رواية ذكريات مجهولة الفصل السابع 7 - بقلم قوت القلوب
« نظرة وداع »
المستشفى ….
ليلة شتاء صافية تملأ الأجواء نسمات باردة منعشة مع تأخر الوقت وزيادة حلكة الظلام عم الهدوء حولها ….
وقفت بهدوء تفتح النافذة … مدت يدها الناعمة ليلفح الهواء البارد شعرها الكستائى مداعبًا بشرتها الصافية ….
أخذت تنظر نحو الطرق الخاوية إلا من القليل من المارة بهذا الوقت المتأخر فقد إنتصف الليل …
ودت لو أن تخرج من هذا المكان الكئيب الذى يزيد حياتها بؤسًا وشقاءً …
ودت لو أنها تعانق السماء بحرية … أن تشعر بالسعادة والفرحة مثل أى فتاة فى عمرها ….
لمعت عيونها الجميلة بدمعة حزن فقد إنتهي بها المطاف مريضة بالمستشفى ….
سمعت طرقًا خفيفًا على باب الغرفة ، ثم فتح الباب بهدوء …..
طلت بملابسها البيضاء ويعلو فوق وجهها إبتسامة تلاقي ….
” (نهال الحلوة)…. عامله إيه النهاردة ..؟!!”
نهال: (سلمى) ..!!! كل دى أجازة … طولتي عليا أوى …
سلمى: أول ما جيت المستشفى جيت عليكِ على طول … وحشاني خالص …
نهال: وأنتِ كمان ….تعالي إدخلي ….
سلمى: بس إيه دة … إيه دة … إيه دة…. إتغيرتي خالص …
نهال: إتغيرت ..!!! إزاى ….؟!!
سلمى: وزنك زاد على فكرة … ملامحك كمان بقت جميلة أوى … عارفه إللى يشوفك دلوقتِ ميقولش إنك مريضة أبدااااااا….
نهال: بتجامليني أكيد….
سلمى: أبدًا والله …. إنتِ مش بتشوفي نفسك فى المرايا ولا إيه ؟!!
نهال: وحتى لو شفت نفسي وبقيت كويسة … حتفرق إيه ..؟!!
سلمى: إنتِ لسه حزينة يا (نهال) …؟!!
نهال: وإيه إللى حيفرحني …. حفرح على مرضي إللى خلاني شبه المومياء ولا أني بتعالج فى مستشفى خيري مستنيه الإحسان والصدقة عشان أتعالج ….!!!
سلمى: ليه الكآبه والتشاؤم ده … بصي للدنيا من جديد … إنتِ إتعالجتي وبقيتي ما شاء الله عليكِ ودى حاجة مش سهلة لأن المرض دة نادر جدًا وحالات كتير من فقد الشهية المرضية ممكن لا قدر الله يجرى لهم حاجات مش كويسة خالص … ربنا أراد وإتعالجتي منه وبقيتي حره نفسك … إشتغلي وحققي حلمك بدل ما تقعدي تبصي على الماضي وذكرياته ….
نهال: تعبت أوى يا (سلمى) ….
سلمى: لالالا …. مش هي دى (نهال) إللى قالت لي إنها عمرها ما حتستسلم للمرض والهزيمة والدنيا الصعبة … بصي على دفترك وإقرى كلامك وأنتِ تفتكري الوعد إللى وعدتي بيه نفسك …
نهال بحزن: دفتري …!!! دفتري مش هنا…
سلمى متفاجئة :مش هنا … ؟!! أمال راح فين …؟!!
نهال: زهقت من الدنيا ومن حياتي رميته من الشباك …
سلمى: رميتيه …. ليه كدة !!؟؟ … دة كل حياتك فى الدفتر دة …. مش إنتِ إللى قلتي كدة ….؟؟؟
نهال بإحباط شديد : أنا مش عايزة الحياة دى …. دى كلها حبر على ورق …. أنا مش عايزة أفتكرها أبدًا ….
