليغرقا معاً فى ثوره مشاعرهم الخاصه بهم ..
..........
استيقظت اسيا فى الصباح وعلى وجهها نفس الابتسامه البلهاء من فرط سعادتها ، كانت مستكينه داخل حضنه بهدوء تستمتع بدفء جسده وقوه صدره وهى تدفن راسها به، كانت تريد الاستقرار هنا وتمضيه ما تبقى حياتها هكذا ولكنها قررت التحرك فهى تشعر بالسوء بسبب اهمالها لطفلتها فى الايام الماضيه ، سحبت نفسها من حضنه بهدوء حذّر فهو لايزال نائما وهى لا تريد إزعاجه ، توجهت إلى غرفه اسو تُوقظها وتمرح معها قبل ان تقرر تحضير وجبه فطورها بنفسها ، مرحا معاً كثيراً اثناء تحضير وجبه الافطار وبعد حوالى نصف ساعه كانت اسيا تودع طفلتها ملوحه لها بحب وهى تستقل حافله المدرسه ، توجهت إلى الاعلى ودخلت غرفتها ولكنها وجدت الفراش فارغاً سمعت باب الحمام يُفتح بهدوء فألتفت تستقبل مراد بأبتسامه مشرقه وهو يتقدم في اتجاهها ، احمرت وجنتيها من رؤيته فقد كان عارى الصدر لا يرتدى سوى منشفه سوداء يحيط بها خصره واُخرى صغيره يجفف بها شعره، حاولت اسيا السيطره على مشاعرها من رؤيته بذلك الوضع وكذلك من نظراته الحاره فتحدثت بمرح وهى تقف امامها ترفع معصمها فى وجهه وتشير لساعه يدها محاوله تمثيل الجديه :
-: شايف الساعه كام !!! قدامك نص ساعه بس تبدل هدومك وتفطر على ما اخد دش وتوصلنى الشغل عشان متأخرش , ماشى ...
توقف مراد عن تجفيف شعره ثم رفع احدى حاجبيه لها بأستنكار وهو يلقى بالمنشفه الصغيره على الفراش ليفرغ يده ويستطيع محاوطه اسيا جيداً ، شهقت بخفه من محاصرته لها ولكنها حاولت السيطره على مشاعرها مكمله حديثها بترجى :
-: مراد بجد انت اتاخرت اوى يادوب نلحق نتحرك عشان متأخرش ..
أجابها ممازحاً وهو يحك انفها بأنفه :
- ايه المشكله يعنى لما نتأخر شويه ؟..
اسيا ممازحه: انت بقيت كسلى اوى على فكره ووراك شغل متأخر , وبعدين فى حد ينام كل الوقت ده !!! ..
ابتسم لها مشاكساً وهو يجيب :
-: اعمل ايه مانتى اللى أخرتينى امبارح معرفتش انام بسببك ..
شهقت اسيا بصدمه قبل ان تجيب بتذمر :
-:انا برضه اللى مخلتكش تنام امبارح , ماشى يا مراد انا بقول بقى النهارده انام مع اسو عشان تعرف تنام براحتك ..
رفع حاجبه بتحدى وهو يبتسم لها :
-: طب جربى وبيتهيألى نسيتى للمره اللى فاتت طلعتك منها ازاى ..
ابتسمت بعمق وهى تتذكر مشاكسته لها ذلك اليوم فحاولت إغاظته :
-: طب ممكن يلا بجد عشان كده هتأخر وبعدين المدير بتاعى الرخم ده ممكن يضايق ..
تظاهر مراد بالجديه وهو يسألها مستنكراً :
-:مدير !!!!!!!! ورخم !!!!!!! ..
اجابته اسيا متصنعه البراءه :
:- اه يا مراد المدير بتاعى رخم اوى ودمه تقيل بيبقى هناك من الصبح وواضح كده انه مستقصدنى فلازم اكون هناك فى ميعادى عشان ميهزقنيش ..
كتم مراد ضحكته وهو يسألها :
:- رخم ازاى بقى احكيلى ..
اسيا: دمه تقيل كده وشايف نفسه وفاكر نفسه حلو وبعدين بيمشى ولا همه حد وكل ما بعمل حاجه يزعقلى , مش عارفه شايف نفسه لييه , تصدق انه مره كمان باسنى ..
شهق مراد بسخريه وهو يبتسم :
:- باسك !!! وانتى سكتيله عادى كده ؟!،..
