Ads by Google X

رواية المتاهه القاتلة الفصل السابع 7 - بقلم حليمة عدادي

الصفحة الرئيسية

  

رواية المتاهه القاتلة الفصل السابع 7 - بقلم حليمة عدادي


فتحت “ماريا” عينيها بوهنٍ شديد، كانت تشعر بصداعٍ في رأسها، نظرت إلى أصدقائها.. كانوا مكومين على الأرض دون حراك.. نظرت إلى المكان من حولها باستغراب.. شبكة العنكبوت، الحشرات في كل مكان، المكان كان مليئًا بالتراب، يوجد ثقبٌ صغيرٌ في الأعلى يدخل منه ضوءٌ بسيط، رائحة المكان لا تطاق.
تذكرت آخر شيء حدث معهم عندما كانوا في الغابة، قفزت من مكانها بفزع، عندما تذكرت أنهم بقبضة تلك المخلوقات الغريبة، بدؤوا باستعادة وعيهم واحدًا تلو الآخر، كانوا يتفحصون المكان باستغرابٍ وخوف.
تحدثت “ماريا” بقلقٍ بالغ:
احنا فين؟ المكان مفيش فيه باب.
“رام”:
وقعنا من تاني بين إيدين الناس دول، هنخرج من هنا ازاي!
تنهد “جان” بتعب، فكل شيء أصبح غير مفهوم، هل هو في حلم، أصبح الذعر معهم في كل مكان، كل خطوةٍ فيها خطر، أصبح يلوم نفسه أنه هو سبب هذه المغامرة المجنونة، لو كان منع أصدقاءه لم يكن لحدث هذا، تحدثت “دينيز” قائلة:
جان، دا مش وقت لوم وعتاب، فكر ازاي هنخرج من هنا مش وقت الاستسلام.
نظر إليها وتاه في عينيها كأنه يجد فيهما ملجأه، تحدث بهيامٍ ونسي كل من حوله:
حتى لو وقعت في الأسر ألف مرة، هقاوم ألف عدو علشان أساعدك، ومش هخلي اليأس يسيطر عليّ، يكفيني إني أسير عينيكِ.
نظرت إليه “دينيز” واحمرت وجنتاها من الخجل من كلامه، تنهد “رام” بتعب هو يفكر في حل، و”جان” يفكر في الحب، يا له من غبي! ولكن هو يعلم أنه مجنون بها، لهذا ينسى كل شيء في وجودها.
نظرت إليهم “ماريا” بنفاد صبر، كيف لهم أن يمزحوا وهم في خطر، ولا يفكروا في طريقةٍ للخروج، فهي أصبحت متوترةً وعصبية، لم تعد لها طاقة لتتحمل، يكفي ما عاشته من رعب، تحدثت بعصبيةٍ قائلة:
ده مش وقت الهزار.
عندها حق، دا مش وقت الهزار، لازم نفكر هنخرج من هنا ازاي.
سمعوا صوت وقع أقدام، استمعوا جيدًا إلى مصدر الصوت، علموا أنهم في مكانٍ مثل الحفرة، فُتح المكان، فدخل الضوء.. أمسكوا “إليف، ونايا”، أخذوهما من دون أن يهتموا إلى بكائهما.
صرخت “ماريا” بفزع، حاولت الإمساك بأختيها… لكن دفعها واحدٌ منهم بقوة، صرخت بذعر:
سيبوهم وخدوني أنا، لا.. لا.. لا خدوني أنا.
لم يهتموا لصراخها، وعادوا مرة أخرى، كانوا في كل مرةٍ يأخذون اثنين منهم، جلسوا على ركبهم أمام النار المشتعلة، ويوجد شخصٌ جالسٌ أمامهم، رأسه ضخمٌ يبدو أنه هو قائدهم، أشار إلى أحدهم، تقدم منه وأخذ منه إناءً بداخله نار، وضع شيئًا بداخله، رائحته سيئة، اقترب من “إليف” ووضعه أمامها، أمسكها بقوةٍ وجعلها تستنشق من هذا الإناء.
صرخت “ماريا”.. حاولت الركض باتجاه أختها… لكن أمسكوا بها بقوة، كانت مثل طائرٍ جريحٍ محبوسٍ في قفص، ترى أختها أمام عينيها، وهي تفقد وعيها رويدًا رويدًا.
“ماريا” بدموع:
إليف، إليف، سيبوها.
سقطت “إليف” على الأرض دون حراك تحت صرخات الجميع، اهتز المكان بقوة، خرج منه مخلوقٌ غريبُ الشكل من دون رأس، ولديه قدما بقرة وجسم إنسان.
نظر إليه قائدهم وتحدث بصوتٍ خشنٍ ومقزز تقشعر منه الأبدان:
ابدأ شغلك يا بلانزو، دول هيبقوا عبيد لينا، دخلوا مملكتنا وقتلوا واحد منا.
من دون أي كلمة تحرك ” بلانزو”، اقترب من “إليف” وسكب الدماء على وجهها، وأخرج من خصره سكينًا وبدأ بتقطيع شعرها.. صُدموا مما يرون، ولكن ليس بيدهم شيء لفعله، أياديهم مقيدة، شعروا بالعجز.
تحدثت “ماريا” بدموع، وهي ترى ما يحدث لأختها:
اعملوا حاجة، دول بيؤذوا أختي، يا ريتهم أخدوني أنا.
“رام” بيأسٍ همس بخفوت:
هنعمل إيه واحنا مربوطين بالشكل دا!
نظرت “ماريا” إلى أختها الملقاة أرضًا، وذاك الشخص يحلق شعرها، ثم تركها ذلك الشخص فجأة، صرخ ووقع على الأرض، يصرخ بألمٍ كلما صرخ سقط واحدٌ منهم، سقطوا واحدًا تلو الآخر حتى سقطوا جميعًا، لم يفهموا شيئًا مما يحدث، فجأة ظهرت أمامهم امرأةٌ شعرها أبيض، وجهها مغطى بالدماء، ملابسها البيضاء عليها دماء، فكت أياديهم، وأشارت إليهم بيدها كي يتبعوها، اقتربت من “إليف” أمسكت برأسها بيديها، وقرأت شيئًا مثل التعويذة، شهقة خرجت من “إليف” وفتحت عينيها، ركضت إليها “ماريا” ونايا، تحدثت “ماريا” بفرحة:
إليف حبيبتي، أنتِ بخير؟
ضمتها إلى حضنها بفرحةٍ لم تصدق أنها بخير، صرخ “رام” بصوتٍ عالٍ:
يلا نمشي من هنا بسرعة قبل ما يحصل حاجة.
ركضوا من المكان حتى ابتعدوا عنه، وقفوا كي يستريحوا وهم يتساءلون من هذه المرأة الغريبة؟
“جان” باستفسار:
مين الست دي؟ شكلها غريب!
“ماريا”:
المهم إنها أنقذتنا منهم قبل ما يحصلنا حاجة.
شرد “رام” يفكر.. كيف ظهرت واختفت فجأة ومن تكون، قطع شرودَه صوتٌ غريب، التفتوا إلى مصدر الصوت وجدوها أمامهم.. تحدثت بصوتٍ مرعب:
عايزين تعرفوا أنا مين؟

يتبع….


google-playkhamsatmostaqltradent