Ads by Google X

رواية عيسى القائد الفصل العاشر 10 - بقلم اية محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية عيسى القائد الفصل العاشر 10 - بقلم اية محمد 


صمتت لا تعـرف متي اخذها البكـاء في وصلـة جديدة من القهـر و الحزن لأجل حالها، اقتـرب سليـم يضع أمامهـا كوبا من المـاء يسألها:
” متقوليش إنه كـان إعتد’اء زي ما حصل لأختك!!! “..
نظـر له وقالت بحسرة:
” ومن نفس الشخص “..
احتلت الصدمـة ملامحـه، يجـلس الإثنان أمام بعضهما البعض في صالـة منزلـه و أخذ الصمت محـله و توقف الزمـن لثوانـي بالنسبة لها و عاد هو لمـاضيـه المؤلـم…
عودة للماضي…
” شوفتوا الفضيحه يا أهل البـلد!! بيقـولوا الراجـل خلص علي مراتـه و بعـدين انت.حـر!! بيقـولوا كان معاها واحد “..
” تستاهـل.. تستاهل بس هو كان خلص عليها وخلاص يعني مكنش لازم يمو’ت نفسه، ساب عياله لمين بقي!! “…
” بيقولوا اخـوه هيجي ياخدهم بس بدريـة صاحبة البيت طردتهم و محدش من أهل البلد راضي ياخدهم عنده “…
كـان يجـلس بهـا، فتي في الثانيـة عشر من عمره و علي قدمه تجلس أخته الصغيرة صاحبة الخمسة أعوام، ارتفعت حرارتهـا حتي كادت تبـلغ الأربعيـن و هو أيضا يرتجـف من برودة الطقس و عينيه مغمضـة و جسده يأن ألمـا…
” بابا!!! مين دول!! “..
” لا حول ولا قوة إلا بالله، معرفش يا خـالد تعالا يا ابني نشوف “…
أقترب عبد الشافي تجـاه الطفليـن و بجـواره خالد صاحب الخمسة عشر عاما، فتح سليم عينيـه ببطئ ينظـر لهم بذعر يقول ببكاء:
” والله ما عملنا حاجه، مخدتش حاجـة من الأرض والله ما خدت حاجه “..
” اهدي يا حبيبي مفيش حاجه، انت ابن مين و مين دي و بتعمل اي هنا دلوقتي دا الفجر لسه مأذن!! “..
قال سليم ببكـاء:
” أنا ابن صادق مغاوري.. “.
” لا حول ولا قوة إلا بالله، هي مش الست بدرية قالت انك هتفضـل عندها لحد ما يعـرفوا أهلك فين يا ابني!! اي بس اللي حصل؟! “..
أجابه سليم ببكـاء:
” أنا أهلي مش من هنا! أنا معرفش حد والعمة بدريه خرجتني أنا وأختي، سلمي سخنه مولعه مكالتش بقالها يومين غير خيـار من الغيط اللي هناك دا “…
” يادي المصيبة دا الخيـار لسه مرشوش، قوم نروح بيها الوحده”
“يلاهوي دا أنت كمان قايد نار!!، تعـالا شيل يا خالد البت عنه “..

