رواية الاميرة و المغترب الفصل الخامس و الثمانون 85 - بقلم الاء اسماعيل
اقفلت أميرة الخط فنظر خالد الى ياسين الجالس أمامه بحزن
-الحمد لله وافقت … مش عارفة ان الدار دي تبقى الفيلا بتاعتكم اللي حولتها لدار ايتام و ان الفكرة فكرتك أصلا و الا كانت قفلت السكة ف وشي و مش بعيد تشت”مني كمان 🙄😂
فرك شعره بتفكر ثم قال : بس كنت عارف ازاي انها هتطلب مساعدتي!! ما انا كمان كنت عارف و ما قلتلهاش يعني مش انت و ام أحمد بس اللي كذبتو عليها !
ياسين :كنت متأكد انها هتلجأ ليك لإنها مالهاش حد تقدر تعتمد عليه هنا غيرك …و بعدين انت ملكش دعوة هي زعلانة منناا احنا الإثنين لاننا كنا اقرب الناس ليها فهمت ؟
خالد :اه يعني الزعل بيكون على قدر المحبة 🙄😉..فهمت
تذكر ياسين مكالمة أم أحمد قبل قليل حين كانا ذاهبين للعمل
فلاش
ياسين بدهشة : بتقولي ايه يا ماما ؟؟ عايزاني ابعدها عني !!
أم أحمد : ما دام الدكتورة شايفة كدة يبقى انت مش هتعرف احسن منها يا ابني ..احنا هنعمل اللي تقول عليه
ياسين : ايه الكلام ده يا ماما!! ده انا كانت تطلع روحي !
-مش تفهم الاول انا قصدي ايه ؟
نظر الى خالد الذي بادله نظرات الدهشة : قصدك ايه طيب 😏
همس خالد : يا رب ما تكون فكرة مطينة زي بتاعة المو”ت
فأومأ له ياسين بمعنى اخرس سيبني اسمعها
ام أحمد -مش انت اتبرعت بفيلتكم اللي في اونتاريو لهيئة التجمع الإسلامي عشان تبقى دار ايتام ؟
-ايوة …ليه؟
أم أحمد : اهو ده المكان الوحيد اللي هيخليها تريح اعصابها و هي فاكرة انها بعيدة عننا… بس طبعا هتكون قريبة مننا و تحت عينينا على طول من غير ما نعرفها ان المكان ده بتاعك
لمعت عينا ياسين بفرحة: معاكي حق يا ماما …أميرة بتحب الاطفال جدا …انتي عبقرية بجد ! احنا هنروح نتمم الاجراءات حالا
أم أحمد : طب استنى لحظة متسربع على ايه ؟
ياسين : ايه كمان ؟
أم أحمد : هو انت فاكر ان الموضوع سهل كدة ؟؟
ياسين : صح …معاكي حق ..نسيت اهم حاجة
خالد : هنجيب ايتام منين في يوم و ليلة يا ناصح ؟
أم أحمد : ما ده الي عايزة اقولك عليه !
ياسين -اتفضلي يا ماما أكيد عندك اقتراح
-ايوة ..شفت دار الأيتام اللي كانت عاملاها منظمة إنقاذ الطفولة هنا في تورنتو ؟
-مالها ؟
-يا سيدي انا سمعت انهم مكانوش لاقيين مين يتبرع ليهم عشان مصاريف الاولاد وايجار المكان و كدة فهوما طلبوا ناس تتطوع عشان تشتغل مع الولاد دول ببلاش و طلبوا من صاحب البيت يصبر عليهم في الإيجار
و طبعا محدش رضي يشتغل ببلاش و صاحب البيت رفض لانهم مكانوش دفعوا إيجار سنة عشان كدة الدار قفلت و الاولاد اتبعثوا لمنظمة الصليب الاحمر اللي هنا لحد ما يشوفولهم مكان تاني …احنا ممكن نفتح الدار و نجيب الولاد دول و معاهم الناس اللي كانت بتشتغل معاهم مادمت هتدفع كل المصاريف. ..و بكدة يبقى الموضوع هيبان طبيعي …و هي مش هتشك في حاجة …قلت ايه ؟؟
ياسين : و الله فكرة حلوة اوي …بس انتي عرفتي كل ده منين يا ماما ؟!
-انا اعرف وحدة كانت بتشتغل هناك و بقت عاطلة و بتدور على شغل
-ايوة يعني عرفتي ازاي انها بقت عاطلة و كل الحكاية
-هي محتاجة مفهومية ؟ اتصلت بيا عشان اكلمك تشوفلها شغلانة ف أي مكان بس احنا اتلخمنا بالحكاية إياها و نسيتها ..لسة فاكراها حالا
-طب تعرفيها منين؟
-اسمها بيرجول من عيلة تركية مسلمة كانوا جيران لينا هنا و امها صديقة ليا و عشرة عمر من اكثر من اثناشر سنة ..سألت عني و عرفت اني بأشتغل هنا في القصر عشان كدة طلبت مني اشوفها شغلانة عندك …ها …خلصنا التعريفات ؟ عشان تمشوا تشوفوا اللي وراكم !
