رواية هي وكبريائه الفصل العاشر 10 - بقلم أماني السيد
اثناء وقفتهم تلك دلفت اليهم تبارك ووجدتهم فى ذلك الوضع المخل بالنسبة لها
تنحنحت بصوت عالى ثم نظرت لهم بإشمئزاز واقتربت من المكتب ووضعت حقيبه عليه
نظر اليها داوود ثم ضم هلا اليه اكثر لم يعلم لما كان يريد إثاره غيرتها
لكن وجد لا مبالاه بعينيها جعلته اكثر غصبا
تحدثت هلا بتكبر
ـ مش فى باب تخبطى عليه ولا وكاله هى من غير بواب
ـ لأ انا خبطت على الباب قبل مادخل بس غالباً انتوا اللى نسيتوا انكم فى مكان عمل وفاكرين نفسكم فى غرفه النوم
ـ أه قولى بقى إنك غيرانه
ـ لأ اطمنى انا مش غيرانه ولا حاجه بدليل انى بتكلم عادى اهو والموضوع كله مش فارق معايا
ـ امال جايه ليه مش انتى اجازه برضه
ـ جايه وجايبه الشنطه دى فيها حاجات تخص استاذ داوود مرضتش أاخرها عندى أصله هيحتاجها الفترة الجايه
ثم وضعتها بجانب علبه الشكولا التى وجدتها على المكتب وظنت انه اشتراها من أجل هلا
اثناء وجودهم فى المكتب دلفت إليهم يارا
ابتعد داوود عن هلا ثم التفت ليارا
ـ اتفضل يا استاذ داوود البريد زى ماطلبت
جلس ايوب على المكتب وراجع البريد وابتسم ثم اثنى على عمل لارا حتى يشعر تبارك أن العمل لا يقف عليها
ـ برافو يا لارا بتتعلمى بسرعه
نظرت له لارا باستغراب فليس ذلك الشخص الذى كان يتحدث معها اليوم
نظرت تبارك للارا ثم لداوود
ـ تعالى معايا يا لارا عايزاكى على ما استاذ داوود يخلص ثم اخذت تبارك لارا وخرجت لكن اوقفها صوت داوود الغاضب
انا مقولتش لحد فيكوا يمشي
ـ أنا كده كده اجازه مش محتاجه اخد إذن باااى
ثم تركتهم ورحلت وبقيت لارا برفقه هلا وداوود
نظر داوود الى لارا ثم امرها بالخروج خرجت لارا وهى متعجبه من امره لكنها فى اقرب فرصه ستترك ذلك المكان
اقتربت هلا من الحقائب الموجودة على المكتب وارادت فتحها إلا أن يد داوود كانت اسرع
ـ سيبى الحاجه دى مش بتاعتك
ـ مهى رجعتهم
ـ هلا انا قلتها كلمه اوعى تفتحى حاجه ماتخصكيش سبيها مكانها
ـ حاضر حاضر يا داوود طيب تحب اعدى عليك بكره ونروح لمامتك ونحدد معاد فرحنا
– خليها الاسبوع الجاى يا هلا عشان اكون عرفتها ومهدتلها كل حاجه
ـ زى ماتحب يا حبيبى طيب ايه رأيك نتغدى بكره مع بعض
ـ موافق شوفى مكان حلو واحجزى وانا لما اخلص شغل و هعدى عليكى اخدك ونروح
ـ خلاص يا حبيبي اتفقنا
ذهبت هلا وجلس داوود على مكتبه بشرد يفكر لما أراد اثاره غيره تبارك
كان يضغط على القلم الذى كان بيده بقوه مما أدى لكسره وهو يتذكر نظرات الامبالاه فى اعين تبارك
فتح الحقيبه التى احضرتها تبارك ووجد فيها الشبكه التى اشتراها لها والطقم الذهب الذى احضره لها خصيصاً سرح فى فص الزمرد الموجود بذلك الطقم وتذكر سبب شراءه وهو تشابه ذلك الفص مع اعين تبارك أحس إنه صنع لها لها فقط اغلق العلبه ثم وضعها تلك الحقيبه ووضع معها الصندوق الصغير الذى مان يحتوى على مجموعه من الشكولا ووضعها داخل خزنه مكتبه وتحدث فى سره
من كان ملكاً لتبارك لن يأخذه غيرها
لا يعلم لما يتملكه هذا الشعور خمن أن سبب ذلك الشعور هو إحساسه بالذنب تجاهها
*********
خرجت تبارك من الشركه ومشهد هلا بحضن داوود لا يفارقها ظلت تمشى فى الطرقات دون هواده حتى تستطيع إخراج ذلك المشهد من ذهنها لكنها لم تستطع
جلست بمفردها فى احدى الكافيهات تتذكر علبه الشكولا التى كانت بمكتبه هى نفسها الت كان يجلبها لها قديما الهذه الدرجه كانت قليله بعينه
حسنا لا اريد أن انسى ما رأيته
فعندما يأتينى الحنين اليه سأتذكر خداعه ومكره سأتذكر استغلاله لحبى له كى يعيد حبيبته السابقه
ذهبت تبارك للمنزل ووجدت والدتها قد انتهت من تحضير الحقائب
ـ كنتى فين يا تبارك
ـ بصى يا ماما مش انتى يهمك راحتى
ـ ايوه طبعاً
ـ أنا رجعت لداوود حاجته مش قادره اكمل اكتر من كده معاه
ـ بس انتى بتحبيه
ـ لأ انا اكتشفت انى كنت منبهره بيه ولما جه اتقدم وقربنا من بعضنا الانبهار راح وحسيت انى صعب اعيش معاه واتقبل الحياه دى انا عايزه اتجوز واحد عادى زينا كده من توب بعض عشان اضمن انه فى المستقبل مايعايرنيش بوضعنا الاجتماعى وأنه اعلى منى فهمتى انا قصدى ايه
ـ فهمتك فهمتك يا تبارك بس ليه حاسه إنك حزينه
ـ مش حزينه يا ماما خالص يمكن بس من كتر التفكير انتى حسيتى بكده
ـ ممكن عموما إحنا هنسافر وكويس إن السفر جه دلوقتي عشان تقدرى تتناسى بس صحيح هتشتغلى ازاى معاه
ـ منا ناويه لما ارجع اتنقل قسم تانى
ـ أه صح كده ده الأفضل عشان مايضايقكيش ولو فى أى وقت ضايقك سيبيله الشغل وامشى
ـ أكيد طبعا هعمل كده ماتقلقيش عليا يا ست الكل
فى اليوم التالى سافرت تبارك وزهره برفقه سالى وزوجها لزياره اقاربهم والجلوس فى منزل العائلة بضعه ايام
فى تلك الفترة تقربت تبارك من اقاربها واولاد خالتها وتعرفت عليهم احست بدفء شديد بينهم وحاولت سالى بشى الطرق تشتيت انتباهها من التفكير في داوود
احست والده تبارك بتعب داخل صدرها فأستدعوا الطبيب
( توفيق طبيب فى ال٢٩ من عمره صديق مقرب لأحد ابناء خاله تبارك )
اتى الطبيب وكشف عليها وطمأنهم أن سبب ذلك الوجه هو مجهود السفر
تحدثت تبارك بقلق
ـ يعنى يا دكتور اطمن هتبقى كويسه
نظر لها توفيق بإعجاب ولاحظت سالى ذلك الاعجاب وقررت تقريبهم اكثر من بعض لعلها تحد بتوفيق ما لم تجده بداوود
ـ ماتقلقيش هى أصلا كويسه وتعبها ده بسبب المجهود وبكره باذن الله همر عليها عشان اطمنكم اكتر عليها
ـ نظرت له تبارك بإمتنان
شكرا أوى أوى يا دكتور هننتظر حضرتك
مرت الايام واقتربت تبارك من توفيق وقررت إعطاء نفسها فرصه لعل وعسى تستطيع نسيان داوود
اقترب موعد رحيل تبارك وابدى توفيق رغبته في الارتباط من تبارك
وافقت تبارك على طلب توفيق وقررت إعطاء نفسها فرصه .
******
عند داوود كان يجلس برفقه والدته وابلغها بعودته مره اخرى لهلا
توقع داوود ثوره والدته ورفضها لكنها تحدثت ببرود فاجأه
ـ مبروك يا داوود انت اكيد كبير بالشكل الكافى اللى يخليك تعرف مصلحتك
ـ كيب هلا هتيجى بكره تتغدى معانا وهتعوذ تراضيكى
ـ اهلا بيها يابنى بكره هيبقى بيتها طبعا
لحد ما احس داوود براحه من رد فعل والدته رغم استغرابه لذلك الفعل ولكن انتهت التمثيلية وعاد كل شئ كما اراد
لكن هل ذلك ما كان يريده حقا ؟
********
عادت تبارك من السفر قبل موعد انتهاء اجازتها وابلغت والده تبارك اعمامها بما تم مع تبارك وقرروا الجلوس مع توفيق واقاربه والسؤال عنهم أولا
اتى توفيق برفقه اهله وقاموا بطلب يد تبارك ووافق الجميع وقاموا بشراء دبله وخاتم وعمل خطوبه صغيره قبل سفرهم لبلدهم مره اخرى
قامت تبارك بعد ذلك بعمل اجازه مرضيه حتى تستطيع التفرغ لخطبتها من توفيق والتعرف عليه
*****
فى الشركه كان داوود يعد الايام على موعد عوده تبارك للعمل مره اخرى وكانت الفتره التى غابت بها تبارك تمر الايام بها على داوود بثقل لكن كبريائه منعه من الاتصال بها وأن يطلب منها قطع اجازاتها والعوده للعمل وكان يفرغ غضبه على موظفين جميع الاقسام فالاخطاء التى كانت تلاحظها تبارك وتقوم بتعديلها قبل ان تصله لم يستطع احد غيرها عملها فهى كانت تراجع على ملفات جميع الاقسام قبل دخولها لداوود
اتى موعد انتهاء الاجازه ولم تعود تبارك للشركه
وتفاجئ داوود بعدم عوده تبارك للعمل استعدى موظف ال h.r وابلغه أن تبارك اخذت اجازه مرضى وارسلت الاجازه من خلال الايميل
احس داوود بغضب شديد وقلق عليها هل مافعله معها أثر عليها ؟ فهو كان ينتظرها بشوق لا يعلم سببه وظن أن ذلك الشوق بسبب نشاطها فى العمل لانه لم يستطع التعامل مع أحد غيرها بالإضافة أن لا احد اخر يستطيع سد مكانها فغياب تبارك أثر على سير العمل بشكل عام وعلى داوود بشكل خاص
مر اسبوع اخر وعادت أخيرا تبارك للعمل احس داوود بضربات قلبه تعلو وفتح كاميرات المراقبه بدايه من بوابه الشركه امامه على الشاشه حتى يستطيع رؤيتها فى جميع الاماكن حتى تصل له
دلفت تبارك للشركه وهى تحمل بيدها علبه كبيره من الشكولا وكانت توزعها على زملائها استغرب داوود ذلك ولكنه خمن انها توزع تلك الحلوى بسبب عودتها بعد غياب
دلفت أخيرا تبارك إلى المكتب ولم ينتظر داوود دلوفها اليه بل خرج هو لاستقبالها
ـ حمد الله على السلامه قالها بابتسامة لم يستطع اخفاءها
تحدثت تبارك بابتسامة أحس بقلق منها لا يعلم مصدره
ـ الله يسلمك اتفضل
ـ شكرا بس بمناسبة ايه ديه
رفعت له تبارك يدها وارته تلك الدبله التي تزين اصبعها
ـ خطوبتى
وقعت الشكولا من يد داوود وتحولت جميع ملامحه للغضب واقترب منها و.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية هي وكبريائه) اسم الرواية