اسيا بدلال :
:- ماهو بصراحه كان حلو اوى وبعدين عايزنى أعارض المدير بتاعى ويرفدنى ولا ايه ؟!،..
مراد : لا لو كده انا هاجيلك المستشفى بليل اشوف المدير ابو ذوق حلو ده ..
شهقت اسيا بفرح وقفزت امامه وهى تصفق بيدها :
:- مراد بجد هتيجى النهارده ,الله , انت عارف بقالك قد ايه مجتش المستشفى ..
أجابها مبتسماً بفرح وهو يرى سعادتها واضحه :
:- انتى فعلا مبسوطه عشان هاجى النهارده ؟!..
هزت راسها له بقوه موافقه وهى تحاوط عنقه بذراعيها وتقر بخجل :
:- ايوه طبعا , المستشفى من غيرك ملهاش معنى وحاسه ان فى حاجه نقصاها ..
مراد وهو ينظر لشفتيها بتركيز ويلتوى فمه بنصف ابتسامه :
:- لا متقلقيش هاجى عشان عجبتنى اوى موضوع البوسه دى ولازم اجى اجرب تانى ..
اسيا وقد بدء الخجل يزحف لوجنتبها مره اخرى :
:-مراااااااد ...
أجابها مراد وقد بدء لون عينيه يتحول :
:- لا ماهو مراد وانتى محمره كده مش هينفع خالص وبعدين فين صباح الخير بتاعتى ..
ثم اقترب يخفض راسه ليقترب من شفتيها فهمست له بوهن وهى تشعر بأنفاسه الحاره تسقط على وجهها :
:- مراد احنا كده هنتأخر ..
انحنى يضع يده خلف ركبتها ويحملها إلى الفراش وهو يتمتم :
:- نتأخر نتأخر مش مهم دلوقتى فى حاجات اهم ..
ثم القاها على الفراش وهو فوقها ليغيبا معاً فى ثورتهم الخاصه ...
...............
انقضى يوم اسيا فى المشفى بسلاسة وأوشكت الساعه على الثامنه ، كانت اسيا تتمشى بقلق فى احد الممرات تبحث عنه فلقد وعدها بالحضور لكنه تأخر كثيراً ، كانت تتلفت حولها عندما أوقفتها عائشه بمرحها المعتاد :
-: شكلك بتدورى على حد ..
اجابتها اسيا بخفوت فعقلها فى مكان اخر :
:- هكون بدور على مين بس يا عائش !!
عائشه ممازحه :
:- يعنى انتى دلوقتى مش بتدورى على حد معين طويل كده واسمر وعيونه ملونه ومكتبه فوقينا بدورين وبيدور عليكى دلوقتى ..
انتفضت اسيا فرحه :
:- عيوش بجد مراد جه ؟!...
عائشه غامزه :
:- اه والله جه من شويه وسأل عليكى وقلتله انى هبلغها , ايوه يا عم مش متحمل يبعد عنك ..
وكزتها اسيا فى كتفها بخفه وهى تبتسم بسعاده
وتتحدث بصدق :
:- بطلى لماضه وعقبال ما اخلص منك بواحد يتحمل جنانك وهبلك ده ويريحنى من لماضتك دى ..
ابتسمت لها عائشه بود :
:- يارب عشان ارتاح انا كمان ..
تركتها اسيا مسرعه وهى تغمز لها بغيظ :
:- طب الحق اشوف جوزى بقى سلااااااام ..
ثم انطلقت مسرعه تاركه عائشه تضحك خلفها ، وصلت إلى مكتبه وطرقته بخفه ثم دلفت داخل الغرفه دون انتظار اجابه ، نظرت إلى المكتب فوجدته فارغا ، شعرت بيده القويه بجانبها تسحبها لتصطدم بصدره قبل ان ينقض عليها يقبلها على الفور بنعومه وشغف ، تحرك بها يسندها على الحائط بجوار الباب وهو لا يزال يقبلها بنعومه ، دفعته بعد قليل محاوله اخذ نفس عميق تملئ به رئتيها شعر هو بها فتركها قليلاً ، تحدثت اسيا بوهن :
:- مراد احنا فى المكتب ممكن حد يشوفنا ..
ابتسم لها بخبث قبل ان يجيبها :
:- ايه المشكله وبعدين انتى مراتى فعادى جدا ..
كان يمرر يده بخفه على جسدها فشعرت ان ارادتها تتهاوى امامه حاولت إيجاد صوتها لتتحدث :
:-مراااااااد مينفع..
