رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل السابع 7 - بقلم اية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .
البارت السابع من رواية 💔 للقلب اخطاء لا تغتفر 💔
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
فراشةٌ أنا ترفرف فوق الورود وتتبع النور
وها أنا ارفرف نحو جحيمي بسعادة
❈-❈-❈
تعجب ناصف من أمرها وقرارها المفاجئ والسريع وأردف متسائلاً بترقب :
– موافقة ؟ ،،، متأكدة يا ريتان ،،، إنتِ كويسة ؟
أردفت مسرعة لتبطل أي فكر داخلها :
– جداً ،،، صدقنى كويسة جداً وده أكتر قرار صح أخده في حياتى ،،، إتكلم مع بابا واتفقوا على كل حاجة وخلينا نتمم الجواز بأسرع وقت ،، صدقنى أنا عايزة كدة ،،،
زفرت بقوة تتابع :
– ولو سمحت بلاش تبلغ حد إلا وقت الدعوة ،،، منعاً للكلام يعنى ،،، خليها مفاجأة للكل .
تنهد وشرد قليلاً يفكر بتعجب ثم أردف بترقب :
– ريتان ينفع أقابلك واتكلم معاكى ،،، أنا مش حابب تسرعك ده ؟
تحدثت وهى على وشك البكاء وتساءلت بحدة :
– هو إنت مش طلبتنى ؟ … ولا رجعت في كلامك تانى ؟
تحمحم وأردف مصححاً :
– لاء بالعكس ،،، أنا بتمنى جداً موافقتك بس إنتِ قولتى هتفكرى ،،، ودلوقتى بتقولي نتــ.جوز بسرعة ،، ف أكيد لازم أستغرب يا ريتان ،،، علشان كدة خليني أكلم عم حمدى وأجي أشوفك .
تنفست بعمق تهدئ من إنفعالها ثم أردفت بألم ومراوغة :
– معلش يا ناصف خليها وقت تانى لأنى نازلة دلوقتى لكاري صاحبتى ،،، أنا بس حبيت أبلغك موافقتى وأنت كلم بابا .
زفر ثم أردف بهدوء :
– تمام يا ريتان ،،، زى ما تحبي .
أغلقت معه وعادت تمــ.لس على صــ.درها وقلبها مرات عدة تشعر كأنه سيتوقف ،،، حجر صوان قابضاً عليه يشعرها بالاختناق ،،، تنكمش ملامحها بضيق وهى تعيد حديثه المؤلم ..
اومأت تردف بصوت داخلى يتردد في عقلها ،،، حسناً يا إبن الجواد ،،، سأريك ريتان إبنة السائق كيف ستكون زوجة وأمٍ يفتخر بها مجتمعك العاق هذا .
❈-❈-❈
في اليوم التالى
غادر فريد بعدما ودع الجميع
أوصله حمزة إلى المطار بينما أسرعت شيرين إلى غرفتها تغلقها وتبكي على فراقه المؤقت كإبن عمها وفراقه الدائم كحبيب .
أما في منزل حمدى
خرجت ريتان من غرفتها بملامح باردة قاسية لا تليق على براءة وجهها ونعومته ،،، الآن هي تتحرك بجــ.سدٍ نُزعت منه المشاعر ،،، وكأنها جماد تمشي على الأرض .
رأتها جميلة فاتجهت إليها تردف بسعادة بعدما علمت بالأمر :
– ريتان ،،، إنتِ وافقتى على ناصف ! ،،، ده كلم أبوكى أمبارح بليل وكان فرحان جداً وعايز يحدد الفرح في أقرب وقت ،،، بس أبوكى قاله نستنى شوية .
أردفت بجمود وهى تستعد للمغادرة :
– مافيش داعى يا ماما نستنى ،،، قولي لبابا يتمم الفرح في أقرب وقت .
تعجبت جميلة ونظرت لإبنتها تردف بقلق :
– ريتان إنتِ كويسة ؟،،، إزاى يعنى في أقرب وقت ده جــ.واز يا بنتى .
خرجت بسمة من غرفتها بعدما إستمعت لأخر الحوار ونظرت لريتان قائلة بسعادة :
– برافو عليكي يا ريتا ،،، أول مرة تفكرى صح ،،، ناصف ده هينغنغك يا بنت المحظوظة .
طالعتها ريتان بتعمن ثم نظرت لوالدتها بعمق وأردفت بتعجب :
– مش حضرتك يا ماما كنتِ عايزانى أوافق !،،، أنا موافقة أهو ومافيش داعى نستنى ،،، ناصف جاهز وإنسان واضح ومعروف ،،، يبقى ليه التأجيل ؟،،، لو سمحتى اتكلمى مع بابا لما يرجع وأنا هروح دلوقتى لسناء علشان أكمل للأولاد المستوى الأول ،،، هحاول أخلى كاريمان تكمل مكانى معاهم .
أومأت جميلة وأردف بترقب :
– طيب يا حبيبتى روحى ربنا معاكى ،،، وأنا إما حمدى ييجي هتكلم معاه .
غادرت ريتان واستقلت سيارة أجرة تنقلها إلى فيلا سناء لتعطى حصتها ،،، بالطبع لن تخبرها بموافقتها الآن ،،، ولكن لتجد حجة مناسبة .
❈-❈-❈
مساءاً
أتى ناصف إلى منزل حمدى بعدما أُذن له ليتحدث مع ريتان .
جلس معها بعد الترحاب حيث ترك حمدى لهما مساحة الحديث منفردان مع مراعاة تواجده هو وزوجته على مقربةً منهما .
أما ريتان فقد قررت وأنتهى الأمر ،،، رآي حبها فليرى إنتقامها ،،، لتنفذ هذا القرار ولينتهى الأمر في الحال ،،، إن كان قرار جوازها من ناصف يشبه حكم الإعــ.دام والوحيد الذى يمتلك قرار إيقافه هو حمزة فستنفذه رغماً عن الجميع ،،، وأمام عيــ.نيه .