سلمى: غلطانة ….. إللى حصلك دة هو الدافع إنك تكملي وتستمري وتغيري من كل حاجة حصلت لك ….
نهال: إللى بجد مفتقداه …. الدفتر نفسه مش الكلام إللى فيه …. لأن دة آخر هدية من بابا الله يرحمه …
سلمى:طيب أنا ححاول أدور لك عليه يمكن حد لاقاه من العاملين فى المستشفى ….
نهال: يا ريت ..
سلمى : جبت لك معايا هدية ….
نهال: هدية …!!! ليا أنا …؟؟؟؟
سلمى : أيوة …. شوفي …. إيه رأيك فى التيشرت ده …. جبتلك كمان أكتر لون بتحبيه …. الأبيض ….
نهال بفرحة : الله .. جميل أوى يا (سلمى) …. ربنا يخليكِ ليا ….
سلمى: أنا حروح الشغل بقى قبل ما الدكتور يتعصب …
نهال : (سلمى)..
سلمى : نعم ..
نهال بإنكسار : أبقى إسألي عليا … أنا ماليش غيرك …
سلمى: أكيد طبعًا ….. باي …
___________________________________________
سامر ….
بدل (سامر) ملابسه ليجلس مرة أخرى فوق فراشه مادًا يده أسفل وسادته مخرجًا صورتها الشئ الوحيد الذى بقى له ….
يدرك تمامًا أن ما يفعله خطأ جسيم لكن قلبه لا يدرك ذلك ولا يكف عن حبها الذى وجد وطنه بقلبه منذ طفولتهما …
كانت تكبر أمام أعينه وحبها يغرس ويكبر بقلبه …
أسند ظهره إلى الخلف متمعنًا بنظره إلى صورتها التى أحتفظ بها دون أن يدري به أحد ….
سامر: ياااه لو يرجع بيا الزمن تاني وأخبيكِ فى قلبي ولا عمري أسيبك أبدًا مهما كانت الظروف … يا ريتني ما إستنيت ولا إتاخرت عنك … بس كل حاجة كانت غصب عني ….
لاحت ذكريات ليلة ذهابه إلى والده طالبًا منه أن يتزوج إبنة عمه …
سامر بضيق: ومالها (حوريه) يا بابا … عيبها إيه .. ليه مش موافق أني أطلب إيدها من عمي ….؟!!
ابو علاء بحدة : أولاً هم فى مستوى وأحنا فى مستوى تاني خالص وأنت حتبقي ضابط ومحتاج زوجة تناسب وضعك ومكانتك دي … ده غير أن أبوها طماع … هو أخويا آه … بس طماع …
سامر: أنا ميهمنيش غنيو ولا فقيرة … ولا كل إللى أنت بتقول عليه ده يا بابا … أنا بحبها … وعاوزها ….
أبو علاء بغضب : لأ يعني لأ .. وعلى الله أسمع إنك رحت لعمك ده من ورا ضهري فاهم …. أنا الجوازة دى لا يمكن تحصل طول ما أنا عايش على وش الدنيا … فاهم …. ده أخويا وأنا عارفه يموت فى الفلوس وممكن يبيعك فى لحظة وأكيد بنته زيه … ما هى تربيته …. فأوعى تصغر نفسك معاه …
سامر بدفاع مستميت: (حوريه) غيرهم كلهم … متظلمهاش يا بابا ….
ابو علاء: أنا قلت إللى عندي ومعنديش حاجة تانيه أقولها … إنتهى …
سامر : لكن يا بابا …!!!
ابو علاء : إنتهى …..
تذكر قراره الخاطئ بالإنتظار حتى يوافق والده حينما يعاود طلبه مرة أخرى للذهاب معه إلى عمه وطلب يد (حوريه)…
لكنه فوجئ بخبر شق قلبه نصفين حينما علم بخطبة (حوريه) لأحد الأثرياء …
صدمة نزف بها قلبه دون أن يشعر به أحد سوى أخيه (علاء) المدرك تمامًا لوعه فراق الحبيب ….
