رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الخامس 5 - بقلم اية العربي
نعم انا المخطئ ،،، ولكن حينما لم أكن أعلم أنى أحمل لكى حباً سيفيض ويغرقنى
❈-❈-❈
بعد ٣ أشهر
بقى الوضع على ما هو عليه عند الجميع .
تجلس سناء مع حمزة الذى ذهب للإطمئنان عليها بعد عمله كعادته فهى رفضت رفضًا قاطعًا الذهاب لفيلا والدها بعد وفاة منصور برغم محاولاته المستمرة في ذلك وقررت المكوث في منزلها وكرست حياتها كاملة لتوأمها فقط .
تسائل حمزة بترقب وهو يرتشف قهوته :
-ناصف عامل معاكوا ايه اليومين دول ؟ ،، أنا سمعت إن الشغل ماشي معاه كويس ،، صحيح مش زي منصور بس إلى حدٍ ما مقبول .
أردفت سناء وهى تتابع طفليها بعــ.ينيها حيث كانا يجلسان يندمجان في بعض ألعاب الذكاء :
– كويس يا حمزة ،،، بيوصلنا مصروفنا وزيادة كل أول شهر ،،، وبيسأل دايماً على الأولاد وبييجي يشوفهم ساعات بس مؤخراً بدأ يتغير وده مخوفنى .
تعجب وطالعها بعمق وتساءل بقلق :
– إزاي يا سناء ،،، تحبي أتدخل ؟
هزت رأسها سريعاً تردف بهدوء :
– لا لا الأمر مش مستدعى كدة ،،، يمكن أنا اللى مكبرة الموضوع ،،، على العموم أنسى ناصف دلوقتى .
أردفت متسائلاً بقلق :
– هو أستقر هنا خلاص ؟
أومأت قائلة :
– أيوة ،،، وكمان أشترى شقة كبيرة في برج سكنى من الأبراج الجديدة ،،، مهو أخوه قبل ما يموت وصى إن كل شئ يكون تحت إدارته ،،، وأصلاً إن جيت للحق كدة أحسن لى مليون مرة ،،، أنا مش عايزة أختلط بمحيط الشغل والأعمال ده خالص ،،، أنا عايزة أبعد تماماً عن صراعهم أنا وأولادى .
أومأ مؤيداً وصمت قليلاً فتنهدت هي وتابعت تفكر بصوت عالي وتستشيره :
– عايزة أشوف مُدرّسة كويسة تأسس الأولاد يا حمزة ،،، بس تكون كويسة وأقدر اثق فيها ،،، أنت عارف أنى معرفش حد ومش أجتماعية أوى ،،، لو تعرف تهتم بالموضوع ده وتسأل ؟
أومأ لها ثم شرد قليلأً لثوانى وقد إلتمع وميض أفكاره وأردف بحماس وسعادة ردت الروح داخل صــ.دره الملــ.كوم مع لمعة غريبة ظهرت بعــ.ينه :
– إيه رأيك في ريتان بنت عم حمدى ؟ ،،، هى اتخرجت وسمعت إنها قدمت في كذا مدرسة خــ.اصة علشان تتوظف ،،، واللى أعرفه إنها كانت ممتازة في كلية التربية وبعدين هى بتحبك جداً وهترحب بالفكرة .
شهقت سناء بفرحة وقالت بحماس متذكرة:
– أيوة يا حمزة معاك حق طبعاً ،،، إزاى نسيت ريتان !،،، هى دي ،،، أنا هكلمها فوراً.
تناولت هاتفها من جيب كنزتها وطلبت رقمها على الفور تحت أنظار حمزة الذى ينتظر متلهفاً ثم تحدثت بعد ثوانى قائلة عندما فُتح الخط :
– أيوة يا ريتا أزيك عاملة إيه ؟
أجابت ريتان بصوت ناعس رقيق :
– أهلاً يا نونا أنا كويسة الحمدلله ،،، إنتِ عاملة اية
أردفت سناء بأسف عندنا لاحظت صوتها الناعس :
– أنا متأسفة يظهر إنى صحيتك ،،، طيب هقفل واكلمك وقت تانى
أردفت ريتان بتروى :
– لا ولا يهمك أنا خلاص صحيت ،،، اتفضلي سمعاكى ؟
تحمحمت سناء ونظرت لشقيقها الذى يتابع بإنصات وفجأة وجد قلبه ينبض بقوة لا يعلم لماذا حتى أنه لم يسمع صوتها ولكن فكرة أنها قريبة من محيطه لهذه الدرجة تبعثره وتشــ.تت أفكاره مجدداً
أردفت سناء بترقب:
– أنا كنت عايزاكى تعطى سليم وتقى دروس تأسيس قبل ما يبدأوا دراسة يا ريتان ،،،، وبصراحة •••
قاطعها يهز رأسه ويحــ.ذرها بعــ.ينه أنا لا تخبرها عنه شيئاً أو تذكر إسمه فتلعثمت قليلاً ثم أردفت:
– يعنى أنا مش هلاقي أفضل منك يأسسهم ،،، ولا إنتِ إيه رأيك ؟ .
قفزت ريتان من على تختها بسعادة فها هى الفرصة تأتى إليها على طبق من ذهب لتثبت كفاءتها وأردفت بحماس :
-معنديش اي مانع طبعاً يا نونا وتأكدى إنى هبذل كل جهدى وهتشوفي بنفسك النتيجة .
إبتسمت سناء بعدما استشعرت سعادتها وأردفت بحنو :
– خلاص يبقى توكلنا على الله ،،، نبتدى من أول بكرة؟ .
أردفت ريتان بسعادة :
– تمام يا نونا ،،، هستأذن بابا وبكرة إن شاء الله هكون عندك .
أغلقت معها ونظرت لشقيقها بتعجب ثم أردفت متسائلة :
– ليه شاورتلي متكلمش عنك يا حمزة ؟
تحمحم حمزة ونظر للبعيد واعتدل يردف مستنكراً :
– يعنى لما تيجي منك أحسن ،،، علشان متفكرش أنك كنتِ نسياها ولا حاجة .
نظرت له بتعجب ولكنها أردفت بسعادة :
-على العموم هى فرحت جداً ،،، وأنا كمان فرحت وارتحت لأنى بحب ريتان جداً .