تنهد ناصف وطالعها يردف متسائلاً بترقب :
– ها يا ريتان ،،، مش عايزة تقولي حاجة ؟
طالعته بقوة وأومأت تردف متسائلة بجــ.رح داخلى ينزف بصمت :
– أكيد ،،، عايزة أسألك ليه أخترتني بالذات ؟ ،،، يعنى الفرق الإجتماعي والناس و ••• .
قاطعها يردف بأبتسامة هادئة :
– متكلميش يا ريتان لأنى مش بيهمنى كل الكلام ده ،،، أنا مش بفكر بالطريقة السطحية دي ،،، أنا أهم شئ عندى جوهر الإنسانة اللى هرتبط بيها ،،، وإنتِ أثبتيلي إنك تستحقي تكونى ملكة متوّجة لأي إنسان ،،، أنا سألت عنك كويس والكل أجمع إنك إنسانة على خلق وإلتزام وده نادر جداً الاقيه بسهولة ،، علشان كدة مش عايزك تفكرى تماماً بالطريقة دي .
تحدث وكل كلمة خرجت منه كسهمٍ استهدف قلبها ،،، قلبها الخائن الغبي ،،، حسناً الآن أدركت أنها كانت ساذجة ضعيفة خُدعت ببعض النظرات الماكرة والتعاطف الخــ.بيث وفسرت مشاعر مسرحية على أنها إعجاب أو ربمــــا حب .
أبتسمت بألم ،،، ضغطت على فكها بقوة لتمنع عيــ.نيها من ذرف دمعة خائنة ،،، نظر لها بترقب ثم تساءل :
– إنتِ كويسة ؟
أومأت تردف ولمعة عيــ.نيها محزنة :
– جداً ،،، كويسة جداً ،،، أنا موافقة ومقتنعة بيك يا ناصف ،،، وزى ما قولتلك خلينا منطولش ،،، زى ما أنت عارف كلام الناس ،،، ممكن يتقال كلام مش حابة أسمعه علشان كدة خلينا نستعجل وبلاش حد يعرف إلا قبلها بيومين على الأقل .
تنهد ينظر للإمام بشرود ،،، يفكر قليلاً ،،، طالعها يردف بأبتسامة هادئة :
– أنا معنديش أي مانع ،،، بالعكس أنا مبسوط جداً ،،، ومن بكرة لو تحبي أنا جاهز ،،، ومحدش يقدر يتكلم طبعاً ومع ذلك أنا هحترم رغبتك أكيد وهخلي الخبر مفاجأة مع كروت الدعوة .
أبتسمت بأنتصار وأومأت بروحٍ معذبة :
– تمام يا ناصف ،،، أتكلم مع بابا وحددوا معاد قريب .
أومأ لها بسعادة وبالفعل بعد دقائق أتى حمدى وجلس يتحدث معه فقال ناصف :
– تمام يا عم حمدى ،،، تقدر حضرتك تقولي طلباتكم وأنا جاهز لأي شئ ،،، ومن بكرة لو تحب ،،، زى ما أنتوا عارفين أنا أهلى متوفيين وماليش قرايب هنا ،،، ومن فترة قليلة أشتريت شقة كويسة جداً في برج سكنى في منطقة راقية تقدر حضرتك تيجوا معايا بكرة تشوفوها ولو ريتان حبيتها يبقى نتوكل على الله ،، قولت إيه ؟
نظر حمدى لريتان بسعادة يبتسم بحنو ،،، أحياناً تعمى العيون والقلوب عن الحقائق التى تختفي وراء المظاهر العامة ،،، أحياناً شدة بريق الضوء الصادر من قطار الحياة تغشي أعيننا إلى أن نجد أنفسنا أسفل قضبانه محطمين الروح والراحة ،،، ولنرى ماذا يخبئ لنا القدر .
تنهد حمدى براحة وأردف بسعادة :
خلاص يا ناصف بيه ،،، بما إن بنتى موافقة وانت مستعجل شوف الوقت المناسب إيه وأنا معاك .
أومأ ناصف ونظر لريتان التى تجلس كأنها تؤدى دورٍاً سنيمائياً بإتقان ثم عاد بنظره لحمدى وأردف مبتسماً :
تمام يا عم حمدى ،،، يبقى كمان أسبوعين ،،، أيه رأيك ؟
تعجب حمدى ونظر لريتان ينتظر إعتراضها ولكنها كانت في عالمٍ آخر فنظر لناصف وأردف متعجباً :
– قليل أوى كدة يا ناصف بيه ؟ ،،، يعنى علشان نلحق نجهز نفسنا وكدة ،،، يعنى على الاقل شهرين تلاتة ؟
تنهد ناصف ونظر لريتان التى تطالعه بتمعن وصمت ظاهرى عكس ضوضاء عقلها الصاخب ثم أردف بترقب :
– خلاص يا عم حمدى يبقى كمان شهر ،،، وزى ما قولتلك كل شئ جاهز ،،، أنا مش محتاج غير ريتان .
نظر حمدى لريتان وتساءل بترقب :
– رأيك إيه يا بنتى ؟
سحبت شهيقاً قوياً وأومأت تردف كدمية تردد بلا روح :
– موافقة يا بابا ،،، بس لو سمحت مش عايزة أي حد يعرف إلا وقت الدعوة .
أومأ ناصف وأردف بثقة :
– زي ما تحبي ،، من نحيتى مش هقول ،،، وأكيد عم حمدى هو كمان مش هيقول .
أومأ حمدى بتعجب من أمر إبنته وقرر التحدث إليها بعد مغادرة ناصف .
ولكن أي حديثٍ هذا ! ،، لقد عزمت أمرها وأنتهى كل شئ .
❈-❈-❈
بعد مرور شهر .
تم التحضير للفرح في أرقى الأماكن وتم توزيع الدعاوى التى تفاجأ بها الجميع وتعجبوا خصوصاً بعد معرفة عائلة العروس .