لم تكمل باقى جملتها عندما اقترب منها مره اخرى يقبلها قبله طويله مليئة بالمشاعر كان يشعر بها تحت لمسته فلم يستطيع الابتعاد عنها ، قاطعه رنين هاتفه فابتعد عنها وهو يلعن ، مررت اسيا يدها المرتعشه على وجهها تحاول تهدئه مشاعرها ، تحدث مع انور بمنتهى الهدوء فأستنكرت اسيا كيف يستطيع السيطره على مشاعره فى لحظه واحده ، انهى اتصاله ومد يده يسحبها فى اتجاهه يحتضنها بحب ، سألها مراد بخبث وهو يستند بوجنته على وجنتها :
:- لسه مديرك مزعلك ؟..
ابتسمت بوهن وهى تحرك راسها لها نافيه ، اضاف مراد برقه :
-".. امممم , يعنى دلوقتى مبقاش رخم ودمه تقيل وشايف نفسه ؟!!..
اقتربت بوجهها من وجهه تتلمس ذقنه برقه شديده وهى تهمس له وعيونها تلمع بحب :
-"هو عمره ما كان كده ابداً , انت عارف انى كنت بغيظك بس ..
طبع قبله على وجهها ووجنتها وانفها وشفتها وهو يتنهد بشوق قبل ان يتحدث :
:-اسيا قدامك ٥ دقايق تبدلى هدومك وتقابلبنى فى الاستقبال تحت قبل ما اتهور هنا ..
انتفضت اسيا تبعد عنه للامان وهى تسال معترضه :
:- بس لسه الساعه مجتش ٩ ودوامى لسه مخلصش ..
تحرك مراد نحوها ببطء وهو يتمتم بنبره مهدده :
:- عندك حق وانا بقول برضه مش لازم استنى لحد ما نروح البيت ..
فتحت اسيا باب مكتبه تركض خارجه لتنفيذ ما طلبه منها ، بعد اقل من ٥ دقائق كانت اسيا فى الطابق الارضى تتجه نحو مراد عندما رأته يقف مع موظفه ما والابتسامة تملئ وجهه ، اقتربت منهم وهى تسمع صوت الموظفه تتحدث معه برقه ، شعرت بنار الغيره تبدء فى الاشتعال بداخلها ، حاولت السيطره على غضبها فوقفت امامه تهتف باسمه ولكنها توقفت عندما رأت البنت تبتسم له بأشراق ابتسامه جميله فشعرت بالالم يغزو قلبها من جمال ابتسامتها ، عقدت اسيا حاجبيها معاً وهى تقول :
-:مرااد !!! انا خلصت !! ..
ابتسم لها مراد ومد يده يحتضن يدها وهو لا يزال يتحدث مع الموظفه بود واضح :
-: تمام يا سيلين لو احتجتى اى حاجه انا موجود ..
ابتسمت الموظفه بخجل والإعجاب واضح فى عينها ثم تمتمت بخجل :
-" شكرا لحضرتك , لو فى حاجه هكلم حضرتك ..
بادلها مراد أبتسامتها ومد يده الاخرى ليربت على كتفها ولكن أوقفه ضغط قوى من اسيا على يده الاخرى فتراجع وهو يرى الغضب بادياً على وجهها ، ودع سيلين وهى تبتسم له بأشراق فرمقتها اسيا بنظره غاضبه قبل ان تتحرك بجواره ، بمجرد خروجهم من باب المشفى وقفت اسيا ونفضت يدها من يده بقوه تساله بحده :
-" ممكن اعرف بقى مين دى ؟!! وحضرتك واقف معاها كده ليه ؟!..
كان يبتسم بمرح من مظهرها الغاضب فتحركت تقترب منه وهى تهدده بنبره غاضبه وترفع إصبعها فى وجهه :
-" مراد انا مبهزرش , ممكن اعرف مين اللى حضرتك كنت واقف تهزر معاها دى كان ناقص تحضنها والله !!!
زاد بريق التسليه فى عينيه وهو بتراجع عنها خطوه محاولاً كتم ضحكته من مظهرها الغاضب :
-" دى سيلين بنت اخ واحد اعرفه طلب منى تتدرب عندى وانا قلت انزلها المستشفى عشان تكون قريبه منك ولو احتاجت حاجه تساعديها ..
كان الشرر يتطاير من عينيها الان فأقتربت منه خطوه اخرى تقول بحده :
-" وعشان كده حضرتك جيت المستشفى النهارده عشان تطمن انها مش محتاجه حاجه !!! لا وكمان عايزنى ادربهالك..