لم يستطيع أن يتكلم مع (حوريه) أو البوح لها بما يشعر به نحوها فهى الآن مرتبطة بآخر ليسمع دومًا كلمات قاتلة من والده وأخوته بأنها لو لم تكن مثل والدها لما كانت وافقت على هذا الغريب الثري ….
لاح بذهنه ليلة زف بها آلامه … ليلة زفافها ….
لم يستطع (سامر) حضور حفل الزفاف فكيف سيراها وهى أصبحت لغيره …. كيف سيشهد على قتل حبه وعشقه الذى يسري بدمائه منذ سنوات طويلة …
لكنه حضر بالنهاية … ليلقى نظرة الوداع على حبه الوحيد قبل رحيله من عالمه إلى الأبد ….
جلست (حوريه) كملاك يرتدي ثوب زفاف أبيض ، جميلة وتستحق بالفعل إسم (حوريه) ….
لكنها لم تكن له كانت تزف إلى غيره ، كم كرهه دون أن يعرفه أو حتى يتحدث معه ، كم شعر بالغيرة القاتلة من هذا المخلوق لمجرد جلوسها إلى جواره ….
جلست عائلته على إحدى المناضد القريبة من العروسين …كانوا يشعرون بسعادة بالغة ليس لزواج (حوريه) بل للتخلص منها وإبتعادها عن (سامر) وظنهم أن بهذه الزيجة سيعود كل شي كالسابق وينسى (سامر) (حوريه) وتعلقه بها ….
تعلقت نظرات (علاء) بأخيه مشفقًا على حاله وإنكسار قلبه وضياع حبه بسبب أفكار بلهاء ما هى إلا أوهام تشبثت بعقولهم فقط …
بينما لم يستطع (سامر) إزاحة عيناه الحزينتان عن (حوريه) طوال حفل الزفاف …
كم كان جمالها وحسنها يؤلمه ويغرس شوكا بقلبه ، لمعت عيونه ببريق دمعة حزينة منعها من السقوط لكن الألم بقلبه أقوى بكثير …
إنتفض جسده عندما أمسك (عماد) هذا العريس المشؤوم بيد (حوريه) …شعر بشعور مؤلم كم يغار عليها من نظراته لها كيف سيتحمل قربه منها …
لم يستطيع (سامر) تحمل رؤية ذلك أمام عينيه فقام مسرعًا ليبتعد عن هذا المكان الذى يحمل له كل معاني الآلم التى لم يظن أنها ممكن أن تعصف به بيوم من الأيام ….
وها هى تمر الثلاث سنوات ولم يرى (حوريه) ولم يسمع عنها أى شئ لكن حبها بقلبه مازال قابعًا حتى ولو لم يراها …..
يأتي كل مساء ليرى صورتها ويحدثها وينام ليراها فى أحلامه …..
فمهما كانت قوته كضابط إلا أنها هي الوحيدة نقطة ضعفه وقوته بنفس الوقت
كل خياله وأحلامه هي فقط … فقط (حوريه) ..
___________________________________________
تمر الساعات الطويلة ينتهى بها اليوم بنيويورك بينما يبدأ النهار على جميع أبطالنا …..
بيت هاجر ….
هاجر: ماما أنا نازله عايزة حاجة ..!!
أم هاجر: إعملي حسابك (خالد) إبن عمتك وعمتك وجوزها جايين النهاردة تعالي بدري …
هاجر: ما ييجو براحتهم هم عايزيني فى إيه ؟!!
أم هاجر: دى تاني مرة عمتك تكلمني وأنتِ كل شوية تهربي من الزيارة….
(هاجر) وقد ضاقت ذرعًا بإلحاح عمتها و(خالد) إبن عمتها على خطبتها على الرغم من رفضها التام له أكثر من مرة ….