ياسين : انتي عارفة اني مش بأثق ف اي حد عشان كدة باسأل يا ماما ..مش يمكن يكون حد مسلطها عليا مثلا ؟عموما انا كدة اتطمنت…هنبدأ نعمل اتصالاتنا فورا
نظر الى خالد و قال له: انت أتصل بيها قل لها هتستني يوم او اثنين كدة لحد ما مديرة الدار تشوف احتياجاتها من العاملات
في الوقت ده نكون احنا خلصنا كل حاجة و نقلناهم تمام ؟؟
خالد : ماشي … يا رب ما تشمش خبر بس بإننا ورا الموضوع ده هتبقى وقعتنا سودا
عودة من الفلاش
ياسين : يالا انا همشي و انت خلص اللي اتفقنا عليه مش عايزينها تحس بحاجة … بكرة تكون مخلص كل حاجة مفهوم !!
خالد : مفهوم .. بس ابقى كلم كرم و النبي لأنه عرف انك عايش و رجع يزن على دماغ اللي خلفوني
ياسين : يا عم هو انا ف ايه ولا ف ايه بس !! 😤
كان ياسين سيدخل لكن خالد اوقفه ثانية
-طب استنى ..استنى … انا افتكرت حاجة مهمة !!
ياسين : خير !! في أي كمااان ؟؟؟ 😮💨
خالد : هتعمل ايه مع خالة مراتك الحرامية ؟؟
ضحك ياسين قائلا: لما نشوف هتعمل هي اي الاول بالحاجات اللي اخذتها بعدين نقدر نقرر 😉😁
غمز له و هو يدخل القصر و قال خالد بقلق : واضح من غمزته ان فض”يحتك هتبقى بجلاجل يا خالد …ام مراتك هتت”فضح في كل العالم بإذن الله
دخل ياسين الى القصر و اكمل خالد طريقه و هو يتصل
-الو مدام أميرة …حظك حلو … عندهم وظيفة مربية مش مهم عندها شهادات ايه أهم حاجة تكون بتقدر تتعامل مع الولاد الرضع
اميرة : و انا مستعدة لكدة …أصلا انا اللي كنت بأهتم باختي ندى من لما اتولدت لان ماما كانت عيانة دايما
خالد : يبقى اعملي حسابك بكرة هعدي عليكي لما اخلص شغلي
أميرة : بس مهندس خالد ! مش محتاجة اوصيك
خالد ببلاهة: عن ايه ؟
أميرة بصرامة: صاحبك ما يعرفش مكاني فاهم !
خالد : أكيد …انا محترم رغبتك في انك تبقي براحتك أكيد مش هقوله اتطمني
أميرة: شكرا بجد مش عارفة من غيرك كنت هأعمل ايه
-العفو انتي مرات صاح…
شعر بضيقها فأردف : .قصدي صديقة و اخت كمان 🙄
في القصر
أم أحمد : حمد لله على السلامة يا ابني طمنني ..حليت كل حاجة و خلصت كل الاجراءات ؟
ياسين : ايوة يا ماما الحمد لله …بكرة الصبح هننقل الولاد و المشرفين عليهم …هاتي بس ما تحسش بحاجة
أم أحمد بتفكير : طب و شغلك يا ياسين ؟؟
ياسين : انا فكرت ف كدة…هسيب منذر هنا و انقل شغلي هناك لأونتاريو و اتفقت معاهم في الدار ان الشاليه التابع للفيلا هيفضل ملكي لحد ما ارجع هنا تاني …
اطرقت ام أحمد بحزن فقال
-مضطرين لكدة يا ماما … القصر هيبقى ف أمانتك لحد ما ربنا يوفقني معاها
أم أحمد : ربنا يسهلها يا ابني
في السجن
سما بتعجب: ما دمت تملكين كل هذا النفوذ فلماذا سُجنت؟؟
الملكة : حظ عاثر… اتعلمين ؟؟ لم نولد مجر”مين ! الظروف من جعلتنا كذلك … هل ترين هذه ؟
اشارت الى احدى النساء الجالسات فقالت
-تلك طبيبة نساء ….زوجها الحق’ير جعل عش”يقته حاملا ثم ذهب الى طبيبة اخرى و هي صديقة لها ليجعلها تجهض الحمل ..لكن صديقتها الطبيبة تعرفت عليه و اخبرتها ..لم تتمالك اعصابها و طلبت هي اجراء تلك العملية … قت”لتها رفقة الجني”ن …لم يهمها انها ستسجن مدى الحياة لم يهمها سمعتها و مكانتها ..كل ما همها حينها كان كرامتها الجر”يحة …لو كنت مكانها لقت”لته هو …
وهمست ” و هذا ما فعلته أصلا 🙄
و اشارت الى اخرى مكملة : و تلك ؟؟
-تلك قد تعرضت للإغت”صاب مرارا و مرارا من والدها منذ ان كانت تبلغ من العمر الثالثة عشر بعد ان توفيت والدتها … الى ان ضاقت ذرعا و قررت وضع حد لقذ”ارته… هي ليست قا”تلة في نظري
هي بطلة شجاعة خلصت العالم من مريض نفسي ح”قير كان يدعى أبا بالإسم فقط ..🙄
نظرت إليها سما و قالت : و انت ؟ ماذا عنكِ؟
الملكة: انا !أنا كنت محامية مشهورة ..كان مكتبي اشهر مكتب محاماة في البلد .. كونت ثروة ضخمة لكن خطئي اني تزوجت و”غدا متشردا و جعلت منه رجلا محترما و نظيفا و عرفته على اناس من الطبقات الراقية و المثقفة
بينما كنت أكدح في العمل من اجل بناء مستقبل لنا كان هو يتسكع مع السا”قطات
لم يكتف بخيان’تي فحسب! بل اكتشفت بأنه كان يدس لي حبوب منع الحمل كي لا أحمل منه ! لأنه لا يريد اولادا ببشرة سوداء !