أومأ يبعد أنظاره عنها يخشي أن تنكشف حالته العجيبة تلك عندما تذكر أمامه ،
أسقطته شقيقته من سماء أحلامه الصافية عندما سألته:
– عامل إيه مع مها يا حمزة ؟ ،،، إندمجتوا مع بعض ولا لسة بردو ؟
التفت ينظر لها وقد عادت ملامحه لجمودها مردفاً وهو يقف ويستعد للمغادرة :
– بحاول يا سناء ،،،، أنا لازم أمشي دلوقتى وهمر عليكي بكرة ان شاء الله ،،، سلام .
غادر مسرعاً فهو لن يحتمل أسئلة آخرى عن تلك العلاقة المتكافئة بالنسبة لوالده فقط ولكن منذ اللحظة التى تمت فيها تلك الخطبة وهو يشعر بقــ.بضة قوية تلتف حول رقــ.بته ويــ.داه مقيدة فلم يستطع حلها .
لقد نزع قلبه وترك نفسه لحكم والده والعادات والأصول والمظاهر الاجتماعية مقنعاً عقله أنه يفعل الصواب … لنرى إلى أي مدى سيصمد هذا الظالم لنفسه .
❈-❈-❈
في شركة السوهاجى
يجلس ناصف خلف مكتبه بعقل شارد ،،، يفكر في المكالمة الهاتفية التى أتته منذ أسبوع ،،، إلى الآن لم يحسم أمره بعد ولا يعلم ماذا عليه أن يفعل في هذا العمل الخبيث .
طرق باب مكتبه المساعد الخــ.اص والذراع الأيمن لشقيقه منصور .
أردف كارم بترقب :
– اتفضل يا ناصف بيه ،،،، حضرتك طلبتنى ؟
أومأ ناصف وأشار له بالجلوس فجلس كارم بترقب .
طالعه ناصف بجمود وأردف متسائلاً :
– قولي كل اللى تعرفه عن الجماعة دول ،،، واحكيلي تفاصيل الشغل المستخبي لمنصور ،،، أخويا ،،، إحكى كل حاجة ومتسيبش أي معلومة حتى لو صغيرة .
تنهد كارم وأردف بقلق :
– هما الجماعة دول طلبوا منك إيه بالضبط يا ناصف بيه ؟ ،،، لأن على حد علمى ان مش بسهولة كدة يثقوا في أي حد ،،، أكيد كانوا بيدوروا ورا حضرتك في فرنسا ،،، ده غير إن بيتهيألى أخر صفقة بينهم وبين منصور بيه تمت خلاص .
تعجب ناصف وأردف :
– أومأ ليه اللى كلمنى قال إن بينهم وبين منصور اتفاق لعشر سنين قدام ،،، وإن لو منصور مات فأنا موجود ومجبر أكمل مكانه ؟
زفر كارم وأردف بأسف :
– للأسف يا ناصف بيه مافيش قدامنا حل غير إننا نوافق ،،،، دول مش بيهزروا ،،،، لأن آخر شحنة مخدرات دخلت مصر كانت هتتمسك لولا منصور بيه عمل المستحيل علشان يعديها لانه عارف إن لو إتمسكت مكانوش هيرحموه ..
زفر ناصف بضيق وأردف بحدة :
– وأنا المفروض اتصرف آزاى مع الناس دي؟ ،،،، وأوافق إزاى على طلباتهم .
أردف كارم بترقب :
– مافيش غير ان حضرتك تتفق مع رجالة منصور بيه اللى كانوا بيشتغلوا تحت إيــ.ده ،،، أنا عارفهم ولو تحب أجمعهملك معنديش مانع .
شرد ناصف يفكر قليلاً ثم أومأ وأردف بغموض ونظرات مبهمة :
– إجمعهم لي ،،، وشوف مكان مناسب نتقابل فيه .
أومأ كارم وأردف :
– حاضر يا ناصف بيه ،،، فيه مكان كان منصور بيه متعود يقابلهم هناك ،،، هضبط الدنيا وابلغ سعادتك .
أومأ ناصف وغادر كارم وتركه يفكر بضيق ثم أردف بغضب مكبوت:
– بتورطنى ليه يا منصور ،،، أنا كنت بعدت عن الأرف ده وارتحت .
❈-❈-❈
في اليوم التالى صباحاً في فيلا سالم الجواد
تجلس الأسرة جميعها على مائدة الإفطار
نظر فريد للجميع بترقب ثم تحمحم وأردف بجــ.رأة ظاهرة يحدث والده :
بابا لو سمحت أنا كنت عايز حضرتك في موضوع .
طالعه سالم بطرف عيــ.نه وأردف بجمود كعادته :
– خير ؟
نظر فريد لوالدته التى تطالعه بترقب ثم نظر لشيرين خاصةً وأردف بفخر معتقداً أن والده سيسعد :
– أنا كنت عايز أتقدم واخطب ميادة زميلتى ،،، بنت إبن خال شوقي ابو الدهب .
طالعه والده بعمق لثوانى ثم أردف ساخراً :
– لسة متخرج بقالك كام شهر بدرجات وتقدير زى الزفــ.ت على دمــ.اغك وعديت بالعافية وحضرتك بدل ما تفكر في مستقبلك وشغلك جاي تقول عايز تخطب ! ،،، وتخطب مين ؟ ،،، الهانم الفاشلة اللى زيك ؟ ..
ذهل فريد من سخريته اللاذعة بالنسبة له وحاول التحدث ولكن عاد سالم يقاطعه ويسترسل :
– أنت مفكر إنى مش عارف سرمــ.حتك اللى كنت بتعملها في الكلية ؟.
طالعه فريد بحرج ونكس رأسه أمام الجميع فتابع سالم بجمود:
– أنت هتسافر فرنسا تاخد شهادة خبرة في أدارة الاعمال من هناك وترجع بعدها تشتغل مع أخواتك في الشركة ،،، مش هسمح لواحد منكوا يبعد عن محيطي ،،، الشركة دي وارثها عن أجدادى ولازم أنتوا تكبروها وده مش هيتم غير بقراراتى .
صُدم من حديث والده كما الجميع وأردف بحزن :
– إيه اللى حضرتك بتقوله ده يا بابا ؟ ،،، إزاى بس ده يحصل ! ،،، مش هينفع أسافر أنا درجاتى قليلة .
أردف سالم مقاطعاً بغضب وتحكم :
– ملكش فيه أنت هتسافر تدرس وخلاص ،،، وترجع بعد سنتين تتعين في الشركة علطول .
شرد في أمر حبيبته ميادة فأردف معترضاً بنبرة مجردة من التعقل :
– مش هينفع يا بابا ،،، انا وعدت ميادة انى هتقدملها ،،، وأنا راجل واد كلمتى .
وقف سالم يردف بغضب لاغياً النقاش :
– اللى قولته هيحصل ،،، ولما ترجع بعد السنتين دول نبقي نشوف موضوع وعدك ده ،،، ولو هي بتحبك هتستناك
نظر لأبنيه حمزة ومراد وأردف آمراً :
– يالا أتأخرنا ع الشركة .
خرج دون أن يودع زوجته كعادته بينما كانت شيرين في زحام أفكارها وكــ.سرة خاطرها بعد كلمات هذا المعــ.توه الذى يظن نفسه رجــ.لاً وهو لا يمت للرجــ.ولة بصِلةٍ .
تبع حمزة والده للخارج وقد تحكم في صمته بقوة حتى لا يجادله أمام فريد ،،، خرج وكان حمدى يقف أمام السيارة ينتظره فنادى حمزة على والده يردف باحترام :
– لو سمحت يا بابا .
توقف سالم في الحديقة ثم التفت يطالعه ويستمع اليه فتقدم حمزة منه وتابع بضيق :
– مينفعش كل مرة تجبرنا على حاجة إحنا مش عايزينها ،،، مش كل مرة تنهى النقاش وتمشي وتدوس على مشاعرنا ،،، فريد شاب زى اي شاب وأيوة هو مندفع بس عايز من حضرتك تسمعه ،،، تفهمه ،،، مش تأمر وأحنا ننفذ بصمت كأننا جماد ملناش أي رأي ،،، أيوة بنحترمك جداً وبنطيع أوامرك إحترام مش خوف ،،، فياريت متضغطش على فريد في إختياره .
أردف سالم متعجباً من إعتراضه وطريقته وتساءل بخبث :
– ومين قال أن أنا بجبركوا ؟ ،،، أنا أجبرتك على إيه قبل كدة لما هجبر أخوك ؟ ،،، أظن أنت سمعتنى كويس ،،، أنا قولت له يسافر ياخد شهادة الخبرة ويرجع وأنا هخطبله البنت اللى هو عايزها .
طالعه حمزة بتعجب ،،،
أردف حمزة بغضب مكبوت :
– حضرتك يظهر ناسي خطوبتى من مها ؟ ،،، الخطوبة اللى كلها مصالح لحضرتك ولعمى شوقي بس بالنسبالي انا مش مستفيد منها بأي شئ ،،، أنا نفذت أوامرك علشان عيلتى ترتاح وأخواتى يختاره بإرادتهم .
غضب سالم خصوصاً أن هذا الحديث دار أمام أنظار حمدى الذى يستمع بحزن لحال هذا الشاب وأردف بجمود :
– خطوبتك من مها أبو الدهب هى أكتر قرار صح أنا أخدته وعرضته عليك وانت وافقت عليه مأجبرتكش ،،، ومستقبلاً هتشكرنى عليه ،،، وبعدين البنت اللى أخوك عايزها دى مش زي مها أبداً ،،، دى بنت طماعة وأخوك مضيع فلوسه عليها ،،، ولو عايز تتأكد هبقى أوريك فواتير الذهب اللى شاريهولها من جواهرجى العيلة ،،، يعنى أنا بدور على مصلحتكوا كلكوا ،،،، وحالا أنهى النقاش ويالا بينا على الشركة .
تركه واتجه يستقل سيارته بعدما فتح له حمدى الباب بقلة حيلة وانطلق حتى دون أن يأخذ مراد الذى كان يقف يستمع بصمت ثم اتجه لأخاه مردفاً بتساؤل:
– مالك يا حمزة أيه اللى حصل ؟ ،،، ليه متعصب كدة ؟
طالعه حمزة بضيق وإختناق وأردف :
– اللى حصل إن والدك مصمم يضغط علينا كلنا ،،، أحنا مش عيال صغيرين علشان يجبرنا كل شوية على اللي هو عايزه .
تعجب مراد وأردف بتروى :
– يا عم ده كدة احسنله ،،، أخوك محتاج يبعد عن البنت دى ،،، ميادة أيه بس اللى يخطبها دى بنت قلــ.يلة ذوق ومغرورة ،،، أنا شايف إنه يسافر أحسن يا حمزة .
زفر حمزة بقوة ورفع رأسه للأعلى ،،، لا أحد يشعر بيه … لا أحد يشعر بالضغط الذي يعانيه ،،،، عليه أن يظل ثابتاً من أجل عائلته ومستواها الإجتماعي وأن لا يهتز أو يصرخ أو يفيض ،،،، ليحبس بركانه داخله إلى أن يتآكله ،،، عليه أن يُكبت مشاعره ويقيدها إلى أجلٍ غير معلوم .
زفر بقوة وأردف بضيق وهو يتجه لسيارته :
إركب يا مراد .
صعد مراد مع حمزة سيارته وانطلقا الإثنين في طريقهما إلى الشركة .
في نفس الوقت خرجت ريتان مبكراً لتلتقي بكاريمان التى طلبت منها الذهاب معها لتقدم طلب وظيفي في إحدى المدارس الخــ.اصة التى سبقتها ريتان في التقديم بها .
عبأت كاريمان الطلب الوظيفي وخرجتا من المدرسة تسيران قدماً في طريق العودة .
رآها حمزة صدفةً وهو يقود فتوقف فجأة وثبت أنظاره عليها وهى تتحدث مع كارى غير منتبهة إليه ،،، عاد قلبه ينبض بقوة كأنه يركض بأقصى سرعته ،،، ألتمعت عيــ.نيه فور أن وقعت على عيــ.نيها .
تعجب مراد من توقفه وسأله :
– إيه يا حمزة وقفت ليه ؟
تنهد بعمق ولف نظره لشقيقه بحيرة ثم أردف وهو يشير برأسه :
– دى ريتان بنت عم حمدى ،،، تقريباً بتحاول توقف تاكسي ،،، ثوانى وراجعلك يا مراد .
فتح الباب ونزل من سيارته في اتجاهها ،،، رأته فتصنمت ونغزها قلبها وتعجبت ثم نظرت لكارى وأردفت ساخرة تستعدى الثبات :
يا محاسن الصدف .
كادت تخطى وتكمل طريقها لتتجنبه فأوقفها يردف متسائلاً :
– أزيك يا ريتان ،،، أنتِ كويسة ؟ ،،، محتاجة أي مساعدة ؟
تنهدت ونظرت له مردفة بهدوء وثقة وفخر :
– شكراً يا أستاذ حمزة أنا وكارى قدمنا طلب وظيفي في المدرسة هنا وكنا مروحين عن إذنك .
أبتسم وأردف بفرحة لسعادتها وحماسها :
– ده خبر كويس جداً ،،، إن شاء الله تتقبلوا في أقرب وقت ،،، طيب تحبوا أوصلكوا ولا بردو هترفضي ؟
أردفت بثبات وهدوء :
– شكراً ،،، هنركب تاكسي .
نزل مراد أيضاً بعدما رأى كاريمان واتجه إليهما يردف مرحباً بمرح متعمد :
أهلا يا ريتان إزيك ،،، بتعملى إيه هنا ؟
كان يتحدث وعينه منكبة على كاري التى نظرت للجهة الأخرى بتعجب بينما أردفت ريتان بإبتسامة هادئة :
– إزيك يا أستاذ مراد عامل إيه ،،، كنا بنقدم على طلب وظيفي ومروحين ،، عن اذنكوا .
تحركت مع كاريمان فأردف مراد بلهفة يوقفهما :
– طيب مش تعرفينا ؟
توقفت ريتان تنظر لكارى المتعجبة وأردفت بضيق لوقوفها :
– كاريمان صحبتى ،،، وده مراد يا كارى ابن سالم بيه ،،، عن اذنكوا .
اكملتا الفتاتان طريقهما واستقلا الشابان سيارتهما وكلٍ منهم يفكر في أمر الآخر بتعجب وحيرة وأعجاب وعذاب .
❈-❈-❈
عصراً اتجهت ريتان بسيارة أجرة إلى فيلا منصور السوهاجى ،،،، دلفت بعدما سمح لها الحارس بناءاً على تعليمات سناء .
اتجهت تخطى في الحديقة ثم وصلت إلى الباب الداخلى للفيلا حيث وقفت سناء تستقبلها مرحبة تردف بسعادة :
– أهلاً يا ريتا نورتى .
أبتسمت لها ريتان بحب وصعدت الدرجات القليلة حتى وصلت اليها وبادلتها السلام قائلة بحماس :
– إزيك يا نونا وحشتيني ،،، عاملة إيه ؟
أردفت سناء بحنو :
– كويسة جداً ،،، اتفضلي .
دلفت ريتان معها إلى الداخل ولكنها تفاجأت بهذا الذى يتكئ على ساعديه ويلعب مع التوأم ،،، تحمحمت بحرج والتفتت تطالع سناء بتردد فأردفت سناء مطمئنة :
– تعالى متقلقيش ده ناصف عم الأولاد .
خطت معها باتجاهُ فالتفت ناصف يطالعها ثم إعتدل يتوقف ويقابلها حيث توقفت سناء أمامه تعرفهما مردفة :
– ناصف دى ريتان صديقتى وهتبدأ تأسس سليم وتقى من النهاردة .
مد ناصف يــ.ده يردف بتمعن بعدما تذكرها منذ العزاء :
– أهلاً أستاذة ريتان ،،، إتشرفت بمعرفتك .
مدت يــ.دها مرغمة حتى لا تحرجه وبادلته السلام ثم سحبتها مسرعة وأردفت بتوتر من نظراته :
أهلاً بحضرتك ،، متشكرة .
أعجبت بخجلها وطالعها بتفحص بينما هى نظرت للصغار حيث أردفت سناء لهما :
– سليم تقى مش هتسلموا على مس ريتان ؟
أسرعا الصغيران إليها يرحبان بها بطريقتهما الطفولية فاستقبلتهما ريتان بحب وحنو تحت أنظار سناء وناصف ثم أردفت سناء برتابة :
– اتفضلي يا ريتان ،،، ارتاحى شوية وبعدين تبدأي معاهم جوة في المكتب لوحدكوا علشان تبقى على راحتك معاهم ،،، بس قوليلي الأول تشربي إيه ؟
هزت ريتان رأسها تردف بهدوء وحرج :
– لا شكراً ولا أي حاجة … خليني أبدأ دلوقتى علشان متأخرش في الرجوع .
أومأت نونا موافقة ثم إستأذنت من ناصف واتجهت معها هى والصغار إلى غرفة المكتب يبدأى درسهما الأول مع مس ريتان .
عادت سناء إلى ناصف ونادت المساعدة تردف بهدوء :
– لو سمحتى يا دادا سميحة دخلى لمس ريتان عصير ليمون فريش بعد إذنك .
جلست مع ناصف الذي تسائل بترقب :
– هى ريتان تبقى صديقتك فعلا ؟
طالعته سناء وأردفت بعفوية :
– هى بنت عم حمدى سواق بابا ،،، بس انا بحبها جداً وبعتبرها صديقتى برغم إنها أصغر منى بكتير ،،، بس هى طيبة جداً وذوق وأنا بحبها لانها طبيعية وبثق فيها جداً .
أومأ بتفهم وتنهد يفكر ويكمل قهوته ثم غير حديثه وبدأ يتحدث عن أعمال الشركة الظاهرية قليلاً وهى تستمع له بتمعن .
❈-❈-❈
انتهى دوام حمزة وقرر مغادرة الشركة حيث سيتجه إلى منزل شقيقته ،،، يعلم أنها هناك الآن ،،، يعلم أن عليه الإبتعاد عنها ولكن كل مرة شيئاً ما يتمرد داخــ.له ويخالف قوانينه وقناعاته ويغير مساره إليها ..
استقل سيارته وغادر إلى منزل سناء
وصل بعد فترة ودلف يصف سيارته ،،، تفاجأ من وجود سيارة ناصف فزفر بضيق وترجل يتجه إلى الباب الداخلى ويطرقه .
فتحت له المساعدة فالقى السلام ودلف .
تعجبت سناء من حضوره ووقفت تتجه إليه مردفة :
حمزة ؟
أتجه يعانــ.قها وعيــ.نه تسلطت على ناصف وأردف بمراوغة :
– قولت أجى اطمن عليكي قبل ما أروح ،،، إنتِ كويسة ؟
أبتعدت عنه تومئ مردفة:
– الحمد لله يا حبيبي ،،، تعالى .
إتجه يرحب بناصف ببرود وبادله ناصف بنفس الحالة ،،، جلس حمزة يبحث بعيــ.نه عنها وعندما لم يجدها نظر لشقيقته وأردف بتحاور :
أومال فين سليم وتقى .
أردفت سناء وهي تشير بأصبــ.عها :
– هما في المكتب جوة مع ريتان بدأوا أول درس النهاردة .
تنهد بأرتياح ،،، إذا سيراها ،،، بينما طالعه ناصف بترقب وأردف :
– إيه يا حمزة ،،، أخبارك أيه ،، الفرح إمتى إن شاء الله .
زفر بضيق ،،، لما يذكره الآن هذا الأبله لقد أتى وترك خلفه الواقع ،،، نظر له بطرف عينه وأردف بضيق :
– لسة .
تعجب ناصف من أسلوبه وزفر يقف مردفاً وهو يغلق زر بدلته ويستعد ليغادر:
– طيب يا سناء أنا همشي دلوقتى لأن أكيد الأولاد هياخدوا وقت في الدرس وهمر عليكم وقت تانى ،،،، عن اذنكوا .
وقفت سناء تودعه إلى أن غادر ثم عادت إلى شقيقها تسأله بتعجب :
– إيه الطريقة اللى اتعاملت بيها مع ناصف دى يا حمزة ،،، ميصحش على فكرة ؟
تجاهل سؤالها وأردف متسائلاً بضيق واندفاع :
– هو شاف ريتان ؟
تعجب ونظرت له بشك فتابع مصححاً بتوتر :
يمكن يعترض عليها لإنها مش مدرّسة يعنى .
أردفت بتعجب وضيق وحدة عندما فكرت في الأمر :
– وهو إيه دخله يا حمزة ؟ ،،، سليم وتقى أولادى أنا وأنا اللى أحدد إيه ينفعهم وإيه لاء ،،، ناصف مش من حقه يتدخل في طريقتى معاهم ،،، هو عمهم اه بس مش هسمح لحد يتحكم فيا وفاولادى تانى ،،، كفاية أوى لحد كدة .
قالتها بعصبية فتحدث بحنو وتروى ليهدأها :
تمام يا نونا روقي ،،، أكيد يا حبيبتى محدش هيتحكم فيكي ،،، أنا معاكى ومش هسمح بأي حد يضايقك تانى إطمنى .
زفرت بقوة تطالعه ثم أومأت وأردفت وهى تقف :
– قولي تشرب أيه ،،، أنا هشوف ريتان لو محتاجة حاجة واجيلك .
تحمحم وأردف يعتدل :
– تمام لو عصير أورنج ماشي ،،،، وانا قاعد شوية لما حبايب خالو يخلصوا درسهم علشان أشوفهم قبل ما أمشي .
تعجبت ومطت شفــ.تيها ثم تركته وخطت لتراهما وتركته يفكر في أفعاله ،،، لديه من التناقضات ما يجعله على وشك الخــ.لل .
رن هاتفه فتناوله ونظر له ،،، وجدها تلك المتطفلة ،،، يا الهى لقد نساها أو تناساها عن عمد ،،، لما تهاتفه الآن ؟ ،،، زفر بضيق وفتح الخط يجيب مردفاً بضيق :
– أهلا يا مها ازيك ؟
أردفت مها بضجر وحدة :
-كويس يا حمزة إنك فاكر أسمى ،،، حمزة أنا لازم أقابلك فوراً ،،، فيه كلام مهم بخصوص مستقبلنا لازم نتكلم فيه .
استمع إليها بتعجب ثم أردف :
– مها أنا عند سناء دلوقتى بطمن عليها ،،، خليها وقت تانى .
أردفت بتصميم :
– وأنا بقولك لازم نتقابل حالا يا حمزة ،،، مش أنا اللى تتعامل معاها كدة ،،، وألا هعتبر رفضك لمقابلتى هو رفض لعلاقتنا كلها ووقتها هبلغ بابا يبلغ اونكل سالم ننهى المهزلة دي .
أردف بترقب وتساؤل :
– انتِ بتهدديني يا مها ؟
أردفت بثقة وغرور :
– لا أبداً يا حمزة ،،،، أنا بتكلم عن اللى هيحصل لأنى شايفة إنى الطرف اللى بيدى في العلاقة دى بدون أي مقابل ،،، لازم أنا وانت نتكلم وحالاً .
زفر بقوة يغمض عينه وأردف بترقب :
– انتِ فين ؟
أردفت ببرود :
– في النادى ،،، مستنياك .
اغلقت الخط فزفر وتنهد ،،، يعلم أنه بتلك الحالة له عين في النعيم وعين لي الجحيم وهذا لا يجوز ،،، عليه أن يعلم أي إتجاه سيسلك ،،، عليه أن يحدد الأن وكفى تراهات ،،، ليأخذ قراره الآن .
ووقف يتجه إلى غرفة المكتب ،،، طرق بابها وابتعد قليلاً ،،، يعلم أن هذا الباب هو الفاصل بين عيــ.نيهما ولكنه لا يستطيع إجتيازه ،،، لقد بات محرماً عليه ،،، تنهد بضيق وانتبه على فتح سناء للباب تتطلع للخارج مردفة بتعجب :
– خير يا حمزة حصل حاجه ؟.
أهتز قلب من في الداخل من نطق إسمه ،،، إذا يقف خارجاً ،،، تبعثرت ولم تعد تركز في حصتها بينما أذنها ركزت على صوته حينما تحدث قائلاً :
– معلش يا سناء أنا لازم أمشى حالاً ،،، ظهرلى مشوار فجأة ،،، همر عليكي وقت تانى .
أومأت بابتسامة هادئة تودعه :
– تمام يا حبيبى ربنا معاك … سلملى على ماما صفية .
أومأ ونظر لها قليلأً بصمت فتعجب تميل برأسها فاردف قبل أن يلتفت ويغادر:
– أبقى سلمى على ريتان .
غادر بعدها دون إضافة حرف وتنهدت تلك الجالسة بعمق تأخذ أنفاسها المسلوبة آخيراً بعد أن غادر .
أستقل سيارته وقاد يلــ.عن نفسه ،،، والده محق ،،، عليه أن لا يتبع مشاعره .
بينما هى فشلت في إستعادة تركيزها وخشت أن يتم إكتشاف أمرها من قِبل سناء لذلك أردفت بتوتر :
– سناء أنا أسفة بس ممكن استعمل الحمام ؟
أومأت سناء تردف بود :
– اه طبعا يا ريتا اتفضلي .
أوصلتها إلى الحمام فدلفت ريتان واغلقت خلفها ووقفت تلتقط أنفاسها ،،، ملعون هذا القلب وملعون هذا الحبيب الذى يعذبها ،،، لاااا ،،، عليها ان تقوى أكثر ،،، عليها أن تظهر له صلابتها ،،،، لقد التفت لطريقه ولتلتفت هي أيضاً لطريقها .
تنهدت بعمق واجبرت نفسها على الهدوء والتحلى بالقوة والثقة أكثر من ذلك وألا سهل كسرها .
خرجت من الحمام بعدما اغتسلت واستعادت ثباتها واتجهت لتكمل مع الصغار حصتهما الأولى .
❈-❈-❈
وصل حمزة إلى النادى وصف سيارته وترجل .
دلف واتجه إلى مكانها حيث تجلس ترتشف Ice coffee وتنتظره .
وصل إليها ورحب بها وجلس مجاوراً لها يطالعها بترقب ،،،، نعم جميلة ومنمقة وشامخة ولكنها باردة كتلك القهوة التى تتناولها ،،، مشاعرها كلوح ثلجٍ يشوبه الصقيع ،،، ومشاعره تجاهها نفس الشئ ،،، كأنه كان في منذ قليل في أشد بقاع الأرض حرارة والآن وصل إلى القطب الشمالى .
تنهد وأردف متسائلاً بهدوء :
– خير يا مها ،،، عايزة تتكلمى في ايه ؟
توقفت عن شرب القهوة وأردفت بخبث وحزن ظاهرى لتستعطفه :
– حمزة أنا هدخل في الموضوع علطول ،،،
أنا بحاول من فترة أتأقلم مع الوضع اللى إحنا فيه بس بجد مبقتش قادرة اتحمل ،،،، الأول كنت أخدة الموضوع رسمى وارتباط عائلي بس بعدين لقيت نفسي بنجذب ليك ،،، وكل مرة كنت بقرب منك أنت بتبعد أكتر ،،، اقنعت نفسي إنك منشغل أو محتاج مساحة نتعرف فيها على بعض بس أنت حتى الفرصة مش بتسمح بيها ،،، كلامك معايا محدود جداً ،،، أسلوبك بارد وطريقتك كأنى مفروضة عليك وده اللى لا يمكن أقبل بيه أبداً يا حمزة ،،، لدرجة أنى بقيت أشك أن ممكن يكون في حد في حياتك ؟
طالعها بعمق وتعجب وهى تتفحص عيــ.ناه التى التمعت فتابعت بخبث :
– أنا حبيتك يا حمزة .
صُدم من تصريحها لثوانى ثم تسائل :
– حبيتيني إزاي ؟ ،،، مها انتِ بتقولي ايه ؟
أومأت ومدت يــ.دها تتلمــ.س يــ.ده المستندة على الطاولة فتفاجأ من فعلتها وسحب يــ.ده فغتاظت ولكنها أكملت تدعى الحزن بعدما سحبت يــ.دها بحرج :
– أيوة حبيتك ،،، وعايزاك تديني مساحة أقرب منك واكتشفك وصدقنى هنجح في ده ،،، إحنا مخطوبين يا حمزة وقريب هنتجوز وانت بتبعد عنى جداً ،،، خليني أظهرلك حبي يا حمزة ،،، خلينا نبعد عن سيطرة أهالينا وعن مصالحهم وندي لنفسنا فرصة جديدة ،،، أنت مش حاسس اننا نستحق ده ؟
تحمحم بتعجب من حديثها وأردف بحيرة :
– يعنى ،،، اناااا ؟ ،،، بصراحة أنا إتفاجئت بكلامك ده .
أبتسمت له وأردفت بنعومة لتصل إلى مبتغاها بعدما شعرت بحيرته :
– متفاجئ إنى طلعت بحبك ؟ ،،، انا كمان متفاجئة جداً ،،، بصراحة طول عمرى بقول أنى مش هسلم قلبي لأي حد كدة ،،، بس معاك الوضع اختلف ،،، لقيت فيك حاجة شدتنى ،،،، قولتلك قبل كدة أنت مختلف .
جذبت أنتباه عقله الذى لم يسمع تلك الكلمات من قبل ولم يتوقع أن يسمعها من تلك الشخصية العملية الباردة ،،، نعم يستشف نظراتهن من حوله ولكنه لم يدخل في أي علاقة مسبقاً
فأردف بحيرة بين ما سمعه وما يسكن في أعماقه :
– أنا مش عارف أقولك إيه ،،، بس أنا للأسف مش هقدر أبادلك حالياً أي مشاعر يا مها .
ضحكت بقوة عليه وتعمدت إظهار ضحكة ناعمة أمامه ثم أردفت برقة زائدة :
حمزة بجد أنت غريب جداً ،،، ومؤدب جداً ،،، أنا اه بحب الراجل العاقل بس بردو الجرأة مطلوبة منك أكتر ،،، وإلا انا اللى هبادر بكل حاجه في العلاقة دي وده مش كويس بالنسبة لانوثتى ،،، ولا انت رأيك أيه ؟
شعر بالضيق من حديثها وأردف بترقب :
– لاء يا مها مش مسألة جرأة بس تقريباً سفرك وبعدك عن مصر نساكى عوايدنا شوية ،،، بلاش تستعجلي ،،، إحنا لسة في فترة خطوبة
أبتسمت بخبث وأومأت بإعجاب تردف :
– تعجبنى كدة ،،، طيب قولت إيه ؟ ،،، موافق تعطى علاقتنا فرصة ؟ ،،، وصدقنى أنا هستغلها كويس .
تنهد بعمق وشرد يفكر مجدداً ،،، أغمض عينه فرآها فأسرع يفتح عينه مجدداً يطالع مها ويردف بقبول ليهرب من حالته :
– تمام يا مها ،،، موافق .
❈-❈-❈
عادت ريتان منزلها وتجمعت اسرتها حول مائدة الطعام لتناول العشاء حيث عاد حمدى مبكراً وجلس بينهن يردف بسعادة :
– أنا مبسوط أوى إنى رجعت بدرى النهاردة وقاعدين بنتعشى سوا ..
أردفت حياة بفرحة:
– أيوة يا حمدى ،،، شغلك ده آخد كل وقتك ..
تنهد وأردف بقلة حيلة :
– هعمل إيه بس يا حياة ،،، لازم منه علشان مصاريف دراسة البنات وحياتنا ولولا شغلى ده مكنتش قدرت أصرف على جامعة ريتان ،،، والحمد لله اتخرجت بامتياز ،،، عقبالك يا بسوم .
نظرت له بسمة وأردفت بيأس :
– لا يا بابا متحطش أمل منى أنا مش دحيحة زي بنتك الكبيرة أنا على قدى ،،، المهم أنى ألاقي العريس المتريش اللى هيعيشي في نغنغة ويريحنى .
زفر حمدى بيأس من حديث إبنته فهى دائماً هكذا فظة وهو حنون بسلبية حيث لم يعد يحذرها لذلك تبخ حديثها السام دون إحترام لهما .
تنهد ونظر لها يردف بضيق :
– أنا بقيت أخاف عليكي من كلامك ده .
أردفت حياة مدافعة :
– يووو يا حمدى متزودهاش بقى بسمة بتهزر معاك .
زفر ونظر لابنته الكبرى وأردف بترقب:
– ها يا ريتان عملتى إيه النهاردة عند سناء هانم ؟
ابتسمت ريتان وأردفت باحترام معاكس تماماً لتلك البسمة المجاورة لها :
– الحمد لله يا بابا كله تمام ،،، وأنا مبسوطة جداً بالشغل ده بجد جه في وقته ،،، ادعيلي يا بابا أقبل في المدرسة الخاصة اللى قدمت فيها ووقتها بجد أكون حققت جزء كبير من أحلامى .
رفع رأسه يردف داعياً بحب :
– يااارب يا حبيبتى يحققلك الخير كله ..
تنهد يطالعهن بترقب ثم أردف متذكراً :
النهاردة لأول مرة حمزة يقف في وش سالم بيه ،،، حتى انا استغربت أوى لأنه في العادة هادى ومسالم و صوته مبيعلاش على سالم بيه أبداً ،،، بس واضح إن سالم بيه ضغط عليهم جامد .
ترقبت ريتان بتركيز بينما تسائلت حياة بفضول :
ليه يا حمدى ،،، إيه اللى حصل ؟.
مط شفــ.تيه وأردف بحيرة متذكراً :
– مفهمتش أوي يا حياة بس واضح كدة أن سالم أجبر حمزة على خطوبته من بنت شوقي أبو الدهب ،،، وعايز يجبر فريد على السفر برة ،،، سالم بيه صعب وأطباعه حادة أوى .
ضحكت بسمة ساخرة وأردفت بلاذاعة :
– ههههه يجبره على الجواز إزاي يا بابا لهو طفل صغير ؟ ،،، أكيد موافق وهو هيلاقي زي مها ابو الدهب فين ده كويس إنها وافقت بيه أصلاً .
نظر لها حمدى بحدة وأردف بغضب.:
: هو علشان بيحترم أبوه يبقى مش راجل يا بسمة ؟ ،،، على العموم حمزة ده شاب مافيش زيه ،،، انسان محترم ويكفي أنه الوحيد اللي بيقدر ابوكى وبيحترمه حتى عنك .
قلبت عيناها وأردفت وهى تقف :
– تمام يا بابا أنا هقوم أصل شبعت واتفضل حضرتك كمل أكلك ومتزعلش نفسك خالص ،،، أنا عارفة انك مبتحبش إلا ريتان حبيبة قلبك .
تركتهم واتجهت لغرفتها فأردفت حياة بلوم :
– ليه كدة بس يا حمدى تزعلها ،،، هو أنت تايه عن بسمة وعمايلها ،،، هى كدة اللى في قلبها على لسانها .
تنهد بضيق وأردف بلوم وحزن :
– دلعتيها أوى يا حياة ،،، كل حاجة وليها حدود ،،، تشوف اختها بتكلمنى إزاي ؟ .
أردفت حياة مدافعة:
– ريتان كبيرة وفاهمة إنما بسمة لسة صغيرة .
هز رأسه بقلة حيلة واكمل طعامه بينما ريتان كان عقلها في مكان آخر ،، شردت تفكر في أمر حمزة ،،، أوافق فقط من أجل عائلته وتنفيذاً لأمر والده ،،، كيف سيكمل حياته مع إنسانة لا يكن لها أي مشاعر ؟
تنهدت بحسرة وحزن ووقفت تستأذن ثم اتجهت إلى غرفتها بعدما توضأت ووقفت تصلى وتطلب من الله أن يخفف ثقل صــ.درها الذى يخــ.نقها ويزيح هذا الحب المعذب من قلبها .
❈-❈-❈
بعد شهرين مرّا
كانت تذهب فيهما ريتان خمس مرات إسبوعياً لتعطى دروس تأسيس للتوأم .
لم ترى حمزة فيهما إلا مرتين ،،، احداهما عندما كانت تغادر وهو يدلف وكادت تصطدم بيه ولكنها ابتعدت في آخر لحظة تطالعه بعيون لامعة لتهرب بعدها وتغادر على الفور وتتركه في حالة معذبة بعدما قرر الإبتعاد .
وفي المرة الثانية دلفت ووجدته يجلس مع شقيقته يضحك بقوة فشردت في ضحكته التى إحتلت فؤادها لا ارادياً ،،، يمكن أن ما سمعته من والدها جعلها تتأمل مجدداً ،،، تعلم أنه أمل يائس ولكن ليس بيدها حيلة وليس على قلبها سلطان .
أما هو فقرر الابتعاد عنها ،،، قرر تجنبها وهذا أكثر ما يحزنه ولكن ليرى في أي اتجاه سيأخذه تيار المجتمع هذا .
أما ناصف فقد أصبحت تراه كثيراً ،،، يبدو أنه يتعمد المجئ لرؤيتها ،،، حتى أن نظراته لها غريبة تقلقها ،،، تتجنبه دائماً ولكنه يحاول إختراع أي حديث معها .
يجلس حمدى يتناول الفطور مع عائلته فرن هاتفه برقم جديد ،،، تعجب وتناوله وفتح يجيب بترقب قائلاً :
ألو ؟ ،،، مين معايا ؟
أردف ناصف برتابة :
– صباح الخير يا أستاذ حمدى ،،، مع حضرتك ناصف السوهاجى .
تعجب حمدى ونظر لهن ثم أردف مرحباً :
– أهلاً يا ناصف بيه ،،، أؤمرني ؟
أردف ناصف بهدوء وترقب :
– أنا كنت عايز أشوفك واتكلم مع حضرتك في أمر مهم .
تحمحم حمدى وأردف متسائلاً :
– تمام يا ناصف بيه زى ما تحب ،،، قولي أقابل حضرتك فين وأنا أجيلك بعد ما أوصل سالم بيه على الشركة .
زفر ناصف وأردف بترقب :
– ياريت تخليه لقاء عائلي لأن الموضوع اللى أنا محتاج أتكلم مع حضرتك فيه يخص الأنسة ريتان ،،، علشان كدة ياريت تبلغنى بمعاد اجي اقابلك في البيت احسن .
صُدم حمدى ونظر لهن بصمت لثوانى ثم أنبهُ ناصف متسائلاً :
أستاذ حمدى حضرتك معايا ؟
أردف حمدى بنبرة متحمسة :
– أيوة معاك يا ناصف بيه ،،، تمام أنا منتظر حضرتك بكرة إن شاء الله .
زفر ناصف براحة وأردف :
– تمام ،،، إن شاء الله هكون عند حضرتك الساعة ٧ ،،، يناسبك المعاد ؟
أومأ حمدى يردف :
– أيوة مناسب جداً ،،، مع السلامة .
أغلق معه ونظر لهن يردف بدهشة :
– ناصف السوهاجى عايز ييجي يقابلنى وبيقول ان فيه موضوع مهم خاص بالانسة ريتان .
شقهت حياة بفرحة قائلة :
– معقووول ،،، عايز يتقدم لريتان .
أردفت بسمة بتعجب :
– سبحان الله ،،، دايما بتقعي واقفة ،،، ناصف السوهاجى مرة واحدة .
نظرت لهم جميعاً بصدمة ثم نظرت لوالدها وأردفت مستفهمة :
– بابا حضرتك بتقول ايه ؟ ،،، ما يمكن حضرتك فهمت غلط ،،، اكيد عايزك في موضوع تانى .
أردف حمدى مؤكداً على ما سمعه :
– بيقولى عايزك في لقاء عائلي لأن الموضوع يخص الأنسة ريتان ،،، واضحة زي الشمس يا بنتى ،،، أكيد هيطلب أيدك منى ،،، بصي يا بنتى ده عريس ميتفوتش ،،، دعواتى ليكي قبلت ،،، هو ده الانسان اللى هيريحك .
نظرت لوالدها ذاهلة وأردفت :
– بابا ؟ ،،، حضرتك بتتكلم كأنه فعلا طلبنى وأنا وافقت ! ،،، حضرتك ناسي إن ناصف أخو منصور جوز سناء ؟ ،،، إزاي واثق فيه أوى كدة ؟
أردفت حياة مدافعة :
– وانتِ عايزة تاخديه بذنب أخوه ولا إيه يا بنتى ؟ ،،، وهو لو كان وحش زي أخوه كان استقر هنا ومسك شغل أخوه وأخد باله من ولاده ومراته ؟ ،،، بصراحة أنا شيفاه راجل محترم ،،، متاخديش حد بذنب حد تانى يا بنتى ،،، هو عمك سمير زي أبوكي ؟ ،،، وبعدين ده إنسان مقتدر وهيعيشك عيشة مرتاحة ،،، وانتِ قولتى إنه كذا مرة ييجي وانتِ عند سناء ،،، يعنى واضح إنه معجب بيكي .
وقفت تطالهم بصدمة وأردفت لأول مرة بغضب خارج عن إرادتها وهى على وشك البكاء :
لااا أكيد انتوا بتهزوا ؟ ،،، فيه أيه هو إنتوا للدرجادى زهقتوا منى ،،، لسة حالا بيقول عايز يقابلك وانتوا بتتكلموا كأن خلاص الموضوع رسمي ؟ ،،، مش يمكن أنا مش قبلاه ؟
أردفت حياة معنفة :
إتكلمى كويس يا ريتان ،،، زهقنا منك إيه بس ،،، كل ده علشان فرحنا إن هيطلبك إنسان كويس هيقدر يعيشك عيشة حلوة ؟ ،،، بلاش تتبترى على النعمة يا بنتى .
سقطت الدموع من عينيها وهى تطالع والدتها وأومأت عدة مرات تردف :
– تمام ،،، خليه ييجي ،،، بس أعرفوا انى لو مرتحتش للموضوع مش هيتم أبداً .
ضحكت بسمة ساخرة وأردفت باستفزاز :
– ههه فقرية ،،، سبهولي أنا .
نظرت لها ريتان بغضب ثم نظرت لوالدها وأردفت وهى على وشك الانفجار :
– بابا لو سمحت أنا عايزة أروح لكاريمان شوية ؟
تنهد حمدى وطالعها بترقب ثم أومأ وأردف بعدما رأى حزنها :
– تمام يا ريتان ،،، روحى يا حبيبتى شوية ،،، وأوعى يكون عندك شك إن حد مننا هيغصبك على حاجة إنتِ مش عايزاها … كل ما في الأمر إننا عايزينك مرتاحة يا بنتى .
أومأت بصمت واتجهت إلى غرفتها وسمحت لدموعها أن تسقط متتالية ثم حملت هاتفها وطلبت كارى التى أجابتها وقد استمعت لصوت بكائها فاردفت بقلق :
ريتان ! ،،، مالك ؟
أردفت ريتان باختناق :
كارى انتِ فاضية ؟ ،،، ينفع اعدى عليكي شوية ؟
أومأت كارى مرحبة :
– اه طبعا تعالى هستناكى .
أغلقت معها واستعدت لتذهب إليها كي تشاركها ما تشعر بيه الآن .
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر) اسم الرواية