ثم اضافت مقلده نبرته :
-" هاجيلك المستشفى النهارده عشان عجبتنى حكايه البوسه دى !! ثم عادت نبرتها الطبيعيه :
-" بس الحقيقه ان حضرتك جاى عشانها ..
لم يستطيع كتم ضحكته فدوت بقوه من طريقتها فى تقليده وعصبيتها الواضحه فمدت يدها تدفعه بقوه وهى تضيف :
-" مراااد متنرفزنيش احسنلك ..
ثم تحركت بغضب تصعد للسياره وهى تصفق الباب خلفها بقوه ، تحرك مراد خلفها بسعاده ومرح يصعد للسياره بجوارها ، حاول مسك يدها فدفعتها بقوه وهى تنظر للاتجاه المعاكس بعيداً عنه ، استمرت رحلتهم للمنزل ومازالت اسيا على غضبها ، وقفت السياره امام المنزل فتحركت اسيا على الفور دون انتظاره تصعد للغرفه مسرعه تتجه للحمام فور وصولها لها ، اخذت دش بارداً لتهدئه غضبها ثم ارتدت رداء للنوم عباره عن فستان اسود قصير يصل إلى اعلى ركبتها بكثير وحملات رفيعه مع فتحه عنق واسعه تكشف عن الكثير من عنقها ومقدمه صدرها ، رفعت شعرها للأعلى بغضب ثم تحركت للخارج وجدت الغرفه فارغه فانتهزت الفرصه تتجه إلى غرفه اسو تطمئن عليها وتتمنى لها ليله سعيده، عادت بعد قليل إلى الغرفه فوجدت مراد بداخلها يرتدى فقط بنطال رياضى اسود وعارى الصدر ، تجاهلته اسيا وتوجهت إلى الفراش وهى ترفع راسها بتحدى ثم سحبت احد الوسادات الموضوعه وغطاء الفراش ثم تحركت امامه سحبها مراد وقد بدءت ملامحه وجهه فى التغيير وتحدث بجديه :
-" اسيا مفيش بيات بره الاوضه وانا مبهزرش ..
نظرت له بغضب وهى تسحب يدها بقوه من يده قبل ان تدفع الوساده والغطاء على صدره وتجيبه بتحدى :
-" ومين قالك انى هنام بره اوضتى !! انت اللى هتنزل تنام فى المكتب عشان تعرف تضحك لها كويس ..
عادت التسليه لعينيه مره اخرى ، ثم رمى الوساده والغطاء على الفراش مره اخرى قبل ان يجيبها بشغف :
-" انا موافق انى انام فى المكتب بس بشرط تنامى جنبى زى امبارح ..
ثم تقدم يقترب منها وعينيه تتحول للأسود من ذكريات الليله الماضيه ، تحركت ببطء تبتعد عنه ولكنه سبقها وفى اللحظه التاليه كان يحاصرها بقوه وكلتا ذراعيه يتشابكان بكسل على خصرها ، دفعته بقوه تحاول التخلص منه ولكنه اقوى منها فلم تستطيع التحرر من قبضته حاولت مره اخرى بوضع كلتا يديها على ذراعيه محاوله فك تشابك يديه من حولها ولكن أيضاً دون جدوى، حاولت الحفاظ على نبره صوتها الطبيعيه :
-" مراد لو سمحت سيبنى..
اخرج صوت من حنجرته يدل على الرفض ثم اقترب منها حاولت الابتعاد عن جسده قليلاً ولكنه أعادها إليه بضغط يده على منتصف ظهرها ثم أسند وجهه على خدها يحرك رأسه ببطء لتشعر بوخز شعيرات ذقنه الخفيفه على خدها فتصيبها بالخدر ، شعرت بقدميها تتهاوى من تحتها وهو يهمس بأسمها بأثاره ، لم تدرى لماذا ولكنها شعرت بالدموع الحاره تتجمع داخل مقلتيها بقوه ، لم تدرى من غضبها ام من حبها ام من ضعف ارادتها امامه ، فلتت منها دمعه شعر بها تسقط على أنفه وهو يدفن وجهه فى وجنتها ، رفع راسه على الفور ينظر إليها فلاحظ احمرار انفها واهتزاز شفتها السفلى وهى تحاول السيطره على دموعها ، صدم من مظهرها فهتف لها بحنان :
-" اسيا , حبيبى ..