كان يجلس مراد مع والدته وشيرين ويردف بمرح معتاد :
الواد فريد وحشنى أوي ،،، تصدقوا برغم رخامته بس بجد كان عامل جو هنا .
إبتسمت شيرين وحنت إليه ولكنها أردفت باستنكار تتذكر :
– جو إيه اللى كان عامله ؟،، ده كان بيقعد معانا على السفرة زي التمثال ،،، حتى بوزه كان شبرين .
إبتسمت صفية وأردفت بحنو واشتياق له :
– لا ملكيش حق يا شيري ،،، فريد فعلاً وحشنا أوى ،،، ومش عارفة السنتين دول هيعدوا عليا أزاي .
وقف مراد يتجه لوالدته ويدنو منها مردفاً بترجي :
– لاااا ،، أبوس إيدك يا ست الكل ،،، بلاش دراما أنا مستكفي منها هنا وفي الشركة ،،، زمان الحاج الكبير هينزل وهنتكتم كلنا ،،، خلينا فريش كدة قبل ما ييجي .
إبتسمت عليه وأردفت بقلة حيلة :
– سبحان الله ،،، مش عارفة أنت الوحيد اللى طلعت مختلف في أخواتك ،،، وشكلك كدة إنت اللى هتاخد اللى إنت عايزه بطريقتك دي ،،، ياريت حمزة كان زيك كدة ،،
أعتدل بفخر بعد حديث والدته وأردف بتعالى ضاحكاً :
– مافيش حد زيي يا أمى ،،، ده كان قالب واتكسر بعدى ،،، من حسن حظ عيلة الجواد إن مافيهاش غير مراد واحد بس ،،، وده مش غرور لااا ،،، ده تكبر .
شهقت صفية بينما هزت شيرين رأسها بقلة حيلة عليه أما هو فكاد يكمل مرحه ولكن ألجم الجميع بسبب نزول سالم ودلوفه إلى حجرة الطعام لتناول الفطور .
بعد دقائق وصلت الدعوى إلى فيلا سالم والجميع يجلس على طاولة الإفطار .
ادخلتها المساعدة إلى سالم مردفة بإحترام :
– سالم بيه ،،، الكارت ده وصل حالا لحضرتك .
تناوله سالم منها وفتحه يقرأ بترقب ثم ظهرت الدهشة على ملامح وجهُ فأردفت صفية متسائلة بهدوء :
– خير يا سالم فيه حاجة حصلت .
نظر لهم جميعاً وأردف بتعجب :
– دى دعوة زفاف ناصف السوهاجى .
إنتبه حمزة بتمعن وتنهد بارتياح ليتز وج بمن يريد ويبتعد عن ريتان .
أومأت صفية تردف بهدوء :
– طيب كويس ،،، ربنا يتمم بخير .
أردف سالم بدهشة ساخراً :
– العروسة تبقى ريتان بنت حمدى السواق .
توقف عن مضع الطعام لثوانى يستوعب هل ما سمعه حقيقي ،،، لف نظره إلى والده الذى نظر له بعمق ثم إبتلع طعامه كمن يبتلع قطعة حادة شقت حنجرته وصــ.دره إلى نصفين ،،، إلتواءة شديدة تعتصر أحشاؤه وهو يردف متسائلاً بنبرة متألمة كأنه لم يستوعب بعد :
ريتان مين ؟
أردف سالم بجمود يحذره بعــ.ينيه بأن لا يخطئ أو يظهر رداً :
– قولت ريتان بنت حمدى السواق ،،، أظنك سمعت كويس .
أغلق عيــ.نه ومال برأسه يستوعب لثوانى ثم وقف وترك الطعام يتحرك للخارج ،،، ولأول مرة يناديه سالم ولم يجيبه بل أكمل حيث يقف حمدى ينتظر سالم .
أتجه إليه حمزة ولأول مرة أيضاً يردف بنبرة غاضبة لم يتحكم بها :
– إنت إزاي تجوز ريتان لناصف السوهاجى ؟ .
تعجب حمدى من طريقته بينما لحقه سالم والجميع المتعجبون من أمره .
إتجه سالم يلف حمزة إليه بعنف ويردف محذراً بعــ.يون غاضبة وتوعد :
– حالاً تركب عربيتك وتطلع على الشركة .
أردف معترضاً بحسرة :
مش هتحرك على مكان غير لما لما عم حمدى يوقف المهزلة دي .
لف نظره لحمدى المتعجب مجدداً وأردف بحدة أكبر :
ليه وافقت على ناصف يا عم حمدى ؟ ،،، وأزاي تجوزه بنتك بسرعة كدة ؟
أردف حمدى بتوتر من نظرات سالم المريبة :
– دى كانت رغبة ناصف بيه ،، وبنتى موافقة عليه يا حمزة بيه وهو راجل كويس ومحترم ،،، ولا هو إنت تعرف عنه حاجة ؟
مسح حمزة على وجهُ بقوة بينما أردف سالم بنبرة قوية حادة غاضبة يعنف إبنه :
– لو متحركتش على عربيتك دلوقتى وطلعت على الشركة يا حمزة صدقنى مش هيحصل خير .
طالعه حمزة بعمق وعقله يردد ،،، وافقت عليه ؟،،، يقول وافقت عليه إذا بأي حقٍ هو يمتنع ؟ .
لف نظره يطالع الجميع بتشتت وعقلٍ تائه ثم اتجه يستقل سيارته ويغادر بصمتٍ تام .
أما سالم فاقترب من حمدى وأردف بفحيح :
– اللى حصل ده تنساه ولا كأنك سمعته تماماً إنت فاهم ؟
أردف حمدى بتوتر واستفهام :
– ازاي بس يا سالم بيه ؟ ،،، لو حضرتك تعرف عن ناصف بيه حاجة ياريت تعرفنى ،،، دي بنتى .
