Ads by Google X

رواية ارهقني عشقها الفصل العاشر 10 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

  

رواية ارهقني عشقها الفصل العاشر 10 -  بقلم وداد جلول



أُختي
          
                
"أمي أريد أن أحدثكِ بموضوعٍ مهم"



همهمت والدته لتقول :
"حسناً بني ما الأمر"



بلل شفتيه لينظر بأرجاء المكان ليضرب بكفه على فخذه بخفة ويقول :
"أريد أن أتزوج ليلى"



صعقت بكل معنى الكلمة من كلماته ، حقاً الآن وضعت بين نارين ولا تعلم كيف ستداري الوضع ، من جهة ليلى التي لن تتقبل هذه الفكرة ومن جهة ابنها الذي سيجن جنونه إن علم بفكرة ليلى وخطبتها من غيره ، علامات القلق كانت ظاهرة على وجهها ، نظر لها جبل بترقب وجمود ليقول :



"لطالما تمنيتي هذا الشيء منذ زمن وها أنا أريد أن أتزوجها ها مارأيكِ"



ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول بتوتر :
"ولكن ليلى هي لن أقصد هي تريد .."



لم تستطع إكمال جملتها ليحدثها جبل باستغراب :
"ما بكِ أمي ألم تعجبكِ الفكرة أم ماذا ، هل حدث شيء"



ابتلع ريقه ليردف بترقب :
"هل ليلى قالت لكِ شيء"



جفلت من كلمته لتنظر له بقلق وتقول :
"أنا متأكدة بأنها لن توافق صدقني لإنها منذ قليل كانت تحدثني بشأن ذلك الشاب الذي يريد التقدم لخطبتها وقالت بأنها موافقة وبأن أخبرهم بموافقتها"



حالما سمع كلمات والدته انتفض من مكانه ليتحدث بصراخ :
"ماذا"



جفلت من صوته لتقول بريبة :
"مابك بني لما الغضب والصراخ يجب علينا أن نحترم قرارها"



مسح على وجهه محاولاً التماسك والتحكم بأعصابه ليقول بحدة :
"لا أصدق ماهذه الجرأة التي لديها لكي تتفوه بتلك الكلمات معلنة عن موافقتها"



تنهدت سلمى بقوة لتقول :
"بني أنا أعرف الشاب جيداً هو حسن الأخلاق وأحواله ممتازة لما لا تري .."



لم تستطع إكمال جملتها بسبب مقاطعته لها بصراخ :
"أمي ما الذي تتفوهين به أنتِ أيضاً ، كيف ستسمحين بهذا الشيء ، ألا تعلمين بأنني أريدها ها"



ابتلعت ريقها لتقول بتوتر :
"أعلم بني أعلم ولكن لن نستطيع إجبارها على شيء لا تريده خصوصاً بأنها تخافك وتنفر منك"



أغمض عيناه بألم لسماع حقيقة كلمات أمه ، هي بالتأكيد تخافه ولكن موقفها هذا جعلت الدم يغلي في عروقه ، تنهد بحدة ليقول :



"أمي أسمعيني جيداً هذه الفتاة ستكون لي أنا بالتحديد ولن يأخذها أحدٌ غيري هل تفهمين"



كلماته استفزتها جداً لتنفعل وتتحدث بحدة مماثلة :
"حسناً إذاً عليك بأن تدعها تتقبلك وتقع في حبك ، عليك بأن تخفف من أوامرك المستمرة لها ، عليك أن تراعيها وتكون هادئ معها وليس جامد أو غاضب في بعض أحيانك"




        
          
                
استمع لها بجمود ومع كل كلمة تقولها تجعله يتألم أكثر وأكثر ، لاحظت والدته انفعالها المفاجئ عليه لتتنهد بقوة وتقول بهدوء :