أخذ خالد الصغيرة يحملها بينمـا حمل عبد الشافـي سليم وذهب بـه لأقـرب مشفي لمداواتـه ثم عـاد بـهم لمنزلـه بعـدما تأكد أنهم بخيـر…
” أنا هروح لصاحبة البيت يمكـن تعرف توصلني لأي حد من أهلك ولو متعرفش هروح المركز أشوف كدا هيقولولي اي و لحد ما الكلام دا يخلص هتفضل هنا أنت وأختك “..
اومأ له سليم وهو يُغلق عينيه بإرهـاق شديد متسطـحا علي فراش في إحدي الغرف بمنزل عبد الشافـي و بجـواره أخته تتدثر بـه مُتعبه هي الأُخري…
” حضريلهـم أكل يا هناء علي ما يصحـوا “..
قالت بشفقـة:
” حاضـر.. ربنا يتولاهم يا رب، الناس مبقـاش في قلوبهم رحمة خالص!! محدش من جيرانهم يسأل عليهم!! يا تري ملهومش أهل يا عبد الشافي!! “..
أجابها زوجها بحيـره:
” والله مش عارف، كل اللي أعرفه ان أبوه أصله مش من البلد خالص و جه من كام سنه خد الشقـة ايجار عند الست ناديـة هو و مراته وكان معاه الواد ومراته حامل في البت لسه.. كل جيرانه ميعرفوش ليه قـريب ولا صاحب و محدش سأل فيهم، الواد خد أخته وجري بيها علي الأرض الزراعيه و قـاعد فيها بقاله كام يوم خايف من المنظر اللي شافه لما ابوه خلص علي امه وبعدين مو’ت نفسه، ربنا يتولاهم بصحيح يا هناء، احنا هنعمل اللي علينا و نخلص ضميرنا قدام ربنا، وان حكمت نربيهم وسط العيال وأهو نكسب فيهم ثواب “..
” و احنا هنقدر يا عبد الشافي!! دي من ساعة ما زين اتولدت من أربع سنين وإحنا بنوفر مصاريفنا بالعافيه “..
” مهما ليهم رزقهم في الدنيا بردو يا ست الكل و ربك هيدبرها، خلي بالك منهم بس و اديهم العلاج في وقته “..
” في عينيا متقلقش عليهم، قوم أنت لشغلك بقي يلا “..
اومأ لهـا عبد الشـافي وتحرك لعمـله وظلت هنـاء في المنزل في حيـرة وتغبط بيـن خدمة أطفالها الثلاث و هاذين الطفلين المريضيـن و لكن بالنهايـة هي أتمت دورها علي أكمل وجـة لمدة يومين حتي استعاد الطفليـن عافيتهـم…
قـالت هناء بضيق:
” يا زين اهمدي، سلمي جسمها ضعيف مش مستحمله اللعب والجري دا كله “..
وقفت زين تقـول بتذمر:
” اسمي زينـة مش زين “..
قالت هناء بضيق:
” لا يا حبيبتي اسمك زين مش زينة، وعلفكرا اسم زين ينفع بنت و ولد، زي اسم ليل كدا “..

” خلاص سموني ليل أحلي “..
اقتـرب سليم يقول بمشاغبه:
” أنا هقولك يا ليل.. “..
ابتسمت زين بسعـادة وركضت وهي تكرر الإسم فقـالت هناء بضيق:
” لا يا حبيبي متلغبطهاش، أنا عاوزاها تحفظ اسمها علشان لو لاقدر الله تاهت مننا تبقي عارفه انها زين عبد الشافي الشافعي، مش ليل أو زينـة “..
” حاضر يا خالتو أنا أسف “..
” طب روح نادي لخالد قوله يسيب الكتاب شوية و يجي يسـاعدني “…
ضحك سليم يقول بسخرية:
” خالد عاوز يبقي دكـتور، عشان كدا بيذاكر كتير، أنا مبحبش المذاكرة”..
” لا لازم تذاكر كويس علشـان تحقق أحلامك لما تكبـر، بس احنا دلوقتي في الأجازة يعني مفيش مذاكره فروح قوله لو مجاليش دلوقتي هخلي الشبشب يسلم علي وشه “…
ضحك سليم و هو يركض يبحث عن خـالد ليُخبره بالذهاب لوالدتـه قبل أن تتم معاقبتـه بطريقـه يعلمها الجميع جيـدا….
عودة للحـاضر…
تنهـدت سليم بتعـب يسألها بمزيج من مشاعر الحزن والألم والشفقة:
” حصل ازاي.. احكيلي اي اللي حصل بالظبط “.
………………………………………
كـانت تحـاول تحريـر نفسها من بين يديه القوية المحيطـه بها ولكنهـا فشلـت، يتشبث بهـا وكأنه سيفقدها بعد دقائق أو هناك عدو يقف أمام الباب يُريـد أخذها من بيـن يديه ولكنهـا لم تعلم بأنهـا كانت زائـرة لطيفـه له الليلة بداخل أحلامـه، فتح عينيه وأخيرا بعد نوما مريحـا ليجدها أمامه أول ما وقع نظره عليـه ليبتسـم بإستمتاع وهو يري نظراتها المنزعجـه:
” وعلي اي بقي جـايب كل السرير دا مش فاهمه لما أنت مش هتديني مكان اتنفس حتي! “..
ضحك عيسى يقول ببراءه مزيفه:
” هو الإنسان بيحس بنفسه وهو نايم يعني! أعمل اي طيب؟ “..
” بعـد كدا تنام في الناحية بتاعتك وأنا هنام في الناحية دي، من غير استعباط يا عيسى “..

