رواية لعنة ال دارو الفصل التاسع 9 - بقلم اية محمد
" صورني.. صـورني يا ماما "..
ضمتهـا والدتها وهي تربت علي رأسها بحنان:
" يا حبيبتي متقلقيش أنا هـروح ابهدلـه هو وأمه وأخته "..
قـال كريم بغضب:
" محدش هيتصرف غيـري... ومحدش هيربي الواد دا هو واخته العقـربه غـيري أنا "...
تحـرك كـريم للخـارج يتجـه لغرفـة مكتبـه حيث كاميـرات المراقبـه ليجـده بالفعـل قد تسلق النافذة حتي أصبح بغرفتهـا و بالطبع لا توجد كاميرات مراقبه بالغرفـة، وذلك الوقت كان كافي ليهدأ قليلا فأخرج هاتفه وبكـل هدوء اتصـل بالشرطـه وقد آتوا قبل منتصف السـاعة، وجد كريم شابا خلفهم فأستقبـلهم كريم بهدوء واستقبله:
" ازيك يا صالح "...
تحـرك كـريم للخـارج يتجـه لغرفـة مكتبـه حيث كاميـرات المراقبـه ليجـده بالفعـل قد تسلق النافذة حتي أصبح بغرفتهـا و بالطبع لا توجد كاميرات مراقبه بالغرفـة، وذلك الوقت كان كافي ليهدأ قليلا فأخرج هاتفه وبكـل هدوء اتصـل بالشرطـه وقد آتوا قبل منتصف السـاعة، وجد كريم شابا خلفهم فأستقبـلهم كريم بهدوء واستقبله:
" ازيك يا صالح "...
سأل صالح بحيـره:
" اي اللي بيحصل هنا يا كريم! أنتم كويسين؟ أقدر أساعد في حاجه!؟ "..
تردد كـريم في إخبـاره ولكنـه بالنهاية قص عليـه كل شئ ليري ردة فعـله علي الأقـل، استمـع له صالح بإهتمـام و غضـب لكنه لم يعلق فلا تجمعه بها علاقه فقط قال بصوت حاد للشرطي الذي استمع لكـل ما قيل:
" صالح مؤمن المحـامي يا فندم "..
قال الضابط بجدية:
" عاوزين تفريغات الكاميـرات و عاوز اسأل الآنسه شوية أسئله وحضراتكم تتفضلوا معايا في القسم نخلص المحضر "..
اومأ له كـريم بهدوء و أخذهـم لمكتبـه ليستمعوا للتسجيـلات مرة أخري، قال كريم بهدوء:
" هطـلع أجيب مريم..
تحـرك كريم للأعـلي ليحضـر مريم التي تحركـت بضعف للأسف وهي مستنده علي والدتها ولينـا ثم جـلست علي كرسي بالزاويـة لم تنتبه لتلك الأعين التي تفحصتها بحزن...
وبين شهقاتها خرجت كلماتها بصعـوبة و استحيـاء بعدما لاحظته يجـلس بين الجميـع..
وبعد دقائق تحرك الجميـع للخـارج وظلت النساء بالمنـزل فقالت سلوي براحه:
" كويس ان كريم متصرفش بتهور واتصل بالبوليس وجاب محـامي علشان ميضعفش موقفه في القضيه "..
نظرت لها فاتن بضيق وتمتمت بهدوء:
" خير ان شاء الله "..
................................................
كانت كـلماته تحمل في طياتها الألغـاز بالنسبـة لها، اذن هناك سبب دفعـه لوضع نفسه بذلك الخطـر لأجلها ولأجل أخيها، سبب تجهـله أو لم يتمكن عقلها من ترجمه كلمـاته وانفعالاته و غضبه!!
انتبهـت لأخيها الذي لم يتوقف عن مغـازلة آفرين التي تبتسم علي كل كلمـاته بخجـل فضـربته داليا في كتفه:
" ما خلاص بقي البنت وشها بقي احمر.. خف نحنحه، يا ويلي منك لمـا تقف تاني علي رجليك، اي يا دنجـوان هنرجع لأيام الشقاوة من جديد ولا اي مش كنا عقلنا!! "..
" آه، اشعر بها تسلبني عقلي وذاتي "..