"بني أنت يجب عليك أن تعاملها بشكلٍ أفضل وتكسبها إلى صفك لا أن تجعلها تنفر منك وتكرهك ، صدقني لن يحدث شيء إن حاولت التخفيف عن أوامرك المستمرة لها لن تضيع منك بهذه الطريقة كما تظن"



انفعل من كلماتها ليقول :
"بلى ستضيع مني صدقيني ستضيع ، أنت لا تعرفين شيئاً أمي ، مجرد أن أعطيها حريتها وأخفف من أوامري لها ستعجبها تلك الأجواء وستبتعد كل البعد عني ، أنا أفهمها جيداً ، لن أدعها تفعل ماتريده وستبقى تحت ظلي"



حركت رأسها بيأس لتقول بجمود :
"كما تشاء ولكن أنا لا شأن لي بشيء"



تحدث ببرود :
"أريدها أمي"



تنهدت بقوة لتقول :
"أجعلها تتقبل هذه الفكرة أولاً وتتقبلك ومن بعدها سأوافق على زواجكما ، ولكن إياك أن تفكر بإجبارها عليك هل فهمت ، لن أوافقك بهذا القرار ولن أدعمك وصدقني سأبعدها عنك عندها"



ناظرها بحدة لكلمتها الأخيرة التي تفوهت بها ليحرك رأسه بتوعد و حدة ، همَّ بالرحيل من أمامها ولكن صوت والدته أوقفه لتردف له :



"عندما أتأكد بأنها موافقة ومتقبلة هذه الفكرة وستتماشى مع أوامرك وتتحملك عندها سأوافق وسأكون سعيدة لكما"



استدار لينظر لها بجمود ومن ثم صعد متوجهاً إلى غرفتها لكي يتحدث معها بشأن قرارها اللعين كما أسماه ، دخل عليها دون أن يطرق الباب حتى ليتقدم منها عدة خطوات ويحدثها بجمود :



"ما الذي سمعته من أمي عن قراركِ ليلى"



نظرت له بلؤم لتقول :
"الذي سمعته منها صحيح وأنا موافقة على خطبتي من ذلك الشاب"



كز على أسنانه ليغمض عيناه محاولاً التحكم بأعصابه لكي لا ينقض عليها ويبرحها ضرباً من قرارها الذي يجعل الدم يغلي في عروقه ، تنهد بقوة ليقول :



"لماذا"



عقدت حاجبيها باستغراب لتقول :
"لم أفهم"



عض على شفته بقوة ليقول :
"لماذا تريدين الخطبة ولا تريدين بأن تكونين لي"



ابتسمت بسخرية لتقول :
"لإنني أكرهك وأكره أوامرك اللعينة وأفضل الموت ولا أكون لك"



كلماتها كفيلة بتحطيم قلبه إلى أشلاء ولكن ما صدمه هو كرهها له بسبب أوامره ، ألهذا السبب لا تريده وتكرهه ؟ حقاً حمقاء وساذجة ، ابتسم بسخرية ليقول :
"أنا حقاً لم أعد أفهم عليكِ ليلى ، لماذا تخافين مني ها ما الذي أفعله لكِ فقط قولي"




        
          
                
انتفضت من مكانها لتتحدث بهجوم :
"كل أفعالك التي تفعلها معي وتقول ماذا تفعل لي ، هه ماذا عن أوامرك لي ، ماذا عن ضربك وتهزيئك لي عند أقل خطأ يخرج مني ، ماذا عن دخولي للمستشفى في ذلك اليوم بسببك ، ماذا عن رؤيتك البارحة وأنت تقبل فتاة جلبتها من الشارع ، أهذه الأفعال ليست لها قيمة عندك ، ليست كافية للحد الذي يدعني أكرهك ها"



أغمض عيناه بشدة ليتحدث بصراخ :
"كفى اصمتي كفاكِ"



ابتسمت بسخرية ولم تتحدث ليردف لها بصراخ أيضاً :
"لست كما تظنيني بلا قلب ومشاعر ، لقد قلت لكِ إياكِ وعصيان أوامري ولكنكِ دائماً تفعلين عكس ما آمركي به ، تخافين مني عندما أغضب ولكنكِ لا تعلمين بأنكِ السبب في غضبي ، والآن تحدثيني بكل جرأة وتتمردين علي لماذا اللعنة عليكِ وعلى قلبي الذي أحب فتاة مثلكِ"



نظرت له بغضب لتقول بصراخ :
"لست مضطر لتقع في حب فتاة مثلي ابتعد عني ودع أوامرك اللعينة جانباً لإنني لم أعد آبهة لك ولن أسمع لك أي كلمة من الآن فصاعداً فلتذهب للجحيم أنت وقلبك ومشاعرك"



نظر لها بصدمة وعينان جاحظة ، حقاً هذه الفتاة يزداد تمردها عليه يوماً بعد يوم ، لم يصدق بأنها تكرهه وتمقته إلى هذا الحد ، ابتلع ريقه بصعوبة ليقول :



"حقاً لا أصدقكِ ليلى ، أنت تفاجئينني يوماً بعد يوم"



ابتسمت بسخرية لتقول بهدوء :
"أرجوك دعني وشأني ولا تتدخل في أموري من الآن فصاعداً ، أريد أن أعيش حياتي كما أريد وكما أحب وأريد أن أختار الشخص الذي أريده أنا ، لذلك كل منا سيعيش بالجانب الذي يريحه"



نظر لها بجمود ولكن هالة الحزن بانت في عينيه ، بلل شفتيه ليمسح على وجهه ويقول :
"لما لا نعطي فرصة لأنفسنا لكي نكون بجانب بعضنا وتتقبليني ها"



ابتسمت بسخرية لتقول :
"وهل ستكف عن أوامرك وتحكماتك بي ، هل ستعطيني الثقة وتتركني أذهب وأعود كما أشاء ، هل ستدعني أختار ملابسي وأي شيء بنفسي ها أجبني"



نفخ خديه بقوة ليقول بجمود :
"لن اكف عن أوامري لكِ أبداً ليلى ، أنا أفعل كل ذلك فقط لأجلكِ لإنني خائف عليكِ صدقيني"



ضحكت ضحكة رنانة وساخرة لتقول بتحدي :
"إذاً هذا لا يناسبني دعني وشأني لأعيش كما أريد وابتعد عني رجاءً"



همهم لها ليبتسم بسخرية على نفسه وعلى الحال الذي وصل له بسبب هذه الفتاة ليحرك رأسه موافقاً ويقول :



"كما تشائين سأدعكِ وشأنكِ وسأبتعد عنكِ فلتفعلي ما شأتي ليلى"



أنهى جملته وخرج من غرفتها دون زيادة حرف ، بينما هي نظرت للاشيء بحزن غير عالمة بفعلتها وكلامها إن كانت على صواب أم لا ...




        
          
                
_____________________



دخل جبل إلى غرفته والشياطين تتراقص حوله ، لا يعلم لما لم يصمتها باللحظة التي تجرأت عليه وتفوهت بتلك الكلمات ، ألهذه الدرجة تكرهه وتكره رؤيته ؟ هو كان يعلم بخوفها منه ولكن ليس لحد الكره والمقت ، ضعف أمامها ولم يستطع أن يفعل شيئاً سوى أن يرضخ لقرارها ، لقد بصقت كلماتها في وجهه دون أدنى تفكير منها بقلبه وبمشاعره ، حقاً مل وتعب منها ومن عنادها ، ليست طفلة صغيرة من تُمشي جبل على مزاجها وكما تحب ، أمامه كل النساء ولكن لا يريد غيرها ، حسناً هي اختارت البعد وهو سيحترم قرارها ولكن ليس للأبد ، فهو على أتم اليقين بما يفعله ، أليست هي من طلبت الابتعاد ورفضته حسناً لا مانع ، سيحاول بأن يتغاضى عن الكثير من الأشياء التي ستفعلها والتي حتماً ستؤلم قلبه ، سيتماسك وسيصمد لأجلها ولأجل الحصول عليها فيما بعد ...