” مهو أنا وأنا بتقلب بلاقيني فجـأه جمبك أعمل اي يعني! أنتي اي اللي مضايقك طيب؟! “..
” مش مرتاحـه “..
” تمـام.. اللي يريحك “..
تصنع عيسـى الحزن و ابتعـد يتجـه للمرحـاض و تركهـا لتأنيب الضميـر فالبنهاية هو زوجهـا و تتعـامل معه أبعد ما يكـون عن زوجـة له..
أخذت هي ثيابا لهـا ثم اتجهت للمرحاض الأخر بخارج الغرفـة و بدلت ثيابها بعد حماما دافئـا ثم اتجـهت للمطبخ ولكنهـا وجدته خاليا إلا من بعض الأطعمـة المُجمـدة والتي لن تصلح للإفطـار..
فعـادت لغرفتهـا وأخذت إسدال الصلاة تضعه، خرج عيسـى يسـألها بتعجب:
” هتصلي اي دلوقتـي مش صليتي الفجر؟! “..
” لا أنا هنـزل أشتـري فطـار “..
” طب والنقاب؟! “..
” ما أنا هربطه فوق طرحه الإسدال “..
نظـر لها عيسـى بإشمئزاز وتراجـع للخلف بعـيدا ثم تحرك تجـاه غرفة الثياب يقول بصوت حاد:
” لا طبعـا مش هتنزلي كدا، عامة متقلقيش أنا هروح الشركة و هبقي أعدي علي السوبر ماركت يبعتلكم شوية حاجات للبيت “..
” طب وأنت مش هتفطر!؟ “..
” هفطـر في الشركـة “…
” طب وليه السكرتيرة تجيبلك فطـار و أنا مجيبش يعني!! “..
كتم ضحكـته وهو يسألهـا بخبث:
” اي المشكـلة!؟ “..
” أنا مراتك يعني أنا اللي أفطرك، معروفه يعني “..
اتجه عيسـى يسحبهـا بين يديـه يضمهـا، يقف الإثنين أمام المرأه هو خلفهـا يحتضنها بيديه فنظرت هي أرضا بخجل و هو يتابعها في المرآة يسألها بهدوء:
” وهو ينفع مراتي تبقي دايما عاوزاني بعيد! “..
” أنا أسفـة بس أنا لسه مش متعودة، معرفش ليه بحسك كأنك تعرفني من زمان علي عكسي أنا “..
أدارها ينظر لعينيها مباشـرة يسألها بجدية:

” عاوزة تعرفي اي تاني عني؟! ”
” خد أجازة و خلينا نقعد سوا شـوية، نخرج أو حتي لو هنقعد في البيت و نتكلم ونعرف بعض، احنا كل ما بنقعد سوا شوية بتحصل حاجه “..
” الفترة دي الشغل تقيل فوق دماغي، و كمـان حصلت مشكلة مع خـالد و كلمني من شوية وقالي إنه هيروح بور سعيد مع حنة، و لقيت منتصر باعتلي رسالة انه عاوز يرجع و مرديتش عليه، فأنا هخلص شغل و هسافر علشان أجيب اخواتي، في النهاية سواء منتصر او خالد دول رجـاله طول بعرض مينفعش اسيبهم معـاهم اكتر من كدا، حتي لو هما أكتر ناس بثق فيهم “..
” حنة أختك!؟ “..
” زي أختي بالظبط، لو تعرفي هي اتظلمت ازاي من اخو ابوكي هتفهمي أنا ليه بهتم بيها “..
” خلاص خدني معاك بورسعيد “..
” تصدقي فكـرة و نقضي شهر العسل هناك “..
” لا ركـز أنا هاجي معاك علشان يبقي في فرصه نتعرف علي بعض، بص اعتبرنا هنبدأ في مرحـلة الخطوبة، يلا نقرا الفاتحه “..
نظر لها عيسى بضيق و قال بغضب:
” الفاتحه دي هقراها علي روحك لو ممشتيش من قدامي دلـوقتي “..
تحركت من أمامـه للخارج ولكنها عادت بعد قليل تقول بإبتسامة:
” ممكن تبقي تجيب دقيق و بيض علشان عاوزة أعمل كيكه، وأهو نبقي نتسلي في الطريق “..
” اكتبي الحاجات اللي محتاجاها علي ما أخلص لبس “..
” ما قولتلك أجي معاك ولا هي ناقصـه فرهده “..
تحرك عيسـى يبحث عن شيئ ليلقـيه بوجهها فلم يجـد أمامه سوي زجـاجة العطر الخاصه بهـا فصرخت بـه:
” لا يا عيسـى دي ب 300 جنية.. “..
عض علي شفته السفليـه بضيق وهو يضعهـا مكانهـا ثم تحرك لداخل غرفة الثياب وركضت هي للخـارج من جديد…
خرج علي صوت رنـات هاتفـه فرفعـه ليأتيه صوت المتحدث و قد كان أحد حراسه المخلصين له..
” لقينـا زين الشافعي يا قائد.. “.
اتسعـت ابتسامة عيسى، وأخيـرا!! بعد ثلاثة أشهر..
” هي فين!! “..

” في بيت الدكـتور سليم مغـاوري، بقالها شهرين عايشه معاه.. لوحدهم “..
” أهلا!! لا خير ان شاء الله مهي مش معقـول المصايب كلها ترن فـوق دماغي مرة واحده، بص المراقبه من بعيد مش هتنفـع، حاول تعرفلي وضعهم اي يعني عايشه معاه بأي صفـة.. فاهمني طبعا”..
” متقلقش يا قائد أنا عـرفت ان شقتـه فيها كاميرات مراقبه بمجـرد ما نعمل هاك هنعرف كل حاجه “..
” 24 ساعه.. اكتر من كدا هتزعل مني “..
” متقلقش يا قائد “..
ألقي عيسـى هاتفـه يكـاد رأسه ينفجـر، وقبل أن يعبر عن غضبه آتاه اتصـالا من منتصـر فأجابه بضيق:
” ايوا.. خير “..
” أنـا عاوز أرجع.. “.
” ولو أختي جرالها حاجه!! “..
” قـولتلك هتصـرف في الموضوع دا “..
” لا يا منتصـر، أنا مش بثق غير فيك.. اصبر انا بليل هكـون عندك و خالد هيجيب حنـة بردو “…
” النهـاردة إزاي!! إنت مش عارف ان سليـم مغـاوري عنـده بكره عمليـة كبيـرة!! وهـو دلوقتي أكيد خايف بعد ما مؤمن اتقبض عليـه ورجالته اختفـت، أكيد خوفه دا هيخليه يغلط في حاجه “…
” سليم مغـاوري قديم في الشغلانه، مش واقعه زي دي اللي تخـوفه، و بعدين الإتنين كانوا أعداء يبقي اي اللي يخوف سليـم يعني!! بالعكس دا الجو فضيله أكتر من الأول… برغم اني وقعت مؤمن و سليم في نفس المشكله إلا إن سليـم متهزش لأن ليه اسم كبير في السوق و طبيعي لما يكون في بضاعه عنده وعند مؤمن في نفس الوقت يبقي مؤمن هو اللي يخاف و يقع، و دا اللي حصـل “..
” طب وبعديـن يعني مش هنقـدر عليه خالص!! “..
” لا إزاي بقي!! هيقـع بس لما اللي سانده هو اللي يقـع “..
” وأنت عارف مين اللي سانده!! “..
” أه عارف.. بس مش وقته دلوقتي أنا هسيبهم براحتهم الفترة دي لغايـة ما أعرف مين اللي كـان خاطف فيفي “..
” الواد اللي أنا ضر’بتـه دا بعد ما خـرج رجـالتنا فضلت وراه، فكرته هيجـري علي اللي مشغلـه بس لقيته رجـع علي بيتـه ومبيخرجش منه “..
” كنت متوقع منه ميروحش للي مشغله، طلع ذكي بس اللي كنت حاسس انها هتوصلنا هي البت اللي كانت عامله نفسها فردوس، بس المفاجأة انها مجرد بت شغاله في شقـة مفروشة “..