نظرت له داليا بصدمه علي حديثه باللغة العربية مقلدا لآفرين أو متأثرا بها فتعـالت ضحكـاتها واستأذنت آفرين من الغرفـة وقد تعالت دقات قلبها من ذلك المشاكس، قالت داليا بهدوء:
" أدهم متعلقش البنت بيك هي متعرفش انك بتهزر "..
قال أدهم بأبتسامة:
" مين قالك اني بهزر، أنا فعلا حاسس بشعور بيشدني ليها، لما كنت فاقد لوعيي أنا كنت بحس بطيف حـواليا يا داليا، وعقلي ترجم الطيف دا علي انه ملاك حارس، ولما فتحت عينيا انبهرت بيها وبجمـالها، مش هكدب ليكي جـمالها شدني أوي و مع أول مره فعلا كنت بهزر ولقيت كسوفها حسيت ان أنا اللي بدوب "..
" ماشي يا أدهم بس اتأكد من مشاعرك الأول وكمـان غير كدا حكم عقلك، أدهم احنا مش مسافرين بطيارة احنا اتنقلنا من مكان لمكـان بطريقه ولا في الخيـال، تحس انك بين عالمين مختلفين، فعلشان خاطري بلاش تتسرع "..
" كبرتي كدا امتي؟! "..
" يا حبيبي الشغل والأيام اللي مريت بيهم يكبروني سنين فوق عمري، والناس اللي اتعاملت معاهم بمختلف الجنسيـات، واللي طمعان واللي عاوز يخسرني واللي عاوز ينصب عليا خلاني غصب عني بفكر في نطاق واسع، بس أنا مش عاوزة اكبر اكتر من كدا، انا عاوزة افضل صغيرة في حمايتك "..
" أوعدك هبقي كويس علشانك وعشانها "..
سألته بتعجب:
" مين!؟ "..
قال بإبتسامة خبيثه:
" اللي هربانه من ديزني، آفرين "..
تعـالت ضحكـات داليا من جـديد حتي أصبحـت خافتـه عندمـا دلف رسـلان للغرفـة يقول بجـدية:
" النهـاردة بليل القمر هيكتمـل وهدخـل الكهف، لو مخرجتش مش عاوز غير اني أمي تعيش عيشه كريمـة "..
قـال أدهم بجدية:
" رسـلان، استني لما اتحسن وهدخـل معاك "..
ابتسم رسلان يقول بهدوء:
" لا أنت مينفعش تقـرب من مكـان السحر أكتر من كـدا غير ان جسمك ضعيف ولسه المشوار طـويل و لو متصرفناش قبل ما الشهر يعدي كـل اللي آفرين عملته هيروح علي الأرض و هتنتكس وهترجع زي الأول.. ربنا حطني في الطريق دا علشان أنا اللي أدخـل الكهف، انا اللي بختار اعمل كدا متحسش بالذنب لو حصلي حاجه، انا بس قولت اوصيكم علي أمي لأنها ملهاش غيري "..
نظـر تجـاه داليا وقال بإبتسامة:
" استاذة داليـا كانت بتتواضع وهي بتكلمك عن اللي عملته في الشركـة، هي كانت قائده عظيمة للشركه والكل بيعملهـا ألف حسـاب و حضرتك هتتفاجئ بالتطور اللي حصل في الشركه من اربع سنين للنهاردة، وبصراحه كانت مطلعه روحنـا "..
انحني بخفـه يقول بهدوء:
" لك كـل الإحتـرام سيدتي.. "..
انسحب لخـارج الغرفـة فنظـر أدهم تجـاه داليا التي نظرت في أثـر رسلان بشـرود و قلق ينتابهـا، أمر طبيعي فهو يخاطر من أجلها وأجل أخيهـا، لكن ما لم تفسـره هو رغبتهـا في البكـاء و دقات قلبها المتسارعة ورعشة يديهـا وصوت أدهم الخافت يطمئنها:
" متخافيش عليه هيبقي كويس ان شاء الله "..
تحـركت داليا تجـاه الشرفه خلف فراش أدهم لتنـظر لرسلان الذي تحـرك لخارج المنـزل، توقف لدقائق ثم التفت ينظر للأعلي فوجدها تنـظر له وهي لم تبدي اي رد فعل فقد كـانت شاردة بالكـامل في شعورها المضطرب...
توقف رسـلان أمـام تلك الحفـرة بعد تأديتـه لصلاة العشـاء، قال ايوان بجدية:
_ ستجـد ما يساعدنا علي الوصـول للسحر، حاولنا لسنوات ولكن كانت الأرض صلبـه لا تؤثر بهـا محاولاتنـا، سيعطيك الكهف ما تريده ولكن عليك الحذر رسـلان فبداخـله قد تشعر بالضياع بني، قد تجد حتي حوتا ازرق بداخله، اي شيئ لن تتوقعه عينـاك، عليك التغلب عليه رسـلان بإستخدام الهبة التي أعطتها اياك دارو"..
قال رسلان بحيرة:
" انا حتي مش عارف اي هي، وكمـان يمكن علشان ابويا راجل عادي فمأخدتش اي حاجه.. ربنا يستـر.. لو حصلي حاجه رجـع داليا وأدهم بسلام "..
" ستعيدهم بنفسك لا تكن متشائما بائسا، هيا اذهب "..
تحـرك رسلان يـردد بإسم الله حتي اختفي في ذلك الكهف المظـلم....
......................................................
يقف الإثنان أمامـه بكـل قوة وشموخ، نظر خالد لكلا من كريم وصـالح من خلف قضبـان زنانتـه بمقت وغضـب و قال بصوت ساخر:
" عاجـبني أوي منك ليـه وأنتوا واقفينـلي كدا، بس هطـلع منها وبكرا تشوفوا "..
قالهـا بثقه، ثقة لا تليق ب شـاب من طبقة اجتمـاعيه متوسطـه أمام السلطة والقانون، أدرك كريم بيقين بأن هنـاك أشخاص خلفـه لحمايتـه، ربما ذلك دليل علي ان الشاب أمامه ليس مجـرد موظف في احد الشركات بل أن أعمـاله فاقت ذلك بكثـير..
تحرك صالح تجـاهه وقال ب ثقـة:
" هنشوف "..
لم ينتظـر صالح حديث ذلك الشاب الساخر حتي لا يفتك به الآن، بعد انتهاء الإجراءات عـاد كلا من كريم وصـالح لمنـازلهم لينتهي يومهم المتعب وأخيرا..
ودع كريم صالح علي بداية شارعهـم و قبل ان يخطـو خطوة أخري و جـد شيئ صلب يصطدم بظهره و شخص يقول بصوت حاد:
" امشي معايا من سكـات لأفضي السلا'ح فيك "...
.......................................................
تعـالت دقات قـلب رسـلان وهو يتحـرك في الظـلام، استنـد رسلان علي أحد الأحجـار فصدر منهـا ضوء ابيض ساطـع فتراجـع رسلان بخـوف و تعالت دقات قلبـه ولكن خوفه الأكبر ان يكمـل سيره في الظلام، اقتـرب رسلان تجاه حجر أخر يتلمسه بأصابعه ليجده اصبح مشع بشكـل أكبر فقال بهمس:
" يعني ممكن تكـون دي الحاجه اللي بتميزني!! طول الاسبوع اللي فات مشوفتش حد عمل كدا!! معقول حاجه بتميزني انا لوحدي ولا دي مثلا طبيعة الأحجار دي!! "..
لم يكـن هناك وقت للتفكيـر فأكمل رسلان طريقه وقد وجد مصدر للضـوء فقد شدد ايوان علي اهمية أن يدلف لذلك الكهف وهو اعزل وحتي ضوء المصباح لم يستطع اخذه...
ظهـر أمامه ظـل ضخم، ربما لحيـوان مـا، بالتأكيد حيوان مفتـرس، تحرك للخلف بضعة خطـوات يستند علي الحائط ويده علي أحد الصخرات فجـاءة استمع لصوت شيئ معـدني يصطدم بالأرض.. نـظر للأسفل ليجده رمح بسن مدبب حاد، امسك رسـلان بـه و قد أدرك ان تلك الصخور تتحرك تلقائيا لما قد يحتاجـه، اقترب خطوات اخري حتي رأي ذلك الشئ أمامه بوضـوح وهمس بصوت مذهول:
" تنيــــن!!
إلي لقاء قريب..
آية محمد..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لعنة ال دارو) اسم الرواية