كان يخطط لتدبير جر”يمة خيا”نة زوجية لي .. كي يتسنى له اخذ كل شيء مني بعد تطليقي …الحق’ير 😡 ..لم يعلم اني فور أن ارتبت لأمره وضعت كاميرات في كل مكان من المنزل…و اكتشفت كل حقا”راته
سما : ماذا فعلت؟؟
-علمت انه يصطحبها الى المنزل كل يوم اربعاء بسبب بقائي لوقت متأخر في المكتب
فاعددت لهما حفلة لطيفة ..بواسطة حقنة وضعت س”ما في قارورة الخ”مر التي ابتاعها و خبأها كي لا أجدها
حين تأكدت من مو” تهما عدت للمنزل …و قد عزمت ألا اترك ورائي أي دليل ..
-كيف ذلك ؟؟🤔
– كما تعلمين آلاف الجرائم تبقى دون حل و تقيد ضد مجهول او يعتبر اصحابها مفقودين لعدم وجود جث”ة او دليل على مو”تهم لذلك فقد قطعتهما اربا و طبختهما…و اطعمتهما لكلبٓيٌ…على مدار أيام 🙄
سما بصدمة: يا الهي !!
-اجل 🙂…حتى العظام قد طحنتها ناعما و استعملتها كسماد عضوي و معدني للتربة و قد انتعشت نباتاتي جدا بعدها 😁
تذكرت قليلا ثم تجهم وجهها
كل شيء كان مثاليا …تخلصت من كل شيء يدينني
سما :ما دمت تقولين انك تخلصتي من كل دليل !! كيف كشف امرك اذن ؟؟
الملكة: تلك السا”فلة…كانت مو”مس تنتمي لاحدى عصا”بات الدعا”رة التابعة للزعيم …كانت تضع شريحة للتعقب …كان آخر أمر قد اشك به … حين علم بأنها قد إختفت تبع اشارتها و عرف انها في بيتي لم تغادره أبدا
فأرسل اشارتها الى الشرطة ..التي وجدت شريحة التعقب بداخل احد كلابي ..🙄
سما : هذا يعني انك لو لم تق”تلي السا،قطة لما كشف امرك..لو انك اكتفيت فقط بقت”ل زوجك..😂
قالتها سما و هي تضحك ثم ما لبثت ان تذكرت زوجها فتجهم وجهها
الملكة: ما بك !!
سما : تذكرت زوجي 😥 لم اعلم اي اخبار عنه …كل ما عرفته هو أنه القي القبض عليه 😰
الملكة ببرود: اوه..تقصدين ايهاب المنصور 🙄
سما بتعجب: اجل ايهاب ! هل تعرفينه ايضا ؟
الملكة: اجل ..لقد هرب منهم ..
سما بفرحة: حقا !! لكن كيف تعلمين كل هذا !!
-اصدقائي المحامين يزورونني دائما طلبا للإستشارات القانونية و بالمقابل يزودونني بالاخبار ..و محاميه كارسون كان عندي بالأمس 🙄
سما بفرحة :هذا يعني ان ايهاب قد عاد للقصر!
الملكة: اي قصر !! تقصدين قصر السيد ياسين ؟؟ لا لقد عاد السيد الى قصره
سما :اي سيد ؟؟ لم افهم قصدك !!
ارتها الملكة منشورا على هاتفها: السيد ياسين لم يمت..من الواضح انها كانت مسرحية منه فقط ليصطاد زوجك . .فمن الواضح أنه مطلوب من طرف الجميع 🤨
سما بصدمة :ياسين لسة عايش !!! لا مستحييييل
ثم نظرت إليها بقلق : هل هذا يعني أن ايهاب قد وقع في قبضة ياسين بعد ان هرب ؟؟ام أنه ذهب بعيدا !!
-لا لم يذهب لأي مكان من سوء حظه وقع بين يدي الزعيم ..
سما بتساؤل: لم افهم!! من الزعيم !؟ و ماذا تقصدين أنه وقع بين يديه؟؟
الملكة: لقد قت”له الزعيم لوي…أخطر زعيم عص”ابة هنا
سما بصدمة : لاااااا !!!! ايهااااب ماااات !! 😱
الملكة: للأسف هذا ما حدث 🙄 لكن ما يهمك منه ان مات او عاش ..فكري في نفسك …فانت لن تخرجي من هذه الزنزانة أبدا
في مصر
فاطمة : هتعمل اي في موضوع البنت يا رجب؟
-عايزاني اعمل اي ؟؟
– …مش هتسافر لها نقف معاها بدل ما هي وحيدة هناك !!