” خلاص يبقي نخ.طفها ونقررها “..
” لا ما أنا دورت وراهـا تخيـل كدا مين اللي مشغلهـا!!! “..
سأله منتصر:
” هيكون مين يعني!!! “..
قال عيسـى بسخرية:
” اللي اسمه بعد اسمي في البطاقـة “..
سأله منتصر بصدمه:
” اااي!! أبوك؟! وكان عاوز أختك ليـه هيشغلها معاه ولا اي!!! “..
” تفتكر!! “..
” من غير زعل! يعملها عادي “..
” عامة دي مجرد افتراضات، رجـالتي وراه يفهمولي هو شغال في الحكاية دي بس ولا شم نفسه كدا ازاي بعد ما كان مش لاقي ياكل!! “..
” أبوك شكـله مبقاش سهل يا عيسى و وراه حد تقيـل، والموضـوع كبير.. و اختك دي لازم تفهم عشان كل شوية تقف قدام باب الشقة تقولي هسيبلك البيت وامشي!!! عيسـى انا مليش خُلق بجد ليها! “..
” معلشي استحمل شوية “..
” حاضر.. سلام “..
أنهي عيسى المكـالمه وهو يقول بسخرية:
” أومال لما تعرف اني ناوي اجوزهالك هتعمل فيا اي!!”..
………………………………………………
” يعنـي جوز امك هو اللي أجبرك!!! تتجـوزي راجل أكبر منه هو أصـلا!! فين أمك و فين أهل أبوكي!! ملكيش عم ولا خـال!!! “..
” كلهم قاطعوا امي لما قبلت تتجوز الراجل دا “…
” يقاطـعوا أمك، انما انتي بنتهم!! “…
” لما جوزي مـات مكانش ليـا ورث لأن الجواز كان عُرفي مش متوثق.. ورقة ملهاش لازمة اتقطعت قدامي، يعني قانونيـا أنا عزباء.. مش أرملة “..
” فهمت، أنتي في نظر الناس الآنسة حنة، و بسبب الحيوان دا و بسبب اللي حصل صعب تفهمي ناس في مجتمعنا دا إنك مدام حنة “..