أردف سالم بخبث ودهاء :
لا بالعكس ،،، ناصف إنسان كويس جداً ورجل أعمال شاطر ،،، يعنى أنتوا الكسبانين ،،، بس حمزة على خلاف معاه بسبب صفقة أعمال ،،، متحطش في دماغك إنت وانسى اللى حصل ،،، مبروك لبنتك .
طالعه حمدى بعمق وأومأ برأسه يردف مقتنعاً بحديثه :
– الله يبارك في سعادتك يا سالم بيه
ربت سالم على كتفه بحنانٍ ذائف عدة مرات ثم أردف بحدة :
– يالا يا مراااد .
أسرع مراد ليتجنب غضبه واستقل السيارة معه واتجه حمدى لمكانه وبدأ يقود بعقلٍ شارد .
أما صفية التى تقف على سلالم القصر تتابع ما حدث ومعها شيرين .
نظرت لها وأردفت بقلق وقلبٍ حنون :
– شيرين ،،، رنيلي على حمزة كدة ؟
أومأت شيرين وتناولت هاتفها لتهاتفه ولكنه مشغول بمكالمة آخرى .
في تلك الأثناء كان يقود بسرعة عالية وهو يتحدث مع سناء شقيقته مردفاً بحرقة تستهدف حلقه وجرى تنفسه :
– انتِ ازاااي يا سناء مبلغتنيش ،،، إزاااي تخبي عنى خبر زي ده ؟
أردفت سناء بصدمة من هذا الخبر التى تلقته لتوها :
– أنا لسة حالاً عارفة يا حمزة ،،،، أنا اتصدمت زيك ،،، ريتان خبت عنى وناصف كمان مقالش .
تعجب وأردف متسائلاً :
– ازاااي ؟ ،،، يعنى إيه ؟
أردفت وما زالت في صدمتها :
– أنت عارف إنها خلصت مع الأولاد المستوى الأول ،،، بس كلمتنى من أسبوع وقالت إنها داخلة على دور برد وممكن تبعت كاريمان صاحبتها مكانها ،،، بس مقالتش خالص عن موضوع ناصف .
هز رأسه لا يستوعب ما يسمعه ثم أردف يبحث عن إجابة مقنعة :
عملت ليه كدة ؟ ،،، وافقت عليه ازااااي بالسرعة دي ؟ ،،، هتتجوزه مسافة شهر أزاااي ؟
حزنت سناء وأردفت بحزن :
– طب يا حمزة إهدى علشان خاطرى ،،، تعالى وهنتكلم .
أردفت باختناق وقهر وعجز :
هنتكلم في إيه يا سناء ،،، مافيش حاجه نتكلم فيها خلاص .
أردفت بترقب تفكر بصوت عالى :
– طب مش يمكن تكون بتحبــ. .
قاطعها يردف بقلبٍ مستنذفٍ حزين :
– متكمليش يا سناء ،،، علشان خاطرى إقفلي .
أغلق معها وتوقف فجأة يحدث صفيراً عالياً إثر أحتكاك الأيطارات في الأسفلت ثم وضع رأسه بين كفيه يفرك عقله يحاول تقــ.بل حقيقة الأمر الواقع ،،، ماذا ظنّ ،،، أظن أنه يحق له أن يرتبط ويتزوج وهى لا ؟ ،،، كم هو أنانى وجباااان .
أكان يريد ها مربوطةٍ بحبه دون قيود ؟ ،،، بأي حقٍ يفعلها ؟ ،،، تركها بسبب قناعاته وعائلته فليتركها تكمل ،،، ولكن ليس مع هذا الغامض ،،، ماذا إن أذاها أو كان مثل شقيقه ؟ ،،،
هي رقاقةَ ثلجٌ جميلة وناعمة وهشة لن تحتمل أي حرارة ،،، هى زهرةٌ تفتحت لتتنــ.فس ليس ليمــ.تص أحدٍ رحيقها ويذبلها الإهمال ،،، هى غزالةٌ خلقت لتُنعّم لا ليفــ.ترسها صيادٍ جائع .
أردف معنفاً نفسه بقهر :
– إنت مختل ،،، مش طبيعي ،،، عين في الجنة وعين في النار ،،، عملتلها أيييه إنت يا جبااان .
لأول مرة يصل حمزة لتلك الحالة الرثة والضائعة ،،، لأول مرة يُعلن تمرده على نفسه ،،، ولكن بعد فوات الآوان إنتهى كل شئ ،،، إنتهى قبل حتى أن يبدأ .
أردف يردد بخوف وهمس:
– بتحبه ؟،،، معقول حبته ؟
هز رأسه يردف نافياً وقد أصاب بالجنون :
: لااااا ،،، لا محبتهوش مستحيل ،،، لااا يا ريتان ليه وافقتى عليه ليييه ،،، ليه ده يا ريتان لييييه ؟
زفر باختناق وحرقة ،،، نظر لهاتفه ،،، خطر على عقله أن يهاتفها ،،، ولكن بأي حق وماذا سيقول ؟ ،،، حسناً لا يمكنه مهاتفتها ولكن يمكن لسناء .
لذلك أدار سيارته مجدداً يقود بإتجاه منزل شقيقته .
❈-❈-❈
وصل بعد دقائق عدة ،،، ترجل وأتجه للداخل على الفور حيث أستقبلته سناء بحزن لحالته .
أردف بنبرة مترجبة وعيون مرهقة وعقلٍ مبعثر :
– كلميها حالاً يا سناء لو سمحتِ ،،، أفهمى منها بس ليه وافقت عليه ،،، يمكن يكون حد ضغط عليها ،،، مش معقول ريتان تفكر بالطريقة دي .
تنهدت تومئ بصمت ثم أتجهت تتناول هاتفها وأتجه هو يتبعها ويقف مجاوراً لها يترقبها وهى تضغط على زر الأتصال كمن ينتظر قراراً مصيري .