______________________



مرت خمسة أيام وليلى لم ترى وجه جبل أو تحدثه ، لا تعلم لما تشعر بالفراغ ولكنها مرتاحة كلياً ، قبلته وشفاهه كادت أن تجن منها فهي إلى الآن تحت تأثيرها ، حسناً هي تعترف بأنه استطاع أن يؤثر عليها ولكنها تحاول التجاهل ، دخل عليها هي ووالدته بجمود ليلقي التحية ويجلس معهما ، ابتسمت برضى لإنها رأته وظلت عيناها تتابعه بينما هو لم يعيرها أي اهتمام وظل يتحدث مع والدته بأمورٍ عدة ولم يكلف خاطره بسؤالها عن حالها حتى ، تنهدت بحنق وقد لفت انتباهها حديث عمتها وهي تقول :



"مم اا جبل بني ماذا عن خطبة ليلى هل أردُّ عليهم بموافقتها أم ماذا"



همهم لها بجمود ليقول :
"أمي أنا لا شأن لي هذه حياتها وهي حرة بها ، أتمنى لها السعادة فهي أولاً وأخراً ستبقى أختي الصغيرة"



جحظت عيناها من جملته ، ماذا ماذا قال ؟ أختي !! هي أخته ! هه ما الذي يهذي به حباً بالله ؟ أليس هو من اعترف لها بحبه وأرادها له إذاً ما الذي يحدث معه الآن ؟ لنأتي للصراحة لا تعلم لما احتقن وجهها عندما سمعت بهذه الكلمة ، انتشلها من شرودها صوت جبل وهو يقول بلا مبالاة :



"بالتوفيق والسعادة يا ليلى"



نظرت له بانزعاج لتبتسم بحنق وتتوجه فوراً إلى غرفتها ، بينما هو ابتسم بخبث على ماحدث ، صدح صوت والدته لتقول بحنق :



"ما الذي تحاول فعله جبل ها كيف وافقت على خطبتها وأنت تريدها"



تحدث بجمود ولا مبالاة :
"أنا لم أعد أريدها أمي ، من لايردني لا أريده"



تنهدت والدته بحنق لتقول :
"حقاً لا أفهمك جبل ما الذي تحاول فعله ، أنا أكثر العالمين بحبك لها"
 

ابتسم بخبث ليقول :
"انتظري وسترين ما أنا فاعلٌ أمي أنتِ فقط انتظري"
 
نظرت له بريبة ولم يعجبها كلامه ، ولكن أولاً وآخراً هي تثق بابنها كثيراً لذلك ستدع الأمور تجري لصالحه وكما يشاء ، تنهدت بقوة لتنهض وتجري إتصالاً لصديقتها لكي تخبرها بموافقة ليلى ومن ثم اتفقتا على موعد الخطوبة ...
 

بينما عند ليلى كانت جالسة تهز قدمها بحنق وتقضم بأظافرها من شدة غيظها من ذلك الذي سيدعها تجن منه حقاً ، لا تعلم ما سر تقلب مزاجه ، ألم يقل بأنه يحبها إذاً كيف نكر ذلك الشيء اليوم وقال لها أختي ، حسناً اتفقنا هي ليست مهتمة له ، لا تحبه ، لا تحمل في قلبها أي ذرة مشاعر ، ولا يهمها في شيء ، فليذهب للجحيم لن تبالي له وستتم خطبتها غير آبهة له ولا لمشاعره ...
 

" عاشقٌ قد خانَ الهوى .. وحبيبٌ وعدَ وغدر
إلى أين ياقلبُ أجب .. إلى متى سنبقى ننتظر "
 

google-playkhamsatmostaqltradent