رواية المتاهه القاتلة الفصل الخامس 5 - بقلم حليمة عدادي
أخذ نفسًا عميقًا.. وسحب الخنجر بمهارةٍ وغرزه في صدره، سحبه وطعنه عدة طعناتٍ متتالية حتى سقط أرضًا، نظر إلى رفاقه قائلًا:
يلا اتحركوا بسرعة، ممنوع حد فيكم يبص وراه.
حمل “دينيز” على ظهره وركض وهم خلفه، لم يلتفت أحد منهم خلفه، كل همهم الفرار من هذا المكان وإنقاذ أنفسهم من موتٍ بشع، ركضوا حتى شعروا بانقطاع أنفاسهم وتصببوا عرقًا.. وبعد مدةٍ من الركض حينما شعروا أنهم ابتعدوا عن المكان بالقدر الكافي جلسوا حتى يلتقطوا أنفاسهم المسلوبة.
تحدثت إليف بتعب كانت تشعر بالدوار، وضعت يدها على بطنها، كان يُصدر أصواتًا عالية دليلًا على شدة جوعها:
ماريا، أنا جعانة أوي، وعايزة أشرب مش قادرة.
نظرت “ماريا” إلى أختها بحزن، كيف ستحصل على طعام، فهي لم تعد تشعر بالجوع من شدة الرعب الذي مرت به، حتى أنها نسيت أي شيء اسمه ماء أو طعام.
لازم نلاقي ميه وأكل، وإلا هنموت من الجوع.
تفحص “رام” المكان جيدًا، فهو يدرك خطورة المكان، هو يعلم أنهم إن ظلوا هنا فسيكونون فريسة للذئاب أو أي شيء آخر من هذه المخلوقات الغريبة، وطلب منهم أن يكمل السير حتى يجد مكانًا آمنًا لتضميد جرح “دينيز”.
نظر “جان” إلى “دينيز”، كتفها ما زالت تنزف وهي تتألم، وطلب منهم التوقف قليلًا، تحدث بحزنٍ من هذه الحالة التي وصلوا إليها:
رام، هاتلي شوية أعشاب أحطها على الجرح علشان النزيف يقف.
المكان كان مليئًا بالأعشاب الطبية، قطف “رام” مجموعة من الأعشاب، وخلع قميصه ووضع فيه العشب وطحنه بالحجر، نظر إلى “ماريا” التي كانت شاردة.. تنهد وناداها كي تلتفت إليه:
ماريا، ماريا، تعالي خديه، وحطيه على جرح دينيز علشان نتحرك.
وقفت بتعب أخذته منه وجلست جانب “دينيز”، أنزلت ملابسها قليلًا وضعت على الجرح الأعشاب كي يتوقف النزيف، مزقت قطعة من ثوبها وربطت بها الجرح، ثم نادتهم بعدما انتهت كي يكملوا طريقهم.
تحركوا من المكان على أمل أن يجدوا مخرجًا، بعد مدةٍ من سيرهم وسط الغابة ينظرون إلى السماء، لم يظهر لهم شيء، الأشجار كثيفة ومتشابكة مع بعضها.
نظر “رام” إلى شجرة توت كانت قريبة، طلب منهم أن يصعد وهم يجمعوا ما يسقط منها، اقتربوا من الشجرة، صعد “رام” عليها، الفتيات جلسن على الأرض، و”جان” جمع كل التوت الذي سقط على الأرض، ووضعه أمامهم حتى جمع كمية كبيرة ونادى “رام” كي ينزل.
اجتمعوا حول التوت وبدؤوا الأكل، كانوا جائعين بشدة، لم يتحدث أحدٌ منهم، كل واحدٍ شارد يفكر.
قاطع صمتهم صوت “إليف” الحزين:
امتى هنخرج من هنا؟ أنا خايفة أوي، ماريا، خلينا نرجع عند بابا، على الأقل هناك مفيش رعب زي دا.
نظروا إليها بحزن، كيف لفتاة في عمرها أن تتحمل كل هذا.
تحدث “رام” يحاول التخفيف عنها:
متزعليش يا إليف، إن شاء الله هنخرج من هنا وكل دا هيخلص.
خرجت “نايا” من صمتها، فهي لم تتكلم طوال الطريق، وهي تحكي عن خوفها وتطلب منهم العودة حتى لو قتلها والدها لن تعترض، أفضل من كل هذا الرعب الذي عاشته، كل ما صدر صوت تفزع، حاولوا تهدئتها، فهذا ليس وقت الخوف بل وقت الصمود.
جمعوا ما بقي من التوت وواصلوا السير، على أمل أن يجدوا مخرجًا من هذا المكان المرعب، بعد مدة من السير شعروا بالتعب واليأس كأنهم يسيرون في المكان نفسه، الأشجار في كل مكان، وصوت الريح الذي يبعث الرعب في القلوب.
وقفوا عندما سمعوا صوت وقع أقدام تقترب منهم، تحدث “جان” وهو يشعر بالأمل الذي عاد له، يطلب منهم الصمت لمعرفة مَن القادم.
تحدث “رام” قائلًا:
بس أنا مسمعتش حاجة يمكن دا صوت الريح أو…
وقف الكلام في حلقه حينما شعر بشيءٍ حادٍ يوضع على رقبته، وسمع صرخات أصدقائه من خلفه، استدار بفزع.. ويا ليته لم يستدر، وقف الكلام في حلقِه ووقع على الأرض بصدمة لم يعد يشعر بالهواء، اختنق لم يصدق ما تراه عيناه
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية المتاهه القاتلة) اسم الرواية