مجرد سماعها كلمتها المفضله منه حتى انفجرت بالبكاء وهى تشهق بقوه ، شعر بالغضب من نفسه لانه السبب فى حزنها فضمها بقوه يمسح على شعرها وظهرها بحنان وهو يهمس :
-" اسف , والله كنت بهزر معاكى , انا اسف مكنتش اعرف انك هتضايقى كده ، سيلين دى زى اختى الصغيره ..
كانت لاتزال تشهق بقوه وهو يمسح على شعرها ويدفن راسها داخل صدره كأنه يريد حبسها بداخله حتى هدئت تماماً ، رفعت راسها وهى تمسح وجهها بظهر يدها كالأطفال وتمتمت بهمس خجله وهى ترى صدره مبلل من اثر دموعها :
-" خلاص انا كويسه ممكن تسيبنى بقى ..
حرك راسها رافضاً وهو يبتسم لها بمكر :
-" لا مش هينفع انا عايز ادوق ..
رفعت راسه تسأله ببلاهه :
-" تدوق ايه ؟!..
أجابها بهمس وهو يسحبها نحوه مره اخرى :
-" ادوق الدموع اللى غرقت وشك وغرقتنى دى ..
دفعته بوهن وقد بدء غضبها يعود إليها مره اخرى :
-" انا لسه مضايقه منك على فكره وبعدين روح لست سيلين بيتهيألى هى اولى ..
دوت ضحكته فلكمته بكف يدها بقوه على ذراعه وهى تقول بحده :
-" مراد سيبنى بجد احسنلك ..
تركها متحاشياً دموعها مره اخرى فتحركت هى من امامه تلتقط الوساده ثم قذفتها نحوه بقوه تحرك نحوها يقبض عليها بقوه يحدثها بمرح :
-" انا غلطان انى سبتك على فكره , وبعدين مكنتش اعرف انك بتغيرى عليا اوى كده ..
نظرت له بغضب قبل ان تجيبه كاذبه :
-" انا مغرتش ولا حاجه بس معجبنيش شكلها كده وخلاص ..
ابتسم مراد وهو يتحدث معها باقرار :
-" قلتلك قبل كده كتير مبتعرفيش تكدبى عليا شوفى رموشك اتحركت كام مره دلوقتى فى الجملتين دول !!! ...
اخفضت راسها تتحاشى نظرته ولكنه وضع إصبعه تحت ذقنها يرفع راسها إليه مره اخرى يتفحص وجهها قبل ان يطبع قبله خفيفه على شفتيها ويقول :
-" طب ما تسمعينى انك غيرتى عليا وتفرحينى بدل مانا بغيظك من الصبح وبحاول اسحب الكلام ومفيش فايده ...
لكمته مره اخرى بغضب فتظاهر بالألم لعلها تلين :
-" ااااااااااااااه , ايدك جامده ..
اسيا بحده : احسن خلى الست ام ضحكه حلوه تطبطب عليها يمكن تبطل توجعك ..
ثم تحركت عنه مستديرة فأوقفها هذه المره بجديه :
-" استنى هنا , مين دى ام ضحكه حلوه ؟؟؟
استدارت اسيا تواجهه وهى تقر بحزن :
-" سيلين , انت مشفتش بتضحكلك ازاى !!!! ...
نظر إليها مراد بحزن قبل ان يمد يده يلعب بخصلات شعرها ثم تحدث بأقرار :
-" انا ميهمنيش مين ضحكته حلوه ومين لاء وبعدين سيلين دى فعلاً زى اختى الصغيره صاحبى طلب منى أساعده وانا ساعدتها بس عشان خاطره مش اكتر وبعدين انا معرفش حد ضحكته حلوه غير الغمزات اللى قدامى دى واللى لما بتضحكلى بنسى الدنيا باللى فيها ..
ثم حرك يده يتلمس تلك الغمزه التى بدءت تظهر بوضوح الان من اثر ابتسامتها ، اخفض رأسه يطبع قبله فوق غمزتها ويده الأخرى امسك بيدها ثم وضعها فوق قلبه لتشعر هى بدقاته ، همس فى اذنها بحنان :
-" مش هسمع بقى كلمه بحبك زى امبارح تانى ؟؟ ..
هزت راسها لها رافضه فأنحنى يحملها وهو يبتسم لها بأغراء :
-"طب استحملى بقى ..
ثم وضعها برقه فوق الفراش وانحنى فوقها يقبلها مطولاً بشغف وحنان وهما يغرفان فى امواج مشاعرهم المحتدمه ...
********
•تابع الفصل التالي "رواية عشقي الابدي" اضغط على اسم الرواية