” بالظبط.. أنا بصراحه معرفش كارم كان بيعمل هنا اي هو واخواته، ولا فاهمه هو كان جاي ليه لحد بيتك، مش عارفه حاجه ومش فاهمه “..
” بكل بساطه، كارم دا يبقي ابن خالة الشخص اللي اتعد’ي علي اختـي… اه انتي كنتي متجـوزة جوز خالـة الكلب دا.. وهو فعلا و ولاده مش من هنا وكانوا بيجوا بس زيارات مش اكتر، فأنتي ضـُرة بنت العيـلة دي أو بمعني أصح زي ما قالوا من سنين انك اللي جيتي خطفتيه من عياله ومراته عشان الفلوس و كنتي السبب في موته كمان “..
” أنا كنت مجبـورة.. و ولاده عارفين اني كنت مجبـورة، كنت بستنج……………… خلاص، خلاص مش عاوزة افهم حاجه، رجعني بس لبيتي.. أو خليني أكلم فيفي أو أكلم عيسـى “..
” حاضر “..
………………………………………….
” وقت ما شوفته قـدامي حسيت رجلي مش شايلاني، كنت خايفـة بس في نفس الوقت كان جوايا كمية غضـب و محتاجه أخلي الغضب دا يخرج في مكانه الصـح، محسيتش بنفسي غير وأنا ماسكه قوالب الطوب الأحمر وبرميـها عليـه لحد ما اتصاب بواحده.. اللي متعرفوش ان عمران دا كان مد’من أساسا و اللي عرفته انـه وقت ما اعتد’ي علي اختي ضاع منـه كيس من المخد’رات كان نازل في الوقت دا علشان يلاقيـه و كان واخد منه ساعتها…. اتجنن و سحبنـي لجوا بيت قديم و كان مصيري زي اختي في النهاية، برغم اني قاومت و عيطت وصر’خت بس في النهاية معرفتش احمي نفسي معرفتش… مكنتش زي نور، متقهرتش قد ما جوايا كنت عاوزة حاجة واحده بس، هي حقـي وبس.. حقي هاخده بنفسي و بإيـدي، قدرت أسرق منه باقي كيس المخد’رات، ورجعت البيت ومحدش حس بيا غير علي عصر اليوم دا كانوا فاكرين اني نايمـة و سابوني أرتاح.. بس أنا فضلت أيام مبيغمضليش عيـن.. كنت عارفه انه هيرجع يدور علي الكيس من تـاني، سيبتـه لحد ما يتجنن عليه أكتر، كنت بشوفه من سطح بيتنا و هو رايح جاي علي نفس البيت القديم يدور علي الكيس.. و في أقصي مراحل الجنان دا روحت وراه من تـاني “…
” أنتي مجـنونه صح!!! تصرفاتك كلها غلط، أنتي اللي حطيتي نفسك في الموقف دا بجنانك و دلوقتي بترجعي تاني لنفس الموقف!! “..
” حقي وحق أختي كان لازم يرجع، وكانت قدامي فرصـه مش هينفع أخسرها أبدا… أنا أول ما رميت الكيس قدامه جري عليه زي المجنـون و فعلا أخد كميه كبيـرة، بس أنا فضلت وراه وخليتـه ياخد باقي الكيس كلـه.. شوفته قدامي وهو بينازع، كان بيستنجـد بيا و هو بيموت، هو اللي حط رجله علي أول طريق الموت وأنا زقيته عشان أسرع خطاه “..
” ليه مقـولتيش لأهلك!! “..
” وأقهرهم أكتر؟! أكسرهم من تـاني!! “..
” طب ما أنتي هربتي و سيبتي البيت!! “..
” بس هما عارفين اني هربت مغلوبه علي أمري، أنا عارفه ان بابا عنده اني أهرب أهون من اني اتجوز اخو الكلب دا صدقني يا دكتـور سليم انا هروبي مش هيدبح أهلي زي انهم يعرفوا حاجه زي دي “..

” و أهلك مصيرهم يلاقوكي يا زين، ولازم تعمـلي حساب اليوم دا كويس، لازم تعملي حساب انهم يمكن يجوا بعد كام شهر يلاقوا بطنك قدامك أو بعد كام سنه وفي ايدك العيل دا.. ساعتها هتقولي كل حاجه “..
” مش هيلاقوني.. “..
” واللي في بطنك!! هتعملي فيه اي!! هيكون مين أبـوه؟! هتربيه لوحدك ازاي!! “…
” لو ربنا مقدرنيش هسيبـه في دار أيتام “…
تنهـد سليم بتعـب وهو يحـاول بكـل الطرق إيجاد الحل لتلك الكارثـة، وبرغم ثقل الكلمات إلا أنـه قالها بكل هدوء:
” إحنا هنتجـوز، و هتقـولي لأهلك ان الحمل دا في شهرين مش تلاته وأنا هدبر الموضوع مع المأذون متقلقيش بحيث نكتب جوازنا بتاريخ قديم “..
” لا طبعا “…
وقف سليم يصـرخ بحده:
” أنا مبعرضش و مبطلبش منك أنا بقولك اللي هيحصل يا ليل، واي كلمـة زيادة هاخدك من إيدك علي بيت أبوكي و اللي يحصل يحصـل، والزفت اللي اسمه ضاحي دا اللي واضح اوي انه بيستغل موت اخوه علشان يوصلك لو فكر بس يهوب ناحيتك انا اللي هقفـله هو وعيلتـه وساعتها بقي هقلبها د’م علي دماغهم كلهم “..
” مش فاهمه!! ليه تعمل كدا علشان واحده متعرفهاش “..
” مين قال اني مش عارفك!! أنا عارفك كويس اوي يا غبية بس انتي اللي مش فاكراني!!! أنا سليـم! أخو سلمي صاحبتك وانتي صغيرة! سليم اللي عاش في بيتكم سنتين اتنين، مش فاكراني علشان أنا سيبتك وأنتي ست سنين بس أنا منسيتش حد منكم، لا انتي ولا نور و لا خالد و لا نسيت بابا عبد الشافي ولا ماما و لا هقدر انساكم أبدا!! أنا عيشت في بيتكم كأني ابنهم بالظبط، عيشت كأني أخوكي و أخو نور، أنا اللي وصلتلك أول يوم حضانه وأنا اللي كنت منقيلك شنطة المدرسه، طب فين صورنا سوا كانت مع ماما!! طيب أنا الوحيد اللي كنت بناديلك ليـل و ماما كانت بتفضل تزعقلي.. مش فاكره حاجه خالص!! “…
قالت بصوت مرتجف:
” الصور!! أيوا ماما حكتلي عنكم بس أنا مش فاكره حاجه “…
” أنا مش عاوزهم يتكسـروا و خلاص مش هنقولهم، هنتجـوز دا الحل اللي عندي ودا الحل اللي هيتنفذ و النهاردة، موافقه؟! “..
” هتتجوزني رد جميـل لأبويا!! “..
” جهـزي نفسك، هجيب المأذون وأنا راجع من الشغل “..
” مينفعش تتجـوزني وأنا حامل، لازم أولد الأول، ربنا سبحانه وتعالي قال « وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ»…
“يبقي هنضطر قدامهم نزيف قسيمة جـواز و أول ما تـولدي هكتب عليكي علطول من غير ما حد يحس بحاجه”..