-جوزها معاها يا فاطمة.. مش هاتدخل ما بينهم…الا ما تحصل حاجة تخليهم يرجعوا لبعض
-حاجة ايه ما انت عارف بنتك كويس …وارثة العند منك و مستحيل هتسامحه حتى لو انطبقت السما عالارض !
-ربك كريم يا فاطمة …الراجل شاريها و لو مكانش مضطر مكانش عمل كدة …احنا مش عارفين ظروفه اي …عشان كدة بقولك خلينا بعيد عن الموضوع ده
اغلقت أميرة على نفسها باب الغرفة لكنها لا تدري أنه يملك مفاتيح كل الابواب …تمددت على السرير لكن النوم يأبى أن يزورها…تفكر مرارا و مرارا في كل ما حدث و تحاول جاهدة أن تلتمس له الاعذار لكنها لا تستطيع ..فما حدث يفوق قدرتها على العفو
صحيح انها بداخلها سعيدة جدا أنه لم يمت لكن جر”حها عميق بالتأكيد سيستغرق وقتا طويلا ليندمل
نامت في وقت متأخر جدا..بعد صلاة الفجر و لم تستيقظ الا بعد الساعة الثانية عشر و قد علمت انها متاخرة عن موعدها مع خالد
في الخارج
أم أحمد : يا ابني انت سمعت الدكتورة قالت اي … اي مواجهة ممكن تزيد الخلاف اكثر ..مش عايزين الوضع يتعقد ما بينكم فكر تاني ! 🥺
ياسين : مش هسيبها تمشي من غير ما أحاول لاخر مرة يا ماما …يمكن تكون هديت و تقبل تسمعني المرة دي
-تسمع اي بس دي مجر”وحة عارف يعني اي مجروحة!! يعني جرحها لسة طازة و اي كلمة منك كأنك بتحط ملح فوقيه و بتحط ايدك عليه و بتضغط جامد و بتخليه ينز”ف اكثر ماهو ناز”ف
ياسبن : قلتلك هاحاول …ده انا ياسين …جوزها …حبيبها
دخل الجناح بهدوء و بقيت تنظرالى اثره
-تقصد اللي كان حبيبها و اللي شايفاه أكثر حد اذاها..😔😥
فتح باب الغرفة و كانت قد استعدت للخروج
-اي ده انت بتعمل ايه هنا و دخلت ازاي !!! 😤
-اهدي …انا فتحت بالمفتاح …عايز نتكلم مش اكثر
-مش عايزة اتكلم معاك … اطلع برااااا
-اميرة من فضلك حاولي تهدي مرة بس و تسمعيني !!
-اسمع ايه ؟؟ كذب تاااني !! قلتلك مش عايزة اسمع منك حاجة !!! انت ما بتفهمش 😡
-يا أميرة حطي نفسك مكاني و انتي تعر….
-حط انت نفسك مكاني .. هات اي حد يحط نفسه مكاني و يتعرض للو”جع و العذ”اب اللي انا اتعرضتله طول الفترة اللي فاتت …هات حد يتعرض للخذلان اللي انا عشته بعد ما عرفت انك عايش و ان كل ده كان لعبة و شوف هيسامحك او هيقبل يسمعك حتى ! 😤
كانت تهم بالمغادرة فأمسكها
انتفضت من بين يديه بغضب : ابعد عني !! اوعة تقرب مني او تلمسني تاني فااااهم !!!😤
-ماهو انتي لو بس سمعتي اللي عندي كنتي فهمتي ان اللي حصل كان غصب عني…مش ذنبي ان ليا عدو زي ايهاب
-طب و انا ذنبي ايه 😤 هااا ؟؟ ذنبي ايه في كل اللي حصل ؟ذنبي اني حبيتك مش كده ؟ ذنبي اني صدقتك !!
ذنبي ان قلبي كان رافض يصدق انك ممكن تأذيه!
ذنبي اني صدقت وعدك ليا و وثقت فيك ! 😤😫
أغمض عينيه بضيق و أخد نفسا عميقا و طال الصمت لثوان
كان صوت نٓفٓسها لعالي هو الطاغي وسط صمته و هدوئه
– أنا آسف ارجوكي تسامحيني يا أميرة 😥
قالها بهمس وهو يفتح عيونه و ينظر في عيونها بندم
ابتسمت بسخرية وهزت راسها بتحد صريح
-وانا مش قابلة أسفك ومش هقدر اسامحك عمري كله
-أميرة انا مستعد ….