هاجر: يا ماما … أنا مش عايزة (خالد) …. قولتها لكم مية مرة .. مش عايزاه …
أم هاجر: ما هو كدة كتير بصراحة … قوليلي عيب واحد فى (خالد) … راجل قد الدنيا وكسيب ومش ناقصة حاجة …. ترفضيه ليه .. بطر ….
هاجر: مش قابلاه يا ماما … (خالد) زى أخويا …. مش عارفه أشوفه غير كدة ….
أم هاجر: أنا مبحبش الدلع دة …. راجل حيتحمل مسؤليتك وتتستتي فى بيتك بدل المرمطة والشغل والدراسة إللى مش جايبين همهم دول …. نرفضه ليه … ولا عشان ما أنا لوحدى وأبوكِ مات مش حقدر عليكِ ….
هاجر: لازمته إيه الكلام دة دلوقتِ …. أنا باقي لي كام شهر وأتخرج وأشتغل شغلانه كويسة …. إيه لزوم الإستعجال والجواز ….
ام هاجر: هو كدة بقى و إللى عندك إعمليه …. ولا أنا خلاص معدش ليا كلمة عليكِ ….؟!!
هاجر: يا ماما ….ااا…
ام هاجر: ولا كلمة …. أهم جايين النهاردة تستأذني من شغلك بدري وتيجي وإلا إنتِ حره بقى …
(هاجر) بقلة حيلة وهى تكظم غيظها وتمنع دموعها من التساقط ….
هاجر: حاااااضر ….
ركضت نحو السلم لملاقاة (رحمه) للذهاب إلى الجامعة أولاً دون إظهار أى شئ لها ….
___________________________________________
تركيا….
إجتمع ثلاثتهم (توتشا) و(سيلا) و(أميمه) لتناول طعام الإفطار وشرب القهوة التى تحبها (أميمه) ، عشقها الأزلي لتلك السمراء ….
يامن: مامي …. آنآ ( جدتى) “توتشا” سرحت لي شعري …حلو ..؟!!
(أميمه) وهى تنحني لتقبل (يامن) فرحتها الوحيدة …
اميمه: حلو أوى أوى….
دق جرس الباب لتهرول (سيلا) مسرعة نحو الباب لتفتحه …
سيلا: (ضيا)…. صباح الخير … تعالى تعالى …
ضيا: إيه… بدأتوا الشغل ولا لسه …؟!!
سيلا: خلاص حنبدأ أهو ….
(ضيا) أقبل على (توتشا) و(أميمه) ملقيًا تحية الصباح معلقًا نظراته نحو (أميمه)….
ضيا: صباح الخير ….
(أميمه) برسمية وسط إبتسامة مجاملة لـ(ضيا) ….
أميمه: صباح الخير ….
توتشا: أنا حاخد (مينو) ونطلع أوضتنا نلعب وإنتوا إشتغلوا …
وقبل أن تصطحب السيده (توتشا) (يامن) إلى غرفته أقبل (ضيا) نحو (يامن) مداعبًا إياه…
ضيا: وحتمشي بسرعة كدة من غير ما تسلم عليا …؟!
نظر (يامن) بحدة وهو يضيق حاحبيه بصورة درامية توحي على الغضب….
يامن : لأ …
(ضيا) متعجبًا وسط ضحكته التى يكظمها من غضب هذا الصغير ….
ضيا: ليه بس …. أنا زعلتك فى حاجة ….؟!!
يامن : أيوة …
ضيا: زعلتك فى إيه طيب ..؟!!
يامن: عشان أنت كل ما تيجى أبعد عن مامي عشان تشتغل …. أنت بتبعدني عنها ….
(ضيا) وقد علت ضحكته من إهتمام هذا الصغير بوالدته وحبه أن يبقى معها ليلقى (ضيا) جملة وكأن (أميمه) هى المقصودة بها وهو ينظر نحو (يامن) ثم (أميمه)….
ضيا: ما هى مامي لازم أكيد تحب تقعد معاها …
ثم اكمل متداركًا نفسه….
ضيا: بس وعد حنخلص شغل بسرعة ….