على الجهة الأخرى رن هاتف ريتان وهى تجلس في غرفتها شاردة ،،، تناولته ونظرت للأسم ،،، لا تعلم لما تلك النبضة عادت إليها ،،، أولم تسحق هذا الأبله ؟ ،،، ستجن ،،، من أين أتت تلك النبضة المتسارعة تخبرها أنه ربما يجاور سناء .
زفرت بقوة تدعم صــ.درها بالأوكسجين ثم قامت بتشغيل أغانى أفراح عبر الحاسوب الخاص بها وقامت بفتح الخط تردف بصوت عالى نسبياً جاهدت ليخرج سعيد والألم الداخلى ساكناً لا يعطى صوت :
– ألو ؟ ،،، نونا أزيك عاملة اية ؟
أستمعت إلى صوتها ونظرت لحمزة الذى ضغط على مكبر الصوت وسمع صوت الأغانى التى وصلت إلى مسامعه كأنها عويل ،،، تعجبت سناء من حالتها وأردفت بترقب :
– ريتان أزيك ،،، أنا كلمتك لأن وصلتنى الدعوة ،،، وأستغربت جداً لإنك مقولتيش ،،، إنتِ كويسة ؟
أغمضت ريتان عيــ.نيها بقوة ثم تنهدت وأردف تبتسم مجبرة :
– كويسة جداً يا نونا ،،، وأنا أسفة إنى مقولتلكيش بس أنا وناصف حبينا تبقى مفاجأة .
تعجبت سناء من نبرتها الغير مقنعة بينما وقف هذا يستمع إلى حديثها بجــ.سدٍ متصلب وسناء تتساءل :
– تمام يا حبيبتى ربنا يسعدك ،،، بس كنتِ عملتى فترة خطوبة الأول يا ريتا ؟ ،،، يعنى معقول تتجوزى بسرعة كدا ؟
لا تريد سماع أي صوت يحذرها أو أي نصيحة تجعلها تتراجع ،،، لا تريد ولا أي صوت الآن ،،، لذلك إدعت تردف كاذبة :
– حاضر يا ماما جاااية .
ثم تابعت تحدث سناء :
– أنا أسفة يا نونا هقفل معاكى ،،، أنتِ عارفة تجهيزات فرح بقى وكدة ،،، سلام يا حبيبتى .
أغلقت معها وأرتدت على المقعد ثم مدت يــ.دها تغلق الحاسوب وتنفست بقوة ،،، شعور قوى لديها بأنه يجاور سناء ،،، إبتسامة تشفّي وإنتقام ظهرت على وجهها ،،، تسترد كرامتها شيئاً فشيئاً .
أما هو فنظر إلى شقيقته بصمت لثوانى قبل أن يندفع ليغادر ،،، حتى أنها نادت عليه ولكنه غادر .
❈-❈-❈
فى اليوم التالى
في فيلا أبو الدهب
يجلس يرتشف القهوة وزو جته تجلس واضعة ســ.اق فوق الأخرى تقلب في صفحات إحدى مجلات الموضة .
نزلت مها بتعالي تتجه إليهما ثم أردفت بترقب :
وصلتكوا دعوة فرح ناصف السوهاجى ؟
أومأ شوقي يردف ساخراً وهو يطالع إبنته بمغزى :
– على بنت السواق بتاع سالم .
جلست بجواره وأردفت بشرود وتعجب:
– مش عارفة ناصف إزاي أختار بنت زي دي ،،، بصراحة اتفاجئت جداً .
أردفت سعاد بعدما وضعت مجلتها على الطاولة :
– هى فعلاً مش لايقة عليه خالص ،،، ناصف شاب مثقف وغنى ،،، أنا كنت مفكرة أصلا إنه هيفضل عايش في فرنسا وهيتجوز هناك ،،، بس موت منصور قلب الموازين .
أومأت مها تردف بغموض :
– صح يا مامى ،،، بس أكيد لازم نروح نبارك ونتفرج !
ضحك شوقي يغمز لإبنته التى إبتسمت بغرور وقلبت عيــ.نيها ثم وقفت تخطو للخارج وتبتعد عنهما ثم تناولت هاتفها وقامت بالإتصال على حمزة الذى يجلس في مكتبه حزيناً شارداً .
تناول هاتفه ونظر له بضيق حينما وجد إسمها ،،، زفر وفتح يجيب :
– أيوة يا مها ؟
أردفت بترقب وخبث :
– حمزة ازيك ،،، وحشتنى ؟
تنهد يغلق عيــ.نه لا يحتمل الآن سماع تلك الكلمات ثم أردف بجمود :
– كنتِ عايزانى !،،، أصلى مشغول شوية .
إغتاظت منه بشدة ولكنها قررت إدعاء العاطفة لتحصل على ما تريده مردفة :
– حمزة بقولك وحشتنى تقولي مشغول ؟ ،،،، على العموم أنا حبيت أطمن عليك واقولك إيه رأيك نروح فرح ناصف سوا ؟
أعتصر عينه بقوة وأردف بألم :
أنا مش عايز اروح .
أردفت بصوت متحشرج ماكر :
– حمزة مينفعش ،،، كل معارفنا هيبقوا موجودين إنت كدة بتحرجنى ،،، لو سمحت يا حمزة خلينا نروح سوا ،،، منظرى هيبقى إيه وأنا داخلة من غير خطيبي ؟،،، وبعدين أكيد أهلك كلهم رايحين .
تنهد بقوة وصمتَ قليلاً ثم أردف بضيق :
سبيها بظروفها يا مها .
إبتسمت بخبث وأردفت :
– يبقى هستناك تمر عليا تاخدنى بعربيتك ،،، يالا باي يا بيبي .
أغلقت معه ونظرت للأمام بخبث وتشفى ثم عادت لتجلس مع والديها بانتصار .
❈-❈-❈
في منزل ريتان كان التحضير قائم حيث أتت كاريمان وأتوا أهل حمدى من قريتهم يتطلعون على جهاز ريتان بعيون ثاقبة ويتناجون بينهم بكلمات خبيثة عن زو جها المستقبلي وثراءه الفاحش وعن أصطيادها له حتى نجحت في إيقاعه .
كانت جميلة تستمع لهم بضيق ولكنها تعلمهم جيداً لذلك ممرت ما يحدث من أجل فرحتة إبنتها المنتظرة .
فى غرفة ريتان تجلس كالدمية على فراشها وتحاول كارى التحدث معها مردفة بتعقل :
– يا ريتان يا حبيبتى مش كدة ،،، هيحصلك حاجة ،،، هونى على نفسك .
أبتسمت بخفوت وأردفت تدعى الفرحة :
– انا كويسة جداً يا كارى انتِ ليه مش قادرة تصدقي ؟
طالعتها كارى بعمق قائلة :
– لأنى عرفاكى كويس يا ريتان .
ربتت على كفها لتنهى هذا النقاش وأردفت مطمئنة :
– متقلقيش ،،، هبقى أحسن ،،، المرة دي أخترت صح .
تنهدت كارى بعمق وطالعتها بقلق لا تعلم لما فجأة تغيرت ريتان هكذا .
بينما هى شردت تفكر في ليلة غداً وفيما تنوى فعله .
❈-❈-❈
في اليوم التالى مساءاً
في قاعة أسطورية تجهزت بعناية .
حضر جميع أفراد الطبقة الراقية من المجتمع إلي حفل زفاف ناصف السوهاجى .
أُناس رُسم على وجوههم التعالى والتفاخر بماديتهم ،،، أتوا متعجبين ليروا وليسخروا من تلك العروس الفقيرة إبنة سائق سالم الجواد .
حضرت عائلة الجواد وحضر شوقي أبو الدهب وزو جته .
ها هي العروس تطل عليهم بيــ.دِ والدها بفستان زفاف أبدع ناصف في إختياره لها .
فستان ذو ذيل طويل إحتل درجات السلم كاملة ،،، جميلة تزينت بعناية والحكل الأسود أبرز رماديتها الساحرة .
حجابها رسم بإبداع على تدويرة وجــ.هها فباتت ملكة متوجهة سحرت أعين الجميع حتى الذين أتوا ساخرين أنبهروا بجمالها ورتابتها .
وقف ناصف ينتظرها بأعجاب واضح ويطالعها بإبتسامة هادئة .
دلف لتوه حمزة تشبك يــ.ده مها أبو الدهب وتخطى بتعالى .
وقعت عيــ.نه عليها وهى تمد يــ.دها لناصف ،،، لكمات عنيفة من مصارعٍ قوي يستهدف قلبه وهو مقيد في حلبة الطبقات يستقبل تلك اللكمات بصراخ داخلى .
تناول ناصف يــ.دها ورفعها إلى فمه يلثــ.مها ثم مد يــ.ده يبادل حمدى السلام ثم أخذها وخطى بها إلى طاولة كتب الكتاب المعدة بعناية ورقي .
خطى حمزة وساعد مها لتجلس على الطاولة التى يجلس عليها شوقي وزوجته .
وقف هو يتابع ما يحدث بألم ،،، أما مها فجلست تنظر لريتان بحقد وُلد لتوهِ بعدما رأت جمالها .
سحبت ريتان شهيقاً قوياً وهى تجلس ويجاورها ناصف والمأذون ووالدها والشهود .
رفعت نظرها للحضور فرأته ،،، شردا في بعضهما لثوانى مرت كدهرٍ وتحدث العــ.ون قبل ان تبعدها ريتان وتنظر لناصف الذى يطالعها مبتسماً بسعادة .
بادلته إبتسامة باهتة فمال عليها يردف بهمس :
– لحد الآن مش مصدق إنك هتبقى ملكى بعد شوية .
أرعبتها كلمته ،،، بعثرت داخلها مجدداً وانتابها خوفٍ عجيب ،،، حتى أن ملامحها انكمشت ونظرت لوالدها الذى يطالعها مبتسماً بسعادة وفخر .
رأت نظرته فأجبرت نفسها على تذكر كلام حمزة المزلزلة لكيانها ،،، تنهدت بقوة وعادت لجمودها ،،، نظرت بعــ.ينيها لمها ورأت الحقد يطغى على ملامحها .
تعجبت وتوترت من نظرتها ،،، أما هذا الذي جلس لتوه ،،، تأتيه الأفكار والخطط متداهمة ،،، ماذا إن وقف الآن وسحبها وغادر بها إلى مكان غير معلوم ؟ ،،، ماذا أن وقف الآن وأعترض على هذه الزيجة وقرر هو الجلوس مجاوراً لها ليتمم هذا الشيخ زوا جهما ،،، هل ستتم خطته كما يتمنى ؟ وهل ستكون النهاية سعيدة له وللجميع ؟
نظر للطاولة التى تجلس عليها عائلته ،،، نظر للجميع ،،، ما يتمناه صعب ،،، بل يعد مستحيل ،،، ستقام قيامةٍ من نوعٍ آخر ،،، فات آوانك وانتهت فرصتُكَ يا إبن الجواد .
بعد دقائق بدأ كتب الكتاب بالفعل وكلما نطق المأذون كلماته نزلت كحُمم بركانية على هذا الجالس المقيد بسلاسل المجتمع والأصول وسمعة العائلة الكريمة .
أنتهى المأذون وردد ( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير )
سحبت نفساً قوياً رفعت رأسها للأعلى بشموخ أنثى لا تمتلك مالاً وفيراً ولكن تمتلك كرامة وكبرياء ثم نظرت للمأذون وأردفت بترقب أمام أعين الجميع :
– ممكن اقول كلمة ؟
أومأ لها مبتسماً ببشاشة وناولها المايك ،،، نظرت للجميع بتردد وقلق وتعالت وتيرة أنفاسها ،،، دارت بعيــ.نيها على العيون المنتظرة التى تطالعها بترقب .