” بس..
“انتهي النقاش..
…………………………………………….
كاد يتحـرك لخارج شقتـه ولكنه توقف علي صوت رنين هاتفـه ليجده خـالد…
” استر يا رب… أيوا يا خالد “..
” ع.. عيسى دي أنا، حنـة “..
” أنتي كويسـه؟! مال صوتك! “..
انتبهـت زمرد لـه واتجهت تقف جـواره تحـاول سماع الحديث لا تدري بأنها تلتصق بـه، فحاوطـها بذراعه بضيق يحتجـزها بين صدره و يده حتي كادت تختنق وهي تحاول الإفلات…
” متخـافيش يا حنة، أنا كنت باعت وراكي حد من رجالتي لحمايتك و هو اللي أخد باله ان في ناس وراكي، علشان كدا كلمت خـالد يجيلك المحطـه و عيني كانت عليكي طـول الوقت “..
” طيب ومين اللي بيراقبني مش فاهمه!! “..
” لسه مش متأكد، بس متقلقيش ان شاء الله لما هتوصلي بور سعيد هكون في انتظارك هنا “..
” فيفي كويسه؟! عاوزة أكلمها “..
” حاضر هخـلي منتصر يكـلم خالد و يخليكي تكلميهـا “..
” شكـرا يا عيسـى، بجد مش عارفة من غيرك اي اللي كـان ممكن يحصل “…
” لا متشكرنيش، أنتي وفيفي عندي واحد.. سلام “..
أنهي عيسـى المكـالمه ثم سحب تلك المُشاغبة يُوقفهـا أمامه يُحاصرها عند البـاب يسألها بضيق:
” بنغير بقي من حنـة صح!! “..
” مبغيرش، بس دي مش أختك بلاش الحنية الزياده دي، مشوفناش يعني الحنية دي “..
” وهو أنتي مدياني فرصه! “..
” يا سلام وهو دا معناه تقعـد ترفع في صوتك كدا مع اي واحده!! “..
” أنا رفعت في صوتي!! هنتبلي علي بعض!! “..

” عيسي متستعبطش أنت مبتشوفش نفسك بتكـلم الناس ازاي ولا كأنهم شغالين عندك، حتي منتصـر في عز أزمته هريته أوامر، نفذ يا منتصـر من غير كلام، اشمعني دي بتكلمهـا كدا يعني!! “..
” بصراحه.. كنت ناوي اتجـوزها “..
” اي؟! “..

  •تابع الفصل التالي "رواية عيسى القائد" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent