رواية ذكريات مجهولة الفصل التاسع 9 - بقلم قوت القلوب
« خيانة »
بيت طارق….
صف سيارته أمام البوابة الخارجية ثم دلف إلى داخل البيت لتتفاجئ والدته بمجيئه مبكرًا لتقترب منه فَرحة بقدومه ….
أم طارق: معقول دة …. جاي بدري ….؟!!
طارق: إيه رأيك …. مبسوطة ….!!؟
أم طارق: أوى أوى …. تعالى أقعد ….
جلس (طارق) إلى جوار والدته محاولاً التطرق إلى الموضوع الذى أتى به مبكرًا للحديث بخصوصه مع والدته ….
طارق: ماما …. أنا عايزك فى موضوع مهم ….
أم طارق: خير يا أبني …. أنا قلت برضة مجيتك بدري دى وراها إنّه ….
طارق ضاحكًا : لا لأ متخفيش … أنا جاي لك أكلمك فى موضوع جواز ….
أم طارق: جواز مين …؟؟! أوعى تكون نويت خلاص ….!!
طارق: أيوة ….
أم طارق: ومين بقى سعيدة الحظ …. ولا أدور لك أنا …!!؟؟
طارق: لا … ولا تدوري ولا حاجة …. أنا عايز نطلب بنت جيراننا إللي فى البيت إللي فى وشنا ده ….
ام طارق: مين … (هايدي) ..؟!!
طارق: لأ أنا معرفش إسمها …. ولا أى حاجة عنها ….
أم طارق: طيب إيه رأيك لو نزورهم ونتعرف عليهم ولو عجبتنا نطلب إيديها ..؟!
طارق: كويس أوى …توكلى على الله … أقوم أنا أستريح شوية فوق ….
ام طارق: وأنا حكلم (هدى) نتفق معاها عشان تيجي معانا …
طارق: روحوا إنتوا الأول وشوفوا الدنيا ولما يوافقوا مبدئيًا أروح أكلم والدها …
أم طارق: وماله … أشوف (هدى) ونتفق …
طارق: زى ما تحبي ….
إتفقت (والدة طارق) مع أخته (هدى) للتحضر لزيارة جيرانهم …. كما إتصلت بـ (جيهان) والدة (هايدي) وأخبرتها برغبتها بزيارتها هى وإبنتها فى اليوم التالي …..
___________________________________________
هاجر…
إضطرت (هاجر) لمقابلة عمتها وإبنها (خالد) بناء على رغبة وإجبار والدتها لها رغمًا عنها ، مجرد زيارة عائلية معتادة إلى أن بدأ (خالد) بعرض طلبه مرة أخرى بالإرتباط بـ(هاجر) ، ورغبته الشديدة بالزواج منها وسط ترحيب شديد من والدتها وعمتها ….
إنتفضت (هاجر) كمن لدغها ثعبان فهي لا تستطيع … لقد أحبت (عبد الله) بصدق ولن تستطيع أن ترتبط بـ(خالد) وتتزوجه ومازال حبها لـ(عبد الله) الغائب يدب فى قلبها ….
فما كان منها إلا أنها لابد وأن تتهرب من الزواج من (خالد) بأى صورة …
هاجر بضيق : لا يا (خالد) … أنا .. لسه قدامي سنة فى الدراسة وكدة …. مش حينفع …
خالد : طيب نعمل خطوبة مثلاً ولما تخلصي نعمل الفرح …
دارت هاجر بعيونها بينهم جميعًا محاولة وجود أى مخرج من هذا المأزق الذى وضعت به دون مخرج …
هاجر: طيب أصبر على موضوع الخطوبة دة شوية … عندى إمتحانات ومش عايزة أتعطل وأنشغل عنها وكده …. نتكلم لما أخلص الإمتحانات الأول ونشوف ….
نظر (خالد) بإمتعاض نحو والدته وزوجة خاله فقد كان أمله فى أن تتم خطبتهما اليوم وتوافق (هاجر) على الزواج منه ..
خالد بضيق: إللى تشوفيه يا بنت خالي …
لتمر الزيارة ببطء حتى تنصرف عمتها وإبن عمتها دون الإرتباط بموعد رسمي لإرتباطهم مما سبب الضيق مرة أخرى لهم ولوالدتها ولكنهم سيحددوا موعد خطبتها بعد إنتهائها من إمتحانات منتصف العام الدراسي …
لم يكن إنجازًا صريحاً لـ(هاجر) لكنها على الأقل إستطاعت مماطلتهم لشهرين حتى تجد عذرًا مناسبًا للرفض فى المرة المقبلة ….
__________________________________________
المستشفى….
سلمى: أديني خلصت مناوبتي أهو …. كملي بقى بعد ما رحتي لخالك عمل إيه …؟!!
(نهال) ساخرة من نفسها ومن رد فعل خالها وزوجته ….
نهال : أول ما رحت له ولا هو ولا مراته عرفوني أصلاً … ما أنا مبقتش البنت الصغيرة إللى رموها بعيد عنهم …. لما عرفتهم بنفسى تخيلي كان ردهم إيه ….!!!
سلمى : إيه …؟!
نهال: قالولي إنى خدامة وإنهم يستعروا يعرّفوني بالناس حواليهم عشان جاهلة وبشتغل خدامة … وإن أنا ماليش مكان عندهم … طردوني فى الشارع …
سلمى: يا خبر ….. وبعدين …. رحتي فين …؟!
نهال: تخيلي إنتِ …. ولا ليا أهل ولا ليا بيت ولا معايا فلوس وماشيه فى الشارع … عشت فى الشارع … كرهت نفسي وكرهت حياتي … نفسي إتسدت أكتر حتى لو لقيت أكل وأصلاً مفيش أكل …. جالي المرض وبقيت شبه المومياء وأنتِ شفتى وزني وشكلي كنت عامله إزاى …. ناس طيبين لقونى تعبانة كدة جابوني هنا فى المستشفى مستنيه الصدقة عشان أتعالج …
تأثرت (نهال) بذكرياتها وصعبت عليها نفسها وما مرت به ، كم كانت الدنيا قاسية بأيامها عليها لم تكن حنونة ولم ترق لها ….
ربما إنهالت دموعها بصمت رقًا على حالها وما آلت إليه لكن الدنيا لم تلوث برائتها وطيبتها لتبقى كالؤلؤة وسط غطاء قاسي يسمى بالذكريات ….
عبرت عن قصتها وأيامها بكلمات لكنها كانت سنوات وسنوات ….
سلمى: إنتِ أقوى بنت شفتها فى حياتي …. وعندى يقين إنك أكيد حتبقي حاجة تانية ومش حتستسلمي أبدًا …. لازم يا (نهال) تبدأي حياة أنتِ القويه فيها ….
نهال بيأس : طب إزاى وأنا أصلا مش عارفة يوم ما حخرج من هنا حروح على فين …؟؟
أنا لا ليا بيت ولا شغل ولا تعليم …. للأسف يوم ما حخرج من هنا مفيش قدامي إلا انى أكون خدامة بس المرة دى حيبقي بإختياري …
تساقطت دموعها على وجهها تتلاحق وتعلن هزيمتها أمام عقبات الدنيا …
إنتبهت (سلمى) لما قالته لها (نهال) من قبل بخبرتها بالكمبيوتر …
سلمى : لأ على فكرة …. انتِ كنتِ بتقولي إتعلمتي حاجات كتير بالكمبيوتر …. ليه متكونش دى بدايتك ….!!!
(نهال) بإنتباه وهى تمسح دموعها بأطراف أصابعها ناظرة نحو (سلمى) بإهتمام بالغ ..
نهال : إزاى يعني …؟!! أنا حتى مش معايا شهادة بكدة ….!!!
سلمى : موضوع الشهادة دة أسهل حاجة …. أنا عمي عنده مركز كبير لتعليم الكمبيوتر والبرمجة وممكن أسأله لو ممكن تمتحني وتاخدي شهادة من عنده … كمان حجيب لك اللاب توب بتاعي تعملي عليه الشغل وممكن تلاقي شغل فى كدة ….
نهال بغير تصديق : ممكن بجد …؟!! وأحقق حلمي …؟؟!!
سلمى: طبعًا … وأنا حساعدك كمان …
نهال: مش عارفة أشكرك إزاي يا (سلمى)…
سلمى: قلت لك إحنا إخوات … مفيش بين الإخوات شكر … أنا حقوم أروّح بقى وأسألك عمي وأجيبلك كل التفاصيل …
نهال بسعادة : ربنا يخليكِ ليا يا رب….
تركتها (سلمى) لتشعر بالتفاؤل لبداية حياة جديدة ربما تغير حياتها للأبد ووقتها تستطيع إيجاد الفرحة الغائبة من جديد …..
____________________________________________
اميمه…
ربما عملها اليوم لم يكن كثيفًا أو شاقًا ومرهقًا بقدر ذلك الألم الذى إحتل قلبها من جديد بعدما ظنت أنها نسيته ….
ذلك اليوم الذى قلب حياتها رأسا على عقب …
تمنت ليلة سعيدة للسيدة (توتشا) و(سيلا) لتحمل (يامن) النائم فوق كتفها لتضعه بفراشه وتدثره جيدًا بغطاءه مُقبلة جبينه بحب قبل أن تملس بحنان فوق شعره الأسود الناعم وهى ترى به ملامح (علاء) كاملة حتى تلك العلامة الغائرة بأسفل ذقنه كطبع للحسن …..
كان صورة مصغرة منه …. أخذت تملى عينيها المشتاقين له لتسقط دمعتها الحارة مغلقة عينيها لتحل ذكرى ذلك اليوم المشؤوم أمام عينيها بألم ….
((حضرت “أميمه” كعكة الشوكولاتة التى يحبها “علاء” جالسة فى إنتظار عودته .. حين توالت بعض الرسائل على هاتفها أسرعت تتناوله بين يديها لربما يكون “علاء” قد أرسل لها رساله ما …
لكنها صدمت صدمة لم تتوقعها أبدًا حين قرأت أول رسالة من رقم غريب ينعتها بالمغفله …
” يا مغفله …. جوزك بيخونك … فوقي لنفسك ..”
ضربات قلبها كانت ردها الوحيد لتهوى بخوف وتبتلع ريقها بألم وهى تقرأ الرسالة التالية …
“حضرة الضابط المحترم بيقضى ليلة عسل فى فندق **** لو مش مصدقة شوفي الصورة دى …”
وقبل أن تنهى الرسالة وقعت عيناها على صورة “علاء” بصحبة إحداهن يقفان أمام مكتب الإستقبال بأحد الفنادق ….
لم تستطيع تمييز من هي تلك المرأة التى تصاحب زوجها فقد كانت الصورة ملتقطة من الخلف لكنها تدرك تمامًا أن هذا هو “علاء”…
إرتجاف جسدها ودقات قلبها المتسارعة وشعورها بالإختناق الذى سيؤدى بحياتها الآن ….
لتكمل قراءة الرسائل وقد أصابها الدوار وشعرت بأنها مغيبة عن الواقع …
لتقرأ آخر رسالة قبل أن تتحسس رقبتها وتسحب روحها وكأنها تحتضر الآن ….
” الفندق فى العنوان دة … إتاكدي بنفسك … جوزك بيعيش قصة حبه القديم وأنتِ ولا إنتِ هنا … فاعل خير …”
لتهمس “أميمه” دون وعى منها …
اميمه: حبه القديم …. مين حبه القديم …. مين ….؟!!
وقفت تترنح بغير تصديق …. لابد أن لذلك تفسير الآن ….
اميمه: لأ …. لأ …. “علاء” بيحبني …. ومبيحبش غيري … دة أكيد حد بيوقع بينا … “علاء” عمره ما يعمل فيا كده …. أكيد دة مقلب أو ….أو ….أو … شغل …. يمكن شغل …..
مع تضارب أفكار “أميمه” قررت الذهاب للفندق للتأكد من “علاء” بنفسه لابد وأن له تفسير منطقى لهذه الصورة وهذه الرسائل المقززة …..
إستقلت إحدى سيارات الأجرة متجهة نحو الفندق وهى تحاول تمالك نفسها لكن قلبها يستعصى عليها ….
صعدت نحو الغرفة التى تعلم رقمها بالتأكيد فقد أرسلها لها فاعل الخير أيضًا ….
لم تواجه أى صعوبة فى الصعود نحو الغرفة لتقف قباله الباب رافعه قبضة يدها مترددة فى أن تطرق باب الغرفة ….
لتراجع الأمر بداخل نفسها لتنهر نفسها على رد فعلها المتسرع …
فربما هو ليس بـ “علاء” …. أو حتى إذا كان هو ربما هذا عمل ما بالشرطة وستفسد عليه الأمر ….
تراجعت “أميمه” عن طرق الباب لكنها فى هذه اللحظة إستمعت لصوت ضحكة رقيعة من صوت نسائي يتسم بالميوعة ….
تلاها حديث بصوت أنثوي خليع…
” يلا بقى يا (علاء) …. دة إنت حتى ضابط ومواعيدك مظبوطه متأخر عليا ليه ….؟!!”
خنجر قاتل طعن بقلبها … هل هذا علاء خاصتها ….. أتقول ذلك لزوجها هي …
لتتقدم بقوة طارقة الباب متأملة بأن تجد شخص آخر غير الذى تتوقعه ….
لتقع كل آمالها أرضا حين فُتح الباب لتجد “هند” إبنة خالته والتى تعلم جيدًا مقدار حبها له ترتدي روب حمام بينما يظهر “علاء” مرتديًا سرواله القصير عاري الصدر خارجًا من المرحاض للتو معلقًا عيناه بـ”أميمه” التى إتسعت حدقتاها عن آخرهما بغير تصديق لما تراه من مشهد يغثى الروح والقلب …..
“خااااائن”
هكذا وصفته بداخل نفسها دون التفوه بحرف واحد ، إضطراب تنفسها أشعرها بأنها على حافة الموت ….
قلبها لن يتحمل رؤيه خيانته لها بهذه الصورة ….
لو ألف شخص أقسم لها على خيانته ما كانت لتصدق …
أتبكى أم تصمت …. أتصرخ أم تبتلع كلماتها .. أتبقى وتعاتب … أم وجب عليها الرحيل ….
عدة دقائق تمر وسط حالة من الذهول والألم …
نظراته لها و نظراتها له …إرتجافها الواضح والدوار الذى أصاب رأسها … تتمنى لو أنها فى كابوس ما وستستيقظ منه …. لكنها لا تستيقظ …
نظرت له بعيون منكسرة غير مصدقة … إنتظرت أن يفسر لها … أن يتكلم … أن يدافع عن نفسه … لكنه صمت …
لم تجد سوى كلمتين رددتهما بشق الأنفس تكاد الكلمات أن تأبى على الخروج من شفتيها….
اميمه: ليه ….ليه يا “علاء” … طلقني …. طلقني ….!!!
لم تنتظر رده أو رد فعله لتركض خارج الفندق مستقلة إحدى سيارات الأجرة عائدة لشقتها لتضع كل ملابسها بسرعة بأحد الحقائب وتذهب بعدها مباشرة إلى شقة والديها …..
لم تستطيع شرح ما حدث لكن مظهرها يوحي بأن شئ عظيم قد حدث …..
هى تعلم جيدًا قوة “علاء” ونفوذه وقدرته على الوصول إليها فهو يعمل بمكتب الوزير لتقرر بسرعة أن ترحل مبتعدة دون أن يعرف أحد مكانها حتى تغيب تمامًا عن “علاء” ولا يستطيع تتبعها …
حتى إطمئنانها على والديها خلال تلك السنوات كان بدون أن تبلغهم عن مكانها إطلاقًا حتى لا يحاول الوصول إليها …
إستطاعت أن تحصل على فرصة لسفرها لتركيا كسائحة لتعمل هناك وتغير تأشيرتها من السياحة إلى العمل لتبقى بداخل تركيا دون أن يعلم أى شخص عنها أى معلومة قط ولا حتى والديها ….))
غفت (اميمه) ومازالت دمعتها تتعلق بأهدابها الطويلة فمتى ستنساه …. متى ….؟!!
_________________________________________
علاء….
حضر (علاء) كل ما يلزم لسفره إلى فرنسا بصحبة الوزير ليستقل الطائرة مع طاقم الحراسة الذى يتابع عمله بينما ترائى له خيال معشوقته (أميمه)…..
لم ينسى أبدًا وجهها الباكي فى تلك الليلة المشؤومة التى لم يراها بعدها …. يتمنى لو أن الزمن يعود به ليصلح ما فعله وتعود (أميمه) إلى أحضانه مرة أخرى … لكن كيف وقد إختفت منذ خمس سنوات دون أى أثر لها ….
حاول البحث عنها بكل مكان وكل محافظة لم يجدها أو يجد لها أثر قط ….
لكنه يعيش فقط لأجل أن يراها ويلتقى بها ، ووقتها فقط سيشرح لها كل شئ وأنه لم يخونها قط وأنه لم يحب ولم يعشق سواها ، هى فقط ياسمينة قلبه ….
___________________________________________
فى اليوم التالي ….
مر اليوم روتيني على الجميع حتى حل المساء …
كان معظمهم يكمل يومه كباقي الأيام وبعضهم يتحفز لتغييره ….
بيت طارق…..
أم طارق: يلا يا (هدى) …. حنتأخر على الناس كدة …!!
هدى: خلاص أهو يا ماما … خلصت … يلا بينا …
ام طارق: هاتي بنتك دى وافتحي إنتِ البوابة أصل أنا مبعرفش أفتحها …
هدى: طيب … خدى ….
وأعطت (هدى) إبنتها الرضيعة لوالدتها لتحملها عنها …..
هدى : هو البواب ومراته حييجوا إمتى بقى ويريحونا من فتح وقفل البوابة دى ومراته ترجع تساعدك فى شغل البيت …؟!!
ام طارق: أنا عارفة بس إيه اللى آخرهم كدة …!!
هدى: ما هو لازم برضه تجيبي حد يقعد معاكِ ويخدمك يا ماما …. إنتِ طول اليوم لوحدك فى البيت الكبير دة …. و(طارق) دايمًا بييجى متأخر …
ام طارق: ربنا يسهل له الحال ونتم موضوع جوازه دة على خير وتيجي إللى تونسني بدل قعدتي لوحدي …
هدى: تونسك ماشى … بس إنتِ كدة كدة محتاجه حد يقضى طلباتك …. دة حتى أنا ساكنه بعيد أوى عنك ….
ام طارق: إن شاء الله (أم فتحى) ترجع هي وجوزها قريب … خدي بقى بنتك دى …
هدى: هاتيها …..
ناولت (والدة طارق) الرضيعة لـ(هدى) وتوجهوا إلى بيت جيرانهم …..
بيت معروف ….
دق جرس الباب وقامت (جيهان) والده (هايدى) بفتحه مرحبة بضيوفها …..
جيهان: أهلاً أهلاً إتفضلوا…
(ام طارق) وهى تدلف إلى داخل البيت….
ام طارق: أهلا بيكِ حبيبتي …
أشارت لهم (جيهان) بالتقدم نحو الصالون ليتبعاها ليجلسوا جميعًا لتتطرق (أم طارق) للحديث على الفور ….
ام طارق: معلش أعذروني بقى فى التقصير فى الزيارات أصل إحنا مش بنخرج من البيت كتير …
جيهان: المهم إنكم شرفتونا النهاردة ….
كانت (جيهان) من الذكاء لتدرك مغزى زيارة (أم طارق) وابنتها لهم اليوم لتستقبلهم بالترحاب الذى يليق بهم ….
تقدمت بعد قليل الخادمة تحمل صينية كبيرة وضع عليها حلوى لذيذة وكؤس العصائر لتضعهم على المنضدة أمامهم ….
جيهان: إتفضلوا إتفضلوا ….
ام طارق: شكرًا ….
خطوات تقترب ليلتفت لها الجميع قاطعين حديثهم الذى بدأ للتو لتطل (هايدى) بزينتها وملابسها المبالغ فيها كعادتها فى التأنق ….
مالت (هدى) على أذن والدتها هامسة ….
هدى: هي مالها عامله زى العروسة الحلاوة كدة ….؟!!
ام طارق وهى تنكزها فى ذراعها …
ام طارق: بس … إحنا ما صدقنا أخوكِ قال يا جواز …
ثم إستدارت لترحب بـ(هايدى) بإبتسامة عريضة بينما تصنعت (هدى) إبتسامة زائفة على محياها مجاملة لها ….
أم طارق: ده إيه القمر ده بس … ما شاء الله يا مدام (جيهان) … (هايدي) ما شاء الله عليها قمر والله ..
(جيهان) بغرور من التباهي بجمال ابنتها…
جيهان: (هايدى) دى أجمل بنات العيلة كلها .. مش عشان بنتي لأ … هى فعلاً كدة…
أم طارق: طبعًا طبعًا … ما شاء الله عليها….
سلمت (هايدي) عليهم وجلست إلى جوار والدتها وفى نفس الوقت بالقرب من (هدى) ….
كانت أطراف الحديث عامة ومختلفة حتى حانت اللحظة المناسبة فوضعت (أم طارق) كأسها على المنضدة وتوجهت بكلامها نحو (والدة هايدي) …..
ام طارق: والله إنتوا خير الناس وإحنا جايين النهاردة نطلب إيد (هايدى) لإبني الضابط (طارق) ….
(جيهان) بتفاجئ مصطنع وهى توارى إبتسامتها خلف قناع التروى ….
جيهان : والله إنتوا فاجأتونا النهاردة .. بس ونعم النسب طبعًا … بإذن الله نقول لـ(معروف) هو زى باباها طبعًا وهو إللي متولى أمورها ونفكر ونبلغكم ….
ام طارق: بإذن الله ولما يحصل نصيب بإذن الله (طارق) ييجى يطلب إيد (هايدي) رسمى من باباها …
جيهان: إن شاء الله …
ام طارق: نستأذنكم بقى وفى إنتظار إتصالكم إن شاء الله …
جيهان: شرفتونا … إن شاء الله خير … مع السلامة ….
إصطحبت (جيهان) و(هايدي) (أم طارق) و(هدى) لتوديعهم بينما مالت (هدى) مرة أخرى على والدتها وهى ترسم إبتسامة مصطنعة نحوهم وهى تلوح لهم بيدها مودعة …
هدى: ماما … مش عارفة ليه (هايدي) دى مش نازله لي من زور …
ام طارق: ليه بس … دى شكلها بنت ظريفة كويسة … هى أينعم متكلمتش كتير بس شكلها كدة …
هدى: بالعكس حسيتها مغرورة ومتكلفة كدة ….
ام طارق: بلاش تظلميها يا بنتي .. هو إحنا لسه عرفناها ….
هدى: على العموم كل حاجه بتبان مع الأيام … ربك خلاف الظنون …. المهم (طارق) أخيرًا حيخطب …
،،، ويبقى للأحداث بقيه،،
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ذكريات مجهولة) اسم الرواية