توقفت عند عيــ.نه ،،، نظرت له ،،، تذكرت كلماته لذلك تسربت إليها قوة وعزيمة .
رفعت المايك إلى شفــ.تيها المترددة وتحلت بالشجاعة وأردفت بصوت بدى مهزوزاً :
– مساء الخير ،،، طبعاً اتشرفنا بحضوركم الكريم لحفل زفافي أنا وناصف،،، وكنت حابة أوجه كلمة شكر .
نظرت جانباً لوالدها بعمق وأردفت بإمتنان وحب وعيــ.ون لامعة :
– شكراً لبابا اللى ربانى ووصلنى للي وصلتله في حياتى وعلمنى القناعة وحب الخير للغير ،،، فخورة جداً بيه وبمهنته الحلال اللى تزيدنى فخر بيه وباللي زرعه جوايا من إحترام مشاعر الناس .
عادت تتطلع على العيون وتابعت بنبرة أكثر جرأة وثقة :
– فخورة جداً للي وصلتله بالمستوى التعليمي ،،، شايفة أهلى أفضل أب وأم في الدنيا على تربيتى وتربية أختى بالشكل ده .
تنهدت بقوة ثم توقفت بنظرها عنده تتمعن في عيــ.نه بحدة وأردفت بصدق وقوة ومغزى لتضع كلماته أمامه ولترجمه بها :
– شكراً جداً للإنسان النظيف اللى اتعرفت عليه ،،، الأنسان اللى شاف جوهرى وشاف فيا زوجة تليق بيه مجتمعياً وفكرياً ،،، انسان إفتخر بيا أكون أم لأولاده ،،، إنسان كان واضح وصريح معايا واحترم مشاعرى وقدرها ومهتمش بالمستويات المجتمعية .
التفتت إلى ناصف واجبرت نفسها على إبتسامة تكمل بإستكانة داخلية بعدما حققت ما أرادت :
– شكراً يا ناصف لأنك مختلف وأوعدك إنى هكون خَيْر زو جة ليك .
وقف ناصف يتجه إليها ثم مد يــ.ده يوقفها وسحبها إليه يعانــ.قها فجأة أمام الجميع أما هذا الذى وقع قلبه ونظر إلى شقيقته بحسرة وبادلته هى بصدمة تردف هامسة من بين شفــ.تيها بحزن :
– سمعتنا ؟
وقف فوراً ،،، لم يعد يحتمل ،،، ترك كل شئ ،،، ترك المكان بأكمله ،،، حتى تلك التى تجاوره وتطالعه محذرة ،،، غادر القاعة التى صدحت الأغانى داخلها وبدأت فقرات الحفل ،،، رأته يغادر وابتسمت بتشفي وانتصار ،،، إنتصرت عليه وعلى قلبها الغبي ،،، ربحت حرباً شرسة والفوز كان لكبريائها الذي مزقه ،،، وتبقى روحها معلقة بحبلٍ أوشك على تمزقها .
أما هو فاستقل سيارته وغادر ،،، يحــ.ترق ،،، داخله يحــ.ترق بل ينكوى ،،، كيف يُزيل هذا الألم الحاد ،،، سيتوقف قلبه لا محالة ،،، لما يحدث معه هكذا ؟ هو لم يكن يومياً مؤذياً لأحد إذا لما تؤذيه الحياة هكذا ؟ ،، هو لا يحبها ،،، فقط مجرد اعجااااب .
لما يتألم هكذا لا يعلم ؟ ،،، لم يرى منها إلا ما يراه الجميع إذاً ليس حب هذا ،،، ولكن حالته المزرية تلك تؤكد أن ما يحدث هذا ما هو إلا ألم عشقٍ دفين أضاعه بيده .
أحتــ.راقه هذا لم يكن من فراغ ،،، هذا نتيجة فقدانها بإرادته ،،، هذا نتيجة تخليه عنها ،،، حسرته تلك من خذلانه لها ،،، تلك الكلمات التى ألقاها وسمعتها عادت مرتدة إليه كرصاصات قاتلة إستهدفت كل خلية في جــ.سده .
وصل إلى الفيلا الخاصة بهم .
ترك سيارته وترجل يصعد للأعلى ،،،، دلف جناحه وأغلق خلفه
إتجه إلى فراشه وجلس عليه إرتاح جــ.سده ولكن روحه معذبة ،،، قلبه يتألم .
أولم يستنكر حبها ؟،،، أولم ينحنى إحتراما لتلك الطبقية والعنصرية التى تفرق بين الأسياد والعبيد حتى بعدما أن دعسهم ديننا برحمته وعدله ؟ ،،، أولم يؤمن بالتكافؤ الاجتماعى والمادى ؟ ،،، إذا لما هذا الألم الآن ؟ ..
كلما مر على عقله أنها أصبحت الآن ملك رجلٌ آخر تمنى أن يكون بلا عقل … بلا مشاعر ،،، ليته جماد ،، ولكن حتى وإن كان جماد كان سيصرخ .
إبتلع الغصة المتحجرة الذى انسحبت بصعوبة بالغة داخل محرى حلقه تحرق صــ.دره .
نظر للمرآة التى تستقر يسار فراشه ،،، نظر لهيأته ،، أخرج من روحه جلاده وأردف بحدة معنفاً نفسه :
– مش إنت بتقول إنك مش بتحبها ؟ ،،، مش قولت ده مجرد إعجاب وانك مينفعش تحب واحدة أقل منك ؟ ،،، إيه بقى جاي تشتكى ليييه ؟،،، واللا هو انت هتفضل صغير كدة ؟ .
