Ads by Google X

رواية احببت حبيبة ابني الفصل العاشر 10 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

   

 رواية احببت حبيبة ابني الفصل العاشر 10 - بقلم وداد جلول


العلاقات الحميمة
                                    
                                          
لم يبين لولده مدى غضبه وجحيمه بسبب ما سمعه منه بل ظل ثابتاً يناظره ببرود وجمود، أيعقل بأنه أخطأ بتصرفاته مع خطيبة ابنه أم أنه على صواب فيما يفعله! حسناً هو يعلم الإجابة ويعلم علم اليقين بأنه مخطأ ولكن لا ذنب له فهو قد أحبها بكل عواطفه وأحاسيسه ولن يتنازل عنها مهما حدث، سبق وتنازل عن والدتها التي كانت عشق شبابه ولكن أن يتنازل عن هذه الشابة ولو كلفه الثمن غالياً، حتى لو كان هذا كله على حساب ابنه وزوجته وبيته.
كانت خلود على أعصابها وهي تفرك يديها بتوتر وتنتظر من سامح الجواب الشافي ولكنه ظل صامتاً ولم يتفوه بكلمة، بينما جيداء وماسة كانا يتابعان الموقف بابتسامة وهما فرحتان جداً لهذا القرار، ظل إياس منتظراً إجابة أبيه ولكنه لم يجيبه بشيء، حمحم إياس ليجذب انتباهه ويردف له:



"أبي ما رأيك بهذا القرار، لما لا تقل شيء"



همهم له سامح ليبدع في تمثيله ويبتسم بوجه ابنه ابتسامة حانية ويقول:
"لا أعلم ما الذي سأقوله لك ولكنني لم أستوعب حتى الآن كم أنك كبرت وأصبحت شابٌ يافعٌ ومسؤول من نفسك وستستقر في حياتك وتتزوج"



ابتسم إياس بارتياح ليحرك رأسه موافقاً ويقول:
"حسناً أبي تعني بأنه ليس لديك مانع أن نقيم حفل زفافنا في آخر الشهر أليس كذلك"



ابتسم سامح بخفة ليقول:
"ولما سيكون لدي مانع، بالتأكيد ستقيمان حفل زفافكما في آخر الشهر وسنفرح بكما"



ابتسموا جميعهم لهذه الفكرة ما عدا خلود التي كانت تنظر لسامح بقلق وخوف من القادم، بينما ماسة توجهت لأخيها لتجلس بجانبه وتمسك معصمه وتقول:



"هذا يعني بأنني سأكون بأجمل إطلالاتي بحفل زفاف أخي وسنرقص ونمرح ومن ثم ستذهب أنت وهي إلى عش الزوجية الخاص بكما وتجلبان لنا أولاد فوراً هييييي"



أنهت جملتها لتصفق بمرح بينما الجميع ضحك عليها، ضحك إياس ليقول: 
"هدئي من روعكِ بصراحة أنا لن أدعو الصغار إلى حفل زفافي"



نظرت له بغرور لتتحدث وهي تلعب بخصلات شعرها:
"يحق لك أن لا تدعو الصغار ولكنني طبعاً أنا كبيرة لذلك سأحضر حفل الزفاف ورغماً عن أنفك"



ضحك الجميع ومن ثم تبدلت ملامح إياس وقد انتبه له سامح ليقول: 
"مابك إياس"



نظر إياس إلى والده وتنهد بقوة ليقول:
"لا أعلم ولكنني أشعر بأن سارة خائفة من المسؤولية ولا تريد أن تقيم معنا في نفس المنزل بل تفضّل المكوث في منزل خالتها وأنا معها"



احتدت نظرة سامح ليقول:
"ماذا يعني هذا إياس"



توتر إياس من الحديث ليقول وهو يفرك جبينه ليقول:
"صدقني لا أعلم أبي ولكن من المحتمل أن تكون سارة ليست على طبيعتها هذه الفترة لذلك هي تتفوه بهذه الأحاديث الآن"



همهم له سامح ليقول:
"ليس جميل بحقك أن تقيم في منزل خالتها يا إياس"



حرك رأسه موافقاً ليقول:
"أجل أعلم أبي ومؤكد بأنني سأرفض الفكرة وسنقيم هنا"


 
                
همهم له سامح بمكر ولم يتحدث ليبتسم بخبث ويقول بينه وبين نفسه:
(هذا إن أُقيم َحفل زفاف بالأساس)



تنهد سامح بحدة ليحمحم ويقول:
"بالمناسبة أين هي سارة لما لم تأتي معك"



نفخ خديه ليقول:
"لم تشأ الرجوع إلى هنا، ألم أقل لك هي متغيرة كثيراً وليست على طبيعتها"



همهم له سامح لتتدخل جيداء وتتحدث بقلق:
"لماذا بني ما بها هل أحزنتها"



احتدت نظرة خلود عندما سمعت بجملة خالتها ليتحدث إياس نافياً:
"لا أمي لم أحزنها أبداً صدقيني ولكن يبدو بأنها قلقة لا أكثر"



حركت رأسها بإيجاب ليتحدث سامح مدعياً البراءة:
"هل هي التي طلبت منك أن تقيمان حفل الزفاف"



ابتسم إياس بخفة ليقول:
"أجل أبي فهي تريد أن تستقر ونكون سوياً لإنها ترى بأنه لا داعي للتأخير أو التأجيل وبصراحة أنا أيضاً أرى ذلك"



همهم له سامح ليقول مدعياً البراءة مرة أخرى:
"ولكنني قلق عليها يا إياس هي الآن ليست على طبيعتها كما حدثتني ويجب علينا أن ندعها تظل بجانبنا ولا نتركها بمفردها خصوصاً بأن خالتها لم تعد من السفر بعد، ألا توافقني الرأي"



حرك رأسه بإيجاب ليقول:
"بلى أبي معك حق ولكنني لم استطع أن أقنعها بالرجوع معي"



ابتسم سامح بخفة ليقول:
"بني هل تثق بي أنت"



نظر له بتفاجئ ليقول:
"بالطبع أبي أنا أثق بك جداً"



اتسعت ابتسامة سامح ليقول:
"إذاً دعني أنا أذهب لأجلبها وسأفهم منها ما سبب تغيرها وقلقها، ما رأيك"



وبحسن نية من إياس وثقته بأبيه وافق على الفور ليقول:
"بالطبع أبي لا مانع لدي"



حرك رأسه بإيجاب لينهض ويقول:
"إذاً أنا سأذهب"



حرك رأسه بإيجاب ليخرج سامح من المنزل متوجهاً إلى منزل سارة والشياطين تتراقص حوله وهو يتوعد لها بالجحيم فقط على تحديها له وعدم إطاعته.



بعد قليل من الوقت كان سامح أمام المبنى الذي تمكث به سارة، ابتسم بخبث ليتوجه ويصعد إلى الطابق الثاني وما هي إلا ثواني حتى وصل وقرع الجرس ووضع سبابته على العين الساحرة لكي لا تعلم من الذي أتاها.



كانت سارة جالسة في صالة المنزل وهي تشاهد التلفاز، سمعت صوت قرع الجرس، تعجبت من الذي سيأتيها بهذا الوقت فقد كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف مساءاً، لم يخطر ببالها بأن سامح سيكون هو الذي على الباب لإنها وببساطة حللت الموقف بسذاجة منها على أنه حالما يسمع بقرارهما هي وإياس سيبتعد وسيستسلم ولن يعد يضايقها.
نظرت من العين الساحرة ولكن لم ترى سوى السواد، عقدت حاجبيها باستغراب وتملكها الخوف قليلاً، حسناً هي باستطاعتها أن لا تفتح الباب وبالتالي لن يدخل سامح إليها ولكن فضولها تغلب على خوفها لتفتح الباب ببطئ وتشقه بحيث أنها ترى فقط من الطارق، حالما فتحت الباب حتى دفع سامح الباب لترتد هي للوراء وتطلق صرخة مفزوعة، دخل عليها سامح بملامح حادة بينما هي كانت مستندة على الحائط، نظرت له بعينان جاحظة وخوف ولم تعد تستوعب أي شيء، ابتسم سامح بشر ليقول:




        
          
                
"أهلاً بقطتي المشاكسة، ما الذي سمعته من ابني وماهذا القرار الذي اتخذتماه سوياً ها"



أنهى جملته وهو يضع يده في جيبه واليد الأخرى مستنداً بها على الحائط، ابتلعت ريقها بخوف من تلك النظرة المميتة التي يناظرها بها لتقول بتوتر:



"كما سمعت عمي"



ضحك بصخب على جملتها وتلك الضحكة الرجولية لم تزيده إلا وسامة ووقار، ابتلعت ريقها بتوتر عندما سمعت ضحكته ليقول لها بحاجب مرفوع وابتسامة شر نمت على شفتيه:



"في ليلة أمس كنت في غرفتكِ أقبلكِ وأعترف لكِ بحبي وقلت لكِ كم أنني أعشقكِ والآن تتجرأين وتقولين عمي"



أنهى جملته بحدة ليضع يده على رقبتها ويضغط عليها بينما سارة كادت تختنق من قبضته المحكمة على رقبتها، أبعد يده عنها لتضع يدها على رقبتها وتكح بقوة، ابتسم سامح بشر ليقول:



"هل تتحدينني يا سارة، هل ظننتي بأنني أمزح عندما قلت سأريك ِالجحيم إن لم تنهين علاقتكِ بإياس أم ماذا"



ازداد سعالها لدرجة أنها هبطت دموعها على وجنتها لتهدأ من روعها قليلاً وتقول بحدة وصراخ:
"ما الذي تريده مني، لما لا تريد أن تستوعب أنني سأصبح زوجة ابنك بعد عدة أيام، لما تلاحقني وتفعل كل هذا، ولما أتيت إلى هنا بالأساس"



ابتسم بخبث ليقول ببساطة:
"أنا الآن وبصفتي عمكِ أمام زوجتي وابني وابنتي أتيت لكي أحدثكِ بروية وأفهم منكِ لما أنتِ تغيرتي بهذا الشكل وعارضتي العودة إلى منزلنا والمكوث معنا بعد زواجكِ من ابني، هذا إن حدث زواج بالأساس"



نظرت له بتعجب ولم تستوعب ماقاله ليردف بهمس:
"إياس هو من طلب مني المجيئ إليكِ لكي أفهم منكِ كل ما سبق لذلك أنا هنا"



احتدت نظرتها لتقول بقهر:
"ليته إياس يعلم حقيقة أبيه، لكنت حقاً صغير بعينه ولن يعد يكن لك الاحترام والمودة"



همهم لها باستمتاع ليمرر إبهامه على شفتيها ويقول:
"هذا الفم اللذيذ يتفوه بأشياء لا تعجبني فبرأيكِ أنتِ ما الذي علي فعله الآن"



نظرت له باستغراب وأعين دامعة ولم تفهم عليه، بالأساس لم يكن لها الوقت الكافي لكي تستوعب لإنه وببساطة أطبق شفتيه على شفتيها بقبلة عميقة ولكنها هادئة، تحاول أن تدفعه وتبعده عنها وتهمهم بخفوت مما زاده جنون ورغبة بها ليتعمق بقبلته، جحظت عيناها عندما شعرت به وهو يشحذ رجوليته بها، حاولت أن تبعده ولكنه كان كالصنم ولم ينزاح عنها بل ظل يلتهم شفاهها حرفياً.



بعيداً عن أنه هو لا يريد أن يبتعد عنها ولا يترك هذه الشفاه الوردية اللذيذة ولكنه علم بأنها بحاجة للهواء كحاله هو لذلك ابتعد عنها ليلصق جبينه بجبينها وهو يلهث بقوة كحالها هي لتختلط أنفاسهما معاً ويظلان على حالهما مدة قصيرة من الزمن، نظرت له بعينان دامعة لتدفعه عنها بعنف وتخطو خطواتها متوجهة للصالة ليلحق بها وهو ينظر لها ببرود، ابتسامة خبيثة نمت على شفتيه عندما رأى احمرار شفاهها المتزايد، نظرت له بحدة لتقول:




        
          
                
"ما الذي يجعلك تبتسم ها"



اتسعت ابتسامته ليقول:
"انظري إلى احمرار شفاهكِ في المرأة"



شهقت بخفة ووضعت يدها على فمها ليضحك ضحكة رنانة ويتوجه لها بخطوات بطيئة ويقف أمامها ويردف لها بخبث:
"احمرار شفاهكِ ليس سيئاً أمام احمرار جسدكِ المثير صغيرتي"



احتدت نظرتها لتقول بحدة:
"اللعنة عليك وعلى أمثالك أيها الحشرة ال.."



لم تكمل جملتها لإنه أمسك بشعرها بقوة وهو ينظر لها بحدة ليقول:
"إن كنت أحبكِ وأعشقكِ هذا لا يعني بأنني لا أستطيع أن أؤدبكِ وأغلق لكِ فمكِ اللعين، انتبهي مني جيداً يا سارة لإنه عندما تتخطين حدودكِ معي ولا تستوعبين كلامي وتنفذينه سأدوس على قلبي وحبي لكِ وأمحيكي من الوجود هل فهمتي"



حركت رأسها بإيجاب وهي تبكي ليفلتها ويدفعها لتجلس على الأريكة، جلس بجانبها وهو واضعاً قدم فوق الأخرى ليقول ببرود:




"انهضي واصنعي لي فنجان قهوة وعودي إلى هنا لكي نتحدث ونتفاهم على كل شيء"



نظرت له بأعين دامعة وبريئة لينظر لها ببرود وتسود عيناه من هيئتها اللطيفة ونظرتها البريئة، ابتلع ريقه ليمرر يده على وجنتها ويقول:



"أقسم لكِ أنني أعشقكِ"



نظرت له بقوة وكأنها تخدرت بالكامل من لمسته، رمشت عدة رمشات لتستفيق على نفسها وتنظر له بغضب وتبعد يده عنها بعنف وتنهض لتكتف يديها وتقول ببرود:



"لا يوجد كلام بيني وبينك، والآن اخرج من منزلي وبلا مطرود"



ابتسم بخفة ومن ثم ضحك بصخب لينهض ويقف أمامها ويقول:
"يبدو بأنكِ عنيدة كثيراً ولا تستسلمين بسهولة وبصراحة يعجبني هذا، يبدو بأنكِ تحبين العنف أيضاً في العلاقات الحميمية أليس كذلك"



نظرت له بعينان جاحظة لتقول بذهول:
"ما الذي تتفوه به أنت كيف تتجرأ وتتحدث معي بهذه الطريقة"



ابتسم بمكر ليقول:
"أعلم بأنني جريئ في حديثي ولكنني لم أتجرأ كثيراً بالتصرفات بعد، على العموم ستكونين بين يداي في يوم من الأيام وسأعلم إن كنتي تحبين العنف أم لا" 



جحظت عيناها لتقول بتقطع:
"أن أنت ما ماذا."



لم تستطع إكمال جملتها لإنها حقاً هي مصدومة من جرأته في حديثه معها بينما هو ابتسم بخفة ليقول:
"أنا أعشقكِ ويجب عليكِ أن تستوعبين كلامي وتفهمينه جيداً"



نظرت له بغضب لتتجرأ لأول مرة في حياتها وتقول:
"هل تريدني أن أكون معك كما كانت خلود معك في ليلة أمس"



للصراحة هو هبط قلبه عندما سمع جملتها ولكنه ظل على بروده وجموده ليقول:
"لم يحدث هذا أبداً"



ابتسمت بسخرية لتقول بحدة:
"لقد سمعت همساتكما وأصواتكما في ليلة أمس وسمعت حديثكما أيضاً لذلك لا داعي للكذب"




        
          
                
ابتسم بخفة ليقول بمكر:
"أجل وما المانع هي ساقطة وبصراحة لم أكن في كامل وعيي البارحة لذك أنا لدي العذر"



تحدثت باستنكار وذهول:
"حقاً أنت لا تُصدق أبداً، ما العذر الذي لديك، تخون زوجتك وتقيم علاقة مع ابنة أختها وتحب خطيبة ابنك! ما الذي تريده حباً بالله أجبني، أتظن بأنني لم أنتبه لتصرفاتك في السابق؟ وهل تظن بأنني لا أعلم ما الذي تخطط له أنت وخلود؟ وهل تظن بأنني لا أعلم بأنك أنت من طلب منها المجيء والمكوث عندكم؟ أنا أعلم كل شيء ولكنني كنت أتجاهلكما ولكنكما حقاً تماديتما معي كثيراً وأنا لن أسكت دائماً"



كان يستمع لها ببرود وجمود، لا ينكر بأن كلماتها كانت كالصاعقة بالنسبة له ولكنه هو ظل محافظاً على ثباته وجموده ولم ترف له عين، ظلت تنظر له بحدة وتحدي لتبتسم بسخرية وتردف له:



"أريد أن أعلم شيئاً واحداً فقط، كيف تخطط أنت وتلك الساقطة لكي توقعان بيني وبين إياس وأنت بدورك تقيم علاقة محرمة معها وفي الأخير تعطيها وعد بأنك ستجعل إياس لها عندما تحصل علي، كيف بإمكانك أن تزوج ابنك لهذه الفتاة"



ابتسم بشر ونظر لها بحدة ليصفعها على وجنتها جعلتها تسقط أرضاً، أمسكها من شعرها ليحدثها بحدة وهمس:
"اسمعي أيتها اللعينة، لا يهمني كيف ترينني ولا يهمني ما هي الطريقة التي تفكرين بها اتجاهي، كل ما يهمني هو أن تنهين خطبتكِ مع ابني لكي أتزوجكِ أنا، وصدقاً إن لم تفعلي ما أمرتكِ به سأريكِ الجحيم السابع، وانتبهي جيداً لإنني أنا لا أمزح أبداً، ثم أنني لست بهذه السذاجة والغباء لكي أزوج ابني لفتاة ساقطة مثل خلود، كل وعودي لها بشأن إياس كاذبة وأنا أقوم باستغلالها فقط لكي أصل إلى مرادي والذي هو أنتِ هل فهمتي"



احتدت نظرتها لتبعده عنها بعنف وتقول بحدة:
"وأنا لن يشرفني أن أكون بجوار شخص مثلك، شخص استغلالي وتافه وحقير وليس لديه ذرة أخلاق"



عض على شفته السفلى بحنق ليبتسم بشر ويبدأ بضربها بينما هي تتلوى وتصرخ من ألمها، ابتعد عنها وهو يلهث بحدة ليصرخ بها بصوته الجهوري:



"أنتِ لي هل تسمعين، أنتِ لي ولن تكونين لإياس أبداً، لن يقام حفل الزفاف ولو كلفني الثمن غالياً، لقد أضعت عبير من قبل، فلن أضيعك من يدي الآن بعد أن وجدتكِ"



كانت تبكي وتجهش بالبكاء من شدة ألمها فهو ضربها بجنون ولم يستوعب مدى فداحة الذي فعله بها، جلس على الأرض وهو ينظر للاشيء بشرود وأعين زائغة، مسح على وجهه لينهض ويحدثها بأمر:



"انهضي وغيري ملابسكِ لكي تذهبين معي وستفعلين ما أمرتكِ به هل سمعتي"



تحدثت ببكاء وصراخ:
"لن أذهب معك إلى أي مكان، ثم ما شأن والدتي بـ الذي يحدث، من أين تعرفها"



زفر بقوة وأغمض عيناه ليحاول تهدأة نفسه قائلاً:
"ستعلمين كل شيء فيما بعد، الآن انهضي وبدلي ملابسك لنذهب"




        
          
                
أجابته بحدة:
"قلت لك لا أريد"



ابتسم بخبث ليقول:
"حسناً، لقد سمعت بأن خالتكِ قادمة بعد خمسة أيام، يبدو بأنها لن تأتي أبداً لإنني سأنهي حياتها مارأيكِ"



نظرت له بعينان جاحظة لتقول بتوسل:
"أرجوك لا تفعل لخالتي شيء، لم يتبقى لي أحد سواها من عائلتي أرجوك"



قرب وجهه من وجهها وهمس لها:
"أنا عائلتكِ كلها، انهضي وبدلي ثيابكِ وإلا."



شدد على كلمته الأخيرة وهو منتظراً قرارها لتقول ببكاء:
"حسناً حسناً سأنهض"



ابتسم بمكر حالما سمع جوابها الذي يعجبه ليحرك رأسه موافقاً ويجلس على الأريكة منتظراً إياها ريثما تنتهي، ظل شارد الذهن وهو يفكر بمدى الألم الذي يسببه لها، لم يهن عليه الذي فعله بها ولكن قلبه الأحمق وعقله المجنون يدفعه لفعل أشياء جنونية عندما تعارضه وتصده، لا يعلم لما تضخم الأمور هكذا وتعانده، ولكن سيتريث قليلاً لإنه كل شيء في أوانه وصدقاً هو لن يتخلى عنها ولن يدع هذا الزفاف يتم ولو كلفه هذا الأمر حياته.



_______________________ 



كانت ملاك جالسة في غرفتها وهي حزينة ومستائة جداً من الذي يحدث معها، كانت تبدو بأبهى طلتها بفستانها البنفسجي الناعم وشعرها الناعم المنسدل على ظهرها، لم تضع شيئاً من مساحيق التجميل سوى أحمر شفاه باللون البنفسجي وكحل خفيف لتبدو بأبهى طلة لها وبجمالها المعهود.



بينما من الجهة الأخرى هجرس الذي كان جالساً بالأسفل برفقة ذلك الشاب الولهان وهو ينتظرها على أحر من الجمر، ابتسم له هجرس ليقول له مطمئنناً له:



"ستتفهم الأمر صدقني فقط إهدأ"



حرك رأسه بإيجاب وبدء يقضم أظافره بتوتر، دقائق ودخل أحمد عليهما ليصعق عندما وجد رامي أمامه، نظر له بحاجب مرفوع ليقول موجهاً حديثه لهجرس:



"ما الذي يفعله هذا هنا، وأين هو الشاب الذي يريد أن يرى ملاك"



ابتسم هجرس بخفة ليبادله الابتسامة رامي ولكن ابتسامته كانت ماكرة ليقول هجرس:
"ما بك أحمد هذا هو الشاب الذي يريد أن يتقدم لخطبة ملاك ألا تعرف رامي"



ابتسم أحمد بعدم تصديق ليقول باستنكار حاد:
"أخي ما الذي تقوله أنت كيف يمكن لهذا أن يكون زوج أختي ها"



حرك هجرس كتفيه بلا مبالاة ولم يجيبه ليوجه أحمد نظره إلى رامي الذي كان يتابع الموقف باستمتاع ليقول:



"هل تريد أن أحدثها بكل شيء؟ ألم تتربى بعد"



ابتسم رامي باتساع ليقول:
"لقد أتيت لكي أحدثها عن كل شيء بنفسي"



ابتسم هجرس باتساع أيضاً عندما سمع بجملة رامي ليوجه نظره إلى أحمد وتحتد نظرته ويقول:
"بالمناسبة أحمد حسابنا فيما بعد فقط من أجل أن تفعل مافعلته وتهدد الناس على مزاجك"



نظر له أحمد بذهول ليقول بحدة:
"أخي ما الذي تقوله أنت هذا ال.."



قاطعه هجرس بكلامه الحاد:
"اصمت واصعد إلى الأعلى ودع ملاك تهبط إلى هنا وإياك ثم إياك أن تقول لها شيء، وإلا صدقاً سترى ما أنا فاعلٌ بك"



نظر له بذهول ومن ثم كز على أسنانه ليحرك رأسه موافقاً ويصعد إلى غرفة أخته والشياطين تتراقص حوله، دخل عليها بعنف ليقول بغضب الدنيا كله:



"اهبطي إلى الأسفل هيا"



نظرت له باستغراب لتقول:
"ما الأمر أخي لما أنت غاضب هكذا"



كز على أسنانه ليقول:
"دعيني وشأني"



حركت رأسها بيأس لتخرج من الغرفة وتهبط إلى الأسفل بخطواتٍ ثابتة ولكن الحزن واليأس متملك منها، سمع رامي صوت طرقات كعبها وصوت خطواتها، أغمض عيناه وأخذ نفساً عميقاً ليزفر بقوة وقلبه يقرع كالطبول وهو يدعي لربه أن تمر هذه الجلسة على خير وتقتنع بكلامه وتبريراته، بينما هجرس كان يتابعه بابتسامة بسيطة وهو يدعي ربه أيضاً لكي يجمع هذا الثنائي بالخير لإنه لن يجد أفضل وأحسن من رامي ليكون زوجاً لشقيقته الصغيرة والوحيدة، دخلت ملاك وهي مخفضة رأسها للأسفل ولم تنتبه لرامي بعد، وقف رامي بذهول وهو ينظر لها بعينان متلهفة ومذهولة لشدة جمالها وحسنها، كتم هجرس ضحكته ليقول لملاك:



"قدمي التحية يا ملاك"



رفعت رأسها لتوجه نظرها إلى رامي، وما هي إلا ثواني حتى توسعت عيناها عندما رأته أمامها لتقول بذهول:



"رامي"..



" لن أتخلى عن حُبَكِ لمجرّد أنّه ُصعب 
ولو خيروني لكررتُ حُبَكِ للمرةِ الثانية " 



_________________________ 





        


google-playkhamsatmostaqltradent