امسك (يامن) بكف (توتشا) ليصعدا نحو غرفته دون أن يكف عن غضبه وغيرته على أمه لتبتسم (أميمه) متذكرة طيف (علاء) بنفس نظرات (يامن) الغاضبة وغيرته لتواجده معها دومًا مثلما يفعل (يامن) تمامًا … لكن نظرات (علاء) كانت أشد قوة وأكثر حدة تكاد أن تكون مرعبة للآخرين .. حانية فقط عليها ….
أميمه: أنا خلصت شوية تصميمات ممكن تاخدها المكتب معاك تطبعها عشان نجهز الملفات ….
ضيا: أه … تمام …. أنا كمان صممت اللوجوهات المطلوبة وبجهز عينات القماش وجبتها عشان تشوفيها ….
إنضم (ضيا) ل(سيلا) و(أميمه) يناقشان أمور العمل حتى إنصرف (ضيا) متجهًا إلى المكتب لتبقى (أميمه) و(سيلا) يكملان باقى التصميمات ….
___________________________________________
مكتب الوزير….
إتخذ كل فرد مكانه تأمينًا لدخول الوزير إلى مكتبه ليخرج مدير مكتبه متجهًا نحو (علاء) ….
مدير المكتب: حضرة الضابط …. الوزير عايز حضرتك فى مكتبه ….
أومأ (علاء) مستجيبًا له ليدلف مباشرة إلى داخل المكتب ….
الوزير: إتفضل يا (علاء) أقعد…
علاء: خير يا فندم ….
الوزير: إحنا مسافرين بعد بكرة فرنسا جهز نفسك والضباط إللى معاك عشان تيجي معايا…
علاء : تحت أمرك يا فندم … حجهز المجموعة إللى حتسافر معانا واخد من الأستاذ (عطيه) الأماكن إللى حنزورها كلها عشان التأمين سعادتك ….
الوزير: أنا طبعًا لولا ثقتى فيك شخصيًا كنت طلبت من أى حد لو أنت مش حابب تسافر …. لكن ده أمر مفروغ منه لازم تيجي معايا ….
علاء برسمية: شرف ليا يا فندم … بعد إذنك ….
ترك (علاء) المكتب ليجدها فرصة جيدة مبتعدًا عن كافه الصغوطات والذكريات التى تلاحقه هنا …..
____________________________________________
الإمارات….
“السلم دة مش نضيف ليييه”
صرخ بها (عماد) وهو يدفع (حوريه) إلى الخلف لتقع أرضًا بعدم توازن….
حوريه: نظيف والله ….!!!
عماد: يعنى أنا كداب مثلاً …. السلم دة يبقى زى المرايا ويتلمع بالزيت مرة كل أسبوع على الأقل …. دة خشب أصلي ولازم تهتمي بيه مش أى كلام زى ناس …
ألقى كلماته وهي تدرك أن (عماد) يقصدها هي فهو دائمًا ما يتعمد إهانتها والتقليل منها …..
شعرت بالألم يزداد لتضع يدها جانب بطنها كمحاولة فاشلة لتخفيف الألم ….
حوريه: اااه ….
نظر (عماد) نحوها بتعالى ليزفر بملل فقد أصبح لا يحتمل ردود أفعالها المصطنعة كلما أراد توجيهها أو لومها لتقصيرها….
عماد بحنق: أوووف …. ما تبطلي تمثيل وقرف .. كل دة عشان بقولك السلم محتاج تنضيف …. دى بقت عيشه تقرف …. كل كلمة دلع وقرف ….
حوريه بتألم: مش تمثيل والله …. تعبانه بجد ….
عماد: طريقتك ساذجة أوى …. المفروض تكوني فهمتي خلاص … إن دور المسكينة التعبانة دة مش بياكل معايا …. وقومي أقفي كدة عشان أنا جعان وعايز أفطر ….
تحاملت (حوريه) آلامها وهى تستند لتقف منحنيه من شدة الألم لتهبط نحو المطبخ لتعد الطعام ….
بينما إستنكر (عماد) طريقه (حوريه) المقززه فى إستجدائه أو عطفه بهذه الصورة المغثية ….
عماد: دلوقتي وقفتي وبتتحركي ومفيش حاجة بتوجع أهو …. صحيح ممثله …. وممثله فاشله كمان …. أووف …
__________________________________________
مديريه الأمن ….
مكتب طارق وسامر …
جلس كلا من (طارق) و(سامر) يستجوبان المتهمين ويسجلون إعترافاتهم ….
بعد إنتهاء إستجواب المتهمين …جلس (طارق) واثقًا من نفسه واضعًا ذراعيه خلف رأسه ورفع قدمه على المكتب ليريح جلسته قليلاً …
بينما (سامر) قد خلع سترته ليستريح فوق الأريكة الجلدية بالمكتب….
سامر: تعبونا ولاد اللذينه دول …
طارق: مش أنت إللى كنت عاوز تدخل فى النوعية دى من القضايا …. إستحمل بقي ….
سامر: بصراحة الشغل فيها متعه خصوصًا معاك …بس منكرش خطر ومتعب …
طارق: عندك حق …. والله أنا مشفق من دلوقتي على إللى حتجوزها … مش عارف حتتحمل شغلنا دة إزاى ….
سامر: لو بتحبك … حتستحملك ….
طارق ضاحكًا: على سيرة العرايس … مش (هدى) أختي جابت لي عروسة … ما تاخدها أنت المرة دى ..
سامر: أبوس إيدك بلاش أنا وعرايس أختك دى … وأنا زى ما أنت عارف مش ناوي على موضوع الجواز دة خالص …
إعتدل (طارق) فى جلسته…..
طارق: (سامر) …. أنت لسه بتفكر فيها لحد دلوقتِ …؟!!!!!!
سامر: ومش قادر أنساها ولا ثانية ولا لحظة واحدة حتى … حبها أتطبع فى قلبي … جوه روحي … مش قادر أنساها …. أنساها إزاى بس … أنا عايش بس عشان أفتكرها …
طارق: يا أخى طالما بتحبها أوى كدة … ليه ما إعترفتلهاش بحبك دة قبل ما تتجوز …
سامر: كنت كل ما أشوفها لساني يتلجم ومعرفش أتكلم …. قلبي بيبقى بينبض جامد مش عارف ليه …. ولما خلاص مبقتش قادر أبعد عنها كلمت والدى وأنت عارف إللى حصل بعد كدة …
طارق: إلا قولي …. هى تعرف بكل دة..؟!!
سامر: للأسف لأ …
طارق بإندهاش: ولا حتى إنك بتحبها للدرجة دى …؟!!
سامر بيأس: لا … ولا حتعرف ….
طارق: ومشفتهاش من ساعتها طبعًا ….
سامر : من يوم ما إتجوزت وسافرت مشفتهاش …. يظهر مبسوطة وعايشه مع جوزها ومش بتفكر ترجع تاني ….
طارق: أنت غلطان … لازم تكمل حياتك ومتوقفهاش عندها وتتجوز وتعمل أسرة …
سامر: ما هو عشان أعمل كل إللى بتقول عليه دة لازم فى الأول أنساها … وأنا مش قادر ولا عايز أنساها … بس سيبك مني أنا … أنت مش ناوي أنت كمان تتجوز …؟!!
طارق: ومين قالك أني مش عايز أتجوز ..!!
سامر: بجد … مين بقى …؟!
طارق: بنت ساكنه فى البيت إللى قصادنا حاسس أني مشدود ناحيتها وبفكر أني أتقدم لها فعلاً …
سامر بمرح : الله عليك … ومستني إيه طيب …؟!!
طارق: أبدًا كنت مستني الوقت المناسب …
سامر بفرحه: ربنا يتمم لك على خير ..
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ذكريات مجهولة) اسم الرواية