مافيش مرّة قدرت تبقى أد كلمتك ،،، كنت اتصرفت زى أي راجل ،،، كنت لحقتها يا إبن الجواد ،،، كنت واجهت أبوك وطلبتها زى ما الحقير ده عمل ،،، بس هو طلع أرجل منك ،،، ناصف السوهاجى طلع أرجل منك في نظرها ،،، ارتحت كدة ؟
بالطبع لااا ولكن الصمت هو الجواب ويبدو أنه فقد عقله حقاً وهو يحدث نفسه ويعنفها .
إلتفت يمد يــ.ده يحمل من فوق الكومود المنفضة الكريستالية ويردد بحسرة:
– بقت ملك واحد تانى ،،، بقت ملك نااااااصف .
قالها وتبع جملته بقذف المنفضة بعلو يــ.ده موجهها إلى انعكاس صورته فتهشمت المرآة الى قطع صغيرة تناثرت على أرضية المكان محدثة فوضى عارمة كتلك التى تحدث داخــ.له الآن .
جلس يطالع آثر فعله وصــ.دره يعلو ويهبط بقوة ،،، ينظر للقطع المنكسرة ويضحك بألم ،،، ليته كسر قلبه ولم يكــ.سرها هكذا ،،، الهذا السبب وافقت به ! ،،، بسببه هو رمت نفسها في أحضان غيره ؟،،، مسك عقله بكفيه ،،، بدأ يكور قبضته ويلكم عقله بقوة ويصرخ بزئير أسدٍ مجروح .
صدحت طرقات على الباب وتبعها نداء شقيقته التى تركت الزفاف وأسرعت خلفه مردفة بحزن وترجى :
– حمزة إفتح ،،، إفتح يا حمزة وهنتكلم .
أغمض عينه وأردف بصوت غاضب :
– مش عايز أتكلم مع حد خالص .
أردفت مترجية بحزن وحنو :
– طيب أفتح يا حمزة علشان خاطرى ،،، أنا سبت الفرح وجيت وراك .
تنهد بقوة عدة مرات يحاول الهدوء ،،، وقف يخطى بحذاؤه فوق الزجاج المتهشم وخطى يفتح لشقيقته التى دلفت وأغلقت الباب خلفها .
نظر لشقيقته والتفت يعود ويجلس فوق مؤخــ.رة فراشه واتجهت هى تجلس على المقعد أمامه وتنظر للفوضي التى أحدثها بحزن .
نظرت له بتعجب ثم أردفت بلوم :
– ينفع التصرف ده يا حمزة ؟ ،،، هتقول للناس إيه ،،، هتقول لمها سبت الفرح ومشيت ليه ؟ ،،،، ولما انت بتحبها كدة يا حمزة سبتها تروح من إيدك ليه ؟
بعثرت داخله مجدداً بأسئلتها ،،، طالعها بتشتت يبحث عن حجة يقنع عقله ويقنعها بها ،،، أردف بحزن :
– سناء أنا مش عارف مالى ،، مش عارف أنا عايز إيه ؟،،، بس فيه نار جوايااا ،،، كاره نفسي وكاره ضعفى ومخنوووق .
زفر باختناق وتابع :
– يمكن لأنى لأول مرة اكون سبب في جرح مشاعر حد ،،، كنت مستغرب وفقت عليه بالسرعة دي أزاي ،،، بس عرفت .
انتِ متخيلة أنها سمعتى وانا بقول عليها أنها مش مناسبة ليا وإنها بنت السواق ؟ ،،، وبسبب كلامى راحت رمت نفسها في حضن ناااصف !
نطق الآخيرة بحدة فتعجبت وتسائلت بقلق :
– حمزة قولي الحقيقة ،،، هو أنت تعرف حاجة عن ناصف ؟ ..
أردف بضيق :
– معرفش يا سناااء ،،، معرفش أي حاجة عنه بس مش برتاحله ،،، عمرى ما ارتاحتله لا هو ولا أخوه ،،، إنتِ ناسية أخوه عمل فيكي إيه وكان بيتعامل معاكى ازاااي ؟ .
تبدلت نظرتها من القلق إلى الحزن وهى تتذكر معاناتها وأردفت بتروى :
– بس ناصف غير منصور يا حمزة ،،، ناصف كويس .
طالعها بضيق وتسائل :
مين قالك ؟، ها ، مين قالك يا سناء إنه غير أخوه ؟ ،، مش نفس الأم والأب ؟ ،،، مش نفس التربية ؟ ،،، هيفرق إيه عن اخوه إن مكانش اسوأ ؟.
إبتلعت لعابها بقلق ثم هزت رأسها تردف بأستنكار :
– لاء ،،، كان هيبان ، مش معقول يكون ممثل شاطر كدة ، يمكن يخالف ظنك ويطلع كويس ويحبها ، وانت الكلام اللى قولته مكانش قصدك تسمعه ..
أردف بإختناق وحرقة يخرج عبء صــ.دره المكتوم :
مش بإيدي يا سنااااء ،،، مش بأيدي إنى ابن سالم الجواد الكبير ،،، مش بايدي إن على إكتافي مسئوليات ،،، انا مخنوووق أوى ،،، هي دلوقتى شايفة إن ناصف أحسن منى ،،، شيفاه مهموش حد واختارها وشايفة إنى استقليت بيها ،،، هتبصله هو بحب يا سنااااء ،،، هتحبه هو وهتكرهنى أنا .
طالعته سناء بتمعن وأردف بترقب حزن :
– مبقالوش لزوم كلامك ده يا حمزة ،،، خلاص لازم تفهم إنها خلاص إتجــ.وزت .
أغمض عيــ.نه وابتلع غصة حلقه المرة المتحجرة ،،، أضاعها ،،، خسر فرصة حياة رائعة معها .
يتمنى أن ما يشعر به ينتهى حينما يرى سعادتها ،،، يتمنى أن يرتاح لراحتها ويهدأ ضميره ،،، أو قلبه ،،، يتمنى أن يخالف ناصف ظنه به ويعاملها مثلما تستحق وقتها فقط سيرتاح .
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر) اسم الرواية