-لو حطتلي كنوز الدنيا كلها قدام رجليا مش هأقدر انسى كذبك وأذاك …ارجوك تمشي يا ياسين كفايه …امشي و سيبني في حالي
-مش هامشي…مستحيل أسيبك تاني لو حصل ايه …انا سيبتك مرة و كانت غلطة و مش هتتكرر
-يبقى انا اللي مضطرة امشي…خليك انت ده بيتك
كانت ستغادر ثانية لكنه وقف أمام الباب
-لا يا أميرة انتي مش هتروحي لأي مكان ده بيتك انتي كمان
-وريني هتمنعني ازاي ؟
-لو اضطريت امنعك بالقوة هعمل كدة ..مستحيل أسيبك تبعدي عني تاني …هافضل معاكي و اعمل المستحيل لحد ما تسامحيني
ردت بتحدي و قوة : و انا مش لعبة تقربها و ترميها وقت ما انت عايز …انا انسانة و من حقي اختار …و انا اخترت ابعد
و اديني قدامك اهو وريني ازاي هتقدر تمنعني…
دفعته عن الباب و خرجت و هي تقول
– و انا كمان هأعمل المستحيل عشان اسافر مصر و مش راجعة تاني و ورقة طلاقي توصلني بيتنا
خرج خلفها و هو ينظر إليها بهدوء مريب بعدها قال
-اميرة انا مش حابب اعمل تصرف يخليكي تكر”هيني اكثر بس صدقيني لو فضلتي مصممة علي رأيك انا مضطر …
وقفت في ردهة الجناح و التفتت اليه بدهشة:
-ايه ؟؟ بتهددني كمان !! هتعمل ايه اكثر من كدة ؟؟ هتخطفني ؟ هتحبسني في اوضة ظلمة؟؟هتعذ”بني ؟؟ ھټمو”ټني!!
ابتسمت ابتسامه شاحبه و كلها سخريه
صدقني كل ده مش فارق معايا
مش هيبقي اسوء من اللي انت عملته فيا! انت عيشتني اسوأ تجربة ممكن يعيشها اي حد …انا كل اللي حصلي في حياتي من خالتي و غيرها كووم …و اللي انت عملته فيا كوم تاني !!
انت كنت اسوأ واحد فيهم كلهم !!!
-كفايه بقى يا أميرة كفااااااية 😥😓… انتي فاكره اني مبسوط باللي حصل ؟؟😣
قلتلك غصب عني !! مش عايزة تفهمي ليه اني كنت بتعامل مع واحد شي”طان !! كان لازم اقنعه بإن كل ده حقيقي !
-و الله 😭؟؟ يعني هي دي حجتك 🤔 !! لا برافو … ملقيتش غيري سنارة تصطاده بيها …كنت انا الطعم المثالي …مراته اللي هتمو”ت نفسها من العياط عليه …ده معناه أنه ما،ت بجد ! ما هو بالمنطق كدة … محدش ممكن يصدق ان فيه حد عاقل يخبي حاجة زي دي على مراته و يخليها تتجنن و هو عايش مش كدة !!! لا بجد برافو 😌 ياسين العبقري !!!
صفقتله بجنون ثم تجهمت تعابير وجهها و عادت الى الجمود و هي تقول :عذر اقبح من ذنب يا استااااذ 😡😤
-يا حبيبتي انتي…
-حبيبتك !! هو انت مصدق نفسك بجد ان انا حبيبتك؟؟ هو انت اللي بتحبه بتعمل معاه كدة ! اومال لو كنت بتكر”هني كنت عملت ايه ؟؟
ياسين بحزن: اميرة احلفلك ب ايه اني بحبك…و القرار ده كان اسوأ قرار في حياتي …لو مكنتش مضطر ليه مكنتش بعدت عنك لحظة 😓
قاطعته اميرة بغضب :هو اللي يحب كدة !!! النهاردة تجيبلي فستان ب12 مليون و شبكة ب 33 مليون و تعملي فرح خرافي و وعود… و ورود و شهود 🥰…
و تاني يوم تروح تستخبى و يجي حد يقولي جوزك اتح”رق و حر”ق قلبي معااااه 😭 ! و يندفن من غير ما الحق أشوفه و اودعه 😭
و بعدها بكام يوم يجي يقول لي بخ!! انا هنا 😁!! انا كنت مستخبي بس و عامل نفسي م”يت بس انا عايش اهو😀 !! كنت بأهزر بس !!😁
كانت مثل المجنونة تلف الردهة و هي تضحك تارة و تبكي اخرى و تصرخ اخرى
ياسين بحزن: قلتلك حقك تقولي كل اللي انتي شايفاه مناسب و انا مستعد لأي عقاب منك الا انك تبعدي عني 😰
-و انا مستحيل افضل مع واحد كذ”اب زيك بعد كدة حتى لو قطعت”ني مليون حتة …انت قت”لت كل ذرة حب في قلبي بكذبتك دي …أفضل امو”ت على اني افضل معاك تحت سقف واحد !! وصلت ولا لسة؟؟ 😤😭
تركته يتلظى ألما و ندما و خرجت تبكي بإنهيار
امسكت الهاتف و اتصلت : الو ..بشمهمدس خالد هتوصل امتى ؟؟
خالد : ربع ساعة بالكثير و اكون عندك
-تمام هتلاقيني برة مستنياك
عدلت طرحتها واخذت حقيبة ظهرها و نزلت الى الاسفل دون ان تكلم أم أحمد الواقفة بحزن من بعيد
و التي كانت تعلم مسبقا ان محاولته ستكون فاشلة.
مشت حتى البوابة الخارجية للقصر بينما يطالعها من شرفته بحزن و هو يقول : ما استاهلش منك كل القسوة دي يا أميرة ..مهما كانت غلطتي فظ،يعة زي ما انتي شايفاها .. انا عملت كل ده عشانك
عشان تعيشي بسلام بعد كدة …عشان ما توصليش اللحظة اللي انتي عشتيها و تتفجعي فيا بجد 😥
ركبت أميرة في سيارة خالد الذي انطلق بسرعة
في تلك اللحظة دخل الى غرفة الملابس يجهز حقائبه هو الآخر
بعد فترة من الزمن نزل و هو يحمل كل ما يحتاج اليه
إقتربت منه أم أحمد بقلة حيلة :يعني خلاص هتسافر انت كمان ؟؟😮💨
-مش هأقدر اسيبها لوحدها حتى لو هي طلبت مني ده … مكاني جنبها يا ماما
-طب يا ابني خلي بالك من نفسك و منها 😣
-اوعدك اني هأرجعها مهما طال الزمن
-يا رب يا ابني 😔
قبل يدها و غادر مسرعا خلفهم
مكالمة هاتفية في مكان ما
-هل قلت أنه على قيد الحياة !!! بعد كل ما حدث لا يزال حيا !! مستحييييل 😱؟؟ لكن كيف !!
-اجل …هذا ما تتداوله جميع المواقع و الصحف
-الو”غد السااااا”فل !!! 😤 ..حسنا ابقني على اطلاع رودريغو
اقفل الخط و هو يغلي غضبا:ياسييييييين 😡 ايها الحق’ير …أعرف ما الذي سأفعله بك ،سيكون اسوأ من المو”ت 😤
وصل خالد الى المنزل الذي كان مريحا للناظربن بسبب مكانه الهاديء و حديقته الخضراء التي هيئت بالعاب للاطفال في ظرف قياسي …
دخلت بتوجس خلفه الى أن وصلت الى مكتب المديرة
خالد -سيدة تومسون هذه هي أميرة التي اخبرتك عنها بالامس
المديرة -تفضلي …اجلسي هنا ☺️
جلست أميرة و سألتها السيدة بعض الاسئلة الروتبنبة التي اتفقا عليها مسبقا حتى لا تشك بالأمر ثم استرسلت السيدة في الكلام
-اتفقنا على كل شيء… بقي شيء واحد قبل البدء في العمل
أميرة بأمل: ما هو!
-الاجر …بالنظر الى ان المبيت و المأكل و الشرب سيكون على عاتق الدار فهذا يعني أن اجرتك ستكون عشرون دولار كندي في اليوم …لكن ان اعجبني عملك فسأزود الراتب اليومي الى اربعون
أميرة : هذا يناسبني ..و لا احتاجها يوميا يمكن أن تجمعينها لي بشكل شهري..هكذا افضل
-كما تريدين …يمكنك البدء منذ اللحظة
وقفت و هي تقول : تفضلي من هنا سأريك غرفتك ثم اخذك لتتعرفي على الاولاد .. و بقية الطاقم
أميرة : شكرا جزيلا على هذه الفرصة سيدة تومسون
نظرت السيدة الى خالد و قالت : السيد خالد صديق قديم و لا يمكن أن أرد له طلبا
خرجت السيدة و قبل أن تلحق بها أميرة قالت لخالد بإمتتنان : بجد مش عارفة اشكرك ازاي
-العفو يا مدام أميرة ..اتفضلي .. ان شاء الله يعجبك الشغل
-معنديش شك ..عن اذنك ☺️
دخلت أميرة خلفها بينما خرج خالد الى الحديقة الخلفية ينظر هنا و هناك ثم دخل الشاليه المرفق للفيلا
-اتاخرت يعني 😒
-كنت قاعد معاهم على ما فهمتها أصول الشغل و كدة
-ها طمني !!
-كله تمام …مدام تومسون إتصرفت زي ما وصيناها بالضبط ..
ياسين : الحمد لله ان كل حاجة جهزت في الوقت المناسب 🙂
خالد -طبعا ….الفلوس بتعمل كل حاجة يا صاحبي 🙄😂
ياسين بحزن: بس ما تقدرش تصلح كسر القلوب يا خالد 🥺
خالد : سيبها على الله ..يالا بقى انا لحد هنا و انتهى شغلي معاك
ياسين : هتمشي دلوقت ؟؟
خالد : ايوة .. يا دوب ألحق على الطيارة و ابقى ابعثلي العربية مع اي حد
سلم عليه و هو يحتضنه: اشوف وشك بخير ربنا يسهلها معاك يا اخوي
-يا رب يا خالد
دخلت أميرة و تعرفت على الاولاد و باقي العاملات معها: المشرفات ، الحاضنات ، نائبة المديرة و مسؤولة الحسابات عاملات النظافة ،الطباخات ، الطبيبة ، الممرضتين و الاخصائية النفسية و غيرها من طاقم الدار
كان العمل في الدار مقسما الى فئات :
خمس مشرفات و ثلاث مسؤولات حضانة و ثمانية معلمات و ثلاث عاملات تنظيف و طباخة رئيسية يعمل تحت اشرافها اربع طباخات متدربات و أربعة خادمات مكلفات بتقديم الوجبات و تنظيف المطبخ
إضافة الى عاملٓي الحديقة والمسبح و السائق الذي يعتبر مسؤول توصيل الطلبات للدار
ما لاحظته أميرة هو ان الجميع يساعدن بعضهن كأنهن عائلة واحدة كبيرة
كانت مهمتهن الاساسية هي توفير جو العائلة من حب و حنان و رعاية و اهتمام للاطفال الذين فقدوا عائلاتهم لسبب او لآخر : أحيانا بسبب حوادث مرور او بسبب سجن الأم و عدم وجود كافل للطفل أو اطفال متخلى عنهم وجدوا في الشوارع لا يُعلم عنهم شيئا او مو”ت الوالدة و عدم التوصل الى الوالد و غيرها من الاسباب
تهتم كل مشرفة برعاية خمس اولاد ما بين سن الثانية و الخامسة
اما مسؤولات الحضانة فلكل واحدة منهن ثلاث رضع ما بين اليوم و السنتين من العمر
وتهتم المعلمات بالاولاد بدءا من سن السادسة الى غاية الثامنة عشر من تربية و تدريس و تثقيف و تعليم لأصول دين الإسلام و تحفيظ للقرآن و تهيئتهم تهيئة شاملة لخوض غمار الحياة ما بعد سن الثامنة عشر
ان كان الطفل محظوظا فيمكنه ان يجد عائلة مسلمة تتكفل بتربيته و اخذه للتبني ليعيش في كنف والدين بديلين .
اما ان لم يكن محظوظا لإيجاد عائلة تتبناه فهو سيقضي طفولته في الدار الى أن يبلغ السن القانوني و حينها يترك له حرية اختيار مغادرة الدار من البقاء فيها كعامل او عاملة و هو شأن اغلب العاملات هناك..
كلفت أميرة بمهمة الحضانة فقد وصل الى الدار اطفال جدد فقدوا اهاليهم احدهم طفل من عائلة باكستانية مسلمة فقد والديه في حادث سير و الإثنين الآخرين هن بنتين توأم توفيت والدتهن عند الولادة و هي مهاجرة كولمبية لاجئة هربت من موطنها بسبب حرب العصا”بات في بلدها و محاولة بيعها بالقو”ة لعص”ابة تهر”يب البشر
تسريع للأحداث
تمر الأيام و تتوالى الأسابيع
و سرعان ما تأقلمت أميرة في حياتها الجديدة و بدأت تعيش بشكل طبيعي وسط الاولاد و مرحهم
استطاع الصغار اخراجها من الضغط و الحزن الذي كانت تعيشه اذ ملأ عملها معهم معظم وقتها خاصة عمران الذي يبلغ من العمر سنة و نصف و الذي تعلق بها كثيرا و كذا الحال بالنسبة لها فقد كانت احلى لحظاتها حين يناديها بصوته البريء : ميلا
كان حال ياسين محزنا للغاية
فقد كان يلازمها من قريب دون ان تشعر بوجوده و هو يرى سعادتها معهم و ضحكاتها في الحديقة بينما تلاعبهم ،
بينما يعتصر حزنا و هو يرى انها قد نسيته و استعادت اشراقتها بعيدا عنه لكن ماكان يظنه ..
ففي كل ليلة بعد ان يخلد الجميع إلى النوم ..تخرج مذكرته من تحت وسادتها و تمسك قميصه ذاك الذي لم يفارقها أبدا و تحتضنهم و هي تبكي شو”قا له …رغم كل هذا فهي لم تقو على الغفران…فقد جر”ح كبرياؤها بشدة
فعلى قدر حبها العظيم له كان خذلانه لها اعظم ..كل ما كان يواسيها و يربط على قلبها الجر”يح هو أنه حي يرزق و هذا كاف بالنسبة إليها ..ففقدان الأحبة حقا لأمر مرير
كانت على تواصل دائم مع سحر و خالد و كذا والديها
و رغم محاولة الجميع في استمالة قلبها و جعلها تسامحه لكنها لم تستطع و كانت تقفل اي باب للنقاش يخص هذا الموضوع و تمنع اي أحد من ذكر اسمه او اسم ام أحمد بل و تثور بشدة بمجرد التلميح فقط و تقفل الخط فورا
كان يصله الرد في كل مرة و يشعر بخيبة تلو الاخرى الى ان كاد يفقد الامل في استعادتها ..لكنه يعود و يصبر نفسه الملتاعة بأنها بخير و قد تجاوزت محنتها و تعيش سعيدة وسط الاطفال وهذا يكفيه… فمهما كانت دوافعه فهذا لا ينفي حقيقة أنه قد أخطأ بحقها و يستحق العقاب
للأسف تلك هي الحقيقة المرة …أنه يتجرع نتيجة فعلته
فقد كانت خطته” ناجحة فاشلة” بكل المقاييس :
لقد تخلص من ايهاب و افشل مخططاته …أوجد لعمته عائلة محبة….لكنه خسر الكثير بالمقابل … خسر سعادته … خسر حبيبته….للأبد؟ لا أحد يعلم هذا … الا هي !
كان يذهب للعمل صباحا و يعود في المساء متعبا مشتاقا ..حزينا يائسا يجلس في الداخل بإنتظار موعد استراحتها الخارجية لمراقبتها من خلف الستارة…
او يخرج للحديقة بشكل خفي للعب مع بعض الصغار في الوقت الذي تنشغل فيه هي بأعمال داخلية في الدار
و بقي هذا روتينهم اليومي لفترة من الزمن
كانت فاتن تحاول التصرف في اللوحات لكنها لا تعرف أين تذهب و خاصة و أنه على قيد الحياة لذلك فكرت ان الحل الوحيد لبيعها هو في مصر..لهذا فستصبر الى حين سفرهم الذي قرر صالح أنه سيكون مع ولادة حنان
لم يتغير صالح بل بالعكس …زادت الفجوة بينهما كثيرا فاصبحا كالاغراب تحت سقف واحد ..كانت سحر تحاول جاهدة لان تعيد المياه الى مجاريها دون جدوى فهي لا تعلم السبب أصلا في ابتعادهما عن بعضهما بتلك الطريقة المحيرة
العلاقة بين بدر و حنان توطدت كثيرا بعد طلاق زوجتيه ..
كان بدر يفرط في الاهتمام بها و تدليلها و لا يخجل من اظهار حبه لها على الملأ دون ان ينقص هذا من رجولته شيئا
و هو ما أثار حس”د و غيرة و حق’د نساء العائلة الكبيرة و كذا غضب الرجال الذين سئموا من مقارنات زوجاتهم لإستمرار بينهم و بين بدر فقد كانت معظم الزيجات مدبرة او زواج اقارب و لم يتزوج احد منهم عن حب سوى بدر
لذا كانت كل الانظار متوجهة نحوهما و هناك من يحاول بشتى الطرق تعكير صفو ذلك الحب
بعد ستة اشهر
مرت الاشهر الستة و ياسين على نفس الحال يتفادى الخروج و الدخول في أي وقت فقط كي يبقى الحال على ما هو عليه فهو على يقين بأنها ستغادر الدار فور رؤيته و معرفة أنها ملكه و تحت مسؤوليته….لن يخاطر بإبتعادها و هو من فعل كل هذا فقط كي تبقى قريبة منه !
بقي يترقب من بعيد عله يشفي شو”ق قلبه بنظرة منها كل يوم …و حتى لو لم تعلم بوجوده فهو يطمئن عليها يوميا و يعلم انها بخير و هذا اكثر من كاف
أما عنها
فقد كانت تتسائل كل يوم : هل يعقل أنه لم يسأل عنها ولا مرة طيبة هذه المدة ! صحيح انها طلبت منه الابتعاد و حذرت اي أحد من ذكر سيرته…لكن ايعقل أنه لم يشتق إليها أبدا طيلة هذه المدة !! أم أنه ما صدق تخلص منها !! هل هذا هو حبه الكبير لها !! أيعقل ان يستطيع العيش بدونها كل هذا الوقت !
كانت في قرارة نفسها تتمنى لو أنه يظهر يومأ فقط فتصرخ بوجهه و تعنّفه بكل لغات العالم و تصفعه ايضا …المهم هو ان تراه و لو مرة واحدة ! فالشو”ق إليه يكاد يق”تلها و لم تعد تستطيع تمثيل انها بخير اكثر من هذا
(لا تتعحبوا فهذه هي الأنثى 🙄😂)
لم يكن له عمل كثير فترك خلفه مديرة مكتبه نانسي التي انتقلت معه الى هنا و تركت خلفها منذر
تركها تولى ما تبقى من اعمال و عاد الى المنزل
نظر الى الساعة و كانت تشير الى الحادية عشرة صباحا و قد كان يحفظ برنامجها اليومي بدقة
فكر قليلا ثم تذكر ان هذا موعد استيقاظ الصغار و هذا يعني انها ستكون منشغلة معهم لمدة ساعة على الأقل ما بين تحميمهم و تغيير ثيابهم
التقى مع مجموعة الصغار المشاغبين
-امبر ..آدم ..عارف… عاملين ايه ؟
-الحمد لله يا عمو …جبتلنا ايه ؟؟
وضع ياسين الأكياس من يديه و هو يقول بتفكر – استنى اشوف جبت ايه ! اممم 🤔 ولا حاجة 🙄
دبدب الجميع في الارض بحرد ففتح الأكياس و قال : معقولة انساكم . جبت شوكولاطة للكل ..😁
هتف الاولاد بفرحة : هيييي 🥰
فأكمل ياسين بتفكير : بس زي العادة !
فقال أمير بفرحة – مش محشوة 😁
و أكمل آدم : الشوكولا اللي بجد ما بتبقاش محشوة
ابتسم ياسين بحب و قال : برافو …يلا خذوها و ما تنسوش تدوا اصحابكم منها
أمير : هو احنا هنلعب كرة النهاردة يا عمو؟
-اممم …مش عارف ..🙄🤔
زم الصغير شفته بحزن ثم سرعان ما اشرقت تقاسيم وجهه البريء حين اكمل ياسين بحب : بالطبع هنلعب …أغير بس و راجع لكم ☺️
دخل الى الشاليه و بدل ملابسه و كان يهم بالخروج لكنه رآها تجلس برفقتهم و هي ممسكة علبة الشوكولا بذهول ! 😳
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية الاميرة و المغترب) اسم الرواية